قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الخامس والعشرون

جلست مي على فراشها تسترجع مافعلته في علاقتها مع طارق. وعقلها يؤيدها انها على صواب. بينما قلبها يئن الم من فعلتها المُدمره له
لم تنتظر خروج طارق من المرحاض. بل ببطئ شديد خلعت خاتمه من يدها ثم اعقبته بباقي الذهب. لتخرج وتضعهم بكف علا في صمت وعينان لامعه بالخزلان. تحت نظرات علا المصدومه.

ثم أتجهت إلى منزلها دون ان تلقي التحيه إلى حماتها او فاتن. بل اكتفت بالصمت والرحيل. مرت ساعات النهار بطيئه وقلبها ينتظر مكالمه او رساله من طارق كي يراضيها ويستميلها اليه. ولكن لم يحدث هذا ابدا
بل نشر صورته بصحبه فاتن وشقيقته على برنامج الواتس آب وكتب عليها عباره أنجليزيه معناها
كان يوماً رائع بصحبت القردتان الجميلتان.

تتذكر جيدا دموعها التي هبطت كاشلال وافر. وقد هان حزنها عليه. ليتجه اصبعها إلى اعلي محادثته وتحظر رقمه من التواصل معها من جديد
ورغم ذالك الوجع الغريب الذي اعتصرها بقسوه. جابهت والدتها الشامته في ذاك الأنفصال بهدوء تحسد عليه.
-كل شيئ قسمه ونصيب ياماما. طارق شخص كويس بس مش ليا. كلمي والدته تبلغه انه يستعجل في الطلاق
لتسمع صوت والدتها السعيده بهذا الخبر.

-عين العقل ياحبيبتي. وانا هجوزك راجل ولا كل الرجاله
راجل يشجعك تكملي تعليمك. وتكوني اول بخته زي ماهو أول بختك
حركت رأسها بلا معني وأتجهت إلى غرفتها ملاذها الوحيد لتبكي من فرط الحزن والألم. لتمسك هاتفها تتصل بشقيقتها كي تواسيها. ولكن كان هاتفها مُغلق. لتهمس ببكاء.
-انتي فين يامياده أنا محتجالك.

انخرطت في بكاء عنيف لازمها ليومين أضافيين وخاصه انها لم تتلقي منه مكالمه هاتفيه واحده. تهاتفها علا فقط وتحاول تطيب خاطرها ولكن مامن شيئ يجبر كسرها
استفاقت من شرودها على رنين هاتفها برقمه. نظرت للهاتف لثوان واندفعت الدموع إلى عيناها من جديد وشعور الغضب والأهانه يقتلانها ويقتلان مشاعرهت نحوه
امسكت الهاتف بارتعاش لتجيب على أتصاله بكلمه واحده جاهدت لتخرج قويه.
-نعم
-اظن مفروض هديتي دلوقتي وبقيتي أحسن.

ونقدر نتكلم في تصرفاتك الفوضاويه إلى عملتها
شهقت بأرتياع من حديثه الجاف. هل اتصل بها لأجل أهانتها والتقليل من مشاعرها!
هل هو مُدرك لما يفعله!
جف حلقها وبهتت ملامحها وهي تحاول ابتلاع صدمتها ليكمل متجاهلا شهقتها الباكيه.
-تقدري تفسريلي ايه حكايه فسخ الخطوبه دي!
كل دا عشان غيرانه من فاتن. مش شايفه ان دي تصرفات بنات مراهقه
استجمعت صوتها المبحوح لتقول بأرتعاش.

-طارق انا مش عايزه أكمل معاك. احنا مش مناسبين لبعض
انتا تستاهل واحده ناضجه وأنا أستاهل واحد ميشوفش غيرتي تصرفات عيال
صمت طارق لثوان قبل ان يردف ببساطه.
-لا احنا مناسبين من غير تصرفاتك الغريبه. لو نضجتي شوية هناسب بعض أكتر، كل حاجه فيكي ممتازه ألا تصرفاتك في الفتره الأخيره
زاد أنفعالها واندفع الغضب والضعف داخلها في وقت واحد
لا تدري كيف يجتمعان النقيضان فيها الا عندما تحادثه.

تتملكها طاقه العالم لتركله خارج ايطار حياتها
ولكن يمنعها ضعفها المُبرر بحبه. لتهمس بأنفعال.
-لا انا أستاهل حد يرضي بتصرفاتي
-بس انتي بتحبيني!
لجمتها عبارته التقريريه وكأنه امر مسلم به
وكانه يحاول لي ذراعها بحبه ذاك. ورغم صدمتها بمعرفته بمشاعرها تجاهه فضلت ان تتحدث بلهجه مثلجه تناقض أشتعالها وجرحها منه.
-مشاعري تخصني وعمرها ماهتجبرني على حاجه
طلقني ياطارق وكل واحد فينا يشوف طريقه واظن كفايه اوي كدا.

لاح الصمت على كلايهما ليقول بجمود مماثل.
-الي تشوفيه يامي. انا عندي سفريه الصبح لمؤتمر طبي
هرجع ننفصل على طول. طالما انك مُصره على اللانفصال
كتمت شهقات البكاء داخلها ببراعه وهي تغلق الهاتف وقلبها يأن بوجوع لفراق آت. تحبه وتهوي وجهه الباسم بلا مبالاه
تعشق عطره إلى يجعلها هائمه
ولكن يقتلها أهماله. وتدميها مشاعره المثلجه
عواطفه الهامده وگأنها شجرة عيد الميلاد لا حياة فيها.

مسحت دموعها بتصميم وامسكت هاتفها تتصفح محادثة فريق الجامعه. وهي تحمد الله سرا أنها لم تسحب ملف قيدها بالجامعه
صدمت بكم المحاضرات الفائته والتي تعادل ثلاث أشهر غياب وآكثر. والكثير من الأنذارات التي جائتها والتي تهدد برسوبها وفصلها
زادت دموعها وخيط حياتها ينفلت من بين يديها
خيط زواجها من حبيب العمر
والجامعه التي لطالما حلمت بها
وحياه أسرية مفككه كل هذا ينذر بالتشائم والأنهزام.

زادت شهقاتها لتعبث بهاتفها وهي تخرج أحد الأرقام التي لم تتخيل أنها ستحادثه ولو لمره. لتهتف بصوت ضائع ودموع كثيره لا تنضب.
-بابا انا محتجالك اوي
بينما على الجانب الآخر كان طارق يقف ويدور حول نفسه بلا هواده. وعقله لازال لا يستوعب كلماتها الحازمه للأنفصال مي التي تعشقه تود الأنفصال!
ضحك في سخريه وهي يسحب خصلاته السوداء.

الي الخلف بعصبيه. وهو الذي يظنها قطه مطيعه ستكون في طوعه وطاعته بدلا من زوجته السابقه المتمرده. التي لا تنفك عن فعل كل مايخالف كلماته رغم حبهم الكبير الا ان غرورها وتمردها جعل الحياه بينهم مستحيله. وخاصه اهمالها الشنيع لولدهم سليمان بسبب عملها
شردت عيناه في ذكرياتهم في الاعوام الفائته. يسترجع لحظات عشقهم وآخري خلافاتهم ثلاث سنوات مضو معها كألف عام من الخلافات وثلاث أيام في سعاده.

تنهد بثقل وهو يهمس بشرود.
-كان ماضي وانتهي ياطارق
افاق على دخول عُلا كازوبعه ضاريه لتصرخ.
-تقدر تقولي انتا عملت ايه مع صحبتي خليتها منهاره كدا!
رفع رأسه ببطئ يتمعن في شقيقته الغاضبه التي كتفت يدها بأنفعال واضح وقدمها اليسري التي تهتز بتوعد ليقول في هدوء.
-تقدري تسأليها وتجاوبك زي ماعيطتلك كدا
-لا انتا إلى هتقولي ياطارق وبردو هتقولي منفذتش وعدك ليا ليه وصالحتها!

تنهد طارق بثقل وهو يجيب تساؤلات عُلا اللحوحه.
-مي لسه صغيره ياعُلا. مش هنّاسب بعض خالص فرق السن بينا عامل مشكله اني شايف تصرفاتها تصرفات عيله
وهي شايفاه جفاف مني
لانت ملامح عُلا لتقول.
-فرق السن مش كبير اوي كدا ياطارق. بينكم عشر سنين او اقل كمان. وانتا إلى تقدر تشكل علاقتكم وخصوصا انها بتحبك ياطارق
-ياعُلا افهمي بقا ان الحب لوحده مش كفايه وان راجل في سني عايز استقرار اكتر. وخصوصا بعد تجربة جواز فاشله.

هتفت عُلا مدافعه عن مبدئها.
-مي مش غاده ياطارق. مريم بتحبك من صغرها مش ممكن حبها دا كله يتقلب بعد الجواز. انا اكبر منها وفاهمه دماغها كويس. مفيش اعقل منها ولا اطيب وسليمان كمان متعلق بيها
ثم صمتت لتتابع بنبره لائمه.
-تعرف ياطارق دلوقتي بس انا ندمت اني لفت نظرك تتجوز مي وقولتلك انها بتحبك. يمكن لو كنت شوفتها لوحدك ومعرفتش مشاعرها. او مشوفتهاش اصلا كان هيبقا احسن ليها.

ثم وقفت لتخرج من الغرفه تاركه له المساحه الكافيه ليفكر في كلماتها المؤنبه وعقله يسترجع لمحات عديده لتلك الصغيره التي تهواه من مراهقتها كما تقول شقيقته
ولكن مايفيده الهوا بعد ان اطاحه سابقا
هو مُدرك تماما ان الحب لا يربت على القلوب بحنان بالغ
بل يُعذب أوتاره ويكاد يمزقها. يُدرك ان الحب مُرهق أكثر من كونه عذاب لذيذ. ولكن ما فائدة الحب ان كان مُشبع بقلق دائم وسهد طويل وعذاب مستديم ولذه بعيده.

تنهدت ناي بضيق وهي تري اشعار الهاتف يلح من جديد بأزيز مستفز يستفز عقلها وأناملها ترفض فتح هذا الاشعار اللحوح
قضمت شفتيها بضيق والندم يمزقها انها اعطت هذا الرجل رقم هاتفها. ليتها مااعطته اياه. بل ليتها لم تذهب لهذه المقابله
افاقت على جلوس معاويه جوارها ليقول.
-لك تليفونك راح يرقص من كتر الرسايل. شوفي مين عم يبعتلك ويلح هيك
توترت ناي لتمسك الهاتف وتطفئه قائله.
-لا اخي هي حياة عم تجاكرني بالوج المضجك هاد.

لاح الحنين على نظرات معاويه ليهمس بشرود.
-كيفا حياة ليش مابتجي متل قبل!
حمدت ناي ربها انه لم يمسك هاتفها ويتأكد لتقول بلهفه.
-منيحا بس هي معصبه منك كتير. وعلميا هي بطريقا لتنساك وتنسي انو هي كانت بتحبك بيوم من الايام
صعق وجه معاويه وتلجلج لسانه ليقول بدهشه.
-لشو معصبه. وكيف بدا تنساني!
ليش شو عملت انا. لك انا ماقربت منها حتي
بسطت ناي يدها تشير عليه قائله.

-ولهيك بدا تنساك. لك صارلا بتحبك شي سنتين وانتا مابتعبر ولا بتبادلها حبها. حياة قررت تتمرد على حبك معاويه. انتا ماانك بتحبها ولهيك قررت ماتيجي لعنا مره تانيه. واذا اشتقنا لبعضنا بروح انا لبيتها او بنتقابل في الحديقه العامه
صمت معاويه وبهتت ملامحه واعتصرت بشجن واضح.
لتقول ناي بتساؤل خافت.
-اخي انتا بتحبها لحياة!
اطلق معاويه زفيرا حاد ليقول بعجز.
-بحبها كلمه كتير قليله على مشاعري تجاها.

انا بحبها لحياة من قبل ماتحبني. بحب ضحكتها وغنجها
بحب جنونتها وصوتا العالي، بحب وج حياة وعقل حياة وروح حياة. بحبها ومو بأيدي شي اقدمه لحياة
ليش تتجوز واحد متلي حياته ماالا ملامح مشرد عن بلده
ما اله اهل او عيله كبيره بالغربه. وهي بنت عز واكابريه
تنهد ناي بحزن على وجع شقيقها لتقول بمواساة.

-معاويه ماتقول هيك حياة طيبه كتير. وبتتمني انك تاخد خطوه ايجابيه الها. ماتقول هيك وجرب تتقرب منها وتحكيلها ظروفك وشعورك. واذا وافقت خير وبركه
واذا راجعت نفسها تكون اخدت شرف المحاوله
تغضن جبينه بحيره ليمسح على وجهه بأرهاق قائلا.
-الله يستر يانايه. راح قوم جهز حالي لشغلي. الدوام بقيان عليه ساعه وابدي اخد حسم من المدير
ربتت على كتفه بأيجاب قائله بحنان.
-روح الله يستر طريقك يااخي.

قام معاويه وتركها بمفردها من جديد
لتنظر إلى هاتفها الذي لا زال يضيئ ويطفئ برسائل عديده
لتتصدر لها آخر رساله من ذالك المدعو يزيد
اتجوزيني ياناي
شهقت بصدمه وهي تلقي الهاتف سريعا وقلبها ينبض بجنون. ماذا يريد هذا الرجل منها
منذ ان اخذ رقم هاتفها بعد المقابله التلفزيونيه وهو يحاصرها برسائله وكلماته الغامضه. يعيث في عقلها فسادا بأهتمامه لأمرها وكلمات غزله المتخفيه. وسؤاله عن اطفالها.

حتي انه صرح لها ليلة امس انه معجب بها
لتتجاهل رسائله بعدها بتوتر وخفقات خائنه
هي لا تريد خيانة روح ميار. لا تريد ان تنساه وتدخل في علاقه جديده. حتى وان كانت لا تكن مشاعر حب لميار
لا تريد التورط في علاقه تزعج اولادها الاعزاء
لا تريد الخوض في مشاعر مع هذا الرجل. فاجزء من قلبها يخشاه. يخشي نظرة الغموص في عينه وانقباضة فكه.

انتشلها من شرودها رنين هاتفها برقمه. ليزداد ارتباكها وتتوتر يدها بخوف. لتمسك الهاتف وتجيب بارتعاش.
-نعم أستاذ يزيد
اجابها صوت يزيد الواثق.
-مش لازم أستاذ قوليلي يزيد زي مابقولك ناي
وبعدين ان هكون جوزك قريب
شهقت ناي بخجل وغضب لتقول بحده خافته كي لا يسمع شقيقها بحديثها مع ذاك الرجل.
-مابيصير هيك سيد يزيد. انا تركتك تتكلم مع حالك برسايلك الوقحه مابسمحلك تناديني بأسمي هيك
او تقول انك هتصير زوجي مابسمحلك.

تجاهل كلماتها ليقول بجمود.
-معني كدا ان في حد في حياتك!
شهقت للمره الثانيه ولكن تلك المره بغضب عظيم لتهتف.
-بحياتي اولادي وبس وماراح يكون في غيرن. اتركني بحالي ولا تتصل برقمي مره تانيه استاذ يزيد
داعب اذنها صوته الناعم من جديد.
-مفيش داعي للأنفعال ياناي. انا عايز اتجوزك
عايز اقابل اخوكي واطلبك منه عايز آخد بالي من ولادك واحميهم واوفرهم تعليم وحياه كويسه.

وعايز احميكي انتي كمان. انتي لسه صغيره ولازم تلاقي راجل ياخد باله منك ومن مشاعرك
القي كلمته الاخيره بخفوت مثير جعل جسدها ينتفض بقوه
ليتابع بأبتسامه وقد ادرك موقفها من صمتها.
-فكري في نفسك واولادك ياناي فكري كويس
وانا هستناكي متقلقيش.

ثم أغلق الخط وعلى وجهه ابتسامه واسعه ووجهها البريئ يتراقص في مخيلته، ناي الناعمه ستكون زوجته في اقرب وقت. ويينتهي سهده بها وتفكيره الذي بات يؤثر على كل شيئ. وستنطفئ نار مخيلته وينعم بالواقع ولكن صبرا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة