قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل التاسع

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل التاسع

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل التاسع

وضعت ناردين كوب قهوتها جانبًا وهي تقول بصوت مرتفع نسبيا...
-غييث، سرحان في أيه بقالك كام يوم مش متظبط!
أستفاق غيث من شروده. ناظرا لملامحها المنتظره لأجابه، ليتنهد بتعب وهو يفرك جبينه.
-مفيش ياناردين أنا تمام.
هزت رأسها بنفي وأصرار لتقول.
-لا فيه شكلك شايل الهم. ومش مرتاح
ثم تابعت بأستفهام.
-شهد مزعلاك في حاجه.

زاغت عيناه على ذكر الحبيبه الجافيه. أقرب امرأه لقلبه المتعب. أنثاه الضعيفه التي تشك في اخلاص قلبه لها
وللحق. معها نصف الحق. بل كل الحق بعد كلماته السامه
رباه على تلك الكلمات التي جعلتها أبعد مايكون عنه
نأت بقلبها وعقلها وأهتمامها عنه. لا تري سوا أطفالها. وعاقبت أكبر أطفالها بالجفاء
أعادت ناردين صياغة سؤالها من جديد وملامحها تتوتر.
-غيث. قولي بصراحه المشاكل إلى في حياتك دي بسببي!

جف حلقه وهو ينظر لها بتعب...
-بسببك أزاي!
-أنتا فاهم ياغيث. مراتك مش حباني أبدا. ودا واضح للعيان
دا غير أهراقك الدايم وشرودك وحزنك دا. مش أنتا غيث بتاع زمان، إلى يشوفك يقول كبرت عشرين سنه
أشاح بوجهه عنها وهو يتمتم بخفوت.
-وايه دخلك انتي بس ياناردين
-دخلي أن مراتك بتغير عليك مني. صح!
أجابته بنبره لا تقبل التشكيك. لطالما كانت ذكيه وتتفهم صمته قبل كلماته. كالراحله ملك
تنهد وهو يمسك سيجار بين أصابعه قائلا...

-أي ست بتغير على جوزها ياناردين. ملك الله يرحمها بردو كانت كدا. وشهد لسه متعرفكيش كويس. فا متزعليش
رفعت كتفيها بلا مبالاه قائله.
-ومين قال أن دي حاجه تزعلني ياغيث. طبيعي أي ست تغير على جوزها زي مابتقول. لكن مش تشك فيه
شعر غيث بالنفور فجأه. أرد أن يتركها ويهرب سريعا إلى أقرب مكان يختلي بأفكاره بعيدا عنها. ولكن لوهله طرأ تساؤل على عقله ليترجمه بالنطق قائلا...

-حد صورنا واحنا في المكتب ساعة ماكنتي منهاره. وبعتها لشهد في رأيك دي حاجه متشككهاش فيا ياناردين
عقدت ناردين حاجبها بحيره قائله.
-صور ايه!
تمتم غيث بأيجاز.
-لما حضنتيني وأنتي بتعيطي. تقريبا حد كان مراقبنا وصورنا. وبعتلها الصور
تلون وجه الأخري حرجا. وهي تجمع قبضتها بغضب
لتقول بضيق.
-وطبعا انا في عينيها دلوقتي عايزه أخطف منها جوزها
طب ومحاولتش تفهمها الموقف حصل ازاي!
هز رأسه نافيا ليقول.

-مش مدياني فرصه نهائي.
ثم تابع وهو يدعس سيجارته في المطفأه.
-المهم. عرفتي تجبيلي رقم جوزك أو حد من معارفه غشان أعرف أوصله. ونحل موضوع الولد ودي
هزت رأسها بنفي لتقول بملامح واجمه.
-لا. حاولت معرفتش. بعد ماطلقني أخد الولد وأختفي. ومحدش يعرف عنه حاجه. وعيلته مش عايشه في تونس عشان تعرف توصله
وقف غيث ممسكا بهاتفه وأغراضه ليقول.
-طيب حاولي تدوري وراه. عايزه صوره للولد وجوزك.

لأني شاكك أنه غير أسمه وأسم الولد. عشان مفيش حد في تونس بالأسم أو بالمواصفات دي
حركت رأسها بتفكير. ليقول مودعا.
-أنا همشي. لما تعرفي حاجه بلغيني
ثم سار دون أن ينتظر منها كلمه. لتهمس ناردين وهي تضرب الطاوله بحنق متمتمه.
-غبيه
بينما وصل غيث إلى منزله بعد عناء الهيام في الشوارع دون وجهه محدده...

دلف إلى منزله. وهو يايلاحظ جلوس الصغيرين على الأريكه صامتين. دامعي الأعين. من الواضح ان هذا كان بعد نوبة بكاء طويله
لتقف ملك سريعا متجهه اليه وكذالك مالك
ليختضنهم غيث قائلا بقلق.
-مالكم في ايه!
مسحت الصغيره عيناها من بقايا البكاء قائله.
-ماما مشيت من الصبح ولسه مرجعتش يابابا
انقبض قلب غيث. ليشدد على يد ملك قائلا...
-ليه هي ماما نزلت من امتي ياملك!
رد الصغير قائلا.
-جابت ملاك من المدرسه وأنا من الحضانه.

وجابتلنا أكل وسويت كتير. وخرجت
رفع غيث نظره إلى ساعة الحائط ليحدها تشير إلى التاسعه مسائا. مما يعني أنها خرجت من ثمان ساعات كامله
ابتعد عن الطفلين وهو يطلب هاتفها. ولكن لا رد
مره وأثنين وثلاث وأكثر، ولكن لا رد
ازداد القلق اضعافا ان يكون قد اصابها مكروه خاصه بحالتها النفسيه المدمره. لاح على عقله ذكري رحليها في بداية زواجهم. وتكرار نفس الشعور المفزع
شد على خصلات شعره بعنف. وهو يطلب رقم اباه.

ليأتيه الرد بعد لحظات ليقول سريعا.
-بابا شهد عندكم!
وحين وصلته الأجابه. اغمض عينيه يخوف عظيم. ليقول.
-طب سلام دلوقتي يابابا وانا هبقا أكلمك
لم ينتظر رد واغلق سريعا
ليتصل على شقيقاته واحده تلو الأخري. والرد واحد
لم يروها منذ أخر اجتماع للعائله
دلف غيث إلى غرفة نومهم يتفحص خزانتها. ولكن ملابسها كامله. مما يعني انها لم تاركه وترحل. اذا أين هيا
ومما زاد الأمر سوءا. بكاء الصغيرين. مطالبين بوالدتهم.

راح يعدو المنزل بقلق وهو يعيد الأتصال بها مره بعد أخري
والنتيجه واحده لا رد
مرت ساعة أخري وصارت الساعه العاشره ليلا ولازالت شهد في الخارج
لا يعلم أين هي. أن كانت بخير أو لا
حتي سمع صوت المفتاح يصدر تكتكه في باب المنزل. صرخ الأطفال فرحين بوصول والدتهم
وغيث متسمر في محله. ويري زوجته قد بُدلت بأمرأه أخري تماما.

خصلاتها الطويله اصبحت تلامس كتفيها وقد حولت لونه للون الاسود. لا يعلم لجماله أم حداد على علاقتهم. وفستانها الأسود الذي يصل لكاحلها بنعومه. وحقيبتها البيضاء الصغيره. وجهها النضر. وكأن البكاء والهم لم يزره أبدا
المرأه التي قضي الوقت عليها يموت قلقا. تدلف منزله في أبهي أناقتها
وكأنها لم تكن. وكأنه لم يكن.

أبتسمت لصغارها وقبلتهم بنعومه. ثم سحبتهم إلى غرفتهم. متجاهله اياه تماما. حتى انها لم تلقي اليه بنظره واحده. وكأنه هواء!
دلف بعلب الطعام البلاستيكيه ليضعها على الطاوله بشئ من العنف. ثَ التف لها قائلا بنبره جافه.
-ها هو طعامك المفضل لوسيندا الجميله. نتمني أن ينال اعجابك
ايتها الاميره المشرده
رفعت عيناها الباكيه له قائله بصوت قد بح من البكاء.
-لا أريد منك شيئ اريد الخروج من هنا أستيفان، أرجوك دعني أرحل.

أبتسامه حسره أنفلتت من شفتيه وهو يري ضعفها باديا على وجهها الجميل.
-َا اغرب الزمان لوسي، اذكر سابقا عندما همستي لي باكيه
أرجوك على لا ترحل وتتركني. والآن تقولي دعني!
غريب أمر الحياه وأمرك
ثم أستدار ليخرج ويوصد الباب خلفه ناظرا لها بسخريه
اغمضت عيناها بضعف وذاكرتها تذهب لهذا اليوم الذي كان بابا لجرح سنوات عده لم ينتهي أثره.

كانت سيدتها الحنونه قد ذهبت في رحله جبليه لتجدد شبابها الذي أضَحل تحت حزن الوحده. واصرت ان تأخذها معها ولكن لوسيندا تعللت بالدراسه ودروس البيانو وعلي. ولكن السبب الرئيسي انها لم تعد تستطيع البعد عن حبيبها الشاب علي
وبالفعل ودعتها السيده اللطيفه صباح الثلاثاء وذهبت متحمسه
بينما فضلت لوسيندا قضاء نهارها في عزف البيانو، وتبادل الرسائل الالكترونيه مع علي.

حتي وصلتها رسالته التي جعلت البهجه تقفز على شفتيها
حبيبتي انا آت إليكي. انتظريني بشوق ياجميله
وبالفعل أنتطرته بشوق وترقب. وأخيرا سوف يأنسها أحدهم بعد غياب سيدتها اللطيفه. وليس أي احد انه علي
قفزت بحماس لتعد رقائق الذره. وعصير الليمون البارد. مع طبق كبير من التوت الأزرق. وأنتظرت مجيئه. ولكن قطع انتظارها هاتف من أحد صديقاتها في الثانويه. لورين. التي حدثتها باكيه ان صديقها خانها. وقد كشفت خيانته للتو.

لتقول لوسيندا بحيره.
-اووه لورين. وكيف عرفتي بهذا الأمر
صرخت لورين باكيه.
-لقد وجدت رقم يهاتفه بأستمرار، وقد سجله بأحد الحروف العشوائيه
ولكن حبل الكذب قصير وقد كشفت أمره لوسيندا
تأوهت لوسيندا بشفقه لتقول.
-فقط أخرجيه من قلبك لوري. وكأنك لم تلتقيه من قبل عزيزتي
هنيئا لهما لبعضهم لا تحزني
لم يتوقف بكاء لورين وهي تتوعد له بكلمات الأنتقام. وتجزم بأنها ستعرف تلك الفتاه وستنال منها هي الأخري.

لوهله شعرت لوسيندا بالفزع من نطق لورين بتلك الكلمات العنيفه
تعلم ان صديقتها تعاني من عقد نفسيه عويصه أثر علاقه عائليه متفككه. وحين تعرفت على صديقها الحالي اودعته به كل مشاكلها وصار ملجئها في الحياه، بل و من يعينها على تخطي كل عقباتها ويحاول تحسين سلوكها الشاذ
ولكن خيانته لها سترجعها إلى نقطه الصفر من جديد من دون شك. هكذا فكرت لوسيندا وهي تغلق الهاتف مع صديقتها، وعقلها قد أنشغل بها كليا.

قطع شرودها صوت جرس الباب وهو يعلن عن قدوم زائر قد أنتظرته متذ أكثر من ساعه. وقد ظهرت أبتسامتها من جديد وهي تفتح الباب هاتفه...
-علي لقد تأخرت كثيرا
أقترب منها ليقبل وجنتها البيضاء قائلا.
-لهذه الدرجه لا تستطيعين تحمل غيابي ياجميله
رفرفت بأهدابها خجلا لتقول.
-كفاك تملق وأدلف. لنبدأ مشاهده الفيلم
دلف إلى المنزل واضعا بعض الأكياس أرضا ليقول بعبث وهو ينظر لهيئتها الناعمه.

-أفضل الأفلام الرومانسه. بمشاهدها الحميميه للغايه
لم تفهم مقصده جيدا لتقول.
-لقد حضرت أخد أشرطة ديزني. أحب فيلم الأميره والأقزام
لذا سنشاهده معا علي
تجعد وجهه بدهشه ليقول.
-تريديني أشاهد أفلام الكارتون المتحرك. يافتاه لقد تجاوزت الخامس والعشروني الشهر الماضي وليس الخامسه
ضحكت بنعومه وهي تمسك يده. وتسحبه للأريكه المقابله لشاشه التلفاز لتقول.

-ولكني لازلت في الثامنة عشر. أذا مسموح لي بمشاهده تلك الأفلام أنا لازلت صغيره
جلس جوارها قائلا بحنق.
-لستِ صغيره لهذا الحد. ولكن لا بأس أن كنتِ ستستمتعين
هيا ياصغيره
بدأ فيلم الأميره والأقزام. ولوسيندا تشاهده بتركيز مطلق. وتأكل الذره تاره. والتوت تاره
غير منتبهه لنظرات الأخر لها.

كان على ينظر لها بشرود. وعقله يسأل كيف مرت السنوات هكذا سريعا. كيف كبرت لوسيندا الطفله سريعا. واصبحت شابه يافعه. تظهر أكبر من عمرها بسنوات
شابه صارت توقظ في نفسه رغبات الرجل للمرأه
ولم تعد تكفيه القبُلات وتسد ظمأه لها. بل باتت تطمعه في الكثير والأكثر. حتى بات يختنق بتلك الرغبه
ذهبت يداه إلى عنقها الأبيض يداعبه بشرود. وعيناه تتابع يدها التي تتجه إلى الصحن خاويه وترجع إلى فمها ممتلئه
ليقول على بهدوء.

-مارأيك بالزواج لوسي
كان سؤال مفاجئ لسمعها. وللجو المحيط بهم
ألتفتت له قائله...
-ماذا قلت!
-أسألك مارأيك بالزواج لوسيندا
أفترت شفتيها عن أبتسامه ناعمه لتقول.
-الزواج رباط الحب. وهو من يجمع المتحابين عن الفراق
لما هذا التساؤل الغريب
-أذا انتي من الفتيات الحالمات بالزواج
وتظن أن كل علاقه تتوج بالزواج
هزت رأسها بأيجاب. لتقول.
-أنا كذالك. وأنت مارأيك.!
هز على كتفيه ليقول.

لا أري الزواج سوا أخر طرق الحب. يقال اذا دلف الزواج من الباب هرب الحب من النافذه. لذا أراه نهاية الحب
عبست لحظات لتقول بحيره.
-أذا أنت لن تتزوجني ابدا لتحافظ على الحب بيننا!
تردد في الأجابه ليقول بهدوء.
-لا أعلم لوسي. مااعلمه أنني لن أتركك أبدا أذا تزوجنا او لا
لن أترك سراحك أبدا
دمعت عيناها وقد شعرت بشعور سيئ يراودها. لترتمي على صدره قائله.
-نعم علي. لا تتركني أبدا. ولا ترحل.

أرجوك ليس لدي غيرك أنت والسيده روزي
بادلها على العناق. ولا يعلم لما سأل هذا التساؤل الغريب
هل حقا لا يفكر بالزواج بتلك الناعمه!
اناملها التي تعبث على صدره جعلت عقله يتوقف عن التفكير. وغرائزه الأخري التي أستلمت الدفه
ليتحاول عانقهما البريئ إلى أخر لا يجمع سوا الأجساد فقط
شعرت لوسيندا بالتخبط بين الرفض والأستسلام. كلما حاولت دفعه وأنهاء ألأمر. تراه يهمس لها بكلماته المحبه.

لتستسلم له أخيرا. وهي تخبر نفسها أنه علي. حب السنوات
حبيبها الوسيم
ورغم علمها أن ماتفعله خاطئ وأستسلامها خاطئ. ولكن كل الفتيات يقعن لأحبابهن. وعلى ليس حبيبها فقط
كلما تكلم عقلها بمنطق ينهرها قلبها انه علي
حتي وقعت حصونها أخيرا. وأنسلت ضفائرها الشابه. لتصبح سيده صغيره. على يد الحبيب علي
وليتها ماتت قبل أن ترجوه. وتستسلم ليتها ماتت
أستفاقت من الذكريات وهي تمتم ببكاء.
-ليتني مت. ليتني مت يااستيفان.

تعبت قدماها من السيير الطويل. وتعب أطفالها وزوجها كذالك. كغيرها الكثير من المهاجرين من الدمار، لتقول بألم.
-الصبر ياالله. أعطيني الصبر
ربت زوجها على كتفها ليقول بتعب.
-يلا ناي. راح نوصل بأمان. شديلي ضهرك. وتابعي السير حبيبتي
دمعت عيناها وقد شعرت بذراعيها تصرخ ألما من حمل فتاتها صاحبه الخمس سنوات. وميار يحمل الأخري
وصغيرها حديث العهد قد وضعته في حقيبه الاطفال وتعلقه على ذراعها
لتقول بدموع...

-ميار أجري تعبتني. أمتي راح نوصل علحدود
صارلنا ايام عم نقطع الطرق
تنهد ميار بصبر وهو يكتم ألمه عنها. قدمه المصابه تمثل عائق غير طبيعي في سيره. يود أن يصرخ الما من فرط الألم. قدمه الباليه لن تصمد معه اكثر من ساعات معدوده
سمعو صراخ احد الرجال في الأمام قائلا...
-ياجماعه. قربنا موصل علحدود التركيه. كلهم خمسين كيلو ونوصل كلنا. يلا شدو عافيتكم. الله يهونا
ابتسم ميار بتعب قائلا.

-شفتي ناي. قربنا نوصل. الصبر ياحبيبتي
أن الله مع الصابرين.
تقاطرت الدموع من عيناها قائله.
-صابرين ياميار. صابرين وبننتظر الفرج من الله
كانت ناي تري المتهالكين حولها من اولاد الوطن. بكاء الصغار الطالبين جوعا للطعام. والعجائز. الذينا هلكت أرجلهم من الترحال. والنساء وغيرهم الكثير
أكتوي قلبها وهي تجد نفسهم نازحين إلى بلد أخر. لا يعلمون مصيرهم به. لا تعلم لما قلبها ينتفض خوفا.

هربو خوفا من الموت في البلاد. فهل هربو من موت إلى الموت!
انقضت الساعات بين السير والجلوس. والبكاء والصمت
والكثير من التفكير. حتى بات الوصول إلى الحدود أمر يسير
ولكن رجال العسكر الواقفين على الحدود كانو غلاظ شداد
يحادثونم بطريقه فجه. لا يلينون إلى غربتهم وأجسادهم المتعبه. فحارت دماء الرجال من طرقتهم المتعاليه
ليتشابك بعضهم في نزاع عنيف. والنساء واقفات يبكين. ليقول ميار بقلق.

-يالله ليه مانفوت بهدوء. ويتركونا بسلام
راح شوف شو صاير ناي ديري بالك عالولاد
تحرك ميار تجاه العراك بين أولاد وطنه. ورجال الحدود
ولكن النزاع كان أكبر من ان ينفض بعد دقائق. بل دخلت به العصا والبنادق
ودي الرصاص في الأرجاء ليرهبو الأجيئن. وسط صراخ النساء والأطفال. حتى أصيب البعض بالرصاصات المُميته
شعرت ناي بالفزع وقد أختفي زوجها من بين الرجال.

تركت صغارها أرضا وتقدمت للأمام. حتى باتت قريبه من الشجار والدماء التي انسابت من بعض الرجال. وصوت نسائهم يصرخون فزعا
حتي رأت ضالتها أخيرا
زوجها ميار الحنون. ملقي أرضا والدماء تغطيه
لم تستوعب المشهد لم تستوعب الأمر
لتركض إلى صارخه...
-مياار. ميار شو إلى صارلك. مياااااار فيق
ميار لاااا لاا ميار. لا تتركني وحدي ميار
صارت تحرك جسده بهستيريه. صارخه...
-ميااار فييق. ميااااار.

أنزلت أذنها على قلبه علها تسمع دقات له. ولكن السكون والسلام يحيطون جسده. تركها ميار سريعا وانتقل إلى خالقه، لتطلق صرخه عاليه أصمت اذز من يتابعون الموقف...
-مياااااار لا مياااااار
ليقترب منها أحد العساكر قائلا باللغه العربيه الركيكه.
-زوجك أستشهد. تعالي بسرعه قبل مااحد يلاحظك عدي الحدود. يلا يااختي بسرعه
نظرت له ناي بتيهه.
-وزوجي
ربت على كتفها قائلا بشفقه.

-لا تقلقي راح ادفنه أنا، يلا بسرعه قبل ماينفض الشجار
وقفت ناي سريعا وأتجهت لأطفالها تسحبهم سريعا. وعيناها وأغينهم متعلقه بجثمان شهيد أخر. ورب اسرتهم الصغيره
ميار الحنون
وقد شهد النهار على موت الحبيب. وقد أراحته السماء من عذاب أليم
وقد أنتقلت روحه الطاهره لوجه الكريم
لتعلم ناي انها صارت وحيده في رحلتها
أمرأه صغيره وحيده في بلاد غير بلادها ومعها ثلاث أطفال، ورب كريم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة