قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس والثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس والثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس والثلاثون

تأوه بخفوت حين ربتت على وجنتة بالقطنة المعقمة لتقول بعتب للمرة التي عجز احصائها.
-تقوم تضربة ياآدم دا عقل بردو. مش اتفقنا هتنصحو ولم مسمعش براحتة ماهو مش صغير ياحبيبي
نظر لعلوها وهي تُشرف عليه بلمساتها وانظارها الحانية ليجعد جبينه متنهدا.
-صعب عليا اشوفة بيهد حياتة ياتقي. جواد اتغير وبقا جمودة يخوف ورغم كدا لو شوفيتة مرعوب عليها ازاي هتعملي زيي
انخفضت تجلس جوارة بملامح حزينة مُشفقة...

-حالتها كانت وحشة اوي كدا!
هز أدم راسه وهو يسترجع انهيارها الكبير ويسردة لتقي
لتشهق بألم هامسه.
-لا الة الا الله. ربنا يصبرها ويرضيها باإبتلائه الله يكون في عونها ياادم دا مش ابني انا وزعلت علية
ارجع ادم راسة للخلف بعجز وهو لا يدري كيف يساعد تلك المسكينة. مريم ليست مسكينة بل متكبرة ومتعجرفة
ولكنها في النهاية امرأة لها مشاعر واحاسيس مرهفه
امرأة تحزن وتبكي وتنهمر دموعها.

مثل امرأتة التي تجلس امامة وتبكي بنشيج ناعم على حال مريم. ليجذبها لتضع وجنتها على صدرة ويحاوط ظهرها هامساً بلين.
-طب لية العياط. انتي نفسك بتدعيلها ترضي بقضاء ربنا تقومي تعيطي أنتي
شهقت باكية لتقول.
-افتكرت لما كنت حامل في سيدرا. ومكونتش بتقسي عليا كدا ولا وصلتني للمرحلة دي ابدا. بالعكس كنت رغم زعيقك بتخاف عليا انا محظوظه بيك ياادم
ابتسامة صغيرة شقت فمه العابس ليقول وهو يقرص وجنتها...

-ودي حاجة تعيطك يانكدية!
زعلانة اني كنت بحبك وبخاف عليكي
مسحت انفها في المنديل الذي اهترئ في يدها لتقول بحزن حقيقي.
-لا. زعلانة على مريم رغم انها بتحب جواد وباين عليها اوي
وشكلة عارف بردو انها بتحبة ورغم كدا قدر يقسي عليها كدا، اوقات الكلام القاسي بيوجع أكتر من ألف قلم ياادم
وهو مترددش انة يقسي عليها وكانت النتيجة صعبة عليها
خسرت جوزها إلى بتحبة وابنها. ظروفها صعبة اوي ياادم.

ارجعها ادم إلى احضانة وظل يربت على ظهرها بشرود ليهدا من انفعالها الزائد ليقول.
-جواد مش هيعرف قيمة مراته الا لما تسيبة
زي ماانتي كنتي ناوية ننفصل وتسيبيني زمان. ساعتها عدت حسباتي وتفكيري وعرفت قيمتك عندي اية
تبسمت وهي تتذكر تلك الفترة التي تمنعت بها عنه ليتغير ويتعامل معها بقلبة وعقلة لا بقبضته وليكُف عن غيرتة المجنونة لتقول بتنهيدة...

-لو بتحبة اوي مش هتعرف تبعد عنه. زي ماانا ماعرفتش ابعد عنك. الموضوع صعب اكتر ماتتخيلي
لوي شفتية بغيظ وهو يعيد قرصها في ذراعها قائلا.
-صعب ايه ياام صعب. دا انتي كنتي بكل جبروت بتقوليلي لو مطلقتنيش هنتحر. او اهرب واسيبلك البيت
دا انا حطيت حُراس وكاميرات مُراقبة عشان متهربيش او تفكري تأذي نفسك زي ماقولتيلي
شهقت بدهشة وهي تبتعد عنه...
-كنت حاطتلي كاميرات مراقبة. طب فين!
ابتسم بنعومة وهو يعبث بخصلاتها.

-في الأوض. والحمامات والمطبخ. والللوبي والبلكونة
وعند باب البيت وفي كل شبر في الشقة
حركت رأسها دون استيعاب قائلة.
-اية. وازاي ملاحظتش. يعني انتا كنت مراقبني!
ربت على وجنتها قائلا برفق.
-قلبك ابيض بقا خلاص. ولا كأنك عرفتي حاجه
صمتت لثواني قبل ان تقهقه على جنونة وتصرفاتة وتضرب على كتفة قائلة.
-وانا إلى بقول زمان الراجل اتغير ومبقاش يقتحم المكان عليا وممكن يقعد في الشغل بالساعات. اتاريك مراقبني.

مفيش فايدة فيك
راقب انفجارها الضاحك بأبتسامة ليقول.
-سيبك من التغير والكلام الفاضي دا. الطبع بيغلب التطبع
المهم اني عملت كل دا من غير مااحسسك او اضايقك
استندت على الوسادة وهي تحدق به مطولاً وابتسامتها الرقيقة لم تختفي من وجهها ليقول بضحكة خشنة.
-اية البصة دي بتخططي لأية!

-مفيش. كل شوية بسأل نفسي عملت اية عشان اتجوزك واجيب بنتين زي سيدرا وجودي. عملت ايه عشان تحبني كدا. إلى الحلو إلى عملتة عشان آخد واحد مُميز كدا!
ربت على خصلاتها بكلمات كادت ان تختصر الماضي بكل مافيه من حُزن وبكاء وألم ومشاعر قاسية...
-صبرتي عليا في الوحش. فا أخدتي الكويس مني
هو الصبر مش كفاية ولا اية!

تمعنت في النظر له وعيناها تجري على الشُعيرات البيضاء التي شقت طريقها في خصلاتة الناعمة. وعيناه التي ازدات هدوء ورضا كبيران. حتى في أوقات غضبه يبتعد عنها كل البُعد ويفرغها كي لا تري بهم القسوة من جديد
طرفت عيناها دمعات يتيمة جعلت نظرته الباسمة تلين وتصير حانية. ليرفعها على صدرة رابتا.
-مش فاهمك. ابطل اقول كلام حلو طيب. قوليلي اعمل معاكي ايه عشان غلبتيني
مسحت دمعاتها وهي تربت على صدرة.

-لا قول كلام حلو كتير عشان بيهون عليا وجع الحمل ولا انتا عايزني انكد عليك.!
ضحك على كلماتها المُتذمرة ليدندن بكلمات أحد الأغاني التي جذبتة مؤخرا ليحفظ كلماتها ويغنيها لها مُتغزلا.
-فديتُكِ روحي ياروح الفؤاد. هواكِ ملاكِ برغم البعاد
فأنتِ ياشطري بكل المداد شريكة عمري في أسري وقهري
في خطوي وصبري في درب الجهاد
نظرت له باسمه ليكمل.

-يابسمة روحي في وجهة السجود يانسمة ليلي طويل السكون. يارسمة نوراً كابدراً تكون. ياخير العطايا في وجه الرثايا خُطاكِ خطايا يازوجي المصون
تنهدت بعاطفة مثقولة وهي تميل برأسها على صدرة من جديد هامسه لنفسها انتي تستحقينة ياتقي. قد طال الصبر وكان عوض الله مُصور في رجل يجلسها بين يداه ويهدهدها بكلمات غزلية ناعمه. تستحقه ويستحقها ولا أحد غيرها يستحقة
تنهدت بتعب وهي تُمسك يدة وتُمسد عليه بعيون باكية.

لا تُصدق نفسها ولا تصدقة هو. اليس هذا من رفع السوط عليها ليُبرحها ضرباً. اليس هذا من وضع الأصفاد بيدها ليُعذبها بدلا من تلك الفتاة التي نجت بحياتها منة!
نظرت لعلامة السوط الوحيدة التي طالت يدها لتناظرها لثوان قبل ان تنظر لوجهة النائم بتشنج مؤلم. تود البُكاء على حالة إلى ان تجف دموعها. وتود الأبتسامه انها لم تهون علية ان يضربها. كانت رفعة سوط واحدة ونزلت ارضا ولكن حرف السوط قد طال رسغها.

ليترك السوط ويهرب من الغرفة بعد ان فك قيدها. ليسرع إلى غرفة اخري يحتمي بها بشعورة المُبعثر. لم تدري هل تخرج سريعا قبل ان يرجع اليها. ام تظل معه لتواسية!
اختنقت بحيرتها وبكائها حتى سمعت صوت التكسير والفوضي يصل اليها يلية صراخه الغاضب. جعلها تفزع وتتجة سريعاً إلى تلك الغرفة وتطرق عليها باكية.

-سيد فاروق. ارجوك اهدأ ولا تؤذي نفسك. التنفيس عن غضبك ليس مرتبط بإيذاء نفسك او الآخرين. بل يحتاج إلى الحديث الطويل مع احدهم. ان تركض طويلا علك ترتاح
او تمارس رياضة ليست عنيفة ايضا ولكن تُساعدك
كان يسمع صوتها الباكي من خلف الباب وهو يكاد يبكي ويضحك ساخراً. لقد منع نفسه وشيطانة عن تعذيبها. او امتنعت يداه بمفردها. يكاد يصرخ بها ان تختفي من حياتة ولا يري وجهها من جديد. او الإنهيار بين يداها باكياً.

داخلة كائن غاضب حاقد مريض يود لو يحرق العالم. يشعر احيانا بأن جنً ما يسكن جسدة. ولكن يرجع عن ذاك التفكير معترفاً انها نفسه المُحبة سابقاً والحاقدة حاليا
دار حول نفسة بجنون وهو يسمع كلماتها المواسية المُحبة وبكائها. ليصرخ بكل قوته وهو يصفع رأسة بالحائط بجنون وتهور.
-اذهبي واتركيني. لا أحد يتخيل النار التي تأكل قلبي لا احد. لا أحد.

بين كل كلمة واخري كان يصفع رأسة بجنون وسالت الدماء منه. وارتطم ارضاً دائخا بألم وراحة. تتحقق راحته عندما يغيب عن الوعي. ويتوقف العقل وتسيل دمائه
سمعت رطماات وارتطام ضخم اعقبته. لتصرخ بجنون وهي تحاول فتح الباب الموصد صارخة بأنهيار.
-ارجوك أفتح الباب وسنصل لحلول. سنعرف اساس تلك النيران ونُطفأها. سأكون جوارك. انا احبك وسأكون جوارك
فاارووق ان كنت بخير افتح ذاك الباب اللعين وأجعلني اصل اليك.

كانت عيناه تُغلق وصوتها يصل من بعيد للغاية. صوتها يكاد يكون ضجيج يمنع عيناه من الاغلاق. وبدأت الصور ترجع إلى عقلة. زوجته، جارة. الخيانة. السكين لكمات وصراخ وضجيج عالِ للغاية. يفوق روحة المتعبة. يود الإستكانة يود لو يعيش ويُعذب كل النساء الخائنات. او الموت والسكون لجسدة وعقلة وروحة
لا يملك أمل في الحب. لا يملك اي امل في الحياة.

كتاباتة لا تُعبر عنه. ولا تشفي جراحة. يكتب هراء. الحب هراء والأمل هراء والحياة هراء. لا شيئ صحيح
لقد كفر بكل ماهو دُنياوي. وآمن بالجفاء والرغبات والقسوة
آمن بوجود الحجارة وكفر باللين، محاولة ساندرا تُشبة محاولة احياء الموتي. وهل يُحيي الموتي إلا الله.!
بالطبع لا. اذن فهو ميت. حتى وأن كان على قيد الحياة فليتركوة.
استسلم جسدة للسكون وسكن.

بينما ساندرا ركلت الباب وحاولت فتحه بكل ماأوتيت من قوة. حتى دارات في اركان الشقة تبحث عن مفتاح تلك الغرفة. ووسط الكثير منهم والتي جربتهم علية حتى فُتح
دلفت سريعاً لتجد دمائة تسيل. صرخت بفزع وحاولت انقاذ جرح رأسة. في غضون ساعة كان الطبيب يفحصة ويضمد ماأذاه. بينما هي تُمسك بيدة باكية تتمني ان يكون بخير
هو ليس سيئا. يحتاج من يصبحة فقط.

استفاقت من شرودها الباكي على صوت طرقات الباب. اتجهت لتفتحة بإنهاك. لتجد رجال الشرطة بصحبتهم ميادة. التي تملؤها الجروح. شهقت وهي تدرك مااقدمت علية ميادة. فتحت ميادة عيناها بدهشة هاتفه بدموع.
-هل انتِ بخير. لقد استدعيت الانقاذ
قاطعها الشرطي قائلا بخشونة.
-اين السيد فاروق حداد. فهو متهم بخطف السيدة ميادة ومحاولة تعذيب فتاة أخري
رطبت ساندرا شفتيها لتقول لميادة.
-بعد اذنك سيدي هل لي بحديث مع السيدة ميادة.

فازوجي لم يكن يقصد احتجازها اسمح لي بدقائق معها
اخذت ميادة المذهولة جانبا لتقول برجاء باكِ...
-السيد فاروق قد اصاب نفسة. ارجوكِ تراجعي عن اتهامك هو ليس في صدد ايذاء جديد. ارجوكِ. وسأعوضك ماديا
بل لا امانع ان اُحتجز انا بدلا عنه ارجوكِ
حدقت بها ميادة بصدمة. لا بل وكأنها مخلوق فضائي او انها تقول ان فاروق يملك جناحين. لتقول ميادة.
-هل هددك. كم هو حقير و
قاطعتها ساندرا ببكاء.

-لا لم يهددني انا احبة. اقسم لكِ هو ليس سيئ ولا اعلم مادار بينكم. كل ما ارجوكِ به ان تصفحي عنه
داهمت الدموع المقهورة مُقلتي ميادة بتقول بحدة.
-لا لن اصفح ولن اتنازل. ولن اهدأ الا عندما اراه مُكبل الأيدي.
ثم تركتها وذهبت للشرطي ليُعطي أمر بتفتيش الشقة وبالفعل انتشر رجال الشرطة في الشقة ليخرج احدهم قائلا...
-هناك رجل مُضمد سيدي
وغائب عن الوعي تقريبا
هتفت ساندرا برجاء باكية...

-اقسم لك انه ليس بخير لقد فُتحت رأسه وكان الطبيب هنا مُنذ دقائق سيدي سيموت ان اخذتموة. الطبيب اوصي براحتة
تجاهلها الشرطي وهو يدلف إلى غرفة فاروق والتي اشار عليها الرجل الآخر بعد ان اخبر رجلٍ منهم.
-أتصل بطبيب واجعله يأتي ليفحصة لنتبين ان كانت كلماتها صحيحة
كانت ميادة تُكتف يدها بجمود تمنع نفسها من الأنفجار في البُكاء. كلما تذكرت تعذيبة لها تود لو تقتلة بيداها.

بينما ساندرا تقف تبكي حالة وحالها وهي تدعو له ان يكون بخير، بالفعل بعد دقائق طويلة وصل الطبيب. وبدأ في فحص فاروق الغائب عن الوعي ليؤكد اصابته
لينظر الشرطي لساندرا قائلا.
-سيبقا هنا شرطي يصطحبة حينما تتحسن حالتة
وان حاول الفرار لن اتردد أن اضعك انتِ وهو في زنزانتي لتلقون حسابكم
هزت ساندرا راسها بإيجاب بينما صرخت ميادة في عصبية.

-كيف هذا. اقول لك لقد عذبني انظر الي. هذا مسخ لا يجوز الخوف على صحتة. اخبر رجالك أن يجلبوه على ظهرة ويسجنوه
تنهد الشرطي بأنفعال من لهجتها الآمره. ليخرج هو ورجالة. لتتبعة ميادة صارخة بانهيار بينما ساندرا اغلقت الباب واتجهت إلى فاروق تجلس جوارة وهي تبكي داعية اليه ان ينجو بما هو مقدم علية.

تكورت على نفسها كالجنين وهي تحارب ألم بطنها ولكنها تود احتواء نفسها وبثها الطمأنينة. توقفت عن البكاء. ولكن قلبها يأن بألم. هي لم تفقد جنينها فحسب. بل فقدت احلامها وفقدت جزء من روحها
سالت الدموع الصامتة من عيناها وهي تتسائل. مالذي بقي لها. لا اي شيئ لا عمل ولا جنينها ولا حياة مستقرة
لقد ربح جواد مجدداً. وخسرت هي كما لم تخسر من قبل
سُلبت جنينها وانتهي الأمر.

رغم انها صرخت وسبت وركلت وهدمت العالم من صراخها الا ان نيران قلبها لم ترتاح او تهدأ. بل لا تنصب دموعها فقد مات ولدها. وانقضي الأمر. ولكن لم ينقضي حزنها
شعرت بيده تربت على ظهرها بمواساة. اي مواساة تلك. اين كان وهي تلتوي ألما. هل يقتل القَتِيل ويمشي بجنازتة!
لم تطيح بيدة ولم تتفوة بحرف واحد. اكتفت بحجب وجهها عنه كي لا يري دموعها. يكفيها كل شيئ سمهت همسه الهادئ يقول...

-مريم خلاص استعوضية عند ربنا. أن شاء الله يعوضنا غيرة كفاية بُكا
يعوضنا. لما يضع النون في جملته ويجمعها معه. لما يتصرف وكأنة زوج مُحب فقد والدة ثمرة عشقة من امرأتة!
رفعت وجهها له بملامح غريبة قائلة بصوت متحشرج.
-يعوضنا!
فهم جواد تلميحها وععجبها ليقول بتأكيد.
-ايوة يعوضنا انا وانتي. هنرجع تاني واكيد هنجيب طفل واتنين وتلاته بإذن الله
امالت رأسها بأناقة وهي تمسح مابقي من الدموع لتقول.

-مش انتا قولت اولادك مش هيكونوا مني!
وانك مش عايز طفلي إلى مات.
اغمض عيناه وتنفس بحدة. لما تُصر على فتح الماضي
لما تستفزة ليجرحها من جديد. امسك كلماتة عنها ليقول.
-ايوة قولت. بس دا كان زمان. ماكُناش ملايكة احنا الأتنين يامريم. لكن هنبدأ من جديد
كانت تسمع كلماتة بهدوس وصمت غريبان. وكأنها تبدلت. تلك ليست مريم الذي عهدها لا ليست هي ابدا
تسائلت في هدوء...
-وخطيبتك!

كاد ان يضحك ساخرا منها ومنه ومن لوسيندا ولكن قال بهدوء مستفز.
-كنت خاطبها لسبب وانتهي السبب خلاص
همهمت بصمت لتقول بعد لحظات بنظرات خاوية.
-تعرف اننا خلاص بقينا متطلقين!
عقد حاجبيه ليقول بإيجاب.
-ايوة بموت الطفل انقضت عدتك. هتجوزك بعقد جديد يامريم مش مشكلة
همهمت مرة اخري بصمت أربكة لتنظر ليدها المُزينة بخاتم زواجها منة. والذي لم تخلعة رغم خطبتة لأخري. لتحرك الخاتم من أصبعها وتضعة أمامه بصمت قائلة بهدوء.

-خلاص ياجواد. انا مش عايزة اكمل ولا عايزاك تتجوزني بعقد جديد. كفاية علاقتنا فاشلة وعمرها ما هاتنجح
تجعد وجهة بعصبية مكبوتة ليقول بصوت مكتوم.
-مريم انا مراعي إلى حصل معانا وو
قاطعتة بنفس الهدوء والعيون الامعة.
-انتا أناني. لو أنا انانيه درجة. انتا اناني اربعة وعشرين
معدش بينا فرص ياجواد. انا استهلكت طاقتك وانتا استهلكت مشاعري. مبقتش عايزاك صدقني
أبتلع اهانتها له ليمسك يدها الباردة محاولا أثنائها.

-مريم هنبدأ من جديد. انا اسف لو قسيت عليكي بس انتي كمان محافظتيش على علاقتنا انا ظلمتك في موضوع لوسيندا لكن.
قاطعتة من جديد وهي تسحب يدها من يده وتضعها في يدها الأخري...
-راحت فين!
نظر لهدوئها مطولا وكاد يصرخ بها لما هذا الهدوء. ثوري واصرخي واضربي افعلي اي شيئ الا صمتك أرجوكِ
ولكن حافظ على أنفعاله ليقول بجمود.
-رجعت مع ابنها واستيفان. او هو إلى خطفها يس مظنش انها معاهم غصب عنها.

شردت عيناها أمامه لتقول بخفوت.
-لو سمحت ياجواد. كفاية كدا انا مش عايزة اتواجه معاك تاني عايزة اقفل صفحتنا وابدأ من جديد
الا هنا وفقد السيطر كلياً على صوتة العالي ليقول زاجرا.
-انتي بتتكلمي بهدوء كدا لية. عجبك دور الضحية.

ماشي يامريم عيشيه معايا انا راضي تحسسيني ان انا السبب في علاقتنا إلى اتدمرت وحمليني كل الذنب معنديش مانع. انما مُصممة على الأنفصال لية. انتي مبقاش ليكي حاجه او حد ملكيش غيري يامريم. هنحاول من جديد وكل حاجة.
هزت رأسها بنفي وهي تهتف بحزم...
-ليا نفسي. انتا عمرك ماكنت ليا ياجواد. مش عايزة اكمل معاك ولو انتا آخر اختياراتي
كور قبضتة ليحرك راسه بأيجاب قائلا ببرود.

-تمام مش محتاج اكون آخر خياراتك يامريم براحتك
تقدري تقفلي صفحتنا زي ماانتي عايزة. مش هضغط عليكي ترجعيلي
حركت رأسها بصمت ليقف ويخرج من غرفة المشفي وهو يكاد لا يري أمامة. هي من أختارت الأبتعاد فلها الحرية
بينما هي اسندت رأسها للخلف ومسدت على بطنها الفارغة بحنين لتدمع عيناها من جديد. لا حاجة لتمثيل التماسك
هي الآن بمفردها. تستطيع الصراخ ان شائت. ولكن اين الطاقة للصراخ!

بينما جواد ركب سيارتة وأنطلق بها هو يجعد جبينة بعصبية. لو كانت صرخت واتهمتة في موت الجنين لتركها وهو مرتاح البال. ولكنها صامتة هادئة. كالعادة حزنت بأناقة وخفوت. صرخ في نفسة بعصبية.
-خلاص مريم انتهت من حياتي خلاص بص لنفسك بقا حب واختار واحدة تناسبك. خلاص مفيش مريم
انهي كلماتة بتصميم عازما على تنفيذ ماقالة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة