قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الحادي والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الحادي والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الحادي والعشرون

تفجرت ينابيع دموعها من جديد وهي تتذكر زوجها الراحل ميار الحبيب. كم تشتاقه وتشتاق حنانه وعطفه الكبيران
كم تشتاق وجوده معهم في غربتها تلك التي تقتلها الف مره لصعوبة تواصلها مع اهل تلك البلاد الغريبه. وصعوبه العيش بمفردها
تنهدت ناي بألم وعقلها يستجمع آخر مامرت به منذ ان علمت بالطريقه الشنيعه التي سُرق بها جسد ميار الراحل.

اغمائها وصدمتها العصبيه فيما حدث. حاول صالح وعائشه مواستها بانه شهيد في جنة الخُلد. وانه قد ارتاح من عذاب الدنيا ومشقتها
لتجد نفسها تسأل بتعب وعذاب، اما آن لها الراحه هي الاخري اما آن ان تصعد روحها إلى السماء لترتاح. او تجد متسع في الأرض بلا شقاء وعذاب.

ولكن نظره بريئه من اولادها الصغار جعلتها تصبر وتحتسب عند الله. واخيرا بعث لها أخاها بعض المال ورتب سفرها اليه بألمانيا. أخيرا ستحظي بسند حقيقي. ستسأنس بأخاها
لن تظل عالقه شريده في بلاد الغرب
ولكن صدمه الواقع الجمتها. أخ منشغل دائما بالعمل والاجتهاد في هذا البلد الغربي. الذي يعتمد على العمل المتواصل لتستطيع العيش به سالماً آمنا. عليه ان يشقي الليل والنهار ليُثبت انه ليس لاجئ عال على أهل هذه البلاد.

انما رجل يعمل بكل جهده وجده. ليثبت انه ياكلها بعرق جبينه المتعب. وجسده المنهك
وما يجعله صابرا على تلك الحياه الصعيبه. حياة. تلك الفتاه المصريه التي تجاورهم في المسكن. فتاه تعمل في احد وسائل التلفاز الألماني. مغتربه هي الأخري. تكتفي بالعمل والمرح. والتلصص على اخيها الوسيم من شرفتها الزجاجيه
افاقت ناي على طرقات متحمسه على باب دارها. لتعلم هوية الطارق بهذا الحماس. فتحت الباب قائله بعبوس مصطنع.

-لك حياة مليون مره بقِلك لا تدقي الباب هيك. لك والله مابتصدق ايمتا اللولاد بيغفو
ضحكت حياه بباشاشه وهي تدلف حامله بين داها اناء متوسط هاتفه...
-وانا مليون مره بقولك كلميني مصري عشان بتحسر على رقتي لما بسمع كلامك دا
تبسمت ناي أخيرا وهي تجلس امامها.
-حاضر ياأوختي. راح اسكت ومش هأحكي الا مصري
ايه قولك بقااا
اطلقت حياه العنان لضحكاتها الصاخبه لتقول صافقه كف على آخر.

-يخربيت المسلسلات المصري إلى مسؤه سمعتنا. ياابنتي احنا بنقول اختي عادي. مش اوووختشي دي خالص
ضحكت ناي بأنشراح على تلك خفيفه الظل إلى تقبع أمامها لتقول ناظره للأناء الذي بين يدي حياه.
-ايه دا ياحياه!
تبسمت حياه في خجل وهي تكشف الغطاء قائله.
-عملتلكم محشي مصري. عشان اثبتلك بس ان أكل المصريين حلو زي السوري كمان
تبسمت ناي بخبث وهي تأخذ الأناء من يدها قائله بالمصري...

-اااه قولتيلي ياحبيبتي. ميمشيش معاكي انك عملتيه عشان معاويه مثلا!
غزت الحمره وجنة الأخري لتداري عيناها خجلا قائله.
-بت ياناي لمي نفسك كدا وبلاش وتكسفيني. واه عشان معاويه، وعشان كدا مش هتدوقي منه ولا صوبع واحد
ضحكت ناي وهي تنظر لصديقتها الجديده العاشقه لأخاها معاويه. لتقول حيا بتذكر مفاجئ...
-صحيح ياناي نسيت أقولك. انا حكيت قصتك مع مذيع عندنا في القناه. يعتبر من أكبر المُذيعين في القناه.

وحابب يعمل معاكي حوار تحكي فيه قصتك. ها ايه رأيك
غام الحزن على وجهها البهي من جديد واشاحت عيناها الدامعه لتقول في نبره مرتجفه...
-ع اساس انو الناس مابتعرف شو إلى عم يصير بسوريا ياحياة. لك في ألف مره متلي متشرده مع ولادها وماحدا عطيها قيمه. كل الناس بتعرف كم واحد بينقتل وكم اسرة بتتشرد والكل ساكت. شو راح ضيف للي عم بيصير ياحياة
تأوهت حياه دامعه وهي تجلس جوارها وتعانقها بمواساة.

-متعيطيش ياناي. والله لو كنت اعرف اني هزعلك كدا ماكنت نطقت
مسحت ناي دمعاتها لتقول برقه.
-ماصار شي ياحياة ماحأبكي خلاص
وضعت حياة يدها على قلبها بدراميه هاتفه.
-لاااا همووت من رقتك دي. دا انا لما باجي بعيط بطلع صوت قطار في عياطي وبعمل ازعاج للناس. وانتي تقوليلي ماهأبكي. الصبر يارب
ضحكت ناي من جديد على تهويل صديقتها لأي شيئ تفعله
لتصرخ الأخري متمنيه رُبع هذا الدلال الفطري
لتقول ناي باسمه...

-يعني راح آكل محشو الكرنب بتاعك. ومش لمعاويه بس
ضحكت الأخري في شقاوه وهي تمسك وجنتها قائله.
-انتي خدي حلة المحشو. ومعاويه هياخد قلبي زي عادته
انتبهت الأثنتان على وجود معاويه وهو يمسك سلسلة مفاتيحه بعدما دلف من باب الشقه. ليهتف بحرج وقد توهجت وجنتاه...
-ما بتواخذوني. ماانتبهت على وجود آنسه حياة
بعتذر منك.

تقهقرت حياه بمجلسها والخجل يكسوها. وقد انكمشت القطه ذات الأظافر. التي كانت تتغزل به منذ ثوان. لتبتسم ناي وهي تقف متجهه اليه...
-مابيهمك حبيبي. حمدلله ع سلامتك. روح ع الحمام اتحمم بكون جهزتلك الأكل. راح تاكل محشو ولا احلي من هيك
قبل معاويه وجنتها بمحبه قائلا.
-يسلمولي هاديات يانايه، اي شي من ايدك بيكون ولا اروع
غمزت ناي لحياه قائله بخبث...

-لا حبيبي مو انا يالي عاملته. حياة هي يالي طبخته خصوصي لألك وقالت بالحرف. حلة المحشي دي كلها عشان سي الأستاذ معاويه
قلدت ناي اللهجه المصريه ببراعه. بينما شهقت حياه بفزع وهي تنظر اليها بصدمه وكاد الخجل يقتلها. ليهتف معاويه محاولا ازاحه حرج حياه. وهو يعالم تمام العلم بمشاعرها.
-يسلمو آنسه حياة. والله مابيرضيني انك تعبتي حالك مشاني.

تنحنحت حياه محاوله استرداد صوتها المفقود لتقول بخجل وعيناها تتيه بأي شيئ دون ملامحه الوسيمه.
-مفيش تعب ياأستاذ معاويه الجيران لبعضيهم
ابتسم معاويه وكاد ان يدلف لغرفته لينال قسطا من الراحه قبل ان يتناول المحشو المصري ولكن التفت لحياه التي لم تتردد في وكز شقيقته بعنف تعنفها بصمت. لتنتبه على صوته المميز الذي هتف بشقاوه...
-ناي ماتنسي تعطي للآنسه حياة حلوان. مابيجوز ترجع للبيت بدون حلة المحشو او قلبها.

ثم دلف إلى غرفته. بينما شعرت حياه بالدوران لتسقط على الاريكه هاتفه بانفاس منتهيه.
-يانهار اسود دا سمعني وانا بقول انه خد قلبي. يافضيحتك ياحياة. اتشقي ياارض وابلعيني
قهقهت ناي متناسيه حزنها وهي تتابع ارتباك حياه لتقول.
-خلاص حياه لا تكبريها. لك كل الحي بيعرف انك بتحبيه لمعاويه.

عضت حياه على شفاهها بخجل. لتمسك قفازتها الحراريه. مستعده للعوده لشقتها تحت ضحكات ناي. وكادت ان تخرج الا انها التفتت لناي بشراسه قائله.
-ليلتك سودا لو قربتي ومنه وقولتيله حبيبي بمايصه كدا
معلش لامؤاخذه انا بس إلى اقوله
-معااااويه
هتفت بها ناي لتركض حياه من امامها. لتضحك ناي ملئ فاهها قائله بدهشه ضاحكه عندما طالعت اخاها قد بدل ملابسه ويكتف يداه يتابع ضحكاتها.
-ييييي بتغار عليك حتى مني. الله يكون بعونك.

ابتسم معاويه بشرود ودقات قلبه المتمرده تعود من جديد اثر جرعة شقاوه نالها من تلك القصيره. حيااه التي تمتثل في النجوم البعيده بالنسبه لشاب ماعاد يستطيع الوصول للسماء او النظر اليها
لم يعد فاروق يتحمل نظرات شقيقته اللائمه. او خوفها المبالغ به منذ آخر حادث له في مكتبه. ليهتف فارق بأنفعال وهو يجذب سترته من المشجب قائلا...

-عبير انا مش عيل صغير. ورايا شغل كتير وكفايه اوي اسبوع راحه. روحي شوفي اي حاجه تلهيكي عني
جذبت من بده الستره هاتفه بتوبيخ...
-العيل الصغير هيسمع الكلام ويشوف مصلحته. انما انتا مش محصل عيل اصلا. وانا بقولك مفيش شغل يافاروق
هتقعد هنا وهترتاح لحد مااعصابك تهتدي
فارت عروقه بغضب هااادر ليصرخ بها بجنون.
-اعصابي هتهدي لو مشيتي من قداني ياعبير. اتقي جنوني وسبيني دلوقتي مش عايز ازعلك.

هزت رأسها بنفي رغم خوفها من هيئته المرعبه. رغم انها تكبره بعشر سنوات كامله الا انها تعلم حق العلم انه ان تخلي عن جنونه لن يراها شقيقته الحبيبه التي تكبره
لتتهند قائله بمهادنه...
-طب اهدي واسمعني. الدكتور قالي لازم ترتاح الحاله المرادي جتلك بعنف. ولازم ترتاح. انا اتصلت بساندرا تيجي تراجع معاك الشغل بدل ماتروح وتتعب نفسك
كاد ان يندفع بها صراخا ولكن انقذتها طرقات الباب. لتهتف عبير بارتياح...

-ساندرا جت اهي. بص ارتاح خالص وانا هبعت ليندا بالقهوه عشان تركز ياحبيبي
طالعها بدهشه وهي اسمح لساندرا بدخول غرفته. ومعاملتها له بهذا الشكل. كم يكره مرضه وضعفه اللذان يجعلوه كاطفل تائه يتحكم به كل من حوله بدافع الخوف. وخاصه عبير التي لا تنفك عن قول جُملة الحاله
وكأنه معتوه يصاب بنوبات الجنون
استفاق على نظرات ساندرا التي هتفت بنبره عربيه ركيكه مع ابتسامه صافيه خرجت لأجل عيناه.

-حمدلله على سلامتك سيد فاروق
تجاهل حرف الحاء الذي تحول لهاء وحرف القاف في آخر اسمه الذي تحول لكاف
كانت نطقها للكلمات العربيه فوضاويه ومُربكه، ولكنه اكتفي بهز رأسه بعصبيه
ليفتح الشرفه على مصراعيها يستنشق اكبر قدر من الهواء العليل. بينما تلك الأخري التي تقف خلفه حامله حقيبة
الاوراق الخاصه به. وعيناها قد تعلقت به بشفقه وعطف.

فمن يراه الآن متأفأفا لا يصدق انه نفس الشخص المُلقي في حمام مكتبه يتشنج بين احضانها
همست بصوت خرج عطوف.
-سيد فاروق. هل تود ان ننهي مراجعة الأوراق في الحديقه!
التفت لها وكاد ان يتحدث ولكن. تحولت ملامحه للشراسه ليقول بصوت مكتوم...
-امحي عنكِ تلك النظر ساندرا. وفري عطفك لنفسك
لا اريد في عينيكِ سوا النظرات العمليه والجمود. هل فهمتِ.

انتفضت من صراخه في آخر كلمه. لتحرك رأسها بأيجاب وقد تحولت نظرة العطف إلى الرعب. ليشعر بالأنتشاء اللحظي. قبل ان يهتف بصوت هادئ وقد هدأت نوبته الغاضبه...
-خذي الأرواق واتجهي إلى غرفة المكتب. وانا سآتي خلفك
هيا أسرعي
التفتت سريعا للخارج والدموع تندفع لعيناها. وقلبها لا يقوي على الغضب. رغم معاملته الجافه لها منذ ان عملت معه منذ عامان. الا انها لا.

تستطيع النظر له سوي انه فاروق. الرجل الذي يحتاجها دائما وابدا. رغم عدم لجوئه لها. او عدم سؤالها
بينما هو تطلع لهاتفه الذي صدح برساله من مياده جعلت عيناه تتوسع بسخريه لاذعه
انا مشدودالك جدا يافاروق. حاسه اني عايزه أغامر معاك في ركنك الضلمه إلى بتحاول تداريه عن الكل
فكر لثوان قبل ان يكتب.
لو عايزه تغامري. فا انا عايزك اشوفك بكره، ولو شايفه انه صعب. فا متجبيش سيرة المغامره او الركن الضلمه.

ارسلها قبل ان يهتف بغضب وسخريه كبيران.
-تافهه
جزء داخله غير نادم على ماسيفعله مع مياده. جزء داخله ناقم عليها ويود لو يفتك بها ان يجرعها الألم والظلم قدرما شاء. ونقطه انسانيه صغيره داخله تهتف بتحذير
مياده ليست هي فاروق. ستندم أشد الندم
وفي غمرة شروده. لم ينتبه لتلك العينان التي تسترق النظر له في حزن واشتياق مكبوت.

قضمت شفتيها بعنف وهي تسمع صوت ضحكاته الرنانه مع ابنة خالته زهيده. تلك الفتاه الرائعه جمالا وعقلا
مهندسه فاتن الفاتنه. تلك الكلمه التي يرددها طارق بشقاوه على مسامع الفتاه. بينما مي تحترق غيظا من ضحكاتهم
تنفست مي بحده وهي تغرز الشوكه في قطعة اللحم بعنف لتهمس لها علا في تحذير...
-مي اهدي شويه عصبيتك بقت ملحوظه
استشاطت مي لتهمس لعُلا.

-انا غلطانه اني جيت العزومه المهببه دي. اذا كان اخوكي مقاليش آجي. وانا من هبلي جيت لما طنط عزمتني
واتاري الدكتور مش عايزني آجي عشان ياخد راحته في الضحك والهزار
في موقف آخر كانت ستضحك عُلا ملئ فاهها على كلمات صديقتها. ولكن صوتها المقهور من برود مشاعر شقيقها جعلته تنظر لها في شفقه وأعتذار.

لتشيح مي عيناها في ألم وهي تراه لا يلقي بالا لها. وكأنها هواء امامه. شردت في عالم آخر ووخزات الألم تنخرها دون رحمه. منذ عقد قرانهم لم تجد اهتمام او حب منه
كانت علاقتهم رسميه. تكاد تكون منعدمه
وكلما جادلت معه في أمر يرفضه يقول جملته الشهيره
-مي انا ارتبطت بيكي عشان رجاحة عقلك وهدوئك. فا متغيريش وجهة نظري عنك.

لتصمت هي في خنوع مُذكره نفسها بأنه طارق حب الطفوله والشباب. ليس من الصواب ان تتمرد عليه او تعانده
لتنكس رأسها راضيه بكلماته العمليه والعاديه
تركت شوكتها واستأذنت من المائده. واندفعت نحو الحمام تداري به دموعها التي طرفت من معاملة طارق لها
او لتكن واضحه. من عدم معاملة طارق لها
هي الطرف المعطاء. هي التي تحادثه وتطمئن على حاله
وهي التي تهتم لولدة من تلقاء نفسها
وهي التي تطوع في مساعدة والدته في العزائم.

هي التي تُذكره بوجودها حوله
بينما هو يكتفي بالأخذ فقط. سالت دموعها ببطئ ومشهد ضحكاته مع فاتن يؤلمها. لما لا يضحك معها مثلما يفعل مع فاتن!
لما لا يخبرها انها فاتنه وجميله. كما يتغزل بفاتن
لما لا يهتم لآخر اخبارها كما سأل فاتن منذ دقائق احكيلي ايه اخر اخبار مشاريعك.
ألف لما ولما صدحت في عقلها وعلى رأسهم
لما تقدم لها طارق، ان كان لن يعاملها بأحسان!

ضربت الماء بوجهها لتزيح الدموع واثرها عنها. ثم هندمت حجابها سريعا عندما سمعت الطرقات على الباب
فتحت الباب برويه. لتطالع وجه طارق بعتاب. ليرفع حاجبه بدهشه من وجهها الباكي.
-مالك، كنتي بتعيطي ليه!
تجاوزته هامسه.
-اعرف لوحدك ياطارق
جذبها بحده لتقف امامه من جديد قائلا بهدوء...
-لما أسألك تجاوبي يامي. متبقيش عيله صغيره
وكلام البنات التافه بتاع اعرف لوحدك. وراجع نفسك دا مبحبوش. ياتقولي مالك يامش هسألك تاني.

تعجبت من الهدوء الذي يغمره تماما. لتقول بأنفعال دامعه.
-في اني مش مستحمله ضحكك وهزارك مع فاتن
انا بتضايق لما بتهزر معاها ياطارق
همهم طارق بأيجاب وظنت انه سيبتسم ويطيب خاطرها
ولكن فاجأها بنبرته البارده...
-انتي بتغيري يامي!
زادت دموعها ولم تلاحظ لهجته البارده المغلفه بلا مبالاه
لتحرك رأسها بأيجاب تؤكد انها تغار. لتصدم بكلماته الجامده...

-وانا بكره الغيره وعدم الثقه بالنفس. غيرتك دي تكون بينك وبين نفسك. دا شعور يخصك. انما متخنقيش بيه غيرك يامي
رفعت عيناها المصدومه اليه. وهي تشعر بفزع غريب قبض على قلبها بقسوه. برودة، وجموده وحدته تلك. لم تراها سوي اليوم. كلماته الفاتره المتباعده لم تفكر بها الا الآن
لتهمس بصدمه...
-مخنقش بيه غيري!
اجاب بتأكيد على كلماته بحزم...

-ايوا يامي. الغيره بتخنق. وانا مبحبش الخنقه وشغل البنات دا. فاتن قدامي من زمان. ولو كنت عايزها كنت اتجوزتها
كادت تصرخ به في أنفعال باكبه. انا كنت امامك منذ زمن ولم تفكر بي سوي بعد زواجك وانجابك. كنت امامك ولم تلتفت لي سوي من بضع شهور
غاصت عيناها بعيناه الحازمه قبل ان تقول بخفوت.
-انتا اتقدمتلي ليه ياطارق!

رفع حاجبه بدهشه وهو ينظر لوضعية وقوفهم في الممر المؤدي للحمام. ثم نظر لعائلته التي لازالت تقبع على مائده الطعام ليهتف...
-وانتي شايفه ان دا وقته يامي!
كادت ان تهمس بعذاب بس انا مليش عندك وقت. مليش اهتمام مليش حب مليش اي حاجه معاك. كل الناس ليهم فيك كل حاجه وانا مليش الا الصمت والجمود
ولكنه تخطاها ودلف إلى الحمام وصفق الباب خلفه متجاهلا اياها.

تاركا الأخري ترتجف من فرط الحب والجرح. الجرح الذي تتوقع حصوله عما قريب
لتتجه إلى غرغة الصغير النائم والذي اصبح عوض هجر والده
اصبح دواء روحها من ايذاءات طارق. هو يؤذيها وبضعه منه ترضيها
لاحظت تعلق سليمان بها وكأنها والدته. وكذالك مشاعرها الاموميه تحركت لأجله، ولكن هل سليمان وحبها لطارق سببان كافيان لتُقدم على العيش مع جموده وبرودته!
اذا هجرت فمن لي! ومن يُجمل كُلي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة