قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والعشرون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والعشرون

حلم نزلت من شقة مالك و هى بتتكلم ف الموبايل و قفلت و فضلت تتمشى ف الجنينه بضيق و قطع تفكيرها باب البدروم اللى عينيها جات عليه و هى بتتحرك ..
راحت عليه بفضول و قبل ما تتحرك خطوه لمحت من الضى اللى باين من تحته بقعة دم كبيره قوى ناشفه و حواليها كذا بقعه .. بصتلها قوى بتردد و إيديها بتتقدم و تتأخر تفتح الباب لحد ما زقته إتفتح ف نفس اللحظه اللى مالك كان نازل فيها ..

مالك كان نازل و لمحها قدام باب البدروم و بتدقق ف حاجه قوى و حاول يسرّع خطواته ناحيتها بس إيديها سبقت رجله و فتحت الباب و إتسمّرت مكانها من المنظر ..
مالك وراها حط إيده على وشه بعنف و بيحرّكها قوى و بيفكر ف إجابة سؤالها اللى لسه مسألتهوش ..
و هى قدامه بتنقل نظراتها بينه و بين منظر البدروم و اللى اول ما فتحته إتفاجئت جواه بأنابيب غاز كتير قوى بشكل إستغربته ..
شاورت عليهم و معرفتش تنطق بس المفروض يجاوب و الاتنين بصّوا لبعض ف نظره مُبهمه ..

مالك نزل راح عليها لف دراعه حواليها و شد الباب بعد ما عينيها لفّت المكان و شافت ملامحه و بصّلها كتير بتردد: دى الذكرى اللى فاضله من أبويا و أمى
حلم مش عارفه تربط الكلام ببعضه .. ايه علاقة الدم الكتير الناشف ع الارض ده بالأنابيب و ايه علاقة الاتنين بأبوه و أمه ف بصتله كتير و متردده تسأل: ذكرى ؟ قصدك دى حاجتهم ؟

مالك عايز يقفل الحوار او الذكرى اللى هتيجى من الحوار و حمد ربنا إنه نقل عزّام من هنا خالص و إلا كان هيبقى فى الاسئله اللى مالهاش اجابه: تقريبا .. تقريبا كده
قفل الباب و إتحرك بيها خرج و هى مشيت معاه و جواها اسئله كتير و ادى علامة إستفهام جديده إنضافت جواها .. حاولت تفهم او تتوقع بس مقدرتش توصل لحاجه اكتر من إن الدم ده ممكن يكون دم أبوه و أمه بما إنه قالها خسرهم بسبب شغله ..

حاسه إنها معاه ف متاهه مش علاقه و عايزه تاخد قرار تخرج من المتاهه دى بس قرارها و مجرد تفكيرها ده و قلقها إتبخروا اول ما بصّت ف عينيه و حست جواهم بصدق غرقان ف كومة وجع .. حتى لو مش هيتكلم هتسمع سكوته و لو معندوش غير السكوت و الغموض ف هتشاركه فيهم ..
مالك حاول يخطفها من مجرد التفكير: مقولتليش عملتى ايه معاهم ف البيت ؟

حلم حاولت تطمنه: متشغلش بالك هياخدوا وقتهم و يتقبّلوا اختيارى
مالك سكت شويه: هتعدّى ان شاء الله
حلم إبتسمت: المهم تعدّى بينا مش علينا .. تعدّى و احنا إيدينا ف بعض
مالك بيتمنى تفهمه: ينفع اوصّلك دلوقت و هنبقى نتقابل تانى
حلم لهجته بس اقنعتها: ماشى
اخدها ع البيت بعدها راح مشوار بتردد خلّص و راح ع المجموعه .. دخل غرفته بإرهاق .. لمحات حلم معاه بتغطى على الاوضه .. مش شايف غيرها .. صورتها ف كل حاجه بتقابله ف وشه كإنها إمتلكتها او يمكن إمتلكته هو .. بيمسك كل حاجه لمستها ..
صفوت إتصل بيه: مالك انت فين ؟ مش عارف اوصلك من امبارح ؟

مالك كل حاجه بتخنقه ف ده مخلى صوته بيطلع بالعافيه: مفيش انا ف المجموعه
صفوت إتردد شويه: طب اجيلك ؟
مالك: انت رجلك هتاخد على هنا و لا ايه ؟
صفوت: طب عايزك .. فى عمليه جديده هى المفروض يقوملى بيها عادل بس هو حاليا خطر علينا و على نفسه حتى .. و بصراحه الحركه دى محتاجاك انت
مالك حاسس إنها بقت تفرق معاه و معدتش تفرق .. مش عارف بس عايز يرفض: انا قولتلك باقى شغلك يخصك
صفوت حاول يقنعه: إعتبرها إستثنائيه او حاجه مؤقته لحد ما اتصّرف
مالك: عايز ايه ؟

صفوت: هى عموما حاجه بسيطه بالنسبالك مش هتاخد وقت و اعتقد و لا مجهود
مالك: خلاص إجهز و كلمنى
صفوت إبتدى يشرحله هو عايز ايه بالظبط و مالك مش عارف ينطق و حاسس إنه فعلا غرق او بيغرق و لازم إيد تتمدله عشان يعرف يطلع ..

حلم روّحت البيت و اول ما دخلت أمها قابلتها و من شكلها مستنياها ..
أمها وقفت قصادها و ربّعت إيديها بغضب: كنتى فين ؟
حلم بصّت لمروان وراها و رجعت بصتلها بتريقه او برود: اعتقد إنك جالك تقرير عنى و اما كلمتينى كنتى عارفه ف مفيش داعى لسؤالك لإنك اكيد عارفانى مبكدبش
أمها إتكلمت بغضب مش عارفه تقول ايه و لا ايه: يا بجاحتك يا شيخه ؟ ده انتى لو كدبتى كنت حسيت إنك باقيه على حد و عذرتك
حلم حاولت تكون بارده: و انتى من امتى بتعذرينى ؟ من امتى بتحسى اصلا بيا ؟

أمها لسه هتتكلم حلم لمحت عمها نازل فبصتله و هى بتكلم أمها: بعدين ابقى عليكى ازاى يعنى اذا كنتى انتى باقيه على كل حاجه إلا انا
أمها شدتها و حدفتها ع الانتريه و قعدت قصادها: متاخدنيش ف سكة كلام بعيده عن اللى عايزه اعرفه
حلم بهدوء: و عايزه تعرفى ايه بقا ؟

أمها مش عارفه تتكلم براحه بتزعق او تقريبا بتأمر و بس و ده غالبا شكل الحوار بينهم اللى دايما شبه مفقود: انتى هتقطعى علاقتك بالزفت ده و إلا
حلم قاطعتها: و إلا ايه بقا ؟ هتعملى ايه ؟ او بمعنى اصح هتعملوا ايه ؟ ماهو اكيد مش هتعملى بنفسك .. بس فاضل ايه تانى لسه متعملش ؟ مجموعته و ولعتوا فيها و لولا انا او بمعنى اصح لولا إنه محترم كان زمان البيه ف داهيه .. و فضيحه و فضحتونا و انتى عارفه و متأكده إنى ماليش ف الشمال ايا كان
أمها لهجتها بتهدى بس بردوا لسه منفعله: و اما ملكيش ف الشمال إشمعنى ده ؟ ده كله على بعضه شمال
حلم ردت بثقه هى نفسها مستغرباها: مش مالك يا ماما .. مالك عمره ما كان شمال و لا له فيه .. ابداا.

أمها خدت طريق تانى غير الزعيق عشان تقنعها: يا بنتى ده ظابط .. كاان ظابط .. يعنى عنده إستعداد يغير ف صوته و شكله و مظهره و عينيه و كل حاجه .. كل حاجه عنده إستعداد يغيرها و ببساطه حتى انتى .. كانوا معلمينه و مدربينه يعمل الحاجه و عكسها ف نفس الوقت .. متعلم ازاى يقنعك بالحاجه و ممكن بردوا يقنعك بنقيضها ..
حلم ردت بكلام لسانها نطقه لوحده من غير ما يشارك عقلها او حتى قلبها: مالك من النوع اللى معندوش ظاهر و باطن .. شفاف جدا على فكره و تلقائى و عيونه بتنطق بأى حاجه مهما خباها.

أمها لهجتها بتتموّج بين الانفعال و الهدوء بس لسه عايزه تكمّل الحوار و تشوف هياخدهم لفين: و ايش عرّفك إنه مش بيكذب عليكى ؟ هاا ؟ ده اول حاجه بيعلموهالهم الكدب ..حتى عينيه دى سهل يرسملك فيهم اللى عايز يوصّلهولك و من غير مجهود و لا كلام .. مجرد بس شطاره و يقدر يخليكى تقرى فيهم اللى عايز يقولهولك و انتى تفتكريها شطاره منك و هتصدقيها عشان حاسه إنك عملتى مجهود عشان توصللها و عشان منطقهاش بس يوم ما هتكتشفى عكس ده ابسط حاجه هيقولهالك انا مقولتلكيش ده إخبطى دماغك ف الحيط و متولوميش إلا عينيكى اللى شافتنى حلو لمجرد إنها عايزه ده.

حلم قلبها إتوتر و عقلها عاد عليها نفس الجمله على لسان مالك و رغم ده لسه ماسكه ف الحبل اللى ما بينهم: و الله لو هو كده مكنش ده بقا حاله
أمها صبرها بيخلص بس بردوا لازم تكسر ثقتها دى او حتى تشرخها عشان توصّلها لإنها تعيد التفكير: و ايه هو بقا ده حاله ؟
حلم ردت من غير ما تفكر: مكنش خسر شغله .. مكنش خسر بيته ...مكنش خسر أهله أمه و أبوه و حتى أخوه .. لو هو بالمكر ده مكنش خسر ده كله
أمها بصتلها بذهول: و لسه باقيه عليه ؟ ده واحد عمّال يخسر مره ورا مره و اخرته هيخسرك زى اى حاجه من اللى قولتيها دول و لسه باقيه عليه ؟ تطلعى انتى ايه جنب آهله ؟

حلم قفلت باب عقلها نهائى من اول النقاش: حتى لو ده حصل ف انا اللى هتحمّل نتيجه الخساره دى مش انتوا
أمها مش لاقيه حاجه تقولها بس لازم تجاريها: ع الاقل فين اهله دول ؟ خسرهم ازاى ؟ ليه لوحده ؟
حلم إترددت تتكلم بس لازم ترد: مامته و باباه ماتوا
أمها بصّت لجوزها اللى قاعد متابع الحوار بصمت و هو شايفُه بياخد مجراه اللى لو كان هو اللى بيكلمها كان هيبقى نفس المجرى: الاتنين ميتين ؟
حلم بصتلها بإستغراب: ايه مبتحصلش ؟

أمها كان عندها خلفيه عن الموضوع من جوزها اللى سأل عن مالك بس عايزه تسمعها منها او يمكن عايزاها هى تسمع نفسها و هى بتقول: ايوه ماتوا ازاى يعنى ؟
حلم إتضايقت و بترد لمجرد تخلص من الحوار ده: كان ف مهمه و الناس اللى قصاده أذوه فيهم
أمها بصتلها بذهول: قصدك فشل ف شغله و هما دفعوا الحساب ..
حلم نفخت من الكلام اللى بيجر بعضه: ده نصيب .. هما عمرهم كده .. يعنى لو حتى مكنش ف مهمه و لا لو مكنش ظابط خالص مكنوش هيموتوا ؟
أمها مصرّه على نظرتها للموضوع: ده واحد فشل ف مهمته يعنى ف شغله اللى متدرب عليه خمسين الف مره قبل ما يمسكه .. هيفلح معاكى انتى ؟ ده انتى مش عارفه تقوليلى حاجه عِدله عنه .. غير الفشل و الخساره ...مش خايفه ؟

حلم وقفت تعلن نهاية الحوار: لا مش خايفه .. مش خايفه ابدا بالعكس عمرى ما حسيت بأمان غير معاه .. عمرى ما حسيت بوجودى اصلا غير معاه .. كفايه ان حياتى عنده قدام اى اختيار تانى بتبقى هى إختياره مهما كان المقابل حتى لو حياته هو .. انا لأكتر من مره القدر يحدفه ف سكتى هموت و يرمى نفسه ف سكتى لمجرد إنه ميخسرنيش و ده عندى كفايه.

حلم سابتهم و طلعت أوضتها و أمها كلمتها و هى طالعه: بس مش كفايه عندى انا .. مش كفايه ابدا
حلم لفّت وشها ليها ببرود: انا اللى هتجوزه مش انتى على فكره
أمها إتغاظت من برودها و هى سابتها و طلعت تاخد هدنه مع نفسها تهدى من الثوره اللى حصلت ف عقلها دى ..

عند فهد قاعد بتوتر و بيهز رجله بعصبيه مبالغه ..
اللوا مدحت كان موجود معاه و كذا رُتبه و حد كبير و إتفتح تحقيق معاه ف اللى حصل ..
فهد بحده: انتوا كده بتشككوا فيا و ف سُمعتى و ده شئ انا مش هقبل بيه
اللوا مدحت وقف راح جنبه: يا فهد إفهم، اللى حصل ده مبهم و مش مفهوم و لا واضح خاصة ان محدش فيكم إتصاب لا انت و لا القوه ف لازم يتحقق معاك غير إن كده كده كان لازم يبقى في تحقيق.

فهد وقف و زعّق: افهم ايه ؟ انتوا بتتهمونى يا سيادة اللوا و بشكل مباشر لمجرد إنى متآذتش .. كان لازم امووت عشان اطلع برئ ؟ انا مش خاين و هخون لمصلحة مين اصلا ؟ انا وقفت قصد المحاميه لمجرد بتدافع عن واحد مشكوك فيه إنه له يد ف الموضوع او على علاقه يقوم ههرّب صاحب الموضوع نفسه ؟
اللوا مدح سكت شويه و واحد من المحققين اللى معاه رد: عموما المتهم برئ حتى تثبت إدانته و احنا هنبعت حد يعاين المكان بالظبط و يشوف ملابسات الحادث و تفاصيله و ساعتها نعرف اذا كنت برئ من اللى حصل و لا متورط .. بس عشان تبقى عارف لو التحريات اثبتت إنك متورط انت اللى هتبقى خسران سُمعتك و شغلك و كل حاجه.

فهد بصّله قوى بشرود ! شغله ! يخسر شغله و سُمعته ! عشان شغل فشل فيه ! و لحد ما يثبتوا إذا كان متورط و لا لاء ! يعنى لو حد ورّطه او القدر ما اسعفهوش هيخسر شغله و سُمعته فعلا !
شئ خفى رسم صورة مالك قدامه و كل اللغبطه اللى حصلت معاه و إنه ف يوم و ليله خسر دول فعلا ! ياترى كان فعلا متهم برئ لحد ما لقى حد ورّط إدانته ! و لا كان متهم متورّط فعلا !

عقله كان إبتدى يحطله اعذار و يرسمله منحنيات تانيه للموضوع و يشوفه بنظره تانيه لحد ما فجأه ظهر قدامه شبح اللى حصل معاه ف المأموريه و شكوكه ف مالك و هنا قفل عقله تماما بمنتهى الجمود ..
سمحوله يمشى على ذمة التحقيق .. فهد نزل راح المكان اللى حصله فيه اللى حصل هو و القوه .. حاول يوصل لأى حاجه ..
حاول يوصل لأى كاميرات ف المنطقه بس مفيش خالص .. مش كمان موجوده و متعطله لاء ده مفيش .. الطريق كان جانبى و مقطوع و معلهوش اى محلات او ناس او حد ..

إفتكر العربيات اللى كانت راكنه ع الطريق وقتها و اللى اكيد لها دور او اللى عمل كده كان راكنها يتدارى فيها .. حاول يوصل لاقرب لجنة مرور ع الطريق بس الحظ مساعدهوش لإن اقرب لجنه كانت بعيده جدا عن المكان ده ..
بس قابل ظابط المرور هناك: عايز كشف بكل تفاصيل اليوم امبارح .. كل نمله عدّت سواء راحت او جات
الظابط إداله الكشف و فهد بيبص فيه بتركيز و توهان ف نفس الوقت .. اللجنه بعيده عن مكان الحادثه ف مش اى عربيه عدّت من اللجنه هيكون لها علاقه ف ممكن تكون حودت طريق تانى ف المسافه دى ف مش هيعرف يثبت اى حاجه على اى عربيه عدّت ثم ان معهوش اصلا اى مواصفات للعربيات اللى كانت موجوده
الظابط سأله: فى حاجه معينه ؟ يعنى معاك مواصفات عربيه ؟ رقمها ؟ شكلها حتى ؟

فهد كشّر لإنه ببساطه ميعرفش و الظابط فهمه و حاول يدوّر معاه على حل: طب شاكك ف حد معين مثلا ؟ تكون الكاميرات للجنه لقطته او عربيه معينه
فهد رد على طول من غير ما يفكر: اه ثوانى
طلع موبايله و إداله مواصفات عربية مالك و رقمها من صورتها و الظابط بصّلها حفظ شكلها: له سوابق ده ؟ قصدى له مخالفات معاك ؟
فهد إتخنق من اسألته الكتير: ما تنجز تشوف شغلك
الظابط: قصدى يعنى ليه شاكك فيه ؟ من ناحية ايه تحديدا ؟ سوابق مخالفات بلطجه ؟ كده يعنى عشان اعرف اساعدك.

فهد مردش لإنه ملقاش عنده اجابه و الظابط دوّر كتير ف كشف المرور بس مفيش عربيه بالوصف ده و لا دى تحديدا عدّت .. شاف كاميرات المرور ملقاش بردوا ..
فهد إتضايق من فكرة ان كل طريق مسدود عن قصد .. واضح جدا إنه مكنش بيتعامل مع حد عشوائى .. لاء ده حد محترف و محترف قوى كمان و فاهم كويس قوى هو بيعمل ايه و مش بعيد كان متدرب !

حلم طلعت اوضتها غيّرت هدومها و شغلت ميوزك و حطت الهاند فرى ف ودنها و علّت الصوت قووى .. زى ما يكون عايزه تفصل عقلها شويه او متدهوش فرصة التفكير ..
هى عارفه ان غلط و غلط كبير قوى كمان ان الواحد يراهن بكل مشاعره على نفس الشخص، عشان لو حصل و خسر الرهان وقتها هتبقى الخساره اكبر بكتييير من إنها تتعوض !
فضلت شارده بضيق .. هى حاسه بمالك قلبها إنه فيه حاجه غير إنه محبهاش .. لاء هى خدت حبه بس يمكن ثقته هى اللى لسه و هتستناه لحد ما تفهم او يثق فيها..

علّت الميوزك ع اللاب اللى قصادها و فردت ضهرها لورا ع الكنبه و غمضت عينيها بقله حيله و سرحت مع اصاله و هى بتقول:
أذهب إذا أتعبك البقاء ... فالأرض فيها العطر والنساء .. والأعين الخضراء والسوداء ..
وعندما تريد أن ترانى .. وعندما تحتاج كالطفل إلى حنانى .. ف عُد إلى قلبي متى تشاء .. فأنت فى حياتى الهواء .. وأنت عندى الأرض والسماء ..اذهب متى تشاء لابد ان تعود ذات يوم
أغضب كما تشاء .. و أجرح أحاسيسي كما تشاء .. حطم أوانى الزهر والمرايا .. هدد ب حُب أمرأه سوايا .. ف كُل ماتفعله سواء .. وكل ما تقوله سواء .. ف أنت كالاطفال يا حبيبي نحبهم مهما لنا آساءوا ...

اذهب اذا يوما مللت مني .. واتهم الاقدار واتهمني
اما انا فاني ساكتفي بدمعتي وحزني
فالصمت كبرياء والحزن كبرياء
حلم و هى بتدندن معاها:
اااه يا ست اصاله .. محدش فاهمك دا ضعف ,, ولا ثقه زياده ,, ولا حُب لدرجه إنك مستبيعه ..!

نعملهم اييه بس .. ﺑﻴﺪﺧﻠﻮﺍ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﻳﺪﻭﺭﻭﺍ ﻉ ﺍﻟﻠﻲ ﺿﺎﻉ ﻣﻨﻬﻢ .. ﻳﻔﻀﻠﻮﺍ ﻳﻜﺮﻛﺒﻮﺍ ﻭﻳﻘﻠّﺒﻮﺍ بمنتهى السكوت و احنا راضيين و مش خايفين بس غير من إننا مهما نديهم ف الاخر ﻳﻤﺸﻮﺍ و ﻧﻔﻀﻞ ﺍﺣﻨﺎ ﻧﺮﺗﺐ ﺍﻟﻠﻲ إﺗﺒﻬﺪﻝ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺩﻩ ..
تانى يوم لبست و راحت لمالك شافته نازل على عربيته ف إبتسمت من شكل لقاهم اللى ملخص شكل علاقتهم بالملى .. كل مره يبقى ماشى و تمشى معاه بس لسه مش عارفه هتكمل معاه السكه دى و لا لاء ..
مالك سكت كتير: انتى عايزانى ضرورى و لا ممكن امشى دلوقت ؟

من غير ما ترتب الكلام سابته طلع كده لوحده: انا على طول عايزاك و على طول وجودك جنبى و معايا ضرورى و على طول بقابلك هنا و بمشى ف سكتك
مالك عجبه ردها و كان هيقول حاجه بس حس إنها متنفعش ف غيّرها: رايح مشوار معتقدش هيعجبك هتيجى ؟
حلم عيونها نطقت بحب: معتقدش هرفض مشوار معاك لمجرد إنه مش عاجبنى .. اى حاجه معاك كفايه
مالك إبتسم و مردش و فتحلها باب العربيه دخلت و هو ركب و خدها و مشى لحد ما وقفوا عند مكان معين ف وقّف العربيه و نزل وقف قدامه و هى بصتله و نزلت و بصت للمكان و مش عارفه تسأل !

مالك سآلها بعينيه و هى ردت بإيديها اللى مسكت ف إيده و الحوار كان صامت .. خدها و دخل و دى كانت مستشفى اهل مصر للحروق
مالك قعد على حرف سور ف الزرع اللى قدام المستشفى و هى قعدت جنبه و سكت كتير و هى حست إنه بيبذل مجهود فوق الطبيعى عشان ينطق لحد ما خد نَفس طويل و خرّجه مع الكلام: كنت ف مهمه و للأسف فشلت .. مش هقولك اول مره افشل بس كانت اول مره اقع مع الفشل .. يمكن عشان الخساره كسرتنى ف معرفتش اقوم تانى .. او يمكن عشان خدت ف وشها كل حاجه ف متبقاش حاجه اقوم عشانها .. او يمكن عشان لأول مره امد إيدى و ملقيش الإيد اللى تتمدلى .. او يمكن مكنش عندى الدافع اللى اقوم عشانه .. او يمكن كل دول إتحطوا فوق بعض و عملونى كده .. مش عارف !

انتى متعرفيش يعنى ايه ظابط بينزل كل يوم من بيته مصلّى و بيودّع البيت بعينيه عشان عامل حسابه ان مره هينزل و مش هيرجع !
انتى متعرفيش يعنى ايه ظابط ينزل مهمه و هو مش ضامن يرجع سليم و او حتى يرجع و لا لاء !
متعرفيش يعنى ايه واحد يختار يبقى كده بمزاجه و بإرادته و يدى كل ده بحب كمان و يوم ما يقع كل ده يتمحى من قاموسه و يتلخص ف كلمه واحده .. بلطجى .. لمجرد إنه وقع و الكل يتعامل ع الاساس ده و ينسحب من جنبه ..
كنت واقع ف الارض و بتفرج على حياتى من برا و هى بتفضى عليا .. كل حاجه بتروح لمجرد حاجه واحده راحت .. خساره ورا خساره لحد ما مبقاش عندى حاجه اخسرها ف كنت هقوم ليه بقا ؟

حلم حاولت تتكلم بس صوتها بيطلع بالعافيه: عشان نفسك يا مالك
مالك ضحك بوجع: حتى دى خسرتها .. مبقتش قادر اواجه نفسى حتى بعد كل ده .. حطيت نفسى السبب لكل خساره ف قررت اعاقبها
حلم خايفه قوى من اللى بتسمعه او هتسمعه و الخوف إترسم بإحترافيه ف عينيها على هيئة دموع: انت مش وحش يا مالك ؟ مش غلط ؟ و دول اللى يفرقوا معاك بس إنك لا وحش و لا غلط انما اى حاجه تانيه دى اللى من عند ربنا هو اللى بيك من غيرك كاتبها و هتحصل هتحصل .. انت او شغلك مجرد سبب بس عشان إرادته تنفذ.

مالك كمل كإنه مش سامعها عينيه شارده قدامه ف الولا حاجه: جالى تليفون من فهد بيعيط و بس .. متتخيليش انا خدت الطريق ازاى .. كمية الافكار اللى جات ف دماغى وقتها كانت كافيه تهد جبل مش تهدنى .. انا كنت بجرى بالعربيه و ارجع اهدّى و ارجع اجرى و ابطّئ .. تخيلت كل حاجه إلا إنى هرجع ع الألم ده .. تخيلت حتى خسارة أمى و أبويا بس عمرى ما تخيلتها بالمنظر ده .. متخيلتش إنى حتى مش هلاقى لهم جثث .. النار كلت كل حاجه فيهم متبقاش حتى جسم يندفن
حلم غمضت عينيها بسرعه قوى و كإن المشهد إترسم قدامها و بسرعه عقلها عاد عليها لحظاتهم مع بعض ساعة حريق المجموعه و خوفه اللى كان هيسترى او مبالغ فيه عليها و اد ايه كانت وقتها مستغرباه بس اهو دلوقت إتفسر قدامها سببه .. كان شايفها آمه و بس .. اللى كانت قدامه كانت أمه .. او هى ف صورة أمه ..

بس مش مهم .. هو شايفها أمه او حاططها مكانها .. مديها غلاوتها ف مكنش عايز يخسرها .. هى كده مهمه عنده و بس و ده اللى هى عايزاه و بس ع الاقل حاليا ..
مالك سكت كتير: بعدها اما البيت فضى و الموضوع عدّى لقيت الانابيب اللى شوفتيها دى محدوفه ف البيت و مفتوحه .. يعنى مش حادثه و لا خطأ .. اللى عمل ده حدفها عشان تمحى كل حاجه.

حلم دموعها نزلت من مجرد التخيّل و إفترضت ان الدم ده ليهم مش اكتر .. إتخيلت المشهد بس اللى مقدرتش تتخيله رد فعل مالك بعد ما رجع او اول ما شاف اللحظه .. مش عارفه و لمجرد إنها مش عارفه فتحت قدامه باب اعذار مالهاش اخر لأى حاجه لمجرد ان الدافع كان قوى .. حطتله اعذار لإفتراضات كتير ف دماغها..
مالك بصّلها و حاسس ان حتى الكلام عايز مجهود و هو حاليا مش عارف يبذل مجهود تانى: ممكن تسيبينى لحد ما انا اللى اجى و احكيلك كل اللى عندى .. ساعتها هقولك على كل حاجه من غير ضغط لا منك و لا من نفسى بس يكون عندى إستعداد للكلام و اى نتيجه له
حلم سألته و خايفه من الاجابه: مالك انت مبتعملش حاجه غلط مش كده ؟

مالك سكت كتير و مش عايز يكدب عليها و لا عارف يصدق بس قرر يجاوبها بطريقه مغلّفه و بيدعى تفهمه: عارفه، فى حاجه كده مش عارف هتفهميها و لا لاء بس بتقول ضرب الغلط بالغلط صح
حلم عقلها إحتار اما فسرها بمية طريقه و تفسير بس نظرة مالك لها و هو مستنيها ترسى حسمت الحيره دى: و انا معاك يا مالك .. بس خليك دايما فاكر إنى إختارتك قصد اى حاجه تانيه .. إخترت طريقك و بس .. و انا لا عمر إختيارى كان غلط و لا جازفت مع الغلط نفسه.

مالك مش عارف يفرح و لا يزعل بس قفل الحوار بينهم على اخر جمله: حطيلى دايما اعذار و دايما خلّى الباب موارب لا ربما تحسى إنك عايزه ترجعى ف متحتاجيش مجهود لده.
حلم إبتسمت و عقلها ترجم كلامه على تجربته مع احلام و إنه بس سابها لمجرد إنه مبيرجعش لباب إتقفل ف وشه ف ده معناه إنه بيدلها الطريق إنه مش عايز خسارتها ..

فهد راح لروفيدا البيت و قعدوا شويه بس وشه مكشّر و هى لاحظته بس مش فاهمه: ليه كل الضيق ده ؟ لمجرد إنى قبلت عزومة مالك ؟ اللى هو أخوك ؟ ماشى يا سيدى بلاش منها
فهد معندوش مبرر يقوله او مش عايز يقول: لا مش كده انا بس مبحبش إختلاطك بحد او العزومات عموما
روفيدا إجابته صدمتها او فاجئتها اكتر من ضيقه: عزومات ؟ انا بقولك اخوك على فكره مش صاحبك و لا صاحبى
فهد حاول يهزر: طب جربى كده و تعالى قوليلى صاحبى عازمنا عشان اخدك تباتى عندى يومين ع البورش
روفيدا ضحكت قوى على حالته اللى إتشقلبت و هو عايز يقفل الحوار: خلاص هنروح و مش هنطوّل
روفيدا عايزه تفهم لمجرد ان الوضع قدامها غريب: انا عايزه افهم يا فهد .. ايه اللى بينك و بين اخوك ؟ ليه بتعامله كده ؟ انت حتى جيت إتقدمتلى من غيره .. من غير ما ترجعله مع إنه المفروض كبيرك .. و لولا بابا راحله يمكن مكنش عرف اصلا ..

فهد مكنش يعرف ان أبوها راحله ف كشّر و هى كملت كلامها: ده انت عزمته زى الغريب و لا كإنك ناقل عليه جميل .. ليه كل ده ؟
فهد سكت كتير بيدوّر على إجابه يقفل بيها الكلام او يهرب بيها: و لا حاجه .. بعد موت أبويا و امى كل واحد فينا إندمج ف شغله مع نفسه و الحياه خدتنا من بعض .. متشغليش بالك انتى .. المهم يلا عشان منتأخرش
فهد خدها و مشى و كان مالك كلّم حلم خدها و إتقابلوا ف المكان اللى إتفقوا عليه ..

الاتنين سلّموا على بعض بفتور عكس حلم و روفيدا اللى إتقابلوا ف حضن طويل كإنهم معرفة سنين او غايبين سنين .. طول الوقت بيتكلموا و يهزروا و يضحكوا و الاتنين مراقبينهم و مبيضحكوش إلا لضحكهم و بس و بمجرد ما عينيهم بتتلاقى الضحكه بتتبخّر ..
روفيدا لاحظتهم و حبت تدمجهم معاهم ف الجو ف وجّهت كلامها لمالك لمجرد إن عينيه طول القاعده متعلقه بفهد و بيستنى اى كلمه منه و يرد: مالك انت عامل ايه ف شغلك ؟

مالك إبتسم من محاولتها: كويس الحمد لله .. اهو ماشيه
روفيدا إتكلمت بعفويه: انت قوى جدا يا مالك .. لمجرد إنك تقف على رجلك من تانى و بالسرعه دى و بالصوره دى دى حاجه ف حد ذاتها محتاجه قوه و اما يبقى عندك القوه دى بعد كل اللى حصل يبقى دى حاجه تعتز بيها
مالك معرفش يفرح بكلامها لمجرد إنه كان مستنيه من غيرها بس إبتسم: و لا قوه و لا حاجه .. هى لو محتاجه قوه ف قوة عقل او إراده
فهد عينيه شكّلت نظرة تريقه و روفيدا كلامها عليه بس حوارها مع مالك: ما هى دى قوه يا مالك .. دى اقوى قوه يمتلكها الواحد هو إنه يعرف يستنجد بعقله ف لحظة وقوع او ضياع لإن غالبا وقت الألم العقول بتتخدر و قليل اللى بيعرف يرجّع عقله ف رد الفعل وقتها مبيفرّقش بين ذكى و غبى .. مش الواحد لمجرد ما يتشنكل مره يبقى عايز يقعد و يكتئب.

مالك إبتسم من مناغشتها لفهد و هى ضحكت غصب عنها: انت عارف ان فهد من يوم اللى حصل لسه منزلش الشغل و لا عايز و داخل ف مود ابن لذينه
مالك إنتبه و بصّله و حاول يجبهاله بهزار: ايه ياض مالك ؟ انت هتقعد تولول من اولها ؟ شغلك معلمكش حاجه ؟ و لا حتى دراستك ؟ ده احنا كنا بنتدّرب على ازاى نقوم من اى وقعه اكتر ما بنتدرب ازاى نمشى فطريقنا
فهد إتكلم بغموض و عارف ان مالك هيفهمه: الوقعه اللى بتيجى لمجرد إنك تتشنكل ف طوبه ف طريقك غير الوقعه اللى بتقعها اما حد يحدف الطوبه دى او يحط رجله قدامك يوقّعك .. بتفرق.

مالك إتجاهل تلميحه: كلها واحد و كلها لها تأثيرها يا فهد و القوى بس اللى بيعرف يقوم من تانى مبتفرقش معاه ايه اللى وقّعه
روفيدا إتدخلت ف الكلام بينهم و عكتها من غير ما تحس لمجرد إنها الوحيده ف القاعده اللى متعرفش حاجه: على كده مالك بقا الله يكون ف عونه بعد وقعته دى .. انت مش شايفُه ؟ مع انكوا زى بعض و شغلكوا ف يوم كان زى بعض.

مالك حاول يخفف من حدة الحوار بعد ما لاحظ فهد المقارنه ضايقته: لا يا روفيدا الظروف ساعات كتير بتقوم بالواجب .. كل وقعه و لها ظروفها
فهد إتريق لمجرد ان الكلمه دى مضايقاه: ظروف ؟ دى حجة الفشل .. مفيش حد مبيتشنكلش فيها و يقع .. بس فى اللى بيدوس عليها و يعدّى و فى اللى بيدوس عليها و يقع تانى
مالك فاهم كلامه بيرمى لأيه: ربنا مخلقناش زى بعض .. ده نصيب.

فهد إتكلم بتريقه: لا ربنا خلقنا زى بعض .. و لا ده مش نصيب .. ده ضعف .. ربنا خلقنا زى بعض بعقل و زى الصفحه البيضا و دى حاجات بنشترك فيها كلنا و على حسب استخدام الواحد لعقله و هيستعين بيه ف ايه سواء خير او شر بتتلون الصفحه البيضه دى و تظهر على هيئة إنسان للناس و المجتمع و اللى حواليه ..
قفلوا الحوار بالحده اللى إبتدوه بيها بمجرد ما حلم إتدخلت تخرّجهم منه: المهم بقا انتوا فاضين لنا الايام الجايه و لا ايه ؟ انا عايزه ابقى عروسه على حق و اليوم ياخد حقه.

روفيدا للحظه مفهمتش و بصتلهم واحد واحد لحد ما فهمت لوحدها: ايه ده هو انتوا ؟
حلم إستنتجت إنها متعرفش: اه يا ستى تقدرى تقولى إتخطبنا بس لسه الاجراءات التقليديه مش اكتر و مش هتاخد اكتر من وقت .. بس واضح ان فهد مكنش عنده وقت يقولك
روفيدا بصت لفهد بعتاب و هو معرفش يبرر: معلش اليومين اللى فاتوا كنت مسقط من اللى حصل ( بص لمالك بتريقه ) ثم ان انا نفسى إتفاجئت زيك
مالك إبتسم بحب: مانا قولتلك اللى فيها بقا .. بعدين مانا جايبك عشان كده.

فهد مفهمش و مالك وضح: هتيجى معايا نروحلهم اما يجى وقتها
فهد مش عارف يعترض او مش عايز و حلم حست ان مالك بيكسبه .. بصت لمالك بحب إنه لسه بعد ده كله لسه عنده طاقه يدى و هو إبتسملها بهدوء ..
القاعده كانت متوتره و بتشد و ترخى من وقت للتانى بس كان فيها حب باهت او عليه تراب عايز يتلمّع عشان يظهر ..

حلم روّحت و أمها قابلتها: طبعا روحتيله كالعاده
حلم نفخت بزهق: انا كنت معزومه و اعتقد قولتلك مخبتش
أمها بتحاول تختصر عشان الكلام هنا مش معاها هى: البيه هيجى امتى ؟
حلم إبتسمت قوى بفرحه و ثوانى و إبتسامتها راحت بنفس السرعه اللى جات بيها و كشرت: انتى عايزاه ليه ؟
أمها: هو مش دى الاصول ؟ ان البيه يجيلنا البيت و يطلبك ؟ و لا هو مبيفهمش فيها ؟ و لا إكتفى باللى حصل و عارف إنه كده كده جاب رجلك ؟
حلم مش عايزه تضايقها عشان تضمن المقابله تعدى بهدوء مع انها تشك ف ضحكت بهزار: ايه ايه ده كله ؟ حيلك حيلك انتى هتعملى عليه حما من دلوقت و لا ايه يا دودو ؟

أمها متقبلتش هزارها و بصتلها بإبتسامه مصطنعه قوى: كلميه يجى عايزه اقعد معاه
حلم بعد ما مشيت خطوتين بحماس رجعت و بصتلها بتردد: هو انتى اللى هتقعدى معاه ؟ بس ؟
آمها بصتلها بتريقه: ايه مش كفايه ؟ عايزه مجلس العيله يستقبلهولك ؟ انتى خلتيلك حبيب اصلا ده انتى عاديتى الكل عشانه.

حلم نفخت بزهق و بتحاول تكسبها: يا ماما انا معادتش حد .. انتى متعرفيش مروان عمل ايه .. ده ولع ف الدنيا لمجرد شافنى معاه كام مره و أبوه بدل ما يقوله غلط بيقوله سيبهولى انا
أمها كتمت غيظها: و هو انتى كنتى إحترمتى حد ؟ و لا عملتى خاطر لحد ؟ مستنيه مين يقف معاكى ؟
حلم لسه هتتكلم أمها قاطعتها بزهق و هى سيباها: كلميه يجى ع الساعه تسعه هنستناه و اما نشوف

حلم سابتها و جريت كلمت مالك بلغته و هى بيسمعها بهدوء لحد ما خلصت: مقالتلكيش حاجه تانى ؟
حلم بحماس: هتقول ايه تانى ؟ بقولك هتيجى بالليل و الموضوع يبقى رسمى و تتكلموا ف التفاصيل
مالك عايز يسألها عن عمها بس مش عارف يجبهالها ازاى: هى لوحدها ؟ قصدى انتى هتبقى موجوده صح ؟
حلم فهمته بالظبط: متقلقش سيبها على الله و هو هيسهلها

مالك سكت و هى إتغاظت من سكوته اللى مش عاتقُه حتى هنا: اييه ؟ معايا و لا مع الأسف ؟
مالك ضحك غصب عنه على لهجتها: ينفع تقوليلى اجرى يا مجددى ؟
حلم ضحكت بصوت عالى قوى ضحكه ورا ضحكه ورا ضحكه لحد ما خدرت مالك القلب ..

قفلت معاه و مالك لحد بالليل ف صراع مع نفسه مش عارف يحسمه .. شويه بيفكر يروح و شويه بيفكر يجرى بعيد و يقنع نفسه ان ده الصح .. و ف وسط ده كله عينيه متعلقه ع الساعه اللى اول ما قرّبت من تسعه قام لبس و نزل ..
وصل ف معاده بالظبط و بيتمنى لو قدامه فرصة الرجوع و ف نفس الوقت مش عايز يرجع .. ضرب الجرس و حد فتحله دخل و قعد إستناهم ..
هند أمها فوق مع جوزها: انت مش هتسيبنى لوحدى صح ؟
ثروت سكت كتير: بنتك صممت تمشّى اللى ف دماغها و واخداها عِند .. لازمتى ايه انا بقا ؟

هند راحت عليه بمحايله و هو بيلبس و فضلت تعدله لبسه: ماهى عشان واخداها عِند ف العِند مش هيجيب معاها غير إنه هيزيدها مش هيرجعها .. عشان ترجع محتاجه إسلوب غيره
ثروت وشه مكشر: و ايه بقا الاسلوب ده اذا كان بنتك واقفاله من الاول و اى حاجه بتتصدرله و تزقه و تقفلنا ؟
هند فكرت شويه: خلينا بس نقعد معاه الاول و نشوف بعدها هنبقى نتكلم تانى
حلم كانت لبست بسرعه اول ما مالك وصل و نزلتله قعدت جنبه: صبّح صبّح
مالك إبتسم و للحظه إتخطف من شكلها و لبسها و الفرحه اللى زايده جمالها ..

حلم لاحظته ف هزرت: ميكى .. مش عايزه اوصيك بقا .. انا بتغاظ من برودك لكن انهارده بالذات عايزاه .. انا عايزاك تلاجه بخمس ست ادوار
مالك برّق بشكل مضحك: انتى قولتى ايه ؟
حلم كانت فاهمه بس إستعبطت: قولت عايزاك بارد
مالك رفع حاجبه: لاء اللى قبلها
حلم إبتسمت بصوت رقيق: ميكى
مالك عض شفايفه بغيظ: مالك باشا ف لحظه يتقلب على إيدك لميكى ؟ لاء و قبل الجواز كمان امال بعد الجواز هتنيليه لأيه ؟ ميكى ايه يا لوما انتى بتدلعى قطه؟

حلم غمزتله برخامه: لا سيب بعدين لبعدين و بعدين احلى قطه دى و لا ايه ؟
مالك إتكلم بصوت زى الهمس: إتلمى ف يومك ده خليه يعدّى
حلم ضحكت بصوت عالى على طريقة كلامه: انت مالك ليه كده عامل زى التلميذ اللى داخل لجنة الامتحان ؟
مالك بصّلها بغيظ و مش لاقى كلام: انتى بتقولى فيها ؟ ده انا .. انا .. انا اللى عمرى ما إتحطيت ف إختبار و لا حتى ف المخابرات و يوم ما اتحط يبقى قدامكم و افضل تحت الميكرسكوب كده
حلم ضحكت تانى: و لا ميكرسكوب و لا حاجه دى كلها شكليات.

أمها نزلت على كلامهم و هى اللى ردت: و هى الشكليات دى مضايقاك و لا مضايقاها ف ايه ؟ و لا محدش علّمك إنها اصول مش شكليات ؟
مالك بصّلها كتير و بيحاول يقرا شخصيتها اللى رسمت نفسها من اول ما نزلت او إتكلمت: لا الاصول متزعّلش حد
أمها قعدت و حطت رجل على رجل و عمها قعد و الاتنين بيبصوله بجمود و هو حاسس إنه محاصر منهم ..
حلم حاولت تفك الجو او تبعتلهم رساله صامته ف قامت جابت الشاى و حطته و قعدت جنب مالك بهدوء تعلن إختيارها او قرارها ..
أمها بصتلها و بصتله و إتكلمت بلهجه شبه التريقه: غريبه يعنى .. احنا لا فاجئناك و لا إقتصرنا الموضوع و مع ذلك جاى لوحدك كإنك ملكش حد .. فين اهلك ؟
حلم بصتلها قوى كإنها بتحذرها تعدّى المنطقه دى و أمها إتجاهلت نظراتها و كملت معاه: ايوه عارفين ان أبوك و أمك ماتوا بس فين بقية اهلك ؟ ماهو مش معقول البقيه ميتين ؟

مالك فهم اسلحتها اللى هتستخدمها ف خد نَفس قوى بصوت و رد عليها: لاء ليا اهل اكيد و مش ميتين زى ما قولتى .. بس اكيد مش هجيبهم من اول قاعده و احنا لسه متفقناش حتى
أمها مطت شفايفها ببرود: و اخوك ؟ انت مش بردوا ليك اخ ؟
مالك بيحاول يتفادى التفاصيل: بما إنك عارفه ان ليا اخ ف اكيد عارفه شغله ايه .. فهد ظابط و احنا بيبقى ف شغلنا ده وقتنا مش بتاعنا بس نتفق و ربنا يسهل و يبقى فى تعارف
أمها ضحكت بتريقه قاصده تستفزه: احنا ؟ انتوا ازاى يعنى ؟ قصدك هو اللى ظابط مش انتوا و لا انت مش واخد بالك إنك إتطردت من شغلك ؟ و لا فاكرنا مش عارفين ؟

مالك حاول يكتم ضيقه و حلم تقريبا فهمت ليه أمها طلبت تقابله و بتدعى ربنا متنجحش ف اللى عايزاه ..
مالك إبتسم ربع إبتسامه مصطنعه: لاء عارف إنك اكيد عارفه، ع الاقل بما إنك جايبه تفاصيل العيله و دى اصلا حاجه متتداراش
أمها كملت تريقتها: على رأيك .. متتداراش .. دى فضيحه
حلم بصّت لأمها قوى: مش نتكلم ف التفاصيل بقا
آمها بصّت لجوزها اللى متابع الحوار و سايبهم يخلوه يجيب اخره عشان يستلمه منهم معندوش طاقه: لا التفاصيل دى مع عمك .. احنا لينا عيله و عندنا رجاله و بنفهم ف الاصول
مالك بصّله و عمها بصّله و الاتنين نظراتهم قلبت تحدى ..
عمها: انت عندك ايه ؟ ايه اللى ممكن تقدمهولها ؟ انت شايفها عايشه فين و ازاى هتقدر بقا تحافظ ع المستوى ده ؟

مالك حاول يبتسم: اللى ف إيدى و مقدرتى هعملهولها
أمها: و ايه بقا اللى ف إيدك ؟ تقدر على ايه يعنى ؟ مثلا هتجبلها شبكه اد ايه ؟ هتعيشها فين ؟ هتصرف عليها ازاى ؟
مالك إستغرب اسألتها دى: ايه اصرف عليها ازاى دى ؟ انا عندى شغلى و اقدر اوفّرلها منه اللى عايزاه .. اما الشبكه و الشقه و كل ده ف اى حاجه هى عايزاها هجيبهولها
آمها سكتت شويه و هى باصه ف عينيه مباشرة: اى حاجه اى حاجه ؟

مالك مرضيش يرد لإنه حس ورا سؤالها إختبار لإجابته ف محبش يقول حاجه ميطلعش قدها و بص لحلم ترد و هى ردت على أمها: انا مش عايزه حاجه من مالك .. انا عايزه مالك نفسه و ده بالنسبالى كفايه
أمها بصتلها قوى كإنها بتحذرها ترد تانى و إلا مش هيعجبها اللى هتعمله: سؤالى له هو عشان هو اللى ملزم بيكى مش انتى
مالك بص لحلم تسكت و أمها رجعت بصّتله: حتى لو قولتلك إكتبلها شركاتك ؟

مالك للحظه مستوعبش هى عايزه ايه و بينقل نظراته بينها و بين حلم اللى إتفاجئت بكلام أمها و إتنرفزت لمجرد إنها فهمته اسلوب جديد معاها بدل العِند: مجموعة ايه و هبل ايه اللى عايزاه يكتبهالى ؟ ده شغله يعنى شقاه و تعبه و لو هو رضى انا اصلا مرضاش
امها إتكلمت بلهجه براحه: قولتلك كلامى معاه هو مش معاكى و إلا لو الكلام هيبقى معاكى يمشى هو بقا
حلم فهمت إنها بتهددها و خافت تزوّد معاها كله يجى على مالك ف رجعت قعدت تانى و بصت لمالك اللى متابع ردودهم على بعض و خايفه قوى من رده .. مش خايفه من الموضوع يتفركش قد ما خايفه متكونش عنده اغلى من كل ده .. جواها حته عايزاه يوافق عشان تعرف قيمتها عنده واصله لفين و حته تانيه مش عايزاه يوافق عشان ميقدمش تنازلات مفروضه او علاقتهم تبقى عبئ بالنسباله و حبهم يبقى مشروط ..

مالك إتوتر من مجرد طلبها للمجموعه تبقى بإسم حلم .. المجموعه بالذات لاء و مش عارف عشان التمن اللى دفعه كان غالى و لا عشان النتيجه اللى هتكون ورا طلبها ده هى اللى هتكون اغلى .. مش عارف .. لو طلبت شقه بإسمها او العربيه او اى حاجه مكنش هيتردد لحظه .. بس المجموعه ؟
أمها رجعت بصت لمالك: مردتش يعنى .. ياترى ده عشان كلامى مش عاجبك و لا معتمد ع المحاميه بتاعتك ؟
مالك إبتسم إبتسامه بس تناسب الموقف: لاء لا محامى و لا حاجه هى بس بتتكلم بالعقل
أمها ردت بغضب: و انا معنديش عقل ؟

مالك حاول يبسّطها او يرد بشكل دبلوماسى يرضى حلم نفسها رغم إنه مش طلبها هى: مقولتش ده .. بس انتى لسه طالبه لها عيشه ف نفس مستواها ده و بتتكلمى ف شبكه و شقه و و
ف منين هيجى كل ده اما اكتبلها بإسمها شغلى اللى هيجبلها كل اللى عايزاه ؟
أمها معرفتش ترد بس عايزه تقول اى حاجه: خلاص يبقى كل حاجه بتاعتها و بإسمها ع الورق و انت كمّل ف شغلك عادى و كإنك شغال عندها او مشغلهالها و بمرتب
مالك وقف يعلن إعتراضه: و انا مقبلش اشتغل عند مراتى .. ده لو كل حاجه اصلا من البدايه بتاعتها انا كنت هنسحب من الشغل عندها لمجرد علاقتى بيها توصل للنقطه دى
أمها وقفت قصاده: و انا مقبلش ان بنتى متبقاش معاك ف امان .. انا معنديش غيرها
مالك حاول يهدى و يتكلم بالمنطق: و ايه اللى مش هيخليها ف امان معايا ؟ هى الفلوس و الشركه اللى هيجبولها الامان و لا انا ؟

أمها عارفه جرحه ف داست عليه بعنف لمجرد عايزاه يصرخ حتى لو من غير صوت: انت ؟ انت اللى هتجبلها الامان ؟ طب ازاى ؟ هتعرف تحميها مثلا ؟ هتحافظ عليها ؟ كنت حميت أبوك و أمك و حافظت عليهم بدل ما إتيتمت و إتقتلوا بسببك .. كنت حافظت على شغلك بدل ما خسرته .. كنت حميت نفسك بدل ما بين يوم و ليله بقيت رد سجون .. كنت حافظت على بيتك .. كنت حافظت على خطيبتك الاولى .. انت مش بردوا كنت خاطب ؟

كنت حافظت على كل حاجه من دول .. اللى بيخسر حاجه بنقول ده نصيب .. لكن الخساره اما بتلم كل حاجه بتبقى غباء .. ايه اللى يضمنلى بقا ان بنتى مينوبهاش من غبائك جانب و تخسرها زى ما بتخسر دايما ؟ ع الاقل اه الفلوس هتسندها لو بقت لوحدها .. لكن انت امتى حد إتسند عليك و موقعش عشان هى متقعش
مالك حس كإن مية جرح و جرح جواه إتفتحوا من الكام كلمه دول و افكاره دلوقت كلها راحت عند نقطه واحده لو مشى دلوقت ايه اللى هيحصل !
حلم من ملامحه اللى نطقت عنه او يمكن عشان هو جواها ف شايفه جروحه اللى بتتفتّح ف وقفت تعفيه من الرد: كفايه بقا .. انا مش هسمحلك بأكتر من كده .. انا كنت عارفه إنك جايباه عشان تستفزيه و بس و عندك امل ينسحب طالما معرفنيش تعملى ده معايا .. بس متخيلتش ابدا إنها توصل لكده و للمعايره و إلا مكنتش وافقت يجى ..

أمها من حالة التوهان اللى بقا فيها مالك حست بإنتصار غريب إنها وصّلته للى عايزاه و طلعت اول سلمه و حست إنها هتنجح حتى لو هتحتاج وقت: ايه غلطت ؟ مش دى الحقيقه ؟
مالك فاجئها برده اللى...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة