قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الحادي والأربعون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الحادي والأربعون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الحادي والأربعون

عيناها الحادة التي تقابلة منذ ان استيقظ تحاصرة بتصميم مُرعب. ملامحها المشدودة جعلتة يُدرك ان شهد في اقصي مراحل غضبها وسخطها. ليقول بحذر.
-شهد انتي شاكة فيا.!
صفعت فخذها بغيظ لتهتف بعصبية.
-مش شاكة فيك. لكن مقولتليش دلوقتي اية إلى وداك الشقة دي هشك فيك ياغيث. احكيلي عشان انا هتجنن
تنهد ليمسك كفها البارد ليقول.

-اتصلت بيا وانا في الشغل تستنجد بيا من جوزها إلى في تونس. قالتلي انه عرف انها كانت على علاقة بيا وهيجي يموتها. وانه بعتلها رسالة تهديد انه في طريقة ليها عشان يقتلها. ورغم كدا رفضت. لكن
قاطعتة شهد بجمود.
-لكن استخدمت السلاح إلى انتا متقدرش تقاومة وهي ملك الله يرحمها. وحلفتك بيها صح كدا
حرك رأسه بيجاب ليقول بصدق...

-بس انا مروحتش عشان حلفتني بملك. انا روحت عشان انا راجل ياشهد. مش هتتصل تستنجد بيا وانا اقول مليش دعوة. تصرفي كان نابع من راجل. مش عشان حلفتني بملك
حدثها الأنوثي جعلها تُدرك انه يفسر لها سوء ظنها
ويخبرها انه لم يأخذ بحلفها بأسم حبيبتة الراخلة.
غيث يفسر لها شيئ يخص ملك.!
أكمل وهو يشد على يدها لتصدقة.
-يدوب دخلت. لقيتها بترش في وشي مادة بتحرق العين
طبعا حرقتني وبقيت ازعق. ومش قادر من عيني.

اعتذرت ودخلتني وجابتلي ماية. ومنديل لعيني
وبعدها ماحسيتش بحاجة
صمتت شهد تجز على أسنانها وتود لو تري ناردين لتقطعها ألف قطعة. لا بل تمزق كرامتها كي لا تقترب من أي رجل متزوج بعد الآن. ليقول غيث.
-انا جيت هنا ازاي. واية إلى حصل
قصت له شهد ماحدث بعصبية. ولكنة قاطعها ببطئ.
-يعني انتي كلمتي وليد!
من نوبة عصبية إلى نوبة اضطراب. وهذا ليس جديد على غيث. الذي ينتشلها من شعور لشعور من أقل من ثانية. لتقول مُبررة.

-انا كلمته عشان كنت خايفة عليك. ماهو بردو خوفي كان بمحلة. ماانا قفشاك في شقة معاها وهرياك بوس
توسع بؤبؤ عيناه من صوتها المُرتفع ليقول بتشتيت.
-اية. قفشاني. وبوس اية. بقولك انا كنت مش داري ولا واعي للدنيا. تقوليلي قفشاني!
ابتسمت داخلها بإنتر وقد نجحت في خذوهم بالصوت حتى لا يغلبوكم لتقول بغل حقيقي...
-لا ياحبيبي الهانم بيساك، والروج كان معلم في كل حتة فيك. انما اعرف انك فايق بقا ولا مش فايق معرفس.

رفع غيث حاجبة. ليجذبها اليه لتق على صدرة بحنق قائلة.
-غيث اوعي كدا انا مش طايقة نفسي
همهم غيث وهو يداعب عنقها بأناملة الخشنة.
-تعرفي ياشهد رغم اني بعيد عنك بقالي اكتر من تلات شهور. والملايكة بتلعنك كل يوم انا ببقا نايم مقهور منك
بس في كل ليلة ببقا مسامحك. وعمري مافكرت المس غيرك ولا اقبل لمسة حد
تاهت في عيناه الرزينة لتقول بخفوت.

-انا عارفة انك مجيتش جنبها. لكن كل ماافتكر انها لمست جوزي. حبيبي. إلى اخيرًا رجعنا تاني لبعض. ومتأكدة انها هي إلى بعتت الرسالة
ابتسم غيث ليقول وهو يشدد عليها بين احضانة ليقول.
-آخر مرة قولتيلي فيها حبيبي كانت من شهور
هو لازم واحدة تستفرد بيا عشان تحني عليا
لاح الحزن على عيناها لتقول.
-الي عدينا بية صعب اوي. متخيل ان كل واحد فينا هيروح في حتة بعيد عن التاني. بعد كل دا هنكون مجرد ذكري في حياة بعض.

ابتسامة ساخرة احتلت ثغرة ليقول بحدة.
-علي أساس اني كنت هسيبك. والله لو هتهربي فين هجيبك تاني. انا ملقتكيش بسهولة عشان اسيبك بسهولة
ومتفكريش في نفسك وتهربي. فكري ان وراكي تلاتة متعلقين بيكو ويتوهو بعدك. احنا من غيرك ولا حاجة
لانت ملامحها لتضع يدها على وجنتة تداعبها بحنان لتهمس بتأثر وعينان دامعة.
-انا أسفة ياغيث. والله العظيم انا بحبك. وعشان بحبك جرحي منك بيبقا سهل. لكن انا مش هفكر ابعد تاني.

ربنا يهديك ليا ياحبيبي. ويحميلنا اولادنا
صاح ببهجة...
-يا فرج اللة، يعني خلاص كدا سماح
نسينا إلى فات وبقينا زي الأول
هزت رأسها نافية ليجعد وجهه. ولكن حالما انبسطت ملامحة لتقول مُحذرة.
-رجعنا احسن من الأول، لكن لو فكرت تلعب بديلك تاني
ساعتها متلومش الا نفسك. إلى فات فات. من انهاردة انا الماضي والحاضر والمستقبل. انتا فاهم
هز رأسه بلهفة. لتبادر وتُقبلة بمحبة وطيب خالص.

تعطية موافقتها على البدء من جديد. البدء معة وله
لغيث. حبيب العمر ورفيق الأيام. افضل حبيب. وأفضل مُرافق يملك أحضان دافئة تساعد على الأسترخاء والأستماع لفيروز. ليُهدي الكلمات لفيروزية العينان
بعدك على بالي. ياقمر الحلوين، يازهرة تشرين
يادهبِ الغالي. وبعدك على بالي. ياحلو يامغرور
ياحبئ ومنتور على سطح العالي.

وضع جواد حقيبة الملابس أرضا. بينما نظرت مريم إلى الشالية المُطل على شاطئ الأسكندرية. والذي أصر جواد على اصطحابها اليه. ليقول جواد بخفوت.
-عجبك الشالية.
انتبهت الية لتقول بإيجاب باسمة بشرود.
-آة جميل اوي.
فسر شرود عيناها وتباعدها انها لم تعد تحبة. فقدت شعورها به. لتتجمد يدة حول كتفيها ليقول بعد صمت.
-انا هروح آخد شاور وبعدها نطلب أكل.

ثم ولاها ظهرة وسار إلى غرفتة بصمت. بينما هي راقبت سيرة بأعين شاردة. هي لم تُشفي بعد. وهو كذالك
اطلقت تنهيدة عميقة نابعة من خبايا روحها. ولكن وئدت صوتها كي لا تزيد من صمت الآخر
بينما هو كان يقف تحت مرش الماء وعقلة لا يهدأ
كيف يمحي نظرات الحزن عن عيناها. كيف يُبعد الشرود عنها!
كيف يسترجع طبيعتها المغرورة والعدائية في بعض الأحيان. كيف السبيل اليها من جديد. كيف!

هل اطفئها. هل اطفئ شعلة تمردها. وتلك التي بالخارج هي صنع يداه، اذًا كيف يسترجعها. كيف!
خرج من الحمام وقد التحف بثوب الحمام. ماهي الا بضع دقائق وارتدي ملابس مُريحة تناسب يوم مُشمس
خرج من الغرفة ليسمع صوت تخبط الأواني في المطبخ
اتجة إلى المطبخ ليجد مريم قد بدلت ملابسها وارتدت منامة قطنية رمادية تصل لركبتيها وتغطي مرفقها
وجمعت خصلاتها في كعكة مُنظمة مع ترك الغرة تعطيها مظهر رائع.

وقف يتابع تحركاتها وهي تضع المكرونة. ذات الأصابع الرفيعة للغاية في الماء الساخن. ثم تتجة إلى اللحم المُتبل تضعة في كيس حراري ثم وضعتة في الماء المغلي
رفع حاجبة بدهشة. متي فعلت كل هذا!
هل استغرق وقتًا طويلاً في التفكير!
التفتت مريم لتجدة يقف خلفها ويضع يدة في جيوب بنطالة القصير لتقول باسمة.
-انا افتكرتك نمت
رفع حاجبة بنفي قائلا.
-وهو انا جلف عشان اسيب ست جميلة واقفة بتطبخ بكل الحلاوة دي بردو.

ضحكت مريم وهي تضرب كف بآخر.
-بقا منظري كدا جميل. طب دا انا كنت بقعد بالساعة البس في قمصان واحط ميكب واعمل شعري عشان تقولي الكلمتين دول. وجاي وانا مش عاملة اي مجهود تقول كدا
لا يدري هي يشعر بندم. ام يبتسم ويتملقها!
حسم أمرة وهو يقترب منها ويفك عقدة الكعكعة ليقول ساخرا.
-هممم يعني كنتي بتعملي كل دا عشان اشوفك حلوة
هزت كتفها ببساطة قائلة.
-اكيد مش عشان اقول لنفسي يعني.

. الا انك ولا مرة قولتلي اني جميلة فعلا
رفع حاجبة ليقول.
-بس انتي عارفة انك جميلة
ضحكت ساخرة لتقول.
-انا عارفة اني جميلة. لكن مختلفة لما اعرف اني في عينك جميلة، اممم المكرونة هتتحرق كدا
التفت لتقلب الطعام بينما كاد جواد ان يصفع جبينة
مريم كاحال اي امرأة تود لو تسمع الغزل. وتذوب من لمسات ناعمة. تود لو بخبرها زوجها انها اجمل امرأه خُلقت بين النساء...
تنهد بصمت بينما همهم بأسمها قائلا.
-مريم
-همممم.

-اساعدك في حاجة. انتي عملتي المكرونة
اجهزلك الصلصة. ولا اعمل السلطة!
هزت رأسها بنفي وهي تمسح يدها بمنديل قائلة.
-لا مفيش داعي انا هجهز كل حاجة. روح اقعد وانا هجهز الأكل واجي
فاض الكيل. ليمسك يدها ويجذبها الية قائلا بنفاذ صبر.
-وانا مش جاي اقعد مع نفسي ولا انتي جاية تطبخي
مريم انتي بتهربي مني لية
لم تحاول أزاحة قبضتة لتقول بهدوء رغم ضعف عيناها.
-خايفة ياجواد. خايفة تقول حاجة ترجعني لورا.

ومش عارفة هنكمل مع بعض ازاي مع شعوري دا
لانت قبضتة ليقول بدهشة.
-لكن انا بررتلك. انا مش ممكن ارجعك لورا تاني يامريم
لازم تهزمي شعورك دا. لانك كدا هتضيعي عمرك وعمري في حجات ملهاش وجود
هربت بعيناها ليقول بخفوت.
-مريم متعمليش كدا. انسي إلى فات
لو فاكرة اني ممكن أذيكي يبقا اكيد انك اتجننتي
هزت رأسها بضعف لتقول.
-لا متجنتش ياجواد. انا فقدت الثقة بنفسي. بقت اقل كلمة منك تحطمني. انا مش مصدقة انك بتحبني حتي.

ابتلع صدمتة بصعوبة ليمسح على وجنتيها برفق قائلا.
-ومحبكيش لية!
انتي جميلة. وقوية. وبتحبيني. ورقيقة ومغرورة ومنخيرك طويلة
أتم جملته وهو يقرص انفها ليكمل بلين.
-لو انتي مش مصدقة اني بحبك. عندي طُرق هتثبتلك صدق كلامي
مال عليها ليعانقها ولكن صفير الأواني جعلتها تبتعد سريعا كي تطفئ الموقد. بينما تركتة يغلي بعاطفتة ليصله صوتها قائلة...
-لو لسة على عرضك انك تساعدني. جهز سُفرة برة علب الشط. اهو نغير شوية.

تحقق مطلبها في أقل من عشر دقائق
وكان الطعام موضوع امامهم. وصوت لطمات الموج تطرب الجلسة الهادئة لتقول شاردة...
-بقالي كتير منزلتش البحر
همهم جواد بعد فترة ليقول...
-طب انتي خلصتي أكلك.!
لم يمنحها الوقت لتجيب. بينما وقف وحملها على حين غرة قائلا...
-مش مهم الأكل. اهو موجود اهو مش هيطير
تعلقت في رقبتة لترمش بتفاجؤ...
-اية دا في اية!
ابتسم وهو ينظر لعيناها التي تشبة البراعم.

-هننزل البحر. الجو حلو انهاردة. وعلى رأيك اهو تغير
ولا انتي اي رأيك
ابتسمت وهي تشعر بقطرات الماء. لتسمعة يتسأل...
-بتحبيني!
هزت رأسها نافية وقد انتابها تمردها القديم. ليقول ضاحكا.
-بقا كدا. يعني مبتحبنيش
-وهو المفروض اقع تحت رجليك واقولك انا بحبك ودايبة فيك ياسي السيد وراجلي الوحيد. وآماني في الدنيا.
التمعت التسلية في عيناه ليقول.

-عجبني التخيل. فكريني لما ندخل الشالية نمثل المشهد دا. لكن يبقا بأداء تمثيلي احسن
هزت كتفيها بدلال تجيدة.
-في عينك
ضحك بقوة وهو ينزل قدميها إلى الماء ليقول.
-اسمها بعينك، بقالي اربعين فصل بعدلك كلامك
ارحميني واتكلمي
انجليزي أحسن ياحبيبتي
وبعدين بعيني ليه. ماانا ممكن اعملهالك عادي
ركلت الماء بقدمها لتقول...
-يعني تعرف دلوقتي تركع على ركبتك وتقولي انك بتحب.

قاطعها وهو يجلس على ركتية ليخطلت الماء بالرمال على بنطالة الناصع...
-انا بحبك يامدام مريم ومقدرش استغني عنك. لأنك ست جميلة رغم عيوبك. ورقيقة رغم غروروك. واتمني تتكرمي عليا وتبادليني شعوري
كان الهواء يتلاعب بخصلاتها وردائها الرمادي
كما كان جواد يتلاعب بخفقات قلبها لتقول.
-ولا مبادلتكش شعورك!
وقف ليقول بتصميم.
-هتبادليني بعدين. رغم اني عارف انك بتحبيني
بس لما تقوليها انتي مختلفة.

ضحكت على استعماله لكلماتها لتقول.
-بس انتا عارف اني بحبك
جذبها اليه ليقول بحميمية.
-من مريم المغرورة كل حاجة ليها طعم تاني
عارف انك بتحبيني يامريم. استسلمي خلاص عرفت ان نفسك اطول. وخلتيني انا إلى اعترف
حركت رأسها بإيجاب وقلبها يقرع كالطبول لتهمهم.
-انا اكسب.!
ابتسم على طفولتها. او غرورها لا يدري
ولكن مايهم الآن انها بين يداه. ناعمة، راضية وراغبة.

تكاد تذوب من لمسة. اذن لا ينقص سوي ان يهبط ويعانقها ليُكمل مشهدهم بالطريقة المثالية التي تفضلها مريم ذات الأنف الكبير.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة