قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

مالك مع فهد و لسه هينطق شاف العساكر بتنقل الكل برا المكان و من وراهم لمح حِلم بتتحرك بحذر وسطهم ..
عينيه بتتنقل بتلقائيه بينه و بين حلم قدامه و شاف فهد حواليه القوه و العساكر ف ساب فهد اللى شدّه بحده و قبل ما ينطق مالك زقّه و راح ناحيتها ..
قبل ما يوصلها مالك لمح حد من رجالته بيضرب نار ف الجهه اللى هى فيها .. للحظات مش عارف يستوعب .. هى
اه مكنتش مقصوده بس قُربها ده فزعه .. بسرعه إتحرك ناحيتها و شدّها بعنف و ف حركتهم الرصاصه جات ف كتفها ..
مالك إتحدف بيها من ع السلالم نزل ع الارض بيها ..

و ثوانى و كانت طلعت رصاصه تانيه ورا رصاصه ورا رصاصه ..
الرائد محمد كان قبلها بثوانى لمحهم و بيتحرك ناحيتهم ف اخد الرصاصه اللى وقّعته للأبد ..
دقايق و إنسحب رجالته بعد ما بكده نفذوا المطلوب و هوّشوا ع الكل ببلطجه ..
مالك ميّل على حِلم شالها بقلق رغم إنه شايف جرحها ف كتفها يعنى الى حد ما بسيط ..
فهد شاف الموقف من على بُعد و بسرعه قرّب منهم حاول يقف ف وش مالك: انت فاكر نفسك رايح فين ؟ انت مش هتخرج من هنا إلا اما نعرف انت كنت هنا ليه و دخلت ازاى اصلا ؟

مالك حاول يفلفص من إيده بس فهد شدد على مسكته له اللى كانت من دراعه اللى شايل بيه حلم ..
مالك بص لفهد و لإيده و بص وراه للوا مدحت و إتكلم بلهجه ناشفه: خلّى تلميذك يمشى من وشى السعادى يا باشا عشان مش هبقى مسئول عن اللى هعمله لو مخرجتش بيها

يونس كان وصل اما حصلت الدربكه و طلبوا قوات خاصه تسيطر ع الوضع و إتدخل ف حوارهم: ايه ده في ايه ؟ ايه اللى بيحصل هنا ؟ ما تسيبيه يا بنى ادم انت
فهد زقّه بعنف: غور من وشى انت كمان
مالك زق فهد و شدد على ضمّته لحلم اللى كان جسمها إبتدى يرخى بين إيديه و بتغيب عن الوعى .. بص ف عينيها بخوف و لمحهم بيغمضوا و يفتحوا بشكل سريع و بتوهان و من بين ده كله بيبتسموا بعفويه ..

مالك إتخض من المنظر و إبتدى يتحرك بيها من وسط الناس بحذر و ف نفس الوقت بسرعه لحد ما خرج بيها خالص ..
فهد لسه رايح وراه يونس مسكه من دراعه بحده و فهد زقّه و راح ع اللوا مدحت: انت هتسيبه يمشى ؟
اللوا مدحت بضيق: عندك حاجه تثبتها عليه ؟
فهد زعّق: دخل هنا ازاى اذا كانت الجلسه مغلقه و مش حاضرها إلا عدد محدد اللى مسموحلهم و متفتشين قبل ما يدخلوا اصلا ؟
اللوا مدحت بص حواليه للناس حوالين المحكمه و اللى اشبه بالمظاهره ..
فهد فهم: كل دول برا ...محدش دخل لكن البيه جاى من جوه .. دخل ازاى ؟

اللوا مدحت بخنقه: احنا ف ايه و لا ايه ؟ هو مش سهل عليه يكون كان برا مع العدد ده كله و دخل ف الدربكه اللى حصلت بردوا مع الناس اللى دخلت و الهرج اللى حصل و يقدر يثبت ده ؟
فهد نفخ بعنف و اللوا مدحت: و عموما هنشوف
دقايق و وصلت عربية إسعاف و آخدت الرائد محمد اللى كان غرقان ف دمه و مفهوش حتى نَفس ..

مالك خرج بحلم اخدها ف عربيته جنبه و لف ركب جنبها و طار بيها ع المستشفى .. من وقت للتانى بيلتفت لها بترقّب و جواه لغبطه مش فاهمها ..
قلق على تأنيب على خوف على حزن على لهفه و كل حاجه من دول بتخانق فيه و بيخانق فيها و يستنكرها .. قلق ايه ده ؟ لاء طبعا .. ده مجرد تأنيب لنفسه و حتى ده مستنكره عشان معندوش إستعداد يرجع عن سكته ..
وصل بيها المستشفى و دخل و من حالة مالك و عنفه المستشفى وقفت على رجل و اعلنت الطوارئ و إستقبلتها و دقايق و إبتدى يستقبلوا باقى الاصابات اللى حصلت و منهم الرائد محمد اللى جوم بيه على المستشفى ..

شويه و عمها اخد خبر و راحلهم ع المستشفى و مروان بعده و الكل واقف قدام العمليات بترقّب ..
مروان و مالك وقفتهم قصد بعض و الاتنين بيبصوا لبعض بتحفز ..
مروان راح عليه و قبل ما يتكلم الدكتور خرج: الجرح سطحى و الحمد لله خرّجنا الرصاصه و هى شويه و هتبقى كويسه
مروان بيتكلم و عينيه على مالك: و هى الرصاصه جاتلها منين ان شاء الله ؟

مالك بصّله و رفع حاجبه و الدكتور معرفش يجاوبه: هى جايه مع مالك باشا اه بس غالبا تبع الحالات اللى كانت ف مظاهرة المحاكمه و تقريبا إتصابت من البلطجه و الدربكه اللى حصلت هناك .. انت مشوفتش الاخبار و لا ايه ؟
مروان لسه عينيه على مالك: هنبقى نشوف

الدكتور مشى و شويه و حلم خرجت و حوّلوها على غرفه عاديه و عمها و أمها دخلولها و كذا حد تبعها و مالك برا واقف بهدوء غريب او توهان ..
مروان بعد ما كان داخل رجع و وقف قصاده: خير ؟
مالك منتبهش او تقريبا محبش ينتبه .. يمكن اللى واخد تفكيره اهم ..
مروان إتغاظ ف علّى صوته: فى حاجه ؟
مالك إنتبه و رفع حاجبه: نعمم ؟

مروان بغيظ: بقول عايز حاجه .. نقلتها المستشفى و خلصنا و اظن احنا بقينا معاها .. يعنى وجودك مبقاش له لازمه .. و كونك جيبتها هنا على عينى و راسى اما حكاية انقذتها دى هنبقا نشوف
مالك فاق من المنشور الطويل ده كله و هو على وضعه رافع حاجبه: و انت مالك بقا ؟
مروان رسم على وشه إبتسامه مستفزه: اه معرّفتكش بنفسى سورى .. انا مروان الدينارى ابن عمها و خطيبها
مالك ليه مش عارف من جواه إتغاظ مش عارف منها و لا منه بس جاب جملته و عادهاله: ابن عمها على عينى و راسى بس حكاية خطيبها دى هنبقى نشوف.

مالك هيمشى مروان وقّفه بسؤاله بإستفزاز: انت ايه اللى ودّاك هناك اصلا ؟ انت سيبت المخابرات و بقيت تحرس الحريم ف شغلهم ؟
مالك من غير ما يلفّ وشه له اخد نَفس طويل و حاول يكتم غيظه .. او يكتم وجعه مش عارف انهى فيهم .. بس اللى عارفُه لازم يمشى عشان اكتر من كده هيتهور ..
مروان لسه هيتكلم بغيظ مالك لف وشه له و إبتسم بإصطناع و فتح إبتسامته قوى و مشى ..
مروان فضل واقف مكانه ثوانى بعدها إنتبه لحلم و دخلها جوه ..

حلم جوه إبتدت تفوق على اسم مالك اللى بتهمهم بيه و عمها واقف بيكتم غضبه و مروان جنبه بينفخ ..
أبوه: معرفتش جابها ازاى ؟
مروان بغيظ: معرفش مقالش .. بعدين ده سمج قوى
أبوه: تفوق بس الاول و افهم منها
شويه و حلم فاقت و الكل حواليها بس عينيها متعلقه ع الباب اللى كل ما يخبط تنتبه بلهفه .. هى اخر حاجه فاكراها ان مالك كانت معاه هو او بمعنى اقرب كانت ف حضنه .. معقوله كان حلم ؟

مروان لاحظ شرودها و إرتباكها و عينيها اللى منزلتش من ع الباب ف نفخ بصوت عالى: مشى على فكره
حلم إنتبهت: هاا ؟ مين ده ؟
مروان: اللى عينيكى منزلتش من ع الباب عشانه
حلم إتكلمت من غير ما تفكر: مالك ؟ طب ليه ؟
مروان إتغاظ اكتر و قرر يغيظها هى: مشى او انا اللى مشيّته .. مش هتفرق المهم غار
حلم إتنرفزت: و انت تمشيّه ليه ؟ انت مالك اصلا ؟ هو جايلك و لا يخصك من اصله ؟

مالك قبلها كان نزل من عندها حاول يمشى بس من حالة الدربكه اللى ف المستشفى راح للطوارئ و قبل ما يسأل عن اى حاجه من الوضع قدامه فهم ..
اللوا مدحت خارج و وشه غريب ف قابل مالك ف وشه: اهلا

مالك بصّله بترقّب و اللوا مدحت صوته إتخنق: البقاء الله
مالك الكلمه نزلت عليه زى المايه البارده و مش عارف عشان المايه البارده بتبرّد قلب الواحد و لا بتفوّقه ؟
مش عارف بالظبط هو حاسس بإيه بس اللى عارفُه إنه معرفش ياخد اى رد فعل غير إنه برغم البرود و اللامبالاه اللى إترسموا على وشه ظهرت من وسطهم ملامح الصدمه على وشه ..

مالك من غير كلمه زياده مشى من قدامه و قبل ما يختفى اللوا مدحت علّى صوته: عايزينك ف التحقيق بس ابقى اجهز بقا المرادى
مالك منطقش و رجع كمّل خطواته اللى بتبطئ شويه شويه كإن رجله رافضله تشيله او يمكن رافضه تتحرك تانى ف طريقه ..
خرج و بعد ما كان هيمشى مش عارف ليه حس إنه عايز يشوفها .. معندوش سبب غير إنه محتاج لحد قوى جنبه دلوقت و دوّر حواليه ملاقاش ..
لف و طلع لها و بمجرد ما وصل عند غرفتها سمع اصواتهم جوه اشبه بالزعيق ..

عند حلم جوه ..
مروان بحده: و يفضل ليه ؟ ده لا مكانه و لا عمره هيبقا مكانه عشان ميحلمش
حلم فهمت اللى ورا كلامه ف إتعدلت من رقدتها و حاولت تقعد او يمكن تقف قصاده: و انت تطلع مين عشان تحددله مكانه او تقرر عنى ؟ دخلك ايه ؟
هنا عمها اللى رد: ابن عمك و واحد من عيلتك و اعتقد ده مفهوش رآى و لا قبول و رفض و من حقه يرفض او يقبل بوجود واحد زى ده بينا
مروان: و انا مش هقبل بواحد زى ده يقف حتى وسطنا مش يبقاله مكان
حلم صوتها إتخنق: ماله واحد زى ده ؟

اللوا ثروت: عايزه تعرفى بجد و لا بتأكدى على معلوماتك ؟ اقولك انا .. بلطجى .. مفترى .. مطرود من شغله .. رد سجون و سوابق .. غشيم و مشكوك فيه من كل اللى حواليه حتى أخوه .. محدش عارفله سكه و لا طريق .. محدش عارف اصل شغله و لا اللى ممكن يكون وراه .. و له ف كل خرابه عفريت و كل مصيبه له يد فيها .. كده كفايه و لا عايزه تانى ؟

مالك برا غمض عينيه بعنف و كإنه رافض يشوف مرايته .. و بعد ما كان هيمشى حس إنه محتاج يسمع ردها ف رجع وقف و جواه خوف مُبهم ..
اللوا ثروت: ابسط حاجه ايه اللى وداه هناك ؟ انتى عارفه إنه هيتحقق معاه ؟
حلم إتكلمت و كإنها بتخانق نفسها او الخناقه دى جواها: انا اللى روحتله و طلبت إنه يكون معايا
مروان إتدخل بنرفزه: و انتى تروحيله ليه ؟ ده انتى مبتجيش شركتنا كده .. بعدين ايه طلبتيه معاكى دى ؟

حلم بتتكلم و هى بتهز دماغها مع كلامها كإنها عايزه تطلّع حاجه من دماغها: انا كنت عايزه حراسه .. استاذ بكر المحامى كان من ضمن استف المحامين اللى هيحضروا المحاكمه و إندعوا لكده و طلبت منه احضرها معاه و عشان المحاكمه دى عليها قلق من فتره عشان خاصه بالوزاره القديمه حبيت يبقا معايا حراسه ف روحتله
مروان بغضب: انتى مقتنعه باللى انتى بتقوليه ده ؟
اللوا ثروت بغموض: و لنتفرض .. ليه مكنش معاكى ؟ انتى كنتى لوحدك و ده متدخلش إلا اما إتصابتى .. ثم ان من امتى و صاحب الشركه بينزل يحرس العملا بتوعه بنفسه ؟

حلم مش عارفه تنطق و دماغها بتحاول تروح ف إتجاه و هى بترجّعها بالعافيه: انا ماقبلتهوش .. انا روحت قدمت طلب و عشان كنت مستعجله مشيت بسرعه و قولت إنى عايزه اللى يروحلى يحصلنى خلال ساعه و سيبت لهم مكانى اللى هروحه و مشيت .. ف ممكن مكنش فى وقت يستعد
مروان إتريق: اه و البيه ملقاش عنده وقت يبعتلك حد يحرسك ف راح هو .. انتى سامعه نفسك ؟
حلم خلاص مبقتش عارفه تستحمل اصوات خناقتهم مع الخناقه اللى جواها ف تهتهت بالكلام: محدش ثبت عليه حاجه .. حتى القتل اللى انت بتقول عنه ده انتوا بنفسكوا اللى برّأتوه بعد ما محدش عرف يمسك عليه حاجه.

اللوا ثروت بغضب: عيب الكلام ده يطلع من واحده زيك .. محاميه و شاطره و ذكيه و فاهمه ف القانون و عارفه ان فيه ثغرات و كتيره قوى كمان و سهل على اى حد ينفد منها لبره .. ف مابالك بواحد زى مالك مش اى حد ؟
حلم تهتهت و هى مش عارفه تقول ايه: اللى اعرفه ان المتهم برئ حتى تثبت إدانته .. فلو شايفُه متهم إثبت ده .. غير كده فى نظر الكل برئ
اللوا ثروت إتكلم بجمود: و انا مبتكلمش بلغة القانون .. انا بتكلم بلغة تانيه اعتقد إنك فاهماها .. لو لعب ع القانون و لو المجتمع قِبل بيه انا لااء و بقولهالك من الاول عشان منرجعش نتناقش تانى ف الكلام ده
أمها إتدخلت: ده واحد لا عرف يحافظ على عيلته و لا شغله و لا حتى على نفسه هيحافظ عليكى ازاى بس ؟

مالك برا كان خلاص وصل للحد اللى عنده مقدرش يسمع حرف تانى زياده ف اخد بعضه و مشى .. و هو خارج عينيه بتلف المستشفى بتوهان و صوره واحده بس بتروح و تيجى قدام عينيه و بيشوفها هى بس على كل حاجه حواليه الحيطان و الكراسى و البيبان و حتى الارضيه .. عقله ورّاله الصوره اوضح بمجرد ما عدّى على المشرحه و افتكر وقفته على بابها قبل كده .. افتكر حاله ساعتها و متخيلش ابدا يوصل بيه الحال لكده ! حس ف اللحظه دى كإن كل حاجه إتفقت عليه ..
مش عارف ليه الدنيا عماله تضيق بيه كده ؟ ليه بتديله ضهرها ؟ ليه كل فرصه بتقع منه و بيقع معاها قبل حتى ما يطولها ؟

جواه نار مكتوبلها تزيد و تزيد مش بتهدى ابدا .. مبقاش قادر يطفيها و لا حتى يحتفظ بيها جواه و إبتدت تحرق ف كل حاجه حواليه و بتخرج عن سيطرته ..
صفوت إتصل بيه و مالك أخد نفس عنيف و رد: انا مش مستحمل حرف واحد
صفوت حاول يكون هادى: لا و على ايه ؟ تعالالى نتكلم عندى افضل
مالك قفل معاه و راحله ..
صفوت بهدوء: انا مش هسألك ايه اللى رجّعك تانى لإن الجواب واضح ..
مالك بزهق: امال عايز ايه ؟

صفوت: عايز اقولك بلاش يا مالك .. السكه دى بالذات بلاش .. لا انت قدها و لا حِمل اللى هيجى من وراها
مالك زعّق و كإنه بيرد على اللى سمعه من اهلها مش صفوت: و انتوا مين قالكم إنى عايزها و لا إنى شايفها اصلا ؟ كلكوا عمالين تقولوا بلاش بلاش هو كان مين قال ان فى حاجه بينا عشان تهاجموها ؟

صفوت إتكلم بهدوء: اما تتنفض لمجرد تحس بخطر عليها .. و اما تجرى وراها و تروح بنفسك تحرسها مع إنك مش مُطالب بده حتى لو مفيش من مرواحك قلق .. و اما تكشف نفسك بنفسك بمجرد مرواحك للمكان و ظهورك قدام الكل و انت عارف ده كويس .. و اما تاخدها للمستشفى و تبقا جنبها و ترجعلها رغم انت عارف كويس موقف اهلها هيبقا ايه .. يبقا ده كله معناه ايه يا مالك ؟

مالك بيهز راسه كإنه بيرد ع نفسه: و لا حاجه .. مش لمجرد ساعدت واحده ابقى بحبها و عايزها .. انا عمرى ما اذيت حد لمجرد الأذيه و لا وقفت لحد من الباب للطاق و لا قولت لاء لإيد إتمدتلى .. هى كانت محتاجه مساعده و انا ساعدتها و خلصنا
مالك كإنه بيقول الكلام لنفسه و صفوت بصّله كتير: بس كده ؟
مالك حاول يبقا هادى: اه
صفوت بصّله بغموض: يعنى لو قولتلك إنها زيها زى الرائد محمد و هيبقوا عقبه ف سكتنا و مش عايزهم هت
مالك وقف بعنف: لاء طبعا
صفوت: ليه لاء ؟ انت قولت متخصكش.

مالك إتكلم من غير ما يفكر: زيها زى يونس و فهد .. ف نفس الدايره و خط احمر .. اياااك .. ساعتها ههد المعبد ع اللى فيه .. انا مبقاش عندى حاجه اخسرها يتلوى دراعى بيها و لا بقيت باقى على حاجه و انت شوفت بنفسك يوم ما خسرت حاجه بسبب اللى حواليا قلبت عليهم ازاى و انا قلبتى وحشه ف متخلنيش اقلب عليك
مالك حدف كلامه بعدها اخد نَفس عنيف و خرّجه اعنف و سكت و صفوت بصّله بشئ من الانتصار إنه قدر ينطق جزء من الحقيقه اللى إستنكرها و نكرها حتى على نفسه ..

صفوت إبتسم بهدوء: براحتك .. بس لو عايز رأيى .. بعيدا عن الشغل بلاش .. مش دى اللى هتحط إيدها بإيدك ف اى طريق حتى مش لازم طريقنا ده و تتقدّم .. دى هتحط إيدها على راسك تغرّقك بزياده و ابقى افتكر كلامى
مالك حاسس إنه مش عايز يسمع تانى و ف نفس الوقت عايز يسمع اكتر يمكن يفوق ..

صفوت حاسس بتخبطه و عرف إنه قدر يدوس على وتر حساس ف ضغط اكتر: يعنى مثلا من باب ان عشان تبقى فى علاقه بينكم لازم تبقى جنبك .. هى بقا هترضى تسيب سكتها و تبقا معاك ف سكتك ؟ و لا حتى هترضى بسكتك ؟ بلاش دى .. انت هينفع تسيب سكتك و تحود معاها ف سكتها ؟ ليك فرصه اصلا و لا ليك مكان ف الجانب التانى ؟ اعتقد إنك جربت و خبطت كل الابواب اللى إترزعت ف وشك و اعتقد كمان إنه منفعش و حتى لو كان منفعش قبل كده لسبب ف دلوقت مبقاش ينفع لألف سبب و سبب و مش ضغط منى و لا تهديد بس انت نفسك مش هتعرف و لا هما هيرضوا ..

مالك غمّض عينيه بشئ من الوجع ع الدنيا اللى خدت منه كل حاجه و صفوت رمى اخر كلامه: لا انت ليك ف سكتها و لا هى هترضى بسكتك .. يعنى سككوا مش بس مختلفه .. ده متناقضه و عامله زى قضبان السكك الحديد اللى يوم ما تحاول تجمعهم ف نقطه بيتقابلوا ف حادثه !
مالك حس إنه مش قادر يسمع تانى ف وقف يمشى: انا ماشى.

صفوت مسك إيده وقّفه: متزعلش منى بس كان لازم اقولك بلاش اما اشوفك هتتهور .. اعتقد إنهم سابوك قبل كده تتهور و وقفوا يتفرجوا عليك و كانت النتيجه اصعب بس عليك لوحدك و الكل وقف يتفرج .. و انا مش هعمل زيهم .. انت بقيت جزء منى مش بس من الشغل و لازم افوّقك
مالك ضحك على سخرية القدر ان الغلط هو اللى يحطله اعذار او يتمسك بيه بالشكل ده ..
بعد ما إتحرك يمشى وقف: انتوا كنتوا قاصدين محمد و لا هو اللى جه ف طريقكوا ؟
صفوت رد بغموض إجابه عايمه: لا هو اللى جه ف طريقنا

فهد خلّص شغله ف المحكمه و ساب عساكر للأمن و شاف كاميرات المكان و جاب حد مختص فكها و إبتدى يفرّغها ..
فهد بحده: يعنى ايه ؟ الفيديوهات بتعيد نفسها
الراجل: معنى كده ان اللى عمل اللى حصل موقّفش الكاميرات بس شوّشها تعيد نفسها
فهد زعّق: بيستغبانا يعنى ؟
الراجل هز راسه بتفكير: اللى حصل كله مالهوش معنى غير كده .. إنه من واحد مش عايز بلطجه قد ماهو عايز يوصّل رساله معينه .. إن ذكائه اقوى من البلطجه !
فهد ضرب الارض برجله لمجرد إنه فهم الرساله كويس قووى ..

بعدها راح ع المستشفى يشوف الرائد محمد و هناك إتصدم بالخبر ..
فهد إتفزع بذهول: مات ؟ طب ازاى انا كنت فاكر إصابته مش خطيره بما إنها ف جنبه
اللوا مدحت بزعل: للأسف نزف كتير ف العمليات و معرفوش يعملوله حاجه و إنتهى
فهد بعنف: معرفوش يعملوله حاجه و لا مرضيوش يعملوله حاجه ؟

اللوا مدحت بصّله بذهول: يعنى ايه الكلام ده انت إتجننت ؟ عارف كلامك ده معناه ايه ؟ ده فيه إتهام مباشر بس شوف بقا لمين ؟
فهد زعق كإنه جاب اخره: شوف انت مين مصلحته ف موته ؟ مين مشكوك فيه من الاول ؟ و مين حواليه علامات إستفهام عماله تكتر و تزيد ؟
اللوا مدحت بتفكير: التحقيق إتفتح و هيتاخد اقوال الكل و مينفعش ترمى كلام كده من الباب للطاق
فهد زعّق: محدش فوق البلد مش فوق القانون و انتوا اللى ربيتونا و علمتونا كده .. و اديها قلبت بدم و يا عالم هيحصل ايه تانى
اللوا مدحت: خلينا نباشر التحقيقات و ياريت تستعمل عقلك شويه و بلاش تهوّر لحد ما نشوف
فهد خرج من الاوضه و رزع الباب بعنف و نزل و بعد ما كان هيمشى راح ع الإستقبال و سأل على غرفة حلم و طلعلها ..

خبّط و دخل و حاول على قد ما قدر يكون هادى: ينفع ادخل خمس دقايق مش اكتر ؟
حلم إنتبهت له و بسرعه عرفته ف إبتسمت: اه طبعا إتفضل

فهد دخل و مش عارف هيبدأ كلامه منين بس لازم يتكلم و معاها هى بالذات، لازم يفهم: انتى كويسه ؟ عامله ايه ؟
حلم إبتسمت: الحمد لله احسن كتير .. انا حتى يمكن اخرج بكره
فهد حاول يبتسم: طب الحمد لله ربنا سترها معاكى
حلم: بفضل ربنا و مالك .. لولا هو معرفش كان حصل ايه
فهد كشّر من سيرته: مالك ااه
حلم اخدت بالها من لهجته اللى إتغيرت و بصّتله و بان على وشها الضيق و هو بصّلها بغموض: صحيح يا حلم هو مالك ايه اللى ودّاه هناك ؟ انتى كنتى عارفه إنه رايح ؟

حلم إتوترت و فهد لاحظها: اقصد يعنى كان قايلك ؟ اصل من نظراتكم لبعض هناك و بتتلفّتى حواليكى كإنك كنتى عارفه إنه جاى
حلم لسه هتتكلم هو سبقها: ده حتى هو كمان
حلم بترقّب: هو كمان ايه ؟
فهد بص ف عينيها قوى: هو كمان كان قبلها بثوانى واقف معايا و عينيه بتلف المكان بجنون كإنه بيدوّر على حاجه او يمكن عايز يلحقها
حلم بتلقائيه غمضت عينيها كإنها حتى رافضه تسمع: اه كان عارف إنى هناك و يمكن كان رايحلى مخصوص.

فهد بصّلها بإستفسار و هى أخدت نَفس متوتر: انا كنت رايحه احضر المحاكمه مع استاذ بكر بصفتى واحده من محامين مكتبه و روحت لمالك بصفته صاحب شركات حراسه عشان كنت محتاجه لحراسه معايا
فهد صحح كلامها: محتاجه له و لا لحراسته ؟
حلم إتضايقت: يخصّ تحقيقك ف حاجه ؟
فهد صحح اكتر: انا مبحققش و لما هحقق انتى اكتر و ادرى واحده تعرف انا هحقق فين و ازاى
حلم بعِند: يبقا اما تيجى تحقق كلمنى .. غير كده ملكش عندى حاجه و ف الاتنين معنديش اكتر من اللى قولته

فهد فهمها ف وقف بحده و إتحرك يمشى بس قبل ما يخرج من الباب وقف و بصّلها: الرائد محمد مات .. قصدى إتقتل

حلم بتلقائيه شهقت و هو هز راسه يأكد على اللى سمعته: و اللى قتله حد كان محدد هدفه بالظبط مش خده بعشوائيه و ف التحقيقات هتفهمى ان كان فى خطوات سابقه متاخده و مترتبلها كويس قوى من حد عارف نفسه بيعمل ايه كويس قوى .. و مش هقولك شوفى مين له مصلحه و لا مين له تار و لا حتى مين له القدره يعمل كده .. بس اللى عمل كده حد يقدر يدخل و يخرج المكان هناك بسهوله و مهاره و اى مكان غيره بدليل الحراسه اللى إتبدّلت من غير ما حد ياخد باله و ده معناه إنه من اول اليوم و هو جوه و قدر يرتب لكل ده .. ف شوفى انتى بقا و إفتكرى إنه مش بلاغ ده دم و إنك رسالتك تجيبى الحقوق مش تدفنيها

فهد رمى كلامه و خرج و سابها تخبّط ف افكارها و فكره توديها و فكره تجيبها و جمله واحده بس بترن قدامها بصوت المالك " انا كده على فكره و لو مش شايفه ده يبقى متلوميش إلا عينيكى "
ملامح مقابلتها لمالك ف مكتبه بتترسم قدامها بشفافيه و كامل اللى بيقولها مالك مش عايز يقابل حد و بالذات انهارده و إنه كان طول اليوم برا عنده شغل و لسه راجع !

معقول يكون ؟ لالا مش ممكن ! ليه مش ممكن ؟ كل حاجه بتوضح او يمكن واضحه من الاول بس انتى اللى بتغمضى هتفضلى تغمضى كده كتير ؟
قامت بتوهان و إبتدت تلبس هدومها: لازم افهم و محدش غيره هيبقى عنده الاجابات لكل ده
لبست خرجت و قابلت مروان ف طريقها وقّفها يتكلم معاها:انتى رايحه فين ؟ فى حاجه و
قطع كلامه لمجرد مشيها من قدامه من غير حتى ما تنتبه هو قال ايه و لا يمكن منتبهتش لوجوده اصلا ..
خرجت من المستشفى و اخدت عربيتها و مشيت راحت لمالك على المجموعه .. هى مكنتش عارفه اذا كان هناك و لا لاء بس هى محتاجه تشوفه او يمكن محتاجه وجوده و هتاخد اى طريق يوصّلها له مهما كان !

فهد كان خرج من عند حلم مخنوق منها و من نفسه و من مالك و من اللى عمله و من اللى قاله و من الظروف اللى وصّلتهم لكده و من الدنيا بحالها ..
مش عارف يروح لمين و لا لفين بس كل اللى عارفُه إنه محتاج لحد يسمع الدوشه اللى جواه دى من غير ما ينطق ..
ماشى زى التايه لحد ما من بعيد سمع ضحكه هاديه زى المزيكا بتلعب على وتر قلبه ..
فهد عينيه بتلقائيه بقت تجرى بين كل اللى حواليه لحد ما لمحها ..

روفيدا كانت ف المستشفى بتورّد طلبية علاج و ادويه للمستشفى و خلصت و وقفت مع كذا حد من صحابها بيتكلموا و يضحكوا ..
فهد فضل متابعها من بعيد لحد ما روفيدا بتتلفت و هى بتضحك ف لمحته و إتقابلت نظراتهم ف شئ من اللهفه الغامضه ع الاتنين ..
بسمه صاحبتها لاحظت نظراتهم لبعض ف غمزتها ف جنبها: مين ده ؟
روفيدا نطقت بعد ما حودت عينيها من عليه بالعافيه: فهد
بسمه عملت مزيكا بإيديها و صوتها: تيرارارارا .. ايوه مين فهد يعنى ؟

روفيدا ضحكت بهمس: واحد مجنون
بسمه بهزار: طيب هو فى احلى من كده .. ده مز
روفيدا ضحكت برقه: و الله ما عارفه طلع ظابط ازاى .. شكله يدوب يجيب يا ظابط سيرك يا ظابط ايقاع
الاتنين ضحكوا بصوت عالى و فهد كان متابع همسهم من حركة شفايفهم و فاهم و بمجرد ما الكلام جه عليه قرّب عليهم بهزار: لا الايقاع احسن ده ان حتى واقع قووى.

روفيدا برّقت و فهمت إنه سمعهم و حست إنها داخله على مقلب من مقالبه ف حاولت تتحرك بسرعه تمشى: طيب هنبقى نتقابل يا جماعه تانى و
فهد رجّعها بدراعه اللى لافّه على كتفها و وقف بيها تانى: ليه بس ؟ ده حتى مفيش احلى من الجنان و لا بتخافى منه ؟
روفيدا ببلاهه من وضعهم القريب من بعض ده: هو ايه ده ؟
فهد رفع حاجبه و هو بيقابل وشوشهم ببعض: الجنان
بسمه ضحكت: لا هو حد يطول يتجنن
فهد قرّب وشه اكتر: هاا ؟ نتجنن و لا اروح اتجنن مع البت الموز اللى معاكى دى و هى شكلها واقعه اصلا
روفيدا بتلقائيه شالت دراعه من على كتفها و إتحركت بيه وقفت بعيد: انت عايز ايه ؟

فهد إبتسم: عايزك
روفيدا برّقت و ضربته برجلها ف رجله صرخ بصوت عالى مصطنع و هى رفعت حاجبها: انت متأكد إنك ظابط و لا جيت محطه غلط ؟
فهد ضحك بهزار: و ربنا ظابط بالقوى
روفيدا ضحكت غصب عنها و هى بتخط إيدها على وشها: ظابط مش مظبوط و الله
فهد غمزلها: طب ما تظبطينى
روفيدا لسه هتتكلم هو سبقها: كنتى فين كده و جايه هنا ليه ؟
روفيدا: ملكش دعوه
فهد إبتسم: طب تعالى ناكل حاجه بريئه ف قاعده بريئه .. اى حاجه انا جعان.

روفيدا مع كل كلمه منه بتضحك و هو ضحك معاها: زى الشاى البرئ كده اللى لسه متشربش ده
روفيدا هزت راسها و هى بتمشى و هو مسكها ف خبطته بكوع دراعها اللى ماسكُه ف جنبه و هو قصد يصرخ تانى بصوت عالى و مسك وشه بكوميديا ..
روفيدا برّقت: لاء ده انت عايز فرمته انا خبطتك ف جنبك مش وشك على فكره
فهد رفع حاجبه بضحكه مكتومه: لاء ماهو هثبت إنك حاولتى تبوسينى ازاى لو انا مسكت جنبى ؟
روفيدا برّقت و عماله تتلفت حواليها بغيظ و هو ضحك اكتر: ماهو يتجى معايا بالذوق يا هلم عليكى المستشفى و صحابك و صحابى و عم عبده البواب و اقول إنك حاولتى تبوسينى بالعافيه
روفيدا بغيظ: و هو انت تتصدق ؟

فهد ضحك برخامه: إثبتى
روفيدا دوّرت وشها عنه بالعافيه و هى ضحكتها خلاص بتطلع بجنان و إتحركت بسرعه: قولتلك متركزش كتير
فهد علّى صوته: يالهووو
روفيد رجعت الكام خطوه اللى مشيتهم بنفس السرعه و حطت إيدها على بوقه تكتمه و الإيد التانيه ماسكه شعره براسه و بتهزه بغيظ: شششش ايه انت مصيبه
فهد إتكلم من تحت إيديها بصوت براحه: هتيجى معايا و لا ؟
روفيدا حدفته بإيديها الاتنين اللى ماسكينه بغيظ: لاء
فهد علّى صوته: انا بقول مبدهاش بقا .. يالهووو
روفيدا رجعت عليه بنفس السرعه شدته و مسكت إيد ف شعره بتميّل راسه بغيظ و إيدعلى بوقه: إتكتم بقا.

فهد ضحك تحت إيدها: سيادة اللوا تحت و انا معنديش فتشه و مبسترش ف حته .. يعنى ممكن انزل اقوله بنتك عرفت إنى هنا جاتلى و عماله تغرغر بيا و ده ما هيصدق يعمل اى حاجه يلم الفضيحه دى و انا واقع و ما هصدق
روفيدا ضحكت غصب عنها بغيظ: هو عارف إنى جايه اسلم ادويه للمستشفى
فهد ضحك برخامه: طيب ما تقولى كده من اول ما سألتك و لا لازم تشدى معايا ف الكلام و تغرغرى بيا و تاخدى و تدى بشكل ودى ؟
روفيدا ضحكت غصب عنها بغُلب و هى بتغمض عينيها و كوّرت إيديها و كإنها عايزه تضربه و هو مثّل الخوف و لم إيده الاتنين جنب راسه و غمض عينيه و هى كزت على سنانها و مشيت و هى بتضحك بغيظ ..
فهد راح وراها و هو بيتكلم براحه: خدى ياللى كنتى عايزه تبوسينى .. انتى يابت
روفيدا وقفت بغيظ و إتلفتت حواليها ع اللى واقفين بيبصوا و يضحكوا عليهم ف مدت إيدها سحبته وراها و هو بيضحك بغلاسه عليها: طب هوصلك بس معندناش حريم تمشى لوحديها.

مالك كان مشى من عند صفوت و بدل ما يهدى الغلّ و الغضب جواه إتضاعف اكتر ..
مش عارف يروح فين و لا يجى منين .. هيروح لمين بس ؟ دى ضاقت قوى لحد ما بقت اضيق من خرم الابره !
حس إنه محتاج يبقى لوحده او يمكن ده بقا مفروض عليه و مقدموش غيره ..
راح ع المجموعه و بمجرد ما وقف بعربيته كان ف نفس اللحظه اللى حلم كمان كانت وصلت و بتقف بعربيتها و الاتنين بصّوا لبعض ف نظره طويله و كإن كل واحد فيهم خايف من الخطوه الجايه ف ثابت مكانه ..

لحد ما حلم برغم بُعد المسافه بينهم بصّت ف عينيه قوى و لأكتر من مره تلمح نفس الإحتياج ده ف قررت تاخد هى الخطوه دى حتى لو مش عارفه سببه ..
فتحت عربيتها و نزلت بهدوء راحت جنبه و خبطت على قزاز عربيته و حاولت تهزر: يعنى لو بتقابل العملا بتوعك هنا قولى عشان ابقى عارفه يعنى .. انا لتانى و لا نقول لتالت مره اجى و تقابلنى من برا ده عشان المقابله اللى فاتت متحسبتش جوه
مالك فشل يخفى إبتسامته اللى طلعت بتلقائيه ف أخد نَفس طويل و رجّع راسه لورا ع الكرسى و غمض عينيه و هى ناغشته اكتر: طب ايه ؟ منظرى كده بقا وحش .. بعدين مش عايز حسابك ؟
مالك بعد ما كان إبتسم لمناغشتها وشه إتجمد من الكلمتين دول ف فتح الباب و نزل بجمود و دخل و هى وراه بتحاول تسرّع خطواتها: نفسى يبقى عندك ذوق و لو لمره واحده ..

مالك دارى إبتسامته من غير ما يلف ناحيتها و هى نفخت بغيظ: يعنى هى دى معاملتكم مع الناس اللى جايه تنفّعكوا ؟
مالك وشه إتضايق تانى: مش عايز
حلم بغيظ: يا بنى هو انا جايه اشحت منك ما تتنيل تقف بقا

مالك كان بيسرّع خطواته عن قصد كإنه بيجرى منها لحد ما دخل و وصل مكتبه و هى لحقته و قبل ما يقفل كانت هى حاطه إيديها ف قفلة الباب من فوق و رجلها ف الباب من تحت: المرادى مش هتعرف تقفله
مالك قال كلام مجمل مش متشخصن ع الموقف بس: الباب اللى يتخلقله سبب مره بعد مره عشان يتقفل ف وشك اوعى تقاوحى و تفتحيه .. اووعى .. ربنا مبيتعاندش.

حلم شددت على وقفتها ف نص الباب تمنعه يتقفل ف وشها: مين قال ان ربنا عايز كده عشان تحكم إنى بعانده ؟ لو كل باب هيتقفل ف وشنا هنسيبه و نمشى نشوف غيره يبقا عمرنا ما هندخل ف حاجه .. امال ليه ربنا خلق الإصرار و الإراده و العزيمه و القوه و الصبر
( شاورت على عينيه بعينيها ) زى ما بردوا خلق المناهده و المقاوحه و الحيره و الكلام المتعلق و الاسئله اللى مالهاش اجابات و و و
مالك ساكت تماما و مش عارف يقول ايه بس عينيه حايره بين الباب اللى عايز يقفله و مسكة إيديها له و حاسس بالظبط زى الغرقان و قدامه الشط و مش عارف يرسى او تقريبا مش قادر او مش راضى .. لغبطه جواه قد ما بيتمنى لو يزقّها يبعدها و يرجع ف نفس اللحظه يتمنى لو يتشعبط ف إيديها ..

حلم لمحت حيرته و هنا إتأكد احساسها حتى لو مش فاهماه إنه فعلا محتاجلها او جواه حته محتاجلها و هى قررت تسد عنده بيبان الاحتياج دى ..
مالك ف لحظة توهانها قفل الباب بسرعه بس سابه موارب و دخل بهدوء وقف قصاد القزاز يبص على برا و ادى الباب ضهره و ساب القرار ليها و إتمنى .. إتمنى لو .. هو نفسه مش عارف إتمنى ايه بالظبط .. كل حته جواه بتدعى بحاجه !

حلم حست ان سكتها معاه طويله و مش هتبقى سهله بس هى نَفسها طويل او اقنعت نفسها بكده ف بدون ما تتردد زادت من فتحة الباب بينهم و دخلت ..
حلم إبتسمت و هى بتتلفّت حواليها: تعرف مكتبك حلو.

مالك كان هيلف وشه لها بس إبتسامته اللى هربت من تكتيفته لها منعته ف فضل على وضعه: اكيد مش جايه تتفرجى ع المكتب ف إنجزى عايزه منى ايه ؟
حلم ببساطه: جايه احاسبك على شغلك معايا .. انا طلبت حراسه و انت خدمتنى و بنفسك و ده شغلك و ده حقك.

مالك لف وشه ناحيتها و بصّ ف عينيها قوى و بيحاول يقرا اللى فيهم يمكن يفهم هى غبيه و لا بتستغبى ؟
هى اول واحده لازم تكون عارفه كويس إنه مكنش رايح ليها لإنه ببساطه صدها قبلها بدقايق ف مش لمجرد دقايق هيقع ف حبها و لو هيعتبره شغله ف مش هيعمله بنفسه ابدا .. ف ليه بقا عايزه توصّله إنها مصدقاه ؟ إنها واثقه فيه و للدرجه دى ؟
حلم حسّت بيه و تقريبا من ملامحه وصلت للى عايزاه ف قامت وقفت و قرّبت منه خطوات لحد ما بقت قصاده: روحت فين ؟
مالك إنتبه و إتفاجئ بقربها و كإنه مخدش باله و هى بتقرّب و هى حاولت تهزر: و لا مش عاجبك المبلغ ؟ قول قول متتكسفش
مالك ضحك غصب عنه و لف وشه و رجع لوضعه كإنه بيهرب بعينيه منها و الاتنين سكتوا للحظات ..

مالك قال جمله عايمه مش مشخصنه: انا معملتش حاجه صدقينى
حلم مش عارفه ليه حست من نبرته بمنتهى الصدق للكلام اللى ورا كلامه و قررت تصدقه: و انا مصدقه يا مالك إنك معملتش حاجه و اكبر من إنك تعمل اى حاجه
مالك إنتبه لصوتها و مشاعرها اللى بتحرّكه و ده نوعا ما ضايقه يمكن لإنه خايف من السكه دى او يمكن عشان إدته حاجه خايف منها ..
مالك نبرته إتحوّلت و رسم الجديه: يبقا زى ما قولتهالك قبل كده .. مترجعيش تلومى غير عينيكى
حلم لسه هتتكلم مالك إداها ضهره و ولّع سيجارته و هى حست إنه هيجى بس اللى هو محتاجله منها شوية وقت او يمكن شوية صبر لكن مش مساحه ابدا ده محتاج قُرب او يمكن حضن ..

خدت حاجتها و مشيت بهدوء و قبل ما تخرج لفّت وشها له و إبتسمت بصدق: انا جايه معاك التحقيق بكره
مالك لتانى مره يلف ليها بسرعه و بصّلها قوى و هى هزّت راسها بتأكيد: انت مش مطلوب للتحقيق بكره ؟ و لازم يبقا معاك محامى
( و لعبت ف صوتها بهزار و هى بترفع ياقة بلوزتها ) و انا قررت اقوم بالمهمه العظيمه دى و طلبت إيدى قصدى نفسى نيابة عنك ..
مالك إبتسم بصفا و هى محبتش تدوس اكتر عشان ميعاندش ف غمزتله و خرجت ..
مالك بعد ما مشيت قعد ع الكرسى بإرهاق و من بين إرهاقه إبتسم ع الحلم اللى إتمنى لو كان حقيقه و واقع ف حياته ..

تانى يوم مالك جاله إستدعاء رسمى من النيابه للتحقيق و فعلا راح .. طول الطريق بيخانق نفسه على حلم و مرواحها معاه و الاخر قرر يروح لوحده و هى ساب الاختيار ليها و جواه دعوه خفيّه قفل قلبه عليها ..
وصل القسم و بمجرد ما دخل ذكريات كتير بتهاجمه بعنف لدرجة إنه غمض عينيه كإنه رافض يشوفها .. عدّى على مكتب الرائد محمد و رجله كإنها إتربطت او وقفت لوحدها و بصّله ف نظره طويله و سرّع خطواته مشى ..
شويه و دخل و دقايق و دخل اللوا مدحت و معاه كذا حد و من بينهم فهد ..
مالك دخل و قعد ببرود: خير عندكم ايه جديد ؟

فهد نفخ بعنف و دوّر وشه و اللوا مدحت رفع وشه و إتكلم بحده: انت عارف انت هنا ليه يا مالك ف بلاش الاسلوب ده عشان مبروم على مبروم ميلفش
مالك فاجئ الكل بحركته اما حط رجل على رجل و فهد لسه هيتكلم اللوا مدحت وقّفه بإشاره بس برود مالك إستفزه ف إتنرفز: إتعدل و انت بتتكلم يا مالك انت هنا مش ظابط.

مالك على بروده كان خلاص قتل جواه مالك القديم او خدّره: و لا متهم .. و لو عندك حاجه قولها .. مفيش يبقا تشوف شغلك و بلاش شماعات فارغه تعلقوا عليها فشلكوا.

فهد زعّق: احنا مش فشله بدليل إنك هنا و وصلنالك من قبل اى خيط ما يوصلنا ليك
مالك مط شفايفه بإستفزاز: ممم و ايه هى بقا خيوطك يا حضرة الظابط العبقرى ؟ إنك لمجرد ما شوفتنى ف المكان ابقا متهم ؟
فهد بلهجة انتصار: مش بس كده .. التحقيقات اثبتت ان اللى نفّذ العمليه و دخل و ضرب نار و عمل البلطجه دى دخل عن طريق الحراسه لواحد من القضاه الموجودين ف المحاكمه و كان معاه حراسه و حراسته لقيناها متخدره و متكتفه و ف غرفه جانبيه هناك .. يعنى اللى دخل و نفّذ دخل مكان الحراسه و بالتالى لازم يكون زيهم.

مالك سكت للحظات و غيّر ف تعبيرات وشه عن قصد من الذهول للتريقه للتكشيره بعدها ضحك بصوت عالى جدا و فهد إتعصب ..
مالك ضحكه بيزيد و شاور بإيده: سورى يا فهد باشا .. بس متخيلتش ان تفكيرك محدود و عقيم بالشكل ده اعذرنى .. هو بمجرد ما اللى دخل نفّذ إستغباكوا بهيئته اللى شبه الحراسه إتخدعتوا كده بسهوله ؟ ده إعتراف رسمى يا باشا على غبائك.

فهد لسه هيتكلم مالك سبقه بالكلام بطريقه إستفزّته: ثانيا هو لو إفترضنا ان ده صح مع إنى اشك ان التحليل العبقرى ده يطلع من حد مجرد شوية بلطجيه قادرين يستغبوه بالشكل ده .. بس لو عديّناها ف هل ده معناه إن مفيش ف البلد شركات حراسه لحد غيرى ؟ و ليه اصلا اللى هينفذ هيلجأ لحراسه لما ممكن يجيب رجالته و يشكّلهم زى الحراس
فهد بحده: و ليه انت كنت موجود هناك اصلا ؟ انت لا كان معاك تصريح دخول و لا الكاميرات جابتك و انت بتدخل ف دخلت ازاى ؟ طاير مثلا ؟

قبل ما مالك يرد الباب خبّط و هنا مالك قلبه دق بعنف يمكن اعلى من صوت خبط الباب اللى عينيه إتعلّقت عليه و بيبصّله بترقّب ..
اللوا مدحت سمح بالدخول و هنا حِلم دخلت بإبتسامه: صباح الخير
اللوا مدحت بصّلها بهدوء و بص لمالك اللى ملامحه نوّرت بمجرد دخولها مع إنه حاول يدارى ده: إتفضلى
حلم بعد ما كانت هتقعد ع الكرسى قصد مالك إتراجعت و قعدت بهدوء جنبه: حلم الدينارى محاميه بإسم Group guarding لمالك ياسين الهجّام
حلم قصدت تنطق إسم مالك كامل قدام فهد كإنها بتوصّله رساله غامضه ..

مالك رفع حاجبه و قبل ما ينطق لمح فهد اللى كشّر قوى و بصّلها بنوع من العتاب كإن كان فى سابق كلام بينهم او حاجه غير اللى بتقوله ..
مالك فرد وشه بإبتسامه عريضه مستفزه لفهد: فهد باشا عنده إعتراض و لا حاجه ؟
فهد بوش جامد: من الواضح إنك مش محتاج محامى و مرتب أمورك كويس اهو
مالك مط شفايفه ببرود: طيب كمّل اللى عندك كنت بتقول ايه بقا ؟
فهد دوّر وشه لإن حلم جاوبته سابق و مجيها بالشكل ده معناه إنه هيسمع نفس الاجابه: ايه اللى ودّاك هناك ؟

حلم ردّت: انا اللى طلبته و سبق و بلّغتك .. كنت هحضر المحاكمه و روحتله و طلبت حراسه و هو بطبيعة علاقتنا متأخرش
فهد متضايق: و هو من امتى صاحب اى شركة حراسه بينزل يحرس العملا بنفسه ؟ بالذات لو بحجم شركاته اللى لسه لحد دلوقت محدش يعرف اساسها منين
مالك رسم على وشه البرود بمنتهى الإحترافيه و حلم هى اللى ردّت بردوا: اعتقد إنى قولت راحلى بطبيعة علاقتنا مش بطبيعة شغله ..
حلم إبتسمت بصفا إبتسامه مالك حسّها صادقه و عشان كده إستغربها و فضل باصص ف عينيها مباشرة ..

حلم كمّلت كلامها: انا و مالك صحاب و من كتير .. إتقابلنا كتير و وقفت جنبه قبل كده و جه الدور عشان يردهالى و هو متأخرش و إتعامل مع الموقف كصديق مش شغل
مالك غصب عنه البرود على وشه إتحوّل لإبتسامه طلعت بمنتهى الصفا لإنه فهم كلامها او بمعنى اصح اللى ورا كلامها و ان دى معاهدة حب .. إستنكر قوى و بتلقائيه هز دماغه برفض ..

فهد ملاحظ جو الموقف ف حب يعكّره: صديق ممم .. بأمارة ايه ؟ إنك اول واحده إتهمتيه ف البلطجيه بتوع البنك ؟ و من قبل حتى ما نتهمه احنا ؟
مالك مش عارف ليه عينيه بتلقائيه راحت عليها بخيبة امل و صوت جواه إبتدى يقنعه إنها معاهدة سلام .. مجرد إعتذار و هو قرر يزقّه عشان يعرف يقفل الباب اللى هيفتح السكه دى ..

مالك ببرود: و الله إتهامها كان رأيها و قرارها لوحدها و مجيها إنهارده كدفاع بردوا قرارها لوحدها .. انا مضربتهاش على إيدها و لا طلبتها و لا عايزها و لا عايز حد اصلا
فهد إبتسم بإنتصار بعد ما عرف إن الكرسى اللى حدفه فرقع الكلوّب: و اما هو كده روحتلها ليه ؟ و الاهم دخلت ازاى ؟ المكان كان عليه رقابه و مش اى حد يدخله
مالك بصّله كتير و حلم رغم إستغرابها من رد مالك اللى فهمته إنه رد إهانه و إستغرابها اكتر من فهد اللى بيضغط بعزم ما فيه ع الموقف
إتدخلت و وقفت و زعقت: كفايه بقا .. انت ايه ؟ مبتشبعش إتهامات ؟ عمال ترمى كلام بالباطل و عمال تضغط ع الكل بكلام مالهوش لازمه و مش عارفه ده هيوصّلك لأيه ؟ و لا عايزُه يوصّله لأيه اصلا ؟

حلم زعقت بطريقه مقصوده و مع كل كلمه كانت بتتعمد صوتها يعلى اكتر و ف لحظه الباب إتفتح و كذا عسكرى دخلوا بإرتباك و كذا حد من برا و الكل داخل على صوتها ..

حلم بإنتصار نوعا ما بصّت للعساكر اللى دخلت و رجعت بصّت للوا مدحت: هو بردوا مش مكتب سيادة اللوا عليه رقابه ؟ و بردوا مش اى حد يقدر يدخله ؟ و لا انا متهيألى ؟

اللوا مدحت بعد ما إستغرب ف الاول بس إبتدى يفهم ف غصب عنه إبتسم و هى وقفت بتحدى غريب كإنها ف معركه و لازم تطلع كسبانه بس المعركه دى مكسبها مالك مش القضيه ..
حلم: و مع ذلك من مجرد صوت عالى شويه من واحده بس المكتب إتملى علينا و كل اللى برا دخل ! هل ده بقا معناه ان لازم اللى دخل ده يكون دخل بطريقه غير مشروعه ؟ او كان موجود من قبل ما ندخل ؟ و ده من مجرد كلمتين بس منى بصوت عالى ! ف مابالك بصوت رصاص و ضرب نار و حالة الهرج و المرج اللى كانت موجوده و الاصوات اللى كانت ماليه الشارع ! هو ده مش معناه إنه مثلا يكون برا و اما حصلت الدربكه و عارف ان انا جوه دخل بشكل او بأخر عشانى ؟
اللوا مدحت بصّلها بفهم و هى بصتله بإنتصار انها قدرت توصّله فكرتها ببساطه ..

مالك طول الوقت بيبص ف عينيها قوى بيحاول يستشف منهم اى حاجه يمكن يقرا المدفون جواهم ..
فهد نفخ لإن تقريبا كده خلاص النقاش إتقفل: و الحراسه اللى إتبدّلت ؟ و الكاميرات اللى إتلعب فيها ؟ كل ده شغل مين و مين يقدر يتفنن فيه ؟
مالك هنا سبقها و رد بغموض: و الله الكاميرات اعتقد إنها مش محتاجه ظابط مخابرات و لا حتى مختص ..
( بصّله بعِند و هو بيرمى كلامه إنه حطهاله قبل كده ) اعتقد فى ناس كتير تقدر تتفنن بردوا فيها و لا ايه ؟

فهد دوّر وشه و مالك كمّل كلامه بنفس طريقته اللى غلّفها بالبرود: و اذا كان على ان ناس إستغبتكم و دخلت مكان الحراسه ف لو إ عتبرنا ان مفيش غيرى ف البلد عنده شركة حراسه ف بردوا ابدا مش معناه انى انا اللى باعتهم و لا معناه إنهم لازم يبقوا حراس اصلا ! مانا ممكن اجيب اى عيل حتى لو صبى رقاصه و البّسه بدله عسكرى و ساعتها هعمله زيك و يمكن اخليه نسخه منك و اهو هيبقا مش محتاج يتذاكى !
فهد وقف بنرفزه: و حياة أمك ؟
مالك بمجرد ما جات سيرة أمه إتجمّد مكانه و عقله إتقفل نهائى او هو اللى قفله و _______

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة