قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع عشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع عشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل السابع عشر

تنهد غيث بأرهاق عظيم. وهو يرتمي على أريكة منزله
وعقله قد تعب من كثرة التفكير والضغط. مر سبعة ليالي وهي بعيده عنه. لا يدري عنها أي شيئ
سبع ليالي لا يدري ان كانت بخير. او كانت تبكي
لا يدري هل هربت منه لتذيقه مرارة الألم والذنب
أم هربت بلا رجعه
وضع رأسه بين كفيه وهو يفكر، اتستطيع شهد العيش دونه!
اتستطيع أحتمال الهجر والأبتعاد عنه وعن أولادها
اتستطيع تحمل كل هذا الجفا!

شهد الناعمه التي أخبرته مرارا انها وجدت الحياه فقط معه وبين ذراعيه. شهد التي لا تستطيع النوم الا بعد أطمئنانها انه معهم بخير وبعافيه
من أين أتت بهذا التجبر لتهرب لمكان لا يعلمه سوا الله
وقف بأنهاك ليتجه إلى غرفته ليغير ثيابه ويعاود إلى عمله والبحث عنها من جديد. وصار هذا شغله الشاغل
رمق غرفته الكئيبه بعين فارغه. غرفه مكتومه لم تري نسيم الشتاء منذ أن غادرت صاحبتها.

خلع مأزره ليلقيه على الفراش ويليه قميصه الأبيض
وهو. يتذكرها وهي تساعده في تحضير ملابسه. تقابله دائما بأبتسامتها الواسعه. اين شهد وأين أبتسامتها الآن!
لاح الحنين على قسمات وجهه رغم غضبه ونقمته عليها وعلى هروبها. ولكن قلبه يأبي ان يتبع غضبه. بل لان بحنين يليق دائما بشهد. الحنين يشبهها. أو هي تشبه الحنين
عينيها الهادئه التي لطالما لمع الحزن فيها
وجهها البريئ وضحكتها الرائعه.

سمرتها التي تذكره بخيوط الشمس الذهبيه
كل ما بها يدعو إلى الحنين
صوتها الناعم الذي لطالما شبهه بالناي الحزين
نظراتها العطوفه التي تحاوطه دائما. وتصب حنانها نحوه
تنهد وهو يفتح خزانتها. ويقرب شالها اليه ويقبض عليه بقوه. وغضب وحنين. وكل ماهو مشتاق وناقم
أقسم داخله ان رأها سيصفعها بقوه. او سيوبخها سايقسو عليها حتى تتعلم ان الهرب ليست وسيله مُصلحه.

سيعلمها ان رجولته ليست لُعبه. وأنها اصبحت أم يجب عليها وضع أسرتها نصب عيناها. سيخبرها بالكثير والكثير
حين يجدها
ولن يغفل اخبارها انه أشتاق لها. وبجنون ايضا
القي الشال بعنف داخل الخزانه ليغلقها بقوه. متنهدا بأرهاق وحده، ليسمع طرقات الباب. ثم الجرس يتبعها
اتجه نحو الباب وهو يمسح على وجهه بحده. ليفتح الباب متفاجئ بوجودها أمامه!
جعد حاجبيه بضيق قائلا...
-اهلا ياناردين. ايه إلى جابك!

تجاهلت الشق الثاني من جملته وهي تدلف وعلامات القلق باديه بوضوح على وجهها لتقول.
-جيت أطمن عليك ياغيث. مالك شكلك تعبان
نظر غيث لها لثوان. قبل أن يدلف تاركا اياها. لتتبعه بعد أن سمع صوت أغلاق باب المنزل. قائله خلفه
-مبتردش ليه ياغيث. مالك بتهرب مني ليه
بتعاقبني ليه على حاجه مليش ذنب فيها!
تأملته ناردين وهو يرتمي على الأريكه عاري الصدر لا يستره سوا بنطال بذلته التي اللقي نصفها في اعلي فراشه.

وحين طال صمته وصمتها المتأمل له.
استوعب وضعه. ليقف متجها إلى غرفته ليرتدي ثيابه قائلا...
-امشي ياناردين ونتكلم بعدين. مفيش غيري وغيرك هنا وأظن دا ميصحش
امسكت مرفقه وهو يمر جوارها لتقول بأعين لامعه.
-بتهرب مني تاني ياغيث. عشان مراتك هربت
تهرب مني أنا
عكس الوضع وهو يمسك مرفقها بحده قائلا...
-ناردين متدخليش في حياتي أكتر من كدا. واتفضلي أمشي ونتكلم وقت تاني عشان مش فايقلك
-وانا أمتي اتدخلت في حياتك ياغيث.

الغلط عند مراتك مش عندي أنا
جعد وجهه ساخرا ليجيب.
-من امتا اتدخلتي ازاي. امال مين كانت ديما بتقول ازاي شهد بتلبس كدا. ازاي شهد ذوقها كدا. ازاي شهد ملهاش في الموضه والفاشون. ازاي شهد مبتروحش معاك قبر ملك وتحترم حزنك، ازاي شهد تفهمنا غلط. ماهي لو بتثق فيك مكانتش حطتنا قدام الموقف دا، مفروض تثق في جوزها أكتر من كدا.

ايه نسيتي كل دا ياناردين. وفي كل مره كنت بغباء بسمع كلامك وباخد موقف منها. وفي الآخر تقوليلي أنك بتحبيني
وانا معرفش ازاي مصدكيش. ازاي موقفتكيش وافتكرت ان مفروض بينا حاجز وشك شهد صح!
تجاهلت كلماته الحاده ووجهه المتشنج. لتحاوط وجهه قائله بدموع صادقه...
-غيث انتي بتحملني ذنب إلى حصل مع مراتك
بتحملني حاجه لا أنا ولا أنتا لينا يد فيها
ابتسم ساخرا وهو يبعد يدها عنه قائلا...

-امال مين إلى ليه ذنب. شهد مثلا إلى ليها ذنب
ناردين ياريت تسكتي وتمشي من هنا لأني بجد في أقصي حالات غضبي. وعاملك خاطر عشان ملك الله يرحمها
أهاناته لها بلغت ذروتها لتربع يدها قائله بهدوء...
-تمام ياغيث. أنا همشي ومتضحكش لا عليا ولا على نفسك بكلمه ملك دي. لو هنتكلم عن خاطر ملك. فا خاطرها مكنش يستاهل تتجوز بعدها. او تتمادي معايا.

ألقت كلماتها ثم أخذت حقيبتها من أعلي الأريكه وخرجت صافعه الباب خلفها. تاركه أياه يقف عاجزا التغبير عن غضبه من نفسه ومنها ومن شهد
دقائق وسمع طرقات الباب مره أخري. ليتحرك ببطئ ليفتح مطالعا لوجه والده الجامد
لينظر له عبدالرحمن مطولا. صدره العاري وهيئته الغاضبه
ليقول والده بعد ان دلف...
-شوفت ناردين نازله من عندك
فتح غيث فمه متمتما...
-ايوا كانت هنا و.
قاطعه عبدالرحمن بحده وهو يرفع يده بعلامه الصمت.

-مش محتاج تقولي كانت هنا. الجواب باين من عنوانه ياباشا. صدرك العريان وشكلك المبهدل بيقولو كانت هنا ليه
تشنج وجه غيث أكثر قائلا...
-يابابا بالله عليك ان مليش دماغ لأتهامك دا. انا فيا إلى مكفيني.
تنهد عبدالرحمن قبل ان يضع هاتفه ومفاتيحه أعلي الطاوله...
-خش غير هدومك. ولادك بيسألوا عنك انتا وشهد
وغيابكم انتو الأتنين غلط ونفسيتهم ممكن تبوظ بالشكل دا. تعالي نتغدي واقعد معاهم يلا.

دلف غيث لغير ثيابه بعقل شارد. مفكرا. لما أدخل نفسه في دوامة ناردين. ولما تطوع لمساعدتها لأسترجاع ولدها
والذي نسيت أمره تماما في خضم علاقتهم
اطلق تأوها وهو يضع يده على رأسه وألمه يزداد، ألم رأسه الذي لا يتركه في الاونه الأخيره
اغمض عيناه وفتحها ببطئ قبل ان يخرج من غرفته ليقول.
-يلا يابابا
وصله صوت والده من داخل الحمام قائلا...
-انا جاي اهو.

جلس غيث منتظرا خروج والده وعيناها عالقه في الفراغ وكلمات ناردين تصم اذنه. لسمع
صوت هاتف والده يصدح دون توقف. ليمسكه ويطالع الرقم، ليجد رقما مسجلا بأسم خطي واعلاه رقم هاتف والده الثاني. عقد حاجبيه قبل ان يجد يد والده تلتقط الهاتف سريعا ليقول والده بجمود...
-يلا يابيه.

وقف غيث وسار خلف والده متجاهلا نظراته الغاضبه اثر ظنه أنه تمادي مع ناردين. التي هبطت للتو من شقته الذي اصبح يمكث بها وحيدًا وهيئته عاريه. لاباه كل الحق ليشك
ولكن عقله كان منحصر في تساؤل واحد. اين شهد!
لتذهب عيناه إلى والده الذي يعبث بهاتفه بيد. ويد اخري تغطي فحوي الشاشه. ليبدأ الشك بالتسلل لقلبه.

طرقت مريم بقلمها على مكتبها الأنيق وهي تري صور الديكور. الذي يخالف تماما ما طلبه العميل. لتنظر لأحد المهندسين الذي جاء اليها سريعا عقب معرفته بوصولها من سفرها. لتقول بعصبيه...
-لا اصدق ان هذا العمل الرديئ قد خرج من مكتبي
من كان مسؤل عن هذا الرجل لاري
حرك لاري كتفه العريض بعدم معدم معرفه قائلا...

-لا أعلم سيده مريم. كل مااعلمه ان العمال حين سألتهم عن الذي اعطاهم هذا التصميم أكدو أن صاحبة التصميم هي انتِ. وبالطبع لم اصدق هذا
فتحت عيناها بدهشه لتقول بأدراك.
-الآن فهمت. هذه مكيده لي
هناك من خطط ودبر ذالك الأمر الشنيع. لا أصدق
صيت مكتبي سيصير في الأرض أثر ماحدث
وضعت رأسها بين كفيها هامسه بصدمه.
-ياأللهي. ماتلك الورطه
تنهد لاري قبل ان يقول بعد وقت.

-ربما املك بعض الحلول سيده مريم. وأرجو ان تأتي بثمارها
رفعت مريم وجهها اليه منتظره حلوله بوجه خالِ من اي أمل، ليتابع لاري بجديه...
-ألا ان من اللازم نشر مقال تنفي فيه مانُسب اليكِ
ولا تدفعي لذاك الرجل ماطلب. والا سنثبت تورطنا
لوحت بيدها بملامح متعبه...
-وان لم ندفع سيدور على كل جريده ومواقع التواصل ليزيد من حدة الأمر ونشر.

-ان كنا نعلم ان هذا التصميم لم يخرج من أحد منا اذا لابد من مدافعتنا عن الأمر مهما فعل هذا الرجل
وايضا هناك حفل خيري سيحضره مختلف طبقات الوسط
سنتدبر أمرنا هناك، سنتبرع بتجديد ديكور هندسي دون تكاليف لأي شخص يحتاج التدخل الهندسي
ومن هنا نثبت عدم تورطنا في اي شبهه
تنهدت مريم وقد بعث بها لاري القليل من الأمل. لتنظر له بأمتنان قائله.
-اشكرك لاري على وقوفك الجاد ومدافعتك عن المكتب.

كان بأمكانك التجاهل كاغيرك ممن عملو هنا ثم تجاهلو الأمر تماما
ابتسم لاري باحترام قائلا...
-أظن أنني لابد ان اساندك في أزمتك. والتي بالتالي هي أزمتي بما أنني لازلت اعمل معك. لا داعي للشكر سيده مريم. ولكن هناك داعي للمجهود وأرجاع مكتبك الهندسي على مايرام
اهدته مريم ابتسامه ممتنه. ليقف لاري متجهًا للخارج. ليرجع قائلا بتذكر.
-سيده مريم. الحفل الخيري ليلة غد. سأوافيكِ هناك.

وسأحضر قائمه جيده للأشخاص الذي لابد من أقناعهم للتعاون معنا
حركت رأسهابأيجاب لتقول.
-سأراسلك غدا لأعلم التفاصيل
خرج لاري من المكتب بينما بقيت مريم. وهي تطالع رسوماتها الهندسيه. وتقارنه بالرسمه الغريبه والتي تخص الرجل الذي كان سببا في غلق مكتبها، لتهمس بحيره.
-تلك الخطوط قد رأيتها قبلا!
قلبت التصاميم بين كفيها وعقلها يعمل كالماكينه. أين رأتها.

وشعور داخلها يخبرها ان علمت من صاحبها. ستعلم من أين جائتها المكيده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة