قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثلاثون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثلاثون

جلست شهد بهدوء تراقب رواد المقهي المتواضع الذي تنتظر به ناردين. لوت شفتيها بسخريه لتقول...
-حلو اوي والله وبقيتي تشتغلي شغل عصابات ياشهد
كتمت ضحكتها وهي تري ناردين تتجه اليها بوجه واجم وكأن الشياطين تتطاير حولها في هاله شيطانيه جهنميه
اقتربت منها مُلقيه حقيبتها على المنضده بوقاحه قائله.
-انتي عايزه مني ايه!
ابتسمت شهد وهي ترتشف عصير البرتقال الطازج. لتجعل ناردين تنظرها بحنق لتقول برويه.

-نفس إلى انتي كنتي عايزاه مني لما دخلتي حياتنا
رفعت ناردين حاجبيها بتفاجئ لتقول.
-لا مش فهماكي بصراحه. انتي جيباني هنا عشان تقولي شوية فوازير ولا ايه. ماتخليكي صريحه احسن
رطبت شهد شفتيها لتقول بوضوح.
-تبعدي عن حياتنا وملكيش علاقه بغيث اطلاقا
وتحترمي انه راجل متجوز وعنده عيال. والا مش هكون طيبه معاكي ابدا.

ابتسمت ناردين وتلاعبت بهاتفها ببطئ لتدرك شهد انها تُسجل كلامتها بخبث وصفاقه. لتنزع شهد هاتفها بقوه وتهمس للهاتف بقوه...
-ابعدي عن جوزي والا هجيب سيرة رفيق و
قاطعتها ناردين وهي تجذب الهاتف بغضب هامسه.
-اخرسي. إلى مفروض تبعد وتغور انتي
غيث مش من مقامه يكون مع واحده زيك
واحد اغتصبها مره. واتحبست في جريمة سرقه مره
كانت تلقي كلماتها بغل وحقد كبيران بينما شهد تنظر لها بهدوء. وحين انتهت اجابت باسمه.

-واحد اغتصبني وقاومته. مش عشت مع واحده سنه ونص من غير مايجمعنا رابط. مكنتش بزني ياهانم يابنت لأكابر
امتقع وجه ناردين لتتابع شهد بروية.
-داخله حياتنا بوش الطيبه المثاليه بديله لملك الله يرحمها
داخله وانتي مخططه وعارفه انتي عايزه ايه
هتفت ناردين بحده.
-ملك لو كانت عايشه مكانتش سابتك قاعده في مكانها
ولا متجوزه جوزها يابتاعة انتي. انا أولي اكون مكانها انا إلى حبيته الأول قبلك انتي وهي.

هزت شهد كتفيها قائله بلا مبالاه...
-ولو كانت عايشه مكانتش هتسمحلك انك تحومي حوالين غيث. وكانت هتكشف تمثيلك عليهم
عارفه ليه كانت هتكشفك
كتمت ناردين عصبيتها لتتابع شهد بحده.
-عشان انتي عامله زي التعبان عينك ولسانك بينقطو السم
ميشفهوش الا حد فاهم خبثك وقلة ادبك وقلة تربيتك
عارفه احنا بنقول على إلى بتلف على الرجاله المتجوزه ايه
ولا اقولك انا
ثم اخذت شهيق باسمه لتتابع.

-لو شفتك بتقربي من جوزي تاني هفتح دفاترك الغير مشرفه. من اول سبب طلاقك من جوزك وخيانتك ليه
لحد الراجل إلى عشتي معاه في حرام سنه ونص
مفهوم ولا محتاجه اكرر تاني
سحبت ناردين حقيبتها ولازال وجهها ممتقع بغضب مكتوم هامسه بنبره متوعده...
-ماشي ياشهد مش هقرب لجوزك لكن استحملي توابع كلامك انتي بقا ياخريجة السجون
جعدت شهد حاجبيه قائله بحده...

-الي عندك اعمليه. ولو قربتي من جوزي إلى عندي هعمله بردو وساعتها هنكون احنا الاتنين خريجين سجون
القت نظره غاضبه وسارت بعصبيه تاركه شهد تتنهد براحه غير مكتمله وهي تعلم ان ناردين لن تتركها في حال سبيلها
لتخرج هاتفها وهي تحفظ التسجيل الصوتي وتوثقه في هاتفها كي تضمن تفاصيل لقائها مع ناردين
ثم دفعت حساب مشروبها وانطلقت إلى مقر عمل زوجها.

تحاول البدء معه من جديد. علها تسترجع بعضاً من دفئ قلبها نحوه وتعيد الثقه بينهما رغم عحزها الحالي
كانت التحضرات على قدم وساق فاليوم ليس اي يوم
اليوم مميز تماما وخاصه الاحتفال الكبير الذي سيعانق خاتم جواد يد لوسيندا وسط حشد من رجال الاعمال والاقارب والزملاء، رغم دهشه الكثير ووجود علامات الاستفهام التي تحلق بين الرؤوس بتعجب إلى ان جواد سيتدارك الأمر.

كان الجمع ينتظر في حديقة قصر نازلي الصياد والتي تقف بينهم بصمت وترقب تود ان تعلم من تلك التي سرتبط بها حفيدها بتلك السرعه بعد مريم
وكذالك استيفان الذي يجلس على أحد الطاولات الانيقه يراسل الصغير ويبتسم على حديثهم
وأدم الصياد الذي يجلس مع عائلته الصغيره تقي والصغيرتان اللتان تنظران إلى اجواء الحفل بملل وكآبه
لتهمس تقي إلى أدم بضيق...
-انا غلطانه اني جيت معاك للمهزله دي
ازاي شاركتم في حاجه زفت كدا.

هز ادم كتفيه بحنق قائلا...
-محسساني ان انا إلى جبتله العروسه
اهدي ياتقي ومتجننيش. مش عارف سايقه النكد عليا ليه من ساعة ماقولتلك
زجرته بنظره غاضبه لتقول.
-انتا تسكت خالص. اذا كان ابن عمك المحترم الخلوق هيتجوز على مراته. انتا هتعمل فيا ايه
قسما بالله ياادم اطربأ الدنيا فوق دماغك وما اسيبك تتهني بيها او تتهني بيك ابدا
كتم ضحكه مجلجله وهو يلمح الخوف الملتمع بعيناها
ليمسك يدها البارده قائلا بخفوت...

-وانا اقدر ابص لغيرك ياتوتا
لوت فمها بحنق متمتمه.
-التسبيل والكلام الحلو دا مبقاش ضمان دلوقتي
بس فكر كدا تبص وانا اقلع عينيك من مكانها
قال تبص لغيري قال
نظر لها ادم بدهشه باسما وهو يجرب ذاك الجانب بها ليقول
-الحمل دا جاي بشراسه انا مش قدها وغلبان عليها
انفلتت منها قهقه مرحه على طريقته الدراميه لتقول.
-انتا غلبان. الله يرحم ياحبيبي ياغلبان
فين ايام صرختك إلى كانت ترج اسكندريه بحالها.

شاركها ادم ضحكتها والزمن يرجع به إلى الوراء
يتذكر ما مر به معها من حزن ويأس ثم اطمئنان ورضي
وكيف استقرت حياته واستقامت بها وبصبرها وصمودها
ليتمتم شاكرا الله وهو ينظر لزوجته وطفلتيه
ويتمني ان يحظي ابن عمه بما حظي به من حياة هانئه
لتهمس تقي بحزن بعد صمت.
-ياتري ايه حالة مريم دلوقتي ياادم. انا حاسه انها بتحبه
هتتألم اوي لوكانت بتحبه ياادم
تنهد ادم بثقل وهو يتمني اقل الخسائر لمريم ليقول.

-دا نصيب ياتقي يمكن ربنا يكرم الاتنين مع اتنين غيرهم
قطع كلماتهم دخول جواد للحفل ولوسيندا تتأبط ذراعه بخجل ورهبه واضحه للعيان رغم هيأتها الرائعه جوار جواد المتأنق الا ان بسمة جواد الواسعه جعلت الجميع يهنأه بأبتسامه مجامله
بينما فغرت اربع افواه على خطيبته لوسيندا ولم تكن صدمه فقط. بل غضب مكتوم مخالط بالصدمه الكبيره
وكانت اول المنصدمين كانت نازلي. التي حدقت بجواد بصدمه وغضب كبيران.

بعكس استيفان الذي عمي عيناه الغضب وهو يراها ممسكه بيد رئيسه وتوزع ابتسامات مضطربه وهي تتألق في ردائها الزيتوني الناعم. كان يحدق بها بعيون مجنونه يود لو يفتك بجواد ويقتله ألف مره
صار يتنفس بغضب وهو يضحك على نفسه ساخرا
يبحث عنها كالمجنون وها هي تقف ولحظات وترتدي خاتم رجل غيره. ستعطيه حياتها. كم هي انانيه لا تنظر إلى لنفسها ورغباتها، لم يكذب حينما ظن انها تغوي جواد.

همس استيفان بانفاس لاهبه تكاد تحرق جواد ولوسيندا.
-يالعين...
بينما شهقت تقي بصدمه هاتفه...
-لوسيندا. جواد خطب لوسيندا!
اغمض ادم عيناه محاولا الا يتدخل الان في صدمتها
والا ستكون نهاية ليلتهم نهاية سوداء قاحله.

بينما الرابعه تقف في زواية الحفل تتابع بسمته بأعين كاظمه للدموع المتجمعه فيهما. كانت تراقبه وهي لا تصدق ماتراه. جواد يعلن خطبته بعد فراقهم بأيام. يلبس اخري خاتمه ويمنحها ابتسامته. ولم تكن سوي لوسيندا التي لطالما كرهتها وكرهت تميزها عند جواد
شهقت ببكاء مكتوم وهو يمسك يد لوسيند برقه ويلبسها خاتمه برقي وابتسامه واسعه، وكأنه مدله بحبها.

بل وقبل وجنتها هامسا اليها بشيئ جعلها توزع انظارها حولها بخجل وارتباك
وضعت مريم يدها على بطنها المسطح وهي تضغط عليها بقوه وغيظ. واصطقت اسنانها ببعضها والدموع تهبط كالشلال الجاري. وألم قلبها يكاد يفقدها وعيها
مسحت عيناها برقه كي تحافظ على زينتها الانيقه التي وضعتها بدقه خصيصيا لهذا الاحتفال واختارت رداء اسود لامع انيق. حدادا على خطبته وقلبها المنفطر.

لتخطو اليهم بخطوات شامخه واثقه وابتسامه صغيره ترتسم على ثغرها المطلي باللون الاحمر القاني والذي يعكس عيناها الخضروتين وبشرتها البيضاء وخصلاتها البنيه المعقوده خلف راسها بصرامه مُعلمه
لتتعلق عيناها باعين جواد الذي ينظر لها بهدوء وابتسامه
ورغم الأعين المعلقه بها والمُندهشه لوجودها رفعت يدها التي تمالكت ارتجافها لتصافح جواد هامسه بنبره ناعمه خاليه من الحزن او البكاء...
-مبروك ياجواد.

التقط جواد كفها البارد ببطئ ليصافحها برفق قائلا...
-الله يبارك فيك يامريم، عقبالك
التقطت كلمته الغريبه باسمه لتقول بثقه.
-مظنش اني هجرب التجربه دي تاني
ثم نظرت للوسيندا قائله بأبتسامه رسميه.
-مُبارك لكِ خطبتكم. اتمني لكم الجحيم السابع وما بعده
والكوارث الدنيا ان تسقط على رأسيكما.
ثم نظرت لجواد المندهش والذي يبتسم بمرح بعض الشيئ لتقول بنفس الابتسامه...
-قول آمين.

نظرت لها لوسيندا بأضطراب وصدمه لتتابع مريم وهي تميل على أذن جواد هامسه برقه وكأنها تغازله...
-شكرا على الدعوه إلى بعتهالي. مكنتش هضيع الفرصه دي ابدا ومحضرش خطوبتك الملعونه دي. واوعي تفتكر ان مريم الفقي هتقعد على اطلالك تعيط وتنهار. لا ياجواد القلب إلى قدر يحبك رغم جفائك قادر يكرهك مع قسوتك
ابتسم جواد برزانه ليقول.
-مين قالك اني عايزك تعيطي. بالعكس عايزك ديما قويه.

وقلبك مهمنيش حبه عشان يهمني كرهه يامريم. انتي انتهيتِ من حياتي يوم ماطلقتك
امالت رأسها ساخره لتقول.
-وعشان كدا جيتلي الفندق!
صمت جواد واختفت بسمته لتقول مريم بحده خلف ابتسامتها الانيقه...
-والله ياجواد لتندم على الموقف إلى حطتني فيه دلوقتي انك عزمتني عشان تذلني. والله لتترجاني ادخلك حياتي تاني وانا ساعتها هقولك. قلبك ميهمنيش ولا وجودك يفرق
ثم وضعت احد العُلب المُغلفه في يده لتقول.

-دي هديه متواضعه مني اكيد هتعجبك
ثم نظرت للوسيندا المنكمشه في نفسها لتقول وهي تعطيها عُلبه صغيره مُغلفه...
-تلك هديه صغيره مني تعبر عن سعادتي لأخذك لطليقي
وابقِ على ضعفك وهوانك. فاجواد يعشق المرأه المرأه الضعيفه
ثم التفتت إلى الحضور ببسمتها الانيقه تسير بثقه إلى ان اختفت من امام انظاره الهادئه لتهمس لوسيندا بأضطراب...
-السيده مريم ساخطه على ارتباطنا هي تحبك للغايه
شردت اعين جواد بصمت حزين ليهمس.

-الحب ليس كافي في الزواج يالوسيندا. لا يسمن ولا يغني من جوع وكذالك علاقتي بمريم. ينقصها الكثير والكثير لتكتمل
ثم صمت عندما لمح ادم وزوجته والصغيره التي فلتت من يد والدتها وركضت اليه صارخه بحماس...
-جواااااااد
ليتلقفها بين احضانه بسعاده حقيقيه ويقبلها هامسا.
-حبيبة قلب جواد
ختم جملته وهو يقبلها غير منتبه لنظرات نازلي الواجمه
ونظرات استيفان الحارقه والتي تهدد بالكثير.

قبلت مي رأس والدتها التي علا غطيطها المُتعب من البكاء والحسره. ثم ارتدت شالها الثقيل وامسكت بمفتاحها لتخرج من شقتهم متجهه إلى شقة عُلا وطارق لتؤدي مساندتها اليوميه لهم منذ وفات والدتهم
طرقت الباب ثلاث طرقات وانتظرت. ليفتح لها طارق وهو يحمل سليمان الباكي بقلب منفطر. وعندما رأي مي توقف بكائه ورفع يداه اليها مطالبا ان تحمله وتضمه لصدرها
لتقول مي بخفوت...
-ازيك ياطارق.

اجاب طارق وهو يغلق الباب خلفها ويجيب بكآبه...
-الحمدلله يامي. انتي عامله ايه
ضمت مي سليمان لها ووزعت انظارها على اي شيئ عداه.
-انا الحمدلله بخير. عُلا نايمه بردو
كانت لهجتها تقريريه اكثر من تساؤل
ليلقي نفسه على المقعد المجاور لها وهو يضع يده على وجهه بأرهاق...
-لا المرادي مش نايمه. بتعيط من ساعة ماصحيت
ومش عارف اهديها للاسف. ولا راضيه تاكل.

وقف ولازالت تحمل سليمان الذي دفن وجهه في حجابها بين رأسها وكتفها لتقول.
-انا هجهزلها أكل وادخله وهقعد معاها لحد ماتاكله
متقلقش عليها شده وتزول
وقف معها ليقول بهدوء.
-هساعدك في تحضر الاكل
هزت رأسها برفض قائله بنبره جامده.
-مفيش داعي ياطارق. انا بعرف اعمل كل حاجه بنفسي
هروح انيم سليمان واحضره انا
اعقبت قولها بدخولها لغرفته لتضع الصغير المتشبث بها فيها. تاركه اياه ينظر لأثرها بذنب كبير.

وهو يفكر كم تتعب مي لأجلهم، تقضي يومها بصحبة والدتها تتحمل بكائها ولاعناتها التي تصب على رأسها
وتقوم بالمهام المنزليه لها ولهم. ثم تأتي اليهم لتحضر الغذاء وتدخله لعُلا المُكتئبه منذ وفات والدتها
ثم تبدل للصغير ملابسه وتطعمه إلى ان يأتي من عمله
لترجع إلى شقتها من جديد ولا تأتي سوي على موعد العشاء، لتحضره وتساعده في اطعام عُلا الرافضه لأي شيئ
وهكذا تسيير ايامها منذ ان ماتت والدته. لا ترتاح ابدا.

ورغم كل ذالك لا تنتظر الشكر منه. بل تتحاشاه بقوه
واكثر مايشعره بالندم انها لا تسطيع الرجوع لكليتها والتي رفضت ان تنتسب اليها سوي السنه المُقبله وتكون خسرت سنه من مشوارها الدراسي
أخذ شهيق طويل قبل ان يدلف إلى غرفته ويجدها تربت على رأس الصغير لينام ليتنحنح قائلا.
-مي كنت عايزك في موضوع
وقفت مي وخرجت من الغرفه وهي تشير اليه كي لا يستيقظ الصغير. وبالفعل تبعها إلى المطبخ ليقول.

-كانت عايز اديكي نسخه من مفتاح البيت بدل مابتقفي على الباب ساعه على ماتفتحلك عُلا
لم تنظر له مي وهي تخرج بعض المكونات ولكن قالت.
-لا مفيش داعي ياطارق. انا مجرد ماتتحسن عُلا وتقدر تتعامل مع سليمان تاني مش هاجي تاني. لأن وجودي هنا غلط وميصحش
جعد جبينه بضيق مفاجئ ليقول.
-ميصحش ليه. انتي لسه مراتي يامي
الي إلى يمنع تجيلنا
تنهدت مي ساخره من انانيته لتقول بخفوت.

-ودي كمان مش لوقت طويل ياطارق. انا مستنيه الوضع يهدي عشان ننفصل زي مااتفاقنا. فا اظن سمعتي هتضرر اكتر لو فضلت آجي وانفصلنا
اقلصت عضلة فكه بحده ليقول...
-ومين قالك اني هطلقك يامي!
تركت مابيدها ونظرت له بغرابة لتقول.
-ومين إلى قالك اني هقبل بكدا، وايه اصلا إلى خلاك تتمسك بيا فجأه كدا!
صمت طارق وعجز عن ايجاد ايجابه لتساؤلها. ليسمع صوتها يقول قبل ان تخرج من المطبخ. بل ومن الشقه بأكملها...

-متبقاش اناني وفكر فيا ولو لمره ياطارق
ونفذ لي رغبتي وطلقني، صدقني تمسكك بيا دلوقتي مش اكتر من امتنان. وهتفوق من آثره
ظل واقف كما هو يطالع اثرها بصمت وعقله يخبره ان الشابه المراهقه التي تسعي للحب وتحلق طيور العشق فوق رأسها عندما تنظر اليه ماعادت هي. وفي طريقها لتتعافي من حبه.

ولا يعلم لما نبض قلبه بقوه اثر تخيله انها اختفت وماعدت جواره بوجهها الوضاء. ليدرك انه فقدها بعدما زرعت بذور الاهتمام في قلبه. وتمسك هو في حبل علاقتهم بينما تركته هي بهدوء بعدما يأست من امساكه
ليسمع صوت عُلا الحزين وهي تقول دامعه...
-انا وماما الله يرحمها قولنا انك هتندم. بس ماما ملحقتش تشوفك ندمان ياطارق.

ثم انفجرت في بكاء عنيف وهي ترتعش بيُتم ليعانقها طارق متجاهلا مقصدها وكل هدفه ان يجعلها تقف عن البكاء. ولكنه يعلم ان هدفه لن يصيب فلن تنضب عين اليتيم على فراق والديه ابدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة