قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث عشر

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث عشر

حلم مع مالك و متبته ف إيده و كإنها بتديله وعد ملموس إنها جنبه و هو بص لإيديها كتير و هى إتكلمت بتلقائيه: مدلى إيدك يا مالك .. انا هاخد بإيدك .. قولى ع اللى فيك و انا هاخد بإيدك .. هساعدك و الاهم مش هتبقا لوحدك .. انا عارفه ان الانسان اما بيخسر حاجه غاليه كل حاجه بتيجى بعد الخساره دى مبيبقاش لها لازمه ابداا .. بس صدقنى ربنا مبياخدش من حد كل حاجه .. زى ماهو مبيدوهوش كل حاجه .. المهم اللى يعرف يحافظ ع اللى ربنا يعوضه بيه .. مش يرفضه و يقول ياللى خسرته يا بلاش !

مالك ضحك بوجع و هى حست بيه قوى ف مدت إيدها التانيه سحبت بيها إيده بهدوء و حطتها ف إيدها اللى كانت مدهاله و شددت عليها قوى: ايه اللى فيك يا مالك ؟ ايه اللى عملك كده ؟ ايه اللى طول الوقت بتلوم نفسك عليه لدرجة مستخسر ف نفسك حتى وقفتى معاك حتى وجودى جنبك ؟ اتكلم انا مش هقولك سامعاك بس هقولك حساك ..

مالك ف اللحظه دى بس حس إنه مهدد فعلا .. إنه هيضعف و يستسلم لها بس فى حرب جواه .. قلبه بيقوله يتبت ف إيديها و بكفايه اللى خسره و عقله بيقوله ..
ايه ده كمان عقله بيحاول يقنعه بنفس الشئ ! حس إنه هيضعف و هو كان خلاص كره ضعفه ف كان لازم يوقف المهزله اللى بتحصل جواه دى ..
حس إنه زى الغريق اللى فى قشايه بتظهر قدامه و المفروض زى ما بيقولوا الغريق بيتعلق بقشايه ف المفروض يتعبط فيها و هو بيحاول يقنع عقله ان القشايه عمرها ابدا ما بتنجّى غريق .. ابداا .. او هو بيقنع نفسه بده ..

بس يا اما يستسلم للغرق و يموت فيه يا يمدلها إيده و حتى لو انقذته مش عارف هيعيش ازاى .. الاختيار صعب قوى و هو اختار إنه يموت .. كفايه بقا ..
إنتبه من دوامة افكاره على صورة حلم قدامه اللى بتبصّله و ملامحها لينه و لا حتى مستغربه و كإنها فاهمه حالته و ده نوعا ما ضايقُه ف سحب إيده بعنف و ملقاش كلام يقوله: انتى ملكيش دعوه بيا .. فاهمه ؟ اخرجى من حياتى و شيلينى انا من حياتك .. بطلى تشغلى نفسك بيا و اذا مفكّره إنك روحتى معايا التحقيق ده جميل منك و مستنيه الرد او حتى بداية علاقه ايا كان إسمها ف انا اللى بقولك اهو انتى بتحلمى .. مرواحك ده لو عايزه تسميه حاجه ف هو رد للى عملتيه مش اكتر .. سبق و إتهمتينى ف تهمه بدون دليل و دلوقت جيتى و برّأتينى من تهمه تانيه و بردوا بدون دليل ف خلصانه ..

مالك حدف كلامه اللى برغم إنه كان بيحاول يقوله ببرود او هدوء إلا إنه كان ابعد ما يكون عن الهدوء ده او البرود اللى بيتكلم بيه و خلص من جملته الطويله دى و هو بينهج كإنه بذل مجهود مع نفسه عشان يقولها !

حلم حسّت قوى بالخناقه اللى جواه و إنه فعلا غير اللى ظاهرلها قدامها دلوقت فى جواه واحد تانى بيحاول يداريه او يخنقه جواه يموت و مش عايزوه ..
بس ياترى ف الظاهر قدامها ده و المخنوق جواه مين الصح فيهم و مين الغلط الايام هى اللى هتبيّن هو بس محتاج صبر و هى هتديهوله ..

حلم و هى لازم تسيبه دلوقت و هو ف حالته دى .. مش فايق .. ع الاقل اما يفوق عشان عقله يعرف يساعدها ف اللى عايزاه: خلاص يا مالك واضح إنك مش مستعد لأى حاجه دلوقت و لا حتى الكلام .. عموما انا كنت بعتبرك صديق مش اكتر و بقرّب ع الاساس ده و ف الاخر براحتك

إتكلمت بمنتهى الهدوء و بعدها دوّرت عربيتها و مشيت ..
مالك دوّر وشه ع الجانب التانى و كملوا طريقهم من غير كلام زياده ..
وصلوا عند بيته بالظبط .. مالك بصّلها كتير و كإنه مستغرب إنها عارفه حتى بيته بس مفهوش حيل يسأل: متشكر
فتح الباب و بينزل ف نفس اللحظه اللى حلم إتكلمت فيها: اخدته من كامل
مالك لف لها وشه و بصلها كتير و هى إبتسمت: قصدى عنوانك .. مش ده اللى بتسأل وصلتله ازاى ؟

مالك مبقاش مركز هو فعلا نطق بسؤاله و لا هى اللى قارياه كالعاده ؟ سؤاله مالهوش اجابه و معندوش الجرأه اصلا يسأله ...لازم يمشى من قدام المخلوقه اللى علامات الاستفهام معاها بتزيد ..
سابها و دخل بيته و هو فى حرب جواه و اصر إنه ميبصلهاش عشان يوصّلها إنه مبيبصش وراه بس قلبه خانه و إلتفت و هو دخل و اما إستوعب حركته مشى بسرعه..

حلم زى ما يكون كانت مستنيه يلتفت او متراهنه على ده و بمجرد ما بصّلها إبتسمت قوى و حسبتها إنها كسبت اول جوله و مشيت ..

مالك رجع لعزلته و وحدته و عالمه المتلغبط بكل الدربكه اللى جواه .. كان عارف إنه ف اختياره معاها بيختار الموت بس مكنش قدامه حلول .. هى مكنتش هتستحمل صدمتها فيه و لا هو كان هيستحمل خسارته فيها ف كان اسلم حل إنه يزق إيديها اللى بتتمدله مره بعد مره لحد ما تمل و تبعد ..

الايام بتعدى صعبه و ببطئ لحد ما صفوت كلّمه و راحله ..
مالك بهدوء: بس ده صعب .. احنا لسه طالبين سلاح مرّخص من قريب عشان شركاتنا و إستعمالنا له و لو طلبنا تانى او عدّينا تانى بحجة الشغل هنشد العين علينا
صفوت بصّله بترقّب: انت بقا قلبك ضعيف و لا انا اللى متهيئلى ؟
مالك كان فاهم تلميحه بس هل هو فعلا قلبه ضِعف و لا بمجرد ما دق ضِعف و لا يمكن قِوى بس هو اللى مش عايز يعترف بده: لا مش كده .. بس لازم نهدى شويه خاصة إننا بنمشيّها قانونى ف العين كده كده علينا من غير شك
صفوت هز راسه: خلاص نمشيّها المرادى غير قانونى ..و بلاها من القانون المرادى
مالك مط شفايفه ببرود: نجيبها من برا و نورّدها للى عايزها قصدك ؟
صفوت: اهو لحد ما نقدر ناخد طلبيه تانيه بإسم المجموعه

مالك كان بس عايز يثبت لنفسه إنه مضعفش و معندوش إستعداد يرجع حتى لو جات الفرصه ف خلاص ده متأخر قوى: خلاص إتفقنا
صفوت كان مستنى رده اكتر من العمليه نفسها عشان يقرا اللى جواه و بمجرد ما رد إبتسم: يبقا رتّب امورك و حضّر رجالتك اللى بتدرّبهم و هبلغك بالإتفاق مع اللى هنجيب منهم عشان تبقى موجود
مالك وقف زى الأله بإستسلام: هخلّص و استنى تليفون تقول إنك خلصت
مالك إتحرك و صفوت شاورله بورقه ف إيده ف وقف: ده نصيبك من اللى فات
مالك إبتسم ببرود و اخد منه الشيك و هز راسه و مشى من غير ما يتكلم ..

راح المجموعه و فعلا إبتدى يجهّز للعمليه الجديده و كل مدى بيغرّق نفسه ف الشغل اكتر كإنه بيهرب بس من ايه و من مين تحديدا مش عارف او بيقنع نفسه إنه مش عارف !

حلم طول الايام اللى فاتت بتحاول توصله بس مش عارفه لإنه غالبا مبيروحش الشركه و بيتابع بالتليفون و مفرّغ نفسه لتدريبات الحراس او بيستخبى ف كده ..
مش عارفه ازاى توصله لحد ما لمعت ف دماغها فكره و إبتسمت بحماس و راحتله ..

عند مالك ف المجموعه كان ف مكتبه و هى راحتله و عشان كامل مبيخليش حد يدخله بناءا على رغبته خدت سكتها لمكتبه على طول ..
كامل وقف و راح وراها حاول يوقّفها بس خلاص كانت فتحت الباب و وقفت قصد مالك اللى تقريبا شم ريحتها بمجرد ما وصلت و وقف قصد القزاز كإنه بيستمد قوه او بياخد نَفس و كإنه داخل حرب ..
الاتنين سكتوا كتير و كامل إتدخّل ف الحوار: مالك باشا اسف هى بس دخلت على طول و انا كنت مشغول ف اللاب و

مالك من غير ما يلتفت له: روح انت
كامل مشى و سابهم و حلم فضلت مكانها بهدف معين .. كانت حابه هو اللى يلتفت و هو اللى يبدأ حتى لو بالكلام لحد ما مالك اخد باله إنها لسه على مكانها ..
مالك صمم يفضل على وضعه ف إتكلم من غير ما يبصّلها: خير ؟ عايزه ايه يا استاذه حلم ؟
حلم إبتسمت بهزار: و الله بعد استاذه دى عيب عليا افضل واقفه .. ده انا اقعد و احط رجل على رجل و اتشرّط كمان

مالك حاول ميبتسمش و حاول ما يلتفتش لها بس فشل ف الاتنين ف لف وشه و قعد على مكتبه بهدوء: تحطى رجل على رجل ؟ و تتشرطى ؟
حلم هزّت راسها بإستفزاز: طبعااا .. و بعدين حتى استاذه دى تليق مع وضعى الجديد عندك ف مجموعتك
مالك رفع حاجبه و خايف او مترقّب للى هتقوله و هى مدتهوش فرصه يسأل ف جاوبت على سؤاله اللى لسه مسألهوش: ايوه وضعى .. بإعتبار ما سيكون يعنى ..

اهو انا قررت اشتغل ف المجموعه دى
مالك كلامها لجّمه و مش عارف فرح و لا زعل بس إتخطف و هى كملت: ماهو انا بعد الفتره الاخيره لازم اشتغل معاك .. هتلاقى فين محاميه اشطر منى تتنطط معاك كل يوم ف الاقسام من غير ما تزهق منك ؟
مالك ساكت تماما بس دماغه شارده ف مية إتجاه مع انه ببساطه ممكن يرفض: و مين قالك إنى ممكن اوافق يعنى ؟

حلم إبتسمت: ماهو انا مبحبش القعده و شغل القطاعيه ده و انت ماشاء الله عايز محامى لو انت كحيت هو يترافع عنك بتكح ليه .. فقولت هنعمل احلى شغل مع بعض
مالك سكت كتير و فجأه ضحك بصوته كله .. ضحك كتير جدا ..
حلم رفعت حاجبها بإستغراب اللى شويه شويه بقا غيظ و بيزيد: افهم بس انا قولت ايه لموجة الضحك ده كله ؟
مالك و هو لسه بيضحك قام من على كرسيه قعد على حرف المكتب قصد كرسيها: و هى دى بقا طريقتك الجديده ؟

حلم ضيّقت عينيها و هو كمّل: يعنى ف الاول جايه تتهمينى و إستغربت ليه مع ان مفيش سبب تجرّى بيه شكلى .. بعدها جايه تترافعى عنى و تعرضى خدماتك مع ان بردوا مفيش سبب يدفعك لده و اللى أعرفه ان المحامى الشاطر بيبقى حافظ ابعاد قضيته قبل حتى ما يوافق بيها و اعتقد إنك شاطره .. و قبلها جايه تزورينى ف السجن و اما كل ده مجابش دلوقت جايه تشتغلى ..
حلم إتوترت: انا بس
مالك بصّ ف عينيها مباشرة: يعنى لو قولنا هروبك معايا فضول تعرفى تفاصيل القضيه و صدقتك، دلوقت فضولك جايبك ليه ؟ عايزه ايه بالظبط ؟

حلم عيونها لمعت لمعه مالهاش غير معنى واحد بس رغم إن الكلام اللى ردت بيه مالهوش علاقه: و الله انا من طبيعتى بحب مغامرات شغلى .. مبحبش القاعده و لا القضايا الهفأ .. يمكن ده اللى خلانى سيبت شركتى و بقيت اختار القضايا و الامكان اللى هشتغلها بنفسى .. و اعتقد ان لو لفيت الدنيا بحالها مش هلاقى مكان احسن من هنا يشغّلنى ليل نهار من القضايا اللى كل يوم تتحدف عليه.

مالك ردّها ضايقه بس مبينش: و انا مش موافق
حلم إبتسمت بهزار: و انا مش جايه اخد رأيك انا جايه ابلغك و إستلم شغلى .. ها هنبتدى امتى ؟
مالك ضحك غصب عنه بس ف وسط ضحكه إنتبه لفكر وجودها معاه طول الوقت و الاهم ف مكان زى ده و شغل زى ده ف إتنفض من مجرد التفكير و وقف بجمود: و انا قولت لاء .. ايه مبتفهميش ؟

حلم إنتبهت لملامحه اللى إتبدلت: بس
مالك زعّق: قولت لاء .. لا عايزك معايا و لا ف شغل و وفرى على نفسك مجهوداتك و القرف ده عشان متلزمنيش
حلم وقفت مصدومه كانت متوقعه إنه هيناكف، هيعاند، هيرفض، لكن مش هيتحمق بالشكل ده و لا هيزعق بالإسلوب ده: اسفه و اسفه على محاولاتى اللى بتسميها قرف و وعد مش هتتكرر
اخدت حاجتها و وقفت تمشى و قبل ما تخرج من الباب إتكلمت من غير ما تلتفت له: على فكره انا مروحتش معاك القسم جميل و جايه اطالبك ترده و لا كان رد حتى على إتهام لإنى متهمتكش اصلا .. الإتهام كان بالغلط من الشركه و مرواحى كان مجرد إعتذار .. حاولت اوضحلك ده وقتها بس انت إكتفيت برأيك و مرضتش حتى تسمع .. من الواضح إنك مصمم تبقا غلط.

مالك بصّلها قوى و مش عارف على كلامها اللى إتفاجئ بيه و لا عشان كلمة مصمم تبقا غلط و هى من غير كلام تانى مشيت ..
مالك فضل كتير مكانه و بيحاول يقنع نفسه ان وجودها مكنش ينفع ب اى شكل و بأى صوره زى ما بتحاول .. السكه دى هتكسرها يا هتكسره و هو مش قد كسره تانيه و لا خساره تانيه ..

عند فهد طول الفتره اللى فاتت كان مضغوط مع دوامة مالك اللى كان بيحاول يفهمها بس لقى نفسه بيلف جواها و بس لحد ما وقع معاه ف اخر خلاف ..
و لسه مش عارف اللى جاى ايه بس اللى عارفُه ان شكه شويه شويه بيتحول لوقائع قدامه حتى لو مش مثبته كفايه إنه شايفها كده ..
طول الفتره اللى فاتت مشافش روفيدا و إفتقدها جدا فقرر يروح للوا مدحت بيته بأى حجه عشان يشوفها ..
اللوا مدحت إبتسم: ازيك يا فهد
فهد عينيه بتلفّ المكان بلهفه: انا كويس الحمد لله
اللوا مدحت مسك وشه بإيده و لفّه ناحيته: و شغلك ؟

فهد إبتسم و رجع بوشه لكل حاجه حواليه: كويس
اللوا مدحت لف وشه تانى له و رفع حاجبه: مش ناوى تركز بقا ؟
فهد إتنهد لإنه فعلا الفتره اللى فاتت مكنش مركز: انت شايف الظروف
اللوا مدحت أخده و دخل و قعدوا: مالها الظروف ؟ انت شاطر ف شغلك و متميز .. اعتقد ناقصك بس شوية تركيز و تتظبط
فهد إتكلم بضيق: و انت عارف الفتره دى مش عارف اركز ليه
اللوا مدحت سكت شويه: مالك بردوا ؟

فهد وشه كشّر و سكت و اللوا مدحت مش عارف يقوله ايه: مش يمكن انت غلطان يا فهد ؟ يكون كل ده مش اكتر من شك و انت اللى غلطان فيه ؟
فهد إتنرفز: كل ده شك ؟ كان بيمد إيده يستلف و ما بين يوم و ليله يفتح مجموعة للامن و الحراسه ! يعنى مش مجرد شركه و خلاص .. لاء و تكبر و تتلمّع ف الوقت البسيط ده ! يعنى مسنوده و تقولى شك ؟ طب منين كل ده ؟
اللوا مدحت بحيره: يمكن كان معاه و مش لازم تبقا عارف يعنى باللى معاه
فهد إتريق: و مد إيده يستلف ليه ؟ ده هو اللى قايلى
اللوا مدحت معرفش يقوله ايه: يمكن إستلف بردوا مبلغ يقوم على رجله بيه ؟

فهد هز راسه مش مقتنع: هو فى حد بيسلّف حد مبالغ زى دى ؟ و بدون مقابل ؟ انت عارف مجموعه زى دى و شغل بالحجم ده ممكن يكون متكلف اد ايه ؟ و لو إفترضنا ان ده حصل ! البلطجيه يهجموا ع البنك بمجرد ما يفتح شركاته جنبه صدفه ؟ و حادثة المحكمه و تفاصيلها انت مقتنع بيها ؟ مالك هيروح عشان يحرس بت ميعرفهاش غير من فتره قصيره كده و هى اللى كانت متهماه و رافعه عليه بلاغ ؟ انت مصدق ده ؟

اللوا مدحت سكت: و يمكن فعلا كان برا و دخل ينقذ الموقف اما لقاه متأزّم كده ؟ بحكم إنه يقدر يعنى بصفته كان ظابط و ده شغله
فهد مش مقتنع بولا كلمه: اديك قولت .. كان ظابط .. دخله ايه بقا باللى حصل ؟ و ينقذ اللى حصل و يقوم بدور كان المفروض تقوم بيه الداخليه ؟ الداخليه اللى طردته و رمته رمية الكلاب من شغله ؟ هيساعدهم ؟ و بدون مقابل ؟ انت مش شايف ان الكلام ده ميدخلش دماغ عيل صغير مش بس ميقنعهوش ؟
اللوا مدحت معرفش يقوله ايه ف طبطب بإيده على رجله: إدعيله يا فهد .. إدعيله ربنا يهديه
فهد هز راسه بجمود: لا ده شغل الولايا مش شغلنا .. احنا متحطيناش ف اماكنا عشان الغلط يبقا دورنا ندعيله !
اللوا مدحت بصّله بترقب: انت ناوى على ايه بالظبط يا فهد ؟

فهد شرد كتير: معرفش بس كل حاجه لها اخر و زى ما كان لشغله اخر طريقه ده هيبقاله اخر
اللوا مدحت حاول يتكلم بس قطعهم دخول روفيدا اللى دخلت بالشاى مبتسمه: اهلا
فهد وشه نوّر: حاف كده ؟
روفيدا برقّه: ايه ده اللى حاف ؟

فهد ناغشها: الشاى ؟ حاف كده ؟ مفيش جنبه حاجه حلوه ؟ كلمة حلوه ؟ اى حلويات ف ام الليله دى
روفيدا ردت بعفويه على طول: ده الشاى البرئ بتاعنا
فهد رفع وشه لفوق و هو مبتسم قووى: يا بنت دين النبى
روفيدا كتمت ضحكتها و حاولت متبتسمش حتى بس فشلت و عينيها راحت على أبوها اللى ضحك: ما تتلم يلا
فهد رفع إيده بإستسلام: و ربنا ملموم .. لحد دلوقت ملموم .. لمّونى انتوا كمان بقا إنشالله تلمونى ف شوال بدل ما مش هتعرفوا تلموّنى من الشوارع
روفيدا و آبوها ضحكوا ف نَفس واحد و هو ضحك معاهم: اه و الله دى اكتر فتره ابقا منضبط كده فيها
اللوا مدحت رفع حاجبه: و ايه بقا اللى ضبطك ؟

فهد عينيه لمعت و راحت على روفيدا: يعنى انا ف بيت سيادة اللوا و عايزنى إنحرف ؟ طب اخرج طيب ؟
اللوا مدحت حدفه بخداديه من جنبه و فهد لقفها و ضحك: عامله ايه يا دكتوره ؟
روفيدا بصوت رقيق و هى واقفه: الحمد لله تمام
فهد غمزلها: ايه هو الحال نايم اليومين دول و لا ايه ؟ مبتنزليش الصيدليه ليه ؟ ايه مفيش عيان كده ؟ مبطوح كده ؟ محروق كده ؟ اى حاجه ! الناس بطّلت تعيي و لا ايه ؟

روفيدا ضحكت ضحكه هاديه شعللت قلب الفهد و آبوها عينيه بتتنقل بين الاتنين لحد ما إستقرت على فهد ف بصّله: و انت عرفت منين بقا ان هى مبتنزلش شغلها اليومين دول ؟
فهد تنّح: هاا ؟
اللوا مدحت إبتسم بإستفزاز: لاء سمعتنى
فهد ضحك ببلاهه: و الله يا باشا عليك حاجات غريبه .. مبتنزلش و انا عرفت .. هكون عرفت منين يعنى إلا اذا روحت
اللوا مدحت حاول يبقى جد: نعم ؟

فهد عمل نفسه خايف: لاء كنت رايح اجيب حاجات و عرفت إنها مش هناك .. كنت بنفّعها يعنى
اللوا مدحت عمل نفسه مصدقُه و روفيدا إبتسمت ..
شويه و آمها دخلت اللى مسكت فيه يتعشى معاهم و تقريبا كانت فاهمه اللى فيها ..
فهد ميّل على روفيدا و همس بمناغشه: دى عشوه بريئه بردوا و لا بتجرّوا رجلى و تثبتونى ؟

روفيدا من غير ما تبصله برّقت قدامها و لفّت وشها له بغيظ و هو غمزلها بهزار: يعنى واد مز و لقطه ف نجيب رجله هتلاقى زيى فين بس ؟
اللوا مدحت كان قام يشوف السفره جاهزه و لا لسه بس عينيه عليهم و فاهم كلامهم ف علّى صوته: فههههد
فهد إتخض بصوت عالى: حبيييب قلبى
هناء أمها راحت عليهم: انت عايز تمشى و لا ايه ؟ ريّح نفسك انا قولت مش هتمشى إلا اما نتعشى سوا
فهد همس لروفيدا بضحكه مكتومه: انا قولت بتثبتونى .. و انا الصراحه بتثبّت بسرعه .. وااااقع
اللوا مدحت حدفه بفازه جنبه: ولاااا
فهد لقفها حطها قدامه: بقول وااقع من الجوع .. ايه انتوا رجعتوا ف كلامكم و لا ايه و مش هتعشونى ؟

روفيدا ضحكت غصب عنها بصوت هادى و فهد عض على شفايفه لحد ما إنتبه لأبوها بيرفعله حاجبه ف فهد قلّده بنفس النظره بضحكه مكتومه و رفع نفس الحاجب و مشى ورا روفيدا: انتى يا بت يا ام شاى برئ

إتعشوا و قعدوا كتير يرغوا و فهد طول الوقت بيناغش روفيدا و أبوها متابع من بعيد كرقيب عليهم و الاخر فهد إنسحب يمشى و عينيه متعلقه عليها كإنه بيرسم ملامحها جواه او كإنها بتوحشه اما بتغيب ف حاول يحتفظ بصورتها قد ما يقدر بعينيه و الاخر مشى ..
حس بجو العيله معاهم و اد ايه كان مفتقده و واحشه و ده زاد من غضبه من مالك اللى شيّله مسؤلية ده

مالك حلم مشيت من عنده بعد ما عرضت عليه شغلها معاه او قُربها منه زى ما فهم و هو رفض .. اقنع نفسه ان ده الصح بس اللى مقدرش يقتنع بيه هو إنها حتى محاولتش تكرر طلبها ده و لا يتلاقوا ب أى حجه زى ما كانت بتعمل ..
ايام مشافهاش و لا حتى صدفه .. بيتعمّد يعدّى من قدام شركتها لمجرد إنه يلمحها بس مفيش ..
طول الوقت بيخانق نفسه شويه يندم إنه زق إيديها اللى إتمدتله بالعنف ده و إنها ممكن تكون فرصه له و ونس و شويه يقتنع ان ده الصح و إنها ممكن تغرّقه و تبقا خساره جديده ..
قلبه مش مطاوعه و غرقان و مش عارف يرسى على شط !

كامل دخل عليه بترقّب: مالك باشا
مالك كفى راسه على إيديه اللى كانت مربعه على المكتب و إتكلم من غير ما يبصّله: مش عايز حد و لا حاجه دلوقت
كامل: بس فى كذا حاجه لازم تخلص و ضرورى .. انا هقوم باللازم بس لازم ابلغك و تدينى إشاره
مالك رفع وشه له بخمول و هز راسه و كامل قعد قصاده: محتاجين دفعة عربيات تانيه .. عشان شغل الحراسه
مالك رجّع ضهره لورا و رفع راسه و غمض عينيه: الحراسه ؟

كامل: الظاهر يعنى ؟ و بعدين الصراحه احنا اه واخدينها شكل صورى بس مكناش متخيلين هنمشى فيها كده .. ده شغلها ماشى معانا بطريقه عجيبه .. تقريبا كل يومين بيجيلنا ناس و مش اى ناس دول من قمة المجتمع ف مبنقدرش نتحجج عشانهم و عشان حتى محدش يشك ..
مالك مط شفايفه ببرود: و فرع إسكندريه بردوا
كامل إبتسم: واضح ان صفوت بيه مكنش غلط اما فكر فيك .. إسمك لوحده كفايه و اعتقد إنه مستفيد بس منه اكتر من اى مجهود ممكن يتعمل منك .. بمجرد الإسم يقدر يعمل كتير و اديك شايف إسمك إتحط ع المجموعه اللى بدل ما كانت برواز مش اكتر بقت بتكبر و تضخم و شغلها بينطلب بجد
مالك إبتسم: طب شوف انت محتاج ايه و اتصرّف و بلغنى

كامل: عايزين دفعة عربيات تانيه و محتاجين محامى يوثق العقود دى و سالم مش موجود حاليا انت عارف صفوت بيه محتاجله ف العمليه الجديده ف مسافر و حاليا لازم نتصرف

مالك سكت كتير بس لمعت ف دماغه فكره و إبتسم بقلة حيله: طب روح انت و انا هبقى ابلغك
كامل حط قدامه ملف: ده فيه المعرض اللى بنتعامل معاه و الماركات اللى إختارناها و رخص القياده بتاعة الحراس عشان اكيد المحامى هيحتاجها ف التوثيق
مالك مسك الملف و إبتسم بشرود و شاورله يخرج و كامل سابه و مشى ..
مالك فضل كتير مكانه بيحاول يراجع نفسه بس مش عارف .. حاسس إنه محتاجها و بيحتاجها و من الواضح لسه هيحتاجها اكتر ..

يمكن وحدته الفتره اللى فاتت خاصة ان يونس مسافر .. يمكن ملامح اخر مقابله بينهم و إنه هاجمها بعنف و شبه طردها .. يمكن كلامها اللى قالته قبل ما تمشى .. يمكن لإنه محتاج حد جنبه، حد يكلمه حتى لو مش هيتكلم هو مجرد بس إنه يبقى موجود جنبه و يقتحم عالمه اللى بقى صامت و مهجور بالشكل ده ..
او يمكن كل الاسباب دى إتجمّعت مع بعض و عملوا حالة اللهفه اللى هو فيها .. مش مهم دلوقت السبب .. المهم إنه عرف يقابل عقله و قلبه ف نقطه و هى إن وجودها ضرورى و ده الاهم حاليا ..

اخد مفاتيحه و موبايله و خرج اخد عربيته و مشى .. راح ع الشركه تبعها و راح ع الريسيبشن ..
مالك حاول يتلفّت حواليه كإن عينيه مش قادره تصبر تانى: هى حلم موجوده ؟
السكرتيريه: لاء استاذه حلم مش هنا
مالك: طب هتيجى امتى ؟

السكيرتريه: معرفش بس هى غالبا مش بتبقى متواجده على طول .. هى بتيجى بس اما بيبقا فى حاجه مهمه او شغل قانونى محتاجلها .. غير كده لاء
مالك ضيّق عينيه بإهتمام: امال بتبقى فين ؟ يعنى اللى محتاجها بيروحلها فين ؟
السكيرتريه: معرفش بس هى بجانب هنا بتشتغل ف الجامعه معيده هناك ف ممكن تلاقيها هناك
مالك إبتسم بمجامله و مشى: متشكر
مروان كان خارج من مكتبه ف لمح مالك ف المدخل بصّله بغيظ و إتحرك ناحيته: انت هنا بتعمل ايه ؟

مالك لفّ وشه له ببرود: و انت مالك
مروان زعّق: انت جاى شركتى بدون معاد او شغل و تقولى انت مالك ؟
مالك رسم على وشه إبتسامه مستفزه: اولا انا جاى ف شغل و بما إنه مش ليك يبقى ملكش دعوه .. ثانيا انا خلاص عملت اللى جاى عشانه و ماشى ف حاسب لا تطق
مروان بصّله بغيظ: و شغل ده ايه بقا ان شاء الله ؟

مالك ضم بوقه بإستفزاز: الشأن لصاحبة الشأن و قولتلك حاسب لا تطق و انت عريس و ده وحش عشانك
مروان فهم إنه بيوصّله إنه كذاب و ده معناه إنه دار حوار بينه و بين حلم من النوع ده ف بصّله بغيظ مكتوم ..
مالك فهم إن رسالته وصلت ف رفع حاجبه: مش خطيبها بردوا ؟
مروان لسه هيرد بس مالك مشى ف وقف بغيظ ..

أبوه اللوا ثروت كان داخل و مالك خارج بس الاتنين مشافوش بعض ..
راح على مروان ف شافه بيبص على حاجه بعيد و حاول يشوف بيبص على ايه بس كان مالك إختفى: انت مالك فى ايه ؟ واقف كده ليه ؟
مروان نفخ قوى: هو انا مش هخلص من زفت ده و لا ايه ؟
آبوه رجع بص تانى مكان ما كان بيبص و بصّله بترقّب: مين ده اللى معكرك ؟ و مين اللى عايز تخلص منه ؟

مروان بغيظ: زفت مالك
أبوه بضيق: هو كان هنا و لا ايه ؟ جاى ليه ؟
مروان غيظه بيزيد: اه كان هنا و اكيد عارف جاى ليه و لمين
أبوه نفخ بغضب: ملكش دعوه بيه سيبهولى
مروان: و هى ؟
أبوه ببرود: ايه عايزنى اشغلهالك هى التانيه ؟ ما تمشّى انت امورك معاها و لا بوق ع الفاضى ؟

مروان إتكلم بحب واضح: لاء بوق ايه ؟ هى هتيجى بالصبر .. ماهى لازم تيجى انت عارف انا سنين عايش بيها و ليها ف مينفعش بعد ده كله تمشى كده و بسهوله كده

مالك بعد ما خرج اخد عربيته و مشى .. بيحاول يقنع نفسه إنها جات من عند ربنا اللى بيقفّل السكك بينهم ..
و من بين تفكيره إنتبه لنفسه قدام الجامعه .. قفل عربيته و قعد مكانه و رجّع راسه لورا و بيحاول يستنجد بعقله بس كإنه مغيّب ف اخد نَفس طويل بتوتر و نزل ..
وقف قدام الباب الرئيسى و برغم الزحمه و برغم إنه برا بس بيدوّر كإنه واثق قلبه هيدلّه ..
ف وسط إنشغاله سمع صوت مش غريب عليه ف إلتفت: احلام ؟

احلام إبتسمت بمنتهى اللهفه: مالك ؟ انت هنا بجد ؟ من امتى و واقف كده ليه ؟
مالك ملقاش رد عنده لإسألتها ف حب يهرب: انتى عامله ايه ؟
احلام بتحاول تقنع نفسها إنه هنا عشانها او مفتقدها فإبتسمت: بقيت كويسه بمجرد ما شوفتك دلوقت كده و هنا

مالك إنتبه للهجتها و عينيها اللى بتنطق بترجمه لكلامها ف إتضايق من مجرد تفكيرها ده: انا كنت جاى لحد من صحابى هنا محتاجله ف شغل

حلم كانت خارجه و فجأه لمحت مالك قدامها ف إبتسمت قوى لفكرة إنه افتقدها او دوّر عليها لإنه عشان يجى هنا لازم يكون دوّر عليها خاصة إنه متصلش ..
قبل ما تقدم خطوه ناحيته لمحت حد معاه بس معرفتهاش او معرفتش تفتكر ..
إبتسامتها إنطفت و حبت تمشى بس توريله نفسها الاول او فضولها غلب .. مش عارفه بالظبط !
قرّبت منهم بخطوات محسوبه تبان إنها عشوائيه لحد ما لمحت احلام اللى وقفتها جات ف وشها هى و سمعتها ..

احلام مع مالك بمجرد ما قالها جاى لحد ف شغل عينيها إنطفت بإحباط بس متشعلقه بخيط رفيع و هو كبرياءه اللى هى عارفاه او إنه بيقول كده رداً لكرامته ف فركت إيديها بتوتر: مالك .. متزعلش منى ارجوك .. انا عمرى ما إتخيلت ان ممكن يحصل بينا كده .. مكنش قصدى اتخلّى عنك .. انت عارف الظروف كانت شكلها ايه .. كنت مجبره مش اكتر.

حلم بعيد عنهم خطوات بس سامعه شئ من كلامهم و بتحاول تجمّع بس كلام احلام كان معناه واضح قدامها ف غمضت عينيها و جات تمشى وقفت على رد مالك..

مالك مكنش مركز مع احلام بس مكرهش ف حياته قد الإجبار ف إتكلم بشئ من العصبيه: مجبره على ايه يا احلام ؟ على إنك تتخلى عنى ف اكتر وقت محتاجلك فيه ؟ على إنك تبعدى ف الوقت اللى المفروض تكونى بتسندينى فيه ؟ على إنك و لا مره فكرتى تزورينى و انا محبوس ؟ و لا على إنك خدتى قرارك حتى من غير ما تسمعينى ؟

حلم تاهت ف كلامه .. عينيه طول الوقت بتنطق بإحتياج .. توهان .. وحده .. معقول يكون ده السبب ؟ واحده ؟ واحده إتخلت عنه ف دخّلته ف العزله دى و الإحتياج ده ؟ سابت جواه الفراغ ده كله ؟

احلام معاه عيونها دمّعت من مجرد لهجته و حالته اكتر من الكلام نفسه و هو كإنه بيقول الكلام ده لنفسه: جايه دلوقت تقولى ظروف ؟ الظروف دى اقل عقبه بتقف ف طريق اى حد .. مجرد طوبه بتتحدف ف طريقه اللى هو ماشيه و يا إما يتعب شويه و يميّل يزيحها من سكته و يكمل و يعافر يا إما يبقى يستسهل و يلف و يرجع من اقرب طريق يقابله .. الظروف دى حجة الضعيف عمرها ما كانت كل حاجه ده ان مكنتش و لا حاجه ..

حلم حست بلغبطه و ان اللى بيطلع منه ده مش مجرد كلام .. دى زى ما يكون حقيقه بيواجه بيها نفسه .. شروده و عصبيته و تمرده اللى كان بينطق بيهم بيقولوا ان الكلام ده مش للمخلوقه اللى قدامه .. دى ابعد ما يكون عن حالته .. او مجرد سبب من اسباب كتير ..
عينيه اللى بيجاهد يلجّمها و كانت بتبص على كل حاجه حواليه معادا عينيها اكّدولها ده ..
مالك رمى كلامه بعنف لأحلام و اخد نفس طويل و دوّر وشه جنبه و إتكلم من غير ما يبصّلها: امشى يا احلام .. امشى .. و اه على فكره انا مكنتش جايلك اصلا و لا عشانك .. عشان الباب اللى بيتقفل ف وشى مبرجعش اخبّط عليه تانى .. مش بابك انتى بس .. اى باب .. ف امشى ف طريقك و متقفيش ورا الباب ..

مالك خلّص كلامه و سابها و بيلتفت يمشى لمح حلم قدامه .. شافها و على وشها إبتسامه اصفى من اللبن و مش عارف إبتسامتها دى عشان سمعته و لا مسمتعهوش اصلا و مجرد إنه وحشها ..
متلغبط و إتلغبط اكتر اما مقربتش و مخدتش خطوات ناحيته كإنها مستنياه هو اللى ياخد الخطوه دى .. مش عارف و كل حاجه جواه مدربكه .. بس اللى عارفُه و إكتشفه إنها واحشاه قوى .. اقوى مما كان متخيل و متصور .. امتى دخلت جواه كده ؟

مالك ف دوامة افكاره دى واقف مكانه و هى قدامه باصّه ف عينيه قوى و كإنها بتقراهم او كإنه بيفكر بصوت عالى قدامها و الكل بيتحرك من بينهم و حواليهم و هما عيونهم متعلقه ببعض او وقعت ف حضن طويل ..
مالك قرر ينهى الوقفه دى عشان الناس و المنظر حواليهم او هو اقنع عقله بكده ف راح ناحيتها و إتقدم خطوات بس ساب بينهم مسافه: مالك ؟
حلم ضحكت تردهاله: انت اللى مالك مش انا .. انا حلم
مالك بغيظ: واقفه كده ليه ؟

حلم كان الدور عليها هى اللى تقرب الخطوات الباقيه بينهم لحد ما قضت ع المسافه الباقيه كإنها بتوصّله رساله ملموسه: و لا حاجه .. مستنياك
مالك بص مكان ما شاورت بعينيها و شاف احلام ف فهم إنها حتى لو مسمعتش بس شافتهم: دى ..
( معرفش يقول حاجه او بمعنى اصح محبش يقول حاجه و مش عارف ليه ) دى جارتنا
احلام مكنتش لسه مشيت من مكانها و مالك اما عينيه بصّتلها عشان يشوف حلم تقصد ايه شافها هى كمان عينيها عليهم او تحديدا على حلم و بتطق شر و غيظ ..

رجع بعينيه لحلم و لسه هينطق لمحها بتبادلها نفس النظره اللى كإنها تحدى او عِند و الاتنين بيتكلموا بلغة العيون و الغيره هى سيد الموقف ..
مالك كان الطبيعى يستغرب غيرة حلم .. احلام كانت خطيبته و بتحبه و بينهم كتير إنما حلم لسه طريقهم ملامحه مُبهمه او مالهوش ملامح اصلا .. بس تناسبا مع لغبطة الموقف مشاعره كمان متلغبطه او تلقائيه و مستغربش غير غيرة احلام و نظراتها ..
مالك عاد كلامه كإنه بيأكد عليه او يمكن بيطمنها: دى جارتى مش اكتر

حلم رغم إنها سمعتهم بس حست بعينيه صادقه ف محبتش تعكر اللحظه .. هى وحشته و ده اللى جابه او حتى هو واحشها و شافته مش مهم المهم إنه جه لعندها: مااشى .. توصّلنى ؟
مالك سكت شويه بتردد: مش يمكن سكتنا مش واحده ؟
حلم إتكلمت بعفويه من غير ما تفكر: حتى لو .. هتخدنى ف سكتك و منها هوصل بردوا.

مالك كان عارف إنها بتلاعبه بالكلام بس معرفش يرد .. متكلمش بس إبتسم و راح ع العربيه فتحلها الباب و هى من غير ما تتردد او تفكر دخلت و مسكت مسكته للباب و شددت على إيده و قفلت ..
مالك لفّ و ركب و مشى ف صمت مسيطر ع الاتنين بيقطعه نظرات كل واحد فيهم اللى بيظهرها عشوائيه لحد ما حلم قررت تقطع السكوت ده: كنت جاى ليه هنا؟
مالك من غير ما يبصلها: كنت جاى لحد من صحابى بس خلاص
حلم إنتعشت: خلاص ايه ؟ جالك هو ؟

مالك إبتسم غصب عنه على فكرة إنها قارياه كده: الله يسامحها بقا الظروف بتحدفه دايما ف سكتى معرفش ليه
حلم إفتكرت جملته لأحلام و عادتهاله: الظروف دى حجة الضعيف .. بيتعلق بيها او بيعلق اى حاجه عليها ..
مالك فهم فإبتسم و هى كملت: مش يمكن السكه واحده ؟ ف سككوا بتتقابل مش الظروف
مالك سكت كتير قوى لدرجة إنها افتكرت إنه إنسحب من الحوار: كل السكك اللى بتتقابل ف النص بيبقا لها مفترق تنتهى عنده.

حلم كانت فاهمه كلامه كويس و ردت بنفس لغته: لو فكرنا ف نهاية كل حاجه مش هنبتديها .. دايما الخطوه الاولى هى اللى بتبقى محتاجه دفعه و طاقه و شجاعه اما كل اللى بعدها بيجى تباعا
مالك بيقلّب كلامها ف دماغه و يركّبه على حوار تانى يخصه هو ..
حلم لاحظت سكوته ف حاولت تغيّر الحوار: فكرت ف عرضى اكيد مش كده ؟
مالك إنتبه و إبتسم بتوتر كإنه خايف من اللى هيقوله: مش بالظبط .. حاليا محتاج محامى يخلصلى تفاصيل خاصه بشغلى لحد ما المحامى بتاعى يرجع
حلم إبتسمت لمجرد اول خطوه اللى كانت محتاجاها و اهى بتاخدها: ف جيت لسيادتنا .. موافقه .. المهم هتدفعلى اد ايه يعنى ؟

مالك إبتسم ع الفرحه اللى لمعت ف عينيها: اللى عايزاه .. شاورى
حلم ضيّقت عينيها و رفعتهم لفوق كإنها بتفكر و بصّتله بنص عين بعد ما رفعت حاجب و نزلت التانى بكوميديا: اللى عايزاه اللى عايزاه ؟
مالك مثّل الخوف: ربنا يستر
حلم ببراءه: إعزمنى عالغدا يلا و نتفق هناك
مالك ضحك بصفا: اعزمك دى اللى هى طلباتك و لا اعزمك عشان نشوف طلباتك ؟

حلم ضحكتها طلعت بصوت عالى: لا نروح اى حته الاول لا احسن الجو حر قوى
مالك كان عايز يعترض بس لسانه إتمرّد و منطقش ..
كملوا طريقهم و مالك اخدها لمكان هادى قعدوا فيه و إبتدوا يتكلموا .. مالك كان متحفظ ف كلامه لأبعد حد و منطقش خارج نطاق الشغل اللى عايزها فيه و هى تقبّلت ده كخطوه اولى ما بينهم ..
حلم رفعت حاجبها: يعنى محتاج عقود و تتوثق للعربيات اللى هتشتريها دى ؟ انت عارف لو حد غيرك جالى ف شغله زى دى انا كنت عملت فيه ايه ؟

مالك بصّلها بطرف عينيه: و الله مش عايزه بلاش .. انا اصلا بقول بلاش .. روحى يا عبقرينو زمانك إتنططى ف الاقسام مع محابيسك
حلم إتكلمت من غير ما تاخد بالها: مانا إتنططت معاك قبل كده خمسين مره و لا ناسى ؟ ده انا اول مره قابلتك

قطعت كلامها و هى بتستوعبه بس كان خلاص نطقته و قدرت بغابئها ترسم الذكرى قدامه ..
مالك كشّر: خلاص شوفى انتى عايزه ايه و بلغينى
حلم بعفويه مسكت إيده و هو بيقف: مكنش قصدى .. انا بس كنت بهزر مش اكتر
مالك حاول يبتسم بس طلعت إبتسامه مخنوقه: و لا يهمك .. المهم حاليا ايه عشان مستعجل و ورايا حاجات كتير

حلم إبتسمت: ايه ايه ؟ اكيد مش هقولك لاء .. يمكن نحتاج عربياتك دى ف حراسه مره و لا حاجه و لا هتبخل و يبقا اخرى كلبين و معزه ؟
مالك سكت بس إبتسامته إختفت و هى لتانى مره تعكها لمجرد الذكرى .. مش متخيله ان كل ذكرياتهم و لو بسيطه بس بالشكل ده !
مالك وقف بإختصار: شوفى مقرره ايه .. معايا و لا
حلم بسرعه وقفت و حطت إيدها على إيده اللى بيشاور بيها: معاك طبعا
مالك معرفش ميبتسمش ف دوّر وشه يمشى و هى طلعت وراه اخدها ف عربيته و إتحركوا ..

مالك إنتبه ف المرايا لاحظ عربيه وراهم .. للحظة ما قلق و هى إنتبهت لنظراته وراه: فى حاجه و لا ايه ؟
مالك حاول يتوّهها و يتوّه اللى وراه لحد ما يشوف فى ايه لحد ما شتت طريقهم من وراه
بعدها بصّلها ببرود: لا مفيش بس الجو زحمه .. المهم هنروح دلوقت ع الشركه تشوفى العقود و الملف الخاص بالليله دى بعدها اخدك نتفق و نمضى العقود معاهم ..

حلم إبتسمت: ماشى
اخدها و راحوا المجموعه و هى دخلت قدامه بحماس و لسه كامل بيقوم مالك دخل وراها ..
كامل دخل وراهم بعد ما مالك شاورله: و الله هى اللى دخلت بسرعه و
مالك إبتسم و حلم رفعت حاجبها بغيظ: ده حافظ بالقلم و المسطره
كامل: ما انتى اللى كل ما تيجى تندفعى ع الباب كإنى ساعة حيطه مثلا
مالك ضحك بصوت عالى: ملكش دعوه بيها و خليك معايا انا .. روح هات الملف بتاع العربيات اللى محتاج يخلص
كامل بصّله و بصّلها و حاول يربط الكلام بيها: انا سيبته لحضرتك ع المكتب هنا
مالك إلتفت حواليه لحد ما لمحه و خده إدهولها بعدها بص لكامل اللى واقف بإستغراب: فى ايه ؟ انت محتاج محامى يخلّصلك العقود دى و انا جيبتلك اهو .. عايز حاجه تانى ؟

كامل إنتبه و هزّ راسه و خرج ..
حلم ضحكت ضحكه هاديه لغبطت المالك اكتر ماهو متلغبط: مش ذنبه .. انت اللى محفظّه
مالك قعد قصادها على حرف المكتب و ضحك: طب ايه ؟ دلوقت نروح نشوف الحاجه و نظبط الدنيا
حلم إبتسمت لفكرة إنه إبتدى يبقا زيها يخلق فرص بينهم: يلا
مالك اخدها و خرج راحوا خلّصوا المطلوب ..

حلم: كده بكره هنروح الشهر العقارى و اشوف اللازم و نسجل العقود و اما يشحنولك العربيات اللى حددناها من برا نكمل التسجيل و الدفع
مالك إحتياجه لها كان اكبر من اى حاجه ف معرفش يعترض: خلاص دلوقت اوصّلك على فين ؟ انتى كنتى رايحه الجامعه بعربيتك ؟
حلم كانت لسه هترد بحاجه رجعت فيها: لاء كنت مع واحده صحبتى .. المهم انا رايحه حاليا الشركه
مالك إبتسم و إتكلم بعفويه: يبقا سكتى
حلم برقّه: قولنا سككنا واحده
مالك مردش بس عيونه ردت بصمت و هى إبتسمت كإنها قرت المكتوب فيهم ..
وصّلها و ركن قدام شركتها و فضلوا يتكلموا كتير و إتفقوا هيتقابلوا بكره يخلّصوا الباقى ..

حلم نزلت و لسه بتلتفت لمحت مروان بيقرّب منها بغيظ و عينيه فيها شر و غيظ ف قفلت الباب بسرعه و إتحركت كإنها بتحجز بينهم و مالك بعد ما كان هينزل إحترم موقفها ده بس وقف يتابع الموقف من بعيد ..
مروان بغيظ و هو بيشاور بعينيه على مالك: واضح إنه عرف يجيبك .. و اما ببقا عايزك هنا ف الشغل اللى هو بتاعك مبعرفش اوصلك
حلم من غير ما تبص: ده شئ يتحسبله على فكره .. انت بقا زعلان ليه ؟ عشان جابنى بشطارته و لا عشان انت اللى مبتعرفش تعمل ده ؟
مروان إتغاظ اكتر و معرفش يرد بإيه: هو اصلا جاه هنا و سأل عنك و اكيد البهايم اللى جوه اللى قالوله مكانك .. مش محتاجه شطاره يعنى
حلم ربّعت إيديها بنفاذ صبر: ايوه و بعدين ؟ عايز ايه انت دلوقت ؟

مروان إبتسم: عايزك
حلم صوتها عِلى: نعمم ؟
مروان برطم بغيظ: عايزك ف شغل عايز يخلص .. هو حلال له و حرام عليا ؟ كان عايزك ف ايه زفت ده ؟
حلم بإختصار: كان محتاجلى ف شغل و قبل ما تسأل انا قبلت بيه .. هاا اى اسئله تانيه ؟
مروان إتراجع و لهجته إتغيرت: انا مبحققش معاكى انا بس خايف عليكى .. ده واحد شمال و سككه كلها زيه.

حلم كانت مبسوطه و مش حابه تعكر يومها: ملكش تحقق معايا عشان ميخصكش و انا اعرف اخد بالى من نفسى متركزش انت
سابته و دخلت و هو فضل واقف مكانه بغيظ لحد ما إنتبه لمالك اللى لسه مكانه ف عربيته متحركش و متابع الموقف من بعيد و نظرته بتقول كإنه معاهم او سامعهم رغم إنه بعيد و عربيته مقفوله عليه !
مروان بصّله بعِند و الاتنين نظراتهم لبعض شرسه لحد ما مالك قطعها و مشى بعد ما رسمله على وشه إبتسامه مستفزه ..

تانى يوم إتقابلوا للشغل او بمعنى اصح بحجة الشغل و راحوا الشهر العقارى عملوا اللازم بعدها مالك وصّلها بعد ما اصرّت يتغدوا سوا ..
كذا يوم و كذا مقابله بحجة الشغل و كل واحد فيهم مش عارف بعد ما تخلص حججهم هيبقا اللى جاى شكله ايه بس مطمن ..
حلم مبسوطه من مجرد تخمينها هو إختارها تخلصله شغله عشان هى اللى عرضت عليه ده و هو قِبل قربها ده لإنه اكيد فهم ان عرضها ده مجرد خطوه للقرب .. و لا اختارها كمجرد خطوه منه هو ناحيتها و إستسلم .. و لا حابب يورّيها شغله و سكته عشان يبرّأ نفسه ف عينيها ..
مش عارفه و ملغبطه و مبسوطه و إتمنت جواها لو كل دول مع بعض و مستنيه الايام الجايه تورّيها ..

مالك طول الايام دى بيخانق نفسه .. شويه يبعد و ف نفس اللحظه يقرّب و بمجرد ما القرب يقلقه يبعد ف لحظتها ..

صفوت كلّمه بلّغه بمعاد العمليه اللى هيستلموا فيها السلاح اللى هيجيبوه من برا و مالك يكمّل الباقى من تخزينه لحد تسليمه و الاتفاق مع اللى هيستلموه و تسليمهم ..
مالك راحله و حددوا معاد مع اللى هيجيبوا منهم السلاح و مالك سافرلهم ..
اول مره و اول سفريه من النوع ده و يحس فيها إنه متلغبط او مش عايز يكمل ده ..

ايه اللى إتغير ؟ معقوله قلبه بِرد ؟ و لا هى اللى لغبطت كيانه كده ؟ مش المهم .. المهم دلوقت ينجز اللى هو فيه بعدها يشوف !
سافر إستلم الشحنه و اللى كانت داخله ف شحنة العربيات اللى مستوردها و من خلال علاقاته ف المينا قدر بسهوله يخليها تعدّى ..
مالك كان بيستخدم كل مهاراته و قدراته بجانب علاقاته عشان ميفشلش .. بيكره قوى كلمة فشل و مش لازم يفشل تانى حتى لو ف الغلط !
شحنها ع المكان اللى مجهزّه و كلم صفوت راحله ..
صفوت إبتسم: جدع .. انا صحيح كنت مقلّق من الشحنه دى بس انا قولت مش هتسيبها تقع

مالك ضيّق عينيه بإستغراب رغم إنه فاهم: و اشمعنى الشحنه دى ؟
صفوت بصّله بحذر: انت دخّلت فيها طرف تالت و من غير ما ترجعلى
مالك لسه هيتكلم صفوت سبقه: بس انا واثق فيك .. إنك مش هتاخد خطوه إلا و انت قدها .. قد اى خطوه و قد إنك تحتويها بتوابعها
مالك ببرود: ممم طرف تالت ؟ قصدك على حلم ؟ لا متقلقش و بعدين من امتى برجعلك ف خطواتى ؟ انا إتفقت مع الناس و إستلمت و شحنت و خزّنت الشحنه .. اى خطوه من دول رجعتلك كموافقه ؟ انت بس بتعرف اللى انا بعمله و من غير ما تعدّل كل حاجه بتمشى مظبوط و مش المرادى بس .. اكيد فاكر كام مره و كل مره الحكايه بتمشى بدماغى.

صفوت هز راسه بثقه: عشان كده سيبتلك الامور و واثق إنك قدها
مالك: المهم هنسلّم الليله
صفوت: بردوا مش هنا ؟
مالك رفع حاجبه: نسلّم من عندنا عشان نلبس ؟
صفوت ضحك على لهجته و مالك ضحك معاه بغيظ: ما انت مش خسران .. المكان بتاعى و تبع المجموعه بتاعتى و انا اللى هشيل
صفوت بصدق: و انا لا هسيبك و لا هقدر استغنى عنك
مالك إبتسم: واضح ان السكك عند بعضها
صفوت بتصحيح: القلوب اللى عند بعضها

مالك هز راسه و راح على عربيته و صفوت معاه بعد ما إتأكدوا ان الشحنه إتفرّغت من العربيات و إتحملّت و خدوا طريقهم ..

عند فهد بيلبس و بياخد حاجته بسرعه و حط سلاحه ف جيبه ..
اللوا مدحت دخل عنده: انت بردوا مصرّ ؟
فهد بجمود: بقولك فى قلق هيحصل ف المكان هناك و انا متأكد .. هنستنى ايه ؟ اما يحصل و نرجع ندوّر على اللى عملها ؟
اللوا مدحت بترقّب: و انت عرفت منين بقا ؟
فهد بسرعه و هو خارج: مش مهم .. المهم نتصرف دلوقت
اللوا مدحت: انت مخدتش إذن هجوم من حد .. لسه التصريح مطلعش.

فهد: عقبال ما اوصل هيكون طلع .. و لو مطلعش ان متأكد إنه مش هيبقا له لازمه بعد ما الهجوم يحصل و نفض اللى فيه
اللوا مدحت بإستغراب: للدرجادى ؟ و لو طلعت غلطان ؟ و لو عدّت ؟ انا مش هخاطر و امشى وراك إلا اما تقولى مصدر معلوماتك و
فهد شرد ثوانى بغضب مكتوم: متقلقش مش هتعدّى .. المرادى لاء مفيش حاجه هتعدّى
فهد مدهوش فرصه لكلام تانى و خرج بسرعه و اللوا مدحت إتردد شويه بعدها عمل كذا تليفون و إدى للقوه إذن بالتحرك معاه ..

عند مالك وصل هو و صفوت لطريق إسكندريه الصحراوى بعد ما عدّى من اللجنه بمهارته ..
وصلوا و ركن و العربيات تبعه بالشحنه كانت وصلت و ركنت و دقايق و وصل الناس اللى متفق معاهم هيستلموها منهم و إبتدوا يتكلموا ف التفاصيل و مالك كان إستلم منهم الفلوس ف الإتفاق ..
مفيش دقايق و سمعوا صوت عربيات بتقرّب منهم و بتحاوطهم بس من على بُعد و من قبل ما ينزل حد منها إبتدوا بضرب النار بعنف ..
مالك بص حواليه بقلق بجد و من الوضع قدر يستنتج ان اللى جاى كإنه عارف ايه اللى بيحصل بالظبط مش محتاج يتأكد !

شد صفوت بعنف و إتحرك بسرعه على عربيته و قبل ما يوصل جات رصاصه طايشه على إيده اللى كان بيفتح بيها عربيته ..
مالك كان مدى ضهره و الرصاصه جاتله من ورا كإن اللى صابه مش شايفُه بس قصد إيده عشان يشل حركته مش يموّته !
مالك إتحامل على نفسه و كتم صرخته و فتح العربيه و دخل بعد ما إدّى إشاره بعينيه لرجالته اللى كانت معاه يواجهوا هما الوضع و يغطوا عليه لحد ما يخرج !
ركب و قفّل قزاز عربيته اللى كان متفيّم و ضد الرصاص و اللى برا مش كاشفُه لكن هو لامح الوضع برا بوضوح برغم عتمة الليل ..

إتحرك بعربيته خطوات محسوبه قادره تداريه عن الوضع و تخليه مش مكشوف بس هو كاشف كل حاجه من مكانه .. هنا لمح فهد بينزل من عربيته و معاه كذا حد من زمايله و بيدّى إشاره للقوه اللى معاه تنزل و تحاوط المكان ..
مالك إتجمّد و للحظات القلق إتملّك منه .. هو عارف كويس قوى رجالته هتتصرف ازاى و فهد و اللى معاه هيواجههوا ازاى و لازم حد فيهم هيقع ..
و الاسوء من كده إنه عارف كويس قوى إنه هو اللى هيقع لو نزل بنفسه لمجرد إنه يلحق الوضع من غير ما يأذى أخوه !
صفوت جنبه بيبصّله بترقّب و شبه عارف هو بيفكر ازاى و مستنى منه يحسم تفكيره ..

مالك متردد و عقله عمال يورّيله لقطات و لقطات و ما بين كل لقطه و لقطه بيغمض عينيه بعنف .. قطع افكاره صوت الرصاص اللى بقا زى الرعد بيرج المكان و رجالته إشتبكت مع القوه و فهد و كل واحد فيهم مستموت ..
فهد معاهم بس عينيه بتلف المكان بحذر بس لسه عينيه مجابتش عربية مالك اللى بعيده على جانب الطريق و لسه متحركتش تانى بعد ما خرجت من المكان ..
فهد كإنه بيدوّر على حاجه و مش عارف يوصلها و اما حس ان المعركه بتتحسم شاور لحد من اللى معاه قرّب منه و إداله امر بحاجه غامضه يعملها ..
عدى بذهول: فهد بس
فهد زعّق: انجززز

مالك من بعيد إيده ع مفتاح العربيه و التانيه على بابها و بيحاول يفكر بشكل سريع يطلع من الموقف بدون خساره او ع الاقل بأقل خساره ..
فهد بعيد بس قدام عينيه بعد ما عدى إنسحب من جنبه بقا لوحده ف مواجهة الوضع اللى بيتأزّم فعلا ..
مالك غمض عينيه بعنف و قبل ما يفتّحها او حتى يحسم قراره سمع صوت صرخه هزّت المكان و فهد على اساسها وقع غرقان ف دمه ..
مالك بص قدامه إتحقق من فهد و اخد نَفس طويل بعنف و حرّك إيده على وشه بعصبيه و ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة