قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثامن والثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثامن والثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثامن والثلاثون

لم تدوم لحظات استسلامها. بل انها دفعتة بقوة ليبتعد عنها
اردت خطوة إلى الخلف أثر دفعتها العنيفة بينما هي زاغت عيناها واستدارت تولية ظهرها وهي ترفع خصلاتها بضعف وارتجاف هامسة لنفسها...
-غبية غبية
اقترب مرة اخري ليمسك مرفقها ويديرها قائلا بهدوء.
-لا مش غبية يامريم. كفاية لحد كدا
هنرجع لبعض المرادي ويا نتغير يانتقبل عيوب بعض
التفتت له بعدائية لتقول بحدة.

-ودا مكنش كلامك زمان. مكنش كلامك لما طلقتني وروحت خطبت واتصلت بيا لما خطيبتك سابتك تتهمني فيها. عشان مكملش كام ساعة وطفلي بموت جوايا
مكنش دا كلامك لية ياجواد
بلل شفتية وهو يقول بأنفعال.
-مريم اهدي وانا هفهمك كل حاجة
لو سمحتي اسمعيني ولو قرارك منرجعش هحترمة
رمقته بنظرة ساخرة عاتبة ليقول بصدق.
-بجد بجد هحترم قرارك حقيقي يامريم
اشاحت بوجهها عنه لتشير إلى المقاعد قائله بخفوت.
-اتفضل أقعد.

ابتسم بامتنان لقبول سماعها له. ليشير إلى الشرفة قائلا.
-لا تعالي نقف قصاد النيل. شكلة حلو
أطاعته بصمت وهي تتجة إلى الشرفة حيث نسيم النيل وضجة القاهرة. العامرة بأصوات السيارات ليقول بعد صمت.
-انا خطبت لوسيندا بنية مختلفة. مش عشان اضايقك زي ماقولتي. ولا الكلام دا، انا لما خطبتها كنت طلعتك من حياتي
لوسيندا كانت محتاجة دعم عشان ترجع ابنها إلى خطفة استيفان. والي هو ابوة. لوسيندا واستيفان بيحبو بعض.

ودخولي بينهم او اني اخدها منه كان موضوع فاشل
والي عملتة دا كان محاولة فاشلة لتأجيل مواجهتهم
واليوم إلى كلمتك فية لوسيندا اختفت من شقتها. او اتخطفت بمعني اوضح والي خطفها.
قاطعتة بنبرة تقريرية.
-استيفان
تنهد قائلا بإيجاب.
-ودا كنت إلى هتوقعة لولا الرسايل إلى لاقيتها على موبيل لوسيندا. مكالمات ورسايل تهديد. برقمك انتي يامريم
ودا إلى خلاني اتصل بيكي واكلمك كدا.

وقبل ما تسألي مين إلى بعت رسايل او قبل ماتنكري ان انتي
قاطعتة بحدة هاتفة...
-مش هنكر حاجة مفروغ منها
ابتسم على حدتها وترفعها ليتابع بخواء.
-نازلي. ماما مكانتش حابة نرجع تاني فهي إلى كانت ورا الموضوع دا هي إلى عملت حكاية الرسايل والمكالمات
وهي إلى قالت لاستيفان مكان لوسيندا عشان يرجعها
عشان مش حابة ارتبط بلوسيندا كمان
شهقت بصدمة هاتفة.
-انتا بتقول اية!
هز كتفية ساخرا وعيناه شاردة.

-متستغربيش. هي دي ماما من ساعة ماسافرت بيا
يا بتفرض رأيها. يابتنفذة بطرق جانبية
انا كنت عايز ارجعلك من ساعة سيبتك في المستشفي
ساعتها زعقت وقولت هنساكي. وهكمل حياتي وانك مش مهمة.

لكن اول مارجعت لاقيت مامتك بتتكلم مع ماما وبتقول انك مصاحبة المهندس إلى كان بيصورك وضربتة واتطلقنا بسببة. زاد اصراري اني اتخطاكي. لكن معرفتش حقيقي معرفتش. جبت المهندس دا واتخانقنا. استفزني في البداية انكم فعلا متصاحبين. لكن لما ضمن ان محدش فينا هيطلع عايش. قرر انه يقول الحقيقة وانه ميعرفش عنك حاجة من ساعة مانشر الصور في المجلة
كانت تستمع له بذهول وعيون لامعة في عيناها ليكمل بخفوت حزين.

روحت بيتك. ودورت عليكي في كل مكان تتخيلية
لكن ملقتكيش. ملقتش الا دا
أخرج هاتفها من جيب بنطالة ليكمل بشجن.
-شوفت اليديوهات إلى كنتي مصوراها لابننا
ساعتها بس عرفت ان خسارتنا كبيرة. كبيرة حجم سعادتنا لو كنا مع بعض وربينا الطفل دا بينا
الطفل إلى اتمنيتة يعوض وحدتي إلى عيشت عمري بتمني اطفال يعوضوني عنها
انسحبت الدماء من وجهها لتهمس بإرتجاف.
-چوااد. انت. انتا بتقول اية
تنفس ببطئ وهو يتابع شحوبها بكرامة مجروحة.

يكفي انه حارب ذاتة ليصرح لها بما يكظمة من سنوات
ليمسح على وجهة قائلا بإبتسامة مهتزة.
-اممم كنت عارف ان دي هتكون ردة فعلك
ومقولتلكيش عشان تتأثري كدا. المهم اننا رجعنا مش كدا. مش احنا رجعنا يامريم
مرغت وجهها في صدرة بصمت والدموع تتوافد لعيناها بغزارة. وقلبها يئن بعجز عن اتخاء القرار لتهمس أختناق.
-جواد. مش عارفة. مش عارفة افكر
الي حصل كتير وكبير. وخسارتي كانت كبيرة.

اغمض جواد عيناه بتعب حقيقي وكل ما مرا به معا بات بعيدا تماما. وكأنة حدث منذ سنوات طويلة. سنوات اهلكتة وأحرقت سفينتة واشرعتها. لم يتبقا غير التعب. والتعب فقط. ليقول بنبره جافة وعيناه تشخص بعيد.
-خسارتنا يامريم. ولو فضلنا على الحال دا هنخسر أكتر
كل إلى فات كان نتيجة لغلطنا. بلاش نكرر غلطنا بجفاء وكبرياء انا مبقاش عندي طاقة احارب واعافر.

انا لو طلعت من هنا من غيرك مش هرجع تاني ولا هصغط عليكي تاني. هفضل اقضي إلى باقي من عمري بهدوء بعيد عن الكل. صدقيني طاقتي خلصت يامريم
عضت على شفتيها تكتب تأوة متألم كلما تتذكر فقدها للصغير. ومامرت به مع جواد. ليزداد ألمها وهي تسمع نبرة اليأس في صوتة. لتهمس.
-ولو خرجت من هنا معاك!
اطلق زفير طويل وهو يمسك يدها ويعد على أصابعها.
-اول حاجة هاخدك افرجك على شقتنا الجديدة.

هاخد أجازة طويلة شوية نقرب فيها من بعض
هنقعد ونتعاتب وكل واحد يقول إلى في قلبة
قم امسك اصبعها الرابع قائلا بهدوء عابث.
-هنبدأ نزود عددنا بأطفال كتير مناخيرهم كبيرة زيك
ابتسمت. بل انفلتت ضحكة صاخبة من شفتيها وهي تدري ان معني مناخير كبيرة كناية عن الكبرياء والغرور
ليتابع وهو يمسك اصبعها الخامس.
-هاخدك المكان البعيد إلى عايز اروحه. عشان هقولك هناك حاجة مهمة ممكن تفرق معاكي.

ازادت خفقات قلبها وهي تدري ذاك الأمر لتقول بعواطف مُرهقة وعينان دامعة رغم قوتها.
-هتقولي انك بتحبني!
مد سبابتة يمسح تلك الدمعة الزجاجية وهو يحرك رأسه بإيجاب باسما بحزن على يأسها الواضح بعيناها ليقول بنبرة تقريرية اكثر من كونها تساؤل...
-وهتردي عليا انك بتحبيني انتي كمان صح!
ابتسمت وهي تحرك رأسها بإيجاب.

وعيناها تنظر لجواد بشكل مختلف تماما عن نظرتها له في الماضي. لا تعلم هل تراه مختلفا ومحبا وصادقا وبريئ حد السخرية لأجل الصدمات التي اخبرها بها
ام لأجل اعترافة المُبطن بأنه يحبها!
شدت شهد على خصلاتها وهي تري تلك الصور إلى بُعثت لها منذ دقائق. صور غير قابلة للشك او لتمحيص لتتأكد ان تلك العارية التي تتوسط ذراع زوجها هي نفسها ناردين
دقت من جديد على هاتف غيث علة يرد ويثبت ان تلك الصور كاذبة.

تلك الحرباء لن تبتعد عن محيطها بسهولة
لن تترك غيث لحاله تود سرقتة منها ومن اطفالة
لم يكفيها شهور الهجر بينهم
دقت على هاتف ناردين ولكن لا اجابة هي الأخري
صرخت بغيظ وهي تضرب على فخذها بأنفعال. لتفتح هاتفها من جديد وتدق على اخدهم لتقول بصرامة.
-ازيك ياوليد. معلش ممكن خدمة!
-اهلا يامدام شهد اتفضلي طبعا أموريني!
فتحت شهد مُكبر الصوت قائلة.
-ممكن تحددلي المكان بالظبط لرقم غيث. والرقم دا
01.

تردد الصوت قبل ان يقول بإيجاب...
-حاضر خمس دقايق واتصل اديكي العنوان بالظبط
اغلقت شهد الهاتف وهي تعض على شفاهها تنتظر معرفة العنوان كي تتأكد من صحة تلك الصور. وتحديد ان كان زوجها بريئ. ام لا!
القت ناردين هاتفها بعد ان اغلقتة تماما
لتتجة إلى ذاك الغافي في الفراش. تتحسس وجنتة بشرود
وكذالك خطوط عيناه التي ابدت لها طول السنوات التي فصلت بينها وبينه. حينما كان زوج لقريبتها المتوفاة.

كانت تحبة. تحب قوتة وحديثة وعيناه
تحب رزانتة وضحكته المُجلجلة الذي يطلقها حينما تلقي احد دعاباتها، تحب كل مايخصة!
ولكنة للاسف لم يختارها حينما رأي ملك
وكذالك لم يختارها حين جائت شهد
في حين انها تفوقهن جمالا وخفة ظل
واكثرهن قرب له وفهماً لشخصيتة
ولكن هو كالعادة لم يفضلها
فرت دمعة حارة على وجنتها ورغم حزنها هذا
لم يمنعها ان تحط بشفتيها على كل بقعة في وجهة. وكذالك عيناه المُغلقة. لحيتة الخشنة شفتاه القاسية.

كل ما بة لم يسلم من هوسها المجنون الذي حط علية بعاصفة هوجاء
كانت تضمه اليها رغم حسرتها لفقدانة لوعية. ولكن كان هدفها واحد. في كل الأحوال. اما ان تنال قلبة طوعية
او تنالة رغما عنة.

ولكن قطع قبلاتها الشرسة طرقات عالية. خشيت ان تُختم بكسر الباب من كثرة حدتها. لم تأبة لطرق الباب ولكنها وقفت ترتدي ملابسها الخفيفة. تحسبا ان ازداد الطرق ستفتح. ولكن ماهي الا ثوان وفتحت لتجد عاصفة هوجاء تمسكها من خصلاتها بعنف صرخت ناردين بتفاجؤ لتصرخ.
-اية إلى انتي بتعملية دا. اوعي
اغلقت شهد الباب والتفتت لها بشراسة. لتقول ناردين بأستفزاز جعل الدماء تندفع في اوردة الأخري.

-ايه إلى جابك. ولا جاية ورا جوزك!
صفعة مدوية سقطت على وجة ناردين. صفعة بحجم كل الحقد والألم الذي سببتة لها ولزوجها. لتصرخ شهد بقوة.
-قسمابالله لو رجلك عتبت ناحية جوزي واهلة لافضحك وسط اهلك وواريهم اخلاق بنتهم. انا لحد دلوقتي ساكتة وصابرة وبقول إلى ربنا يسترة مفضحوش انا
لكن انتي مُصرة تطلعي رد السجون إلى جوايا
جحظت عيون ناردين ووجنتها تحرقها بجنون من أثر تلك الصفعة ومن كلمات شهد للتتابع...

-دلوقتي حالا تلبسي هدومك وتستري نفسك وبلاش شغل الرخص دا. لو فاكرة اني ممكن اشك في جوزي تاني عشان واحدة حرباية زيك تبقي بتحلمي
ثم صرخت بها لتفيق من صدمتها...
-يلا اتحركي
قفزت ناردين سريعا تجمع قطع ملابسها وتخرج بهم سريعا وهي ترديهم بإرتجاف من صراخ شهد. لقد انقلب السحر على الساحر وماعاد هناك وسيلة لاسترجاع غيث
انهت ارتدائها لتجذبها شهد من يدها قائلة بغضب.
-افتكري كلامي كويس. لأن المرة إلى جاية فعل وبس.

حركت ناردين رأسها بإرتجاف ومذلة وحقد. لتتركها شهد وتسمح لها بالفرار. لتدلف إلى تلك الغرفة
لتري زوجها الغافي على الفراش دون ملابسة
اقتربت منه تحدق في ملامحة المرتخية بسكون
لا تدري لما هو هنا. وكيف جاء
وما اسبابة
الا انها متأكدة بقرارة نفسها ان غيث لم يخون وعودة
ولم يخُنها. متأكدة رغم النار المُستعرة في قلبها. ورغم غضبها الذي يكاد يحرق الأخضر واليابس
ربتت على وجنتة قائلة بجمود.
-غيث. فوق ياغيث.

لم تصلها إجابة. لتقع عيناها على عُلبة دواء بيضاء قُرب حقيبة ناردين. لتمسكها بتوجس تقرأ ما عليها. لتشهق بفزع وهي تنظر من جديد لغيث الساكن...
-غييث
ولكن كما المرة الأولي لا مُجيب. نظرت للعلبة من جديد تقرأ جيدا لتعلم ان تأثير القرص الواحد عشر ساعات نوم بلا انقطاع. كم قُرص اعطتة تلك المرأة
حاولت ان تُلبسة ملابسة سريعا ويدها ترتجف خوفا علية.

نومة عميق وكأنة ميت. اخرجت هاتفها من جيب بنطالها لتتصل بأحدهم وهي تكاد تنهار وتنقشع قشرة قوتها.
-ايوة يابابا. هات السواق معاك وتعالي على العنوان دا
غيث فاقد للوعي ومش عارفة اعمل اية
لما تيجي يابابا هحكيلك كل حاجة
اغلقت الهاتف وهي تنظر لزوجها من جديد تربت على وجنتة ودموع الغيظ تحتل عيناها. لما لا تعيش معة بسلام
لما لا تختفي تلك المرأه من حياتها تماما!
تمنت وتمنت ولم تدري ان تمنيها هذا بات وشيكا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة