قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس

نظر جواد في ساعة معصمه. منتظرا زوجته المتأخره، التي قررت فجأه السفر معه. قائله بكبرياء قد رآه مزيف.
-رغم أنك لويت دراعي، لكن أنا كمان عايزه اشوف بلد
بابا. فاهسافر معاك
هز رأسه هازئا. أتستكبر أن تخبره انها تراجعت لأجله!
أخذتها الجلاله أن ترفع أنفها مشفقه، متنعمه عليه أنها تأتي معه. لكن ليس لأجله. لأجل رؤية بلد والدها؛
ضاق جواد ذراعا بتأخيرها ليخبر السائق أن يطلق كلاكس.

لتسرع بالنزول. دقائق طويله حتى هبطت الدرج الخارجي ليلا أل الصياد. محمله بحقيبتين كبيرتين. أحد الخدم يحملهم بصعوبه.
رمش جواد بعجب لثوان. لما كل تلك الحقائب. أنهما اسبوعين أو أقل. لا تحتاج أن تجلب نصف ملابسها لتلك المده الصغيره. ليسمع جواد صوت السائق وهو يضحك.
-أنهن النساء ياسيد جواد. قد تكون الرحله ثلاث أيام. ويجلبن معهن المنزل بأكمله.

نظر له بدهشه. مدركا أنه فكر بصوت مرتفع. ليسمع صوت مريم الحانق محدثه نفسهاوهي تجلس بالسياره...
-اوووف. أشعر أني نسيت شيئا
كتم السائق ضحكته بصعوبه. بينما تبسم جواد دون تعليق
مفكرا. ان بعض الأحيان تظهر زوجته كاطفله صغيره متذمره على الدوام. وخاصة حين يكون برجها متعكر
فا زوجته العزيزه تؤمن أشد الأيمان بالأبراج وعلم الفلك.

تنهد وهو ينظر لهاتفه من جديد غير مدركا لنظراتها المحدقه في جانب وجهه، نظراتها كانت منطفئه حزينه
حزينه للغايه. أنتظرته أن يقنعها بالسفر معه ولكن لا
لقد صمت دون ردة فعل أو تصميم. وكانه أنتظر أن ترفض
ليصحب العزيزه لوسيندا.
ركنت رأسها إلى زجاج السياره وهي تري قطرات المطر تمر عليها ببطئ غريب. بطئ جعل عيناها تتابع كل قطره بتركيز كبير. متجاهله كل الحنق. جاعله ثنايا صدرها تطبق عليه.

دقائق أخري ووصلو إلى المطار الخاص لطائرات الصياد
ليهبط من السياره وتتبعه زوجته. والسائق وأحد المساعدين تولو أمر الحقائب. أتسعت أبتسامة جواد وهو يري لوسيندا تقف على مقربة منه مبتسمه بأتساع كعادتها كل صباح حينما يراها في مكتبه
بينما شحب وجه مريم وهي تري تلك اللوسيندا تقف أمامهم بأناقتها البسيطه. وترمي إلى زوجها بالأبتسامات الفاتنه
عانقها جواد بود قائلا.
-ألم أخبرك أن توفري على نفسك تلك المسافات لوسي.

مامن داعي أن تأتي عزيزتي
زادت نبضات مريم أثر كلمات زوجها. والحديث الدائر. لتسمع صوتها الناعم...
-لا بل هناك ألف داعي. أردت ان أتمني لك رحلة سعيده
هذا معناه أنها لن تسافر معهم. عظيم جدا
هتفت مريم بذالك داخلها بسخريه
من يراهم من بُعد يظن أن لوسيندا زوجته. ليست تلك التي تقف خلفه مباشره تسمع كلماتهم الشاعريه اللطيفه!
سمعو صوت كابتن الطائره الخاصه. وهو يخبرهم بضروره الأقلاع في الوقت الراهن.

لتنظر لها لوسيندا نظرة القطه الوديعه قائله.
-أتمني لكِ رحلة سعيده سيدتي
هزت مريم رأسها دون أبتسام او كلمه واحده. مما جعل جواد. يتجعد وجهه بضيق. يتفاقم كلما رأي تكبرها وكأنها أعظم أمرأه خُلقت في الوجود
ركب الطائره. وتبعته هي الأخري بصمت
وعيناها متعلقه بتلك الشقراء. التي تلوح لزوجها بأبتسامه واسعه. وتبجح كبيران.

الضحكات العاليه على طاولة الطعام التي تحوي عائلة زوجها. كانت تصلها بقوه. وخاصه صوت زوجها المنطلق معهم على عكس هدوئه. غيث الهادئ الوقور. صار يقهقه بصوت عال. جعل قلبها يخفق بحزن خفي. تزوجته عدة أعوام. ولم تستطع جعله يضحك بتلك الطريقه
بينما نِكات ناردين. جعلته. بل جعلت العائله بأكملها تغرق في نوبة ضحك على خفة ظلها.

أنهت تحضير الطبق التي ستتجه به للمائده. والخادمات يساعدنها في باقي الأصناف. لتخرج مبتسمه أبتسامه باهته
وضعت الاطباق على المائده مستقبله كلمات المدح على رائحة الطعام الشههي. ليقول عبدالرحمن والد غيث...
-الله على ريحة الشوربه ياشهد. تسلم ايدك
أبتسمت شهد بأمتنان.
-ألف هنا يابابا.
نظرت والدة غيث إلى ناردين قائله...

-شهد أحسن واحده تعمل أكله سمك كامله. وكل صنف منهم احلي من التاني. عبدالرحمن بيحب الشوربه من ايديها
أبتسمت ناردين بمجامله.
-أه ريحه الأكل شهيه. تسلم ايدك تعبناكي ياشهد
لما تشعر حديثها موجه لها وكأنها خادمتهم. وليس حديثا وديا كما هو ظاهر. استفاقت على صوت غيث وهو ينظر لعيناها بمحبه ظاهره.
-تسلم ايدك ياماما
ليردد أطفالهم خلفه بصوت متحد.
-تسلم ايدك يا ماما
أبتسمت شهد بحنان بالغ.

وهي تسمع أطراء باقي أفراد العائله على طعامها الرائع كما يقولون
. وجائت لتجلس. هنا أنتبهت عبدالرحمن يتوسط المائده
غيث يجلس على الجهه اليسار من الطاوله. وجواره ناردين
وأطفالها يجاورها. وكأنهم أولادها هي!
وتجاورهم شقيقة غيث وأطفالها
بينما الجهه اليمني. تجلس والدة غيث. وأبنتها روي. وزوجها. واولادها. وأخر مقعد خالِ
ويبدوه أنه من نصيبها هي!
تهدلت أكتافها بخيبه. لما جلست ناردين بمحلها.

ولما سمح غيث بذالك. أتجهت للمقعد الخالي وجلست عليه
بدأت اصوات الملاعق وتناول الوجبه يسود المكان
أمسكت شهد صحنها وبدأت بملئه بصمت. حتى أنتهت
ثم مدته لغيث قائله بخفوت...
-غيث. دا طبق الأولاد حطهولهم
أجابتها ناردين باسمه.
-لا أنا عملتلهك طبقهم. لو كنت أستنيت أكتر من كدا كانو هيعيطو من الجوع.

أرتجفت يد شهد بالصحن. وأرجعته وقد لاحظت أولادها يأكلون وصلات السمك المقطعه أمامهم. نظرت لصحن غيث. لتجد ناردين تضع له وصلات السمك وهو يحدثها ضاحكا.
-ناردين كفايه مش تنين إلى هياكل
اجابته الأخري بمشاكسه.
-السمك بالذات بتتحول لغول بياكل الأخضر واليابس
أمتقع وجه شهد. وهي تري ناردين تقوم بواجباتها هي
تطعم اطفالها. وتضع الطعام أمام زوجها وتشاكسه.

بينما هي تجلس على مقعد بعيد نسبيا عنهم تناظرهم بضياع. وهيئه ناردين تتحول لهيئة ملك
الشبه بينهم غير معقول. وكأنهن نسخه طبق الأصل. بفارق لون الشعر وطوله. ولون العيون. غير ذالك ستقول أنهن توأم
وهذا ما يكوي أحشائها
أنتبهت على صوت عبدالرحمن...
-مبتاكليش ليه ياشهد. من بدري مأكلتيش حاجه
أنتبه لها غيث أخيرا. وهو ينظر للصحن الممتلئ أمامها ولم تمسه أبدا كما يري. ليقول بأهتمام.
-مبتاكليش ليه.

اندفعت الدموع لعيناها وهي تنزل يدها المرتجفه تحت الطاوله. ليتأوه عبدالرحمن بأستنكار...
-انتي معملتلكيش حاجه غير السمك. أستني أبعت صالح يروح يجبلك أكل تاني بسرعه
تغضب جبين غيث عندما تذكر نقطخ هامه نسيها. أن زوجته لا تميل للأسماك أبدا. تطهوها أفضل طهي. ولكن لا تأكلها أبدا
تحدثت شهد بخفوت وهي تري عيون العائله تتجه لها.
-مفيش داعي يابابا. أنا أكلت كويس على الفطار. ومش حاسه بجوع.

ثم تعلقت عيناها الدامعه بوجه غيث الذي طغي الذنب على وجهه. وقف عن مقعده قائلا لشهد بأبتسامه معتذره.
-تعالي نعمل حاجه تاكليها
هزت رأسها بنفي وهي تبعد الدموع عن مقلتيها.
-لا أقعد كمل أكلك. وانا هروح أحضر الشاي على ما تخلصو
شعر غيث بضربة قوية في معدته. وهو يري زوجته تتجه للمطبخ سريعا لتحضر المشروبات. بينما الكل يتناول طعامهم. كأنها خادمه.

أعتذر غيث من أسرته متجها خلف زوجته. بينما ناردين تتابع ما يحدث بصمت. ولازالت تطعم الطفلين بصبر
بينما أرتكزت شهد على حوض الماء في المطبخ. وعيناها رافضه ذرف المزيد من الدموع. يكفيها دموع وألم. يكفيها
شعرت بيده الدافئه توضع على ظهرها وهو يقول بأسف.
-شهد. اقعدي وانا هعملك حاجه تاكليها. انتي مكلتيش من الصبح أصلا
كذبت وهي تشيح بوجهها عنه.
-لا انا فطرت الصبح وو.
قاطعها بنفي وهو يلفها اليه.

-لا مفطرتيش. كنتي بتأكلي الأولاد بس ومن الصبح انتي في المطبخ بتحضري الأكل. يبقا كلتي امتا!
أرتخت بين يداه مستقبله توجيهه إلى احد المقاعد أمام الطاوله الصغيره في المطبخ. بينما هو فتح البراد. وهو ينظر في محتوياته عن طعام جاهز. ولكن لم يجد سوي خضراوات وطعام نيئ.

لاحظت شهد حيرته وهو ينظر للطعام محاولاً تجميع وجبه ذكيه لتأكلها. لتقول شيئ بصوت خافت جعل ذاكرته تذهب لأول مره رأها في تحقيق تهمة السرقه. عندما كانت ضعيفه باكيه بصوت خافت
حدق بوجهها المتعب مطولًا. وهو يخطط لجلسه حديث طويله بينهم. يزينها كوبي قهوه وفيروز بصوتها الناعم
عله يذهب بهذا التعب من وجهها الجميل
لتكرر شهد وهي تقبض على يده.
-غيث. في ايه!
أنتبه إلى حديثها. ليقول بصوت أجش.
-مفيش. كنتي بتقولي ايه.

-كنت بقول شوفت جبنه وبيف في التلاجه. هقطع معاهم طماطم. وكدا تمام. ولما نروح بيتنا هبقا أعمل عشا ونتعشي كويس كلنا
حرك رأسه بأيجاب. وهو يفتح المبرد ليخرج ما طلبته
وأخرج الخبز لتسخينه هو الأخري. وامسك ثمرتان طماطم
وقطعها بطريقه متساويه. ومن ثم أعد كوب شاي وجلس أمامها
نظرت للطعام البسيط أمامها مع كوب الشاي. لتبتسم بأمتنان قائله.
-تسلم ايدك يابابا. روح كمل أكلك. وانا هاكل وهعمل الشاي واجيلكم.

لثاني مره يشعر بذات الألم في معدته. تريده ان يتركها تتناول الطعام بمفردها في المطبخ وحيده. بينما هو يتناوله وسط عائله. لما تجعله يشعر انه بات حقيرًا في الآونه الأخيره
هز رأسه بنفي وهو يقاسمها الخبز ويأكل معها
تلك اللفته من جعلت قلبها المستكين يرفرف فرحا. غيث فضل مشاركتها طعامها. عن تناوله لوجبته المفضله مع عائلته، وناردين
أختفي التعب من وجهها سريعا. وحلت الأبتسامه الواسعه.

وهي في كل قطعة خبز تقاسمه اياها. وتشرب الشاي تاره. وتعطيه يشرب تاره. لاحظ سرورها من جلوسه معها
يعلم جيدا انه لو تركها. كان سيتحطم داخلها شيئ غير قابل للأسف أو الأصلاح...
نظرت لوسيندا للملف في يدها بتردد. هل تذهب له. ام تبعث أحد الموظفين بدلًا عنها. اتقاء لنظراته المؤذيه وحديثه السام لقلبها
ولكن لا. هي هنا للعمل. والعمل فقط
ستكون بكماء صماء عن أهاناته. سيمضي تلك الأوراق وستذهب. فقط. لا غير.

تنحنحت وهي تتجه إلى مكتبه. طرقته طرقات صغيره
ثم فتحت الباب. لتقف بمحلها ثابته
والصدمه لونت وجهها. دمرت كل تحفظاتها. وكلماتها منذ قليل. استيفان لن ينفك عن طعنه لها. سيطعن مرارا وتكرارا إلى أن تنتهي حياتها القصيره.

كان يعانق ويقبل أحد الموظفات الفاتنات. رغم سماعه لصوت الطرقات لم يبتعد عنها. وحتى رؤيتها عند الباب تناظره بصدمه لم تجعله يبتعد. كان يقبل الفتاه الأخري بشراسه وكأنه سيموت أن تركها. وعيناه معلقه بأعين لوسيندا. عيناه تحمل النظر الساخره وكأنه يقول
ها قد أقتربت من غيرك يالوسي الجميله. والتهمها أمام عيناك الكاذبه
فك أستيفان أزرار قميص الموظفه الذائبه بين يداها
وعيناه لم تنفصل عن اعين لوسيندا.

شعرت لوسيندا بموجة قيئ تضرب معدتها. وشعور التقزز سيطر عليها. لتبتعد راكضه ويدها على فمها. والدموع تغشي عيناها
والألم يقبض على قلبها بقوه.
جلست على مقعد مكتبها بأنهيار. وهي تحاول أبعاد تلك المشاهد المقززه عن ذهنها. وعقلها يعمل سريعا لطردها
لتذهب ذاكرتها إلى ذاك اليوم الذي مثل سعادة ايامها مع حبها الأول علي
ها قد أقتربت من سن الثامنة عشر. ثلاث ساعات وخمس وأربعون دقيقه ويكون عمرها الثامنة عشر.

قد عايدتها السيده رولينزا واهدتها سلسال من الذهب الأبيض. وأكدت عليها أن تزين به عنقها بيوم زواجها. وتمنت لها اعوام سعيده
وعايدها السيد جورج معلم البيانو خاصتها. وأعطها كُتيب بعنوان البحث عن السعاده. كان من الغريب ان يهدي أحدهم لطفله كتاب بهذا العنوان. ولكن تقبلته منه شاكره
والآن موعد هدية علي. جارها الوسيم عربي الأصل
أخبرتها السيده لورينزا أن رجال العرب وسيمين بدماء حاره
وعلي خير مثال.

أقتربت من مكانهم السري في الشاطئ وأنتظرته. مرت سنه وتعلقت بعلي للغايه. صار صديقها المقرب. تشعر بالامان نحوه. لذالك أخبرته بسرها الكبير، أنها تربت في الأصلاحيه
وجدته يعانقها بمواساه ويخبرها انها ملاك جميل حتى وأن لم تتربي لدي عائله
تأوهت بعطف وهي تنتظره...
-أوووه علي
جلس جوارها أحدهم قائلا بمرح.
-مرحبا لوسيندا الجميله
التفتت له بصياح فرح.
-عليي.

كانت تبدل حرف العين بحرف الألف. لتقول ألي بدلًا من علي. ومهما يكن نطقها يكفيه لحن اسمها من بين شفتيها
تلك الطفله في جسد شابه. بمفاتنها التي تذهب عقله
نبرتها الخافته. وضعفها النابع من ضعف شخصيتها
وحماسها عن رؤيته. كانت مثال رائع للجمال
ألقت بنفسها بين ذراعيه قائله...
-كنت اعلم أنك لن تنسي عيد مولدي. أشتقت لك كثيرا علي.

حاوطها هو الأخر والمشاعر المضطربه تعتريه رغم أن عقله ينهره على تلك المشاعر تجاه طفله صغيره، ولكن أسكتها فور أن تمتمت...
-تبقي بضع ساعات واكوم قد أتممت عامي السابع عشر
سأصبح فتاه كبيره
تابع على وهو يعبث بخصلاتها الذهبيه.
-فتاه كبيره جميله. جميله للغايه لوسي الجميله
ثم أدخل يده في الحقيبه التي بيده الأخري
ليخرج دب محشو بلون الأورق. وعُلبه حمراء صغيره
ليقول بأبتسامه واسعه...

-كل عام وأنتي سعيده لوسي الجميله.
أخذت لوسيندا هداياها منه لتعانقه دامعه الأعين
-أووه على كم أحبك
جعلت مشاعره تضرب أي منطق وأعراف. ليجذبها معانقا شفتيها النديه بقبله لطالما حلم بها وهو ينظر لتلك الشابه المتنكره بهيئه فتاه صغيره
كانت كالعُصفور المبتل بين يداه. كانت متخبطه لا تدري هل تقترب وتعانقه. أم تبتعد وتنكمش بخوف. ولكن همسه ناعمه قالها وهو يحاوطها من جديد...
-وأنا أحبك للغايه لوسي الجميله.

أفاقت من من شرودها وهي تشعر بالوهن والأعياء. وهي تعلم جيدا أنها ستقع الآن في نوبة أغماء. ليكون أخر شيئ قد رأته هي نظرات أستيفان الجامده. والخاليه من الحياه.
ضربت هند يدها ببعضها البعض وهي تري تقي قد أرتدت عبائه منزليه واااسعه بالون البني المحروق. ووشاح بالون الأبيض، وأرتدت جوارب تخفي قدمها البيضاء. لتهتف هند بغيظ.
-أجبلك شكاره تلبسيها بالمره بقا، ايه دا ياتقي
مش هنخلص بقا من حوار الغيره دا.

هزت تقي كتفيها بيساطه وهي تخفي خصلاتها تحت الوشاح سريعا...
-الله. الراجل مش عايز حد يبصلي. وبعدين دا كفايه أنه جه على نفسه وقبل أن جواد ومراته يقعدو معانا الفتره دي
أنفعلت هند بجنون من رزانة تقي. لتصيح بأنفعال.
-أنتي مجنونه. عايزه بتاعة أمريكا تشوفك كدا!
لابسه عبايه تلبس أتنين وحجاب مترين. انتي يابتهزري يااتجننتي. هتلبسي كدا جوا وبره البيت!
تنهدت تقي وهي تجلس أمامها.

-أدم بيغير ياهند. ومش عايزه أعاند معاه ونرجع تاني للخناق والهم دا. انا فهمته وفهمت دماغه. يبقا خلاص
ادم بيحبني وبيغير عليا وانا عشان اتحاشي غيرته لازم أسمع كلامه. وبعدين جسمي أتغير ياهند وادم ممكن يتجنن لو لبست حاجه ضيقه ولو حاجه بسيطه
صمتت تقي بخجل وهي تشير بكلماتها على أن جسدها أصبح انوثي أكثر. لم تصبح ممتلئه. بل امتلئت مناطق بعينها. تجعلها ترتدي ماهو اوسع
صمتت هند يائسه. ثم أشارت إلى الجوارب.

-ودا لازمته ايه في البيت
ضحكت تقي على تعابير هند قائله.
-الباشا عايز كدا
زاد ضجر هند وهي تصيح بجنون...
-نهارك أسود. انتي بقيتي عامله كدا ليييه
-هند في العادي بلبس إلى انا عايزاه جوا بيتي. وهو بنفسه إلى بيجيبلي الهدوم إلى بقعد بيها. وسايبني براحتي جوا حدود بيتي. ودلوقتي فيه ظرف يستدعي أن ألبس واسع ومحتشم، عشان ربنا قبل أدم. الموضوع بسيط بس أنتي مش هتحبي أدم ابدا
وقفت هند بضيق وهي تأخذ حقيبتها.

-ياختي سيبتلك أنتي الحب. هروح بقا لاحسن مالك وأياد ممكن يمسكو في خناق بعض لو قعدو مع بعض أكتر من كدا
ودعتها تقي وهي تتجه برفقتها إلى الأسفل. بينما كان أدم يرحب بجواد وزوجته الواجمه. خرجت هند بعد أن ألقت التحيه. ببينما حاوط أدم كتفها ناظرا لجواد الذي اهداها أبتسامه صغيره قائلا...
-أخبارك يامدام تقي
بادلته تقي الأبتسامه مردده.
-الحمدلله بخير.

نظرت لها مريم بغرابه من هيأتها ووضع يد أدم الصياد على كتفها. اليست تلك عامله في القصر. لتصيح مريم بعجب.
-دي مرات أدم الصياد
عم الصمت بالمكان وتقي تجعد وجهها بجمود. والأهانه الواضحه من أستنكار تلك الفاتنه جرحها، بينما زم أدم فمه ببوادر غضب لن ينجح أحد بكبته. ولكن رد جواد جعله يهدأ قليلا رغم غيرته...
-دي إلى سيحت القطب الشمالي، مدام تقي الصياد
أحسن أختيار عمله أدم لحد دلوقتي.

رغم علمه انه سيتلقي لكمه من أدم على مدحه لزوجته
ألا أن ملامح تقي الواجمه جعلته ينطق بتلك الكلمات في وجه زوجته المتبجحه
ليتحدث أدم بهدوء ودون أبتسام.
-أطلع أرتاح ياجواد انتا ومراتك. واسألها أذا كانت حابه الأجازه بتاعتها تبقي هنا زي ما تقي سمحت بوجودها
ولا تفضل تقعد في أوتيل
غمزته تقي لكي يسحب كلماته الجارحه. ولكنه لم يعيرها أهتمام.

الكلمات الجارحه لكبريائها رشقت بها بعنف. رفعت رأسها بأيباء مستعده لكلمات جواد انهم سينتقلون إلى فندق
ولكن فاجأها بكلمات وقفت بحلقها كالغصه المره...
- لا انا ومريم شاكرين جدا لكرم مدام تقي، وحابين نقضي معاكم الاسبوعين دول
نظرت له سريعا بغضب. لتري بعيناه نظره ألمتها. وكأنه تشفي بها من تأثير كلماته. السامه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة