قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني عشر

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني عشر

مالك ف التحقيق و حلم معاه و المناقشات وصلت لأشبه بالخناق و الزعيق بينهم و شويه و يونس خبّط ع الباب و دخل ..
فهد بصّله بتريقه: اهى كملت .. نوّرت يا زعيم
يونس رفع حاجبه: اهلا يا اهبل
فهد زعّق اما شاف نظرات يونس و مالك لبعض و مالك اللى ضحك غصب عنه من رد يونس و يونس ضحك معاه: إحترم نفسك انت مش قاعد على مصطبة بيتكوا .. انت هنا ف تحقيق و رسمى و فى متهم و لو معرفش يثبت عدم إدانته مش هيخرج منها
يونس وطّى صوته لمالك بهزار: اهبل ده و لا ايه ؟ منك لله انت اللى بليت الشرطه بيه
مالك ضحك غصب عنه و حلم كإنها لأول مره بتخطف من ملامحه حاجه غير الألم ..

فهد زعّق: الرائد محمد إتقتل و بدم بارد كمان و لا عندك مبررات لدى كمان يا استاذه ؟
يونس بذهول: هو انت بترمى اتهامات و خلاص لمجرد إنك مش عارف تشوف شغلك ؟
فهد كان كلامه بعصبيه اشبه بالزعيق: مش عارف اشوف شغلى ؟ بقولك فى زميل إتقتل و ف حادثة بلطجه زى دى .. يعنى تقريبا كان هو المقصود بده .. طيب عارف إنه كان ماسك تفتيش سري ورا مالك باشا و إنى انا اللى طلبت منه ده اما إتناقشنا كتير ؟ و إنه مسئول بالتحقيق فيما يخص شركاته اللى طلعت فجأه و شغله و يشوف إذا كان صح و لا غلط ؟ طيب عارف إنه كان رايح يحطله مراقبه على شركاته يوم حادثة البنك ؟ يعنى حتى حادثة البنك يمكن يكون هو المقصود بيها كمان!

حلم إتصدمت بكمية الاتهامات و الكلام ده ف بصّت لمالك اللى مقدرتش تفهم من ملامحه حاجه ..
مالك كان وشه خالى من اى تعبير و كإنه يا كان عارف يا بطّل يتصدم بقا !
فهد ضحك بتريقه: واضح ان مالك باشا كان عنده خبر !
حلم فكرت بشكل سريع ف كلامه و قررت ترد عن مالك اقتناعا منها إنه ف وقت صدمه او احساسا منها: لحظه بس .. انت قولت الرائد محمد كان ماسك تحقيق سري لمالك مش كده ؟
فهد هز راسه ببرود و على وشه إبتسامه سمجه: اه عندك ايه بقا المرادى تدافعى بيه ؟

حلم بصتله قوى بجمود: بلاش تحسسنى إنك متربص او مستنى وقعه عشان ده شئ لو انت هتسمح بيه لآخوك ف انا بصفتى المحاميه بتاعته مش هسمح بيه لموكّلى .. ثانيا انت بتقول تفتيش سري ف منين بقا مالك عرف ان بيتفتش و بيتدوّر وراه عندكم ؟ لاء و الرائد محمد كمان اللى بيعمل ده ؟
فهد تهته بضيق: هيصعب عليه يعنى ؟ ده واحد كان ظابط و له الف عين اكيد هنا و الف إيد
حلم بإصرار: اعتقد لو مبرراتك لإتهامه دى صح كانوا الألف إيد دول ساعدوه ف حاجات اكبر بكتير من إنهم ينقلوله اخبار من عندكم .. كانوا حتى ساعدوه يطرمخوا على قتل خليل من البدايه .. كانوا ساعدوه اما جيبته متهم ف حادثة البنك .. كانوا ساعدوه اما دخّلت لأخوك بلطجيه يمدوا إيدهم عليه اعتقادا منك ان كده لو مدان بحاجه هيعترف بيها مع ان ده ضد القانون و لو عايزه اقلب الترابيزه على دماغك دلوقت و اقلبك انت المدان هعملها و هشيلك من مكانك اللى انت فرحان بيه ده !
فهد دوّر وشه بضيق اما افتكر اخر موقف بينه و بين مالك ..

يونس هنا هو اللى كمّل كلام حلم بإصرار: انا بقا هنا اللى هسألك، هل الرائد محمد حقق معاه مثلا ف حاجه زى دى ؟ طيب هل الكاميرات اللى انتوا بعتوا الرائد محمد حطها لمالك وقفت ؟ إتغير مكانها ؟ نقلتلكوا شئ غريب ؟
اللوا مدحت بص لفهد بعنف على إندفاعه بالكلام و كشفه لحاجه كانوا حابين تكون متداريه و فهد دوّر وشه بغيظ ..
حلم وقفت بحده: و دلوقت احنا اللى المفروض نرفع عليك قضية شرف و هنعمل ده
فهد رفع حاجبه بغيظ: قضية شرف ؟

حلم هزّت راسها اه بإبتسامه قاصده تستفزه: امال فاكر نفسك هتمشى توزع اتهامات كده لله ف لله بدون وجه حق و هنستحمل غبائك مره ورا مره ؟ انت لا عندك دليل و لا ف إيدك حاجه تدين مالك يبقى ملكش وجه حق تحاسبه جيبت شركاتك و فلوسك منين ؟ و لا ليك إنك تحط مراقبه و بدون علمه و تقتحم حرمة المكان بتاعه ! و لا ليك إنك توجّه له إتهام اصلا .. بتتكلم بناءا على ايه اصلا ؟

فهد نفخ لإن تقريبا كده خلاص النقاش إتقفل: و الحراسه اللى إتبدّلت ؟ و الكاميرات اللى إتلعب فيها ؟ كل ده شغل مين و مين يقدر يتفنن فيه ؟
مالك هنا سبقها و رد بغموض: و الله الكاميرات اعتقد إنها مش محتاجه ظابط مخابرات و لا حتى مختص ..
( بصّله بعِند و هو بيرمى كلامه إنه حطهاله قبل كده ) اعتقد فى ناس كتير تقدر تتفنن بردوا فيها و لا ايه ؟

فهد دوّر وشه و مالك كمّل كلامه بنفس طريقته اللى غلّفها بالبرود: و اذا كان على ان ناس إستغبتكم و دخلت مكان الحراسه ف لو إ عتبرنا ان مفيش غيرى ف البلد عنده شركة حراسه ف بردوا ابدا مش معناه انى انا اللى باعتهم و لا معناه إنهم لازم يبقوا حراس اصلا ! مانا ممكن اجيب اى عيل حتى لو صبى رقاصه و البّسه بدله عسكرى و ساعتها هعمله زيك و يمكن اخليه نسخه منك و اهو هيبقا مش محتاج يتذاكى !
فهد وقف بنرفزه: و حياة أمك ؟

مالك بمجرد ما جات سيرة أمه إتجمّد مكانه و عقله إتقفل نهائى او هو اللى قفله و للحظات مقدرش يرد او بمعنى اصح مقدرش يقوم من مكانه قصاده زى ما حاول ..
يونس وقف قصاده بحده: انت إتجننت ياض انت و لا ايه ؟
مالك بصوت تايه: أمى ؟ و حياة أمى ؟ و ياترى لسه فاكرها و لا مجرد كلمه لبلطجى عندك ؟

فهد زعّق بتهتهه بيحاول يقفل عقله اللى إبتدى يعمله عرض من لقطات سريعه من مجرد الكلمه: ماالك بلاش السكه دى معايا عشان مش هتاكل و مش هتجيب معايا انا بالذات .. أمى مالهاش ذنب ف القذاره دى
مالك هنا قناع بروده المزيف وقع و غمّض عينيه بوجع و ثوانى و كان مفتّحهم بشكل مخيف و بدون مقدمات وقف و شدّه عليه من هدومه و زعّق او تقريبا إنفجر: أمى لو كانت عايشه مكنش حصل حاجه من كل ده اصلا

فهد زعّق اكتر: و هى ماتت بسبب مين اصلا ؟ و لا اقول إتقتلت يا مالك باشا ؟ مش بسبب جبروتك و انانيتك ؟ مش كله من غبائك ؟
مالك إتلجّم و مبقاش عارف يرد .. هى فعلا إتقتلت بسببه ؟ و من غبائه ؟ إنه غلطه صغيره ف شغله دفّعته التمن و اللى كان هى و لا هى اللى دفعت التمن و اللى كان حياتها !

اللوا مدحت اخد باله من الوضع اللى بيتأزّم بينهم و إتدخل بعد ما كان سايبهم: ما خلاص انت و هو .. مشاكلكم الخاصه دى ف البيت مش هنا .. فااهمين ؟
فهد لسه هيتكلم اللوا مدحت زعّق اكتر: و لا كلمه .. و لا حرف زياده .. ده مبقاش تحقيق ده .. ده قاعدة شوارع .. انتوا و لا عاملين إحترام لحد و لا محترمين المكان حتى .. امك امك ؟ هتتشاتموا بالأم كمان ؟ وصلتوا للدرجادى ؟
امك لو كانت عرفت تربى مكنتوش وقفتوا قصد بعض الوقفه دى !

مالك كان الكلام بينزل عليه زى ماية النار اللى بتترش ف وشه و بص لفهد نظره تخطت العتاب .. اشبه بالتعنيف
و فهد خرج من غير و لا كلمه تانيه ..
يونس راح جنب مالك و حاول يقول حاجه تخفف بس معرفش ف لف دراعه حواليه و شدد ضمته عليه قوى ..
اللوا مدحت إنتبه للكلام بعد ما شاف تأثيره عليهم ف بص لمالك و مش عارف يقول ايه: مالك انا .. معلش يعنى .. اصل
مالك قعد ع الكرسى او تقريبا رجله هى اللى رخت لوحدها ف نزل ع الكرسى و يونس ملقاش مكان جنبه ف نزل بركبُه جنب كرسيه و مالك بتلقائيه ميّل راسه و عشان ميبانش موطى لحد ما سندها بإيديه ..

اللوا مدحت بضيق بص لحد جنبه: سجلت اقواله ؟
اللى جنبه: اه و الدفاع كمان
اللوا مدحت لف الورق لمالك: امضى يا مالك
مالك رفع وشه و شكله يغنى عن اى كلام ف حلم إتدخلت: هنخرج و اعتقد إن من غير اى كفاله .. متهيألى إن مفيش إتهام رسمى او موثّق بدليل
اللوا مدحت: محتاجين بس ضمان و يخرج
حلم نطقت بعفويه ف نفس اللحظه اللى يونس رد فيها: انا اضمنه
مالك رفع وشه و بصّلها كتير و هى بصّتله اكتر و الاتنين إتلاقت عيونهم ف نظره غامضه ..

هو مش عارف يصدق الثقه اللى هى بتتعامل بيها معاه دى .. طب يونس فى الف سبب و موقف و يبنهم عِشره يخلّوه يضمنه حتى لو بروحه .. إنما هى شافت منه ايه عشان تثق فيه كل القد ده ؟ دى واحده القدر بيحدفها كتير ف سكته و ياريت سكته القديمه كان عذر ثقتها !
حلم شايفه التوهان و الحيره اللى ف عينيه و رافضه تصدقهم عشان دول مالهومش غير معنى واحد .. واحد بس .. إنه مستكتر الثقه دى عليه و ده معناه حاجه هى مش عارفه تقبلها او بمعنى اصح مش عايزه !
يونس متابع نظراتهم لبعض و بيدعى جواه دعوه صامته ..
اللوا مدحت إتدخّل: احنا محتاجين محل اقامه و ده كفايه
مالك طلّع بطاقته و إدهاله و هما سجلوا بيانته و قفّلوا التحقيق ..

اللوا مدحت وقف و مالك خرج من المكتب مشى من غير كلام و كإنه بيهرب .. لأول مره يدخل هنا و يحس إنه لازم يمشى و يمكن لإنه معندوش حاجه يقولها او بيهرب او خايف او يمكن كل دول مع بعض ..
حلم لحقته وراه: مالك
مالك كمّل طريقه لبرا لحد ما نزل عند عربيته و هى وراه ف وقف من غير ما يبصّلها ..
حلم لفّت قصاده و كانت هتقول حاجه و رجعت فيها و قالت غيرها: متتضايقش اللى حصل ده طبيعى
مالك لسه هينطق سبقته: ده تحقيق و ف حدث كبير زى ده فبالتالى إجراءاته لازم تبقى حاده شويه
مالك دوّر وشه و هى فاهمه حالته او مفسراها من اللى إتقال بينه و بين فهد: متزعلش من فهد .. هو بس
مالك عايز يتكلم و مش عايز يتكلم ف نطق من غير ما يبصّلها: لأخر مره هقولهالك إبعدى عن سكتى .. انتى لا قدى و لا قدها
حِلم للحظه ركزت ف جملته: طب مش قدك دى فهمتها من غرورك .. إنما مش قد سكتك دى افهمها ازاى ؟

مالك بصّلها قوى و ملقاش حاجه يقولها ف فتح باب عربيته اللى كان ماسكه بإيده و دخل و لسه بيقفله فهى مسكت مسكته للباب و سابته موارب: عموما انا عارفه ان اللى يبقا صح قوى عمره ما يقلب لغلط قوى .. مش هيقدر و لا هيعرف .. و ده اللى خلّانى جيت معاك انهارده رغم كل علامات الإستفهام اللى إيدك عليها جوايا .. بس الواحد اما بيبقى لوحده ف لحظة ضعف شيطانه بيتمكن منه و بيفتحله الف سكه و الف عذر و يمكن عشان ..
( سكتت و محبتش تقول عشان مديش فرصه لشيطانك يفتحلك الف سكه بديله ) يمكن عشان حسيتك ف لحظة ضعف من كتر الازمات خاصة مع اخوك محبتش تبقى لوحدك ..

مالك بصّلها و محتار هى غبيه قوى بجد و لا ذكيه قوى و بتستدرجه بسهوله لدرجة قرت سؤاله اللى مسألهوش و مش عارف يقرر هى انهى فيهم: و انا مسآلتكيش
حلم إبتسمت: انا جاوبت عينيك اللى سآلتنى مليون مره من وقت ما دخلتلك المكتب

مالك محسش بنفسه إلا و هو بيدوّر العربيه و هى سابت إيديها من ع الباب ف إتحرك بسرعه من قدامها كإن حد بيطارده ..
حلم فضلت واقفه مكانها شويه: جواك حاجه مخبيها يا مالك .. و الحاجه دى يا صح قوى ف خايف عليها يا غلط قوى ف خايف منها .. الايام اللى هتكشفها و انا معاك للآخر

عينيها فضلت متعلقه بالفراغ اللى سابه مالك بعد ما مشى بعربيته و محستش بنفسها غير على صوت يونس وراها: انتى صح على فكره
حلم إنتبهت ف لفّت وشها له و حاولت تترجم كلامه على جملتها إنه يا صح قوى يا غلط قوى: صح ف ايه بالظبط ؟
يونس محبش يدوس ف الكلام، هو كان عايز يوصّلها رساله صغيره: ف كل اللى قولتيه و عملتيه جوه .. و ف ان الواحد ف لحظات ضعفه مينفعش يبقى لوحده .. مينفعش يتساب لقهره و ظلمه ..

قرّب منها خطوات و هو ساكت: ف إنك حبيتى تبقى جنبه ف وقت ضعفه و خلافه مع أخوه
حلم إرتبكت شويه و حست إن مشاعرها شفافه ف اللحظه دى ..
يونس إبتسم بهدوء: انا قولت إنك صح و على ما اعتقد إنك قرّبتى توصلى ده ان مكنتيش وصلتى فعلا .. بس المهم ف اللى انتى عايزاه اما توصلى .. لو فعلا مجرد فضول منك او تحدى بينك و بين الغبى اللى جوه ده و عايز يتهمه و خلاص او حتى التحدى لمالك لمجرد إنك لقتيه مقفّل على نفسه كل الابواب ف حرّك شئ مش اكتر من العِند جواكى ف انا اللى مش هسمحلك و لا مالك كمان اعتقد إنه بالسذاجه اللى تخليه يقع مرتين ف وقعه كده
حلم إنتبهت قوى: هو مالك كان ...

يونس محبش يطوّل ف الكلام تانى: شوفى انتى عايزه ايه بالظبط بس و انتى بتشوفى خدى بالك ان واحد زى مالك إكتفى و مبقاش جواه مكان لحِمل جرح تانى او عقله هيعرف يستوعب صدمه تانيه
يونس مشى و سابها و هى رفعت وشها لفوق خدت نَفس طويل .. طويل قوى بعمق و هى مغمضه عينيها و إجابة كل اسئلته إترجمت قدامها حتى قبل ما تفكر ...

مالك مشى بعربيته فضل يلف و يلف و يلف لحد ما حس إنه بينهج و كإنه بيلف على رجله ..
عايز حد يطلّع فيه كم الكبت ده .. حد ينفجر فيه .. حد حتى ميلمهوش .. معرفش يلوم فهد بس لو هيلوم حاجه هيرجع لنقطة البدايه .. فجأه تفكيره راح عند اول السطر ..

خد عربيته ع البيت .. ركن و دخل بجمود .. نزل البدروم و هناك شاف عزّام متكوّم ف ركن و زى الدبيحه اللى مستنيه مصيرها اللى عارفاه كويس !
مالك ميّل عليه مسكه وقّفه قصاده و نزل ضرب فيه بشكل اشبه بالهيستريا ..
كان بيتكلم بنفس هيسترية ضربه له: انتوا السبب .. انتوا يا ولاد الكلب .. انتوا اللى عملتوا كل ده .. انتوا اللى وصّلتونى ل ده .. انتوا .. انا بسببكم بقيت حد انا نفسى معرفهوش .. انا بسببكم بقيت اعرف عن نفسى من غيرى .. بقيت بتفرّج عليا من بعيد و سايب دايرة الاحداث تلف من حواليا و بتفرج .. بتفرج و هى بتدوّر و كل اللى بيزق فيها يساعده تلف إلا انا واقف بتفرج لحد ما دوخت .. تعبت .. و الله تعبت.

عزّام مكنش لاحق حتى يسمعه بس بيرد و خلاص: انا مليش دعوه .. انت وقعت مع خليل و هو خلّص عليك بطريقته و انت خلّصت عليه
مالك ضربه بركبته ف بطنه: انت هتستعبط يا روح أمك ؟ خليل ده بتاعك انت .. واحد من رجالتك و بياخد آوامره منك .. لكن انت بتاخد اوامرك من مين يالا ؟
عزّام هزّ راسه برعب و كان خلاص وشه ببجيب دم و بينهج: انا قولتله إتصرف بس المهم خلصنا من الظابط ده او خلّيه يغور من سكتنا و هو اللى إتصرف
مالك رجع ضربه تانى: و حياة أمك ؟

عزّام بينهج: ايوه انا صحيح اللى قولتله وقتها يعمل ايه مع يونس و حتى معاك ع الطريق ساعتها بس هو اللى إتصرف ف البيت و
مالك إتجنن من فكرة إعادة اللى حصل قدام عينيه و نزل فيه ضرب بجنون: مين اللى وراك يالا ؟
عزّام بصدق: معرفش
مالك ضربه برجله ف بطنه و رجع وقّفه: انت هتستهبل ؟ انطق يالا و لو بتقول انا كده كده ميت ف انا ممكن اخلّصك مقابل اعرف اصل الموضوع
عزّام برعب: و الله ما اعرف .. انا بتعامل مع مسئول من منظمه خفيّه ف اندونسيا لكن هى مين او هو نفسه مين معرفش .. انا حتى معرفش مين تانى معايا .. احنا بنتقابل يوم التسليم .. بطلب منه اللى عايزُه و هو بيدخّله البلد و بتفاجئ ان الشحنه بتاعته بتتوزع على كذا حد ايا كانت ايه هى و منقابلش بعض انا و البقيه اللى هيستلموا غير يوم التسليم و هو اللى بيحدده كمان و باخد بضاعتى اللى طالبها عن طريق واحد زى خليل او غيره بيبقى تبعى و متجهز لخطوه زى دى ينفذها و اخلص منه ..

مالك كان مركز قوى ف كلامه: و انت بتاخد بضاعتك لمين ؟
عزّام إتلجلج: ااا .. اصل .. انا
مالك ضربه ف وشه: إنطق يالا
عزّام برعب: على حسب .. السلاح بوزّعه على رجالتى و ده بيستخدموه ف تنفيذ اللى بطلبه منهم .. يخلّصوا على حد ف سكتنا .. يهرّبوا حد تبعنا إتمسك .. يخلّصوا على حد إنطلب منى أخلّص عليه بمقابل .. يعملوا دربكه حوالين مكان للداخليه .. يشوشروا على حد .. كده يعنى
مالك إتصدم و كلام اللوا صالح رن ف ودانه لحظة ما عرض عليه القضيه بإن السلاح اللى بيدخل من هنا كتير و مش بيتوزّع قطاعى و مهمتهم بس يوصلوا لخطة التوزيع او بيروح لفين و بيتعمل فيه و بيه ايه !

عزّام متابع صدمته برعب و مالك رجع بصّله: مين معاك تانى ؟
عزّام برعب: رجالتى بتعامل معاهم بردوا بنفس الطريقه اللى فوقى بيعاملونى بيها .. بشكل خفى و محدش فيهم بيقابلنى إلا لو غبى زى خليل و ده ببقى عارف إنى كده كده هخلّص عليه .. لكن الباقى بياخد اوامرى منى بشكل خفى و بينفّذ و ياخد حسابه و يمشى عشان لو وقع يقع لوحده
مالك: و اللى فوقك بتستلم منهم ؟

عزّام بصدق مرعوب: معرفهومش و الله ما اعرف حد .. كل اللى اعرفه قولتهولك .. واحد بتعامل معاه و اعتقد إنه مبيتعاملش معايا لوحدى لإن شحنته اللى بيوصل بيها و يدخّلها البلد بتتوزّع ف كذا جهه و لكذا حد و مش كلها سلاح .. يعنى ممكن فيها مخدرات و عملا له بيدخل بيهم البلد بدون اوراق و ده بيتنفذ بيهم اللى عايزُه و يرجع يخرّجهم بنفس الطريقه و بنات كمان بيطلع بيهم من البلد

مالك إتصدم من كمية العك و الوحل ده .. ده اللى كان عايز يوصله ف مهمته .. بس للإسف خلاص .. كل حاجه خلصت

بص لعزّام: صفوت ؟
عزّام هزّ راسه برعب: معرفهوش
مالك ضربه برجله مره ورا مره ورا عشره: اللى جابك ليا ده ؟ إنطق .. هو باعك و مش باقى عليك .. سلّمك ليا و هو عارف كويس انا هعمل فيك ايه ف متبقيش انت عليه و انا هخلّصك
عزّام بصدق: و الله ما اعرفه و لا عمرى شوفته و لا قابلته
مالك: مانت اللى فوقك متعرفهومش و لا عمرك قابلتهم
عزّام: اه بس فى مسئول قولتلك بتعامل معاه و ده كان على تعامل معايا لحد اخر لحظه وقعت فيها تحت إيد الراجل اللى جابنى ليك .. يعنى اعتقد إنه مش تبعه .. احنا كنا متفقين على شغل و تسليم و له فلوس ف مش هيسلمنى
مالك وقف لحظه و دماغه بتحاول تستوعب او تفكر ايه اللى لازم يتعمل هنا: و ده اوصله ازاى ؟

عزّام تهته برعب و مالك مدهوش فرصه يفكر فضربه من تانى كإنه بيوصّله إنه مقدمهوش حل تانى ..
عزّام برعب: إسمه جاسر العدوى و ده اعتقد دراعهم برا هنا و اللى بيتعامل و يوزعلهم حاجتهم
مالك حدفه ع الارض و سابه و خرج .. إبتدى يدوّر على صاحب الإسم .. يوم و اتنين لحد ما كلّم يونس قابله
يونس سكت شويه: انت تعرفه منين ده يا مالك ؟

مالك بص ف عينيه مباشرة: و الله مش مهم انا اعرفه منين .. المهم انت تعرفه منين ؟
يونس لسه هيرد مالك سبقه بتحذير: و اوعى تقول متعرفهوش عشان انت لو بتعرف تكذب ع الدنيا كلها لحد عندى و مبتعرفش
يونس نفخ بغيظ: انت محدش يعرف يفلت منك ؟
مالك بجمود: و انت عايز تفلت منى ليه يا صاحبى ؟
يونس بصدق: عشان كنت خايف عليك .. انت اه اما سألتنى عن القضيه مكناش فعلا وصلنا فيها لحاجه و إتقفلت وقتها
مالك بحده: و ايه اللى جدّ بقا ؟

يونس: شحنة مخدرات دخلت البلد و قبل ما تتوزع وصلنا للى دخل بيها و كان زفت ده جاسر هو اللى مدخلها و اما إتمسك و دوّرنا وراه عرفنا إنه هو اللى كان مدخّل السلاح ف عملية الجبل و هو اللى بيدخله كل مره و يوزعه على اللى محتاجينله هنا و اللى بيبقى عن سابق إتفاق بينهم .. صحيح فى حلقه مفقوده لإننا موصلناش لكل اللى كان بيتعامل معاهم هنا او بمعنى اصح موصلناش للى تبع خليل من اللى بيتعاملوا معاه لكن تقدر تقول قطعنا جدوره
مالك بحده: و مقولتليش ليه ف وقتها ؟

يونس بصدق: الكلام ده مش من بعيد .. ده اخر سفريه ليا على فكره اللى رجعت منها على حادثة المحكمه .. ده غير ان اللى إتقبض عليهم من اللى بيتعاملوا معاه عاملنا تحرياتنا عنهم و محدش فيهم يعرف خليل .. ده معناه ان لسه فى حد برا .. خوفت عليك يا صاحبى .. و الله خوفت عليك مش اكتر .. خوفت اقولك او اجيب رجلك ف الموضوع المرادى يحصلك حاجه اكبر منعرفش نلمها خاصة ان زى ما قولتلك لسه فيهم برا
مالك ضحك بوجع: تحصلك حاجه اكبر ؟ اكبر من كده ؟

يونس سكت بحب: صدقنى لو الموضوع هيفرق معاك او هيفيدك كنت جريت عليك قولتلك .. بس احنا وقّعنا الجدر اللى بيحرّك الكل و حتى إقتحمنا المنظمه اللى هو تبعها و قطعنا صلتها بالبلد نهائى لكن موصلناش لحد تبع خليل و ده اللى حقك عنده
مالك إرتبك شويه: و وصلت لأيه تانى تبع شغلهم ؟
يونس بغلّ: بيستلموا منه السلاح و يوزّعوه على رجالتهم ينفذوا بيه الشغب اللى كل يوم بيحصل الاف المرات ف الشوارع و ع الطرق و الحرب القايمه ع الداخليه و السجون اللى بتتفتح و يتهرّب منها اللى تبعهم
مالك غمض عينيه بوجع و متخيلش إنه ف يوم من الايام هيتحط ف نفس التصنيف ده حتى لو مش تبعهم بس نفس الشكيله دى ..

يونس بصّله بترقّب: انا مش هسألك وصلتله ازاى يا صاحبى عشان عارف إنك زى ما احنا كنا بندوّر على حق البلد انت كمان كنت بتدوّر على حق أبوك و أمك
مالك عينيه لمعت بوجع و يونس طبطب على إيده: انا مدوّرتش كتير على الباقى و لا اللى منهم تبع خليل مع إنه اللى بوّظ مهمتنا وقتها رغم إن العمليه مكنتش له لوحده .. بس عشان عارف ان ربك بيخلّص الحقوق و ده له تخليص حق و بأى شكل كان هيدفعه .. ده حتى لو سيبناه كان اللى فوقه مش هيسبوه
مالك إتخنق و مبقاش قادر يتنفس مش بس ينطق ف وقف: انا لازم امشى دلوقت .. ورايا شغل .. هتمشى معايا ؟

يونس وقف معاه: و انا كمان لازم امشى بس قولتهالك يا صاحبى سكتى انت عارفها و اى وقت هتعوزنى عارف هتروحلها ازاى ..
مالك دوّر وشه و يونس إبتسم: و على ما اعتقد إنها لحد دلوقت واحده بدليل إتقابلنا ف نقطه اهو .. ف يوم ما تحس إن سككنا واحده خدنى معاك و ف كل الحالات انا جنبك

يوم و اتنين مروا على مالك ف حالته اللى بتسوء بسرعه مخيفه و كإنها النهايه .. متخيلش إنه هيجيب حق أمه و أبوه متأخر كده و لا بالمقابل ده .. متخيلش إنها هتبقى عليه بالخساره دى ! كان فاكر إنه هيبقى مرتاح بس متخيلش الوجع يبقى مميت بالشكل ده ! إنه يبقى هو نفسه بالصوره دى و بالشكل ده ! يونس و هو بيكلمه عنهم اما وقعوا كإنه بيكلمه عنه هو ! كان شايف نفسه بغلطاته !
عايز يتكلم مع حد بس مش لاقى او تقريبا مش عارف يلاقى اللى يروحله و يكلمه او يسكت من غير حتى سؤال مش ضغط ..
واحده بس اللى جات على باله و مش عارف عشان هى بس المتاحه قدامه و لا عشان هى اصلا جواه ف جات صورتها قدام عينيه بتلقائيه بمجرد ما تفكيره راح عندها .. مش عارف !

مشى بيقنع نفسه إنه محتاج بس لشغله اللى معدش قدامه غيره بس بمجرد ما عدّى من قدام شركتها عينيه لفّت المكان بتلقائيه .. عينيه زى التايهه .. بتدوّر على ونيسها ..
وقف للحظات و بيقنع نفسه إنه وقف لمجرد إنه تعب .. تعب من كل حاجه .. تعب من السكه دى او يمكن من تفكيره ده .. بس إجابته كانت واضحه قدامه ف غمض عينيه بإرهاق كإنه بيستنكرها او بيلومها ..
محسش بنفسه غير و هو بيتنفسها ... سمع ضحكه هاديه بتجبره يفتّح عينيه و ميعرفش إنها بتفتّح بيبان قلبه ..

مالك إتكلم من غير ما يبصّلها و لا حتى يفتّح عيونه: يا بنتى قولتلك إبعدى عن سكتى بقا
حلم ضحكت بخفه: لا ده انت حالتك ميئوس منها بقا .. واضح إنك مش واخد بالك إنك قدام شغلى .. يعنى جيت برجلك ف سكتى
مالك فتح الشباك من ناحيتها اللى قصاده و رد من غير ما يفكر: على فكره دى سكتى انا كمان
حلم إبتسمت و إتقابلوا ف نظره معناها واضح ..

مالك إتوتر ف شاور بعينيه لبعيد: قصدى دى سكة شغلى انا كمان
حلم هزّت راسها و هى لسه مبتسمه: يبقى مختلفناش .. سكتنا واحده اهى
مالك محبش لا كلامها و لا طريقتها و عايز يضربها قلم يمحى الإبتسامه دى من على وشها و يرجع يضرب نفسه على رده اللى طلع تلقائى ..
حلم ضحكت بصوت عالى كإنها بتفوّقه من شروده: كنت عارفه إنى صح زى ما كنت عارفه إنك عايزنى معاك ف التحقيق بس فضلت تقاوح معايا و مع نفسك
مالك ببرود: غلط و هتندمى على فكره
حلم مطت شفايفها: نشوف.

مالك إتحرك يمشى بس وقف بتوتر على سؤالها: انت ليه يوم ما كنا ف الجبل مفكتش الكلبش بالمسدس اللى انا قتلت بيه الراجل
مالك إتوتر و كان بيتمنى لو يقولها فعلا ليه معملش كده بس قرر يقولهالها بشكل تانى: لنفس السبب اللى خلاكى تخبى سلاح الرائد محمد مع إنه بردوا كان ممكن يفك الكلبش !
حلم إتوترت للحظات من إنه شافها وقتها بتخبى السلاح يعنى بتفرض وجودها و سابها .. فجأه لمع وشها و نوّر بإبتسامه غريبه لمجرد وصلت للإجابه اللى عايزاها و اللى أكدت على نظرة الاحتياج اللى بتشوفها ف عينيه كل ما عيونهم بتتقابل .. حست إنه بيبعتلها رسالة إحتياج مُغلفه .. إنه عايز يقولها كنت محتاجلك !

حلم إتكلمت من غير ما تفكر: ليه مقولتش وقتها إنى اللى قتلته ؟ و بدل ما تخفى اللى حصل كنت تبرّأ نفسك
مالك رد بنفس طريقته اللى رد بيها على اول سؤالها: لنفس السبب اللى خلاكى متقوليش إنى صديتك اما جتيلى المكتب عايزه حراسه و إنى شبه طردتك مع إنك بردوا بدل ما تخفى اللى حصل كنتى هتبرّأى نفسك بردوا

حلم بصتله كتير و تفكيرها فيه راح لحته تانيه خالص .. حته هى اه صحيح لسه مش فاهماها و لا عارفه تفهمها و لا عارفه هتوصلها لفين بس اللى عارفاه إنها بقت بعيده عن اى شك فيه ..
حست ان بإجاباته بيبعتلها رساله غامضه او يمكن هو اللى غامض .. مش عارفه .. بس قررت تصبر مع الوقت تعرف !

حلم كانت سانده على حرف شباك عربيته اللى قصاده و مالك بعد ما دوّر العربيه يمشى و إتحرك اقل من خطوه وقف و بصّلها: مقولتليش يعنى إنك إتقابلتى مع فهد قبل ما تيجى التحقيق معايا ؟
حلم إبتسمت: يمكن زى ما انت مقولتليش على ان مروان قابلك ف المستشفى
مالك بغموض: خطيبك ؟
حلم ضحكت بصوت عالى ضحكه ربكت قلب المالك: لا سورى معلش .. هو عندكوا اما حد بيزور واحده ف المستشفى يبقى خطيبها ؟

مالك رفع حاجبه بعد ما فهم رسالتها بس بسرعه جمّد وشه: ميخصنيش
حلم بصتله بنص عين: لاء واضح .. بدليل لحد دلوقت مقولتليش حمدالله على سلامتك و لا مكنتش طايقنى طول التحقيق و قولت جايه من نفسى .. واضح واضح متتكسفش
مالك بصّلها بغيظ و بيتمنى لو ينزل يضربها ف عض على شفايفه ف حركه خطفتها و إتحرك بسرعه من قدامها كإنه بيهرب !

مالك مشى فضل يلف كتير و لأول مره يحس بتوهه غريبه بالشكل ده ..
اتصل على يونس اللى رن عليه مره و اتنين و كتير لحد ما رد: ماالك
مالك إبتسم إبتسامه باهته: هو معنى كده إنى مش هشوفك ؟
يونس سكت شويه: معلش كنت مضغوط و الله
مالك مش عارف يقول ايه هو بس محتاج وجود حد جنبه: انت فين كده ؟
يونس سكت كتير: انا ف شغل كده هخلّصه و ارجع ع البيت

مالك بين كل رد و رد بيسكت كتير: خلاص اما تفضى كلّمنى
يونس رد بسرعه: انا دلوقت مقتول نوم اى وقت هبقا انا اللى اكلمك
مالك إتخنق ف قرر يقفل: خلاص المهم خد بالك من نفسك سلام
مالك قفل معاه و إتخنق اكتر ف كمل لف بعربيته ..

يونس قفل معاه و نفخ بضيق و كان ف مكتبه خلّص و بياخد حاجته يخرج دخل حازم: ما تيجى نخرج
يونس بزهق: لاء
حازم: ماتبقاش ثقيل بقا تعالى حتى نروح المكان بتاعنا نسهر شويه
يونس لسه هيرد عمر راح عليهم و كانت امنيه ماشيه هى كمان ف سمعتهم: صحيح بقالنا كتير ما اتجمعناش يلا فعلا نغيّر جو.

حازم: يمكن من ساعة ما مالك كان معانا
امنيه بصت ليونس بلهفه: ما تكلمه يجى
يونس سكت شويه: هو مش فاضى معتقدش هيجى
دعاء: خلاص يلا نروح احنا
يونس معرفش يهرب منهم: خلاص نروّح حتى نغيّر هدومنا هنخرج كده ؟
حازم زقّه بهزار: انا منى واحد لو روّحت و شوفت السرير مش هتشوفونى إلا بعد بكره
يونس ضحك غصب عنه و زقّه و كلهم بيزقوا بعض بهزار لحد ما خرجوا و إتلموا ف عربيه واحده و راحوا مكانهم اللى بيتجمعوا فيه دايما ..

مالك كل ده ف عربيته بيقف و يمشى و يلف و يتعب و يرجع يقف كتير و بعدها يكمّل لف لحد ما لقى نفسه على كورنيش النيل ..
وقّف عربيته و حن للمكان اللى كان دايما بيجمعهم و متوقعش هيشوفهم ..
ركن عربيته و نزل بهدوء و قبل ما يدخل اكتر سمع صوت ضحكهم إبتسم بتلقائيه بس شاف يونس معاهم ف سكت كتير و قبل ما يرجع أمنيه لمحته ف وقفت بلهفه: ماالك ؟

مالك غمض عينيه زى مكنش حابب حد يشوفه او هو اللى مش حابب يشوف حد و هى راحت عليه بعد ما الكل إنتبه ..
امنيه بحب واضح قوى اتكلمت بتلقائيه: وحشتنى
مالك إبتسم نص إبتسامه و حب يهزر: متشوفيش وحش
أمنيه عيونها دمعت: ليه بتهرب كده منى ؟
مالك خد نَفس طويل و رفع وشه لفوق و سكت و هى إترددت بإحراج: قصدى ليه مش معانا ؟ ليه بعِدت كده ؟ ليه حابب تبقى لوحدك ؟ مالك لا انت اول و لا
مالك قاطعها بهدوء و هو رايح يسلّم على الباقى لإنه طالما جاه لازم يسلّم: ثوانى هشوف العيال دى

مالك راحلهم سلّم عليهم و إبتسم: عاملين ايه يا جزم ؟
حازم بهدوء: الحمد لله و انت عامل ايه يا مالك ؟
مالك إبتسم: الحمد لله مش ناقصنى غيركوا
عمر رد بسرعه من غير ما يفكر: يا عم فال الله و لا فالك
مالك الكلمه ضايقته بس معلقش ..
يونس وشه إتغيّر و بص لمالك و رفع حاجبه: انت مش قولت رايح الشركه ؟ كده روحت ؟

مالك ردّهاله بغيظ: زى البيت اللى انت روّحتله كده
يونس ضحك غصب عنه: و الله كنت مروّح بس العيال دى زنقونى و كلبشونى على هنا
أمنيه إتدخّلت ف كلامهم بإستغراب ليونس: انتوا لسه كنتوا مع بعض و لا ايه ؟ انت مش قولت مالك مش فاضى مش هيجى ؟
مالك رفع حاجبه ليونس و شاور على نفسه و يونس بصّلها بغيظ ..
و حازم حدف كمان كلمه: معلش هو اكيد كان بيهرب و إستخبى ف مالك و جابه السبب و ميعرفش ان مالك بقا فاضى الاربعه و عشرين ساعه ف الشارع

مالك إتضايق او تقريبا حس إنه مالهوش مكان ف القعده دى ف إنسحب بهدوء: طب استأذن انا خدوا راحتكوا
يونس مسك إيده: اجى معاك ؟
مالك حاول يبتسم: لا معلش عايز ابقى لوحدى كذا حاجه كده و هبقا اكلمك
قبل ما حد يرد كان مالك مشى و خرج من المكان كله بخنقه ..
أمنيه بصت لحازم بغيظ: عاجبك كده اديك مشيّته
حازم ببرود: هو انا اللى مشيّته ؟
يونس زق الكرسى برجليه و هو بيلم حاجته و ماشى: كفايه الدبش اللى حدفته قال بالنيابه عنكوا

يونس مشى هو كمان و سابهم و شويه شويه القعده إتفركشت و كل واحد روّح ..

مالك اخد عربيته و مشى .. حس إنه عايز يبقا لوحده او اقنع نفسه إنه لازم يبقا لوحده مع إنه مجنبهوش حد .. قرر يروح ع المجموعه و ده انسب مكان .. الشغل اللى إختاره من البدايه يدفن نفسه فيه ..
دخل مكتبه بهدوء و بمجرد ما دخل دماغه عماله تعيد و تعيد عليه اللى حصل و مر بيه و تورّيله لقطات منه و علاقاته بكل اللى حواليه و اللى عماله تقع ..
من اول علاقته مع فهد و اللى وصلت لسيرة أمه و علاقته بحلم اللى لسه مُبهمه قدامه و اخرهم صحابه .. حس إن معدش فى بيبان متقفله دى بقت حواجز و حيطان و كل مدى بتعلى ..

كامل دخل عليه: مالك باشا صفوت بيه طلب
مالك من غير ما يبصّله: مش عايز اكلم حد
كامل بتردد: بس
مالك رفع وشه و بصّله و رفع حاجبه بإرهاق: انت مبتفهمش ؟
كامل إتراجع و هو بيخرج: بعتذر يافندم
بعد ما خرج مالك نده عليه و رجع: انزل هاتلى اى حاجه اشربها من برا.

كامل مفهمش: ليه برا ؟ احنا عندنا ف البوفيه كل حاجه .. تحب اعملك قهوه
مالك بصّله بزهق: عندك حاجه تخلينى مفكرش ؟ افصل ؟ اهنّج ؟
كامل فهم و إبتسم: لاء إذا كان كده يبقا اطلع اجيبلك من برا .. اكيد مفيش هنا .. يعنى مش هنسطل الحرس
مالك ضحك غصب عنه: طب غوور

كامل خرج جابله خمره و دخل إدهاله و مالك كان زى المغلوب على أمره .. آله و بتتحرك و مجرد إنها تعبت ف عايزه حد يشدلها الفيشه تفصل ..

اخد منه الحاجه و فتحها كان كامل جابله كوبايه و هو بصّله: مجيبتش لنفسك ليه ؟ مش بتقول الكل مشى ؟ و معدش إلا احنا
كامل إبتسم و خرج جاب كوبايه و رجع و إبتدوا يشربوا و مالك حس إنه بيفوق مش بيسكر من عقله اللى تفكيره بيزيد مش بيقل ..
كامل بيولع سيجارته: ممكن اسألك سؤال ؟
مالك هزّ راسه: هى جات عليك ؟ انا تقريبا مبقاش حد بيبص ف وشى إلا و بيسأل
كامل ضحك بسُكر: لا بجد .. سؤال و الصراحه مش لاقيله إجابه .. ايه اللى حدفك ع السكه دى ؟

مالك ضحك بصوت عالى و كامل كمل سؤاله: قصدى سكة صفوت و اللى زيه و الطريق ده و اوعى تقولى محتاج لإن واحد بقدراتك و معارفك كان ممكن تبقى اى حاجه و تعمل اى شغل .. ده انت كان ممكن تفتح شركات و بحجم دى لحسابك .. ف ليه بقا ؟
مالك سكت كتير بس رجّع راسه لورا و هو بيلعب ف سيجارته و كامل بصّله: يعنى اللى اعرفه ان السكه دى منجبرتش عليها و كانت اختيارك و رغم كده إختارتها
مالك و هو بياخد نَفس طويل من سيجارته: تار
كامل ضحك: ممم مع الداخليه ؟ بس دول اللى معاديهم خسران
مالك مط شفايفه ببرود: تفتكر عندى حاجه اخسرها ؟

كامل ضحك اكتر: على رآيك .. الله يلعن ابو دول على دول
مالك ضحك معاه جامد و ضحكهم بيزيد اكتر و كامل صبّله تانى و كملوا شرب ..
النهار طلع عليهم كده و هما على وضعهم لحد ما كامل إنتبه: تيجى اوصلك ؟
مالك ذهنه غايب تماما فبيتكلم بتوهان: لا بلاش عايز افضل لوحدى
كامل على حالته: لوحدك ايه احنا ف الشركه و النهار طلع و شويه و الموظفين هيجوا و مينفعش حد يشوفنا كده

مالك معترضش او تقريبا معندوش القدره يعترض ف وقف و بمجرد ما وقف رجع قعد ع الكرسى او وقع عليه: لالالا خلينى
كامل مسكه وقّفه و سنده و خرج بيه من الشركه خالص و مالك بيتكلم بشكل متقاطع بصوت تقيل: مش عايز .. قولتلك .. سيبنى بقا
نزلوا عند عربيته و كامل لسه هيرد لمح حد جاى عليهم من بعيد ف ضيّق عينيه يشوف مين ..
ف نفس اللحظه حلم كانت واصله شركتها او هى كانت بتقنع نفسها بكده إنها جايه للشغل و بس ..
بس بمجرد ما وقفت بعربيتها عند شركتها عينيها راحت بتلقائيه لبعيد .. بعيد قوى عند مالك و هنا لمحت عربيته و حد قدامها و خمنت إنه هو ف إتحركت بعربيتها لعنده و راحت تشوفه ..

وصلت و بمجرد ما نزلت من عربيتها لمحت وضعهم اللى إتفهم من غير كلام اصلا ف راحت عليه بلهفه: ايه ده فى ايه هنا ؟ مالك فى ايه مالك ؟
مالك بيغمض و يفتّح و الصوره قدامه بتبيّض و تسوّد و مش عارف يقرر هو سامعها و لا ده اثر اللى شربه ..
حلم كررت سؤالها بلهفه: مالَك يا مالِك ؟
مالك ضحك على صيغة سؤالها بهيستريا ..

حلم ضحكت معاه على سؤالها: تعالى معايا
مالك بتوهان: انتى ورايا ورايا ؟ يا بنتى حلّى عنى بقا
حلم رفعت حاجبها بغيظ: يا اخى خليك ف حالك
مالك صوته عايم من كتر الشرب: ما انتى حالى
حلم إبتسمت على تلقائيته او رد قلبه عليها فى وقت كان عقله فيه سكران و هو إنتبه لها كإنه بيفوق و مره واحده إنفجر ف الضحك: اييه ده انتى بتتثبتى بسرعه ؟ لا فوقى كده انتى سكرانه و لا ايه ؟

حلم ضحكت بغيظ و هو مسكاه من دراعه او تقريبا متشعبطه فيه: انا بردوا اللى سكرانه ؟ امشى امشى معايا خلينى اوصلك
مالك تركيزه ضايع تماما و زقها بحده إتحدفت ع العربيه اللى كانوا وصلوا لعندها ف سندت عليها: قولتلك لا .. مش عايز .. مش عايز حد معايا .. مش عايز اسند على حد .. كل حد بيبقا معايا بيمشى .. بياخد فتره و يمشى .. كلكوا مجرد فترات بتنقضى و تمشوا و ياريت بتمشوا بهدوء الا بترزعوا الباب وراكوا بعد ما بتدخلوا و تبهدلوا و تكركبوا الدنيا جوه و انتوا بتدوّروا ع اللى عايزينه و الاخر بتمشوا و تسيبونى انا اللى ارتب البهدله دى .. مش عايز حد انتوا ليه مش عايزين تفهموا ؟

حلم شاورت لكامل يمشى: روح انت انا هوصّله المهم سيبلى عنوانه بالظبط انت شايف حالته مش هيعرف يسوق
كامل إتردد شويه و قدام إصرارها مشى بعد ما سابلها عنوان مالك و هى سندت مالك لحد ما دخلته بالعافيه عربيتها هى و لفت ركبت و مشيت بيه ..
مالك إنتبه لنفسه و كإنه بيفوق فجأه و للعربيه و لوجودها هى نفسها معاه ف زعق من فكرة إنها اجبرته توصله ف سكتها و مش عارف اللى ضايقه إنهم مشيوا سكه واحده و لا فكرة إجباره على كده و إنه مبقاش متقبل ينجبر على شئ تانى ف زعّق: اقفى.

حلم إنتبهت لتحوّله فجأه ف من غير ما تلف وشها له لسه هتنطق: دى سكة بيتك و انا و
مالك زعّق اكتر: اقفى بقولك .. انا مش هكمل الطريق ده .. مش سكتى .. فااهمه ؟ مش سكتى و لا هكملها
حلم حست ان ورا كلامه كلام ف ركنت على جنب ف مكان هادى ع الطريق و بطلت العربيه و اتكلمت بهدوء: و ادى العربيه وقفت عايز ايه تانى ؟ ممكن اعرف بتزعق ليه دلوقت ؟

مالك زعق اكتر لدرجة صوته مبقاش مفهوم: عشان قولت مش عايز .. بس انتى اللى زقتينى .. زقتينى عافيه و غصب و إستغليتى إنى مش ف وعيى .. او محتاج لحد و انتى إستغليتى حوجتى دى عشان امشى معاكى سكتك .. انا مش عايز .. فاااهمه ؟ مش عايز
حلم كل ما بيتكلم اكتر بتتأكد ان كلامه ده مش ليها و ان الشخص اللى قدامها ده كتم جواه كتير لحد ما انفجر على اقل حاجه و موقفها دلوقت معاه كان زى القشه اللى قطمت ظهر البعير: خلاص متزعلش انا كان قصدى اساعدك
مالك إتعصب من الكلمه نفسها: و انا مش عايز زفت من حد

حلم بتدوس اكتر يمكن توصل جواه و هى مش عارفه نفسها عايزه توصل جواه فضول تفهم اللى وراه و لا تملك و لا حابه فعلا تدخل جوه المالك تملكه: امال انت عايز ايه دلوقت ؟ هتفضل كده ؟
مالك زعّق: مالى كده ؟
حلم قصدت تعلّى صوتها عايزاه يفوق او يمكن عايزه تنرفزه ف يتكلم اكتر: مالك كده ؟ اقولك مالك ؟

( مسكت دقنه و شدته قصد المرايه اللى فوق التابلوه و ركزت فيها قوى ) سكراان .. فااهم ؟ سكران .. مش فايق .. تايه .. مش مركز .. و الاهم انا لقيتك واقف قدام الشركه بتوهانك ده لا انت اللى طلعت و لا انت اللى مشيت .. واقف ف نص الطريق و بس .. ضايع يعنى .. السؤال هنا بقا لو سيبتك هتكمل طريقك و لا هترجع ؟ و لا لو انت فضلت مكانك ده هيريحك ؟

مالك بصّلها فجآه كإنها لمست وتر حساس جواه او يمكن جرح بيحاول يكبس وجعه اصلا من غير ما ياخد باله إنه مفتوح و بينزف .. بصّلها قوى و كإنه فاق فجأه على كلامها و بيحاول يفهم هى تقصد ايه بالظبط ؟ كلامها مقصود و لا عفوى و لا هو اللى شفاف قدامها و لا فى ايه بالظبط ؟

حلم إنتبهت لإنها دخّلته توهه تانيه و دوامه تانيه بدل ما تفوّقه ف مدتله إيديها و إبتسمت بعيون بتلمع ..
مالك بص لإيديها كتير و هى إتكلمت بتلقائيه: مدلى إيدك يا مالك .. انا هاخد بإيدك .. قولى ع اللى فيك و انا هاخد بإيدك .. هساعدك و الاهم مش هتبقا لوحدك .. انا عارفه ان الانسان اما بيخسر حاجه غاليه كل حاجه بتيجى بعد الخساره دى مبيبقاش لها لازمه ابداا .. بس صدقنى ربنا مبياخدش من حد كل حاجه .. زى ماهو مبيدوهوش كل حاجه .. المهم اللى يعرف يحافظ ع اللى ربنا يعوضه بيه .. مش يرفضه و يقول ياللى خسرته يا بلاش !

مالك ضحك بوجع و هى حست بيه قوى ف مدت إيدها التانيه سحبت بيها إيده بهدوء و حطتها ف إيدها اللى كانت مدهاله و شددت عليها قوى: ايه اللى فيك يا مالك ؟ ايه اللى عملك كده ؟ ايه اللى طول الوقت بتلوم نفسك عليه لدرجة مستخسر ف نفسك حتى وقفتى معاك حتى وجودى جنبك ؟ اتكلم انا مش هقولك سامعاك بس هقولك حساك ..

مالك بص ف عينيها قوى و لمح فيهم شئ غريب مش عارف حتى يقراه و رجع بص على إيده اللى هى مسكاها بإيدها و متبته فيه قوى و تبّتت اكتر بمجرد ما بصّلها و حطت فوقها إيدها التانيه و بقى إيده بين إيديها الاتنين او هو نفسه اللى بقى بين إيديها الاتنين زى ما حس ف اللحظه دى ..
فضل ينقل نظراته بين عينيها و مسكة إيديها و تفكيره راح عند نقطه واحده بس .. لو إتهور و إنجرف ف تيارها و حكالها على كل حاجه و كل اللى بيه ايه اللى ممكن يحصل له ؟ و ايه اللى ممكن يحصل لها ؟ و هل لو عرفت حاجه ممكن تتأذى بسببه ؟ و لا هو اللى لو نطق ممكن يتأذى بسببها ؟ ممكن يخسر ؟ و هو عنده ايه اصلا ممكن يخسره ؟ هى مثلا ؟ و هى فعلا ممكن يخسرها ؟ و لا اصلا ممكن تبقاله خساره ؟

خد نَفس متوتر قوى و عينيه ف عينيها مباشرة كإنه هو اللى مستنى إجابه لسؤاله مش هى و هى فهمت ده ف إبتسمت إبتسامه صافيه كإنها بتبعتله دعوه صامته..
و هو للإسف بسرعه خد القرار اللى تمنه هيبقى اصعب من إنه يتدفع و __

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة