قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل العشرون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل العشرون

السواق و هو خلاص العربيه بتقف منه: مش عارف فى حاجه مش مظبوطه
فهد دقق قوى ع الطريق: يعنى ايه حاجه مش مظبوطه ؟ الطريق قدامك فاضى
السواق العربيه حكّت منه ف الارض جامد بصوت عالى و وقفت تماما: معرفش العربيه وقفت لوحدها تقريبا فى عجله نامت
فهد نفخ بضيق و السواق نزل يشوفها و فهد إستناه ف العربيه بس اما غاب شويه نزل يشوفه و إتفاجئ !

ع الجانب التانى مالك اما عدّوا عليه بعربيتهم سابهم يسبقوه بمسافه ميشوفهوش و ف نفس الوقت تسمحله يتصرف منها ..
بعدها إستخدم كاتم للصوت بس خرطوش بحيث يوقّف العربيه من غير ما تتقلب و لا يتأذى اللى جواها .. نشّن ع العجل و عشان كاتم الصوت محدش خد باله و فعلا فرقع العجل و العربيه وقفت و السواق نزل يشوفها و بمجرد ما نزل مالك ع الجانب التانى لبس قناع لثّم وشه و نزل من عربيته و إتحرك بحذر بين العربيات اللى تبعه و راكنها بعشوائيه يتخفّى بينهم ..

نزل و وصل عند السواق اللى مميل ف الارض و جاه من وراه ضربه ف دماغه بدماغه وقّعه وقع مغمى عليه ..
فهد نزل يشوفه و مالك إتخفّى ورا الناحيه التانيه من العربيه و بمجرد ما فهد وصل إتفاجى بالسواق ع الارض مغمى عليه إتحرك بحذر يبص حواليه بس مفيش حد .. مفيش اكتر من كذا عربيه راكنه بصّلهم قوى و رجع يجيب سلاحه عشان يروح عليهم و بمجرد ما دخل العربيه سمع صوت تكة العربيه بتتقفل عليه .. كده فهم الوضع تقريبا .. زق الباب بعنف بس إتقفل إلكترونى بيتلفت حواليه ع المفاتيح بس مفيش .. مسك مسدسه و وجّهه ع الباب يضرب و ضهره للباب اللى جنبه و وشه للباب اللى قصاده و قبل ما يضرب ع الباب إتفاجئ بإيد من وراه ف حركه سريعه فتحت الشباك و إتمدت كتمت وشه من وراه بكوفيه و قبل ما يلفت وشه وراه يشوف فى ايه كان تاه من المخدر اللى ع الكوفيه ..

فهد غاب عن الوعى تماما و راسه إتحدفت ع الكرسى بإغماء و من بين تغريبة عينيه إتلاقت عينيهم اللى مشافتش بعض حتى ف نظره صعبه قوى ..
فهد عينيه بتغمض و تفتح و ف اقل من الثانيه تغمض بتوهان و مش شايف غير شبح لحد قدامه اسود ف اسود و وشه ملثّم حتى عينيه كإنه خايف حتى يكشف عينيه او عارف إنه هيتعرف من عينيه و الصوره قدامه بتبيّض و تسوّد و تشوّش لحد ما إسودّت خالص و إستسلم للضلمه بعد ما قاومها كتير ..
مالك إتحرك ع العربيه من ورا و شاور لعادل اللى عرفه بسهوله و نزل بس ف إيده عسكرى مكلبش معاه ..

مالك مسك مسدسه و العسكرى إتنفس بصعوبه بخوف و غمض عينيه و مالك إختنق ف ضرب الرصاصه ع الكلبش فصلهم من بعض و شاور لعادل على عربيه بعيد يروحلها و جرى فعلا عليها و هو حدف العسكرى لجوه العربيه و قفلها عليه و إتحرك بمسدسه ..
مالك قلبه مش مطاوعه بس حاجه لابد منها إتحرك بسرعه فتح الباب جنب فهد و عمله تعويره بسيطه ف قورته و قفل الباب بخنقه و إتحرك بسرعه ..
راح على عربيته و إتحرك بسرعه مشى و عادل معاه اللى بصّله بشكر: انت تبع صفوت بيه صح ؟

مالك وشه لسه ملثّم و نفخ: متسألش
عادل ضحك براحه إنه خلص: انا بس عايز اشكرك و هراضيك بردوا
مالك غمض عينيه قووى و مش متخيل اللى بيسمعه إنه ف يوم هيسمعه و عادل لسه هيتكلم: انا بس
مالك زعّق: إخرس بقا لحد ما نوصل
عادل إستغرب لهجته و حالته المفروض إنهم نجحوا ف اللى عايزينه بس سكت و معرفش يقول حاجه تانى ..

عند فهد العساكر اللى معاه إدّوا إشاره للوا مدحت و بلّغوه باللى حصل ..
اللوا مدحت بغضب: يعنى ايه ؟ هرب ؟ و البيه اللى معاكوا ؟
العسكرى بخوف: العربيه مقفوله علينا و السواق إنضرب و محدوف جنب العربيه و فهد باشا ف العربيه من قدام مقفوله عليه بس مش عارف فيه ايه
اللوا مدحت قلق: حصله حاجه ؟
العسكرى: معرفش بس مفيش صوت و محاولش حتى ينزل
اللوا مدحت قفل معاه و بيلتفت وراه شاف روفيدا متابعه كلامه لحد ما قفل: فى ايه ؟ فهد ماله ؟

اللوا مدحت حاول يخفى: مفهوش هو بس
روفيدا صوتها إتخنق بعياط: بابا لو سمحت .. انا سمعتك بتسأل عن فهد و عارفه إنه طالع مأموريه من الصبح .. فهمنى فيه ايه
اللوا مدحت إتكلم بضيق: تقريبا المسجون اللى معاه هرب
روفيدا بترقّب: و فهد ؟
اللوا مدحت و هو خارج و هى راحت وراه: لسه معرفش معنديش تفاصيل بس بيقولوا كويس ادينى رايح اشوف
روفيدا ركبت معاه و هو معرفش يعترض عليها عشان عارف مش هتقتنع ف سابها تروح معاه ..

مالك إتحرك بعربيته و عادل معاه بسرعه مجنونه .. كان بيسوق بعنف لحد ما وصلوا لفيلا المنصوريه عند صفوت و نزل و شاورله ينزل و عادل كان خلاص إتطمن: متشكر
مالك مردش بس وشه لسه متغطى و عادل عنده فضول يعرف: انت ليه مقتلتش الظابط و لا حتى ضربته ؟ ده عيل ثقيل قوى و شايف نفسه و اهو طلع بوق و منفوخ عالفاضى
مالك بصّله قوى و إتكلم بلهجه شبه الجحيم: قسما بالله لو إيدك لمسته او فكرت حتى تقرب منه ما هرحمك و هيبقى تمنها غالى قوى.

عادل خاف من لهجته اكتر من كلامه و إستغرب الاتنين لدرجة رجع لورا بسرعه: انا بس قصدى إنه ممكن يوصلك كده بسهوله
مالك زقّه قوى إتحدف على كرسى و هو داخل لجوه: ملكش فيه و خليك فاكر اى حركه معاه هيكون تمنها حياتك و انت اصلا لسه مدفعتش تمن اللى عملته مع حلم
عادل فكر شويه ايه علاقة حلم بالظابط ؟ و ايه علاقة الاتنين بالكائن اللى قدامه ده ؟ و مين حلم اصلا ؟ و لو له علاقه بالاتنين ليه هو معاه هو دلوقت ؟ معرفش يربط حاجه بالتانيه بس إتطمن شويه اما صفوت خرج و إبتسم لمالك و مالك شاورله ميتكلمش و هو فهم و خده و دخل جوه و شاور لعادل: خليك هنا لحد ما ابعت معاك حد من الرجاله يقولك هتختفى فين.

عادل إتطمن شويه ان حتى لو له علاقه بيهم ف مش ف سكتهم ف ع الاقل معاه هيبقا فيها مفاوضات بينهم إنما مع الظابط مكنش ضامن يطلع ..
مالك دخل مع صفوت: انا خرّجته بس عشان مصلحتنا واحده بس لو حد قرّب من حلم او فهد اعتقد انت مش هتعرف تتخيل انا ممكن اعمل ايه
صفوت بيطمنه لإنه فعلا مش عايز يخسره بعد تعاملاتهم مره ورا التانيه: و انا قولتلك إنى مش هسمح .. هما بس رجالته
مالك بحده: و رجالته دول بتعليماته هو و هو من رجالتك ف انت اللى هتبقى مسئول قدامى عن اى حاجه هتحصل
صفوت: إتطمن
مالك إتحرك يمشى و صفوت فاجئه بسؤاله: حلم كويسه ؟

مالك إتجمد مكانه و لف ناحيته و إتكلم بلهجه ميعرفهاش غيره و لا تملك و لا خوف و لا جنون حاجه كده مُبهَمه: إسمها استاذه حلم و إسمها ميجيش على لسانك و لا جنس راجل .. فهمت ؟
صفوت إبتسم و فهم ان مالك اللى بينكر حبها وصل عشقه لها للتملّك: انا بس فعلا بتطمن
مالك مبتسمش و سابه و مشى و صفوت سكت شويه بعدها راح على عادل اللى هيموت و يعرف مين ده بس صفوت مدهوش اى تفاصيل او كلام و بعته مع رجالته يختفى ف مكان لحد ما الموضوع يهدى ..

عند فهد هو ف عربيته مغمى عليه او متخدر و العربيه مقفوله بالعساكر عليهم و المفاتيح مرميه جنبها و السواق مضروب و واقع مغمى عليه جنبهم ..
اللوا مدحت وصل بعربيته ع المكان اللى جاتلهم الإشاره منه و بمجرد ما وصل بنظره سريعه للوضع قدر يفهمه ..
لف حوالين العربيه بتدقيق و الوضع بيتفسر قدامه .. مسك المفاتيح فتح العربيه و سند فهد عدله و كان تعويره بسيطه ف قورته بس مغمى عليه ..
روفيدا كانت نزلت وراه و بمجرد ما فتح العربيه دخلت جنب فهد و بتشوفه فبصت لأبوها بإستغراب: ده متخدر !
اللوا مدحت رجع قرّب من فهد تانى و إتأكد و هى إستغربت: هو حد بيهجم على حد عايز منه حاجه بيخدره ؟

اللوا مدحت إتنرفز من الوضع: انتى يعنى كنتى عايزاه يتأذى ؟
روفيد وضحت: لاء بس ع الاقل يكون الموقف منطقى
اللوا مدحت معرفش يرد و إستنى دقايق لحد ما الإسعاف اللى كان طالبها وصلت و نقلوا السواق و طلب عربيه للعساكر و باقى القوه مشيوا و هو نقل فهد لعربيته و روفيدا معاه و راحوا بيه ع المستشفى ..
اللوا مدحت: متقلقيش هو كويس من شكله حاجه بسيطه
روفيدا بقلق: المهم اما يفوق و يستوعب اللى حصل لإن من الواضح إتخدر قبل ما اى حاجه تحصل
اللوا مدحت هز راسه بقلق و تخيّل رد فعل فهد و اللى عارف افكاره هتحدفه لفين ..

وصلوا المستشفى و خدوه منهم خيطوا جرحه و نقلوه غرفه لحد ما فاق و عرف باللى حصل ..
افكاره كلها راحت ف إتجاه واحد .. إتجاه هى كانت اصلا فيه و مكنتش محتاجه اللى حصل اصلا عشان توصل ..
وقف بجمود او ببرود مزيف مع ان حالته ابعد ما يكون عن البرود .. زى العاصفه اللى هبت و هتاخد ف وشها كل اللى قصادها ...

مالك بعد ما خرج من عند صفوت إفتكر حلم اللى منسهاش اصلا .. إتضايق انهم بقوا نص الليل و لسه مروحتش و عنده و مش عارف هتقولهم ايه ف البيت .. بيدعى تكون فاقت و مشيت و بيتمنى يرجع تكون لسه موجوده عشان يتطمن عليها او يتطمن بيها مش عارف .. هو بس اللى عارفُه إنه محتاجلها ف الوقت ده قوى..

وصل المجموعه و دخل بترقّب مكتبه و لمحها على مكانها يمكن زى ما سابها .. إتنفس بصوت عالى كإنه بيتشاهد و إتناسى الوقت و القلق اللى هيجى من ورا تأخيرها بالشكل ده خاصة مع موبايلها المقفول و راح ف العربيه .. فكر يكلمهم ف البيت عندها يطمنهم بس هيقولهم ايه !
إتجاهل ده كله و إفتكر إحتياجه لها و بس .. قرّب منها بهدوء غريب و ميّل على ركبه جنبها و سند دراعه على حرف الكنبه و سند راسه علي دراعه و وشه بقا فوق وشها و بس .. و إتمنى بس ابسط حقوقه إنه لو مسموحله يعيط و بس
و هنا كل الدموع المحبوسه بالعافيه خرجت من غير حتى إذن ..

حلم حسّت بوجوده او تقريبا بدموعه اللى نزلت على وشها سخنه بطريقه غريبه كإنها نازله من قلب محروق ..
فتّحت عينيها ببطئ لحد ما لمحته و مش عارفه هو اللى قدامها بيعيط ده مالك اللى طول الوقت جامد او ناشف قدامها و لا إتهيألها وجوده من كتر ما نايمه بتهلوس بيه .. معقوله بتحلم بيه مثلا ؟
مش بتتكلم بس بتبصّله قوى و هو محاولش يتدارى منها حتى كإنه محتاج ده .. يعيط و بس .. و مش عارف اللى بيخرج منه دموع و لا الطاقه السلبيه اللى إتشحن بيها ..

حلم حسّت وجوده حقيقه من إيده اللى تبتت فيها و بتزيد من مسكتها: ماالك
مالك مش عارف ينطق لإنه مش ضامن لو إتكلم هيقول ايه: ينفع تخليكى معايا ؟ جنبى ؟ لازم تفضلى .. لازم تبقى .. معدش ينفع تسيبينى
حلم شافته عيل صغير ماسك ف إيد أمه و بس تعدى بيه من وسط الزحمه: و انا مش هسيبك مهما حصل
مالك مكنش عارف هو بيقولها كده ليه او هيفسره ازاى بس بيتكلم من غير منطق التفكير او العقل عموما: انا غلطت .. غلطت الغلطه اللى مبقاش ينفع تتراجع و لا تتمسح و بتمنى تتغفر و بس.

حلم لسه هتتكلم قطعهم صوت رزع الباب جامد عليهم و اللى دخل بص لمالك بجمود و نظرته كلها غلّ: اخيراا قولتها بنفسك .. كنت عارف و الله يا حيوان ..
مالك غمض عينيه قوى كإنه مش عايز يشوف حاجه تانى و إستسلم للقدر اللى عرف إنه بقا قدامه خسران خسران ..
و اللى دخل بص وراه و إتكلم بعنف و شبه هيستريا: قولتلك إنه ورا اللى حصل .. يارب تكون من منظره صدقت ..
مالك ف اللحظه دى بس حس إنه خلاص مش هيسكت تانى .. مش هيتنازل .. كفايه بقا .. كل غلط جاه بقوة دفع الظروف مش هيدفع تمنه .. و لو دفع يبقى مش لوحده ..
مالك وقف فجآه و بيتلفت حواليه كإنه بيدوّر على حاجه و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة