قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثامن عشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثامن عشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثامن عشر

أنهي فاروق أعماله المتراكمه. ليريح رأسه على المقعد الجلدي خلفه. وعيناه شارده في سقف مكتبه. عقله غائم تماما عن الحاضر. وذاكرته تأخذه إلى تلك الحبيبه الجميله
برائحة الماضي. الا الآن لا يعلم ان كانت أحبته بيوم من الأيام ام كان شعورها زيف كَكل ماكان بينهم
طرأت على ذهنه مشاهد عديده. حب الجامعه. قبلاتهم المسروقه بعد كل نزهه. عيناها الجريئه التي كان يتغزل بها ليلًا ونهار
نعومتها حين تهمس ببطئ.

-بموووت فيك ياروقه
وكان يموت فداء تلك المراه ونعومتها وكل مافيها. وتوالت الايام والسنين
حيث تخرجا من الجامعه ثم خطبتهم. ثم الزواج
جاءت كل الاحداث خلف بعضها البعض. كل شيئ كان جميل ورائع للغايه. وعشقهم الكبير كان خير دليل لذالك
مال وزوجه جميله وأسره ذات حسب ونسب
اغمض عيناه بقوه والقسوه قبضت ملامحه. وأصبح الاسوء يمر على ذاكرته واحد تلو الآخر. ومنهم مشهده الأخير معها
امرأته الجميله المحبه.

اختنقت أنفاسه بقوه ليفتح عيناه على وسعها وهو يفتح فمه ليأخذ شهيق عنيف. وكأن انفاسه كانت محتبسه لدقائق طويله. والأكسجين اختفي من حوله
وقف مترنحا يمينا ويسار حتى وصل إلى حمامه الخاص بمكتبه لينزل رأسه تحت الماء البارد عله يستفيق من تلك الدوامه القاتله
صار يتنفس بصعوبه وهو يضرب الحائط امامه بوحشيه
وعيناه الجذابه اصبحت مليئه بالخطوط الحمراء
اختنق تنفسه ليضغط على أسنانه مصدرا صوت زمجره مخيفه. لتتشنج اعضائه.

دلفت مساعدته سريعا عقب سماعها لصوت الضجه
وحين رأته يتشنج بلا توقف. فزعت قائله.
-سيد فاروق. سيد فاروق. أوه ياالهي سيد فاروق
خرجت سريعا لتجلب هاتفها بفزع
كان فاروق بعالم آخر تماما. ووجهها يتوسط كل المشاهد القاسيه، وكلما رأي سبب اوجاعه تعلو زمجرته. حتى سقط أرضا ولازلت رقبته ملتوحه وعيناه تبرق بشكل مرعب
وزمجرته تشبه الوحوش المقيده
دخلت مساعدته من جديد وهي تطلب أحد الأرقام هاتفه.

-سيده عبير. السيد فاروق انتابته الحاله من جديد
بل بشكل أكبر. أرجوكِ استدعي طبيبه على وجه السرعه قبل ان يسبب اذي بالغ لنفسه
كانت تتحدث وتنظر له بشفقه. رغم ان هذا المشهد قد رأته مره وأثنتين. ولكن تلك المره يبدو فاروق بحاله غير طبيعيه اطلاقا
ووسط زمجرته واعوجاج رقبته. وعيناه التي ارتفعت قرانيتها للأعلي. كانت الدموع تحضر لعيناه بغزاره.

ووجه تلك المرأه ونظراتها تقتله بخياله، عيناها كانت عازمه على تحطيمه في خيالاته. كما حطمته في الواقع
جلست ساندرا. جواره بعد ان اغلقت الباب جيدا. لترفع اناملها إلى وجنتيه هامسه بدموع.
-سيد فاروق. اتمني ان تصبح بخير. لا أراك تستحق الألم.

زادت دموعها وهي تحاوط رأسه إلى صدرها كاطفل صغير يرتجف خوفا. ولكن الفرق انه رجل يخطو إلى منتصف الثلاثين. يجلس على أرضيه الحمام. بهيئه مزريه لا تناسب هيئته الرائعه، ويتشنج بقسوه
وصارت الدموع تقطر من عيناه ببطئ وبطريقه مؤلمه
وآخر مشهد يمر على ذاكرته قبل أغمائه على جسد ساندرا
حين امسكت تلك المرأه نصل السكين وقربته إلى رقبته ببطئ وأبتسامه ساخره مليئه بالجنون، ونظره عيناه المتوسله والمصدومه.

لتصرخ ساندرا بفزع حين ارتخي جسده. وسال الماء الأبيض من فمه...
-فاااااااروق
حدق أستيفان بوجه جواد الذي يطالب بتفسير حول علاقته بلوسيندا. ليتنهد قائلا بوجوم...
-رأيت لوسيندا وهي في سن الرابعة عشر تقريبا
كانت فتاه رائعة الجمال. كانت جميله وبريئه بشكل مهلك
اتذكر حين كنت ازور صديق لي مجاور لمنزلها
ورأيتها تسقي الأشجار. ومنذ ذالك الوقت وقعت بحبها
هتف جواد بصدمه وملامحه ازدراء.
-أحببت طفله صغيره!

اشاح استيفان عيناه عنه وتابع...
-كانت هيئتها اكبر من عمرها حينها. لست من هواة الأطفال سيد جواد. كانت اذهب لمنزلها يوميا لأراها دائما كنت اراقبها واطمئن عليها. واواسيها واضاحكها
واحبتني هي الأخري. واتفقنا على الزواج حين تكمل سنها القانوني. حتى أنني حادثت المرأه التي تبنتها من الملجئ.

واخبرتها اني احبها وأنوي الزواج بها. رغم استنكارها في البدايه لفرق العمر بيننا الا ان لوسيندا كانت قادره على اقناعها وأسكاتها بتعلقها في. لذا رضخت المرأه اخيرا
ومرت السنين وهي لا تري او تسمع از تعيش سوا على صوت على ورؤيته
قاطعه جواد مره أخري بحيره...
-من علي! الم تقل انها كانت تحبك
تبسم استيفان بسخريه ليقول.
-علي هو اسمي الثاني وسط رفقائي العرب. لأني عربي الأصل ومن الجزائر ان لم تكن تعلم.

هز جواد راسه بأيجاب ليتابع استيفان...
-لا اعلم لما اخبرتها بأسمي العربي. ولكن احببت لكنتها به كثيرا. فلم أصححه لها. فابالأخير على واستيفان هما ذات الشخص
جاء اليوم التي ذهبت تلك السيده إلى احد الرحلات الذي يقترحها صديقاتها. وبقيت لوسيندا بمفردها بالمنزل. ذهبت لها لأقضي معها بعد الوقت. ولكن تورطت معها بعلاقه جسديه. زاد تعلقها بي وانا كذالك
كان جميع من بحيها يعلم اننا رفقاء، وكنت مخلصا لها للغايه.

ليضحك ساخرا والقهر يرتسم بعيناه.
-تخيل معي سيد جواد. كنت مخلصا لطفله لم تخلص لي
اووه معذره لم تعد طفله. بل العاهره الصغيره. لم تترك أحد في المنطقه الا واخذ منها ماشاء. كان شيئ جنوني. وانا اراها بين كل صوره في احضان آخر
حتي رفقائي نامت معهم واحدا تلو الآخر تخيل!
حتي وصلت إلى اقرب صديق لي علي. والذي بسببه اطلق على علي مثله لشده تقاربنا.

اجبرته ان يعاشر تحت التهديد بسلاح ابيض. رغم انه صديقي وحبيب صديقتها. ولكن شهوتها جعلته تركض خلفه لاهثه
المرأه التي كنت اول رجل يلمسها. صارت عاهره بعد شهر واحد من معاشرتي لها، لا يفلت رجل من يدها دون ان تعاشره. وكلما كنت اراها اري الوجه البريئ الملائكي. وحين اذهب تتحول لداعره
لم يستطع جواد ان يسمع المزيد من الكلمات المهينه للوسيندا ليقول بحده...
-أكمل دون الفاظك الخادشه تلك.

تجاهله استيفان وعيناه تغيم بدموع الذكريات.
-رفض على ان يعاشرها بل زجرها بعنف. ولكن تهديدها له تحت السلاح كان أمر صعب. وهو ليس بقديس
ليلامسها ويقيم معها علاقه كامله. وحين انتهت منه. قطعت عضوه التناسلي وأطرافه
ثم هربت سريعا بعد ان شوهت نصف وجهه بالنار
قتلته بطريقه شنيعه للغايه. صديقي المبتسم الاقرب لقلبي قتلته حبيبتي بقسوه مفرطه.

بل وحسبت انها ستفلت بفعلتها. لولا ان صديقتها رأتها وهي تخرج من منزله متسلله. لتبلغ الشرطه عنها وسط صرخاتها الهستيريه
فتح جواد فمه بصدمه وعدم تصديق وهو يسمع لحديث استيفان وعقله لا يستوعب ان لوسيندا الرقيقه تفعل هذا
ليتابع استيفان بحقد وعينان قد احمرت من احتباس الدموع.

-والأدهي انها حرقت كل دليل خلفها. كاميرات المراقبه للطريق الذي يرصد المنزل. حيث انها اقامت علاقه مع عامل الكهرباء كي يعطلها وقت وقوع الجريمه
لا يوجد سوا صديقتها التي رأتها، لتحاول قتلها هي الأخري
هتف جواد بعدم استيعاب...
-هذا غير منطقي على الاطلاق. من المستحيل ماتقوله
لوسيندا بريئه لأقرب حد تتوقعه
ابتسم استيفان بكره ليقول ساخرا...

-واستخدمت نفوذ المرأه التي كفلتها لتزج بصديقتها داخل السجن. وتلفق جريمة القتل لها. مبرره أن حبيبة على كانت غيوره للغايه. ومريضه نفسيا. وهي المتهم الأول في القضيه. لتخرج هي بلا حساب او عقاب
لتكمل عهرها بعدها
لتختفي تماما بعدها. وركضت السنوات بي ولم اراها سوا في شركتك
تحاول الأيقاع بك انت الآخر. ولم اعلم ان لي ولد سوا من ايام قلائل، لتهرب بعدها من جديد. علها تبحث عن ضحية جديده لها.

هز جواد رأسه بعدم تصديق. ليقف قائلا بجمود...
-تلك القصه لا تدخل إلى عقل طفل صغير. ان كنت احببت لوسيندا حقا كنت ستري برأتها ومدي رقتها منذ سنوات
والقضاء ليس بظالم ليأخذ بنفوذ، المذنب يعاقب
ثم صمتت قليلا ليقول.
-اين الفتاه صديقتها!
-تقضي عقوبتها في احد المصحات النفسيه والعصبيه
استعد جواد للذهاب ليقول...
-هي الوحيده التي تعلم اين الحقيقه استيفان.

وانصحك تبحث عن فرقه استخبارات تبحث في القضيه من جديد. وانا سابحث عن لوسيندا. فهي من الآن وصاعدا تخصني استيفان
انهت شهد جلي آخر صحن بيدها. لتضعه من باقي الصحون بعد ان جففته بصبر. وعيناها شارده في حالتها تلك
تستيقظ وسط النهار لتكمل نهارها شارده او تحادث اولادها. ثم تطالع التلفاز. وتأكل مايجعلها على قيد الحياه لليوم التالي وهكذا
اصبح هذا روتينها منذ ان جائت تلك الشقه
لا جديد ابدا.

رن هاتفها الصغير برقم والد زوجها. لتجيب...
-ازيك يابابا
لم تجب أجابه، ولكن صوت انفاس عاليه يأتيها. لتقول بحذر...
-بابا انتا معايا!
لتجد صوت زوجها يحطم حذرها ويجعل خفقاتها تتصاعد اثر صوته المكتوم...
-شهد
شهقت بصدمه وهي تبعد الهاتف عن اذنها وتستحضر الدموع اليها. والالم يتكرر من جديد. والجرح الذي لم يندمل صار ينزف أكثر. ليصلها صوته الحاد يصرخ...
-شهد متقفليش، واسمعيني كويس.

أرجعي ياشهد. ارجعي قبل مالاقيكي انا والوضع يبقا اصعب
زادت دموعها لتقول بصراخ هي الأخري...
-لا مش راجعه. وهتطلقني ياغيث. انا مبقتش عايزاك
مبقتش قابله العيشه معاك ومش هرجع غير وانت مطلقني
صوتها الباكي وصله بوضوح ليرق صوته قليلا...
-طب ارجعي. او قوليلي انتي فين آجي اخدك. ياشهد الأمور مبتتحلش كدا أرجعي وهعمل إلى يريحك
-وانا قولتلك مش راجعه الا لما تطلقني ياغيث
مش هرجعلك لو فيها موتي.

زاد جنونه من جديد ليصرخ...
-شهد بطلي شغل العيال دا وارجعي احسن مااجيبك أنا
ارجعي وهنتفاهم. مش معقول تضيعي حياتنا عشان غلطه صغيره
مسحت دمعاتها بعنف لتقول...
-فاكر قولتلي اي ياغيث قبل ما اتجرلك زي الهبله
قولتلي انا مت بنسبالك ياشهد. وانا بقولهالك اهو ياغيث انتا مُت بنسبالي مبقاش لا ليك ولا لحياتنا وجود. وارجوك طلقني
ثم اغلقت الهاتف بوجهه الذي بُهت تماما. وزاغت
عيناه بصدمه. وعقله يردد.

تلك ليست شهد ابدا. مستحيل أن تكون هي
بينما الأخري مسحت دموعها بحسم. وهي تبدأ بالدعس على قلبها بأكثر الطرق ايلاما. وهي ألمه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة