قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الأربعون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الأربعون

رواية مشاعر قاسية للكاتبة وسام أسامة الفصل الأربعون

الأكتئاب يغطي ملامحها بسكون. او بإستسلام
كل ما مرت به يخولها ان تقتل نفسها. ولكن هي لا تملك الشجاعة الكافية لخطوة جريئة. لا تملك تلك الرفاهية ابدا
ياليتها لم تقابل فاروق حداد
ليتها ما أحبتة وتمردت وسافرت له
ليتها لم تتخطي الأعراف والعادات والتقاليد
ألف ليت وليت. ولكن النتيجة واحدة. غضب والدتها عليها
وسخط اباها. ومواساة شقيقتها رغم النظرات العاتبة.

رمشت لتطرد الدموع العالقة بعيناها. ولازلت الدموع لا تنضب. ولا تهدأ. لا شيئ على مايرام
وكأن خراب الدنيا تجمع داخل صدرها. ليُكسر قلبها دون رحمة او شفقة
سمعت صوت باب الغرفة يُفتح ويطل والدها منة
اشاحت بعيناها عنة بقليل من السخط وكثير من الألم والندم. شعرت بالفراش ينخفض لجلوس والدها وبدأ بالحديث قائلا.
-مكلتيش ليه. هو كل يوم موال رفضك للأكل.!

لم تجيبة ولكن ازدات دموعها بغزارة. لتلوح الشفقة بعين والدها. ليتحدث بخفوت.
-انتي قولتلي انا كنت فين من الأول
انا كنت جنبكم ديما. بس انتي مكنتيش شايفة الا نفسك يابنتي
ثم استطرد.
-انا وامك انفصلنا واختك عندها سنتين. انفصلنا عشان الحياة اندعمت بينا. مبقاش بينا نقطة تفاهم
حياتنا كانت زعيق وندب ومشاكل. حياة لو كنتُ عيشتوها كنُت هتبقوا مرضي نفسيين. وكان الطلاق هو الحل للمشاكل دي.

نظرت له ميادة بنظرات باكية ليمسك يدها قائلا.
-لكن عمري ماسيبكم. ديما كنت بتصل وبتطمن
انتي كنتي بترفضي مكالماتي. بترفضي تتواصلي معايا كأي اب وبنتة. عكس مي. إلى كانت ديما معايا
انتي إلى مكنتيش موجودة يابنتي. مدتنيش فرصة اعلمك دا الصح والغلط. والعيب مني انا بردو اني استسلمت ومفكرتش انك مفروض محتاجة اب حتى ولو غصب عنك
انخرطت في بكاء عنيف. ليمسح دموعها بحنان قائلا.

-انتي غلطانة ياميادة. وغلطك كبير. بس عقابك كان أكبر
اقسملك بالله ماهيهدي بالي الا لما اجبلك حقك
فزعت وحركت رأسها بعنف نافية وهي تتمسك بيده
وعقلها يصور لها ابشع ردات الفعل ستبدر من ذاك المريض
لتهمس بتقطع وخوف.
-لا. ياب. بابا. انسي. إلى حص. ل. انا بخير
ابتهج قلبة لسماع صوتها. ولكن صوتها المتحشرج ألمه اكثر
ليمسح على خصلاتها قائلا.

-المهم انك انتي تنسي إلى فات. وتتخطي والأهم انك تتعلمي من اغلاطك. وتصلحي إلى اتلفتية
كان يشير بحديثة إلى حالة والدتها. لتعض على شفاهها هامسة ببكاء مكتوم.
-مش هتس. امحني. كرهتني. اكي. د
-لا ياحبيبتي هتسامحك اكيد. دي بردو مهما كان أم
محتاجة وقت ومجهود. وهترجع تاني تكلمك. امك طيبة
والي مضيعها لسانها
حركت رأسها بصمت ليقف ممسكا بيدها.
-قومي يلا نتغدا كلنا. خالتك عملالك آكل انما اية.

مبتعملوش الا وفي في الفورمة زي مابتقول
وقفت بوهن جوارة وكاد ان يخرج ولكن اوقفتة لتعانقة باكية. يكفيها حرمانها من حنانة واحضانة وهز لازال على قيد الحياة. الآن فقط لن يداويها سوا والدها، هو الذي سيضمد جراحها ويساعدها على التخطي
انتحبت أكثر ولازال يربت على ظهرها بحنان. حتى قفزت بفزع وهي تسمع صوت ذكوري يقول.
-انتا بتخون ماما بعد كل السنين دي ياعمي.!
اختبأت ميادة خلف والدها الذي ضحك قائلا.

-انتا مش هتبطل حركاتك دي بقا. خوفت بنتي
حمدلله على سلامتك ياحبيبي
اتجه والدها ليعانق ذاك الشاب. بينما حدق الآخر بها بصمت ليقول مرحبا.
-الله يسلمك
ثم اتجه بحديثة إلى ميادة المنكمشة بنفسها ليقول.
-عندك بنات حلوة اهي ماتجوزهالي ياحج بدل ماانا عمال ادور. واهو يبقا زيتنا في دقيقنا
ضحك والدها مرة اخري بينما فغر فاه ميادة بدهشة من جرأتة. ليقول والدها.
-لا ياحبيبي انا مجوزش بنتي لواحد يتجوز عليها بعد شهر.

ياشهريار زمانك
خرجوا سويا للمائدة لتهتف زوحتة.
-مايمكن القمر دي تتوبة ياحج. ولا انا عزيز مش قد المقام
ادركت ميادة ان ذاك الشاب ابن زوجة ابيها. ليجلس المدعو عزيز لينظر لملامحها الجميلة رغم حزنها.
-مين عارف مايمكن اتوب على ايديها فعلا
اقشعر جسدها من نظراتة الثاقبة. وادركت ان جملتة الأخيرة ليست مزاح. بل الجميع ادرك ان عزيز لا يمزح
بينما بدأ عزيز في تناول طعامة بتلذذ ليقول لوالدتة.

-تسلم ايدك ياست الكل الأكل انهاردة لذيذ بشكل
القي جملتة ليغمز لميادة في الخفاء. لتشهق بخفوت
وهي تنظر لطبقها بحيرة وتوجس. تشعر ان عزيز ذاك سيضع بصمة بحياتها. ولكن حياتها تنقص لعزيز!
كان صباح مُشرق على الجميع. الاها
منذ ان طلقها طارق. والألم يضرب قلبها
تخبر الجميع انها سعيدة وبمنتهي السعادة والحيوية
ولكن تشهد الوسادة ليلاً بكذبها ونفاق حديثها
تشهد جدران غرفتها على أنينها المكتوب.

ويشهد قلبها الملكوم. تشهد عيناها الدامية
ولكن عندما يحل الصباح. ترتدي قناع المرح والصلابة
تنهدت بألم وهي تضع يدها على صدرها بضيق.
متي ستنسي وتتخطي طارق. متي!
صدح هاتفها بأزيز جعلها تنتبة وتجيب...
-صباح الخير يا عُلا. عاملة اية
هتفت علا بصوتها الرقيق.
-صباح النور ياحبببتي. اية مش هنتقابل بقا
ولا خلاص محصلش نصيب مع طارق تنسي صاحبتك
رجع الألم إلى قلبها مرة أخري لتهمس بصعوبة.

-لا طبعا ياعُلا اية إلى بتقولية دا. بس مينفعش اجيلك
انتي عارفة كلام الناس وميصحش
-طب ياستي ايه رأيك نخرج انهاردة. سليمان نفسيتة تعبانة وبقاله كتير بيطلب يشوفك ونخرج نقضي اليوم سوا
وخصوصا اني عملالك مفاجأة
تنهدت مي بألم ولكن كظمتة لتقول.
-ماشي ياحبيبتي. هعمل الغدا لماما وأتصل بيكي ونتقابل
بوسيلي الأموى على مااجي.

اغلقت الهاتف لتقف امام مرآتها. تحدق في انعكاسها على المرآه. تنظر لعيناها الغائرتين. ووجهها الشاحب. ثغرها الوردي الباهت. خصلاتها السوداء المُظلمة
كانت تختلف عن مي التي تشع حياه وطاقة
كانت جميلة رغم انها كانت تحبه في الخفاء دون علم احد
ولكن اصبحت باهتة حين علم بذاك الحب وظهر للعلن
اطرقت عيناها ارضا لتقع عيناها على الدفتر الأسود
جذبته وتلمستة بحنين. حنين مؤلم ونظرات لوامة
لوامة له ولذاتها ولقلبها.

وضعتة بمحلة لتتنهد مطولاً. وهي تتجة إلى المطبخ لتُعد طعام الغداء لوالدتها الصامتة
لتتجة يدها إلى المذياع تُدير زره لتنبعث النغمات الناعمة
بالي معاك. بالي بالي بالي بالي. يابو الجبين عالي عالي عالي عالي. وحيات سواد عينيك ياحبيبي. غيرك مايحلالي
لاحت ابتسامة باهتة وهي تتذكر عبناه الجميلة. واهدابة الطويلة. والتي ورثها عنه سليمان عمري ماراح يرتاح ياحبيبي والشوق في قلبي يقيد.

فكري معاك نور ياحبيبي غيرك مايحلالي. غيرك مايحلالي
اخذها خيالها ان تتخيلة حولها. يشاركها تلك الأغنية. يضع ذقنة في جوف كتفها. ويعانق خصرها بحالمية. ويغمض عيناه السوداء. يمسك بيدها
يردد معها الأغنية وييشاركها جمال اللحظه. لتهمس له بحب وعينان دامعة...
-غيرك مايحلالي
ومع آخر دندنات الاغنية شعرت ببرودة. وانقشع خيال الحبيب من حولها. ذهب طارق وذهب دفئة. ذهبت عيناه وذهب يداه الحانية.

وصارت تقف بمفردها دامعة العينان محطمة الفؤاد
ترجو النسيان والتخطي. او التنعم بقرب الحبيب
آاااه. من الحب وألمة. آه وألف آه
انقضت الساعات سريعا وتجهزت لتقابل عُلا وسليمان. ابن قلبها وروحها. أبن حبيبها. حتى وان لم يعد.
ارتدت ملابسها بعشوائية. ولم تضع اي زينة. اكتفت برسم ابتسامة باهتة مصطنعة
اتجهت إلى احد المولات. التي يفضلها سليمان لتوفر ألعاب الاطفال الضخمة بها.

اطلق الصغير قهقه مرحة حين رأها وارتمي بين ذراعيها. لتعانقة بقوة هامسة.
-وحشتني اوي ياسولي
لف الصغير ذراعية حول رقبتها بقوة كادت تخنقها
لتعانق عُلا هي الأخري قائلة.
-وحشتيني يالولو
اقترب منهم رجل جعل خفقاتها تصم اذنها. لتكور اصابع قدمها في كندرتها. لتهمس بصوت خافت.
-طارق
حملت عُلا الصغير لتقول.
-اقعدو اتكلموا. وانا هتمشي مع سليمان شوية.

صُدمت مي من تلك المُقابلة المُدبرة. ولكن طارق لم يدع لها الوقت لتُصدم اكثر وهو يهتف بهدوء.
-تعالي نقعد في الكافية نتكلم شوية
رغم رفض ملامحها الا انا طاوعته واتجهت لتجلس إلى المقعد الذي سحبه لها. جلست وجلس
ليقول بعد صمت.
-عاملة اية يامي
حركت رأسها بصعوبة وهي تهمس.
-الحمدلله. كويسة
همهم بإيجاب وهو يدخل يدة في جيبة ويخرج ظرف كبير نسبيا ليقول.
-اتفضلي.

نظرات متسائلة القتها نحو الظرف ليحرك رأسه لتُمسكة وتفتحة ببطئ. وكل ثانية تمر تتسع عيناها أكثر لتشهق قائلة بصوت مرتفع.
-ايه دا عملت كدا ازاي
ابتسم على دهشتها. بل صدمتها ليقول.
-الموضوع مش صعب اوي. كلمت الوزارة واكبر الدكاترة ساعدوني في حاجة زي كدا. والزملاء كمان. لحد مالقرار طلع. رسميا انتي لسه مُقيدة في الكلية. وهتمتحني تخلفات
طرفت الدموع عيناها لتهمس.
-بس كدا كتير عليك.

هز رأسة بنفي ليقول وهو يحدق بها بمشاعر شتي.
-وقليل عليكي. المهم تكوني مبسوطة
وترجعيلي...
نظرت ارضا دون ان تعطية رد. حتى وقف باسما رغم حزنة من رفضها الواضح. ليقول.
-عوزتيني هتلاقيني معاكي ديما
كاد ان يقف ولكن اوقفته قائله بخفوت.
-هتستناني.!
نظر لها ثوان عدة. ليقول.
-هستني لكن متتأخريش عليا. إلى فات من عمري مش قد إلى جاي يامي. لكن هستناكي. بس متخليش انتظاري يروح على الفاضي لو قلبك اتعلق بغيري.

ابتسمت وهي تمسح عيناها. هامسة
-غيرك مايحلالي
بما أننا وصلنا للنهاية. فا هنزل شخصيتين بشخصيتين
عشان تبقا لذيذة اكتر. الشخصيتين إلى في الجزء التاني
شهد وغيث، مريم جواد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة