قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثالث عشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثالث عشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الثالث عشر

كانت تتوسد ذراعاه وصدره العاري، كما حالها هي الأخري تماما. بعد يوم طويل من البُكاء ها هي هادئه بين ذراعيه شاخصة النظر في الفراغ دون كلمه او تعقيب على مادار بينهم.
وكذالك تشعر به وبأنفاسه المنتظمه. ويده التي تعبث في خصلاتها الناعمه برقه، دون كلمه هو الأخري
قلبها الحزين أبي ان تظل بين ذراعاه بأستكانه وقد اخبرها بالعباره الصريحه انه يختلق الأعذار ليطلقها.

أبتعدت بظهرها عنه بعنف وقد صار تنفسها سريع. والدموع تَكثر في عيناها والجمود يحتل ملامحها الناعمه
ويدها تقبض على شرشف الفراش بشراسه
اعتدل وهو يراها أبتعدت، تعطيه ظهرها العاري وصار تنفسها عنيف. وقد تيقن انها أعادت نقاشهم الحاد في عقلها
ليقول بصوت جاد...
-مريم لازم نتكلم
تحركت يدها تلف حولها الشرشف بصمت. ثم أعتدلت تواجهه قائله بجمود.

-هننفصل هناك ياجواد متقلقش. عجل بس اننا نمشي من هنا وكل واحد فينا يشوف حياته
أسند ظهره إلى ظهر الفراش ليقول ولازالت ملامحه مسترخيه وأخذ يطالع هيأتها المغريه والضعيفه، كانت أمرأه مختلفه تماما عن مريم الواثقه التي تزوجها...
-بس انا مجبتش سيرة الأنفصال، انما لو دي رغبتك فا دا شيئ تاني.

انقشعت حالة الضعف التي تحيط بها. لترجع ملامح مريم المترفعه. التي لوت شفتيها ساخره ورجع الأيباء إلى عيناها لتقول بجمود...
-دا قرار أخدته متأخر ياجواد. مش مريم إلى تتهان
وانتا مقصرتش نهائي في أهانتي
رغم اندهاشه من أنقلاب حالتها، الا انه أبتسم دون مرح قائلا وهو يشير إلى الفراش قائلا.
-ومخدتيش القرار ألا بعد إلى حصل بينا!
لم تنتظر مريم أتمامه لجملته لتقول بهدوم وهي تقف من الفراش...

-من ساعة مااتجوزتك ياجواد وانا إلى بغريك زي ماقولت
انما انهارده انتا إلى أخدتني برغبتك
ثم دلفت إلى الحمام تاركه أياه يستعيد ماحدث معهم عندما أكتشف وجودها في الفندق باكيه
دلف إلى غرفه بعد صدمتها انه علم مكان تواجدها
كاد أن يفرغ غضبه منها بها. ولكن وجهها المنتفخ من أثر الأنفعال والدموع جعله يصمت تماما. بل وأكتفي بسؤال هادئ جاف...
-أنتي كويسه.

كانت ساهمه في نقطة ما خلفه. تحدثت أخيرا بصوت خافت وعيناها تستحضر البكاء من جديد...
-عايزه أسافر ياجواد
خرج أسمه من فمها متقطعًا ضعيفًا. ليشعر بالرغبه تتلبسه.

وكأن بهوتها هو الجمال. وضعفها هو الأغراء بعينه. ليفاجئها بعناق حار. ثم تمادت يده أكثر. ألي أن شعر بسكونها بين يداه. ولأول مره يشعر معها انه هو من اغواها وأخضعها بأراردته. دون ان يقع لها بأرادتها كحال كل علاقاتهم بعد الزواج. في كل مره كان أغرائها هو الطُعم الذي يأكله ببساطه. ولكن الآن هو من جذبها بنفسه. وأصبحت نقطه القوه معه.

كان يتعامل معها بخشونه وشراسه. تختلف عن رقته وهدوئه تماما. دوما كان الطرف المعطاء. ولكن الآن كان جواد لا يريد سوا أيلامها فقط. رؤية ضعفها وهوانها
أفاق على صوت مرش الماء. في الحمام. لينتبه إلى هاتفه
ويبدأ بفعل مالم يتوقعه أبدا، ليقول للطرف الذي أتصل به لتوه...
-ساجي. عايزه أرجع ألاقي مكتب مريم ملوش وجود
ومش عايز أيد مساعده يتمد ليها من أي حد.
والموضوع دا مش لازم يعرفه أي حد.

ثم أغلق هاتفه وهو يدرك أن زوجتك تخلق داخله فجوه سوداء ستبتلعها في وقت قصير. وربما تبتلعه معها
وقفت تقي أمام مرأتها تطالع تفاصيل جسدها بسأم
وكلمات هند تصدح لعقلها دون توقف. أهمالها في جسدها صار هاجس يؤرقها. رغم أن زوجها يري ان جسدها مثير. ولكن غريزتها كأنثي تخبرها ان جسدها بدأ بتخزين الدهون
أفاقت على يد أدم التي حاوطت خصرها وهي ينظر لعيناها الشارده عبر المرآه. ليقول وهو يستند بذقنه إلى كتفها.

-سرحانه في ايه ياتقي. ملاحظ سكوتك بقالك كام يوم
حركت رأسها تناظره بضيق قائله.
-علي أساس أني رغايه ياأدم
رفع حاجييه بتوجس وهو يبتعد عنها بمرح قائلا...
-مفروض أبعد عنك دلوقتي عشان هرموناتك مش متظبطه ياحبيبتي صح
زاد تهجم وجهها وهي تطلع إلى هيأتها بغضب. ليعانقها من جديد قائلا بخفوت.
-طيب مالك.
لانت ملامحها لتقول بتوسل وأعين لامعه.
-عايزه أروح جيم مع هند ياأدم، جسمي باظ وعايزه اظبطه من تاني. شكلي بقا وحش اوي.

ملامحه عادت للوجوم. ليقول.
-اوضه الرياضه موجوده ياتقي مش محتاجه تروحي جيم
وجسمك عاجبني اصلا مش محتاجه تخسي
التفتت اليه وهي تضع كفيها على صدره بحزن.
-ياأدم لما اروح مع هند هتشجعني. انما هنا هكسل
ثم أشارت إلى جسدها قائله.
-ومتكذبش وتقول التخن دا عجبك. انا كنت احلي في الأول
لم تتلقي منه أجابه. وظل صامتا وهو يتابع ملامحها التي تتشنج وعدم ثقتها بنفسها تزداد. لتتابع.

-طب شوفت مرات جواد جسمها حلو أزاي. قارني بيها كدا
هتلاقيني أختها الكبيره. ويمكن أمها
عجبك
يكون شكلي كدا ياأدم
التوي فم ادم بسخريه ليقول.
-لا بصراحه مجتش فرصه أبص على جسم مرات أبن عمي،
كويس انك فتحتي عيني على الحته دي ياحبيبتي
ازداد حنقها لتهتف وهي تبتعد عن يداه بسخط.

-انتا عارف أني مقصدش كدا. ياأدم انا لازم احافظ على شكلي عشان متبصليش في يوم وتندم انك اتجوزتني. وسبب جوازنا يختفي وميبقاش الا الفتور بس إلى بينا
بهتت ملامح ادم وهو يسمع حديثها الصادم. ومن ملامحه المصدومه تداركت كلماتها البشعه. وأدركت مدي فداحة حديثها. والذي كان تحذيرا من هند صديقتها
أبتعد أدم عنها وهو يكرر كلماتها بجمود.
-اندم أني اتجوزت. ويختفي سبب جوازنا!
ندمت على كلماتها وأقتربت لتقول بخفوت.

-أدم انا أسفه. مقصدش بس.
ليقاطعها بهدوء وهو يشير لجسدها.
-يعني انتي شايفه أن حبي ليكي هيروح بشكلك او بجسمك يامدام!
كادت ان تنفي ولكن قاطعها بخروجه السريع من الغرفه. لتعض على أصابعها ندما، وهي تعلم أن زوجها أن لم يصرخ بها ويعاتبها. لن ينسي كلماتها تلك ماحيا
لتجلس على الفراش بحنق قائله.
-الله يسامحك ياهند. انا ايه إلى قولته دا!

وقعت كلمة طلاق على أذنه كاصاعقه كمل حال الكلمات التي سبقتها. ودموع شهد تخبره أن ماحدث ليس كابوس وسينتهي. جمود ملامحها اخبره ان قرارها حاسم ولا يقبل لمناقشه أو تفاهم
جذب غيث مرفقها اليه بحده قائلا.
-أسمعيني ياشهد لأن الكلام دا مش هكرره تاني
كلمة طلاق دي مسمعهاش تاني أبدا. هتفضلي مراتي وام عيالي وهلي ذمتي. الكلام إلى قولتيه دا هحاسبك عليه بعدين
ملك ماتت ياشهد. انتي بتغيري من واحده ميته.

بتتكلمي عن واحده مبقتش بينا أصلا
انما ناردين بقا موضوعها يتقفل.
خلصت شهد مرفقها من يده لتقول بسخريه.
-دا كل إلى عندك ياغيث. بعد كل إلى قولته دا. دا إلى عندك!
كتف جواد يداه قائلاه بحده.
-اه ياشهد. مش هطلقك لو حصل بينا ايه
أبتسمت شهد ببرود قائله.
-مش مشكله تطلقني على الورق ياغيث. انا مش هسيبك تقرب مني. لحد ما تقرر هتطلقني. ولا عندك كلام تاني.

ثم تركته وهربت لغرفتها دون ان تلتفت لملامحه المذهوله والغاضبه بجنون
أستفاق من شروده على هيأتها وهي تخرج من غرفتها. بكامل اناقتهل وجمالها. حيث وانها رفعت جانبي خصلاتها القصيره في عقده. وتركت البقيه يلمعون من اثر نعومة خصلاتها
وترتدي كنزه شتويه من الصوف رماديه رسمت خصرها تصل لبعد ركبتيها. ليستلم حذائها الأسود ذو الرقبه العاليه ستر مابقي من ساقها. وحقيبه ظهر سوداء شبابيه أكلمت هيأتها الشتويه الناعمه.

تبعتها ابنتهم ملك وهي ترتدي كنزه رماديه تشبه والدتها
ومالك يرتدي ستره رماديه أيضا...
أبتسم غيث من مطابقتهم للألوان مثل بعضهم. ومدي جمالهم بهذا التناسق الرائع
ولكن حين أنتبه مره أخري ألي زوجته المتأنقه. جعد وجهه بحده. فهي اصبحت كفتاه في منتصف العشرين. من يراها يخمن انها والأولاد أخوه. وليست والده وأطفالها
ليقول بحده وهو بعتدل على الأريكه.
-رايحه فين ياشهد.

التفتت اليه وهي تأخذ المفتاح من اعلي المنضده قائله دون ان تعيره أنتباه.
-رايحه النادي أنا والولاد مع بابا وماما. محتاجين نخرج شويه
وأظن انا بعتلك ملاك امبارح تستأذنك ووافقت
استرجع في عقله قدوم الصغيره اليه أمس. تثرثر فوق رأسه دون توقف. بينما هو شارد عن حديثها. ولكنه كان يحرك براسه دون التفاعل مع الصغيره.

كور قبضته وهو يري تجاهلها الذي سيوصله لأعلي مراحل الجنون أن لم يكن قد وصل اليها. لتصرخ الصغيره بحماس.
-جدو وتيته تحت بالعربيه، يلا ياماما
كادت شهد أن تتحرك ولكن قبض غيث على يدها بقوه قائلا للأولاد بهدوء.
-انزلو لجدو وانا هقول ل ماما حاجه. وبعدين تحصلكم
وافق الصغيرين ليتجهو إلى باب الشقه هاتفين.
-متتأخريش ياشهد. عشان منمشيش ونسيبك.

كانت شهد تحدق بغيث دون انفعال. ولكن حين قربها من صدره وحاصر جسدها بخشونه. هتمت بحنق وأرتباك.
-أبعد عني ياغيث انتا بتعمل ايه
رفع غيث يده لخصلاتها السوداء يعبث بها ونبره الاشتياق لم تخفي من صوته...
-لحد أمتا ياشهد. قوليلي هنفضل كدا لحد امتا
حاولت التملص منه بأرتباك خوفا من ضعف موقفها أمام اشتياقه. قائله بتوتر...
-أوعي ياغيث بابا وماما مستنين تحت.

ابعد غيث كفه عن خصلاتها القصيره. ليخرج هاتفه من سترته. ليهتف بعد أن اتصل بوالده.
-بابا خد الاولاد النادي وبعدها بيتهم معاك، يابابا عايز أكون مع مراتي لوحدنا شويه
هتفت شهد بجزع وعلمت خطوته القادمه.
-لا يابابا هات الولاد وأطلع. لا يابابا مش عايزه أقعد معاه
أبتسم عبد الرحمن على الطرف الأخر وهو ينظر لزوجته ولأحفاده قائلا.
-لا ألف سلامه عليكي ياحبيبتي. أطمني الأولاد هيتفسحو ويباتو معانا.

ثم أغلق الهاتف قائلا بمرح لزوجته.
-ابنك هيخنق مراته من كتر ماهو مكتفها جنبه
بينما غيث يكمم فمها بكفه لتكف عن صراخها الغاضب. ومحاولاتها العنيفه
للتخلص من يداه التي تقبض على جسدها بعنف
ليهمس بعاطفه وحميميه.
-كدا ياشهد مش عايزه تقعدي معايا
ازاح كفه ليجد ان يداه لطخت حمرتها بعشوائيه. فصار يمسحها باصبعه ولازالت عيناه معلقه على عيناها الغاضبه
لتقول شهد بأختناق وغضب...
-متحاولش ياغيث مش هنرجع زي الأول.

لم يهتم لكلماتها الغاضبه. ليقبل وجنتها ببطئ هامسا.
-هنرجع أحسن من الأول ياشهد. طول ماأنا بحبك وانتي بتحبيني عمرنا ما هيتكسر إلى بينا
دمعت عيناها وهي تحرك رأسها يمينا ويسار. ولازال يطبع قبلاته المشتاقه على صفحة وجهها البههي. ليقول بعتب.
-مبقتيش تحبيني ياشهد. خلاص غيث مات بالنسبالك
جزعت عيناها وهي تستكين بين يداه هامسه بدموع.
-متقولش كدا. متزودش وجعي منك ياغيث.

عانقها بقوه معوضا بعاد شهور عنها. معوضا شعوره بالبرد
وأصدرها عامرا بالدفئ ولكنه عاجز عن محاوطتها
معوضا غياب، وبرود وتجاهل كسي علاقتهم القويه
كانت تبكي وسط العناق ومع كل دمعه يخبرها انه يحبها، بل يعشقها. ولا يقوي على جفائها
وأنها امرأته الأولي والأخيره. كان يهمس ويهمس
الي أن انتهت لحظاتهم بكنزه رماديه أنيقه. رُميت بأقصي الردهه وصاحبتها في أدناها تنعم بأحضان زوجها. وتعاني مرارة تصديق وعوده الكثيره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة