قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثاني والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثاني والعشرون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثاني والعشرون

حملت الأطباق الفارغه من على فراشه، والتي انهاها جميعها لأرضائها. ولكن لم تعقب او تصدر اي علامه استحسان. ليقول مشاكسا.
-انا خلصته كله عشان جعان، مش عشانك
لم تعقب ايضا واتجهت إلى المطبخ لتضع الصون وتعد مشروبه الدافئ ليختم وجبه الغداء. وهي تحاول كبت لسانها واذرعها عن عناقه والتعلق برقبته. ونجحت بذالك وهي تقدم له المشروب بملامح بارده. امام ملامحه الدافئه.

كانت تهرب بعيناها من نظراته الراجيه والعاتبه في الوقت ذاته، لما يعاتبها وهو الذي اقترف الجُرم في حقها وخان مابينهم. ولما يرجوها بما ليس بيدها
همس بأسمها في رجاء كاطفل مل غضب والدته.
-شهد مش كفايه كدا
تهكمت ملامحها لتترك هاتفها داخل جيب سترتها الصوفيه
لتقف ببرود متجاهله مشاعرها المضطربه من نظراته الراجيه العميقه. ليتابع بعبوس.
-وكمان مبتتكلميش معايا من الصبح. انا اتأسفت كتير.

كادت تخرج من الغرفه ولكن كلمة أسف استوقفتها. لتلفت له بملامح صلبه لا تلين قائله.
-الأسف ملوش اي علاقه بتصليح إلى اتكسر
متفتحش في القديم ياغيث. متصعبش وضعنا اكتر ماهو صعب
ضرب الفراش بعصبيه واندثر رجائه ليقول بغضب.
-طالما وضعنا صعب يبقا مش عايزك جنبي، انا قادر اهتم بنفسي مش محتاج عطفك عليا
كادت تنفلت منها ضحكه صغيره على أنفعاله الطفولي.

ليصبح هذا الانفعال من عاداته مرخرا، حين لا تبادله حديثه او كلماته المشتاقه يتذمر كاطفل في العاشره رافضا عطاء والدته الحبيبه
رفعت كتفيها بلا مبالاه قائله.
-متستعجلش اوي كدا. مجرد ماتقوم بالسلامه هترجع بيتك
ومش هتحتاج عطفي
ثم تركته وخرجت سريعا لتسمع زمجرته...
-ودا كمان بيتي لو ناسيه. اي مكان تكوني في هو بيتي.

تجاهلت كلماته وأتجهت إلى الشرفة الواسعه. اشرعتها ودلفت تقف امام سيل الأمطار. غير مباليه ببرودة الاجواء
وعقلها يسترجع تلك الأيام العصيبه التي مضت بهم
تذكرت عندما رجعت اليه المشفي من جديد لتجده غائب عن الوعي. لا يستيقظ بندأتها او حتى صراخها حتى يستفيق. لياتي الطبيب مسرعا اليها ويتفحصه بعنايه هو وباقي طاقم التمريض
ولازالت تطالعه بانهيار ولسانها لا يردد سوا كلمه واحده.
ياارب متوجعنيش فيه، يارب نجيهولي.

وبعد دقائق عذابٍ طوال. استفاق غيث ناظرا أليهم بتشتت وضياع. نظره جعلت قلبها ينتفض فرحا لأستفاقته وألما عليه. لتتوجه انظاره اليها هامسا بصوت ناعس.
-شهد بتعيطي ليه!
تنهد طبيبه المعالج وربت على كتفه متمتما بكلمات السلامه. ثم رمق شهد بنظره معناها ان تتبعه. وبالفعل خرجت سريعا تتبعه بوجل. قائله ببكاء لا يُخمد.
-كان فيه ايه يادكتور. دا كأنه كان في غيبوبه
تحدث الطبيب بعمليه بحته.

-لا هي مكانتش غيبوبه. هو بالفعل كان نايم نوم عميق جدا
في الواقع اعمق من اي حد عادي نومه تقيل. ودا بسبب الجلطه إلى كانت في فص دماغه الأيمن. ورغم اننا دوبنا الجلطه لكن أثرها لسه موجود. فا يبعد عن الأنفعال والعصبيه وأذي النفس. ويتوفرله راحه كامله
انا هخليه انهارده عشان يكون تحت الملاحظه ومن بكره تقدرو تتابعو علاجه في البيت
كلماته لم تطمئنها ولو بشق تمره، بل زادت من لوعتها عليه.

ورغم خوفها وانهيارها. ألا انها لم تلين له ألا الآن
تذكرت اصراره على الذهاب معها شقة العجمي. ورفضه لوجود عائلته حوله دونها قائلا بحزم واهن.
-مراتي إلى هتكون معايا. مابرتحش غير في وجودها
لتنكمش مُلبيه كلماته دون تقاعص عن خدمته ورعايته
ولكن فيما بعد ندمت على تطوعها تحت لماسته وكلماته التي تجعل قلبها يرجف له بحنين
خصرها الذي لا يرحمه عندما تسانده للذهاب لدورة المياه.

يدها التي يمسكها كلما حانت له الفرصه وكأنه مراهق
نظراته الحانيه التي تحتويها لتلين له
وغضبه حين تقاوم الوصال بينهم
تنهدت بحده وهي تُقرب سترتها الصوفيه إلى صدرها تمنع نسمات البروده من اقتحام جسدها الوهن. استفاقت على اهتزاز الهاتف بجيب سترتها. لتخرجه وتطالعه بصمت لتقرأ كلماته الذي يرسلها بعد كل عاصفه بينهم.

مش هنسي أول مره شوفتك فيها حسيت اني عايزك تكوني مراتي. من غير اسباب او كلام. ساعتها قولتلك اننا محتاجين بعض. لكن ساعتها انا مكنتش محتاج في الدنيا دي كلها قدك. ولسه محتاجك وهفضل احتاجك لحد مااموت
دمعت عيناها وشق ثغرها عن ابتسامه نديه. لتضع الهاتف في سترتها من جديد ولازالت تهمس لقلبها بالصبر
لا تريد استرجاع غيث القديم. لا تريد غيث الخائن.

تريد رجل يحبها ويعشقها ويقدسها ان لزم الأمر. لن تعيش على سيرة امرأه رحلت. لن ترضي بالفُتات منه
اما ان تسترد نفسها وقوتها دونه. او ينسي مادونها ويعيش لها. اما هذا والا لن تكون له أبدا
بضع دقائق وسمعت صوته يناديها بضجر. لتتجه له والفضول يكاد يبتلعها لتعرف حجته الجديده لمناداتها.
دلفت غرفته لتجده يعبث في الخزانه وقد ارتدي كنزة شتويه. ولازال ببنطال المنزل.
-نعم.

كلمة صغيره بارده جعلت براكين غضبه تكاد تنفجر ليقول بضيق مكتوم.
-فين لبسي إلى بابا جابه
اتجهت اليه بصمت. تفتح احد ارفف الخزانه الجانبيه لتشير إلى ملابسه المصفوفه بصمت. دون ان تسأله عن سبب رغبته في الخروج
زاد غيظه ليهتف.
-فين الشراب الكُحلي. مش لاقي شرباتي
بنفس الهدوء وضبط النفس. فتحت خزانه صغيره جوار الفراش وأخرجت بضع جوارب منها الصوفيه الثقيله والخفيفه. ووضعتهم على الفراش.

جز على أسنانه مت اتباعها لحيلة الصمت وعدم تفوه حرف معه. لقبض يده بأنفعال واضح ليهتف.
-طب أخرجي بقا عشان اغير
كبتت بسمتها وكادت تخرج ولكن بروز عروق رقبته جعلتها تعلم انه منفعل للغايه. وذاك ضرر على راسه الذي لم يُشفي بعد. لتقول بخفوت قبل ان تخرج.
-انتا رايح فين. انتا لسه ماخفتش
نظر اليها لثوان وقد هدأت ثورته نوعا ما ولكن قال بأيباء.
-هنزل اتمشي واسيبلك الشقه طالما مش طيقاني فيها.

خفيت او مخافيتش بقا ميهمكيش
ترددت لثوان قبل ان تقول بحزم.
-لما تبقا كويس ابقا امشي براحتك. دا غير الدنيا بتمطر ممكن تتعب زياده وتجيلك نزلة برد
تهكمت تعابير وجهه ليقول بعصبيه.
-وانتي يهمك في حاجه لما اتعب زياده او اموت حتي!
تنهدت تحاول استجماع صبر العالم لتقول.
-طبعا يهمني لانك ابو ولادي
انقشعت ملامح العصبيه وتهدل كتفيه ليقول بملامح مشدوده مغلفه بالعمق...
-عشان ابو ولادك بس ياشهد!

تهربت عيناها من الاجابه ولم تلن ملامحها رغم لين قلبها. ليجلس على الفراش بصمت. قبل ان يقول.
-اطلعي واقفلي الباب ياشهد. انا هنام مش عايز اخرج
رغم أنقباض قلبها بيد من حديد. وهدوئه يجعل الخوف والهواجس تقفز في عقلها. ولكن بهدوء تام، انسحبت واغلقت الباب تاركه اياه يطالع موضع قدمه بصمت.

تنفست الصعداء وهي تجلس في المطار تنتظر ميعاد طايرئتها. كتمت شعورها بالخوف لسفرها دون علم شقيقتها او والدتها. تتمني من اعماقها الا يتصلو على صديقتها التي اخبرتهم انه ستبيت معها قرابة اسبوع للمراجعة والأستعداد للأمتحانات النصف نهائيه
عضت على شفتيها تكبت ابتسامه متحمسه وهي تفتح هاتفها وتكتب لفاروق رسالتها التي تنطق بالسعاده والخوف الخفي.

قدامي أقل من نص ساعه على ميعاد الطياره. ابقا تعالي خدني من المطار. وحضر نفسك مش هتبقا في ركنك الضلمه لوحدك تاني
ثم اغلقت تطبيق الواتس آب لتفتح احد صوره تحدق بها بحالميه شديده. تحدق في ذاك الرجل الأنيق والوسيم. الذي يفتنها ويسحرها بأبسط الابجديات، يجذبها اليه كالمنومه
تغرق فيه آكثر وأكثر
وقلبها يهتف بسعاده. ليت كل الشواطئ كافاروق. لن يكون الغرق فيه مكروه او مُحزن. بل الغرق فيه حياة ولذه.

بينما على الطرف الآخر. تلقي فاروق الرساله ليطالعها بسكون غريب. دون أبتسام أو بهجه. دون اي شعور يصف كم البرود الذي يعتمل بصدره. سوا من بعض الشفقه عليها
قطع شروده نحنحة ساندرا وهي تمد يدها باحد الملفات.
-تفضل سيد فاروق. لقد انهيت مراجعته جيدا. لا ينقص سوا قرائتك له وأمضائه
سحب فاروق الملف بصمت. ليمسك قلمه واضعا توقيعه المميز ثم اعطاها الملف قائلا.
-انتِ راجعته وانتهي الأمر.

رفرف قلبها بسعاده خفيه. ولمعت عيناها من كلماته الهادئه والتي تخفي بين طياتها معناها الرائع لقلبها، انه يثق بها كثيرا. اخذت الملف وثغرها يتوسع بأبتسامه فرحه. قابلها هو بهدوء ولا مبالاه
واسند رأسه إلى يده وهو يغمض عيناه بألم بسيط يضرب رأسه. مُعلناً عن بدايه نوبة عصبيه. لتشهق ساندرا بقلق قائله.
-سيد فاروق هل انت بخير
لم يعطيها رد وهو يمسد جانب رأسه ليخفف عن ألمه.

لا يريد ان تاتيه تلك الحاله في عمله مره أخري. لا يريد استرجاع اي ذكريات ستجعله يزمجر بجنون ويتشنج جسده من جديد. لا ينقصه قلق شقيقته
ووسط خضم كل تلك النزاعات داخله شعر بأنامل ناعمه ترجع رأسه للخلف تركنها إلى ظهر مقعده. والتي تقف خلفه لتمسد رأسه ببطئ واحترافيه. فتح عيناها ليطالع عيناها المهتمه لأمره والقلقه عليه. تلك النظرات التي تخرج اسوأ مافيه.

ولكن حركة اناملها جعلته يسترخي تحت يدها وينسي غضبه من نظراتها وقلقها. ليسمع صوتها الهامس.
-تشعر بتحسن سيد فاروق
لم يعطيها أجابه واكتفي باطلاق بضع تنهيدات مرتاحه. جعلتها تبتسم بحنان فطري لهذا الرجل. وتزيد من نعومة اصاعبها على رأسه الصلب المُعذب.

وحين شعرت انها تمسد رأسه لمده لا بأس بها. تركت اصابعها. واطلقت ساقيها للريح. تخرج سريعا من مكتبه وتركن إلى مكتبها خارجا. ونبضات قلبها تقرع كالطبول العربيه دون توقف
ليفتح فاروق عيناه براحه. وقد نجحت ساندرا في طرد طيف عذابه من امام عينه. لتترك طيفها هي وأناملها الرائعه.

انهت مريم رسم تصميم احد المكاتب وهي تحرك رقبتها بتعب. فا جلوسها امام المكتب لمدة ثمان ساعات متواصله لتنهي التصميمات سريعا كما امر جواد العظيم. دون الالتفات انه يضغط عليها في تعجله
ولكن لن تيأس او تطلب بعض الوقت ليشمت بها
بل ستُكثف عملها لتنهيهم بأسرع وقت ممكن
نظرت في ساعة معصمها لتجد انها تخطت ساعات العمل بساعتين اضافيتين. وقفت لتحرك ساقيها قليلا لتجد طرقات على باب مكتبها. هتفت بالأنجليزيه قائله.

-تفضل
دلفت مساعدة جواد تهتف بعمليه...
-لقد انتهي ميعاد العمل سيده مريم. ويبلغك السيد جواد ان تكملي باقيه غدا
لوت مريم شفتيها بسخريه لتقول بهدوء.
-اعلميه ان امامي ساعه اضافيه. سأنهي عملي واذهب
اشارت المساعده إلى الهاتف قائله...
-اخبرني ان تهاتفيه ان رفضتي الذهاب
عاجلتها مريم بتساؤل مقتضب.
-هل انهي اعامله!
عقدت مساعدته حاجبها بدهشه.
-في العاده يتأخر سيد جواد. امامه على الاقل ساعتين وينهي اعماله.

لتخرج بهدوء وأدب مثلما دلفت تاركه مريم تطالع الهاتف بعبوس. وقلبها يخبرها ان تهاتفه وعقلها ينهرها زاجرا.
تنهدت بضيق وهي ترتمي على المقعد تحاول عبثا ان تستجمع تركيزها في التصاميم. قائله لنفسها في عزم.
-مش هتكلميه يامريم. ولا هتروحيله
سمع طرقات خفيفه على باب مكتبة. ليعلم صاحبتها والتي يراقبها بين دقيقه واخري على شاشة حاسوبه المحمول. ليغلق الحاسوب قائلا.
-تفضل.

دلفت مريم بأوراقها الطويله واقلامها وكانها تنتقل لمكتبه لتحتله وتركله خارجا. لتقول بخفوت غريب على طبيعتها.
-اممم. انا قدامي ساعه واخلص. هقعد هنا بدل مااقعد لوحدي. ممكن
اشارت إلى الاريكه الجلديه وهي تصطنع النظرات البريئه. جعلت وجهه يتجعد بدهشه وود لو ينفجر بالضحك
مريم الفقي تخاف الجلوس مفردها. وتتكلم بخفوت وخداها متوردان كالفتيات الرقيقات. عكس غرورها وثقتها المعتاده!
كادت الدهشه تبتلعه ليقول بايجاب.

-ممكن
انشرحت ملامحها وهي تتجه إلى الاريكه تجلس عليها بأريحيه. وتضع الورق امامها بنظام وتتابع تركيزها في التصميمات من جديد
ابتسم جواد وهو يحرك رأسه بدهشه وتابع عمله هو الآخر
مرت بضع دقائق قبل ان تهمس بنعومه.
-جواد
همهم بأنشغال وهو يتابع النظر إلى حاسوبه. لتقول باسمه.
-خلصت تصميم تلات مكاتب. وممكن أبدأ تنفيذ بكره. ها.
قاطعها جواد بهدوء ولازال مندمج بعمله.

-بكره في اجتماع مجلس اداره تقدري تعرضي تصميماتك وتناقشي الميزانيه معاهم
تورد وجهها غضبا تلك المره. لتقضم شفتيها بحنق وترجع نظرها للأوراق من جديد هاتفه في نفسها.
-مش هتفتحي كلام معاه تاني يامريم
بينما راقبها جواد مستمتعا بعصبيتها المكبوته. وبالفعل تحكمت في نفسها ومرت الدقائق بيطئ. لم تحادثه. ولم ينظر اليها. سوا بعد مايقارب نصف ساعه.

ليجدها ارجعت رأسها رأسها للخلف غافيه ونظاراتها تعلو انفها. وقف واتجه اليها ولازالت نظراته متعلقه بها
وقف أمامها ليجذب النظارات الطبيه من وجهها برقه
ليجد علامات حمراء اعلي انفها من اثر النظاره. راح يتفرس في ملامحها بشرود، لتمتد يده إلى وجنتها الحاره يداعبها برقه غريبه على طباعه معها مؤخرا
لتفتح عيناها ببطئ هامسه يصوت أبح.
-جواد
تعلقت عيناها بعيناه الشارده ليقول بخفوت.
-تعبتي!

احتارت من مغزي سؤاله. هل يقصد ارهاقها من العمل، ام ارهاقها من علاقتهم المعقده. لتهمس بأيجاب وهي تحرك رأسها بأيجاب ولازالت يده تداعب وجنتها.
-جدا ياجواد. تعبت جدا
كادت ان تلين ملامحه لنبرتها الرقيقه. ولكن ابتسم ببرود وهو سبتعد حنها مخلفها فراغ على وجنتها. وكأنها مكانً ليده منذ زمن، ليقول
-احنا لسه في البدايه. التعب لسه بدري عليه.

لأول مره تشعر ان جواد على قدر لين لسانه. الا ان عندما يقرر ان يقسو لن يكون هناك أمر من قساه. وعلى قدر ماتجرع منها سيسقيها
ولكن هل سيسقيها ام سيسامح عندما يعلم بمشاعرها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة