قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والعشرون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والعشرون

مالك مكنش عارف هو بيقولها كده ليه او هيفسره ازاى بس بيتكلم من غير منطق التفكير او العقل عموما: انا غلطت .. غلطت الغلطه اللى لا ينفع تتصلح و لا تتمسح و بتمنى تتغفر و بس
حلم لسه هتتكلم قطعهم صوت رزع الباب جامد عليهم و اللى دخل بص لمالك بجمود و نظرته كلها غلّ: اخيراا قولتها بنفسك .. كنت عارف و الله يا حيوان ..
مالك غمض عينيه قوى كإنه مش عايز يشوف حاجه تانى و إستسلم للقدر اللى عرف إنه بقا قدامه خسران خسران ..

و مروان بص وراه و إتكلم بعنف و شبه هيستريا: قولتلك إنه ورا اللى حصل .. يارب تكون من منظره صدقت ..
أبوه ثروت دخل على زعيقه و إتفاجئ بمنظرهم اللى بيقول ان فى حاجه مش مظبوطه .. حلم شبه مبلوله و نايمه ف سريره و لابسه هدوم هيئتها بيقول هدومه هو و شكلها يغنى عن اى سؤال ممكن يسأله او جاوب عنه مقدما: ايه ده ؟ فى ايه هنا ؟
مالك راقب نظراته اللى بتتنقل بين جسمها و لبسها و حالتها كلها على بعضها و تقريبا قدر يفهم شكل تفكيره: محصلش حاجه .. صدقنى محصلش حاجه من اللى بتفكر فيها ..

مالك وقف و بيتلفّت حواليه كإنه بيدوّر على حاجه و هو فعلا عايز يوريله لبسها اللى جايه بيه ممكن يقتنع بس عمها زعّق: بنت اخويا ف اوضتك و ف سريرك و ف حضنك و لابسه هدومك و بالمنظر ده و تقولى مفيش حاجه ؟ و عايزنى اصدق ؟ انت اهبل يالاا ؟
مروان كان بيتلفت حواليه بغضب و راح بتلقائيه ع الحمام و لقى هدومها و هدوم مالك اللى غيّرها قبل ما ينزل عليها ف إترسم قدامه الموقف بشكل غلط ف خرج عليهم بجنون و رمى الهدوم ف وشهم و بيرزع اى حاجه بتقابله برجله: و ده يبقى ايه يا ابن الكلب ؟ مش دى هدومها ؟ و مع هدومك ؟ و ف الحمام ؟

مالك وشه كله ضلّم من شتيمة أبوه بس بيحاول يسيطر على اعصابه و يشرح اى حاجه بس فعلا مفيش كلام يتقال: لحظه بس عشان انتوا فعلا فاهمين غلط .. هى كانت تعبانه و نزفت منى و
مروان الكلام بيشعلله اكتر: تعبانه ؟ و انت بقا ان شاء الله جيبتها هنا تريّحها ؟ و ياترى نزفت ليه ؟
مالك إتنرفز من كلامه الكتير و مش عايز يسمع: ما تفهم يالا انت حمار ؟
مروان إتنرفز بغلّ: انا حمار يا إبن الكلب.

قرّب من مالك بعنف ضربه ف وشه و مالك بمجرد ما جات سيرة أبوه تانى إيده سبقت عقله و رد بيها على وشه و الاتنين مسكوا ف بعض بعنف ..
أبو مروان إتدخل فصلهم و زق مروان بعيد و قرب لمالك مسكه بحده: اللى حصل ده مش هيعدّى على خير و لا حتى على شر و لا هيعدّى اصلا
مالك حاول يمتص غضبه او سوء ظنه و يتكلم بهدوء عشان حلم مش اكتر بس محبش يحكى كل اللى حصل فقال جزء من اللى حصل فعلا: صدقنى انتوا فاهمين غلط .. حلم عملت حادثه و كلمتنى و انا عرفت اوصلها و كانت مبهدله فجيبتها على هنا ع الاقل لحد ما تبقى كويسه.

مروان زعّق: انت فاكرنا هُبل هنصدق التخاريف دى ؟ تعالى يالا امسح الرياله اصل احنا بنريّل
مالك حاول يكتم غيظه من غبائه: ما تفهم يا غبى انت .. انا لو عايز ائذيها هجيبها هنا ؟ و انا عارف إنكوا سهل توصلولها ؟ ع الاقل مخدتهاش بيتى ليه ؟
مروان مش عارف يرد بس منظرهم بالشكل ده مجننه: و احنا بقا مش هنعرف نوصل لبيتك ؟
مالك ضرب إيديه على بعض: استغفر الله .. ما تفهم بقا ..
طب حتى إسألها
مروان إتريق: ع اساس إنها هتقول اه صح حصل بينا حاجه .. دى لابسه هدومك .. يعنى بمزاجها قلعت و بمزاجها لبست و لا انت قلّعتها و رجعت ف كلامك ف رجعت لبسّتها ؟

مالك زعّق: لا انت زوّدتها قوى .. انت عايز ايه يعنى دلوقت ؟
مروان بعِند: هاخدها للدكتور و قسما بالله لو طلعت لمستها لا اقتلك
حلم كانت عايزه ترد بس برغم الموقف مبسوطه بدفاع مالك المستميت عنها مع إنه ببساطه ممكن يقولهم اخبطوا دماغكم ف الحيط ..
مالك مستغرب هدوئها بس مش وقته يسأل: انت إتجننت ؟ قسما بالله ما تقرّب منها لا اكسرك
مروان بتهكّم: و انت خايف ليه بقا يا حضرة الشريف ؟

مالك زعّق قوى كإنه بيخرّج كل الطاقه السلبيه اللى جواه او ببقول الكلام ده لنفسه او لشخص مش موجود اصلا بينهم دلوقت: عشان مش هسمحلك إنك تهينها بالمنظر ده لمجرد إنك مش عايز تفهم بمزاجك .. مش انت اللى هتغصبها على وضع مش عايزاه .. فااهم ؟ انا مش فاهم انت عايز ايه بالظبط ؟ انت اه جيت و شوفت وضع مش مفهوم .. حقك تفهم غلط ماشى .. تتنرفز ماشى .. لكن تصدر حكمك و تصدقه لاء .. زى ما فهمت غلط تستنى تسمع ..

عمها كان مصدّقُه و مكدّبُه بنفس الوقت: انت عايز ايه منها ؟ معاها و جنبها و وراها ف كل حته ليه ؟ علاقتك بيها دى إسمها ايه ؟ عايز ايه منها ف الاخر ؟
حلم كانت عايزه هنا ترد هى بس قلبها حجز الكلام على لسانها و بلعت ريقها بتوتر بعد ما قصدت تبص ف عيون مالك مباشرة و تقابل نظراتهم ببعض و عيونها بتنطق بشئ من جنون غريب خاص بيهم لوحدهم ..
مالك برغم ده كله رد من غير ما يفكر: عايزها
مروان زعّق: نعمم يا روح امك ؟

مالك حاول يبقى هادى عشان يدعّم موقفه: عايز إتجوزها .. طالب إيديها من حضرتك .. مش انت بردوا عمها و جوز أمها و مكان أبوها ؟ و لا ليها حد غيرك اروحله ؟
مروان لسه هيتكلم أبوه مسك إيده: و اللى عايز واحده بيجيبها بالشكل ده ؟ و لا هسأل ليه ما كده بانت ؟ انت عارف إن ملكش فرص عندى و لا مكان ف جيبتها بالطريقه دى .. لوى دراع يعنى .. هتوقع ايه من واحد وسخ زيك ؟
مالك إتصدم من منطقه: انت بتقول ايه ؟

عمها شدّها بحده و هى حاولت تقاوم بس شبه جرجرها: بقول اللى سمعته .. و انا عند كلامى اللى حصل ده مش هيعدّى
حلم هنا معرفتش تسكت تانى ف شدّت نفسها منه: انا مش هخرج كده .. و معاكوا و بالمنظر ده زى اللى عامله عمله
مروان من غير وعى ضربها بالقلم على وشها: و حياة آمك .. زى اللى عامله عمله ؟ و انتى ايه بقا ؟ عامله عبيطه ؟ انتى هتستهبلى ؟
مالك راح عليه ضربه ف وشه مره ورا مره ورا مره لحد ما وشه كله بقا ملغبط من الدم: انت غبى و حمار و لو مفهمتش بمزاجك هفهّمك غصب عنك
عمها قرّب يفصلهم من تانى و شد مروان وراه زقّه حدفه على كرسى جات وقعته على شنطة مالك و حاجته اللى لسه داخل بيها .. مسك الكوفيه من ع الشنطه و بمجرد ما لمسها حس بدوخه و تقريبا فهم إنها مرشوشه مخدر .. الموقف كده إكتمل ف دماغه بالصوره دى ..

وقف بصدمه و شاور لأبوه بيها اللى من غير ما يسأل إستنتج ..
مالك غمض عينيه و مشّى إيده على وشه براسه بعصبيه قوى و مخنوق من ان الترابيزه إتقلبت عليه بالمنظر ده .. مش هيعرف يفهّمهم .. ماهو هيقول ايه !
حلم بينهم مش فاهمه نظراتهم دى ايه .. متلغبطه و إتلغبطت اكتر من مروان اللى لهجته إتغيرت لها: حبيبتى انتى كويسه ؟ متخافيش .. صدقينى متخافيش و حياة امى لا ادفنه
حلم مفهمتش و مروان قرّب منها بس زقّته بعنف و قبل ما يقرّب تانى كانت إيد مالك اللى ماسكاه ..

حلم بتلقائيه راحت ع الكوفيه اللى كان مروان ماسكها و مفهمتش ازاى البتاعه دى قلبت الموقف كده و مسكتها و شمت فيها المخدر ..
بصّت لمالك بإستفسار و عقلها عمال يراجع اللى حصل .. بس مفيش .. محصلش حاجه من ده كله و لا مالك اصلا يعمل ده .. ده مجرد طلب الجواز هى حسبتها خطوه جريئه منه يقوم هيعمل فيها حاجه ؟ لالا ..

مالك متابع نظراتها و مش عارف هى بتفكر ازاى او ف ايه و ده خلّاه بيتفش ف مروان اللى عمال يتكلم و يتكلم و مش بيفصل ..
عمها مش عارف يفصلهم عن بعض ف شد حلم و خدها بالعافيه و خرج بيها و بكده هينفصلوا لوحدهم عن بعض .. مروان إنسحب بعنف وراه و مالك قبل ما عمها يخرج خالص مسك دراعه: صدقنى محصلش حاجه الموضوع فعلا فيه سوء تفاهم
عمها مردش و خدها و خرج و مروان قبل ما يروح وراه بص لمالك بشر: و حياة أمك ما هسيبك.

مشيوا و مالك رجع مكتبه بخنقه .. مكنش مستنى ابدا موقف زى ده يكمّل عليه .. كان بكفايه اللى حصل ..
اللى حصل ؟ من بين تفكيره إتكر فهد فقام اخد حاجته و خرج ..
كامل كان متابع اللى حصل من اول ما جه تقريبا و بمجرد ما مالك خرج كلّم صفوت ..

عند حلم عمها و مروان خدوها ع البيت و هى مش عارفه تفهّمهم و لا تتكلم اصلا ..
دخلوا و عمها زقّها ف وش أمها اللى مستنياهم بقلق: إتفضلى الهانم اللى مجرجرانا وراها طول الليل من قسم لقسم و من مكان لمكان و الاخر بتتسرمح
أمها بصّتلها قوى و من غير ما تكلمها زقتها بعيد و راحت على ثروت: ايه ده في ايه ؟ كانت بتعمل ايه ؟ انت لقيتها فين اصلا ؟

ثروت زعّق: إسأليها كانت طول الليل مع مين ؟ الهانم كانت مع الذباله رد السجون اللى مبنشوفش اشكاله بس غير ف الحبس و اللى دورنا ندوس عليهم لحد ما يغوروا .. لكن من الواضح ان بنتك غيّرت مبادئها لمجرد ما قابلت واحد منهم ف السرير
أمها إتصدمت و راحت عليها: انتى يا حلم ؟ انتى اللى طول عمرك مناخيرك ف السما ؟ ده انتى بتتنمردى على اشكال و الوان
حلم حاولت تتكلم بس هجومهم كان اقوى او الموقف هو اللى كان اقوى: صدقينى محصلش حاجه .. و الله ما حصل.

عمها زعّق: انتى هتستعبطينا ؟ امال طلبك للجواز ليه ؟ كان بيقولك غلطت غلطه كبيره ليه ؟ هدومه اللى كان عليها مخدر دى ليه ؟
حلم مش عارفه ترد عشان حقيقى معندهاش إجابات لكل ده بس بتحاول تراجع معاهم اللى حصل: انا عملت حادثه مش اكتر .. حضرت التحقيق مع متهم ف قضيه و بمجرد ما خرجت طلع عليا بلطجيه و كانوا هيولعوا فيا و ف العربيه و لولا كلمت مالك و هو جالى خلصنى منهم .. و فعلا العربيه ولّعت و لولا مالك جه و لو كان جه بردوا بس إتأخر اقل من دقيقه كانوا دخلوا عليكى بجثتى .. انتى مش شايفه وشى عامل ازاى ؟
أمها مش عايزه تصدق .. الكلام ف نظرها مش راكب مع الموقف: خلّصك منهم مجابكيش على هنا ليه ؟ ليه بيته ؟ مودكيش مستشفى اصلا ليه و انتى حالتك بالشكل اللى بتوريهولنا ده .. لو كلامك صح و ده من الحادثه مش منه.

حلم مش عارفه تجاوب و جواها مش عارفه تلوم مالك على دوامة الاسئله دى و لا تلوم نفسها: انا اللى قولتله بلاش مستشفى .. انا كويسه بس عايزه اغيّر هدومى كانت كلها جاز عشان رشوا عليا جاز
( بصت لمروان كإنه بتنبّهه ) انت اما مسكت الهدوم مشمتش ريحتها ؟ لو هنغلط او عاوزين هنرش نفسنا بجاز ؟ اى برفان ؟
أمها زعقت جامد و مش قابله كلامها و لا مقتنعه بيه: انتى بتهزرى ؟ ليكى عين و لا انتى اللى بجحه زياده ؟ ده انتى طول الليل برا و رجعالى الصبح مبلوله .. ده اللى بتنام مع جوزها بتتكسف و انتى جايه تبجحى ؟

مروان كل ده قاعد بتوهان و دماغه بتعيد و تزيد ف اللى حصل و مش عارف يفسره و جواه حته مش عارفه تقتنع و حته عايز تقوم تخنقها و حته بتلومه إنه مد إيده عليها و حته كانت عايزاه يقتل مالك و هو مشتت بين كل ده ..
أبوه لاحظه و عشان فاهم حالته راح عليه وقّفه: يلا قوم غيّر هدومك انت منمتش طول الليل
مروان سحب إيده و خد حاجته و خرج: لا انا خارج.

حلم بتلقائيه من غير ما تفكر راحت وراه: انت رايح لمالك تانى و لا ايه ؟ مش كفايه اللى حصل ؟ إبعد عننا ملكش دعوه
مروان بصّلها قوى نظرة واحد مجروح ف قلبه او يمكن كرامته: لا متخافيش على البيه انا عايز ابقى لوحدى و مش طايق حد
سابهم و خرج و أبوه بصّلها هى و أمها قوى بغضب: بلّغى الذباله ده إنى مش موافق و لو قرّب منك هدوس عليه افعصه
حلم لسه هتتكلم آمها راحت عليه و خدته و طلعوا اوضتهم: و هى تبلّغه ليه ؟ هى لسه هتتكلم معاه تانى ؟ رد عليه انت.

سابوها و طلعوا و هى فضلت مكانها و مش عارفه ليه حاسه إنها ملغبطه .. مخنوقه من الموقف اللى فيه علامات إستفهام كتير على فرحانه من طلب مالك إيديها على متغاظه من القدر اللى جاب عمها و مروان دلوقت ف اللحظه دى .. إفتكرت مالك و اخر جملها قالهالها  انا غلطت غلطه كبيره قوى يا حلم لا تتراجع و لا تتمحى إتمنى بس تتغفر  مش عارفه كان يقصد ايه و بتتمنى لو بس كان إتأخروا دقيقه يمكن كانت فهمت .. مالك كان تلقائى إنما دلوقت و بعد اللى حصل اكيد متحفز .. بس لازم تفهم !

دوّرت على موبايلها بس إفتكرت إنه راح مع العربيه ف قامت على اوضتها خدت حمام و لبست و خرجت ..

عند فهد ف المستشفى اول ما فاق فتّح عينيه لقى نفسه في اوضه بالنسباله مش مفهومه او هو اللى مش عايز يفهم .. بص حواليه كانت روفيدا و أبوها و أمها اللى جاتلهم اما عرفت جنبه .. كلهم حواليه .. واول ما فاق كلهم بيتكلموا يطمنوا عليه بس هو مش مركز .. ايه اللى جابه هنا ؟
اللوا مدحت إتدخل يفض المتاهه دى: فهد حمد الله ع السلامه الحمد لله إنها جات لحد كده
فهد سكت تماما ... عقله فضل يعيد في اخر لحظه تاه بعدها .. عقله بيعيد فيها مره ورا مره ورا مره و مش فاكر منها غير شبح لحد ظهر قدامه و إختفى .. حد مشافش حتى عينيه بس حس وجوده كإنه بس عشان يطمن عليه ..

حد فضل واقف لحد ما هو غاب عن الوعى بعدها حسّه إتحرك و سمع خبط و حركه ف العربيه .. طب ليه مأذهوش ؟
بتلقائيه حسس على دماغه اللى ملفوفه بشاش بسيط بس مقتنعش ان دى اذيه ابدا .. طب اييه اللى حصل ؟ زى ما يكون خايف يسأل ..
روفيدا قعدت قصاده على حرف السرير و إبتسمت بهدوء: حبيبى المهم إنك بخير .. اللى حصل هيتصلّح ان شاء الله و هيقدروا يوصلوله تانى المهم انت كويس
فهد كده فهم او بمعنى اصح اقنع نفسه إنه يفهم بقا: هو المتهم بتاع القضيه ده هرب ؟
اللوا مدحت حب يخففها عليه و هزّر: هى الخبطه اثّرت على دماغك و لا ايه ؟ امال كانوا بيهزروا معاك ؟
فهد مش عارف يفكر و مش عايز: انا اللى هجيبه متقلقش
اللوا مدحت بهدوء: قوم بس انت بالسلامه و ان شاء الله خير.

اللوا مدحت سابه و خرج .. راح كلّم حد تبعه جاله
اللوا مدحت سكت كتير بتفكير: يعنى ايه مخرجش طول الليل من شركته ؟ بات هناك و لا ايه ؟
الراجل: انا متابعُه زى ما قولتلى و خاصة امبارح اما كلمتنى بس زى ما قولتلك نزل من بيته راح المجموعه و شويه و نزل شكله بيجرى كإن فى حاجه تابعته لحد ما طلع على طريق مقطوع بس انا ركنت بعيد عشان مياخدش باله من وجودى خاصة الحته مقطوعه .. بس شويه و خرج معاه واحده و بيجروا و حد بيجرى وراهم بعدها خدها ف عربيته ع المجموعه تانى و منزلش ..

اللوا مدحت بيحلل الكلام ف دماغه: يعنى بات هناك ؟ و مين دى اللى كانت معاه مالك ملهوش ف السكه دى ؟
الراجل: معرفش بس هى نفس البنت اللى بتبقى معاه على طول
اللوا مدحت: نزلوا امتى ؟
الراجل: مالك لسه منزلش لكن فى حد دخلهم من شويه و البنت نزلت معاهم و شكلها غريب و ملغبط
اللوا مدحت شرد كتير .. عقله مكنش عارف يقتنع بإدانة مالك و دلوقت مراقبته اكدت على تفكيره ..

مالك نزل من المجموعه مخنوق و بيتخنق و حاسس كل حاجه حواليه بتخنق فيه و حلقاتها عماله تضيق و تضيق حوالين رقبته ..
راح على مستشفى الشرطه لإنه توقع فهد هناك .. دخل و سأل و فعلا إتأكد إنه لسه جاى من شويه بس كويس او هو كان متطمن إنه كويس ..
طلع و قبل ما يروح مكانه إتفاجئ بحلم هناك ف وقف للحظات مش مستوعب هى جياله و لا جايه لفهد و لا فى ايه بالظبط !

حلم كانت بعد ما خرجت راحت لمالك ع المجموعه بس ملقتهوش .. دخلت على مكتبه و شاورت لكامل فتحه لها و محاولش حتى يعترض و سابها ..
دخلت بهدوء اوضته و فضلت تبص لكل حاجه حواليها و مره تبتسم و مره تكشّر و مره تتغاظ و مره تنفخ ..
دخلت الحمام و إفتكرت اللقطات البسيطه مع مالك فضحكت غصب عنها ..
وقفتها جات قصد المرايه و حسست على شفايفها اللى شبه مجروحين و إفتكرت لمحات جنونهم سوا و إبتسمت قوى .. إنتبهت لوشها و الكدمات اللى فيه و جرحها إتفتح تانى من خناقهم و شدها ..

خرجت و عرفت ان مالك مش هنا و غالبا مش جاى و مش هتعرف توصله عشان معهاش موبايل ف نفخت بغيظ ..
و هى خارجه لمحت الكوفيه بتاعة مالك ع الارض ف ميلت بحذر عليها و شمتها قوى و عشان كان المخدر بيروح منها محستش غير بدوخه خفيفه ..
دماغها شردت بس مفهمتش حاجه .. قررت تروح المستشفى الاول عشان جرحها و بعدين تشوف هتوصله ازاى و هناك قابلته ..
مالك بصّلها قوى: حلم ؟ انتى هنا بتعملى ايه ؟

حلم برغم كل اللغبطه دى إبتسمت: و لا حاجه، دماغى وجعانى شويه و جيت اشوف دكتور
مالك قرّب بلهفه يشوف وشها بدماغها و هى سابته يعمل ده: وجعاكى ليه ؟ فى حاجه و لا ايه ؟
حلم حاولت تهزر بس رمت كلام غامض: فى حاجه و لا ايه ؟ انت مش واخد بالك من كل الدربكه اللى حصلتلنا دى ؟ ده احنا من امبارح لإنهارده إتشقلبنا و لا مية مره
مالك ضحك غصب عنه: معلش حبيبتى
حلم سكتت شويه: المفروض ان انا اللى اقولك معلش .. انت عملت حاجه تقول عليها معلش ؟
مالك بصّلها بيحاول يقرا عينيها او اللى ورا كلامها و مش فاهم ده إستفسار و لا إتهام: حلم انتى مصدقه الهبل اللى قاله الحمار إبن عمك ده ؟ إنى عملت فيكى حاجه و انتى مش ف وعيك ؟ ده بجد ؟

حلم مش مصدقه و لا ده كان قصدها بس بتشد منه كلام مش اكتر ممكن تفهم عشان عارفه مش هتاخد منه كلام مباشر: امال طلبت منه تتجوزنى ليه ؟
مالك إتصدم و للحظات مش عارف يستوعب اللى هى بتقوله او مش عارف يجاوب عليه: هو انتى اول مره تاخدى بالك إنى عايزك ؟ محتاجلك ؟
حلم دارت إبتسامتها لإنه مش وقتها هى دلوقت محتاجه تفهم اكتر: لا مش واخده بالى او بمعنى اصح انت اللى مكنتش بتخلينى اخد بالى فبالتالى إتفاجئت من طلبك إنه جه بالشكل ده و بالصوره دى.

مالك مش عارف هى معترضه على ايه او عايزه ايه بس بيفسرها ان طلبه مع اللى حصل رسموا الموقف بشكل غلط قدام اهلها فبتلومه و نوعا ما تقبّل التفسير ده: انا عارف ان طلبى جه بصوره غبيه و بشكل اغبى .. بس صدقينى مالهوش علاقه باللى حصل .. انا بس .. انا حسيت إنى محتاجلك .. محتاج لوجودك .. لمجرد إنى امبارح كنت هخسرك متتخيليش انا حسيت بإيه .. حسيت بقمة الغباء ان زيى زى الناس الخايبه اللى مبتحسش بقيمة الحاجه اللى ف إيديها غير لما بتضيع .. عشان كده اول ما فوقتى كان اول حاجه عايزها هى انتى بس الموقف جه كده ..
حلم إفتكرت اخر جمله قالهاله و معرفتش تستفسر عنها ازاى بس لغبطت كلامها: و انت شايف ان دى غلطه يا مالك ؟ غلطه لا هتتراجع و لا تتمحى و عايز تتغفر و بس.

مالك إفتكر كلامه و إنه وقتها ف لحظة تهور كان هيبوح بكل الزحمه اللى مكتومه جواه و إنه كان عايز يقولها ان الغلطه دى هى إنه دخّلها هى و فهد من غير ما يقصد ف دايرته اللى مش عارف هيخرج منها ازاى و لا اذا كان هيخرج اصلا و لا لاء !
إنتبه على عينيها اللى بتبصّله مستنيه اجابه و فهم إنها عايزه تفهم بس كان خلاص فاق: لا مقصدش اللى فهمتيه .. مقصدش ابدا إنك الغلطه دى او إحتياجى ليكى غلطه .. ابداا .. انا لسه قايلك إنى معرفتش إنى محتاجلك غير ف لحظتها ف ابدا مش هسمّيها غلطه.

حلم مصممه تفهم: امال ايه اللى كنت تقصده يا مالك ؟ ايه اللى على طول بتلوم و تحاسب نفسك عليه و تعاقب نفسك عنه بالوحده و عزلتك عن الكل و عنى و بتحرم نفسك منى بسببه ؟ انا من كلامك يا مالك هبقى مراتك .. يعنى حبيبتك ف لو مش هتتكلم انا هقدّر و هسيبك لحد ما انت اللى تحس إنك محتاج تتكلم او بمعنى اصح تحس إنى مش محتاجه لثقه اكتر عشان تتكلم .. بس اكيد ابسط حقوقى تفهمنى اللى قولته.

مالك بيكذب و بيقول الصدق ف نفس الوقت .. مش عارف يقول كل اللى كان عايز يقوله ف قال اللى ينفع يتقال منه: معرفش .. انا كنت تايه من كمية الحاجات اللى حصلت امبارح و وقعت ورا بعضها .. مجرد إنى كنت حاسس بحاجات كتيره غلط .. و حاجات كتيره كانت هتبقى غلط .. اللى حصل معاكى كان غلط و مش عارف اوصل لحاجه او سبب .. مجرد التفكير فى اى غلطه و لو بسيطه و انا بتعامل مع الموقف كان هيبقى التمن خسارتك و انا مبقتش حِمل خساره اكتر .. مجرد مرواحى بيكى على عندى بدل ما اوصلك البيت و من حالتك كانوا اكيد هيفهموا .. مجرد اصلا ما فكرت ف موقف اهلك و قلقهم حسيت إنى غلطت ..

حلم صدقت عشان عايزه تصدق بس حبت تسأل عن اخر حاجه مُبهمه بالنسبالها: هى الكوفيه بتاعتك كان عليها مخدر ليه ؟
مالك قال اول إجابه عقله سعفه بيها و يمكن عشان كان ظابط محترف ف معوّد عقله يكون دايما حاضر: امبارح كنتى تعبانه اوى و بتتوجعى من جرح دماغك و رجلك و جسمك بيسخن و مش عارف اشوفك تعبانه و لا عارف اعملك حاجه .. عملت اللى جاه ف بالى و خلاص .. علبة الإسعافات عندى كان فيها مخدر ف رشيت عليها و حطيتها على رجلك عشان تعرفى تستحملى وجعها لحد ما تصحى ع الاقل.

حلم مش عارفه نفسها إقتنعت عشان كلامه منطقى و مفسر و لا عشان هى اللى كانت مستنيه منه اى عذر او مبرر و هتقبله .. مش مهم السبب قد ما مهم إنها حست إنها إقتنعت ف إتنفست براحه: اه كده بانت .. بس ع الاقل كان لازم تفهمنى
مالك فهم إنها إستجوبوها تانى: مكنوش هيصدقوا لمجرد إنهم مش عايزين يصدقوا او شافوا اللى عايزين يشوفوه
حلم سكتت شويه: متشغلش بالك بيهم هتتحل
مالك كإنه إفتكر او انتبه: صحيح سابوكى ازاى تخرجى ؟ او ع الاقل قولتلهم ايه ؟ انتى خارجه من وراهم ف البيت ؟
حلم ضحكت غصب عنها بحزن: خارجه من وراهم ؟ لا يا سيدى مش من وراهم بس مش من قدامهم بردوا
مالك بيحاول يفهمها: فزوره دى و لا ايه ؟ انتى جايه لوحدك ؟

حلم حاولت تفهّمه: و لا فزوره و لا حاجه .. هما بس لا يعرفوا بروح فين و لا باجى منين و لا بيسألوا و لا بيهتموا اصلا .. ميغرّكش الحبتين اللى إتعملوا .. دول بس عشان المنظر مش اكتر .. لكن انا على طول لوحدى و مع نفسى .. أمى مع جوزها اللى بتحاول ترضيه بأى شكل و على حساب اى حاجه و تقريبا انا عندها مش متشافه مهما اعمل ف بطّلت اعمل و بقيت مع نفسى
مالك إختنق من لمحة الوجع اللى ف كلامها: متشيليش هم حاجه .. ساعات الوحده بتبقى احسن من مية لمه كدابه.

مالك مكنش عارف بيكلمها و لا بيكلم نفسه و هى فهمت ده ف إبتسمت و إتجاهلت كل الدربكه اللى هما فيها: بكره وحدتك هتبقى لمّه و ونس بيا و بالبيت بتاعنا .. حد كان يصدق ان الحجر ينطق ؟ لاء و جواز كمان ؟
مالك حاول يقلبها هزار: أكرش الحرام المشروع يجيلك الحلال الممنوع
حلم للحظه مفهمتش و فضلت تعيد ف الجمله و تشقلبها لحد ما فهمتها ف ضحكت بخفه: اخسس
مالك ضحك بصوته كله اما فهمت: يعنى طول الليل جنبى و قدامى مبلوله و بهدومى و نايمه و انا عمال اتخانق مع شوشو اكرشه من الباب الاقيه ناططلى من الشباك .. و اقول حرام لاء و الاخر بتسألينى اول ما صحيت طلبتنى للجواز ليه ؟ اهو عشان انا قولت لاء للحرام المشروع جالى لحد عندى الحلال الممنوع .. مش وش فقر بذمتك ؟

حلم ضحكت قوى على لهجته اللى إتكلم بيها اكتر من الكلام نفسه و إفتكرت لحظة ما عرّفته بحبها و قالها كده من غير ما تعرفينى ؟ ف عادتها عليه: بس انت متعرفنيش ؟ او ع الاقل متعرفش عنى اللى يحطنى عندك زوجه .. مش خايف تكون غلط ؟ جايب ثقتك فيا منين ؟

مالك برغم إنه فهم هزارها حاول يوصّلها حاجه هو نفسه عايزها منها: الثقه .. ثقتى إنك هتبقى قد المكان اللى حطيتك فيه هى اللى خلتنى ادخّلك عالمى من غير اى إستفسارات .. عارفه حاجه كده زى الدوا متبقاش عارف تركيبته و لا مكوناته و لا حتى واثق من نتيجته و مع ذلك بتاخده و انت راضى حتى لو مع ده كله مر .. هل معنى كده لازم قبل ما تاخده تستعلم عنه و مكوناته ؟ لاء بس هى ثقه مش اكتر او تفاؤل متعرفيش ..
حلم إبتسمت قوى على بساطة تشبيهه او عجبتها فكرة إنها بالنسباله دوا و هو دعا جواه دعوه صامته تكون فهمته ..
فضلوا يرغوا كتير لحد ما حلم إفتكرت: انت كنت جاى هنا ليه ؟ انا مقولتلكش إنى هنا ف جاى لمين ؟
مالك كإنه كان بيحاول يلهى نفسه او بيلهيها و إنتبه: لفهد .. عرفت إنه هنا و جاى اشوفه
حلم إنتبهت: ماله ده كمان ؟

مالك لهجته إتغيرت بقت مبحوحه: عرفت إنه هنا ف جيت اشوفه لسه مدخلتش
حلم إبتسمت: طب يلا نروحله
مالك مكنش حابب تشوف علاقتهم بالشكل ده و لا المواجهه دى تحديدا بس معرفش يعمل حاجه: طب يلا الاول نتطمن عليكى و وشك المشلفط ده و نروح
حلم ضحكت و راحت معاه خدها لدكتوره شافت الجرح و كشفت عليها و بعدها راحوا لفهد ..
بمجرد ما دخلوا فهد إتصدم من مجيهم و معرفش يتكلم و مالك ساب إيدها اول ما دخل و راح عليه و من غير مقدمات ضمّه بحب و مسك وشه بحب: حبيبى انت كويس.

فهد دوّر وشه و إتكلم من غير عقل لإنه عارف لو إستخدم عقله هيوديه لفين: لا مش كويس
مالك قلق من كلمته و حاول يفتش فيه: فيك ايه طيب ؟ الدكتور قال فى حاجه و لا ايه ؟
روفيدا إتدخلت ف كلامهم بهزار: لا متقلقش هو بس اللى طرى .. مفيش غير جرح بسيط
مالك إبتسملها بس لسه قلقان ف رجع بص لفهد: فيك حاجه اخدك لدكتور ؟

فهد حدف كلامه من غير ما يزوّقه هو يعنى اما كان بيستخدم عقله كان وصّله لآيه: لاء انت عارف كويس قوى إنه هو جرح واحد و هنا ( و شاور على راسه )
مالك إتجاهل كلامه و حلم إتدخلت: ازيك يا فهد الف سلامه .. هو احنا عشان إشتغلنا على قضيه واحده يبقى نرقد ف المستشفى ف يوم واحد ؟
فهد إنتبه لوشها و بصّلها بنظرة امل متتناسبش مع الكلام: قصدك ايه ؟ انتى ليه عامله كده و ايه اللى حصلك ؟ اوعى تقولى من القضيه ؟
حلم ضحكت بهزار: تقدر تقول كده نابنى من الحب جانب .. بس مالك بقا ربنا يخليهولى لولا وجوده يمكن كنت موتّ موته بشعه
فهد بص لمالك و بصّلها بغيره ان برغم اللى حصل غيران منها لقُربهم و المفروض يكون هو اقرب: و مالك ماله ؟

حلم إبتسمت بحب لمالك اللى متابع حوارهم: ماهو انا اللى كلمته و الحمد لله عرفت اوصله قبل ما تحصل اى حاجه و ف دقايق كان عندى و خلصنى بالعافيه و وقفلهم

فهد كإنه ما صدق لقى قشايه تنجيه من مجرد التفكير .. حلم لو حصلها كده من القضيه اللى فعلا كانوا فيها سوا ف ده معناه ان مالك برا الليله دى لإنه مش هيآذيهم و يخلّصهم ! او ع الاقل مش هيأذيها هى !
مالك قدر يقرا تفكيره او يستنتجه و حس إن لأول مره الحظ يسعفه: معلش بقا انتوا اللى طُراى على رأى الدكتوره
روفيدا إبتسمت: مش كده ؟
مالك ضحك و فهد ضحك بغيظ و حاول يتجاهل تفكيره و يندمج معاهم ف كلامهم او تحديدا مع مالك بس لسه حاسس بأسوار عاليه و بتعلى بينهم ..
روفيدا بتهزر ببراءه: لا يا عم انا بهرج .. ده انا مرات الفهد اللى عشان يعلموا عليه خدّروه عشان عارفين لو فايق مش هيقدروا عليه
مالك معرفش يضحك رغم ان الكلام هزار و حلم إنتبهت: يخدروه ؟

روفيدا: اه ما احنا اما عرفنا اللى حصل و بابا إستغيبهم و بعتلهم إشاره و بلغونا و روحنا لقينا فهد متخدر و يمكن بسبب كده حصل اللى حصل
حلم بسرعه عقلها رسم قدامها كوفية مالك اللى عليها المخدر و ورّالها لقطات سريعه من ليلتهم إمبارح و إنها كانت من تعبها بتفوق و ترجع تغمض من التعب بس لآكتر من مره مالك مكنش جمبها .. مشافتهوش .. بس لالا مالك قالها إستنيتك برا عشان تنامى براحتك و هى هتصدقه !

مالك شاف شرودها و حب يشد إنتباهها من تانى او يشدها هى من تفكيرها: واضح إنها كانت ع الكل ليله ما يعلم بيها إلا ربنا

اللوا مدحت دخل تقريبا نجدهم من الموقف و شاف مالك ف سلّم عليه بشئ من الود خاصة بعد ما سمع إنه ملهوش يد و إقتنع ..
مالك بصّله كتير و إفتكر ازاى قدر يخرج من غير ما حد ياخد باله من اللى شافهم من فتره بيراقبوه .. مكنش صعب عليه يفلت منهم زى ماهو مكنش صعب اصلا يكتشفهم حتى لو مش عارف تبع مين .. بس طريقة اللوا مدحت معاه اللى إتقلبت للود دلوقت خلته فهم هما تبع مين ..
مالك وقف سلّم و إتكلموا بهزار و شويه و يتريقوا على فهد: انا هعمله ابونيه هنا ف المستشفى .. انا كل شويه هشيل و احط ؟

مالك ضحك قوى و بص على فهد و كعمش وشه بهزار: اخسس كده تحسسه إنه خد روبابيكيا
اللوا مدحت ضحك: لا و واخدُه مقاوله بيت و شغل .. مش كان كفايه الشغل اللى إتعكيت ف واد خرده ؟ لا لازم اعك بنتى كمان
مالك و روفيدا ضحكوا ف نفس اللحظه و فهد عض شفايفه بغيظ: لعلمك انا بس عشان كنت متصاب قريب
اللوا مدحت ضحك تانى: ايوه ايوه عارف.

قعدوا كتير يتكلموا و يضحكوا و فهد شويه يشاركهم و شويه يكشر و ينعزل بدماغه عنهم .. بعدها صمم يخرج ..
مالك: طب خليك شويه الدكتور يطمنا و يقول تخرج
فهد بزهق: لاء انا كويس
مالك كإنه مسمعهوش و خرج نده دكتور جه إتطمن عليه و فعلا قال يخرج ..
فهد قام يلبس و مالك ساعده غصب عنه لحد ما خلّص ..
حلم متابعاهم و شايفه الحزازيات اللى بينهم و طول الوقت بيتعاملوا مع بعض بتحفز و فاهمه و مش فاهمه ..
اللوا مدحت خد مراته و روفيدا و فهد و مالك و حلم و الكل خرج ..

فهد بضيق: انا همشى لوحدى عايز ابقى لوحدى
اللوا مدحت إتريق يغيظه: لا متقوليش رايح شغلك .. ده انا لو اطول كل يوم اجيبك بعسكرى هعملها
مالك ضحك: هو الواد ده مغلبك قوى كده ؟ مانا عارف دماغه شمال
اللوا مدحت هز راسه بهزار: لا شمال على مين ده انا اكسرهاله
فهد متضايق من شكل علاقتهم بعدها بص للوا مدحت كإنه إنتبه: انت اصلا مكنتش عايزنى اطلع المآموريه دى
اللوا مدحت كشّر: انت فاكر كويس قبلها انت كنت ازاى و انا قولتلك ايه
مالك حاول يفسر شفرة كلامهم و فهد بصّله نظره اخيره قبل ما يمشى: انت عرفت ازاى إنى هنا ؟

مالك إتوتر للحظات: ملكش فيه و لا فاكرنى هغلب ف بتروح فين و تيحى منين ؟
فهد ضحك شبه ضحكه بتريقه و حلم إنتبهت لمالك اللى مجاوبش على سؤاله او جاوب بغموض ..
مالك شاورله على عربيته: طب اطلع هوصّلك
فهد معرفش يعترض و مالك مدهوش فرصه و ركبوا ..
مالك فتحله الباب جمبه و غمز لحلم و فتحلها ورا و هى نوعا فهمت و تقبلت و ركبت ورا ..

فهد إتردد شويه بس الحركه عجبته او راضت غروره و ركب و مالك خدهم و مشيوا ..
الصمت مغطى ع الموقف و محدش فيهم بيحاول يقطعه و كل واحد ف افكاره الخاصه .. حلم بتراقب نظراتهم لبعض و شايفه غموض غريب بيقول ان الاتنين دول اقرب و ابعد ما يمكن عن بعض ..
فهد صمم ينزل: نزّلنى هنا
مالك إستغرب و حاول يماطل عشان يفضلوا سوا و لو شويه مؤقته: انزّلك هنا فين ؟ انت تعبان و محتاج ترتاح .. ايه اللى هيوديك شغلك ؟

فهد رد بزهق بطريقه متقبلش المعارضه: مش انت اللى هتحددلى انا محتاج ايه و مش محتاج ايه ( بص على حلم من المرايه بغيظ ) خليك ف حالك
مالك بص لمكان ما بيبص بس على حلم نفسها مش المرايه و إبتسم: طب ما انا معاك ف حالى بردوا
فهد كشّر وشه و لسه هيتكلم حلم سبقته و هزّرت: ايه ده هى هتبتدى بالغيره ؟ من اولها كده ؟ احنا لسه بنقول يا هادى.

فهد مش عايز يرد بس حالة عدم الفهم اللى هو فيها واخده عقله ف بيتكلم من غير تفكير: إولعوا ف بعض
مالك الكلمه ضايقته بس مبيّنش و حلم ضربت الكرسى بتاعه من ورا برجليها بغيظ: هى دى مبروك اللى بتقولهالنا ؟ ده بدل ماتدعيلنا بتدعى علينا ؟
فهد إستغرب ردها و يقولهم مبروك على ايه و بينقل نظراته بينها و بين مالك اللى بيبصّلها من المرايه قوى كإنه بيحذرها تتكلم و هى إندفعت: يعنى الناس الداخله ع الجواز بيتدعيلهم دعوه حلوه و انا يتدعيلى اولع ؟ لا يا عم مش لاعبه.

مالك عايز يخنقها و مكنش حابب فهد يعرف بالطريقه دى .. صدفه .. و منها مش منه .. كان عايز خطوه زى دى مرتبلها تقرّبهم بس الواضح ان القدر إستكترها ..
فهد فهم كلامها و برغم ان نظرته كانت كلها عتاب بس كانت قدامه ف الولا حاجه: لايقين على بعض و الله
مالك حاول يبرر: الموضوع جه بسرعه و كل حاجه جات ورا بعضها ملحقتش ارتبله و نتكلم فيه سوا .. يمكن كان إنهارده بس
فهد مردش و دوّر وشه و مش عارف مالك بيردهاله و لا كده اللى بينهم خلص و مالك متغاظ إنه كل ما يجى يبنى يهد ..

بص لحلم و عض شفايفه: هوصّلك الاول ع البيت
فهد إعترض بعينيه إعتراض صامت و مالك رد بعينيه بردوا رد صامت بعد ما السور اللى بينهم عِلى اكتر و كإنهم لو إتكلموا مش هيسمعوا بعض ..
مالك وصّلها قريب من بيتها و هى نزلت: زى ما إتفقت مع روفيدا هنتقابل اخر الاسبوع
فهد رسم على وشه إبتسامه مستفزه و هى ضحكت: انا اخدت رقمها خلاص هنرتب و نبلغكم
مالك ضحك و غمزلها و هى مشيت شويه و مالك كان متابعها بعينيه لحد ما دخلت و مشى ..
فهد: انت ليه مدخّلنهاش ؟ او ع الاقل موصّلتهاش لبيتها ؟ و اوعى تقولى عشانى
مالك كان هيجاوب بس سبق إجابته بسؤال: و ليه مش عشانك ؟

فهد رمى كلامه بقصد: لإنك معندكش إستعداد تعمل حاجه عشانى حتى لو لصالحك ف مش هترفض اللى ف صالحك عشانى
مالك فاق من جملته الطويله دى مش عارف يزعل منه و لا لاء و لا يرد عليها بأيه .. لاء هو مش اد إنه يدخل ف متاهة اسئله سؤال يشد سؤال و مش عارف الحوار هيخلص على ايه ف إتجاهل الكلام و رجع لأول سؤال: ماشى يا عم مش عشانك .. عشان مش هينفع .. عمها رخم و إبنه ارخم و هى عايشه معاهم و لو وصّلتها لعندهم هدخل ف موال مش هخلص منه
فهد: هى خطيبتك
مالك صحح كلامه او كلامها: لاء لسه مش خطيبتى .. انت فاكر إنى ممكن اخد خطوه زى دى من غيرك ؟ انا ليا مين غيرك يا فهد ؟ اخويا و صاحبى و إبنى كمان .. مش انت اللى كنت بتقول عنى أبوك ؟ اهو انا اللى بقيت بعتبرك أبويا.

فهد الكلام حبس على لسانه الرد اللى كان هيرده و سكت و مالك كمان سكت و كمّل بيه الطريق لحد ما وقف و فهد إنتبه و وشه إتغير ..
مالك معرفش يبتسم حتى و فتح و نزل و اخده و دخلوا عند مقابرهم .. عند الحبايب اللى فارقوا .. أبوهم و أمهم ..
يمكن هما بس اللى قادرين يدوّبوا الجليد ده بينهم ..
الاتنين دخلوا بصمت قعدوا قدام نفس القبر و قرأوا الفاتحه نفس الكلام لنفس الاشخاص و خرجوا من غير و لا كلمه كل واحد خد طريق كإن الكلام خلص مثلا ..

تانى يوم حلم راحت لمالك المجموعه و عرفت إنه مش هناك و مش عارفه توصله بس ف لحظه إفتكرت إنها وصّلته قبل كده على بيته ف راحتله ..
مالك كان نايم و جرس الباب رن كتير و اللى ع الباب مصمم فقام بنوم فتح و شافها و غصب عنه إترسمت على وشه إبتسامه بطعم النوم خطفت الحلم و مش عارف هو لسه نايم و ده حلم و لا صحى و بردوا حلم ..
شافها ب إبتسامتها و راكنه ضهرها على جنب من الباب و مكتفه إيديها وراها: صبّح صبّح
مالك تنّح اوى و هى هنا انفجرت ف الضحك من شكله و هو ضحك معاها و فتحلها سكه تدخل: رجلك هتاخد على هنا و لا ايه ؟
حلم بتتفرج ع الشقه حواليها: عندك مانع ؟

مالك قفل و ساند ع الباب و متابعها: لا بس خير .. انا متعود اصحى من الحلم مش عليه
حلم ضحكت و قدّمت منه خطوات قعدت على ترابيزة السفره اللى كانت بينهم و هو قدّم باقى الخطوات و قعد على كرسى السفره اللى قصد قعدتها ..
حلم قاعده ع التربيزه قصاده: لا عادى بس روحتلك المجموعه ملقتكش ف جيت اشوف ناموسيتك الفوشيا
مالك بصّلها بطرف عينيه: هاا إرغى
حلم قعدت تتكلم ف اى حاجه بشكل عشوائى و مالك بيسمعها و نوعا ما مستمتع و وجودها هنا ف شقته او بمعنى اصح وحدته و معاه و شكل قعدتهم سوا فتح قدامه امنيات كتير و إتمنى و إتمنى بس بسرعه قفل باب الامنيات مش وقته ..
حلم حاولت تفتح الحوار: انتوا روّحتوا امبارح انت و فهد بعد ما سيبتكم ؟

مالك وشه إتغيّر: مفيش زورنا حبايبنا
حلم للحظه مفهمتش: حبايبكم ؟
مالك إختصر الرد: أبويا و امى
حلم فهمت و سكتت شويه مش عارفه تسأل سؤالها بأنهى صيغه: ايه اللى بينك و بين فهد ؟
مالك سند كوعه ع الترابيزه و مشّى إيده على وشه و بيدوّر جواه على إجابه ينفع تتقال بس رده طلع لوحده من غير تفكير او تزييف: مفيش .. القدر بس بعدنا ف وقت كان من مصلحتنا نبقى فيه قريبين و اهو بيحاول يقرّبنا بس ف وقت من مصلحتنا نكون فيه بعاد.

حلم راجعت جملته كلمه كلمه و بتلقائيه كملت سؤالها او وضحته: طب ليه مع بعض كده ؟ ليه بعيد عن بعض ف الوقت اللى المفروض ملكوش فيه غير بعض ؟ ليه كل واحد فيكوا ف سكه ؟ و مين فيكوا اللى إنعزل و غيّر سكته ؟ انتوا اخوات و المفروض كنتوا سكه واحده و ف بيت واحد .. ده انتوا حتى شغل واحد و ظباط زى بعض
مالك كلمه ظباط غيّرت ملامحه او جمّدتها و عينيه ظهر فيهم قهر إترجم ف دمعه غريبه وقفت على طرف جفنه لا راضيه تنزل و لا عارفه ترجع ..

حلم معرفتش تسحب كلمتها و لا حتى تزوّقها: قصدى يعنى طبيعة شغلكوا بتبرمج دماغكم على نمط معين ف المفروض تفكيركم متشابه
مالك مش عارف يجاوبها ازاى بس اختار جزء من الحقيقه ممكن يناسب سؤالها: فهد بيعتبرنى المسئول عن موت أبويا و آمى و من يومها بقيت ف نظره المجرم
حلم إنتبهت لكلامه و بتفتح حوار بأسألتها من غير ما تاخد بالها إنها كده بتفتح جرح او جروح كتير: ازاى يعنى ؟ انت دخلك ايه ؟
مالك حاول يختصر على قد ما يقدر ف لخّص إجابته ف جمله واحده و بيدعى إنها تسكت او تحس باللى بيحصل جواه دلوقت: كنت ف مهمه و فشلت و كان تمن الفشل ده اللى لازم ادفعه هو حياتهم يبقى انا المسئول و لا لاء !

حلم عقلها فكّرها بأول لقا بينهم و ان الرائد محمد قالها إن مالك كان ف مهمه و فشل و خليل اللى خسّرهاله اما طلع عليه برجالته إشتبكوا بيحسبوه واحد من المطاريد ميعرفوش إنه ظابط ف مهمه ( و ده كان عشان يسبكوا خروجه ) و إفتكرت كلام أمنيه إنه مرضيش يسيبها لوحدها و يتخلى عنها ف وقعوا و إفتكرت قتله لخليل و دلوقت بيقول موت أبوه و أمه .. إفتكرت لقطات كتير قوى بس معرفتش تربط حاجه بالتانيه و حسّت ان فى حلقه مفقوده ف عايزه تسمع تفاصيل: مهمة ايه ؟ و ايه علاقتها بأمك و أبوك ؟ هى دى اللى كان فيها خليل ؟

مالك عاد نفس رده تانى من غير إضافات كإنه عايز يقولها إن كل دى جروح مش اسأله و كل سؤال إجابته بجرح هو مش حِمل يتفتح تانى: عادى مهمهه و فشلت و دفعت تمن الفشل ده
حلم فهمت إنه مش عايز يتكلم بس مش عارفه تتخلص من فضولها او السؤال ده بالذات: هى دى المهمه اللى امنيه قالت عنها خسرتها بسببها ؟
مالك هز راسه من غير ما يتكلم و قام إبتدى يعمل قهوه كإنه بيعلن نهاية الحوار ..
حلم سكتت كتير و تقبّلت ده بس رمت اخر سؤال: هو انت عرفت منين ان فهد كان ف المستشفى امبارح ؟
مالك هيتكلم فهى وضحت: قصدى إنه كان مستغرب و سألك
مالك رد بإجابه فيها جزء من الحقيقه: من الحراسه .. انا حاطط عليه حراسه و اما بيبقى هو ف مشكله او حاجه زى دى بيبلغونى
حلم إستغربت: حراسه ؟ طب ليه ؟

مالك ملامحه بهتت قوى: شغلنا ده صعب و الطرى قوى فيه ممكن يتفعص و الناشف قوى ممكن يتكسر .. خايف عليه مش اكتر .. انا بين يوم و ليله خسرت شغلى و كل اللى عملته له بسبب لحظة ضعف ف مش عايزُه ضعيف و عشان ميبقاش ضعيف لازم ابقى ف ضهره عشان اى وقعه زى اللى انا وقعتها إيدى تقوّمه من تانى او ع الاقل تسنده ف ميتكسرش ف وقعته دى
حلم حسّت بصدق غريب من عينيه او يمكن من الدمعه اللى جوه عينيه و إستغبت فهد إنه ف يوم شك فيه .. ده حتى لو غلط كان اولى يبقى جنبه مش قصاده: طب ليه مقولتلوش ؟ شكله ميعرفش
مالك ضحك بوجع: لو عندى شك ف إنه هيفهم اللى قولتهولك كنت قولتله.

حلم معرفتش ترد و نفسها تقوله على مية حاجه و حاجه منهم باسبوره اللى مفهوش فيزا سفر زى ما فهد قالها و فهد اللى المسجون إتهرّب منه و اللى هرّبه خدره ف نفس الوقت اللى هى شمت مخدر على كوفية مالك و و و
مش عارفه او متردده .. ف إيديها حلقات كتير و مش عارفه توصّلهم ببعض .. مش عارفه اذا كان فى حلقه مفقوده فعلا عشان كل ده يوصل ببعض و يعملها حلقه كامله بالحقيقه و لا هيعملولها حلقه مفرغه و تلف فيها ع الفاضى ..

حلم بصوت ملغبط: اوعى تخبّى عليا حاجه يا مالك .. لو فى حاجه مخبيها و خايف من نتيجتها قولها .. ايا كانت هى و ايا كانت نتيجتها مهما كانت قولها دلوقت
مالك حاول يهرب بعينيه و هى بهدوء رجّعت وشه تانى ف وشها: اى حاجه .. اى حاجه يا مالك قولها دلوقت .. بس تكون صدق
قول و متخافش .. قول اى سبب للغبطه دى .. قول إنك فعلا مخبى حاجه بس مش غلط .. قول إنك توهت من سكتك شويه ف زحمة اللغبطه اللى حصلت ف الفتره الاخيره و إتفتحت قدامك الف سكه و سكه بس فضلت مكانك .. قول حتى إنك مشيت بس رجعت لنفسك من تانى ..
قول اى حاجه يا مالك بلاش الغموض ده .. السكوت مش هيحل و لا يربط و لا هينفعك .. بس دلوقت .. قول دلووقت عشان اقدر القالك حل و الاهم القالك عذر .. إلتمس لاخيك سبعين عذر .. اخيك ف مابالك حبيبك ؟ قول بس دلوووووقت.

مالك مش عارف يقول ايه و حتى لو عارف ف معندوش استعداد يقول دلوقت .. دلوقت خلاص معدش ينفع ..
بس قرر يوضحلها جزء حقيقى من الصوره: انا مخبيتش عليكى حاجه من حقك تعرفيها
حلم بتحذير: انا من حقى كل حاجه تخصك .. قبلى او بعدى او معايا .. اى حاجه حاجه تخصك ملكى .. انت كلك على بعضك ملكى بما يخصك .. اللى بيحب بجد بيملّك حبيبه حتى انفاسه و بيصارحه .. بيشاركه حتى ف الغلط .. طول الوقت تعاملاته مع حبيبه بتبقى زى التعاملات بين قلبه و عقله .. مهما إختلف الاتنين جواه مع بعض مبينفصلوش .. مبيعرفوش اصلا .. و زى ما هم مبيعرفوش ينفصلوا مهما إختلفوا مبيعرفوش بردوا يداروا عن بعض حاجه .. عمرك عقلك فكر ف حاجه من غير ما قلبك يحس بيها و يكون عارفها ؟ حتى لو مش هيشارك بقرار ؟ و لا عمر قلبك حس بحاجه قبل ما عقلك يكون عارفها ؟

مالك ساكت تماما و مش عارف عشان خايف من تأثير اى حاجه هتتقال عليها و لا عشان هو غلط من الاول اما خبّى ..
بس اللى عارفُه ان كلامها اصح من إنه يترد عليه: مفيش حاجه صدقينى من اللى ف تفكيرك .. مفيش حاجه .. مفيييش
حلم: ياريت
مالك غمض عينيه و عايز يصرخ يمكن تحس بألمه
حلم اخدت نَفس طويل و خرّجته مره واحده: قبل ما اسألك كان اى حاجه عندك إسمها مخبيها لكن بمجرد ما سألتك و قولت مفيش كده لو فى يبقا بتكدب .. يبقا مبقاش إسمها سر بقى إسمها كدب و حب و كدب مايعشيوش مع بعض .. سككهم مش واحده و لا عمرها هتبقى واحده و لا عمرها هتتقابل ..
مالك: إطمنى يا حلم
حلم: المهم تكون انت متطمن ..

سكتوا للحظات كإنهم بياخدوا هدنه .. بعدها عملوا قهوه و شربوها و قعدوا كتير و إتكلموا ف حاجات اكتر لحد ما مالك بصّلها: مش ناويه تتكلى و تعتقينى من شغل المحاميين ده و تسيبينى اكمّل نوم ؟
حلم ضربته ف رجله بهزار و هو ردّهالها: لاء نوم ايه تانى ؟ و تشوف حلم غيرى ؟
مالك عينيه لمعت و إتكلم بعفويه: انا اقدر ؟ عينيا اللى هتشوفه غيرك هتعتبره سراب مش حلم و انا متعودتش امشى ورا سراب
حلم إبتسمت قوى على رده اللى عجبها و هو وقف: طب بما إنك حالفه ما تعتقينى اقوم البس و انزل بقا اشوف اللى ورايا
حلم: خلينا شويه.

مالك إبتسم بهزار: عم شوشو مش هيرحمنى و زمانه جاى و انا الصراحه لو معرفتش اسيطر عليه معرفش ايه اللى هيحصل
حلم ضحكت قوى و مالك ضحك معاها و دخل يلبس ..
موبايلها رن و شافته لقت أمها ف محبتش ترد بس رن كذا مره و فهمت إنها مضطره ترد بس هنا الشقه محكومه و مش ضامنه الحوار بينهم شكله ايه ف حبت ترد برا ..

ندهت على مالك: ماالك هسبقك على تحت لحد ما تخلّص و إنزلى اكون رديت على ماما
مالك فهمها: حاضر
حلم خدت موبايلها و خرجت من الشقه خالص و فتحت على أمها اللى كانت بتزعق و بس: للدرجادى ؟ وصلت بيكى لدرجة تروحيله البيت ؟
حلم بغيظ: طبعا انا مش هسألك عرفتى منين عشان الاجابه واضحه
أمها بتزعق و بس: بتتحدينا هاا ؟ عِند هو ؟ طب عِند على عِندك الحوار ده هيتقفل او خلاص إتقفل و مش هيحصل فيه خطوه واحده و ورينى هتعملى ايه تانى
حلم حاولت تهدّى الجو مش عايزه تعاند عشان الخساره هنا هتقع عليها هى و بس: يا ماما بس.

أمها بصوت اعلى: و لا هتعملى ايه تانى ؟ هى فيها تانى ؟ مبيات عنده و حصل و جايبينك زى الملفوفه بملايه تداريكى و ياريتها ملايه يا شيخه كنت قولت غصب عنك او إنشالله غصبك الا بهدومه .. يعنى بمزاجك .. و دلوقت رايحاله تانى و برجليكى و لبيته
حلم إتغاظت من سلسلة الاتهامات دى: ماما ممكن نأجل الكلام لحد ما اروّح ؟
أمها إتنرفزت من برودها: خليكى ورا دماغك بس ف الاخر مش هتوديكى لحاجه انا مش عايزاها ف بقولك عشان متضيعيش وقتك
حلم قفلت معاها و نفخت بغيظ .. كانت ناقصه هى حرب ف جهه تانيه ؟ و مع اهلها ؟ مش عارفه حروبها هتخلص امتى ؟
دى حاربت أخوه و شكوكها و ظنها و حاربته هو نفسه لحد ما إستسلم ..

كانت خرجت من شقته و نزلت لأخر البيت من تحته .. البيت كان عباره عن تلات ادوار و شقته ف النص و تحته الشقه اللى كانت لأبوه و أمه و فوقه شقه لفهد و قدامه جنينه صغيره و بوابه قافله على كل ده ..
نزلت و هى بتتكلم ف الموبايل و قفلت و فضلت تتمشى ف الجنينه بضيق و قطع تفكيرها باب البدروم اللى عينيها جات عليه و هى بتتحرك ..
راحت عليه بفضول و قبل ما تتحرك خطوه لمحت من الضى اللى باين من تحته حاجه بصتلها قوى بتردد و إيديها بتتقدم و تتأخر تفتحه لحد ما زقته إتفتح ف نفس اللحظه اللى مالك كان نازل فيها ..
مالك كان نازل و لمحها قدام باب البدروم و بتدقق ف حاجه قوى و حاول يسرّع خطواته ناحيتها بس إيديها سبقت رجله و فتحت الباب و إتسمّرت مكانها من المنظر ..

مالك وراها حط إيده على وشه بعنف و بيحرّكها قوى و بيفكر ف إجابة سؤالها اللى لسه مسألتهوش ..
و هى قدامه بتنقل نظراتها بينه و بين منظر البدروم و اللى جواه و شاورت على جواه و معرفتش تنطق بس المفروض يجاوب و الاتنين بصّوا لبعض ف نظره جواها بحور أمل ف عين كل واحد فيهم بس لكل واحد سببه ..
مالك سكت كتير و إتمنى لو من حقه يعلن إستسلامه بقا .. خلاص تعب ف بصّلها و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة