قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثاني والأربعون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثاني والأربعون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثاني والأربعون

مرت الأيام وهي لازالت تعتصم غرفتها في كبينة السفينة
ترفض الخروج والإختلاط بالناس. او تحشي الإختلاط بذاك الإيطالي صاحب العينان الداكنة. والصدر الواسع الصلب الذي احتوي ألامها لدقائق معدودة. تخشي هذا الرجل الذي سبب رجفة مُفزعة في جسدها الطري
اطلقت تأوه عنيف وهي تضرب بيدها على الوسادة بسخط.
-جبانة ساندرا. جئت كي تترفهي وتنسي فاروق حداد
وأذا بمشاعرك الغببة تضرب بأول رجل واساكِ.

قطع جلد الذات رنين هاتف الغرفة. لترفع السماعة قائلة.
-مرحبا ساندرا تتحدث
-هممم أذا انتِ على قيد الحياة ياجميلة
اذا لما تعتكفين في غرفتك كاراهبة تخشي لهو الدنيا
عضت ساندرا باطن فمها بتوتر وقد علمت ان هذا هو صوت الإيطالي الوسيم. لتقول بلهجة لاذعة...
-نعم اتدرب على صمود الراهبات لأني أفكر ان أكون راهبة
هل تهيأت انها سمعت شهقة منه!
ران الصمت لثوان قبل ان بقول بصوتٍ شجي.

-اذا لحين ان تكوني راهبة اود ملاقاتك على سطح السفينة
أريد ان اراكِ بطّلة خضراء. أريد ان أري براعم بلادي فيكِ
رغم أرتجاف جسدها رغمًا عنها لتقول بإرتباك.
-امم لن آتي وداعًا
أغلقت الهاتف وهي تضع يدها على صدرها.
-ياأللهي لا تخفق لا تخفق. لن أذهب له
لن أقع في شباك جديدة. يكفيني تجربة واحدة فاشلة
مرت دقائق لتطلع إلى نفسها في المرآه تنظر إلى فستانها الأخضر المُبهج للعين. ثم نظرت إلى عيناها الذابلة من البكاء.

لتمسك قلم الكحل بتردد وهي تحدد عيناها بة
لتتنهد بإستسلام وهي تُمسك وشاحها الأبيض وتضعة حول رقبتها لتغطي جيدها وذراعيها من نسمات الهواء
خرجت من غرفتها لتجد صوت الموسيقي يضج من ملهي السفينة. لتتابع طريقها إلى سطح السفينة. لتقف وتنظر إلى الظلام الدامس الذي يعجز العين عن رؤية البحر
تنهدت وهي تغمض عيناها بندم. لما جائت
لما اطاعت غريب لا تعلم عنه سوا اسمة.

مرت الدقائق ولازالت تقف وحيدة. وذاك الإيطالي لم يحضر بعد. او هكذا ظنت
لتلتفت بنية الرجوع إلى غرفتها ولكن تفاجأت به يقف خلفها يطالعها بنظرات صامتة جعلتها تشهق بتفاجؤ. لتهمس بتوتر...
-لقد جئت!
ابتسم ثغرة وهو يمرر عيناه على ثوبها الأخضر
وعنقها الذهبي الذي غطاه الوشاح ليتمتم بلكنة انجليزية ثقيلة.
-لقد جئت.

تواصلهم البصري جعلها تائهة لا تدري. هل تشيح بعيناها عنه. ام تظل تناظرة بصمت كاصمتة. شعرت بالوشاح يُسحب من على جيدها ليقول بخفوت.
-بشرتك الذهبية. وردائك الأخضر. يجعلانك وكأنك. خيوط شمسٍ تداعب نبتة خضراء ندية
ثقلت أنفاسها لتهمس مبهورة من الوصف.
-حقًا.!
اتسعت أبتسامتة ليقول بإيجاب...
-حقا. وايضا تذكريني بوطني. من يراكِ لوهلة يظنك ايطالية أبًا عن جد. لم استوعب انك انجليزية سوا من لهجتك المُتقنة.

اتخذت خطوة للخلف لتقول بتوتر.
-لا لم اذهب لإيطاليا ابدًا. أود الذهاب ولكن لا اجد الوقت المناسب. ولا الفرصة كذالك
همهم بإيجاب ليقول.
-السفينة سترسي في ميناء بالقرب من ايطاليا
اتودين الهروب معي!
فزعت عيناها لتقول مرددة كلماتة.
-اهرب معك!
ضحك أندرو ليقول...
-قصدت الهروب والتنزة في انحاء ايطاليا. وأكل المعكرونة وكُرات اللحم. وشرب بعض الكروم الأحمر الذي يخرج من مزرعتي
هدأت لتقول باسمة بشرود.

-همم ورؤية البراعم الذي تٌشبهني!
أحاط كتفيها بحميمية ليقول...
-هل أعتبر هذه موافقة للهروب معي!
لاح التردد على وجهها لتهمس بضياع.
-لا تضغط على اعصابي. انا مشتتة. تائهة وانت تزيد من تشتتي. لا أعلم لما جئت بالأساس
التفتت لترجع إلى غرفتها ليقول.
-ساندرا. أنا لا أشتتك. بل أحاول اخراجك من شرنقة حزنك
اود مساعدتك لا أكثر
التفتت له لتقول بإنفعال مرتجف...
-لما. اكاد لا أعرفك
هز كتفية بلا معني قائلا.

-لا أنكر انا مُنجذب لكِ. انتِ امرأه جميلة رغم حزنك
اذًا كيف ستكون فتنتك أن كنتِ سعيدة!
ازداد أرتجافها لتلتف وتركض إلى غرفتها ليصل صوته المرتفع...
-السفينة ستتوقف غدا في الميناء. وتنتهي رحلتي وأعود إلى ايطاليا. ان اردتي المجيئ معي سأنتظرك حتى أبحار السفينة مرة أخري. وأن لم تريدي. يكفيني شرف المحاولة
دلفت إلى غرفتها لتلقي نفسها على فراشها باكية بإنهيار
لما الآن اقشعر جسدها. لما خفق قلبها.

لما تشعر وكأنها بين المطرقة والأجنة. لما!
اغمضت عيناها تحاول النوم وهي تشهق بلا توقف
فليذهب الإيطالي. لم يعد لها القدرة على الأعطاء
بينما الآخر كان يمسك وشاحها ينظر له مطولاً
وعقلة يخبرة انها لن تأتي. بينما قلبة بخبرة بشيئ آخر
هل الصباح بنسماتة العليلة. وزرقة البحر وامواجة الهادئة
توقفت السفينة في مرسي بالقرب من إيطاليا. وبدأ رواد السفينة بالنزول لتتنزة فيها لمدة ساعتين. قبل ان تُبحر السفينة مرة أخري.

مضت ساعة من الساعتين ولازال أندرو ينتظر امام السفينة
وقد حزم امتعتة وانتهت رحلتة إلى هنا
نظر إلى ساعة يدة يحسب الدقائق الفائتة. والمُتبقية على رحيلة. يفكر بشرود. هل ستأتي تلك الجميلة. ام ستكتفي بعلق جراحها بعيداً عنه
تنهد بثقل ليعبث في هاتفة حتى يلهي نفسة بعيدا عن الترقب وشد الأعصاب. انتبة إلى الصوت الأنوثي الذي هتف...
-أندرووو. هذا أنت ياأللهي
القت المرأة نفسها بين يداه تعانقة بحميمية شديدة.

بينما ابعدها بلطف قائلا.
-مرحبا الكسندر كيف حالك
تألقت عين المرأة لتقترب منه وهي تداعب زر قميصة الأبيض المفتوح...
-أصبحت بخير عندما رأيتك.
همهم اندر وهو يمسك يدها يبعدها عن مرمي صدرة
ليسمع بوق السفينة ينذر الراكبين بالعودة
لتتسمر عيناه على السفينة بأمل ان يراها تخرج له. ولكن لم تظهر. بينا كانت المرأه التي أمامة تثرثر ويدها تعبثان بيدة وصدرة ليصرخ بأنفعال.
-كفي الكسندرا ولتبعتدي عني الآن.

فرت المرأه من امامه وأنتظر هامسا.
-هيا ياساندرا لا تترددي
ليصدح صوت السفينة مرة أخري ويبدأ الناس بالصعود
حتي بدأت السفينة في التجهز للأبحار. وبالفعل أبحرت
ولازال هو يقف بمحلة يطالع طيفها بأنهزام
لقد أختارت ان تلعق جراحها بمفردها
تكورت على نفسها بإنهيار تبكي بألم على ما آل الية حالها.

اصبحت امرأة محطمة. تاخذ ضربات الدنيا على رأسها بمفردها هي وأطفالها. وعندما ظنت ان الحياة بدأت بالتبسم لها وتقدم المُذيع يزيد. رجعت الدنيا وصفعتها بشخصيتة المريضة. رجل مُعقد نفسيا. او مضطرب ميزاجيًا
نجدها اللة منه بأعجوبة حتى ظنت انها ستموت على يداه
ولكن استجمعت قوتها وتصرفت بذكاء كي تحمي اطفالها منه
شعرت بيد حياة تمسح على خصلاتها بحنان.
-كفا.

منذ زواجها بيزيد وهي تتعرض لعصبيته الشديدة وميزاجة المتقلب. واحراجة الدائم لها حتى لو أمام اولادها
تنهدت بحزن وهي تجلس على المائدة. لتقول الصغيرة.
-ماما لية انتي زعلانة
ابتسمت ناي ابتسامة لم تصل لعيناها لتقول.
-لا حبيبتي انا مو زعلانة. انتي كلي مشان الواجب المنزلي.

جلس يزيد يترأس مائدة الطعام وبدأو في تناول الطعام بصمت وأدب كما عودهم يزيد وناي ولكن ناي ظلت تقلب طعامها بشرود. لا تقوي على الأكل او الحديث. وتتفادي انتقاد جديد من يزيد. وبعد ان انتهي الطعام
مسح يزيد يده وفمة بالمنديل ليفعل الأطفال المثل
وتقف هي لتجمع الصحون بصمت. وعقلها يسترجع المشادات الدائمة بينها وبين يزيد. وخاصة الشجار الذي تلقت فيه صفعة لن تنساها
حين جهزت بعض الحلوي الشرقية واعطت لصغارها.

وجهزت طبقًا خاصا لة. ليقول بحدة.
-انتي عارفة أضرار السُكريات علينا وعلى الأطفال
عايزاهم يطلعو عندهم أمراض. وانا محذرك قبل كدا من الأكل المليان دهون او سُكريات ولا هو غباء وخلاص
دُهشت من هجومة لتقول.
-ما إلو داعي كل هاد الأنفعال يزيد
الاولاد بدهن حلويات شرقية. ومرة وبتخلي السما بتنطبق على الأرض لشو كل هاد الوسواس
صفعة قوية هبطت على وجنتها افقدتها توازنها لتسمع صراخة...

-الي اقولة يتنفذ وبس. وبطلي بقا تخلف وعيشتك العشوائية القديمة.
كم بكت وذُهلت من صفعة لها. ومضي يوم ليأتيها يراضيها ويقبل جبينها معتذرا وليتعلل مرة أخري بضغط العمل
وإنشغال عقلة ببعض الأمور. لتتقبل اعتذارة بصمت
وبدأت سلسلة التوبيخات والأنتقادات. والعصبية المُفرطة
وبابمقابل يعامل أطفالها أفضل معاملة. بعكس مايعاملها. وهي ممنونة لذالك.

استفاقت على سعال صغيرتها وكان سعالها متحشرج. لتفزع لها تربت على ظهرها قائلة...
-بسم الله عليكي. شو بك ياقلبي
سعلت الصغيرة مره اخري بضعف. لتتجة سريعا إلى احد الرفوف لتجلب دواء السعال. لتعطيه لها قائلة.
-اشربي ياروحي. انا وانتي لا ياعمري
-ناي
انتفضت على صراخ يزيد الذي أخذ من يدها الدواء صارخا.
-انتي متخلفة. بتديها دوا من غير رأي دكتور
انتي عايزة تموتيها. انتي اكيد اتجننتي
زاد الضغط على اعصابها لتصرخ به.

-انتا المجنون مس انا. البنت راح تموت من السعله. وانت عم تحاسبني لترضي وسواسك المريض
صفعة تلو الاخري حتى أدمي وجهها. صرخت الصغيرة بفزع
وكذالك ناي التي وضعت يدها تحمي وجهها بينما كان يزيد كالثور الذي ينفث النار من أنفة. ويده القوية لا ترحمها
كان يضرب بكل حقد العالم وكأنها عدوه لها
ركضت إلى غرفة اطفالها تحتمي معهم من جنونة بعد ان اصابت قبضته في عينها اليمني. طرق على الباب بجنون صارخا...

-افتحي الباب. ولا خايفة من وسواسي
ارتجفت ببكاء مكتوم وهي تمسح خط الدماء الذي يسيل من أنفها لتصرخ...
-اتركني بحالي يامريض
رفعت هاتف الغرفة وطلبت احد الأرقام هامسة.
-الشرطة. ارجووك احضر في الحال زوجي يكاد يقتلني أنا وأطفالي ارجوك احضر في الحال. العنوان
كان اطفالها فزعين يبكون بلا توقف لتهمس باكية.
-يالله احمينا
كان يزيد يدور بحثا عن مفتاح تلك الغرفة وقد تعدت عصبيتة كل الحدود. لينتبة الي.

طرقات الشرطة على الباب. ليفتح لهم بعبوس قائلا.
-بما اخدمكم
اقتحمت عناصر الشرطة منزلهم باحثين فية. بينما صاح يزيد بعصبية.
-مالذي تفعلونة بأي حق تقتحمو منزلي بهذا الشكل الهمجي
طرق الشرطي على كل الأبواب المغلقة حتى وصل إلى الغرفة الموصدة ليطرقها. ليصلة صوت ناي الباكي.
-نعم سيدي الشرطي. هل أخرج بأولادي
نظر الشرطي للعناصر كي يمسكو بيزيد الذي ازدات عصبيتة عندما أدرك انها هاتفتهم. ليقول.
-نااااي انتي اتجننتي.

فتحت ناي للشرطي بعدما ارتدت مايسترها عنهم ليري الشرطي وجهها المكدوم والدماء الجافة على أنفها ليقول.
-سيدتي على قام زوجك بالتعنيف الاسري ضدك وضد اطفالك!
حركت رأسها بضعف وهي تمسح دموعها قائلة.
-نعم انهال على بالضربات حتى اختبئت انا وأطفالي منه
ارجوك دعة يعطيني جواز سفري فهو بحوذتة
نظر له الشرطي ليقول بحدة.
-أعطها جواز السفر كي لا يتأزم موقفك اكثر من ذالك
هتف يزيد بجنون.

-سأعطيها جواز السفر ولكن تترك الاطفال فهي غير أمينة عليهم. كادت تقتل ابنتها بدواء بدون استشارة طبيب
فُتحت عيناها بذهول وصدمة. يود أخذ اطفالها منها
هل جُن وفقد عقلة أكثر من فقدة له
لتصرخ بجنون...
-كيف اتركهم له. هو ليس اباهم وكاد يقتلني ضربا
بل هو كاذب، مريض نفسي، يكاد الوسواس يقتلة
انتفض من بين ايديهم كي يضربها. ولكن احكمو ايديهم حولة. حتى أمر الشرطي بالبحث عن جواز السفر.

حتي رسخ يزيد لأعطائها اياه. رغم غضب العالم الذي يرتسم بعيناه
استفاقت على معاوية وهو يحاوطها قائلا.
-بكفي بكي أختي. كل شي خلص وانتهي
أنتي بأمان معي أختي
اغمض عيناها بأطمئنان لتهمس باكية بإكتئاب.
-انا بأمان الله أخي. الله يعوضني خير انشالله
أمن على دعائها وهو يطالعها بحزن. وكأن كُتب على الناي ان يعزف لحنًا حزينا. ويقطر الدمع شريدًا. إلى ان يشاء اللة ويغرد الفرح حولها.

(ببالغ الحزن ابلغكم ان قصة ناي حقيقية تماما بدون اي خيال وان حياتهل واقفة فعلا بعد طلاقها من زوجها إلى اطلقت علية يزيد، اسألكم الدعاء لها. ولكل اهل سوريا
انا بيقرألي آلاف لو كل إلى قرأ دعالها بصلاح الحال. هكون ممنونة لية، وشكرا)
بعد مرور ثلاثة أشهر.

نظرت إلى الأختبار وقلبها يخفق بلا توقف. تود لو تبكي رجاءا من الله ان يعطيها عوض جديدا منة. تتمني لو تملئ الفراغ بينها وبين جواد بطفل. طفل صغير يعوض حزنها ووحدة الآخر
علامة واحدة ظهرت على الجهاز جعلتها تغمض عيناها بألم وشهقت باكية بصمت. كادت تلقي الجهاز ولكن صرخت بتفاجؤ جعل جواد ينتفض من فراشة بفزع. التفت حولة وهو يسمع البكاء من الحمام.

ليتغضن جبينة بإرهاق وحزن على حالها. ثلاثة اشهر مرت وصار لمريم هاجس جديد. رغم كل الحب الذي يغدقها به التفاهم الذي يحاول جاهداً توفيرة بينهم الا ان هاجسها بأنها تريد طفل يعكر صفو حياتهم
اثني عشر اسبوعًا مرو وهي في كل اسبوع تجري أختبار وتبكي عندما تظهر النتيجة بالسلب. تنهار وتبكي وتصرخ
لدرجة انه شك انها مريم نفسها التي كانت ترفض الإنجاب
طرق على الباب قائلا بلين.
-مريم. كفاية عياط واخرجي.

مش قولنا قبل كدا ان الحجات دي بأيد ربنا
انا راضي لحد ما ربنا يأذن
زادتها كلماته دموعاً. كلما تحدث زادت دموعها وكذالك شهقاتها. لتفتح الباب وترتمي بين ذراعية باكية
ليحاوطها ويهدهدها كي تهدأ من تلك النوبة الأسبوعية
ليقول وهو يقبل رأسها.
-انتي لازم ترجعي شغلك وتشغلي نفسك عن الموضوع دا
وتكملي تصميماتك في مكتبي. مينفعش الفضا إلى عندك
لازم تنشغلي ياحبيبتي
رفعت عيناها الية لتقول بدموع...

-بس انا حامل. لازم ارتاح عشان وضع البيبي يستقر
انا خايفة اعمل مجهود يموت زي البيبي التاني
تصنم جواد للحظات قائلا.
-انتي حامل بجد ولا تهيئات يامريم
انتي متأكدة
رفعت الاختبار امامة ليجد خطان. ليقول بجهل.
-يعني الخطوط دي انك حامل
هزت رأسها بإيجاب قائلة ببكاء.

-بقالي تلات اسابيع بستغفر ربنا بنية اني أحمل ويبقا عندنا طفل يعوضنا إلى فات. تقي قالتلي ان الأستغفار واليقين بالله قادرين على طلبي. انا مش مصدقة ياجواد انا حامل
رغم دهشتة من حديثها ألا انة تذكر كلام اللة. الذي كان يُتلي في مذياع منزلهم في الماضي
(فقلت أستغفروا ربكم أنهُ كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ وبجعل لكم أنهارا)
ليهمس بإيمان وحمد كبيران.

-الحمدلله يامريم الحمدلله. صدقي ياحبيبتي
وانا كمان بقول انك ترتاحي وبلاش شغل اصلا
ثم ابعدها بحماس ليقول...
-عايز نبقا زي ادم وتقي كدا. انا اشتغل وانتي تستنيني في البيت. ونجيب اطفال كتير وو
بينما هي صمتت تراقب ملامحة السعيدة وقلبها كاد يقفز من الفرحة. لأول مرة تري في وجهة حماس الطفل. وحتى ان كان طموحاتة لن تنفذه حتى ولو على موتها
حتي وان كان حديثة يخالف طبيعتها المستقلة. ولكن لتأخذ هدنة.

لترتاح من المناوشات. لتهمس وهي تقبلة وتلف يدها حول رقبتة...
-هتبقا بابي. أحلي بابي في الدنيا
وموضوع اقعد في البيت واستناك دا نشوفة بعدين
هز رأسه بلا فائدة. عاد كل شيئ إلى ماكان علية
ورجعت تتملقة بأنوثتها وعاد انفها الطويل. ولكن الفرق انه راض عن كل مايبدر منها. بل ومحب لها حد النخاع
حتي وان عادت مريم ذات الانف الطويل إلى عادتها القديمة
فهو يحبها. يحبها بعيوبها وميزاتها. وتقبلها على ماهي علية.

تكفية نظرة ناعمة منها. يكفيه انها قادرة على تشتيت مشاعرة. وخلق وإبادة كل المشاعر القاسية...
هاهاها ضحكت عليكم ولسة في تاني
صرخت بإنفعال وهي تضربة على كتفة...
-آدم انا هنا بموووت وانا بتشيل شوكة من أيد بنتك
يابني أدم انا بولد بولد
هزت سيدرة كتفيها بألم مصطنع.
-أستني يامامي الشوكة بتوجعني اوي
اولدي كمان شوية. بابي بيشيلي الشوكة.

ضحك ادم بخفوت وهو لازال يحدق في أصبع صغيرتة الماكرة. لتدمع عيناي تقي لتهمس بغيظ وصوت متحشرج.
-ماشي ياآدم. انا هتصل بهند واياد يجو معايا
بدل ماانتا راميني هنا
وقفت بصعوبة وهي تغمض عيناها بألم المخاض
لتشعر بماء الطفل بدأ بالهبوط لتمسك هاتفها بألم وتوصل بهند. لتقول الأخري بعد ثوان.
-اية ياحبيبتي عاملة اية
-تعاليلي دلوقتي ياهند خديني المستشفي انا بولد
متتأخريش. ولا اقولك استنيني في المستشفي وانا هاجي.

لم تستوعب هند حديثها لتقول.
-اييه طب الطاووس فين. ازاي يسيب.
اغلقت تقي الهاتفدوت سماع المزيد. لتبدل ملابسها وتجهز حقيبة الطفل وتتجه إلى الخارج. ليقف ادم بدهشة ليقول.
-انتي رايحة فين تقي انتي بتولدي بجد
تجاهلتة كليا وهي تخرج من البوابة وتنظر حولها لتستدعي السائق قائلة.
-يلا على المستشفي بسرعة
جذبها أدم من يدها بضيق من تجاهلها ليقول.
-استني هنا انا بكلمك. انتي رايحة فين
صرخت وألم المخاض يكاد يقتلها.

-بقولك رايحة اولد ابعد بقا عني مش طايقة اشوفك
اوعي ياادم
صدق الآن انها بالفعل ستلد وليست مناوشة من المناوشات المعتادة بينها وبين مدللتة سيدرا. ليأخذ مفاتيح السيارة من السائق ويساعدها للصعود. ويتولي القيادة بصمت خجل
بينما تقي تبكي بخفوت وهي تغرز أظافرها في باطن يدها
ليقول ادم مهدئا...
-خلاص ياحبيبتي متعيطيش. والله فاكرك بتهزري وبتشدي مع سيدرا وغيرانة منها زي العادة
هتفت بحدة صارخة.

-انا مبغيرش من حد. اقولك. نزلني انا هروح لوحدي
اقولك طلقنيييي
صمت ادم ليشد على خصلاتة بصبر هامسا.
-الصبر يااارب. كل ولادة حوار جديد
استهدي باللة ياحبيبتي
وبعكس كلماتة ركلت معدتها لتصرخ بألم.
-الحقني بولد. بموت.
وقفت السيارة امام المشفي. ليفتح السيارة وحملها بين ذراعية قائلا بقلق...
-اهدي خلاص. والله خلاص وصلنا ياتقي
بس خلاص هتعدي.

بينما هي غرزت اسنانها في كتفة ليكتم تأوه من قوة اسنانها. بينما هي بدأت بالتعرق ليدلف إلى الأستقبال قائلا بتوتر...
-العمليات بسرعة. مراتي بتولد
مرت الساعات ولازالت بغرفة العمليات بينما أدم يجلس بتوتر وكأن كل وضع لها هو الأول. وكأن قلقة وخوفة لا ينضب ولا ينتهي. وخاصة هذه المرة
لتخرج الطبيبة وخلفها المُمرضة تحمل الطفل لتقول الطبيبة بإبتسامة عملية...

-مبروك ربنا بعتلك ولد. والمدام بتاعتك مستنياك بعد التنضيف، لسه في وعيها
ابتهج قلبة ليحمل الطفل قائلا بخفوت.
-الله اكبر. بسم الله ماشاء الله. اهلا بالصياد الصغير
ياحتة من روحي ياأبن تقي
ليُكبر في أذن الصغير ويهدهده. وهو ينظر لبشرتة الحمراء حديثة النضوج. وبعد دقائق خرج السرير المتحرك بتقي
ليتجة لها في الغرفة التي سكنت بها.
ليقترب منها بعدما فرغت الغرفة من المُمرضات. ليقول.

-حمدللة على السلامة ياحبيبتي. شَريف آدم الصياد وصل بألف سلامة
ابتسم ثغرها لتقول بتعب.
-هو فين. عايزة اشوف
جلس جوارها وقبل يدها بحنان...
-المُمرضة بتلبسة هدومة وهجيبهولك. شكرا على هديتك التالتة. هما عندي بالدنيا ومافيها
تنهدت تقي بإرتياح لتُتمتم وهي تحدق بملامحة الوسيمة.
-الحمدللة. لاقيت إلى هبدية عليك واغيظك بيه
بقا عندي راجل بديل عنك اهو
جعد جبينة بغيظ ليقول.

-دا في احلامك ياحورية. انا ثم انا ثم الطوفان من بعدي
ضحكت بمرح رغم تعبها. وهي تُتمتم داعية بأن الله يحمي عائلتها ويُبعد عنهم الشرور. ويديمهم نعمة دائمة في حياتها
يديم آدم الصياد وأولادة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة