قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع والثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع والثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع والثلاثون

لم تُضيع ساندرا وقتها في طرق الباب. بل أخرجت المفتاح الإحتياطي والذي اعطته اياه السيده عبير شقيقتة فاروق
ودخلت إلى الشقه بلهفه وقلق كبيرين. هتفت بصوت مرتجف...
-سيد فاروق
أتتها صرخه استغاثه من مياده الذي هتفت بلهفه وبكاء.
-ساعدوووني ارجوكم. اخرجوني من هنا
سمعت ساندرا الصوت لتركض إلى مصدره بقلب خافق لتصل إلى الغرفه الجانبيه. لتلمح جسد فاروق أرضا في حالة إغماء تأتيه بعد نوبة تشنج طويله لتصرخ بفزع...

-سيد فارووق ياأللهي
انحنت له تتفحصه بلهفه وكل اهتمامها وخوفها عليه. بل ولم تنتبه لمياده من الأساس. لتصرخ مياده بإنيهار.
-ارجوكِ فكِ قيدي قبل ان يستفيق ارجوكِ
نظرت لها ساندا بدهشه وهي تري فستانها المتهرئ وتلك العلامات الوحشيه التي تستحوذ على جسدها ببشاعه. وجهها المتورم الباقي لتنظر إلى فاروق بصدمه ثم اليها لتشهق وتقف مصعوقه وهي تقترب من مياده.
-هل فاروق هو من فعل بكِ هذا.

هزت مياده رأسها بتعب وألم راجيه.
-نعم هو. ارجوكِ فكِ قيدي. ستجدي المفتاح في مجموعة مفاتيح في جيب بنطاله. ارجوكِ قبل ان يفيق
دمعا عين ساندرا بألم وهي تلتف حول نفسها بتيهه قبل ان تضع يدها في جيب فاروق لتجلب المفتاح وهي تقول مواسيه...
-سأخرجك حالا ولكن انتظ.

شعرت بيد تمسكها بحده. لتنظر لفروق الذي استفاق بألم ولكن يحدق بهم بجمود. لتصرخ مياده بفزع وهي تعاد البُكاء وقد ضاعت فرصتها بالهروب مره أخري. لتهمس ساندر بأرتجاف وهي تري فارق يحاول الوقوف ولازال يقبض على يدها يكاد يكسرها.
-سيد جواد. اطلق صراحها ليس من الإنسانيه ان تحتجزها وتعذبها بتلك الطريقه الشنيعه
جعد فاروق حاجبيه ولازال يعاني الدوار ولكن هتف بعصبيه.

-انجِ بنفسك الآن ساندرا وأخرجي من هنا صامته قبل ان اقيدك بدلا عنها واعذبك أشد عذابا وألما
ابتلعت رمقها بخوف وهي تنظر لمياده الباكيه بأنهيار ثم إلى فاروق ونظرة التعب والجنون التي في عيناه لتهمس بدموع راجيه...
-ارجوك سيد فاروق. انت انسان صالح. لا تدع نفسك لظلام يتمكن من قلبك. دعها وان كانت اخطأت ستتعذب في الدنيا
الأيام لا ترحم
جز على اسنانه بعصبيه وقد استعاد وعيه بالكامل ليصرخ.

-الي الخارج والا سأفك قيدها وأقيدك انتِ وأريكِ الظلام بوضوح هيا اخرجي
تحكم بها ضميرها لتهز رأسها بضعف والدموع تجري على وجنتيها وهي تهاوده بقلب خافق...
-فك قيدها وقيدني. الفتاه ستموت لن تحتمل المزيد
أرجوك فك قيدها وسنتفاهم أعدك.

نظر لها مطولا وبغرابه شديده أطاع نبرة الرجاء في صوته واتجه إلى مياده التي تنظر له نظرات كارهه خائفه وفك قيدها بسهوله وعيناه على ساندرا الشاحبه الاي تطالعه بحزن عميق ولازالت عيناها الجميله تبكي بصمت
وكانها تصرخ فيه بتأنيب وخذلان
نظر فاروق لمياده بجمود قائلا.
-ياريت تكوني اتعلمتي الدرس وكفايه شعارات كدابه
واوعي تكوني فاكره ان خروجك من هنا نجاة ليكِ
لسه عيلتك وكل إلى يعرفوكِ هيعذبوكي اكتر مني.

ثم أخرج جواز سفرها من جيب سترته الداخلي والقاه لها بأحتقار ولازال يراها في صورة زوجته ولكن عقله قد استوعب انها مياده
لتقف بألم باصقه عليه بكل كره العالم والألم الذي جنته منه
لتطلق العنان لقدميها بالركض هاربه لأبعد نقطه على وجه الارض بعدما اخذت حقيبتها من الغرفه التي كانت تمكث بها سابقًا
بينما ساندرا تقف متخشبه تتابع نظراته الجامده.

وهي تدرك انها الآن تقف امام رجل آخر. غير الذي احبته بحالميه وشغف. ليس فاروق حداد الذي يداعب قلبها بحضوره. هو في تلك اللحظه يثير رعبها
لينظر لها فاروق نظره ثاقبه وابتسامه خاويه على شفتيه ولازالت طاقة التعذيب والألم داخله يود لو يفرغها بإحداهن وبالفعل تقف الآن امامه ساندرا والتي اختارت ظُلماته لتُخرج مياده من براثنه.

ليميل عليها يسحبها اليه وينظر لها مطولا وعيناه تحدق في عيناها الخائفه التي تسكن بها مشاعرها الخائفه والقلقه والمُحبه ايضا. يدرك انها تحبه بل متأكد تمام المعرفه
بينما هي تنظر له بخوف حقيقي تود الصراخ به
لا تجعلني اكرهك لا تؤذيني في قلبي
ولكنه لم يسمع رجائها الصامت. لتشعر بالأصداف تُغلق على يدها بقوه. لتشهق بألم والدموع تطرف عيناها. لتهمس بنشيج باكِ وهي تحدق به برجاء وأمل كبيران.
-فاروق أنا أُحبك.

ولكنه لم يستوعب كلماتها ابدا. بل لم تعبر كلمة أُحبك إلى قلبه. ولكن أدت صدي عنيف في عقله كأجراس مدينة كامله مليئة بالأجراس. ليهز راسه بعنف وهو يلقيها أرضا ويرفع سوطه. ليتلقي قلبها أول الضربات بدلاً من جسدها
ليعلو صراخها المُتألم. لقد اختار فاروق ظلامه وركل حبها
لا لم يركله بل انهال عليه بسوطه دون رحمه
ليطرح التساؤل في العقل بألحاح.
هل الجلاد والحبيب يجوز ان يكونان نفس الشخص.!

تكورت مريم بألم وأعياء من أعراض الحمل، لا تتوقف عن القيئ او التلوي بألم يكاد يفتك بها. وما ابشع من الدوار الذي يصيبها كلما تحاول الوقوف. شهقت بألم وهي تضع يدها على بطنها تعتصرها بقوه وهي تكاد تصرخ من فرط العذاب الذي تعيشه الآن
لتُمسك هاتفها تحاول ان تهاتف أي شخص ينجدها سريعا.

ولكن من لها. والدتها التي سافرت لاحد الولايات. ام السيده نازلي التي بدت عدوتها مؤخرا. ام اصدقائها. ام زوجها الذي فضل احداهن عليها ولا ينفك عن جرحها بقسوه
جواد الذي صرخ بها ونعتها بأسوء الألفاظ ليلة امس ويتهمها بما ليس لها يد به. لأول مره تبكي بجنون وتخبره بأصرار ان يطلقه ويفك قيدها الذي بات يلتف حول رقبتها ويكاد يقتلها.

نظرت لرقم هاتفه بالم وهي تحاول ان تطاوع قلبها وتلجئ له لينقلها إلى أقرب مشفي. ولكن خذلان وألم قلبها وكبريائها أكبر من ان تلجئ له وتهاتفه. لن تخسر ماتبقي لها من كبرياء وألم. هو لن يخاف عليها ولن يُساعدها. يكفيه بحثه عن حبيبته المفقوده
لتتصل على الطوارئ وهي تكاد تفقد وعيها لتقول بصوت متقطع...
-أنا مُتعبه للغايه أريد الذهاب للمشفي
أكاد اموت.

حاول المُتحدث من الطوارئ ان يحاول جذبها في الحديث كي لا تفقد وعيها. ليأخذ العنوان بالتفصيل. وبالفعل سارع بأبلاغ سيارة أسعاف تصل اليها سريعًا
وقع الهاتف من يدها واستسلمت للإغماء وعيناها تبكي رثاء لحالها. كم اشفقت على حالتها. كم اشفقت على قلبها وجنينها. ولم تدوم شفقتها وغابت عن الوعي. وعقلها قد هدا اخيرا واستكان.

وصلت سيارة الإسعاف واتجه رجال الانقاذ إلى شقتها في سرعه كبيره كي ينقذوها. واستطاعو ان يقتحمو الشقه. ليحملوها على احد السرائر المتنقله وهبطو بها إلى سيارة الاسعاف. وكانت نفس اللحظه التي هبط من سيارته ليشاهد زوجته وهي محموله إلى سيارة الأنقاذ
قرع قلبه كالطبول وهي يتجه اليهم سريعا هاتفا برعب.
-مابها مريم. زوجتي مالذي حدث
نظر له رجل الاسعاف قائلا في حده.

-ارجوك لا تُعطلنا ان كانت زوجته فالتتبعنا إلى المشفي ولا تضيع وقتنا هيا سريعا
انطلقت سيارة النقاذ بين الطرقات في سرعه خياليه
وكذالك جودا انطلق خلفهم ويده ترتجف بقلق وشعور بألم في صدره ينغزه وكأنه سكين حاده تود قتله دون رحمه
جعدت جبينه بييأس وهو يهز رأسه بعنف
لا يُفضل رؤيتها ضعيفه او متعبه. او لم يعتاد رؤيتها هكذا.

كانت دائما قويه لا تهاب شيئ انفاها المُتكبر مرفوع للأعلي دون ان يستطيع اخفاضه احد. ولكن الآن.!
هي مسطحه داخل عربة الأنقاذ دون قدره وكأنها اضعف مخلوق قد خلقه الله، كاقطه وديعه تفقد آخر انفاسها في الحياه وهذا ما يؤلمه
وصل اخيرا إلى المشفي ورأهم وهم يركضون بها للداخل ليستقبلهم الطبيب والمساعدين ويأخذونها منهم
ليتبعهم هو الآخر وهو يحاول ان ينظر اليها ولكن اوقفته المساعده قائله بعمليه.

-اذا سمحت انتظر هنا ممنوع الدخول لغرفة الطورائ
وقف جواد في محله بعجز وهو ينظر حوله بعصبيه وعيناه تحترق من الأنفعال وانفاسه تخرج بصعوبه. مريم غاليه
يجب ان تعود إلى جنونها وكبريائها يجب ان تقوم من الفراش الآن وترفع انفها بعنجهيه كالمعتاد
ارتمي على اقرب مقعد له والشعور بالذنب يهاجمه وهو يسترجع محادثته لها أمس وهو يصرخ بعصبيه وغضب كبيران ويشير لها بأصابع الأتهام حين هاتفها وصرخ لها بجنون...

-لوسيندا فين يامريم. وديتيها فين ولا عملتي فيها ايه
انا كنت عارف انك مستحيل تسكتي عن اني رفضتك واختارت غيرك
شهقت بصدمه وألم من حديثه المُهين ولكن هتفت بقوه.
-ايه التخريف إلى بتقوله دا، لوسيندا مين إلى هوديها او هعمل فيها. ايه الجنون إلى بتقوله. ماتتجوز عشره لو عايز انا دخلي ايه بيك
لم يصدق حديثها ليلقي لعنه عاليه وهو يعاود الصراخ.

-حركات نازلي الصياد دي متخيلش عليا. انتي باعته حد يخطف لوسيندا ويخفيها عني عشان مااتجوزهاش وصلت بيكِ الحقاره لكدا!
انتي ايه معندكيش دم ولا احساس. انا مش طايقك يامريم ولا طايق اكمل عمري معاكِ وعندي استعداد احبسك دلوقتي بتهمة الخطف لحد ماتتربي وتقولي حقي برقبتي.

كانت على الطرق الآخر تسمع لجنونه بصدمه مالذي يحدث ومالذي يقوله ذاك الأبله. ماتلك الأتهامات والإهانات الموجعه. استطاعت ان تستعيد رباط جأشها لتهمس بصوت متهدج...
-مش هنسي اي كلمه قولتها ياجواد روح دور على خطيبتك بعيد عني. طلقني احسن ماارفع دعوي طلاق طلقني وسيبني في حالي. طلقني ياجواد
انهت كلماتها بصراخ عنيف باكِ ثم اغلقت هاتفها في وجهه.

ليدور هو حول نفسه بجنون، من حديث مريم انها لم تقترب للوسيندا. ولكن تلك الدلائل التي بين يداه تؤكد انها سبب في ابعادها واختفاء خطيبته. تلك الرسائل الغبيه
ليتواصل مع أحدهم ليعلم هل تلك الرسائل التي على هاتف لوسيندا. مُفبركه ام ان الراسله هي بالفعل مريم
استفاق من شروده الحزين على صوت المُساعده التي خرجت له لتقول بعمليه...
-هل تَقرُب المريضه
وقف جواد سريعا قائلا بأيجاب.
-نعم انا زوجها. ماحالتها!

خرج الطبيب في تلك اللحظه ليقول للمساعده ان تدلف للمريضه ليتابع الحديث بدلاً من المُساعده.
-تسمم حمل. وان لم تكن هنا الآن كانت حالتها ساتسوء أكثر
من الواضح ان الجنين قد مات في رحمها أمس. وكل تلك الساعات ازادت من سوء حالتها. ومن الواضح انه ناتج عن تدهور الحاله النفسيه او انفعال زائد
شحب وجه جواد وزاغت عيناه وانفاسه تختفي
قد فقد جنينه الذي ينتظره منها رغم علاقتهم المتوتره.

ولكن ماتلك الوحشه التي يشعر بها الآن. وكأنه حمله بين يداه وعاش معه سنوات طويله. وليس انه لازال في رحم مريم
مسح على وجهه بعصبيه وحزن ليتابع الطبيب.
-تستطيع ان تستعين بالدعم النفسي بالمشفي حين تستفيق المريضه ليساعدها على تخطي خسارتها. اعتذاراتي
ثم تركه وبات جواد ينظر حوله بروح مهزومه وضمير مُثقل وقلب مُتألم. القدر يقطع اي روابط بينه وبين مريم.

وعلاقتهم محكوم عليها بالفشل. والآن مايؤرقه عندما تستفيق مريم. كيف سيواجهها بخبر موت الصغير. وكيف ساتستقبل الخبر منه
رن هاتفه ليمسكه ويجيب بوهن.
-ايوه ياأدم
-انتا فين وفين ورق صف.
قاطعه جواد بصوت مهزوم.
-انا في المستشفي. الطفل مات ومريم عندها تسمُم حمل.
تمالك أدم بنبرته الحزينه من ذاك الخبر المؤسف ليقول.
-انتا فين. انا جيالك.

اعطاه جواد العنوان واغلق ولازالت انظاره مُلقه بباب غرفة الطوارئ والدموع تطرف عيناه بعذاب. اما آن لحياته ان تستقيم ويحظي بأسره هادئه. اما آن للتعب ان يتركه ويركض بعيدا عنه.!
وبالفعل ماهي الا دقائق وحضر ادم بملامح واجمه. ليجلس جوار ويربت على قدمه بصمت ونظرة المواساه تطل من عيناه دون ان يستطيع التعبير. لم يتغير ادم او يتغير عجزه في التعبير عن مواسته او اسفه. ليتحدث جواد بقلب مُثقل.

-الطفل مات بسببي ياأدم. انا كلمتها امبارح وقولت كلام ميتقالش
عقد ادم حاجبيه بتوجس ليقول.
-انتا السبب ازاي. قولت ايه ياجواد!
قص جواد مادار بينهم بعيون حمراء داعمه وجبين مقتضب لينظر له ادم دون استيعاب وكالعاده سبقته قبضته في لكمه قويه لطمت فك جواد ليرتد جواد ارضا دون ان يُبدي ردة فعل
ليتحدث ادم من بين اسنانه...

-لما قولتلي في مصر انك ناوي تربيها قولتلك حقك لكن متجيش عليها اوي عشان متندمش. لاقيتك قولتلي انك طلقتها قولت خلاص يمكن تشوفو حياتكم وكل واحد يرتاح. خطبت واحده وعزمتها بكل انانيه وفرجت الناس عليها وقولت معلش يمكن نيته خير ميقصدش.

قولتلي انك رجعتها عشان ابنك وانا عارف انك مرجعها عشان تفضل تكيد فيها وقولت انصحه ياادم. دا زي اخوك بلاش يدوق إلى انتا دوقته ويندم. وانتا سمعت من ودن ورميت من ودن. لحد هنا انتا ملكش عندي خواطر وهطلقها منك ياجواد وهتشوف
قفز جواد بحده وهو يسدد له لكمه غليظه.
- دي مراتي انا وانتا تطلقها مني،!

تلقي ادم اللكمه بغيظ وكاد يسدد له لكمات أخري ولكن توقفا عن الشجار. ليس لأن أمن المشفي يقف الان حولهم او ان الجميع اجتمع يشاهدون تلك المُشاده
بل على صرخات مريم التي أتت من الغرفه صنمت كل منهم وخاصه جواد الذي انزلق قلبه في قدماه وهي يسمع صرخاتها المقهوره، وباتت النهايه قريبه امام عيناه
تنهدت حياه بيأس وهي تنظر لمعاويه الذي ينظر لها مطولا وبعض التردد يظهر على وجهه. لتقول حياه متذمره.

-معاويه احنا بقالنا ساعتين قاعدين مابنقولش حاجه. لا انتا بتقول انتا عايز ايه. ولا مفهمني انتا عايزني في ايه
حك معاويه رقبته بتردد ليقول.
-اممم حياه. بتعرفي انو انتي بنت كتير حبابه
وحلوه كتير ماشالله. وقلبك ابيض وصادق
رغم انها ذابت خجلا من حديثه الرائع ومدحه لها الا انها حركت رأسها مُشجعه اياه على الحديث وقلبها يخفق بقوه
ولكن احبطها بل وأحزنها وهو يقول متنهدا.
-لهيك اخترت اني احكيلك شي. انا بحب بنت.

شحب وجه حياه وارتعشت يداها لتخفيها اسفل الطاوله ولم ترحمها الدموع التي طرفت عيناها للتو ليتابع بصدق.
-انا كتيييير بحبها. رغم انو ماالي عيله كبيره. او المصاري عم تغرق البنك. انا عم ببني حالي من الصفر
تفكري انها بترضي تربط حالها بي!
تمالكت حياه دموعها واحمرار وجهها لتقول بصوت خافض.
-ومتوافقش بيك ليه. انتا راجل كويس ومحترم وليك شغلك مظنش انها ترفض واحد زيك.

غاص قلبه بحنان بالغ وهو يري دموعها المكبوته وحزنها الواضح ليقرر اعفائها من ذاك الأختبار ليقول.
-واذا قلت اني بحبك وبالمصري كدا. عايز اتجوزك يابنت الناس هتقولي ايه!
فغرت فمها بذهول وفتحت عيناها بحده. وكأنها تري تنين برأسين. لتحرك رأسها دون استيعاب قائله.
-ايه!
ابتسم معاويه بحلاوه ليقول مؤكدا.
-بحبك ياحياه وعايز اتجوزك يابنت الناس
ضحكت بخجل وهي تطرد الدموع من عيناها لتقول بمرح متغلبه على خجلها ببراعه.

-طب قولها بالسوري كدا
ابتهج قلب مُعاويه ليقول بغزل.
-بدي اتجوزك ياحلوه يالي خليتي قلبي مايفكر غير فيكِ ومابدو غيرك من كل بنات الدنيا
كادت تفقد وعيها من حلاوه كلماته ورقتها لتحرك رأسها بأيجاب وقلبها يخفق بعنف لتقول بخفوت.
-ياأخي حرام عليك بص متكلمنيش سوري الا بعد الجواز ماشي!
قهقه بسعاده وهو يلتقط موافقتها ليقول.
-ماشي ياابو الصُحاب. اعملي حسابك ناي تتجوز وهنتجوز احنا كمان علطوووووول.

صُدمت حياه لتشهق بعنف قائله.
-اتخدعتي فيه ياحياه وطلع من الشرابيه
انا كنت شاكه فيك من الأول
رقص حاجباه وهو يرد بأحد نكات الأفلام المصريه.
-من عابدين ياحلوه
برقت عيناها بينما قهقه معاويه بسعاده. واخيرا بااتت حياه قربه وافصح عن حبه لها. لم يتبقي سوا ان يطمئن على ناي
ثم يستقبل حياه في دَار وأحضانه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة