قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والعشرون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والعشرون

مالك حس كإن مية جرح و جرح جواه إتفتحوا من الكام كلمه دول و افكاره دلوقت كلها راحت عند نقطه واحده لو مشى دلوقت ايه اللى هيحصل !
حلم من ملامحه اللى نطقت عنه او يمكن عشان هو جواها ف شايفه جروحه اللى بتتفتّح ف وقفت تعفيه من الرد: كفايه بقا .. انا مش هسمحلك بأكتر من كده .. انا كنت عارفه إنك جايباه عشان تستفزيه و بس و عندك امل ينسحب طالما معرفنيش تعملى ده معايا .. بس متخيلتش ابدا إنها توصل لكده و للمعايره و إلا مكنتش وافقت يجى ..

أمها من حالة التوهان اللى بقا فيها مالك حست بإنتصار غريب إنها وصّلته للى عايزاه و طلعت اول سلمه و حست إنها هتنجح حتى لو هتحتاج وقت: ايه غلطت ؟ مش دى الحقيقه ؟
قبل ما حد يرد بكلمه زياده كان مالك سابهم و مشى .. مشى برا البيت و بيتمنى لو يمشى من الدنيا بحالها .. كفايه بقا !
وصل المجموعه و مش عارف ايه اللى ودّاه هناك .. زى ما يكون مستنى حلم او عارفها هتيجى او يمكن محتاجها تسكّن كل الجروح اللى إتفتحت دى ..

عند حلم بعد ما مالك مشى وقفت بغيظ تطلع اوضتها بس أمها وقّفتها بكلامها: اعتقد شوفتى بعينك و لسه لو فضلتى راكبه دماغك ياما هتشوفى
حلم زعّقت كإنها بتدارى ع الدوشه اللى جواها: شوفت ايه ؟ هاا ؟ انا لو شوفت حاجه ف مشوفتش غير قلة ذوق للأسف
أمها كانت عارفه تمسكها بيه بس إتصدمت من ردها: قلة ذوق ؟ انا يا حلم ؟ و عشان ايه ؟ عشان بحاول اوصل معاكى لحل وسط أئمّنك بيه ؟

حلم إتكلمت بخنقه: و هو الفلوس و الشبكه و الشركات اللى هتأمنلى مستقبلى ؟ انتى بجد فاكره كده ؟ انا محتاجاله يا ماما .. محتاجه لمالك ف حياتى .. محتاجه اهتمام و حب و حنيه .. محتاجه سند و ضهر إتسند عليه .. محتاجه ونس يملى حياتى الفاضيه من غيرى .. محتاجه يبقى ليا بيت احسّه بتاعى .. انتى عمرك سألتى نفسك انا ليه طول الوقت برا ؟ ليه طول الوقت بغرس نفسى ف شغلى ؟ عشان لا عمرى حسيت ان ده بيتى ف لحظه واحده و لا عمرى حسيت ان حد مهتم بيا .. انا محتاجه حد ابقى كل إهتماماته و انا هنا محصّلتش ابقى جزء من هنا ..

آمها إتخنقت من كلامها اللى عارفه إنه اصح من إنه يترد عليه: و هو ده بقى اللى هيديكى كل ده ؟ ده إستخسر فيكى شركه و هتتكتب بإسمك بشكل صورى بس يبقى هيديكى كل اللى انت محتاجاه ده ؟ انتى بتقاوحينى و لا بتقاوحى نفسك ؟
حلم سكتت بخنقه و آمها كلمتها و هى سيباها و خارجه: راجعى نفسك تانى .. انتى حتى لو محتاجاه ف حياتك عشان كل اللى قولتيه ده يبقى محبتهوش و مشاعرك دى مجرد إحتياج بمجرد ما يجى غيرها هيشغلها ..
آمها رمت كلامها و سابتها و خرجت بعد ما حست إنها حدفت كرسى ف الكلوب و سابتهم يشوفوا الحقايق واضحه ..

حلم فضلت كتير مكانها و كلام أمها بيروح و يجى على عقلها و الاخر لبست و خرجت .. راحت لمالك ع المجموعه ..
بمجرد ما دخلت و شافها حاول يبتسم على إنها مسابتهوش لوحدته و هى عارفه حالته اكيد هيبقى شكلها ايه ..
حلم دخلت بهدوء و قعدت و هو راح جنبها و المفروض يتكلموا بس فى حاجز ..
حلم قطعت صمتهم ده بضيق: انت ليه مشيت كده و بالشكل ده ؟

مالك رجّع راسه بضهره لورا و ربّع إيديه ورا راسه و غمض عينيه: انتى كنتى عايزانى افضل تانى ؟ مجرد إنى حسيت ان مفيش حاجه تتقال تانى ف مشيت
حلم إندفعت ف الرد: حسيت إنك مش عارف تقول حاجه و لا مش عايز تسمع حاجه ؟
مالك فتّح عينيه و بصّلها كتير: هو انتى شايفه إن اللى سمعته سهل ؟ إنى كان لازم اقعد اسمع تانى ؟ شايفالها حلول اصلا ؟ كنتى مستنيه منى ايه ؟

حلم بضيق: اى حاجه .. اى حاجه يا مالك غير إنك تمشى .. غير إنك معندكش إستعداد حتى للمحاوله و لو عشانى .. تتحداهم و تتحدى الدنيا عشان خاطرى ..
مالك إتخنق: محاوله لإيه بالظبط ؟ دخولك ف حياتى ف الوقت ده بالذات مكنش تحدى ؟ تحمّلى لسخفات عمك و إبنه مكنش تحدى ؟ تحمّلى للخساره ف شغلى بسبب تهور ابن عمك مكنش تحدى ؟ وقفتى قدام أمك زى العيل الصغير اللى بيتعاقب على إنه طوّل إيده على حاجه مش بتاعته ده مكنش تحدى ؟ بس انا اللى غلطان.

حلم زعّلتها كلمته و إنه شايف إنه لو عمل كل ده عشانها ف شايفُه غلط: انت بتعايرنى بتمسكك بيا ؟ بحبك ليا ؟ ماهو لو انت عملتلى كل ده من باب الحب يبقى بتعايرنى دلوقت بحبك
مالك وقف بزهق: انا مش بعايرك .. انا بس تعبت من كتر الناس اللى حواليا بياخدوا بس و مبيدوش و مش عايز تبقى واحده منهم
حلم بصوت مخنوق: انا مطلبتش منك اكتر من إنك تجاريها و
مالك بصّلها قوى و كان هيقول حاجه بس فجأه تفكيره راح عند المجموعه و اساسها و شغلها و اللى ممكن يجيله و يجليها من ورا خطوه زى دى و ده خلاه إتخنق اكتر ف وقف بجمود: و ايه بالظبط يا حلم ؟ اكتبلك شغلى بإسمك ؟ انتى جايه تطلبى ده ؟ هى دى المحاوله بالنسبالك ؟

حلم كانت هتقول حاجه .. كانت عايزه تقوله إنك اغلى من كده بس ده مجرد حل صورى .. المحاوله عشان يبقوا مع بعض مش عشانها .. بس لهجة مالك و الطريقه و الجمود اللى إتكلم بيهم حجزوا كل ده على لسانها ..
مالك وقف: انا عايز ابقى لوحدى دلوقت يا حلم
حلم من غير كلمه واحده وقفت و خرجت .. مشيت زى التايهه ملتفتتش حتى وراها ..
مالك فضل عينيه متعلقه بيها و عليها لحد ما إختفت و سابت فراغ مكانها .. لأول مره يقولها سيبينى و تسيبه !

يومين عدّوا عليه إختفى فيهم .. قفل موبايله و مش ف البيت و لا شغله .. كان عايز ينفرد بنفسه .. عايز يفكر او يمكن ياخد هدنه و بيتمنى لو القدر هو كمان ياخد معاه هدنه ..
حلم رجعت البيت مخنوقه .. شويه تلومه و شويه تلوم نفسها و شويه تلوم الظروف .. هى مكنتش عايزه اكتر من إنها تحس إنها غاليه عنده .. لها قيمه .. يحاول .. حاولت تمنع نفسها منه لحد ما يختارها هو بس ف الاخر قلبها إنتصر ..
حاولت توصله بس إكتشفت إنه بقاله يومين مش بينزل شغله .. بتكلمه موبايله مقفول .. راحت المجموعه و البيت و كل مكان ممكن يروحه بس مفييش ..
مش عارفه تستحمل غيابه ده .. إتأكدت لحظتها بس ان وجوده بأى شكل و اى صوره اهون بكتير من وجع غيابه ..

من وسط ده كله إفتكرت فهد ف خدت عربيتها و راحتله و هو إتفاجئ بوجودها: خير ؟
حلم حاولت تتكلم ف اى حاجه: لا عادى كنت هنا ف القسم تبع شغل ف قولت اشوفك
فهد مقتنعش: ممم و بعدين ؟
حلم بغيظ: ايه و بعدين دى انتوا مش هتبطلوا البرود ده ؟
فهد رفع حاجبه: انتوا ؟ احنا مين بقا ؟

حلم فردت رجلها ع الكرسى اللى قصادها بغيظ: هو فى غيره اللى مدوخنى و ملففنى وراه من قسم لقسم .. يكونشى عاملى عمل منقوش على باب قسم
فهد برغم إنه ضحك على طريقتها بس رمى كلامه بتريقه: طيب كويس و الله إنك عارفه شكل علاقتك معاه
حلم كانت قالت كلامها بتلقائيه ف إتغاظت من إندفاعها اللى خلاه يتريق: ما تخلص يالا بطّل رخامه و قولى اخوك فين ؟

فهد رفع حاجبه بغيره ظهرت غصب عنه: و هو انا اللى هقولك هو فين ؟ ده انا بقيت بعرف اخباره منك و اما احتاج اوصله بشوفك انتى
حلم إبتسمت على علاقتهم الواضحه للكل بس بسرعه رجعت لقلقها خاصة ان فهد طلع ميعرفش حاجه: انا قلبت الدنيا عليه .. روحتله كل مكان ممكن او مش ممكن يروحه بس مفيش
فهد للحظات تناسى كل حاجه و القلق بجد مسكه: يعنى ايه ده ؟ هيكون راح فين ؟ مش يمكن عنده شغل ؟

حلم بضيق: انت غبى بقولك مبيروحش المجموعه و محدش هناك يعرف عنه حاجه و لا حتى كلّمهم
فهد سكت بتوتر: هيكون فين ؟ يمكن عايز يرتاح شويه و يبقى لوحده ؟
حلم سكتت بضيق اما إفتكرت مقابلته بينهم و مع آمها ..
فهد بصّلها بترقّب: ايه اللى حصل بينكم وصّله لإنه يهرب منك و من الدنيا بحالها ؟ عملتيله ايه إنطقى.

حلم برغم حدة الموقف إبتسمت قوى على تلقائية رده: مفيش، احنا بس إختلفنا على تفاصيل الجواز و كده بعدها مشوفتهوش تانى
فهد زعّق: هو ايه بيستعبط ؟ لمجرد ظروف هابله يختفى بالشكل ده ؟ يقع كده لدرجة ميبقاش عايز حاجه و لا حد ؟ هو ايه إستحلاها ؟
سابها و خرج و هى راحت وراه .. خد عربيته و مشى راح المجموعه ..

كامل إتوتر من هيئتهم: زى ما قولتلها و الله .. معرفش .. فعلا معرفش
فهد زعّق: يعنى ايه متعرفش ؟ انت مش ماسك الزفت بتاعه و مدير اعماله ؟ ازاى يعنى متعرفش هو فين ؟ ع الاقل اما تحب توصله للشغل معرّفك هتوصله ازاى
كامل بصدق: صدقنى و الله معرفش و محصلش قبل كده و غاب كده .. حتى اما الدنيا بتضيق بيه و بشوفه مخنوق بيجى على هنا مش بيهرب من هنا .. بيجى هنا و يمكن ساعات بيقعد باليوم و الاتنين مببخرجش من مكتبه لحد ما يرجع بنفسه
فهد إتضايق و مش عارف عشان لأول مره يحس إنه عليه جزء من اللوم و لا عشان كلمة مالك اللى رنت ف دماغه فجأه  انت امتى كنت معايا او جنبى عشان تدى لنفسك الحق تحاسبنى
فهد سابهم و خرج فجأه بنفس العنف اللى دخل بيه ..

حلم خرجت وراه: هنعمل ايه يا فهد ؟ انا إبتديت اقلق بجد
فهد حاول يسكّت الدوشه اللى جواه: روّحى انتى دلوقت ممكن يجيلك او يتصل بيكى و لو حصل كلمينى ضرورى طمنينى
حلم: و انت ؟
فهد شرد بضيق: ملكيش فيه بقا المهم لو وصلتيله كلمينى

حلم مشيت بخنقه و طول الوقت بتراجع اخر حوار بينهم و شويه تلوم نفسها و شويه تلومه و مشتته ..
اول ما دخلت أمها راحت عليها بتريقه: ايه العيل اللى بتجرى وراه ف كل حته لسه مظهرش ؟
حلم بصتلها بعنف: عيل ؟ مالك مش عيل
أمها ضحكت بإستفزاز: و اما يجرى يستخبى من اول مواجهه ؟ و اما يهرب من اول إختبار ؟ و اما يتقمص ف يجرى بعيد زى العيال ؟ و اما تلفى تدوّرى عليه ف كل حته يبقى ايه غير عيل ؟ و عيل خايب كمان فاكر إننا هنيجى بالطريقه دى و يصعب عليا و اقول يا حرام صعب عليا
حلم زعّقت: كفايه بقا انتى ايه ؟

أمها زعّقت بنفس لهجتها: انتى اللى كفايه بقا .. كفايه بقا و فوقى ده انتى لو غلطتى معاه و نام معاكى فعلا مش هتتشحتفى عليه كده
حلم ردت بإستفزاز رغم إنها مكنتش عامله حسابها تلعب ع النقطه دى: اه غلطت معاه .. غلطت معاه و اه لمسنى و عشان هو راجل بجد مش عيل زى ما بتقولى متخلاش عنى .. مقاليش اخبطى دماغك ف الحيط .. مستفزوكوش حتى و لوى دراعكوا بيا .. عرفتى بقا اذا كان عيل و لا راجل ؟
أمها إتجمدت مكانها و بتبصلها قوى بتحاول تقرا من وشها إذا كان كلامها بجد و لا مجرد كلام إترمى من باب الإستفزاز و بس ..

حلم فهمت نظراتها و عرفت إنها إستخدمت سلاح تقليدى بس رمى رصاصه حلوه هتصيب الهدف ف رسمت على وشها الجديه اللى تدعّم موقفها ..
أمها فجأه ضربتها بالقلم على وشها و حلم عرفت ان رصاصتها مش عملت دوشه لا ده عملت المطلوب ..
حاولت تطلع بس أمها شدتها من دراعها رجّعتها قدامها تانى: انتى بتهزرى صح ؟
حلم بإستفزاز: بهزر ف ايه بالظبط ؟ هى دى حاجه يتهزر فيها ؟ و عموما فى الف طريقه اثبتلك بيها
حلم مكنتش عارفه لو آمها صممت تثبتلها او تتأكد هتعمل هى ايه بس اهى قالت كلامها بدافع الغيظ ..

أمها فضلت تزعق و تزعق و تزعق و الاخر شدتها حدفتها ع الكنبه وراها: مفيش خروج من هنا فااهمه ؟ مش هتخرجى برا الزفت إلا اما اشوف البيه بتاعك و إعرفى إنك لو فاكره نفسك او هو فاكر ان باللى حصل ده هيلوى دراعى لاء يبقى غلطان .. انا اللى باللى حصل هلوى دراعه يعمل اللى انا عايزاه و الاول لو بمزاجه دلوقت غصب عن اهله.

أمها رمت كلامها و مشيت بغيظ عشان عارفه ان القدر هو اللى لوى دراعها و حلم إبتسمت بشئ من الانتصار ع القدر اللى سعفها لاول مره ..

فهد فضل يلف بعربيته كتير .. راح على بيت أبوه .. يمكن لأول مره يدخله من ساعة ما مالك خرج من سجنه و إختلفوا ..
دخل و حس إنه بيدخل عش لملم عنكبوت مرارة الحزن و القهر عليه ..
فتح شقة أبوه و أمه و دخل .. بمجرد ما دخل غمض عينيه بعنف و بدون تمهيد جه قدام عينيه لحظة ما دخل المشرحه على جثث أبوه و أمه و قفل عينيه نفس القفله بس إفتكر ساعتها ان مالك بس اللى خده ف حضنه .. ضمّه و شبه شاله و شال عنه ساعتها الموقف ..

إفتكر الموقف و إفتكر اليوم كله و إفتكر كتير قوى .. إفتكر يومها اللى اوله كانوا ف المشرحه و نصه ف المقابر و اخره مالك إختفى و عرف هو باللى حصل ..
إفتكر إختفائه كان عامل فيه ايه و كانت حالته ايه .. اليوم إنهارده رسم قدامه ملامح اليوم اللى بقاله كتير بيحاول يدفنه جواه ..
إفتكر قلقه و رعبه و خوفه وقتها و اللى مكنش عارف سببهم عشان لآول مره يكون من غير ونيسه و لا كانوا على مالك نفسه ..
كان بيقنع نفسه ان الخوف و الرعب ده عشان بقى لوحده بس بمجرد ما مالك إختفى تانى و إترسم جواه نفس الرعب و نفس الهلع من ان الدنيا تفضى عليه عرف إنه خوفه وقتها مكنش على نفسه .. خوفه كان ع اللى طول عمره اخ و سند و ضهر و الإيد التانيه اللى بتشاركه ف كل حاجه و احيانا بتشيل عنه و بداله اما بتبقى إيده تعبانه ..

اليوم كان بشع اوله المشرحه و نصه ف المقابر و اخره وحده إبتدت غصب عنهم هما الاتنين بس هو اللى إستحلاها و خدها سكه له .. و إنهارده جه بنفس بشاعته ..
من وسط تفكيره ده إفتكر المقابر .. معقوله ؟

فهد خرج بسرعه و قفل الباب وراه و خرج من البيت خد عربيته و مشى بسرعه .. كان بيسوق بشئ من التوهان و جواه دعوه صامته كإن لسانه مكسوف منها ..
وصل عند المقابر و بمجرد ما شاف عربية مالك برا خد نَفس عنيف طويل كإنه بيتشاهد .. نَفس كده شبه اللى كان ف سباق طويل و ما صدق وصل لأخره .. بس هل فعلا هيكون ده اخره ؟ سؤال إجابته عند القدر و بس !

دخل على لسانه كلام كتير إنعقد و إتربط بمجرد ما شاف مالك .. منظره يغنى عن اى كلام ممكن يقولوه الاتنين ..
مالك كان نايم قدام قبر أبوه .. ف إيده مصحف بتاع حلم ..
فهد قعد جنبه و عدله من على جنبه ف وشه بان .. شكله و عينيه و وشه اللى شبه الدم بيقولوا ان ده واحد جاب اخر طاقته و فقدها خلاص .. مسك المصحف من إيده و شاف عليه دموع من كترتها كإنه مرشوش بمايه ..

فهد سكت كتير و غصب عنه نزلت دمعه من عينيه وقعت ع المصحف و إتقابلت دموعهم عليه كإن ربنا رايد قلوبهم تتقابل او تتفق هنا ..
فهد نزلت منه دمعه ورا دمعه ورا دمعه لحد ما إتحولت دموعه لشهقات صوتها بيعلى شويه شويه ..
مالك كان نايم و وشه و ملامحه مضمومه على بعضها و وشه بينقط عرق و إبتدى يحرّك وشه يمين و شمال كإنه بيختنق ..
فهد عياطه بيزيد و مالك هزّة راسه بتزيد اعنف .. فهد عياطه بقا مبحوح لحد ما صرخ و مالك كابوسه إتملك منه لحد ما صرخ هو كمان و طلعت صرخاتهم ف نفس الصوت كإنها من نفس القلب ..

مالك قام قعد و بيتلفّت حواليه بيحاول يفتكر فى ايه بس لسانه بيتكلم لوحده: ليه ؟ ليه ؟ ليه كده ؟ لالا يا حلم .. لااا .. فهههههد
فهد محاولش حتى يمسكه او يسكت و صوت دموعه بقى اعلى ..
مالك لاحظه و فهم إنه كان ف كابوس بس اللى مفهمهوش ايه اللى جاب فهد .. هو نام اه من غير ما يحس بس مكنش فى فهد ..
فهد بصّله بعيون مش عارفه تفتّح: انت كويس ؟ فى ايه ؟

مالك حاول يرد او يلاقى صوته: حلم
فهد حاول يهزر: ايه ده هى نطالك ف نومك كمان ؟ مش عتقاك البت دى
مالك ضحك غصب عنه اما شافه بيهزر و فهد ضحك معاه: انا اه قولتلك سيبك من احلام و امها و خدها حلم حلم بس مش للدرجادى .. مش لدرجة تاخدها ف ديلك ف كل حته حتى ف نومك
مالك ضحك بغيظ: لاء مانا سيبت احلام بس امها اللى مسكت ف ديلى
فهد للحظه سكت اما فهم قصده و ضحك قوى: اهلاا ده انت منحوس بقا.

مالك ضحك اكتر و فهد ضحك برخامه: كده العيب مطلعش من الناس اهو .. الناس طلعت فل انت اللى طلعت عقد .. تدرى ليش ؟ لإنك فقر ياخوى و الله فقر
مالك ضحك قوى على طريقته و فهد ضحك معاه لحد ما سكتوا ف لحظه واحده و المفروض يتكلموا جد: كانت بتعمل معاك ايه و انت نايم يا قذر ؟
مالك برّق مره واحده و فهد إنفجر ف الضحك من تانى: يا بنت الصرمه .. هى كانت مجرجرانى ادوّرلها عليك و هى هنا ف حضنك
مالك ضحك معاه غصب عنه و زقّه بغيظ: غوور يالا دى كانت بتخنقنى.

فهد برّق ببقية ضحكته: اه اذا كان كده ماشى
مالك زقّه بغيظ و سكت شويه و فهد قرا سؤاله ف عينيه: انا استغيبتك بس قولت اكيد شغل واخدك .. بس اما جاتلى حسيت ان فى حاجه مش مظبوطه .. ماهو اصل الشغل بياخدك منى، من نفسك، من اى حاجه إلا هى
مالك إتبسط من لهجة العتاب ف كلامه اكتر من الكلام نفسه: انا مفيش حاجه تاخدنى منك يا فهد .. مفيش و لا حتى تخطيك و تيجى قبلك .. انت رقم واحد قبلها و قبل اى حد و اى حاجه و قبل نفسى حتى و خليك دايما فاكر ده
فهد عينيه لمعت غصب عنه و سكت ..

مالك حب يرجّعه للهزار تانى: بعدين ده انت حتى ف الحلم لازق معانا
فهد رفع حاجبه: كنت بعمل ايه لامؤاخذه ؟
مالك ضحك بعيظ: بلاش
فهد شدّه برخامه: لا اعرف
مالك ضحك بغيظ و فهد عض شفايفه: مصمم
مالك مسكه من رقبته بهزار: هى مسكانى بتدور على حاجه تخنقنى بيها و انت إدتها حبل من جنبك
فهد تنّح لحد ما ضحك قوى و مالك زقّه برخامه و بيتفرج على ضحكُه بغيظ شويه و بفرحه شويه و بيتناسى الكابوس اللى شافه فعلا ..

فهد بيضحك جامد و مالك إكتشف إنه بيضحك زى اللى كان مستنى حاجه تضحّكه يفرح و فهد اما شاف مالك ضحك معاه إكتشف ان ضحكته كانت واحشاه جدا و القاعده دى كانت روح و إتردت فيه و الاتنين زى ما يكون بيخطفوا ضحكه من الدنيا غصب عنها ..
سكتوا ف نَفس واحد لحد ما فهد سؤاله طلع لوحده: انت كويس ؟
مالك رد بتلقائيه رغم غموض رده: كويس يا فهد .. و الله كويس قوى .. متقلقش
فهد إكتفى برده ده و مفتحش حواره و بيقنع نفسه ان ده رد مالك ع اللى ورا سؤاله مش على سؤاله ..

الاتنين قاموا بعد ما قروا الفاتحه و خرجوا
فهد راح على عربيته: لا انا معنديش استعداد ادب مشوار تانى لحد هنا اجيب العربيه .. عايز نرجع سوا تعالى ف عربيتى
مالك رد بغموض رغم إنه ضحك: هو انت على طول بتختار نفسك كده ؟ مبتحاولش حتى تفهم ؟ مش يمكن انا جاى معاك لوحدى ؟ مش يمكن انا معاك اصلا ؟
فهد رفع حاجبه: انا بس شوفتك رايح على عربيتك.

مالك رد على طول: انت شوفتنى رايح ع العربيه اه بس مشوفتنيش مشيت و لا حتى بستعد امشى .. ف الواقع العين بتشوف كل حاجه من جهه واحده بس و ف العقل الباطن العين بتشوف اللى هى عايزه تشوفه او اللى مصممه تشوفه .. مش يمكن هاخد حاجتى من العربيه .. هقفلها .. اى حاجه غير إنى هسيبك و لا انت متعود تفترض الاسوء
فهد سكت كتير و الكلام خده لسكه تانيه ..
مالك خد حاجته من عربيته و قفلها و ركب معاه مشيوا ..
فهد: هتكلم حلم ؟

مالك: انا فتحت موبايلى ثوانى و هى هتتكلم مش هتدينى فرصه
فهد رفع حاجبه: ايه الثقه دى ؟ هى مش متوقعه إنى الاقيك دلوقت .. مقولتلهاش
مالك هز راسه على جنب و إبتسم: ثقه بقا .. اصل خدت ثقتى فيها من ثقتها هى فيا يا فهد
فهد لسه هيرد مالك موبايله رن و من غير ما يبص فيه دوّره ناحية فهد و ضحك ..

فهد رد بنفس غموضه: بس متستغلش الثقه دى غلط
مالك رفع حاجبه و فهد لحق لسانه وضّح: يعنى اقصد واثق إنها هتتصل ف مكلمتهاش انت تطمنها الاول مع ان ده اللى المفروض يحصل
مالك بصّله كتير: مش يمكن مستنى اوصل المجموعه و اكلمها عشان تطمن ؟ او مش يمكن رايحلها مثلا ؟
فهد فهم ان مالك وصّله لنفس النقطه و مالك ضحك ضحكه باهته بعد ما حس ان رسالته وصلت: مش بقولك دايما بنفترض الاسوء او بتفهم اللى عايز تفهمه.

الاتنين سكتوا و فهد وصّله للمجموعه .. بمجرد ما وصل لقى حلم هنا ..
مالك إبتسم بإرهاق: حلم
حلم إندفعت: يا اخى حرام عليك .. انت ايه ؟ مبتقدرش اللى حواليك ليه ؟ مبتقدرش قلقهم ليه ؟ زعلان، متضايق، مخنوق، عايز تبقى لوحدك، ماشى، بس ع الاقل تبقى سايب خبر .. تبقى معرّفنا مش تسيبنا زى الكلاب الضاله كده .. انا و فهد اسبوع قالبين عليك الدنيا .. محطتش ف بالك ده ؟

مالك إتجاهل كلامها و إبتسم بس لقلقها و لفهد معاها و إنهم فعلا إفتقدوه: حبيبتى حقك عليا .. انا بس كنت محتاج ابقى لوحدى شويه اعيد حساباتى
حلم بإصرار: ايوه بس كان لازم يبقى عندنا عِلم
مالك إبتسم: خلينا ف المهم دلوقت .. عايز اقابل أمك تانى
حلم إبتسمت و راحت عليه: هو فى اهم من وجودك يا مالك القلب
مالك إبتسم: ماهو عشان وجودى ده عايز اقابل أمك
حلم سكتت شويه بترقّب: مالك متزعلش منى انا
مالك قاطعها: انا مش زعلان يا حلم انا قولتلك انى كنت محتاج بس اعيد حساباتى .. خديلى معاد معاها
حلم معرفتش توصل معاه لقراره بالظبط بس إتطمنت من نظره الحب اللى ف عينيه: خلاص بالليل هكلمك.

حلم روّحت و كلمت أمها و فعلا إتفقوا هتقابل مالك تانى يوم ..
تانى يوم مالك راحلهم و أمها نزلت قابلته .. نظراتها و ضيقها و خنقتها منه موضحين موقفها ..
بس الغيظ و الضيق اللى ف طريقة تعاملها و كلامها هما اللى مش واضحين له .. زى المجبره .. لإنها ببساطه لو هترفض كانت رفضت او حتى عقدتها اكتر .. بس دى زى المضطره او مجبره ..

أمها حاولت تبقى بارده: هاا ؟ اعتقد بما إنك انت اللى طلبت تقابلنى يبقى فكرت بس ياترى فكرت ف ايه بالظبطّ ؟
مالك فاجئها برده: انا زى ما قولتلك معنديش إستعداد اشتغل عند مراتى و لا بيتى يتفتح من خيرها .. بس عندى إستعداد احطلها رصيد بحساب يناسب طلبك
حلم إبتسمت من مجرد محاولته رغم إنها محبتش الحوار يبقا بالصوره دى بيع و شرا و أمها إتفاجئت برده و ملقتش كلام ترده ف بصت لجوزها اللى متابعهم و حضر بس لمجرد إنه توقع رفض مالك و إنسحابه ..

مالك بهدوء: شوفى حضرتك عايزالها ايه و انا زى ما قولتلك اللى تطلبه انا موافق
أمها عايزه توصل لأخره: الشبكه اللى هنختارها ايا كان تمنها و شقتها تبقى بتاعتها ع الاقل لو حصلك حاجه و خسرتك او انت خسرتها يبقى إستفادت منك ف حاجه و انا متأكده إنها بعدين هتشكرنى على ده
حلم لسه هتتكلم أمها إتنرفزت: و لا كلمه
مالك إبتسم من محاولاتها تضايقه و بتلقائيه إفتكر ام احلام و مش عارف ليه القدر بيعمل فيه كده: خلاص يبقى إتفقنا و شوفوا عايزه تجيب شبكتها امتى و انا جاهز
آمها لمجرد عايزه تدبسه: إنهارده
حلم فرحت و كشّرت ف نفس اللحظه: انهارده ازاى يعنى ؟

أمها: مش بيقول إنه جاهز ؟ يبقا هيعترض على ايه بقا و لا هو كلام و خلاص ؟ و انتى و مواركيش حاجه
حلم بصّت لمالك و هو محافظ على إبتسامته: اعتقد إنى جاهز اه ف اللى تطلبوه بس مش هاخد خطوه زى دى من غير فهد اخويا .. انا محبتش يجى معايا إنهارده عشان عارف او متوقع شكل الحوار بس مكنتش هكمل الحوار من غيره .. إدينى دقايق اكلمه و لو عرف يجى نروح
آمها لسه هترد حلم هنا اللى وقفت: لا كده كتير .. الدنيا مطارتش يعنى .. ع الاقل بكره نعمل اللى عايزينه .. انت تكون رتبت مع فهد و انا اكون جهزت و يكون معانا وقت.

أمها لسه هتعترض حلم كلمتها بطريقتها او بلغه تفهمها: حتى يبقى المحلات كلها فاتحه و نعرف نلف براحتنا
آمها نوعا ما الحل ده رضاها و بصت لجوزها: يبقى بكره ؟
عمها رد من غير نِفس: شوفوا اللى عايزينه انتوا اللى هتنزلوا ..
أمها: خلاص بكره
ثروت وقف: زى ما تشوفوا انتوا اللى هتروحوا
أمها بتتدلع تحايله: انت مش هتيجى معانا و لا ايه ؟ انا مش هروح من غيرك
ثروت و هو بيتحرك يمشى: اجى معاكوا فين ؟ دى حاجه مليش فيها و تخصكوا انتوا
مشى و سابهم و مالك قعد شويه و أمها إتعمدت متقومش لحد ما قرر ينسحب و إستأذن و مشى و حلم راحت وراه ..

أمها بصتلها بغيظ بس هى إتجاهلت نظراتها و وصلته لبرا: انا بحبك قوى يا ميكى
مالك رفع حاجبه: بردوا ؟
حلم ضحكت بخفه: طب و الله لايق عليك
مالك ضحك بغيظ: دلوقت بتحبينى هاا ؟
حلم إبتسمت برقه: متزعلش منى يا مالك .. مكنش قصدى ازعلك .. انا كنت بضغط عليك عشان احركك .. اخليك تاخد خطوه .. كنت خايفه تنسحب او تفضل حتى مكانك
مالك بصّلها بعتاب: مش كل ضغط بيجيب النتيجه اللى عايزينها و لا كل ضغط بيخلينا نتحرك .. ممكن يخلينا ننفجر.

حلم ضحكت بغيظ: بعد الشر
مالك إنتبه: بت انتى عملتى ايه لأمك ؟ حاسسها مش طبيعيه و عايزه تقوم تخنقنى
حلم ضحكت اكتر: و ايه الجديد يا حبيبى ؟
مالك: لا بس حاسسها متغيره و كلامها متحسس كده
حلم ضحكت ببرود: هى مكنتش مصدقه إنك معملتش فيا حاجه و انا معملتش حاجه عشان اقنعها بكده غير إنى اكدت على فهمها
مالك نوعا ما اتضايق: انتى بتهزرى يا حلم ؟ ازاى تغلطى ف نفسك كده ؟ و عشان ايه ؟

حلم إستغربت رد فعله: عشانك
مالك زعق بضيق: و لا حتى عشانى .. انتى اغلى من كده بكتير و لو مش هاخدك خالص بردوا مكنش ينفع تتصرفى كده .. و لو هتكسر من غيرك بردوا مينفعش انتى تتكسرى قدام حد و لا تتكسر عينيكى قدامهم و لا صورتك حتى لو قدام اهلك
حلم إبتسمت بعشق لمالك اللى اسم على مسمى و ملك قلبها و عقلها و سيطر على عقلها ..
مالك بصلها بغيظ: هروح و ابقى نكمل كلامنا لاحسن امك تبلغ عننا بوليس الاداب
حلم ضحكت قوى و هو مشى .. خرج من عندهم راح على فهد ف شقته ..

فهد إتفاجئ بيه و مش عارف ايه اللى ممكن يكون جايبه ف وقت زى ده: ماالك ؟
مالك حس إنه محتاجله بجد .. جروحه كلها كانت متقفّله بشكل عشوائى و بطريقه هشّه عشان كده اول خبطه فيهم إتفتحوا .. متلصمين بالعافيه و روحه مرقّعه من كل ناحيه: ينفع ادخل ؟
فهد من لهجته معرفش يعترض و لا يرد اصلا بس فتحله سكه: فى حاجه و لا ايه ؟

مالك دخل و حاول يتكلم ف اى حاجه بعيد عن اللى جواه عشان مينفعش و مع فهد بالذات: لا مفيش .. كنت عند حلم و حسيت إنى محتاج ابقى معاك شويه
فهد معرفش يمنع نفسه يبتسم إنه لسه محتفظ عند اخوه بجزء له و لو صغير بس بسرعه كشّر: حلم ؟ عندها فين ؟ البيت ؟
مالك هز راسه و هو قاعد و مرجّع ضهره لورا و مغمض: اه كنت ف الامتحان يا عم.

فهد إتضايق من إنه موفاش بوعده و مالك فهمه ف وضّح: احنا متفقين هنروح سوا بس حبيت اعفيك من غلاسة انهارده .. كنت عارف إنه امتحان سمج ف قولت بلاش .. عندها ام حاجه كده استغفر الله و لا حول و لا قوة إلا بالله و حسبى الله و نعم الوكيل
فهد ضحك غصب عنه: انت موعود بقا .. ده انت فقر
مالك ضحك معاه و الاتنين ضحكوا قوى: فاكر ام احلام كانت بتعمل معاك ايه ؟
مالك غمض عينيه بضحك: متفكرنيش ده انا كنت ببقى عايز ارزعها قلم لولا السن
فهد ضحك اكتر و مالك معاه: المهم يلا كلّم روفيدا و رتبوا هنتقابل ازاى
فهد إستغرب: روفيدا ؟ اشمعنى ؟

مالك إبتسم: هننزل نجيب الشبكه بكره .. أمها فاكره كده بتدبسنى .. المهم عايزك انت و روفيدا معانا و اعتقد انا و هى محدش معانا إلا امها و دى القاعده هتبقى مش على هواها هتمشى بعد ما نخلّص و احنا نكمل اليوم سوا
فهد مكنش عايز يعترض و مالك إبتسم: اعتقد إنك لو معملتش ده ف فى ناس تانيه هتعمله و تكلمها تعزمها و شكلك هيبقى وحش و انت اللى هتشيل الليله.

فهد ضحك غصب عنه و راح كلّم روفيدا اللى فرحت بطريقه فهد إستغربها و إتفقوا هيتقابلوا تانى يوم ..
مالك قعد كتير مع فهد و بعد ما كان هيمشى لمعت ف دماغه فكره ف إبتسم: اعتقد انت اجازه بكره صح ؟
فهد مفهمش: اه بس ليه ؟ احنا كده كده هنخرج اخر النهار
مالك فرد قعدته قوى و إبتسم: لا بس عشان لو مجاليش نوم يبقى اغلّس عليك بضمير
فهد فرحته طلعت تلقائيه: انت هتبات هنا ؟

مالك رفع حاجبه و هزّ راسه بإستفزاز و فهد من طريقته اللى رد بيها حدفه بمخده جنبه جات ف المج اللى ماسكه إتدلق عليه و مالك برّق بضحكه مكتومه و حدفه بالمج و فهد إتفاداه و قام يجرى و مالك راح وراه و الاتنين ضحكتهم المكتومه طلعت بصوت و كإنهم بيتجاهلوا كل حاجه لمجرد إنهم محتاجين الفرحه مش اكتر حتى لو بشكل مؤقت ..
تانى يوم نزلوا ..

فهد: هعدّى انا على روفيدا اجيبها و انت روح هات مارى منيب بتاعتك و بنتها و شوف هيودوك فين و رن عليا ابعتلى اللوكيشن
مالك ضحك بغيظ: انت هتبيعنى من اول محطه ؟ ده انت واطى بجد بقا .. امشى قدامى نعدّى ناخدهم بالدور سوا
فهد ضحك على طريقته: خلاص يبقى نعدّى على روفيدا الاول هى جهزت اصلا و مكناش هنتأخّر
مالك إبتسم بمناغشه: ما تقول إنها وحشاك اسهل
فهد ضحك برخامه و الاتنين مشيوا عدّوا على روفيدا الاول اللى فعلا خرجتلهم بسرعه و مشيوا ..

مالك وصل بيت حلم و رن عليها: احنا ع الباب ...اييه ؟
حلم كانت بتجهز و بصّت لأمها اللى ردّت ببرود: قوليله يستنانا ف العربيه اما نخلّص هنخرج
حلم بصتلها بغيظ بس عايزه تلم الدور: خلاص انا جهزت هطلع معاهم لحد ما تخلصى
حلم نزلتلهم و فرحت لوجود روفيدا و الاتنين إتقابلوا ف احضان كعادتهم: كنت هزعل لو مكنتيش جيتى
روفيدا إبتسمت برقه: انا اقدر ؟

الاتنين قعدوا يرغوا كتير و تقريبا الاتنين نسيوا وجود فهد و مالك اللى متابعينهم و كل واحد جواه بيتمنى لو دى شكل علاقتهم ..
أمها خرجت و ركبت مع مالك اللى اصر إن كلهم يبقوا ف عربيه واحده و راحوا المكان اللى آمها إقترحته ..
قعدوا يلفّوا من محل لمحل و مكان لمكان و دى كلها كانت اقتراحات أمها لمجرد الاستفزاز مش اكتر ..
كل محل بتتعمّد تختار حاجه غاليه اوفر و كتيره حتى لو مش حلوه و مهما حلم تعترض بتكرر نفس الموقف مع كل محل حتى لو كلامها مش هيمشى بس كفايه الاحراج او إستفزازه ..

مالك إستغرب نفسه إنه حتى مش متضايق زى ما كان بيتضايق من ام احلام ..
حلم نقّت حاجه رقيقه و بسيطه و تقريبا مخدتش و لاحاجه من اختيارات أمها و راحت على مالك: ايه رآيك ؟
مالك إبتسم من فكرة إنها بتختاره هو مش مجرد اختيار شبكه و عقله ببساطه فكّره بمواقفه مع احلام: حبيبتى اللى عايزاه خديه و متشيليش همّى انا عامل حسابى
حلم إبتسمت بفرحه: و انا مش عاجبنى غير إنها منك و بس.

خلّصوا و أمها اليوم خنقها ف إختارت تروّح و حلم كمّلت اليوم معاهم كلهم سوا و الكل مبسوط لحد ما خلّصوا و مالك خدها يوصّلها ..

إتفقوا على معاد الخطوبه و كان اخر الاسبوع و الاتنين جهزوا لليوم لحد ما جاه ..
مالك كان مشارك فهد معاه ف كل خطوه تقريبا و الاتنين نزلوا سوا لمالك يجيب بدلته و اللى صمم فهد يجيب زيه بالظبط و فعلا جابها زيه ..
و الاتنين شويه شويه بيتجاهلوا اللى بينهم و سايبينه للايام تحسمه ..
روفيدا مع حلم تقريبا ف كل حاجه و نزلوا إشتروا فساتينهم سوا لوحدهم و قضوا يومهم بين المحلات ..
يوم الخطوبه مالك نزل عدّى على فهد آخده جابوا روفيدا و عدّوا على حلم وصّلوهم للكوافير و مشيوا لحد اخر النهار إبتدوا يجهزوا ..

الاتنين لبسوا و نزلوا ف عربيه واحده راحوا ع الكوافير و شويه و حلم و روفيدا خرجوا و إتفاجأوا ان هما كمان لبسهم زى بعض ..
مالك و فهد بصّوا لبعض و بصولهم و روفيدا و حلم بصوا لبعض و بصولهم و فجأه ف نفس اللحظه طلعت ضحكتهم ممزوجه ببعض كإنها ضحكه واحده بطعم الفرحه ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة