قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع

جواد وليد الصياد
رجل أعمال درس أدارة الأعمال، ثم أسس شركة اتصالات في أحد الدول الاوربيه. متزوج من مريم الفقي
رجل ورث وسامه عائله الصياد. وقد حظي بقدر كبير من الوسامه. لتتشابه ملامحه بملامح أبن عمه أدم احمد الصياد
مريم الفقي
مهندسه ديكور. من أب مصري وأم أجنبيه أفتتحت مكتب هندسه خاص بها عقب تخرجها من الجامعه. لتتزوج بعدها بجواد وليد الصياد.

حفيد مُلهمتها وقدوتها في عالم أعمال المرأه السيده نازلي الصياد. لم ترث جمال والدتها الغربي. فيما غدا بياض بشرتها الشاحبه وعيناها الخضراء و ورثت من والدها شعر أسود قصير وشامه على وجنتها اليسري
لوسيدا لورنس
فتاه اجنبيه شقراء يتيمة الأبوين. ترعرت في الأصلاحيه ثم هربت منها بعمر الخامسه عشر. وشغلت الكثير من الوظائف الصغيره كانادله وعاملة نظافه. او بائعة صحائف.

حتي ألتقطت بالسيده رولينزا التي تبنتها وأشرفت على تعليمها الكامل. لوسيدا صاحبة وجه ابيض جذاب وشعر اشقر وعينان زرقاوتان. وقوام رشيق.
أستيفان ألبرت قدير
شاب أنجليزي الجنسيه لوالدين جزائريين الأصل. ولد في لندن وترعرع كشاب أجنبي. يملك والده شركة دعايه واعلان كبيره. توظف بها أستيفان لمدة قصيره ثم تركها بدون سبب ليدريها اخاه الأصغر ليلتحق بشركه الصياد
فاروق حداد.

رجل قد بلغ الثلاثون من عمره حديثا. يعمل مهندس برمجيات جانب كونه كاتب مشهور ببلده. يملك شقيقتان وأب يعيشان بالخارج. ويزور والدته المنفصله عن والده في مصر سنوياً. فاروق رجل بشكل مهيب وجذاب أملس الوجه غزير الشعر. بملامح وسيمه
مياده الألفي
فتاه في العشرين من عمرها. بجمال متوسط. لا تعمل ولكنها قارئه نهمه للغايه بقلب فارغ. لا يدخله سوي من يتعبه فقط، وكان من امنياتها مقابلة فاروق حداد.

باقي الشخصيات يأتي وصفها مع الأحداث
رواية مشاعر قاسيه
الحلقه الخامسه: السادسه
للكاتبه وسام أسامه
فتحت مياده عيناها ببطئ والأضائه تؤثر عيناها الدامعه
بحثت بعيناها عن أي حد حولها. ولكن لم تجد. غرفه مشفي أنيقه، مليئه بالأجهزه الطبيه. ثوان حتى أستعادت وعيها الكامل. ولكن ألم رأسها يضرب بقسوه.

وضعت يدها على رأسها فوق الشاش لتتأوه بألم شديد. لتغمض عيناها محاوله التذكر لسبب تواجدها هنا مع هذا الألم المُميت. ثوان وبدأت في أسترجاع أخر لحظات الوعي. حين كانت تقف مع فاروق حداد
شهقت بصدمه وهي تلتفت حولها تبحث عن هاتفها. لتتأكد من التاريخ والساعه. هل كانت مقابلتها له حُلم. هل كان حديثها معه لم يكن حقيقي!
هيأته. أبتسامته الهادئه، نظراته الفاحصه
هل كل هذا وهم. او حلم!

هل أمضائه لها على روايته حلم ايضا
رفعت كفها سريعا تتأكد من الأمر. والذكري تضرب رأسها المتألم. لتجد بالفعل كلمه. فاروق حداد.
أحتل الذهول وجهها. أذا ماذا حدث!
ألتفتت إلى زر أستعدعاء الممرضه. وضغطت عليه مطولاً
وعقلها لازال لا يستوعب. او يتفهم شيئ
دلفت الممرضه بعد ثوان بصحبة شابه جميله للغايه. تنظر لها باسمه. وكأنها تعرفها!
تحدثت الممرضه بعمليه وهي تجلب جهاز الضغط وتقوم بقياس ضغطها قائله.

-اخيرا صحيتي. كنتي ناويه تقفلي الاسبوع نايمه
طالعتها مياده بدهشه ولازالت صامته. لتتحدث الجميله التي تقف جوار الممرضه قائله...
-حمدلله على سلامتك يامياده. عامله ايه دلوقتي
جعدت مياده حاجبيها لتقول بدهشه.
-أنتو مين. وايه إلى حصل وبقالي قد ايه هنا!
غمزت الجميله الممرضه لتخرج تاركه اياها مع مياده
وبالفعل خرجت الممرضه وأغلقت الباب خلفها. لتجلس تلك الفتاه على أحد المقاعد جوار الفراش قائله.

-هاي أنا نجلاء، انا مديرة أعمال فاروق حداد
خفق قلب مياده لأسم فاروق حداد. لتتابع نجلاء باسمه.
-انتي مش فاكره حصل ايه!
رفعت مياده يدها إلى رأسها بتشتت قائله...
-كنت واقفه بتكلم معاه، وكان بيمضيلي وو
تحدثت نجلاء مقاطعه اياها.
-خبطتك عربيه وأستاذ فاروق جابك المستشفي
همهمت مياده بشرود هامسه.
-فاروووق
أبتسمت نجلاء. وهي تزيح خصلاتها خلف أذنها الموشومه.

-اه فاروق. بقالك كام يوم نايمه بعد الحادثه. وفاروق قعد جنبك حوالي يومين. لكن مشغولياته كتير. فا وكلي أكون جنبك لحد ماتقومي بالسلامه
لانت ملامح مياده للحزن. ولكن تمالكت تعابيرها سريعا لتقول بهدوء.
-هطلع من هنا أمتا!
وقفت نجلاء ممسكه بحقيبتها قائله.
-بكره بالكتير وتقدري تخرجي. حمدلله على سلامتك يامياده.
همست مياده بأبتسامه شارده...
-الله يسلمك. شكرا.

منحتها نجلاء أبتسامه واسعه. وخطت نحو باب الغرفه ولكن توقفت. وألتفتت مره أخري وفتحت حقيبتها لتخرج كتاب وهاتف. قائله.
-خدي يامياده دا موبيلك. ودي الروايه بتاعتك
باقي مستحقاتك هتلاقيها في ريسبشن المستشفي
أخذت مياده من يدها لتهز رأسها بأيجاب
لتخرج نجلاء بعدها تاركه مياده تفتح الأهداء الذي كتبه لها فاروق حداد
قرأت الكلمات بصوت واهن مرتجف.

اليكِ ياصاحبة الوشاح صاحب الألوان الزاهيه. أتمني أن تظلي بألوانك تلك دون أن يزحف اليكِ لون الأسود وتوابعه
حتي ولو كان ذاك الأسود مُغري ويخطف اللب. لا تقتربي وأركضي بعيدا
أرتجفت أوصالها وهي تفكر بتلك الكلمات
ماذا كان يقصد بكلماته الغريبه. ولما تركض، ولماذا!
تشعر بدوار عنيف يداهمها. بل يلف بها العالم ثم يلقيها أرضا
دوار مصحوب بدموع المادي وذكرياته. ذكريات سعيده وأليمه. والألم غطي على السعاده وأخفاها.

راحت ذاكرتها إلى عمر السابعة عشر. حينما كانت تسقي الورود في حديقة السيده رولينزا. غير منتبهه لتلك العيون التي لاحقتها. ليطلق صاحبها صفيراً جاذبا لأهتمامها
ألتفتت لوسيدا اليه ناظره لذاك الشاب الذي يكبرها سننًا بأكثر من خمس سنوات كامله. جعدت لوسيندا حاجبيها قائله بصوتها الطفولي.
-عفوًا
قهقه ذاك الشاب قائلا.
-يال حال الدنيا. الكبير يُصفر. والصغيره تقول عفوًا
لم تضحك لوسيندا أو تُبدي ردة فعل بيقول باسما.

-مرحبا ياصغيره. كيف حالك. أراكِ قد أعتدي على المنطقه
كيف حال السيده رولينزا!
أجابت لوسيندا بصوت خافت وأدب.
-انا بخير. والسيده رولينزا بخير. ونعم لقد أعتدت على المنطقه
عبس الشاب ليقترب منها مجتازا الزرع والأسلاك الشائكه حوله. ومن ثم وقف أمامها. لتنكمش هي للخلف بتوتر
بينما هو مال عليها ممسكا بوجنتيها قائلا وهو يمددها في وضعية الأبتسام.

-لما تأخذين وضع الفتاه النجيبه التي تكبر عمرها. هيا أبتسمي كالأطفال. نعم هكذا أبتسمي أكثر يافاتنه
تبسمت لوسيندا بسمه صغيره وهي تبتعد عن مرمي يده.
-حسنا سأبتسم ولكن أبتعد قليلًا
أبتعد عنها الشاب. واضعا يداه في جيوب بنطاله.
-ما أسمك ياجميله الوجه
وضعت لوسيندا خصله صفراء خلف أذنها ويدها تغلق صنبور الماء الذي تسقي منع الورود والنباتات...
-أنا لوسيندا لورنس
همهم الشاب الوسيم بتفكير قائلا.

-لوسيييندا. هممم مامعني لوسيندا!
جعدت لوسيندا حاجبيها بحيره من سؤاله.
-لا أعلم. هكذا هو أسمي الذي أعطته أياي الأص.
شهقت وقطعت الكلمات وهي تضع يدها على فمها سريعا تمنع الأسترسال بصدمه وأرتعاب. بيما جعد الشاب حاجبه بريبه من صدمتها وكتم سرها التي كادت تبوح به على ما يبدو
فكر أن تلك الفتاه تملك صندوق أسرار كبير على مايبدو
وأيضا أكبر من سنها السابع عشر. ولكن أنضب فضوله عندما لمح عيناها الخائفه.

هز كتفه بأبتسامه وعيناه تضوي أسفل خيوط الشمس الدافئه ليقول.
-أيا يكن أسمك جميل للغايه يالوسي
أبتسمت على أستحياء لتقول...
-وأنت!
كاد يتحدث ولكن صوت السيده لورينزا جعلها تهتف بأيجاب...
-قادمه لوري.
ثم لوحت للشاب سريعا قائله.
-وداعا!
ثم دلفت سريعا إلى الداخل وأغلقت الباب. ليبتسم الشاب.
-وداعا لوسي الجميله
ليهتف صوت من المنزل المجازر لمنزل السيده لورينزا...
-هيا على لقد برد الطعام. أسرع قبل أن تلتهمه تلك الوحوش.

ضحك على قائلا بصوت مرتفع.
-ها أنا آت
ثم ألقي نظره سريعه على المحل الذي كانت تقف فيه لوسندا. ثم اتجه إلى منزله ليلحق وجبة الغداء مع عائلته
أفاقت لوسيندا من أول ذكري أدخلتها في تلك المتاهات
ذكري تسببت في قلب حياتها رأساً على عقب
مسحت لوسيندا عيناها من أثر الدموع. لتقع عيناها على تلك النظرات الكارهه الذي يخصها بها أستيفان. وتلك الأبتسامه الساخره التي لا تصاحبه الأ أمامها
همست في عقلها...

-ايمكن ان يكون صاحب هذه التظرات قد أحبها يومًا
ظلت تفكر في هذا التساؤل سنوات. ولكن أجابته عند أستيفان وحده.
جلست شهد على طاولة الطعام بعدما حضرت الغداء لعائلتها الصغيره. جلست ملك ومالك على مقاعدهم المخصصه
لينضم اليهم غيث بعد دقائق. وكما المعتاد منه. تقبيل جبينها قائلا.
-تسلم أيدك ياماما
ليقول الأطفال من بعده بكلمات متقطعه ممطوطه.
-تسلم ايدك ياماما
أبتسمت شهد بحنان. وهي تضع أمام كلا منهم طعامه.

تحدث غيث وهو يتناول طعامه.
-شهد. بابا وماما عازمينا بكره عندهم من أول اليوم
عازين نقضي يوم مع بعض
عقدت شهد حاجبها بدهشه وهي تترك الطعام.
-بس بابا لسه مكلمني الصبح ومقاليش حاجه!
وبعدين الولاد عندهم كلاس بكره. فا ازاي من أول اليوم
نظر لها غيث ببساطه قائلا
-عادي يغيبو بكره. بقالنا كتير أوي مقضيناش اليوم مع بعض. وبعدين مش احنا بس إلى هنروح. دا كل اخواتي
واولادهم كمان. فا مش معقول نقول احنا لا.

همهمت شهد بأيجاب وهي تتابع طعامها وعقلها يتعجب تلك الزياره. فهم لا يزوروهم الا بالعطلات الاسبوعيه
ليقول غيث بهدوء وهو يتابع صمتها.
-بايا عمل العزومه دي عشان ناردين وحالتها النفسيه
فا عايزنا كلنا موجودين
أنقبض قلب شهد وهي تحرك رأسها دون حديث
قلبها لم يرتاح لذكر تلك الناردين التي يقترن أسمها بأسم ملك. لتلك التي تحرق قلبها عند الذكر
تنهدتت شهد وأنتبهت لأبنتها التي تقلب الطعام دون أكله.

لتقول موبخه برقه لأبنتها...
-ملاك. قولتلك ألف مره متعلبيش بالأكل وكُلي
وانتا يالوكا خلص طبقك يلا
ترك غيث الطعام بملامح واجمه وهي يناظرها بجمود.
-وأنا ألف مره أقولك اسمها ملك مش ملاك ياشهد
انا دلوقتي عرفت ليه مبتنديهاش بأسمها
تلجلجت شهد بكلمات متقطعه خشيه على حزنه...
-لالا أنا بستسهل ملاك وو
قاطعها غيث بملامح واجمه لا تقبل النقاش.
-ملك ياشهد أحفظي أسمها ملك
ثم تركها وأتجه إلى غرفتهم سريعا دون أن يكمل طعامه.

لتقول ملك الصغيره.
-مامي أنا ملك ولا ملاك!
صمتت والدموع تلمع بمقليتيها ولكن تمالكت صمتها قائله
-الي أنتي عايزاه ياحبيبتي
ثم راحت عقلها يترجم ما حدث من زوجها الآن.
أنهي اولادها الطعام. لتنظف المائده وأواني الطهي والكآبه تحتل وجهها الصغير بكثره. وكأنها رجعت للصفر من جديد
وكأن السنوات تري ان السعاده الماضيه تكفي
الا يكفيها ما حدث في الماضي!
تنهدت بتعب. وهي تتجه إلى غرفتها هي وزوجها.

لتجده متسطح على الفراش ويده فوق عيناه. تلك الوضعيه التي لت يفعلها ألا أن كان يعاني من الصداع
أتجهت إلى درج الدواء بصمت. لتخرج حبة دواء
ثم صبت الماء من القاروره جوار الفراش
فتحت بأصابعها فمه. ليفتحه متناولا الحبه. لتقول بصوت هامس يكاد لا يُسمع.
-قوم أشرب مايه
أعتدل غيث ليشرب الماء. لتتركه متجهه إلى جانب الفراش
متسطحه عليه بصمت منكمشه على نفسها كما العاده.

تفكر في الصراع الذي تعيشه مع نفسها. يجي عليها تخطي الأمر. يجب عليها الرضا بما يقدمه زوجها من الحب
هي تحب غيث للغايه. حبها يغرقهما الأثنين دون الحاجه لحبه. تلك ملك ميته لا أثر لها في الحياه. لن تعكر حياتها لوساوس لا وجود لها. زوجها يحبها. زوجها يحبها
ظلت تردد تلك الكلمات في نفسها تطئن نفسها وتمنعها من البكاء. إلى أن وضع غيث يده على كتفها ليديرها اليه بصمت. أستدارت له وعيناها تلمع بالدموع.

أمسك غيث ذقنها وظل يداعبه بأنامله. وعيناه الحنونه تسحبها اليه من جديد. غيث يعشقها نظرته لا تكذب
سنواتهم لا تكذب. وقلبها لا يكذب
ليميل عليها زوجها مقبلا ثغرها برقه وبطئ. لتندفع الدموع إلى عيناها. رافضه لأي حب جوار قلبها المثقل بالهموم
يطمأنها ثم يفعل ما يريد
أبتعد غيث عنها ناظر لدموعها التي تسيل دون صوت أو توقف. ليحتويها بين ذراعيه ويده تداعب خصلاتها بحنان وصبر كبيرين. ليهمس.
-أنا اسف متزعليش.

هنا وأنفجرت بالبكاء ولم ينجح بأسكاتها بسهوله
تطلع جواد إلى زوجته المنشغله بالحديث مع نازلي
متجنبه اياه تماما دون التوجه إلى بكلمه. لتقول نازلي بهدوء.
-جواد ساكت ليه!
تناول جواد كوب الشاي يتناول اياه بصمت. ليقول بعد ثوان.
-مفيش ياماما بفكر في الشغل بس
همهمت نازلي بأيجاب وهي تربت على يده بحنان.
-حبيبي. قولتلك قبل كدا حاول تفصل بين الشغل والبيت
كل واحد وقته ومكانه الخاص بيه.

حرك جواد رأسه بشرود دون الأنتباه اليها. وعيناه مركزه على تلك التي تركز على هاتفها بأنتباه. وهو يراهن داخله انها مشغوله بعملها هي الأخري
حرك رأسه بسخريه وهو يضع فنجان الشاي امامه قائلا.
-ماما انا ومريم هنسافر مصر كمان يومين. عند ادم أبن عمي
صدمت الأثنتان لترفع مريم وجهها له سريعا هاتفه.
-ايييه!
تجاهل جواد صيحتها المعترضه وركز نظره على نازلي بملامح الجمود إلى تكسوها. لتقول.

-ايه إلى هينزلكم مصر. كدا فجأه!
هز جواد كتفيها بهدوء وهو يتجاهل مريم تماما كما تتجاهله.
-همضي معاه عقد شراكه مصنع. غير أن بناته وحشوني
فا لقيت أننا ننزل اسبوعين
مصر أجازه ونرجع تاني
انتفضت مريم بغضب هاتفه.
-انتا ازاي تقرر من نفسك ياچواد. وانا رأيي فين
واسبوعين ازاي. طب مفكرتش في شغلي زي مافكرتش في رأيي كمان!
نظرت لها نازلي نظره صارمه بمعني اهدأي. لتصمت مريم وقد أخمر وجهها الشاحب وبرقت عيناها الخضراء بغضب.

ليقف جواد دون كلمه متجها إلى غرفته
نظرت مريم لنازلي بأعصاب فالته.
-شايفه ياأنطي عمايله. بيعمل كدا بيعاند فيا عشان موضوع الأطفال إلى شاغله صبح وليل
تمسكت نازلي بعكازها بهدوء قائله.
-كلمي جوزك بهدوء يامريم. ولو مش عايزه تنزلي معاه مصر قوليله. هو مش هيغصبك
بينما شردت نازلي في حفيدها الذي لم تراه منذ سنوات.

بسبب تلك الفتاه التي لازالت ترفضها. وسترفضها إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيره. يكفي ما فعله عمها بأبنها الراحل
أن غفر أدم بسهوله فهي لن تغفر
تركتها مريم وصعدت سريعا إلى غرفتهم لتجده يتحدث في الهاتف قائلا...
-لوسيندا. لا داعي لهذا. يكفيكِ مسؤلياتك. لا تقلقي
أستيفان سيتولي كل شيئ. أتفقنا ولكن أن كان السفر سيعود عليك بضرر فأنسي الأمر.

بهتت مريم وهي تسمع كلماته. لتشبك يدها ببعضهم وقدمها اليسري تهتز بغضب دون توقف. لتقول عقب أقفاله الأتصال.
-علي أي أساس تقرر ياجواد من غير ماتبلغني الأول
تنهد جواد وهو يمسح على خصلاته بصبر.
-علي اساس انك مراتي، وأظن أن بلغتك تحت
ولو مش عايزه تيجي خلاص
جزت على أسنانها بغيظ هاتفه.
-ولو أنا مجيتش لوسيندا هتيجي صح!
شبه أبتسامه ساخره ظهرت على فمه ليقول.
-أظن ساعتها مش هيخصك الموضوع.

أبتسمت بصلف وقد فكت يدها بعصبيه.
-وانا مش هيتولي دراعي وهاجي معاك بالطريقه دي ياچواد
نظر لها جواد لثوان قبل ان يقول ببساطه.
-براحتك. وأسمها يتلوي
ثم تركها وأتجه إلى الحمام تاركا اياها تحترق من برودة أعصابه التي تناقض نيرانها التي ستحرقهم سويًا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة