قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع عشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع عشر

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع عشر

فتحت مياده هاتفها من جديد. لعلها تري رساله من فاروق حداد. جعدت وجهها بضيق، كالعاده لم يبعث لها أي رساله
تُضيع وقتها سُدي أمام هاتفها علها تري منه أهتمام
ولكن هو لا يحادثها الا بعد أيامٍ طوال
رحت ذاكرتها إلى آخر محادثه بينهم. عندما تخطي حديثهم الحدود. عندما أتصل بها دوليا. ليطمئن على حالها
ويسألها من جديد. كيف ستجعله يغير رأيه في مبادئه
وقتها صمتت مطولا تستعيد أنفاسها الفرحه بأتصاله.

لتقول بصوت حاولت جعله هادئا.
-أنا مش قصدي تغير مبادئك. قصدي انك تغير مفهوم أن الحب مرتبط بالجسد
أجابها بصوت وجدته ساخر بعض الشيئ.
-بس انا مقولتش ولا شايف ان الحب مرتبط بالجسد
ولا مؤمن أصلا بمفهوم الحب بشكل عام
انا شايف أن الناس بتداري الرغبه تحت مصطلح الحب
جعدت مياده حاجبيها قائله بحيره.
-بس الرغبه جزء من المشاعر. وارد متكونش موجوده بين حبيبين
-اوكيه يامياده. همشي معاكي على تفكيرك
أفرضي أنا مثلا حبيبك.

نبض قلبها بعنف وكلمه حبيبك تخرج منه بطريقه حميمه
والأفتراض ذاته يجعل مشاعرها كالنافوره الراقصه
قطع شرودها وهو يكمل.
-مش هتكوني عايزانا نتجوز!
حمحمت بأيجاب قائله...
-ايوا طبعا
أبتسم بتسليه وهو يقبض على أحد سجائره.
-وهو الجواز دا ايه غير علاقه جسديه بحته. بس مشروعه
يعني بوضوح أكبر. مسمي واضح يتيح ان واحد ين.
قاطعته بأنفعال وهي تتوقع كلمته التي قاطعته قبل سماعها...

-لا طبعا. مفيش الكلام دا. الجواز والحب ملهمش علاقه بالي أنتا بتقوله دا. انا لو بحب شخص هعوز اتجوزه عشان يكمل معايا عمري
همهم بهدوء وهو يبعد السيجاره عن فمه.
-والرغبه. ملهاش وجود ليه في كلامك!
ولا أنتي من المؤمنين بالحب العذري!
تخضبت وجنتيها أثر حديثهم الذي انساق نحو طريق لا تود سلكه أبدا. لتقول بنبره خافته معترضه.
-ايا كان مبدأي ووجهه نظري. الأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه ياأستاذ فاروق.

-وطالما أنتي مختلفه معايا في الرأي
بتقرأيلي ازاي يامياده!
تنهدت بثقل وقد توقعت سؤاله ذاك.
-لسبب أنا معرفوش. كل إلى أعرفه انا بحب اقرالك. مهما كانت مبادئك، المهم في الأخر بعد قراءه اي كتاب ليك بحس اني فهمت نفسي وبقرر ساعتها قرارات كتيره
صمت لاح على كليهما ليقول فاروق بهدوء.
-وبتنفذي قراراتك دي
تهدل كتفيها ولاح اليأس على ملامحها، ليجيب بدلا عنها
-مبتنفذيهاش يامياده. لأنها بتخاف مبدئك.

أفاقت من شرودها على صوت شقيقتها مي التي حركت يدها أمام عيناها قائله...
-ميااااده سرحانه في ايه كل دا!
نظرت لها مياده بشرود. وقد انتبهت للتو لتقول بخفوت.
-مفيش يامي. انتي كنتي عايزه ايه
عبست شقيقتها لتضرب فخذها بضيق قائله.
-أمال أنا بحكي ايه من الصبح. بقولك هروح أقعد مع رنا وسليمان شويه. طارق لمحلي أن لازم اتقرب لسليمان. عشان يتعود عليا
دققت مياده النظر لشقيقتها الصغيره مي وشردت بها.

شقيقتها تعيش حياه عاديه لأبعد حد ممكن، وبرغم أنها مقبله على حياه عاديه قدمت أليها بضع تنازلات. الا ان لمعة عيناها التي تأتي عقب ذكر خطيبها طارق تجعلها تتعجب للغايه من بساطة مشاعر شقيقتها!
حضرت مريم حقيبتها أخيرا استعدادا للرجوع إلى ارض الوطن. إلى عملها وذاتها. حتى وان رجعت تحتضر نفسها لطلاق وحياه أخري. حياه خاليه من جواد الصياد
وقفت أمام مرآتها تطالع هيأتها الشاحبه.

وهي تتذكر اول مره رأت جواد الصياد. لم تكن ماهي عليه الآن. كانت أمرأه يافعه لها شأن وكرير خاص بها. كانت امرأه قويه يسعي خلفها الكثير من الرجال. ولكن عيناها لم تختار سواه
لم تختار سوا جواد الصياد. وقعت له من اول نظره من عيناه الهادئه. وعقله الرزين. وزادت فرحتها عندما عندما لمحت نازلي الصياد جدته والوزيره السابقه في مصر
عن رغبتها في أن تكون السيده صياد.

كان كل شيئ على مايرام. كانت نظراته المعجبه بها تجعلها كالفراشه التي تحلق بلا هواده. أنوثتها وغرورها بات يزيد
وهي تعلم مدي تأثيرها عليه. كانا متلائمان، متفاهمان
ومثاليان. الا ان قرر الصلح مع أبن عمه العام الماضي
تحول كل شيئ إلى تباعد وتذمر.

أصبح لا ينفك عن ذكر رغبته للأطفال. يريدها أن تصبح أمً وهي في خضم نجاحها في مجال هندسه الديكور. ومجال البرمجيات. كانت تسعي ألي تحقيق ذاتها ورغبة والدتها والنجاح في هندسة الديكور. وهذا لم يمنعها في تحقيق حلمها الخاص أن تكون أحد العباقره في مجال البرمجيات
لذا لا تنفك عن الأبحاث والدراسات في هذا المجال
وفي خضم صراعها الكبير بين رغبتها ورغبة والدتها
يُصر جواد على الأنجاب.

وما زاد وأكثر. نظراته نحو لوسيندا. تلك الفتاه الأجنبيه أبً عن جد. ملامحه المتعاطفه معها تجعلها تجن. نبرته الخافته الودوده وهو يحادثها تجعل براكين النار تنفجر داخلها
والشئ الوحيد اللذان يتفقا عليه
في كل خلافاتهم والحرب البارده التي تُقام بينهم
هي علاقتهم الجسديه. والتي أنتهت ليلة بنسبة اليها
حين لمح لها جواد انها تُقلد فتيات الهوي.

لاح شريط زواجهم أمام عيناها الذابله. ولم تنتبه ابدا لوقوفه خلفها وتحديقه في أنعكاس عيناها الذابله
وضع يده على كتفها لتستفيق من شرودها الغريب ذاك
وبالفعل أنتبهت له أخيرا. لتتعلق عيناها به دون حديث
وسؤال يلح في عيناها قبل لسانها. إلى أين نحن ياجواد
ولكن جموده الذي أكتسبه خلال علاقتهم الصامته. جعلته يتغاضي عن نظراتها التائهه. ويقول بنبره فاتره...
-يلا عشان لسه قدامنا رحله طويله.

ثم تحرك من خلفها ليأخذ الحقائب من اعلي الفراش. وتحرك بهم خارج الغرفه. وهي لازالت تقف بمحلها. وملامحها واجمه
التفت عائله ادم الصغيره حولهم في وداع لطيف ووعود بتكرار الزياره مره أخري. رغم فتور وحزن قلوب اصحابهم
عانقت تقي مريم هامسه بصدق.
-أنا اسفه لو كنت انا او جوزي ضايقناكي. واتمني فعلا يبقا بينا تواصل. بعيدا عن أي حاجه قالتها مدام نازلي عني
العشره بينا هتبين يامريم.

ضحكت مريم داخلها بسخريه، زوجة ادم تود بناء علاقه قويه بها. وهي على حافة الأنفصال عن جواد. وعن عائلة الصياد بأكملها. ولكن ماكان منها سوا هزة رأس بسيطه مصحوبه مع عبرات شكر مقتضبه
بينما أدم اكتفي بكلمه صغيره تكاد تجزم انه نطقها دون اراده معناها.
-شرفتينا يامدام مريم
لم تبادله تحيته او توليه أي اهتمام. لتتسع على شفتيه ابتسامه ساخره مستهينه به
ليعانق جواد عناق اخوي حار.

وكذالك الصغيرات. عانق جواد كلتاهما. لتكتفي هي بمصافحتهم باليد. ولكن جودي الصغير جذبت يدها بقوتها الضئيله كي تعانقها
وبالفعل هبطت مريم لمستواها. ليحط ثغر الصغيره على وجنته مريم. ثم عانقتها بقوه. تخشب جسد مريم للحظات. وشعرت بالدموع تلسع عيناها. لتحاوطها هي الأخري بهدوء. لتهمس الصغيره وهي تبتعد.
-تعالي تاني ياجوثل.

ابتسمت مريم ببهوت. وقد اعتادت على ذاك الأسم الملقبه به أحد الشخصيات الكرتونيه والتي عُرفت بالشر
ولكن حين تتلفظ به جودي الصغيره. يتحول ضيقها من الأسم إلى أبتسامه صغيره
لتبتعد عن الصغيره وتقف محاوله الهاء نفسها عن النظر لأحد الواقفين. بينما جواد حمل جودي ودار بها ضاحكا. يقبلها تاره ويعانقها تاره. ليفعل المثل مع سيدره مدلله أدم الصياد.
وماكان من الصغيره الا الضحك بأصوات طفوليه رائعه.

ولا تعلم لما همست داخلها بعذاب. انه سيكون أب حنون محب. كما تراه الآن أو أكثر
انتهي الوداع سريعا. وأخذتهم الخُطا نحو طريقهم إلى الطائره. وقد عاد الفتور والجمود إلى ملامح رفيقها من جديد.
فتح جواد عيناه بكسل. ليتمطئ في فراشه ببطئ كاقط كسول قد نال من الدفئ والدلال ما يكفيه لوقت قصير
نظر إلى الجانب الآخر من الفراش. ليجده خالي. كاعادة الايام الماضيه. عبس وجهه وهو يعتدل سريعا.

تدللت من جديد وتركت غرفتهم. صمت واعتدل
ولمحات يومهم تمر سريعا على ذاكرته. تنهد بأبتسامه راضيه. ان حبيبته الصغيره رجعت إلى طوعه واحضانه مره أخري. بل وكله رضا انه نال دفئها من جديد
وقف بنشاط وأتجه إلى الحمام لينعم بحمام دافئ في جو الشتاء البارد. ومن ثم يتجه لها من جديد
وبالفعل أتجه إلى حمامه. ولم ينتبه أن ليست أمرأته فقط اختفت من الغرفة. بل اختفت وهاتفه بصحبتها.

جلست شهد قرفصاء وهي تمسح دماعتها خجلا وخزي
ضغفت من جديد ولم تقاوم، حتى انا غفت راضيه بين ذراعيه. بل وأقسمت على محو وتعويض شهور البُعد
صدقت وعوده. وكلماته المشتاقه
ولكن ماهي إلى ساعات بسيطه على استيقاظها من سباتهم
استيقظت مبتسمه. هامت بملامحه تعوض مافاتها وهي بعيده عنه. تنهدت بضع تنهيدات سعيده فور استيقاظها
ولكن هاتفه الذي كان يضيئ بأسمرار. جعلها تبتعد عنه وتتلقفه لكي تعلم لما يضيئ كل دقيقه.

فتحت رمز الهاتف والذي تعلمه جيدا. واتجهت بأصبعها على صندوق الرسائل الذي لا يهدئ
عيناها الراضيه زاغت. ووجهها المبتسم قد وجم
وعبارت كثيره تراها تجعل الدموع تتجمع بعيناها. واول رساله وقعت عيناها عليها
وحشتني اوي
غيث أنتا قافل ليه كل دا
مش معقول نسيت ميعادنا أنهارده!
غييييث
انا رنيت عليك كتير مبتردش ليه!

وضعت شهد يدها على فمها تكتم شهقاتها. لتخرج سريعا من الغرفه. وتتابع قراءه المحادثه بين بدايتها. كلمات الغزل التي بين زوجها وناردين جعلت دموعها تزداد
زوجها الذي همس بحبها مرات ومرات. في بداية علاقة مع المرأه التي كانت سبب في بُعدهم عن بعضهم
ارتعشت اصابع الاخري وهي تقرأ ولا تري صد واضح لزوجها. وتوقفت عند احد الرسالات إلى تجعلتها تغلق الهاتف سريعا ولا تكمل قراءه المحادثه والصدمه واضحه على ملامحها.

بس انا مشاعري متحركتش ليك دلوقتي ولا امبارح ياغيث
أنا بحبك من زمان. حبيت في الأول حُبك لملك. بس بعد كدا بدأت اتعذب. عشان كدا سافرت تونس وبعدت. ورغم جوازي من غيرك.
لكن عمري ماتخيلت اني احب راجل غيرك. رغم انك بردو عذبتني واتجوزت غيري. لكن المرادي قررت اقولك ومش ههرب زي المره إلى فاتت.

ورغم تلك الكلمات الخائنه. لم يصدها غيث. بل أكمل أسترسالهم في الحديث. وسؤاله التالي هل لقبت ابنها غيث لأجله. وكانت أجابتها آه ملتهفه. جعلت غروره الذكوري يزداد
القت شهد الهاتف سريعا. ووقفت ترتدي ملابسها التي خلعتها مرغمه منذ ساعات. وقلبها ينفطر ألما منه
خانها بالكلمات وقد هان حبهم أمامه. هانت كل ذكري جميله جمعتهم...
لتفتح باب الشقه وتخرج سريعا ثم صفعته خلفها.

كانت الساعه تجاوزت الحادية عشر ليلاً. لا تعرف إلى أين ستذهب ولمن ستلجئ. ولكن كل ماتعرفه انها تريد الأبتعاد عن غيث تماما. ليتكرر هروبها منه مره أخري.
هربت ببداية زواجهم لأجله. ولكن الآن ستهرب منه لأجلها
بينما جواد خرج من حمامه على صوت صفق الباب
ليجد الشقه خاليه تماما. ليجلي صوته قائلا...
-شهد
اعاد ندائه مره أخري بصوتٍ أعلي...
-شهد.

وحين لم يتلقي أي رد لها. بدأ قلقه يزيد. ليدلف غرف شقته غرفه بعد أخري. ولم يجدها ايضا. ولكن لمح هاتفه على اريكة غرفة الجلوس
أمسكه ليتصل بها سريعا ولكن وجد صندق الرسائل مفتوح. على محادثه له مع ناردين من بضعة أيام
بهتت ملامحه وهو يطالع الرسائل. وقد ادرك ان شهد امسكت هاتفه ورأت حديثه الغير بريئ مع ناردين.

قرأ الرسائل بقلب يخفق بعنف. وهو ينعت نفسه بكل كلمات جارحه. كيف نسي أن يمسح تلك الرسائل. كيف ساير ناردين في كلماتها الجريئه
اغمض عيناه بغضب وقلق. وقد ادرك انها هربت منه مره أخري وتركت له المنزل دون عتاب او حديث. ولكن هروبها تلك المره سيكون اصعب من سابقتها
ليهمس بعذاب وهي يرتدي ملابسه سريعا...
-لا ياشهد. متعذبنيش تاني.

ليخرج سريعا متجها إلى أي مكان قد تلجأ له. وصار يتصل على هاتفها وهو يسير تائها في الشوارع
غير مدركا ان هاتفها يصدح في حقيبتها في غرفة الجلوس بشقتهم. دون صاحبته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة