قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس والعشرون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس والعشرون

مالك غمض عينيه بتلقائيه و فهد نطق بصوت مبحوح: انت تعرف اللى إسمه عادل يسرى ده ؟
مالك لسه هيرد فهد مسك إيده و جه يتكلم صوته إتخنق و إختلط بعياط و كلامه طلع مبحوح: ارجوك .. لو تعرفه او تعرف اى حاجه عنه قولى .. قولى و انا هتصرف .. انا مليش غيرك انت و الانسانه الوحيده اللى حبيتها و ادينى بخسرها اهو .. انا مش عايز اخسرها يا مالك .. مش عايز .. انا موت أمى و أبويا كسر ضهرى .. كسرنى قوى يا مالك .. خلانى ماشى زى التايه بخبّط ف كل حاجه حواليا و يمكن انت اول واحد بس كان غصب عنى .. و الله غصب عنى ..

انا مش حمل كسره تانيه .. مش هقدر على خساره تانيه .. لو خسرتها زى ما خسرت أبويا و أمى هموت ...و الله هموت .. انا إتحرمت من أبويا و أمى بس عمرى ما حسيت إنى يتيم عشان انت موجود .. بس لو وجودك ده مش هينفعنى ف موقف زى ده يبقى انا يتيم بجد .. ارجووك

فهد بيتكلم كلامه ورا بعضه و بشبه هيستريا و مبيفصلش بين الجمله و التانيه و مالك باصصله قوى و لدموعه ..
مالك عينيه بتتنقل بين حلم اللى بتتنفس بصوت عالى جدا مسموع للكل و مستنيه اجابة مالك اللى اول مره يتسأل بشكل مباشر و بين إيدين فهد اللى متبته ف إيده و بتترعش كإنه على جبل عالى و لو ساب إيده هيفلت يقع ..

و مش عارف يحسم الصراع اللى جواه ده ف خد نَفس طويل قوى بصوت متوتر و خد بعضه و خرج و خطواته سريعه جدا شبه الجرى .. فهد و حلم خرجوا وراه و كل ما بيزيدوا ف سرعتهم عشان يجيبوه يزيد هو ف سرعته كإنهم ف سباق او بيهرب مثلا ..
وصل عند عربيته و خد نَفس بتشاهد كإنها هترحمه من الصراع ده ...ركب و قبل اى رد فعل منهم قفلها و طار بسرعه .. فهد ركب عربيته و حلم ملحقتش مالك ف راحت بسرعه لفّت فتحت جنب فهد ركبت و قفلت و طلعوا ورا مالك ..

مالك ف عربيته طلّع موبايله كلّم حد: انت فين يا حيوان ؟
اللى ع التليفون لسه منطقش و مالك زعّق قوى: مرات اخويا فين ؟
اللى ع التليفون: يا باشا انا
مالك بيزعق و هو بيضرب الدريكسيون بعنف: اقسم بالله لو جرالها حاجه او حد لمس شعره منها لا اخليك تحصّلها .. انتوا كنتوا فين ؟
الراجل: انا حاولت اكلمك من بالليل موبايلك مقفول و حتى حاولت اوصل لفهد باشا مبيردش
مالك إنتبه لإن موبايله فاصل من بالليل و يدوب فتحه كلّم فهد و ملحقش يشوفه: إخلص .. ايه اللى حصل و انتوا فين بالظبط ؟

الراجل: هى خرجت مع واحده امبارح بالليل و احنا إفتكرنا عادى هى تبعها .. بس مشيوا مسافه كبيره جدا و طريق مقطوع و متدارى عشان يوصلوا لمكانهم و ده اللى قلقنا ان فى حاجه مش مظبوطه و خلانى اتصل بيك من وقتها .. ده غير إن الليل كله برا
مالك بقلق: إبعتلى المكان بالظبط
الراجل: حاضر، عموما هما لسه واصلين لمكان و دخلوا بيها جوه بس من الواضح إنهم مستنيين حد عشان فى حد منهم كل شويه يخرج يعمل تليفون و يرجع .. تحب نتصرف ؟
مالك بقلق: لا إبعتلى المكان و انا جاى و تابع معايا ع التليفون خطوه بخطوه لو حد جاه و انا هقولك تتصرف ازاى.

مالك قفل معاه و ثوانى و جاتله رساله بعنوان المكان بالظبط و داس سرعه لطريقه ناحيته ..

فهد وراه متابعه و من اول ما مالك مسك موبايله و هو بيحاول يدقق قوى معاه بس مش مجمّع ..
و اول ما مالك قفل إتصل هو بيه: وصلت لحاجه ؟
مالك بيحاول يطمنه: حبيبى إهدى هنوصل و
فهد زعّق بعنف: قسما بالله يا مالك لو جرالها حاجه ما هرحمك المرادى عشان مش هنفضل كتير ندفع تمن قرفك ده بقا
مالك جواه حته مقدره حالته اللى عاش تفاصيلها من غير فرص له بس بردوا زعل بس مش وقت زعل: فهد اصبر انا.

فهد قفل ف وشه و كمّل وراه و مالك كمّل ف طريقه للمكان اللى إتبعتله و هو مش ضامن هيروح يلاقى مين او ايه اللى هيحصل بس معندوش استعداد لخساير تانيه .. اذا هو خسر ف فهد لاء مش هيخسر و الموضوع خلاص إتحسم مهما كان التمن ..

عند روفيدا بعد ما راحت مع الست المنقبه و خرجت من الشارع و بمجرد ما حودت عنه إتفاجئت ببنت قاعده جنب عربيه و مميله .. روفيدا راحت بعفويه عليها و لسه بتميّل عليها كان إتنين وقفوا وراها يداروهم و اللى جنبها رشت على وشها مخدر و عشان كانوا جنب العربيه قوى و الحركه مخدتش ثوانى محدش خد باله و كانت روفيدا جوه العربيه و مشيوا بيها ..
السواق اللى معاهم إتصل بحد: عادل باشا الزبونه معانا و تمام.

عادل يسرى: خدها ع المكان اللى إتفقنا عليه لحد ما اظبّط امورى و اجيلك عشان محتاج وقت عشان اعرف اجيلك و اعدّى من الطريق لا احسن اقابل خطيبها الحمار او اى لجنه و انت عارف بيدوّروا عليا
الراجل قفل معاه و خد طريقه للمكان اللى كان بعيد جدا و ف حته مقطوعه و بمجرد ما دخل حدفها ع الارض و كتّفها و خرج كلّم عادل تانى: خلاص احنا وصلنا
عادل: لسه قدامى شويه .. خليك معاها و خد بالك لايكون حد متابعك
الراجل إتلفّت حواليه: لا معتقدش، المكان فاضى و الحته مقطوعه و كمان لو حد متابعنى مش هيسبنى اوصل لحد هنا بيها
عادل إتطمن: خلاص محدش يقرّب منها إلا اما اجى
قفل معاه و خد طريقه لعنده و الراجل وقف يحرس المكان مع رجالته يستنوه ..

مالك كان بيسوق بسرعه خياليه و مره يدوس بعنف يسابق الهوا كل ما يفتكر ان لو جرالها حاجه هيخسر فهد بجد و مره يهدّى سرعته اما يفتكر ان فهد وراه بالعربيه و يخاف يحصله حاجه من ملاحقته بالسرعه دى و ميعرفش يتحكم ف العربيه ..
وصل ف وقت خيالى للمكان و هناك قابل حد اللى اول ما وصل رن عليه: إطلعلى انا ع الطريق برا
الراجل طلعله و مالك قابله: فين ؟
الراجل شاور على مكان زى المخزن صغير كده على جانب الطريق: هما دخلوا بيها هنا و
مالك سابه و طلّع مسدسه و راح ناحية المخزن بحذر و بنظره سريعه للمكان حواليه قدر يرتب خطواته هيعمل ايه ..

فهد كان موازى مالك ف حركته بالعربيه و اول ما مالك ركن هنا فهد ركن وراه بس إتعطل ثوانى اما خرّج مسدسه و حطه ف جيبه و نزل ..
بعد ما نزل و حلم نزلت وراه وقف مكانه ثوانى بجمود بعدها رجع لعربيته تانى ..
حلم كانت نزلت وراه و اما رجع ركب عربيته بصتله بإستغراب: انت رايح فين مالك نزل هنا ؟
فهد مردش على كلامها و رجع ركب عربيته و خد بيها خطوات لورا و قدّم بسرعه خبط عربية مالك ..
وقف بعربيته و رجع لورا بيها و قدّم بسرعه خبط عربية مالك تانى .. كرر الحركه مره ورا مره وراه مره لحد ما كسّر العربيه بجمود و ضمن إنها مش هتتحرك او بمعنى اصح مالك اللى مش هيعرف يتحرك او هو ظن كده ..

بعدها ركن عربيته قريب من مدخل الطريق و نزل ..
حلم بصّتله بذهول من اللى شافته: انت إتجننت ؟ ايه اللى عملته ده ؟
فهد بجمود و هو بيطلّع مسدسه: مالك بيهرب و لا مش واخده بالك ؟ انا مش هغلط مرتين
سابها و إتحرك بجمود بس حلم شدته وقّفته قدامها: انا عايزه اسمعه الاول .. و لا مره سمعت انت منه .. كل مره بتصدر احكامك بناءا على تفكيرك انت و اللى شوفته انت او اللى عايز تشوفه .. و لا مره جربت تسمعه .. تحسّه
حلم قالت كلامها و جواها حته مش متفاعله مع لسانها و الكلام اللى نطق بيه .. مالك مش بيتكلم اصلا و هى عارفه ..

فهد إختنق من كلامها اللى اصح من إنه يترد عليه ف زقّها و مشى .. لمح الراجل اللى مالك راح عليه اول ما وصل و بمجرد ما وصل عنده ضربه بوكس ف وشه: انت مين يا حيوان ؟
الراجل إستغربه و إستغرب موقفه او وجوده عموما بس من كلامه فهم إنه تبع البنت اللى إتاخدت يعنى تبع مالك: انا تبع مالك باشا و
فهد الجنان ركبه بمجرد ما قاله إنه تبع مالك: اه يا حيوان و الله ما هسيبك لا انت و لا زفت بتاعك
فهد مسكه من رقبته و بيخنق فيه و حلم بعد ما خدت طريقها بسرعه لجوه ناحية ما دخل مالك رجعت لفهد بقلق .. فهد بيخنق ف الراجل و الراجل مش عارف يفلفص منه .. حلم قربت منه بتحاول تفك إيديه من حوالين رقبة الراجل مش عارفه و فهد بيشدد بزياده عليه ..

حلم راحت على رجل فهد بتضرب فيها برجلها يمكن تزحزحه عن الراجل و فهد فعلا إختل ف وقفته ف خرّج مسدسه و بيوجّهه ناحية الراجل ..
حلم الموقف ده كان كفيل يرعبها و عقلها ورّالها صوره واحده رسمها قدام عينيها و عماله تروح و تيجى بس للأسف وقتها معرفتش تعمل حاجه و كان التمن غالى .. لكن دلوقت لازم تعمل .. لاازم
قربت من فهد و فصلت بينه و بين الراجل: بلاش يا فهد .. انت كده بتضيّع نفسك .. بتعمل زى ما مالك عمل بالظبط .. هتضيّع نفسك و شغلك زيه ..
فهد كلامها لجّمه للحظات من مجرد إنه بقى زى مالك او عمل زيه و زاد جنونه اكتر من جملتها دى و مش عارف من إنه بقا زيه و لا من إنه لدلوقت بس إبتدى يحطله اعذار !

حلم بتحاول معاه و هى مصممه تِرجعه و هو بيزق فيها بعنف و بيحاول يوصل للراجل اللى مش واخد فرصه يتكلم حتى و ف وسط الدربكه دى فهد ضرب رصاصه من مسدسه من غير ما يبص رايحه لفين اصلا و الرصاصه جات ف كتف حلم ..

حلم بتنزل ع الارض بس عماله تقاوم و هى بتصرخ بصوت مبحوح: ماالك، إلحقه يا مالك، يا مالك

مالك كان بعد ما الراجل شاورله ع المخزن إنهم جوه راح بحذر عليه .. بيقرّب و يختفى و يرجع يقرّب و يتدارى ف حاجه لحد ما يقرب تانى لحد ما وصل قريب جدا منهم..
لف المكان بعينيه و حوالين المخزن عشان يوصل لأضعف نقطه ممكن يدخل منها لحد ما وصل للجهه دى ..
قرّب و إتدارى ف حيطه و ضرب بمسدسه ع الحيطه من غير رصاص بس عمل صوت .. إتحرك واحد ناحيته من الناحيه اللى ناوى يدخل منها و بمجرد ما حود ناحيته مالك لف دراعه ورا ضهره و ضربه بإيده التانيه بقاعده المسدس على دماغه وقّعه ..

ع الصوت إتحرك التانى اللى كان جنبه على نفس الجهه و يدوب بيقرّب لمح مالك ف مسك مسدسه و وجهه ناحية مالك ..
مالك مكنش عايز يستعمل الرصاص بس مكنش قدامه حل .. الراجل مسك مسدسه و هيضرب على مالك بس مالك كان اسرع و ضربه رصاصه ف رجله وقع ع الارض و لسه هيقوم مالك ضربه التانيه ف كتفه وقع خالص ..

مالك إتخطاهم و راح ع الناحيه اللى الاتنين دول كانوا بيحرسوا المخزن منها لقاها فضيت ..
شاف شباك حديد عريض ف الحيطه بس عالى .. خد نَفس عميق و إبتدى يطلع ع الحيطه و يتسنّد بإيديه بالعافيه عليها لحد ما وصله و مسك فيه ..
يدوب بان وشه منه و لمح المكان من جوه شاف روفيدا ع الارض و كانت يدوب بتفوق و فى بودره على وشها و هدومها .. يعنى كل ما تفوق يخدروها ..
روفيدا كانت شبه فايقه و اول ما مالك حاول يدخل لمحته و بمجرد ما عينيها جات ف عينيه إتطمنت ..

مالك إبتسملها و هز راسه تطمن و فعلا إبتدت نوعا ما تهدى و بصت ع الباب اللى قصادها و عليه إتنين بأسلحه بس مديينها ضهرهم ..
مالك راح بعينيه لمكان ما بتبص و شافهم ف رجع بصّلها تانى تهدى ..
شاورلها تيجى على جنب تتدارى و هى برغم إنها متكتفه فضلت تزحف لحد ما إتدارت شويه و هو طلّع مسدسه فيه كاتم للصوت ضرب طلقه ف الحديد بتاع الشباك فكّه و قبل ما يقع لحقه بإيده مسكه عشان ميعملش صوت و بالإيد التانيه إتشعبط ف الشباك و نط منه لجوه ..
نزل تحت الشباك بالظبط ع الارض ..

شاور لروفيدا راحت تانى على جنب بعيد بهمس و هو قرّب بيحك ف الحيطه لحد ما قرّب ناحيتهم و ف حركه سريعه من جنب الحيطه متدارى جنبهم إتحرك وقف وراهم بحيث يكون مدارى روفيدا للجهه اللى خلاها تتحرك عندها و مسك الحديده اللى ف إيده رفعها ضرب على راس واحد فيهم و قبل ما يلتفت كان رفعها و ضربه مره كمان ورا التانيه ..
بمجرد ما ضربه التانى إلتفت شافهم و لسه بيطلّع مسدسه مالك ضربه برجله ف وشه وقّعه .. الراجل لحق مسدسه ضرب منه طلقه جات ف إيد مالك و لسه هيضرب كان مالك ضربه طلقه و اتنين لحد ما وقع ..

مالك شد باب المخزن قفله بسرعه و راح على روفيدا يفكها و هى إبتسمت بدموع: فهد فين ؟
مالك ضحك غصب عنه بس إستغرب ازاى مدخلش وراه ! ده كان وراه بالعربيه هو وحلم !
مالك سرّع ف فكه لها و شاف بلوزتها مبينه دراعتها و الجاكت مقطوع جمبها ف بصّلها بقلق: حد عملك حاجه ؟
روفيدا هزت راسها بسرعه: لاء هما بس الست اللى جابتنى هنا بتربطنى معرفتش من الجاكت فشدته رمته
مالك إتنهد براحه و فك قميصه حدفه عليها و هى إبتسمت: متشكره يا مالك .. متشكره قوى على وقفتك دى معايا و اللى هى اصلا اساسها جنب فهد برغم كل اللى بينكم و برغم كل حاجه حصلت
مالك صوته إتهز: مكنش ينفع اسيبك مهما حصل و لا اسيبه .. ده انا كنت اموت
روفيدا إبتسمت بهدوء و مالك لسه هيتكلم سمع صوت حلم بتصرخ برا ..

مالك إتجمّد للحظات و مقدرش يفهم تأخيرهم برا او صريخ حلم ده .. هو خلّص ع الرجاله و مفيش برا حد .. إفتكر الراجل اللى معاه .. فك روفيدا بسرعه و خدها و خرج و هو دراعه بينزف بس كبسه بالعافيه ..
بمجرد ما خدها و خرج حد من بعيد ف عربيه ضرب عليهم رصاص ..
عادل ف العربيه شاف مالك خارج بروفيدا بص ناحيته قوى و دقق فيه جامد للحظات و ضرب عليهم نار تانى ..
مالك شد روفيدا ورا ضهره و مسك مسدسه ضرب ناحيته بس ملحقش يتحقق منه .. ضربه رصاصه ورا التانيه لحد ما جرى بعربيته ..
مالك خدها و بيتحرك بسرعه و عينيه بتلف حواليهم لا حد يفاجئهم و هى بتمشى و تقع من الخوف ..
مالك إتردد ثوانى بعدها ميّل شالها لحد ما طلع برا .. شاف فهد ماسك ف الراجل اللى كان بيتكلم مع مالك و بيخنقه و حلم واقعه ف الارض بتنزف بس بتحاول تقوم..
مالك إتحرك بروفيدا و خرج بسرعه ناحيته و بمجرد ما وصلولهم روفيدا سابته و نزلت ع الارض جنب حلم تشوفها ..

مالك راح على فهد بيحاول يفصله عن الراجل و فهد بيزقه بعنف و بيزعق و بس: طبعا ما هو الحيوان بتاعك .. وصلت للدرجادى يا مالك ؟ للدرجادى ؟ لدرجة مراتى؟
مالك مش عارف يستوعب هو بيقول ايه.. بس مش مهم دلوقت .. هو دلوقت عايز يفصله عن الراجل اللى هيموته ..
مالك زقّه بعيد: انت إتجننت ؟ ابعد و هفهّمك
فهد بعد ما إتزق بعيد: انا اللى إتجننت و لا انت ؟ اما تأذينى ف مراتى يبقى مين فينا اللى إتجنن ؟ بس كويس إن الرصاصه جات ف حلم عشان تدوق من نفس الكاس.

مالك بص وراه بتوهان على حلم اللى بتنزف من صدرها قوى و فعلا مضروبه بالنار و مش قادر يربط كلامه بحالتها دى .. مش قادر يفهم او مش عايز يفهم ..
روفيدا هنا اللى وقفت و زقت مالك من قدامه و وقفت قصاد فهد و ردت: انت إتجننت ؟ واضح إنك انت اللى إتجننت .. ايه اللى انت بتقوله ده ؟ مين ده اللى يأذيك فيا ؟ مالك ؟ مالك اللى انتوا جيتوا سوا انت و هو بس هو كان كل همه يلحقنى و انت كل همك توقّعه ؟ تتهمه و بس ؟ مالك اللى خاطر و دخل و كان ممكن يموت و انا مخصهوش ؟
و لا اللى وقف قدامى عشان يقابل اى اذى عنى ؟
و لا اللى عرّى نفسه عشان يغطينى ؟ و لا اللى خدنى ورا ضهره يحمينى ؟ و لا اللى شالنى اما رجلى مشالتنيش ؟
عمل كل ده عشان مين هاا ؟ كان بيحافظ على شرف مين ؟ و انت برا بتردهاله ؟ بتردله الجميل يا فهد ف مراته ؟

فهد إتجمد مكانه من كلامها و بيحاول يمرره على عقله .. كلامها منطقى .. نوعا ما منطقى .. مالك متصاب فعلا و الرجاله قصاده واقعه مضروبه .. حتى روفيدا لابسه قميصه.. يعنى مش ممكن يكون هو اللى عمل كده ! ازاى اصلا فكر كده !
فهد راح عليها و حاول ينطق بس صوته مطلعش و هى شدت إيدها و راحت على مالك بتهزه كإنها بتفوّقه: مالك .. مالك مش وقته .. حلم بتنزف يلا عشان نلحقها
مالك عينيه متعلقه بفهد و بيبصله كتير و مش عارف يلومه و لا يلوم نفسه و لا يلوم مين بس ..
عينيه راحت على حلم اللى بتبصّ قوى ف عينيه و شايفه فيهم وجع مميت و حزن و صدق غريب .. صدق متكتف تكتيفه مالهاش سبب ع الاقل عندها هى ..
روفيدا مسكت إيده و راحت على حلم بيه و هى بتعيد عليه كلامها تانى: مش وقته لازم نلحقها دلوقت ده الاهم.

مالك ميّل على حلم ف الارض و بيحاول يستنجد بصوته و عيونه متعلقه بيها كإنه بيقولها بيهم اوعى تقعى كده عشان مبقاش عندى غيرك و لو وقعتى هقع انا كمان ده انا بقف بيكى بس من ده كله إكتفى بكلمه واحده: انتى كويسه ؟
حلم هزت راسها اه و معرفتش تنطق بس عيونها بتقفل بتعب و ترجع تفتحهم بالعافيه كإنها بتقاوم الإغماء ..
مالك ميّل عليها رفعها شالها و خرج لبرا ع الطريق قدام فهد اللى ساكت تماما ..
مالك خرج و روفيدا راحت وراه و فهد بصّلها كتير .. للدرجادى هو بس اللى شايف مالك وحش ؟ و لا هى شايفه حاجه مش شايفها ؟ و لا هو مبيشوفش اصلا ؟!
مالك بمجرد ما وصل لعربيته إتفاجئ من منظرها بس مستغربش .. بص وراه لفهد اللى دوّر وشه كإنه بيهرب بعينيه ..

مالك للحظات معرفش هيعمل ايه لحد ما الراجل اللى فهد كان بيضربه إتحرك لبرا و شاور على عربيه مركونه و مالك راح وراه: العربيه بتاعتنا برا
مالك راح حط حلم ع الكنبه ورا و ركب و لسه بيقفل روفيدا إيدها سبقته و ركبت معاهم و فهد لأول مره ميفكرش و لف ركب الناحيه التانيه جنب مالك و الراجل طلع بيهم ..
الصمت كان مخيّم ع المكان و الوجع كان سيد الموقف و كل واحد فيهم كان تايه ف ملكوته لحد ما وصلوا المستشفى .. مالك شال حلم و دخل بيها خدوها منه بسرعه ع العمليات و وقف برا يستناها ..

فهد مسك روفيدا و هى داخله و حاول يوقّفها و مهما بتسيب إيده بيتبت فيها: انتى متتخيليش انا كنت عامل ازاى اما حسيت إنى هخسرك، انا كنت بموت
روفيدا نبرة صوته وقّفتها ف غيّرت لهجتها: مش بالطريقه دى .. مش بالطريقه دى ابداا .. بالعقل يا فهد .. بالعقل
فهد بيدوّر وشه عينيه جات على هدومها و قميص مالك اللى لابساه: انتى كويسه ؟
روفيدا لاحظت نظرته و لسه هتقول حاجه إختصرتها عشان تشوف شكل سؤاله: اه كويسه الحمد لله
فهد بيدوّر على سؤال مناسب بس طلع منه كده: كويسه ازاى بشكلك المبهدل ده ؟

روفيدا ربّعت إيديها و إستنت بقية كلامه و هو مسك دراعها: ايه اللى لبسّك لبس مالك اصلا ؟ ده قميص مالك
روفيدا إبتسمت بزعل: واحده مخطوفه و كانت هتموت متوقع شكلها ازاى يعنى ؟ و قميص مالك ده غطانى بيه بعد ما الست خلعتلى الجاكت عشان تكتفنى
فهد خد نَفس براحه و هى بصتله بتريقه و عينيها مدمعه: و كل ده بسبب شغلك و ياريتك جاى تصلّح الا جاى تكمل ع الكل و نازل اتهامات ف الكل بدون حق
فهد بصّلها قوى: عرفتى ازاى إنه بسبب شغلى ؟

روفيدا إفتكرت مكالمة التليفون اللى الراجل عملها قدامها: واحد فيهم كان بيتكلم ف الموبايل مع حد تقريبا اللى مكلّفه يجبنى .. و بيقوله البت خطيبة الظابط بقت معانا إنجز و تعالى قبل ما الدنيا تتقلب علينا
فهد بصّلها قوى بقلق و روفيدا بصتله بعتاب: على فكره قاله البت خطيبة الظابط مش خطيبة اخوه و لا حتى قاله خطيبة اخوك
فهد بيوزن الكلام ف دماغه مع بقية الموقف و دلوقت بس إستوعب إنه كان هيخسرها بسبب شغله .. احساس بشع .. ازاى مالك عاشه ؟ عاشه مع خطيبته حتى لو سابته هى .. عاشه مع شغله .. مع صحابه .. ده حتى لو هو عاشه معاه ف أبوه و أمه بس كان مالك شايلُه و شايل عنه .. ازاى كان بيلومه ؟
فهد سكت: طب يلا اخدك لدكتور يتطمن عليكى.

روفيدا بصتله قوى و حاسه إنها قدام حد غريب لا عمرها عرفته و لا قابلته و هو راجع كلامه: قصدى اطمن إنك كويسه يا روفيدا مش قصدى حاجه
روفيدا دخلت من غير كلام تانى و هو دخل وراها .. خدها لدكتور طمّنه فعلا إنها كويسه و خدها و طلع قدام العمليات جنب مالك ..
مالك كان دخل الطوارئ خرّجوا الرصاصه من إيده بعد ما اكتشفوا إنها سطحيه و خيّطوا الجرح و خرج طلع قدام العمليات يستنى حلم ..
فهد راح عليه بعد ما شاف جرح إيده: انت كويس ؟

مالك متكلمش بس هز راسه و فهد للحظه دى و لأول مره يكتشف إنه فعلا مش كويس ..
فضلوا كتير لحد ما الدكتور خرجلهم و الاتنين وقفوا و محدش فيهم نطق ..
الدكتور بعمليه: الحمد لله نقدر نقول ربنا نجدها .. الرصاصه كانت جنب القلب و لو إتحركت حاجه بسيطه كانت إخترقت القلب
فهد للحظات بصّله قوى و دماغه رسمتله مية سيناريو و سيناريو و إتخيّل لو كانت إيده فعلا حادت حاجه بسيطه كان .. كان هيبقى ايه ؟ قاتل ؟ ما بين لحظه و التانيه كان هيتحوّل لقاتل و عشان ضغط عمليه ف شغله فشل فيها و ضغط إنه بس كان هيفقد خطيبته !
يعنى مش أبوه و أمه اللى خسرهم هنا زى مالك .. و لا زى مالك خسر شغله كله دى بس عمليه .. دلوقت بس إبتدى يحط لمالك اعذار كتير و يلوم ف نفسه إنه دايما كان بيختار الطريق السهل ..

مالك شايف شروده و من عينيه و ملامحه اللى بتتبدّل قدر يفهمه ف حاول يهزر: متقلقش هى كويسه .. دى زى القطط بسبع ارواح
فهد حاول يضحك: يا شيخ حرام عليك و بعدين هى لو هتبقى كويسه ف هيبقى عشانك .. دى قدرك يابنى
مالك ضحك غصب عنه: قدر اسود بعيد عنك .. تحس عاملالى عمل على إيد دجال بلطجى
فهد ضحك قوى و مالك ضحك معاه بصوته كله و الاتنين تناسوا للحظه الموقف اللى هما فيه ..
روفيدا راحت عليهم بقلق بس رفعت حاجبها اما لقتهم بيضحكوا: خير اللهم اجعله خير
مالك بص لفهد بعد ما وقفوا عن الضحك و فهد بصّله و الاتنين رجعوا للضحك تانى ..

روفيدا ضحكت غصب عنها معاهم و هى بتبص لفهد: سبحان مغيّر الاحوال .. طب خد بقا عشان تعرف تضحك بنفس .. فى ظابط برا جاى لحضرتك
مالك تقريبا فهم ان الدكتور بلّغ و روفيدا اكّدت على فهمه: واضح إنهم جايين عشان حلم و المستشفى ف الحالات اللى زى دى بتبلغ
فهد وقف: خلاص انا طالعله
روفيدا قلقت و بصت لمالك يتصرف: بس ده ظابط و اكيد جاى يستعلم عن اللى حصل
فهد إتريق بغيظ: و انا ايه سبّاك شارعكوا ؟
مالك ضحك بغيظ: اصبر انا جاى معاك
لسه بيتكلموا الظابط جاه عليهم: مين فيكم تبع الحاله اللى إتنقلت لهنا من شويه ؟ و مين نقلها للمستشفى ؟
الاتنين ردوا ف صوت واحد: انا
الظابط: و مين صابها كده ؟

الاتنين بردوا ردوا ف صوت واحد: انا
الظابط رفع حاجبه و الاتنين ضحكوا ضحكه مكتومه طلعت غصب ..
الظابط: و جايبينها منين اصلا على هنا ؟
فهد إتردد يتكلم بتهتهه و مالك سبقه: انا اللى نقلتها على هنا
الظابط: إتصابت ازاى ؟
مالك هنا نطق من غير ما يفكر: إتصابت منى ف تدريبات الحرس و نقلتها على هنا
فهد دوّر وشه و بصّله قوى و مالك عرف إنه إختار الاجابه الغلط ف الوقت الغلط لمجرد إنه قدّم نفس الاجابه لفهد قبل كده ..

الظابط لاحظ نظراتهم لبعض: طيب انا عايز اقوالها
مالك ببرود بجد: هى لسه خارجه من العمليات شويه و هتفوق و اما الدكتور يسمح ادخلها
الظابط هز راسه و نزل يقابل الدكتور ..
فهد بصّله قوى و مالك إتجاهل نظراته و رجع قعد ع الكراسى اللى وراهم و سند راسه لورا و حط إيده وراها و غمض عينيه ..
فهد قعد جنبه: انت ليه قولت للظابط كده ؟

مالك إتكلم من غير ما يفتّح: اعتقد إنه لو خد اجابه غير دى سيادتك اللى هتشيل ليله حلوه
فهد مصمم على سؤاله او اللى ورا سؤاله: بردوا ليه قولتله كده ؟ ع الاقل هو ببساطه سهل يعرف إنك بتكدب و ان الرصاصه من مسدسى انا
مالك حاول يلاقى اجابه مناسبه: متقلقش فى حد هيساعدك.

فهد وصل للإجابه اللى كان مستنى يسمعها و عايز يبنى عليها سؤاله: و هيساعدنى ازاى بقا ؟ هيثبت ازاى ان الرصاصه من مسدسك مش من مسدسى ؟ و هيثبت ازاى ان اللى حصل ده حصل عندك ؟
مالك بصّله قوى و معرفش يرد: إتعلم ان مش كل الصح صح ف اى وقت و مش كل الغلط غلط ف اى وقت
وقف و سابه يمشى و إتكلم من غير ما يبصّله: متقلقش مش هتلاقى اللى يشهد ضدك و لا اللى يتخلى عنك و لا اللى هيقولك إستخدمت سلاح خدمتك ف غرض شخصى و لا ف لحظه بقيت بلطجى
مشى نزل لتحت و فهد قعد مكانه ملغبط اكتر من الاول و جملة مالك لغبطته " مش كل الصح صح و لا كل الغلط غلط " هو اصلا مبقاش فاهم الصح من الغلط ..
مالك نزل تحت و حس إنه زى اللى بيتخنق .. بيفكر لو يهرب من الكل ! من الدنيا بحالها !

إنتبه على صوت روفيدا من وراه: متزعلش منه يا مالك .. خليك جمبه .. اوعى تسيبه
مالك إلتفت ناحيتها و حاول يبتسم ف طلعت إبتسامه باهته مكسوره: انا ازعل من فهد ؟ عمرك شوفتى اب بيسيب إبنه ؟ يزعل منه اه .. لكن عمره ما يسيبه
روفيدا إبتسمت إبتسامه هاديه: صدقنى هو بس ملغبط .. كان بيلوم عليك ف حاجات كتير و ربنا حطه ف نفس الحاجات دى ف مبقاش فاهم
مالك إبتسم لوقفتها جنب فهد حتى و هى بتغلّطه: عارف متقلقيش اللى بينا انا و فهد اكبر من المحنه دى و اللى هتاخد وقتها و تعدّى .. و الله هتعدّى .. بس الصبر .. و هو مخه جزمه
روفيدا ضحكت بخفه: قووى ده واخدنى لدكتور و يقولى بردوا يطمنى .. يعنى اقولك ايه ؟ ماشى يوزع إتهامات كادو .. يعنى كنت عايزه اسأله لو الدكتور مطمنكش كنت هتعمل ايه ؟ تتخلى عنى ؟
مالك إبتسم بأخوه بجد: بعد الشر عليكى ربنا يخليكوا لبعض.

روفيدا إتكلمت بحماس كإنها إفتكرت: انت عارف إنى من وقت ما عرفت إننا هنعيش سوا معاكم ف بيت واحد و انا فرحانه قوى ..
مالك إنتبه و اتكلم بلهفه: عرفتى ؟ هو ده إقتراح فهد ؟ هو اللى عايز نعيش سوا ؟ عايز يقعد ف بيت أبونا ؟
روفيدا من الفرحه اللى خطفته عرفت إن خطوتها دى كانت صح او تشجيعها لفهد ع الخطوه دى هو اللى كان صح: اه هو عايز يستعجل الفرح و يبقى معاكوا .. و اما قولتله طب نلاقى الشقه الاول قالى إنه عنده شقه ف بيت أبوه فوق شقتك و ممكن نقعد فيها.

مالك عيونه لمعت و سرح للحظات ف شكل حياتهم و إنتبه على صوتها: احنا إتفقنا بينا احنا الاتنين بس و كنا لسه مقولناش لحد و الله يا مالك مش بس انت .. ده حتى بابا لسه ميعرفش .. تقدر تقول كده ملحقناش .. إتفقنا نروح نبلغكم بس اللى حصل سبقنا
مالك إبتسم قوى: ان شاء الله، ان شاء الله تفرحوا قريب، كلنا هنفرح قريب، انا بس عايزك تبقى مع فهد، خليكى معاه دايما و جنبه، فهد طيب قوى و كويس، غشيم اه و متهور و متسرع و بيحكم ع الامور بهوائيه بس جدع و دماغه حلوه لو يشغلها
روفيدا إبتسمت و بينها و بين نفسها لامت فهد على جفافه ده ..

حلم فاقت و شويه و الظابط إستأذن من الدكتور و دخلها و هى إستغربت ..
مالك دخل عندهم و روفيدا معاه و فهد دخل وراهم ..
الظابط بهدوء: المستشفى بلّغت عن نقلك المستشفى ف حاله مشكوك فيها و عايزين اقوالك
حلم معرفتش تقول ايه بس ردت بأول إجابه جات على بالها: انا كنت مع مالك ف صالة التدريبات للحرس و إستخدمت المسدس و انا مبفهمش قوى فيه ف طلعت رصاصه غلط.

مالك إبتسم غصب عنه لمجرد ان افكارهم دايما بتتقابل ..
فهد بصّله قوى بهمس: انت ازاى كنت واثق فيها كده ؟ يعنى كان ممكن تقول اللى حصل بجد او حتى تقول اى مبرر غير ده و انت مدخلتلهاش تقولها تقول ايه ف ازاى فهمتك او قالت نفس كلامك و انت عملت ده عشانى لكن هى ليه ؟

مالك فاق من سؤاله الطويل و إداله إجابه مختصره: اول ما عرفتها قولتلها سككنا مختلفه و قلبى مفهوش حب لحد .. عارف قالتلى ايه ؟ قالتى لو سككنا مختلفه عقولنا متفقه و لو قلبك مفهوش حب فيه رحمه و ربنا قال و جعلنا بينكم موده و رحمه مقالش إتفاقات و حب و و
فهد سكت كتير و مالك إختصر اللى قاله ف كلمه واحده: ثقه يا فهد
حلم اكّدت على كلامها للظابط و إتنازلت عن البلاغ خاصة بعد ما شافت عيون مالك اللى لمعت من موقفها ..

شويه و أمها و عمها و مروان وصلوا بعد ما عرفوا باللى حصل و طلعولها ..
أمها اول ما دخلت زعّقت: عجبك كده ؟ على هواكى شغل البلطجه ده ؟ هقولك ايه ماهو من عاشر القوم ..
حلم حاولت تتعدل و هى بتتكلم: ايه يا ماما اللى بتقوليه ده ؟ محصلش حاجه على فكره انا اللى غلطت و مسكت المسدس بالغلط.

أمها مش مصدقه و مش عايزه تصدق و لا تسمع ف مش مدياها فرصه تتكلم: انتى فاكرانى هصدقك ؟ عبيطه انا ؟ ده مش بس بهت عليكى ف البلطجه ده كمان علّمك الكدب و اللف و الدوران .. لا برافو عليه و لا عليه ليه ؟ برافو عليكى عرفتى تختارى اللى بدل ما يرفعك بيسحبك لتحت و يدفنك و يعوصك من المستنقع اللى هو فيه .. ده انا كنت مفكره ممكن تشديه انتى لسكتك بس طلع هو اللى بيشدك لطريقه بس واحده واحده بعد ما خدّرك
حلم زعّقت و هى بتتوجّع من جرحها: كفايه بقا انتى ايه جايه تطمنى عليا و لا تشمتى ؟ و لا جايه تثبتى لنفسك إنك انتى اللى صح ؟ قولتلك قبل كده انا اللى إخترت و انا اللى هتحمل نتيجة اختيارى يبقى انا حره.

مالك إنسحب يخرج و أمها وقّفته بكلامها: انا كنت خايفه عليها منك بس دلوقت لاء .. هى تستاهل كل اللى يجيلها منك .. انت اكبر غلطه هى عملتها و اديها بتدفع تمنها مره ورا مره و تستاهل
مالك إبتسم بإصطناع: كتّر خيرك يا حماتى
أمها راحت عليه بهجوم: واحد زيك بلطجى و رد سجون هستنى منه ايه ؟
مالك كتم نَفسه: استغفر الله .. حضرتك عايزه ايه دلوقت ؟
أمها مش عارفه تقول حاجه بس عايزه تتفش فيه: يعنى لو قولتلك عايزاك تسيبها هتسيبها ؟ لو قولتلك مش هيجيلها من وراك غير القلق و القرف ف امشى و سيبها؟
حلم بصّت لمالك قوى و مستنيه رده و مالك كان هيقول حاجه و عينيها لجّمته ف لقى اسلم إجابه إنه يخرج لإنه لو فضل مش ضامن الحوار هيوصل بينهم لأيه ..

فهد خرج وراه و لأول مره يحس إنه عايز يبقى جنبه: مالك إستنى
مالك إبتسم لمحاولته حتى لو متأخره .. متأخره قوى يا فهد ..
وقف و فهد ملقاش حاجه يقولها: مين الحيزبونه دى ؟
مالك ضحك قوى و فهد ضحك معاه: انت فقرى يالا ؟ موعود و لا ايه ؟ هى مارى منيب مرزوعالك ف كل جوازه ؟
مالك ضحك بغيظ: تخيّل ؟
فهد ضحك قوى و مالك ضحك معاه و الاتنين إنتبهوا للوا مدحت اللى جاى عليهم ..
مالك كإنه إفتكر: انت مش كنت معانا ف الصيدليه ؟

اللوا مدحت بمجرد ما وصل لأقرب كرسى قعد عليه و هما راحوا عليه: مقدرتش اروح وراكوا .. خوفت يحصل حاجه .. مكنتش هستحمل
مالك إبتسم و رد بعفويه: متقلقش و بعدين حلم فاقت الحمد لله و بقت كويسه و إتنازلت
اللوا مدحت إستغرب: حلم ايه اللى فاقت ؟ و ايه دخلها بخطف روفيدا ؟ هى كمان كانت مخطوفه و لا ايه ؟ انتوا ايه اللى جرالكوا ؟
مالك و فهد بصوا لبعض و ضحكوا ف صوت واحد ..مالك كان هيتكلم فهد سبقه و شرح اللى حصل بالظبط بالتفصيل ..

اللوا مدحت بصّله بذهول: انت إتجننت يا زفت انت ؟ انت بتفكر ازاى انت ؟ انت عارف دلوقت ايه الإجراء اللى صح يتاخد و يتعمل ؟ اوديك ف داهيه عشان تتعلم تستعمل عقلك ؟ و الاهم تشوف بعقلك كل حاجه حواليك
فهد بصّله بغيظ و نغز مالك اللى كاتم ضحكته بالعافيه و اللوا مدحت زقّه بغيظ و راح على روفيدا اللى جات على صوتهم ..
أبوها حضنها بيتطمن عليها و أمها كانت لسه داخله راحت عليهم و هى بتتكلم: هو انا مكتوب عليا اعيش ف القلق ده يارب ؟ يعنى مش كفايه أبوكى و شغله و القلق اللى عاملوهولنا ؟ كمان يوم ما تتجوزى تاخدى ظابط مش هيجلنا من شغله غير المصايب ؟

روفيدا ضحكت بغيظ عشان لسه حاضره موقف حلم مع أمها: ايه يا ماما انتوا عاملين حملة تنضيف إنهارده و لا ايه ؟
فهد راح عليها مسك راسها ميّلها بغيظ: تنضيف ؟ ما تختارى الفاظك يا تحفه انتى
روفيدا سحبت نفسها و هو شدّها بغيظ و هى بتشد نفسها: تنضيف و لا اسيبها عليك تكمّل الحمله و تحدفك ف اى حته تقابلها ؟
فهد ضحك غصب عنه بغيظ: تنضيف تنضيف انا قولت حاجه ؟
مالك ضحك وراه و غمزله: ما قلب الفهد بيقلب اهو على قلب فوفا
فهد ضحك معاه: لاء انا فوفا اه بس راجل قوى
روفيدا و مالك ضحكوا قوى و تقريبا حلم سمعتهم من جوه و هما على باب غرفتها ف ضحكت معاهم ..
أمها بصتلهم بقرف و مشيت و فهد بصّلها و رفع حاجبه و عمل نفسه رايح عليها بغيظ و مالك شدّه و الاتنين ضحكوا قوى ..

مالك سابهم و راح لحلم على اوضتها و شد كرسى و قعد جنب السرير و لف دراعه حوالين راسها بإيد و مسك إيدها بإيده التانيه: وحشتينى على فكره
حلم كل العتاب اللى ف عينيها إتبخّر: وحشتك ؟ انا معاك على طول على فكره
مالك إبتسم اما إفتكر جملتها له قبل كده و عادهالها: وحشتينى جايه من الوحشه .. يعنى الدنيا براكى وحشه قوى .. مالهاش علاقه بالوقت
حلم ضحكت قوى اما فهمت و الاكتر وشها نوّر قوى اما فهمت رسالته و هى إنها شدته ف سكتها و بقا زيها ..

مالك. إبتسم اما حس رسالته وصلت و شدد على مسكة إيدها: اه الحياه من غيرك وحشه .. و اى حاجه من غيرك وحشه .. وحشه قوى .. اى لحظه بتيجى عليا من غيرك بقت بتخوّفنى .. بترعب من فكرة تكونى حلم بجد ..فكرة إنى اخسرك بتزوّد رصيدك ف قلبى .. كل ما بحس إنك ممكن تروحى منى كل ما ببقى عايز اكلبش فيكى اكتر
حلم إبتسمت بس بسرعه إفتكرت إنه مردش على سؤال
أمها ف كشّرت: انت ليه مجاوبتش امى ؟

مالك حاول يهزر مع إنه فاهم سؤالها: انهى سؤال بالظبط ؟ ماهو الصراحه امك سمّعتنى مقال
حلم رفعت حاجبها لمجرد إنها بتفهمه اما بيبقى مش عايز يرد بس هى هنا محتاجه رده: لاء هو كان سؤال واحد
مالك قرّب وشه من وشها جامد و حك مناخيره ف مناخيرها بمناغشه: اللى هو ايه ؟
حلم تاهت منه لمجرد شفايفه اللى لمستها فى حركته و هو إنتبه لعيونها اللى لمعت: ايه اللى ايه ؟

مالك ضحك بصوته كله بس حب يجاوبها ف لهجته بقت جد: هى بتسأل لو قالتلى اسيبك هسيبك ! انتى بجد متخيله ان ده سؤال ؟ انا قولتهالك قبل كده طول ما انتى ماسكه فيا عمرى ما هسيب إيدك الا لو انتى اللى سيبتى إيدى .. قولتلك إنى مش محتاج معاكى و منك اكتر من الثقه و ليكى عمرى كله مقابلها .. الثقه اللى تخليكى مينفعش تسألينى سؤال زى ده و لا حتى تستنى إجابته عشان المفروض عندك .. الثقه اللى تخليكى تمشى معايا طريقى للأخر و انتى واثقه إنى طالما شديتك لطريقى يبقى مش هسيبك تتوهى و لا تقعى و تمشى و انتى مغمضه إنك ف امان منى و معايا و جنبى .. الثقه اللى تخليكى تمشى معايا من غير ما تسألى فاضل اد ايه ..
حلم إبتسمت: ليه مقولتلهاش ده ؟
مالك سكت كتير: انتى اللى تهمينى مش حد تانى و انا اللى كنت مستنى كلامك مش انتى.

فهد كان رايحلهم يقولهم إنه هيوصّل روفيدا بس قبل ما يدخل وقف على سؤال حلم اللى حس إنه محتاج يسمع إجابته من برا الموقف اكتر من جواه ..
حلم سكتت كتير قوى و مش عارفه تصيغ سؤالها بس لازم تسأله عشان قررت خلاص تقفل الباب ده نهائى: انت عرفت مكان روفيدا منين ؟
مالك بص ف عينيها مباشرة و حاول يقراهم و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة