قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثالث

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثالث

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثالث

للكاتبه وسام اسامه
تأفأفت بضيق وهي تدلف إلى الجناح الخاص بها وزوجها
وهي تحادث عقلها بغضب ناري، بالتأكيد أتجه إلى عمله من جديد. فاسيارته غير موجوده. رجع إلى تلك لوسيدا مره أخري، وألقاها جانبا غير عابئا بغضبها منه، بغيرتها
ألقت حقيبتها جانبا، وكذالك حذائها الذي ألقطه بعنف
ولم تنتبه لزوج العيون التي تتابعها بدهشه، وكانت أول مره من زواجهم يراها تنفث عن غضبها بطريقه فوضويه كهذه.

ليقول جواد الجالس بركن جانبي حيث يتابع حركاتها العصبيه لخلع فستانها الأسود الرسمي.
-من نص ساعه بس قولتلي رايحه لمامي، وماخدتيش 30دقيقه عندها
أنتفضت مريم بمحلها وهي تستدير سريعا لتراه، جالسا على أحد المقاعد الوثير. وكذالك قدماه مستقره إلى الكرسي المقابل. هتف صوت في عقلها. ساقيه طويله للغايه!
لم تتحدث بل ظلت ترمقه بنظرات هادئه. وعيناها تمر عليه بصمت. وقد بدل بذله العمل، ببنطال قصير حتى ركبتيه.

و جهازه اللوحي بين يداه. واليد الأخر قلم
ارتفاع حاجبه أخبرها بأنه ينتظر أجابه على تساؤله الساخر. اجابت بصوت مُتزن بخلاف احتفالات النصر داخلها.
-حسيت بصداع. قولت آجي أرتاح شويه
لم يتحدث أو يمنحها أهتمام، بسبب موقفها المتكبر معه
كيف تأتي إلى عمله. موهمه أياه بالأشتياق. ليلقي بعمله خلفه ويمسك بيدها لتفاجأه بقولها عايزه اروح لمامي!
اذا لما أتت اليه وعطلته عن متابعة عمله!

نظر إلى جاهزه اللوحي مره أخري. ليسمع صوت أشعار أتصال صوت وصوره من أحد أفراد عائلته. ليجيب بأبتسامه وهو يرفع جهازه اللوحي أمام وجهه قائلا.
-وحش الصياد. عامل ايه
لتنعكس صوره أبن عمه أدم أحمد الصياد مجيبا بأبتسامه واسعه.
-أنا كويس جدًا. عرفت أنك بتحاول تنافسني في شغُلي، وحاطط عينك على مصنع الألبان إلى بدأت في شرائه عندك.

صدرت قهقه عاليه من جواد جعلت مريم تفتح عيناها بدهشه. هل يضحك زوجها بهذا الأتساع مع ذاك متوجم الوجه أبن عمه. لتسمع صوت جواد يجيب...
-متلفش وتدور ياأدم. انتا عارف أني عايز أوسع البيزنس بتاعي، ولقيت أن مجال المواد الغذائيه مربح. بس جنابك مكفكش جوا مصر لا. عايز تملك مصانع برا كمان
قفزت فتاه صغيره رائعة الجمال أمام الشاشه هاتفه.
-جوااااد. وحشتني كتيير
اتسعت أبتسامته وهو يتأوه بأشتياق.

-جودي قلبي. وحشتيني أكتر. مبتتصليش بيا ليه!
وفين سيدرا
تململت الفتاه على قدم أباها الذي يتابع أنسجامهم. لتقترب من الشاشه للغايه وكورت يدها حول فمها هامسه بنبره طفوليه جعلت قلبه ينتفض.
-سيدرا نوتي ياجواد. تقي لسه كانت بتقولها انها نوتي
عشان بتعلي صوتها على ناني
زجرها أدم بلطف قائلا.
-چوچو عيب سيدرا حلوه زيك، جواد هو إلى نوتي
ضحك جواد بغيظ قائلا.
-سيب البت متربيه وبتحبني. مش أنا حبيبك ياجودي!

قفزت جودي صاحبه الثلاث اعوام على ساق والدها وحاوطت عنقه قائله بحزن.
-دامي. جواد حلو. انا بحب جواد
اتسعت أبتسامه جواد وهو يحدق بالطفله بحب شديد
ليسأل نفسه، هل من الممكن أن يحب أبنة الغير لتلك الدرجه
هل سيحب ابنته التي ستكون من صلبه، كما يحب أبنة ادم لتلك الدرجه!
أفاق من شروده على أبتسامه ادم الخبيثه وهو يهمس للطفله بأحد أذنيها لتصرخ بانفعال طفولي...
-مريم وحشه. وحشه زي جوثل. شرييييره
جواد حلو زي يوجين.

كانت مريم قد بدلت ملابسها بغلاله من الحرير بالون الاسود الامع. وجلست أمام المرآه تمشط خصلاتها السوداء القصيره
ولكن عندما سمعت كلمات تلك الصغيره توقفت يدها. وقد أحمرت وجنتيها غضبا وهي تسمع باقي كلمات الصغيره.
-انا بحب روبانزل إلى قالتلي لما أكبر شعري هيبقا باربي زيها. انا بحب لووسي باربي
لم يبتسم جواد لكلمات الصغيره بينما يقول ادم وهو يقرص وجنته صغيرته الشقيه...

-من ساعة ما لوسيدا كلمتها يديو كول، وهي مصره تخلي لون شعرها أصفر
تعلقت عين جواد بأعين زوجته التي لمعت بضي غريب
قد رصده جيدًا عبر انعكاس المرآه. وكأنها أنعكاس دموع!
أنزل عيناه لجهازه اللوحي مكملاً حديثه.
-چوچو أنتي حلوه لو لون شعرك اخضر
لتقفز الفتاه سريعا بعد ان توسعت عيناها بحماس. لتختفي من أمام الكاميرا وهو يسمع صراخها العالي...
-تقييي انا هاكل البزيسلا. عشان شعري يبقا أخضر
واكون حلوه.

هز أدم رأسه بلا فائده. ليضحك جواد قائلا.
-ايع البويسلا دي ياادم!
-قصدها على البسله. هيجبو شلل لأمهم انا عارف
شاركه جواد الضحك وهو يسترجع صورة تقي في ذهنه
تلك المرأه التي غيرت مجري الكون في عين أبن عمه
ليقول أدم بجديه وكأنه لم يكن يضحك من ثوان.
-جواد. المصنع دا انا برتبله بقالي سنه كامله. ورتبت كل حاجه تخصه. انتا فعلا عايزه!
صمت جواد لثوان مفكرًا في كلمات ادم. ليقول مقترحًا.
-اية رأيك نكون شركاء فيه!

جعد أدم حاجبيه بتفكير قائلا بدون مواربه.
-مبحبش الشراكه ولا عمري فكرت فيها. بس طالما أنتا، أديني فرصه أفكر في الموضوع واكلمك
هز جواد رأسه بأيجاب ليقول أدم باللغه الانجليزي قبل أن يغلق الأتصال.
-أهلا بك في عالم البيزنس ياوغد
ضحك جواد على كلمات ابن عمه. وركن الجهاز اللوحي جانبا واتجه بنظره لتلك التي تكورت في فراشهم بصمت
دون كلمه أو غضب، تسطح جوارها ليعطيها ظهره كما هي.

كلاً منهم في اتجاه. والعقل ينسج قصص وأفكار. لو كانت الجدران تشعر لتصدعت من صمتهم الغريب. من نفورهم وغرابة علاقتهم الباهته. ولكن قطع ذاك الصمت صوت جواد وهو يقول بكل جديه.
-مريم انا عايز أطفال. ومش هقبل حجج أو تأجيل أكتر من كدا.
القي كلماته وهو يدرك أنها لازالت مستيقظه. وتستمع اليه
بل وشارده في حياتهم الرتيبه مثله تمامًا.

لتلتفت له مريم بملامحها الرخاميه. تلك الملامح التي جمعت بين الملامح الشرقيه لأب مصري وأم انجليزيه
لترث مريم جمال والدها. وعينان والدتها غريبة اللون
تحدثت مريم تلك المره بحده بينه.
-مش جاهزه للأطفال ياچواد. وقولتلك ألف مره نأجل سنه كمام. وانتا كل مره بتعيد فتح النقاش تاني
أعتدل جواد في الفراش والغضب يتجمع بعيناه بوضوح
ليحيب بنيره غاضبه متوعده.
-دا آخر كلام عندك!

حركت رأسها بأيجاب وملامح البرود مرتسمه بوضوح
ليقترب منها حتى كادت انوفهم تتلاصق ليقول بغضب.
-من اللحظه دي يامريم أعرفي أنك عمرك ماهتبقي أم. على الأقل مني. مش هسمح يكون في بينا طفل
رفضك دلوقتي بمثابه رفض الموضوع نهائيا. وانا قبلت الرفض دا ومش هناقشك فيه تاني.

انفاسه الغاضبه التي جعلت بشرتها البيضاء تتورد. حديته الغريبه جعلت قلبها ينتفض هلعا وهي تحدق به بصدمه من كلماته المتوعده. أنصرف من الغرفه بأكملها لتضع يدها على خصلاتها تمشطه بتوتر خفي، وعقلها يسأل هل يقصد انه سينجب أطفاله من أخري!
متسطحه على الفراش تعاني مخاض الولاده. الآن ستلد
ستلد بمفردها مع أمرأه غريبه تخبرها أن تدفع بقوه. ليخرج الجنين سريعا لتصرخ هي ببكاء عنيف.
-ياا مامااااا.

ظلت تتنفس بحده وشعور الألم يجتاحها بقسوه، وكل عظمه بجسده تأن من الألم لتقول جارتهم أم محمود وهي تربت على قدمها بحنان...
-دفشي حبيبتي. ولك بين راسو للمعتر. يلا حبيبتي كلها دقايق وتحملي أبنك لحضنك يلاا دفشي
صرخت ناي وهي تدفع بقوه.
-ميياااااااار. اه يامياااار
انخرطت بنوبة بكاء عنيفه وهي تطالع الغرفة الخاليه من عائلتها وزوجها المصاب. ميار حبيبها وزوجها العزيز
الذي قد أصيب بعيار ناري في قدمه من جهات سياسيه.

حبيبها قد أصيبت قدمه اصابه بالغه. نتج عنها صعوبة تحرك قدمه اليسري. بخلاف حالته النفسيه التي ساءت أكثر أثر وفاه صديقة العزيز وسط انتشار الطلقات الناريه
صديق كان بمثابة أخ
احتجز ميار في المشفي. الذي يبعد عن منزلهم عشرات الكيلو مترات. وقد ذهب الجميع اليه. تاركين أياها تعاني ألم المخاض دون مواساه بمفردها كما كانت دائما
صرخت ناي من جديد وقد اختفي صوتها من كثره الصراخ.
-ياا ماما. مياااااااااار راح موووت.

هتفت أم محمود مشجعه.
-يلا حبيبتي قربتي تخلصي. يلا كلها دقايق ويكون أبنك بين ايديكي. بلا
سمعت بكاء طفلتيها خلف الباب هاتفين بفزع.
-ماما مااااما أفتحي الباب
ارتخت أوصالها سريعا عن سماع صوت اطفالها. لتحاول الدفع مره أخري صارخه...
-ياربييييييييي رح مووووت
مع أخر دفعه خرج مولود جديد لينيره عتمتها المهلكه
ضربت السيده أم محمود على ظهره ليطلق صراخًا رقيق
لتلفه في قطعة قماش بيضاء وتضعه في احضانها قائله بلطف...

-الله يباركلك فيه ويطلع شيخ الشباب ياناي
الله يعوضك عوض الصابرين يااارب
ابتسمت ناي رغم دموعها المنهمره بألم. لتقول بهمس متعب.
-أفتحي الباب لرغد وتسنيم. خليهن يشوفو اخوهم
فتحت المرأه للفتاتان الباكيتان. لتندفع كلاً منهن إلى ناي باكيين. لتقول ناي بتعب.
-بكفي بكي. انا بخير، شوفو اخوكن الصغير أديشهو حلو
ألتهت الطفلتان به لتقول رغد الكبيره.
-شو أسمه ماما!
صمتت ناي قليلاً واغمضت عيناها بأرهاق هامسه...

-محمد. راح سميه محمد
فتحت شهد عيناها في الصباح الباكر. وقد التقطت أنفها رائحة القهوه الرائعه. جعدت جبينها لثوان. ثم فتحت عيناها التي تزداد قتامة لونها عند الأستيقاظ لتصبح ذات لون مميز
اعتدلت بكسل وهي تنظر للساعه التي تشير للخامسه صباحا، وقفت وأتجهت إلى المرحاض تقوم بروتينها الصباحي. اسنان نظيفه. وجه نضر. خصلات مهندمه. كما تظهر دائما كل صباح، وكما تحب أن تكون أمام زوجها الحبيب غيث.

خرجت إلى الشرفه، لتجده مستندا على سور الشرفه
ويكتب على هاتفه. وصوت تكتكات الحروف مسموع. يصاحبه صوت استلام رساله
أقتربت منه أكثر لتجد يده ممسكه بكوب قهوه مُره كما يحبها وباليد الأخري يراسل أحدهم والأبتسامه الواسعه على ثغره. تنحنحت شهد لكي لا تفزعه. لتسمع صوته المميز يقول...
-عارف أنك واقفه ياحبيبتي
اتسعت بسمتها وهي تخطف كوب القهوه من يده قائله.

-يعني عارف أني واقفه وبردو ماسك موبيلك. بتكلم مين الصبح كدا
أنتظر ثوان حتى يغلق هاتفه وهو ينظر لوجهها الطفولي كما يراه دائما. ليقول بأبتسامه واسعه.
-سيبت الموبيل. كنت بكلم ناردين. دي تبقا بنت عم ملك الله يرحمها. وكانت صاحبتنا احنا الاتنين
تعكرت ملامحها الصافيه ولكن سيطرت على انفعالها قائله.
-بس مسمعتكش بتتكلم عليها قبل كدا. ولا بتكلمها
لأول مره لم يلاحظ أنفعالها في خضب حنينه إلى الماضي
ليقول متنهدا.

-ناردين اتجوزت بعد جوازي بملك وسافرت تونس
قعدت سنين طويله هناك وقطعت معانا فجأه.
ولسه راجعه شهرين بس. وعندها مشكله فا لجأتلي بس كدا
همهمت بأيجاب والأمتعاض يعلو وجهها بوضوح. وراح يقص عليها مغامراته مع ملك وناردين. وكيف كانت ملك خير حبيبه. وناردين خير صديقه. ظل يقص ويقص. غير منتبه لدموع الغيره التي تجمعت بعيناها
وغصه مُره بحلقها تدفع الدموع دفعاً لعيناها.

مهما بلغ حب غيث لها لن ينسي ملك. لن ينسي جمالها وشقاوتها التي لطالما حدثها عنها
وحين وضعت طفلتها أسماها ملك تيمناً بملك الراحله، مبرراً انه لن ينساها طول حياته
فكرت بحزن. نعم تغار من أمرأه توفت منذ سنوات. تغار منها بجنون انا إلى الآن تشغل عقل وقلب. يكفي تأثره الواضح الذي يرتسم على وجهه حين تُذكر الراحله
ليتتلوي أحشائها هي بحسره وحزن.

ارتعش كفها الممسك بالكوب. لينتبه لها غيث أخيرا محدقا بوجهها المحتقن بدموع مكتومه حزناً. ليقول غيث بقلق.
-شهد في أيه بتعيطي ليه!
عضت على شفتيها تحاول ضبط تنفسها المضطرب لتقول بعجز محاوله اخراج الكلمات من فمها.
-انتا لو فهمتني غلط. مش هعرف احكيلك شعوري تاني
لان إلى مبيفهمنيش مره. مبيفهمنيش تاني
عقد حاجبه بتعجب لتقول بتعلثم.
-انتا فاكر عمار. إلى كان عايز يتجوزني قبلك!

انكمشت ملامحه بتعبير لم ينذر بخير. ولكن أجاب بهدوء.
-ودا ايه جاب سيرته بعد السنين دي!
وضعت شهد الكوب جانبا. لتساوي خصلاتها المتطايره جانبا. لكونها أزدات طولا هائلا في تلك السنوات الخمس الأخيره، لتكمل بصوت مهموم...
-أفرض اني حكيت عنه بحنين. أو قولت مميزاته
وحكيتلك قد ايه كان بيحبني وبحبه. وسميت أبننا على أسمه. افرض انه لسه في قل.
قاطعها غيث مزمجرا بعصبيه.
-شهد. عايزه توصلي لأيه من كلامك دا.

اوعي تكوني بتحنيله
أزدات دموعها لتقول بنفي.
-شوفت أنتا غضبت أزاي. انا بقا لما بتحكي عن شهد بغضب وبحزن وبتعصب وبتنرفز وبتجرح. وبتمني لو أن ملك دي متخلقتش من الأساس
ارتخت ملامح غيث من الغضب. ولكن الصدمه أخذته
شهد تتحدث بحرقه وغيره شديدين. تنقم على ملك الحبيبه. تنقم على أمرأه أندثرت تحت التراب!
رغم حزنه الذي يتفشي في عروقه عند رؤيتها حزينه ويائسه هكذا ولكن. اندفع الغضب ايضا. هي تتمني محو ذكري ملك!

قلص المسافه بينهم وهو يحاوط وجهها بهدوء ويمسح دموعها المنهمره. قائلا بهدوء وتحذير...
-شهد. أنا بحبك أنتي. عندنا ملك ومالك. وبقالنا سنين مع بعض. حبيتك من سنين وبحبك وهحبك. معاكي حياتي وعمري وبيتي وولادي. فا الجزء إلى في ذاكرتي لملك ملكيش اي حق تتملكيه. انتي وولادي كوم والعالم كوم.

انما ملك متتحطش في مقارنات ابدا. انتي في قلبي وملك في روحي وهتفضل في حياتي ديما. بلاش تعكري مزاجك وحياتنا بغيره ملهاش اي لازمخ ولا أساس ياشهد
مع كل كلمة تزداد دموعها أكثر. يحب ملك لازال يعشقها
اخلاصه لها على قدر جماله. على قدر ألمه في قلبها.
ربت غيث على وجنتها وطبع قبله ناعمه على مقدمة رأسها
ثم دلف إلى غرفتهم ينفرد بغضبه مجنبها اياه
غير مدرك أنها حذرته. أن لم يفهمها ستنأي بشعورها عنه.

غير مدرك انها تعاني هستريا. لم أكن المفضله عند أحدهم
حتي هو لم تكن رقم واحد. بل تتصدره ملك كالعاده
وهي تأتي في المرتبه الثانيه. كما ترتيبها عند الآخرين
-اااااااادم. انا تعبت أتصرف انتا بقا مع بناتك. دي مبقتش عيشه أبدا.
هتفت تقي بتلك الكلمات وهي تري سيدرا تكتف يداها عن الطعام. لتفعل جودي المثل. وتردد نفس كلمات سيدرا.
-مامي أنا مبحبش آكل اللحمه. ولا هاكلها
لتكرر جودي كالبغبغاء.

-تقي أنا مبحبش آكل اللحمه ولا هاكلها
اغمضت تقي عيناها بغضب هادر. لتصرخ مره أخري بغضب.
-اااادم
لم تتحرك سيدرا من محلها وهي مطمئنه تماما أنه لن يعاقبها بسوء، هي حبيبة أباها كما يلقبها دائما. بينما جودي تلهو مثرثره بكلمات غير مفهومه
ليهبط أدم ألدرج وهو يغلق أزرار قميصه الأزرق. ويحدق بزوجته الغاضبه. خصلاتها البنيه تحاوط وجهها الابيض
وتمسك بخصرها وتحركه بعصبيه.

وطفلتيه جالستان على طاولة الطعام. تكتفان ايديهما بأعتراض. ليقترب من زوجته هامسا بأبتسامه.
-عيون قلب إلى جابو أدم
كتمت بسمه كادت تنفلت وتفسد اعتراضها الأمومي لتهمس له ناظره للطفلتين.
-أدم ولو لمره واحده أنصفني وخليهم يسمعو الكلام. انا تعبت منهم ومنك
رفع حاجبه بتحذير. لتعتدل كلماتها سريها محاوله أستمالته ليساندها في أعتراضها.
-عمري مااتعب منك ياحبيبي بس أتصرف
ابتسم ادم وهو يترأس الطاوله ليقول.

-مين إلى مش راضي ياكل المرادي. وليه
تحدثت سيدرا بأنزعاج وقد فكت يدها قائله.
-بابي أنا عرفت اللحمه بتيجي منين. من الحيوانات اللطيفه إلى عايشيين معانا. انا شوفت يديو على النت أن أحنا ندعم الحيوانات دي بأننا مناكلهمش. وانا مش عايزه آكل الكاااو
هتفت جودي وهي تطلق ضحكه عاليه قائله.
-كااااااااااو
صمت أدم لثوان قبل أن يحرك كتفه بأيجاب.
-أوكيه ياحبيبتي متاكليش.

اللحمه أنا وجودي ومامي هناكلها. وانتي بقا كلي اي حاجه
ثم نظر لجودي قائلا بأبتسامه عابثه.
-جودي بتحب ادم. وهتاكل زيه صح ياجودي!
حركت رأسها بأيجاب. في حركات عنيفه تؤكد موافقتها
ليضحك أدم على تصرفات تلك الشقيه ليقول.
-ادم بيحب چوچو
عبست سيدرا، وهي تري أباها يتناول الطعام متجاهلا اياها لأول مره. لتدمع عيناها بدلال مكسور هاتفه...
-بااابي.

لم يجيبها أدم وتابع تناول طعامه. بينما رق قلب تقي لدموع أبنتها لتدهس قدمه من تحت الطاوله. ليقترب منها هامسا بصوت منخفض.
-تعملي ايه او سيدرا أكلت اللحمه. ومتقولش لا تاني
انفرجت ملامح تقي لتهمس في المقابل.
- موافقه اعملك اي حاجه بس خليك دوغري وقول عايز ايه ياصياد.
ابتعد عنها أدم ليجد سيدر تقطع اللحم وتتناوله ببطئ ناظره اياه ونظراتها تقول لقد فعلتها
لينظر إلى أبنته بحنان قائلا.
-نجمة بابا. شاطره ياسيدرا.

ثم مال عليها مقبلا وجنتها المنتكزه
اختفت الدموع من عيناها وأتسعت أبتسامتها الجميله
لترفع جودي يداها صارخه بحمااااس.
-سُكر لجودي كمان.
ضحك أدم ليقف مقبلا اياها هي الأخر. ثم ركز نظراته الخبيثه على وجه تقي المندهش من بساطة الأمر
لتفهم نظرته سريعا. وتحرك رأسها بنفي هاتفه بجزع...
-لااا ياأدم متقفناش على كدا لاا.

ليطلق أدم ضحكه عاليه وهو يتابع هروبها السريع. يُدرك أنه يملك ثلاث فتيات صغيرات. ليست سيدرا وجودي فقط.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة