قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر

فهد يدوب وصل بقوته و لمح حد بيتحرك ناحية عربيه و ايا كان هو مين او بيعمل ايه ف خروجه بالطريقه دى بيقول فى حاجه غلط و هو محتاج يوقّفه ف ضرب ناحيته رصاصه توقّفه بس هو حركته كان اسرع و رغم الرصاصه صابته بس مشى و ده كان مالك !

فهد نزل بسرعه بس كان مالك إتحرك ف راح مع قوته بس عينيه بتلف المكان بحذر بس لسه عينيه مجابتش عربية مالك اللى كانت إتحركت و هدّت على جانب الطريق ..

مالك من بعيد إيده هدّى سرعته على جانب الطريق اما شاف فهد اللى جاى المأموريه .. إيده على مفتاح العربيه و التانيه على بابها و بيحاول يفكر بشكل سريع يخرج من الموقف بأقل الخساير ..

فهد كإنه بيدوّر على حاجه و مش عارف يوصلها و اما حس ان المعركه بتتحسم شاور لحد من اللى معاه قرّب منه: إضرب عليا
عدى بذهول: نعمم ؟
فهد زعّق: إنجززز .. إتدارى و إضرب عليا
عُدى مش فاهم و مش عارف يعمل كده ليه و ازاى بس من الواضح ان الموضوع كبير و مفهوش نقاش ف مسك مسدسه و رجع خطوات بحذر إختفى ف مكان مش مكشوف و صوّب على فهد ف مكان غير حيوى و ضرب رصاصه ف كتفه ..

مالك من يوم ما حود عن سكته و هو بيستخدم كل قدراته و مهاراته كظابط سابق و ده كان كفيل يخليه يلقط الوضع بدقه حتى لو بعيد .. بمجرد ما لمح عُدى بيقرّب من فهد و بيتناقشوا و فهد بيزعق بحده قدر من حركة شفايفهم يفهم بيقولوا ايه و بتلقائيه عينيه إتحرّكت مع عدى اللى إتحرك بعيد لحد ما إختفى و هنا لمحه بيمسك مسدسه و بيوجهه على فهد .. و هنا تقريبا مالك فهم هو هيعمل ايه بالظبط او اللى فهد فكر فيه تحديدا ..
و قدر يستنتج إن فهد مش جاى ف مؤموريه .. ده جاى وراه تحديدا و عشان كده إبتدى بالهجوم من قبل ما يتأكد من الوضع ..

و عشان كده عمل حركة إصابته دى كضغط على مالك عشان يظهر ف الصوره ف يقع !
و بمجرد ما مالك وصلت افكاره لهنا قرر يمشى و مش عارف إذا كان ده صح و لا غلط و لا اصلا من حقه يحس باللى هو حاسس بيه دلوقت .. بس اللى عارفُه إنه موجوع قوى !
سمع صوت صرخه هزّت المكان و فهد على اساسها وقع غرقان ف دمه .. مالك بص قدامه إتحقق من فهد و اخد نَفس طويل بعنف و حرّك إيده على وشه بعصبيه و خبط الدريكسيون قدامه بعنف كذا مره ورا بعض ..

بعدها إتكى ع الباب قفله بشده و ضغط ع المفتاح و دوّر العربيه بعنف بعد ما كان وقف بيها على بُعد منهم و مشى بسرعه عنيفه لأقصى درجه ..
صفوت جنبه بمجرد ما مالك إتحرك بالعربيه و إبتدى يبعد عن المكان اخد نَفس طويل جدا و خرّجه بعنف مره واحده ..
هو صحيح مش عارف لو مالك ضعف هنا و محسمش الامر بالشكل ده كان هيتصرف هو ازاى و يمنعه ازاى او يلحق الموقف ازاى لكن كان مستنى بحذر و بمجرد ما مالك خد قراره إتطمن ان كل السكك متقفله قدام مالك و مفيش غير سكته اللى فيها و ده نوعا ما طمّنه و قضى على اى ذرة حذر منه ناحيته ..
مالك حتى بعد ما إختفوا من المكان و قدروا يخرجوا كان بيتحرك بعنف و بجنون و كإنه مكنش بيهرب منهم ده كان بيهرب من نفسه و إحساسه ..

صفوت كان متفهّم حالته كويس: متقلقش هيبقى كويس
مالك غمض عينيه كإنه بيداريهم: ان شاء الله
صفوت بيحاول يطمنه او يخفف من على عقله ضغط التفكير اللى قلقان من هيوديه لفين: إصابته بسيطه .. انا صحيح ملمحتهاش قوى بس شكله بيقول ف دراعه
مالك صوته خانه: ف كتفه
صفوت: يبقا مش خطر و هما هناك اكيد هيلحقوه و عموما طالما خرجنا الرجاله هتنسحب من الوضع هناك بس ربنا يستر و محدش فيهم يقع
مالك بجمود: متدربين كويس متقلقش
صفوت لسه هيرد لمح دم ع الدريكسيون ف بص بقلق على إيد مالك لقاها بتنزف: ايه ده انت إتصابت ؟

مالك بص على إيده ببرود و مهتمش و مش عارف ده عشان وجعه النفسى ف اللحظه دى كان اكبر من وجع إيده و لا عشان عقله مش راحمُه و مش فاضى يحس بالإلم ..
المهم إنه مش حاسس بوجعها مش حاسس بيها اصلا: لا متقلقش بسيطه
صفوت بقلق بجد: تعالى انا اسوق
مالك إستغرب: دى اصابه بسيطه مفهاش حاجه
صفوت على قلقه: و انا قولتلك إنى مبقاش عندى إستعداد اخسرك
مالك معندهوش طاقه يناهد ف وقّف و إتنقل مكانه و صفوت لف ساق هو و كان هياخد طريقه لفيلا المنصوريه تبعه بس مالك شاورله بإرهاق: اطلع ع المجموعه.

صفوت إلتفت ناحيته بذهول: مجموعة ايه دلوقت ؟ انت مش شايف حالتك ؟ ده انت
مالك قاطعه بزهق: خدنى على صالة التدريبات
صفوت مفهمش بس فهم ان مالك ف دماغه حاجه بس مفهوش حيل يشرح ف مشى ورا كلامه لحد ما وصلوا ..

عند فهد وقع متصاب ف كتفه و قبل ما يقوم سمع صوت عربيه بتتحرك بعنف و ثوانى و لاحظ الرجاله بتنسحب من قدامه بحذر حتى مضربوش عليه رصاصه و ده كان كفيل يأكد شكوكه ..
خد نَفس طويل و كتمه كإنه بيكتم معاه الألم و ضغط على نفسه و وقف بعنف و إبتدى يتحرك بعشوائيه ف المكان حواليه و مش مركز مع اللى قدامه و اللى باقى من الرجاله اللى غطت على خروج مالك و ده كان كفيل إنه يسهّل خروجهم و إتحركوا بعربياتهم بسرعه كإنهم متدربين و متحفظين كويس قوى يعملوا ايه ف المواقف اللى زى دى من واحد حافظ الجو ده و ده قضى على اى شك لفهد !

ضربوا نار على عربياتهم و هى بتتحرك كمحاوله اخيره معروف فشلها بس إتحركوا و فهد راح على عربيته بعنف و إتحرك وراهم و برغم عددهم و عربيته اللى بتخبّط فيهم و ف وسطهم منضربش عليه نار و لا حتى إستخدموا قوتهم و إتكاتروا عليه و هنا كل شكوكه إتبخرت ..
كز على سنانه بغلّ و بقا يتحرك وسطهم بعنف و هما بيغطوا على بعض لحد ما تنسحب عربيه عربيه من بينهم لحد ما بقيت واحده بس و الكل كان إختفى من وسطهم ..

فهد فضل متابعها و كل ما تزيد سرعتها يزيد سرعته اكتر و الاتنين بيتعانفوا .. و عشان العربيه دى كانت قدامه و هو اللى بيطاردها ف كاشفه الطريق قدامها و بتتوهه لحد ما طلعت كوبرى و فرملت فجأه و عربية فهد إتقلبت من ع الكوبرى !
صفوت وصل بمالك المجموعه و اللى اول كذا دور من المبنى عباره عن صالات و ساحات تدريب للحرس .. دخل بيه و الكل راح عليهم بترقّب و المكان إزدحم بس صفوت بإشاره رجّع الكل و دخل بيه غرفه الإستراحه ..
مالك إيده إبتدت تنزف بكثافه .. شاور لكامل جابله الإسعافات اللى موجوده عشان لو حصل طوارئ ف التدريب و إبتدى يتعامل مع جرحه بنفسه بس النزيف بيزيد مش بيقل ..

صفوت بصّله بذهول و شافه إنه قلبه فعلا ميت او مستبيع نفسه للموت بس من حالته إبتدى يقلق بجد: مالك مش هينفع نتفرج كده .. لازم مستشفى
كامل إتوتر: و هنقولهم ايه هناك ؟
صفوت بضيق: طب ع الاقل دكتور .. اللى هو بيعمله ده هيأذيه اكتر ما هينفعه .. النزيف بيزيد مع حركته ده غير إنه بيضيّع وقت

حلم راحت الشركه عندها بأى حجه بس من جواها بتتلكك و بتبذل مجهود فوق الطبيعى عشان تلجّم القوه الخفيّه جواها اللى بتشدها ناحية مالك و هى مستسلمه لها او مسلوبة الإراده ..
خدت حاجتها و خرجت و إستسلمت لمشاعرها اللى مش عارفه مودياها على فين و راحت ع المجموعه ..
طلعت بس حست بحركه غريبه و الجو مشحون و متوتر بشكل يقبض النفس .. لفّت بعينيها المكان تلمحه بس مفيش .. و لا حتى كامل موجود
لسه بتلتفت شافت كامل طالع بيتكلم ف التليفون بقلق و بيحرّك الكل من تانى و كإنه بيقفّل الدنيا ف راحت عليه بقلق: هو فيه ايه ؟
كامل كإنه كان هيقول حاجه و إتراجع: مفيش احنا بس شغل المجموعه بيقفّل الساعه عدّت 12 و الكل بيمشى ..

حلم بترقّب: بس لسه فى ناس كتير هنا
كامل إتوتر من تعليمات صفوت ان محدش ينزل: لا دى صالات التدريب للحرس و ده شغلهم بعيد عن النظرى ف المجموعه فبيبقوا لأى وقت
حلم كلامه مش مطمنها حست كإنه بكلامه بيغطى كلام تانى: مالك فين ؟
كامل إتوتر و ده اكدّلها ف عادت كلامها: مالك فين ؟ إنطق .. ماهو مش معقوله بيتدربوا لوحدهم
كامل نفخ بضيق من اسألتها الكتير: مش ف العادى بيبقا مالك باشا متواجد معاهم بس.
حلم إتكلمت بحده هو إستغربها: ما تنطق مالك فين ؟ بلّغه إنى عايزه اشوفه
كامل معرفش يهرب من حصارها له بأسألتها ف إتهرّب بالتليفون اللى جاله و خده و بِعد يرد و هى تابعته بعينيها لحد ما خلّص و إتحرك من غير ما ياخد باله من وجودها و نزل لصالات التدريب و هى هنا إتأكدت ان فى حاجه مش مظبوطه او ع الاقل مش مطمنه ف نزلت وراه ..

تحت عند مالك كان كتير قبل كده إتحط ف إصابات زى دى لنفسه و لزمايله و كان بيقدر يحتوى الموقف بس هنا كان بيتعامل مع جرحه بتوهان و مش مركز اصلا .. ده مش شايف جرحه و لا حتى إيده .. هو بس صورة فهد اللى قدامه بتروح و تيجى مكان الجرح و صوته بيرن ف دماغه و بيحط الف سيناريو و سيناريو للى ممكن يكون حصل معاه ..

صفوت لمحها جايه لعندهم ف إرتبك و بص لكامل بحده بس قبل ما يتصرف او هو يختفى كانت وصلت لعندهم و شافت الوضع و مالك ..
راحت بلهفه على مالك اللى وشه بقا شاحب و مخطوف و شفايفه بتزرّق و عينيه إبتدت تقفل و تفتح لوحدها من الإرهاق و ثوانى و إبتدى ينسحب من وعيه لدنيا ضلمه مفهاش غير صدى اصوات كتير و دوشه بتختفى شويه شويه مع تغميضة عينيه اللى وقعت معاها كل حاجه ف إيده و إيده التانيه وقعت بتعب و اخر حاجه عينيه لمحتها هى و مش عارف دى حلم و لا مجرد حلم بالنسباله و إتمناها لو حقيقه و غمض بتعب و كإنه بس دلوقت سمح لنفسه يقع ..

حلم إتفزعت ف زعّقت ف كامل: هو فى ايه ؟ ايه اللى بيحصل هنا ؟ ماله مالك ؟ و واقفين بتتفرجوا عليه كده ليه و هو ف حالته دى ؟
كامل بصّلها بتوتر و رجع بص لصفوت كإنه بيسأله بعينيه يتصرف ازاى ..
حلم مش فاهمه نظراتهم ف زعّقت اعلى و هى ماسكه إيديه اللى بتنزف: ما تتصرف يا بنى ادم ده بيموت .. إصابته ف مكان بسيط بس فى حاجه مش مظبوطه إخلص إتصرف
كامل إتردد بقلق: كلمت دكتور رياض على وصول ..

حلم مش مركزه معاهم و عينيها متعلقه على مالك اللى ملامح وشه بتتغير و كإنه مش مغمى عليه ده ف كابوس مش عارف يطلع منه ..
كامل همس لصفوت: متقلقش دكتور رياض ده امان .. مالك بيكلمه اما بيبقا فى إصابات ف التدريب للحراس هنا و من شكل كلامهم شكلهم صحاب
صفوت صحيح حلم متعرفهوش بس مكنش حابب يظهر ف الصوره ف زعّق: إخلص انت لسه هترغى
كامل إتصل على دكتور رياض اللى شويه و جاه و شاف مالك اللى كان اغمى عليه من التعب و لسه نزيفه مستمر
ف بصّلهم و زعّق: ده بينزف من اكتر من ساعه .. انتوا بتتفرجوا عليه ؟ مستنيين ايه ؟ يموت ؟

صفوت إتلغبط و حس إنه إتسرع بس مكنش فى حل تانى: هو بس .. اصل
حلم إتدخلت ف حوارهم: يعنى إتصاب ف تدريب يبقى اكيد كان معاه حد، ف ليه منقلهوش للمستشفى ؟
صفوت خد نَفس عنيف و تقريبا قدر يستنتج ليه مالك جابهم هنا بالذات: المفروض إصابته ف إيده يعنى بسيطه ف ليه كل النزيف ده و التعب ده ؟
دكتور رياض بنفاذ صبر: عشان الرصاصه جات جنب شريان حيوى و من ستر ربنا مجاتش فيه و إلا كان مات
حلم بتلقائيه إيديها اللى كانت محاوطه بيها كتف مالك و واخده راسه على صدرها تبتت فيه قوى بتملّك و هو فتّح عينيه و غمضها او هى إتهيئلها ده..

صفوت إتخض بقلق حقيقى عليه و الدكتور إلتفت له و هو بيلم حاجته: لازم يتنقل المستشفى .. هكلم المستشفى بتاعتى يبعتوا إسعاف .. لازم عمليات
حلم صوتها إتهز بقلق: مفيش داعى إسعاف احنا هننقلهولك كده اسرع
الدكتور و هو خارج: و انا هكلمهم يحضروا العمليات
الدكتور خرج و سابهم و صفوت شاور لاتنين من الحراسه نقلوا مالك للعربيه و حلم إتحركت معاه و هو تقريبا لسه على صدرها و منها للمستشفى د/ رياض ..
كامل لسه جوه مع صفوت بصّله بتردد: انت جاى معانا ؟

صفوت لسه هيتكلم كامل قاطعه: انا هروح معاه و اتابع معاك بالتليفون .. مرواحك او ظهورك ممكن يعمل قلق و احنا لسه مش عارفين ايه اللى حصل مع القوه اللى راحتلكوا هناك
صفوت نفخ بضيق: مفيش اخبار عنهم ؟
كامل: رجالتنا عرفت تنسحب و اخوه العربيه إتقلبت بيه ع الطريق
صفوت بتوتر: إبعتله حد ينقله المستشفى
كامل إستغرب: نعمم ؟ ده كده يبقا بنلفت النظر و بدل ما يدوّروا على مين كان بيسلم بضاعه هناك كده الكل هيدوّر مين نقله و ساعتها محدش هيتشك فيه إلا مالك.

صفوت بضيق: مفيش حل تانى .. مالك لو فاق و عرف ان اخوه جراله حاجه مش عارف ممكن يتصرف ازاى
كامل هزّ راسه مش مقتنع و صفوت بصّله و كإنه إنتبه لحاجه: هقولك تعمل ايه بالظبط
كامل سمعه و خرج ينفذ .. كلّم حد من تبعهم برا البلد و خلّاه إتصل على مستشفى الشرطه و بلّغهم ان فى حادثه ع الطريق و إداهم العنوان تحديدا و قفل من غير ما يقول اى بيانات عنه و سابهم يتصرفوا و راح ع المستشفى لمالك ..

مالك كان إتنقل المستشفى الخاصه بدكتور رياض و معاه حلم او تقريبا ف حضنها و دقايق و كان داخل العمليات اللى خدت وقت و هى لسه معاه لحد ما الدكتور خلّص و خرج ..
كامل بقلق: فى حاجه و لا ايه ؟
الدكتور إتنفس بصوت عالى: حصل تهتك ف شريان بس لحسن حظه مش حيوى فقدرنا بعد محاولات نلحمه و نوقف النزيف و خرّجنا الرصاصه و الجرح إتنضّف و إتخيّط
حلم براحه: يعنى مفيش قلق ؟
دكتور رياض: لاء و شويه و خارج على غرفة الإفاقه.

كامل استغل فرصة حلم اللى راحت على سرير مالك و هما مخرّجينه و دخلت معاه غرفته و هو إتصل بصفوت بلّغه و رجع ينتظر مالك اللى خرج من العمليات و إتحوّل على غرفه عاديه و بمجرد ما فاق و شاف حلم جنبه غمض بإرهاق و عشان معندوش استعداد لأسألتها من قبل ما تنطقها صمم يخرج ..
حلم إستغربت حالته من شويه متبت ف حضنها و دلوقت بيهرب منها حتى عينيه بتهرب من عينيها: الدكتور بيقول لازم ع الاقل تستنى الليله
مالك صوته ناشف مفهوش اى تعابير ممكن تفهّمها حاجه: و انا قولت هخرج
حلم مش عارفه هى بتقنعه يفضل عشانه و لا عشانها و يفضل قدام عينيها اكتر بس اهى مش عارفه تقنعه ازاى يبقى: ع الاقل نتطمن عليك .. انت ليه كده ؟ ليه بتعمل كده ف نفسك و اللى حواليك ؟

مالك بتلقائيه غمض عينيه و سابها و دخل غرفه صغيره جوه السويت بيلبس و كامل سابها و دخل وراه: متقلقش هنا امان .. الدكتور اصلا فهم لوحده إنها إصابه من التدريبات
مالك نفخ بزهق و كمّل لبس: فهد فين ؟
كامل تهتهه بصوت براحه: كويس .. ف المستشفى و كويس و
مالك إلتفت ناحيته و بص ف عينيه بحده و كامل اكّد على كلامه بصدق: صدقنى كويس .. احنا اصلا اللى نقلناه المستشفى و مخلّى حد متابعه و بيطمنا اول باول عشان عارف اول ما هتفوق هتسأل عنه
مالك بشك: نقلتوه المستشفى ازاى ؟ و مستشفى ايه ؟

كامل شرحله اللى حصل و ان فهد طارد الرجاله لحد ما عمل حادثه و صفوت اما عرف طلبله الإسعاف تبع مستشفى الشرطه و بعتهاله من غير ما حد يعرفه ..
مالك كإنه إفتكر: ايه اللى جاب حلم هنا ؟
كامل نفخ بغيظ: كانت جيالك الشركه و اما لاحظت ربكه نزلت لصالة التدريبات لوحدها
مالك زعق براحه: و انت كان لازمتك ايه ؟ مامنعتهاش ليه ؟

كامل إتغاظ: و هو انت بنفسك كنت بتقدر تمنعها ؟ ده القدر كإنه حالف يجمّعكوا ف سكه واحده
مالك بصّله قوى و كإنه إتصدم من الجمله اللى قالها .. هو فعلا فى سكه ممكن تجمعهم ؟ القدر عايزهم سوا ؟ هو فعلا مبيقدرش يمنعها منه ؟ و لا اصلا مبيقدرش يمنع نفسه هو منها ؟ مش عارف و لا فاهم و حاليا معندوش اى اجابات تفهّمه .. القلق بس إتملّك منه و كمّل لبس بسرعه من غير كلام تانى و كامل لما شافه مصمم ع الخروج سابه و نزل يخلّص الإجراءات ..
مالك غمض عينيه بعصبيه و لأول مره يحس إنه متكتف بجد برغم كل اللى مر بيه ..

خلّص و اخد حاجته و خرج و إتطمن اما شاف حلم ف البلكونه بعيد يعنى مسمعتهومش ..
إتحرك و هى راحت بلهفه وراه و يدوب خرجوا لمح روفيدا من بعيد واقفه مع كذا حد بس شكلها بيقول بتتكلم ف شغل ..
قبل ما يتحرك هى لمحته و بصّتله بتدقيق كإنها بتتأكد منه و هنا مالك خد نَفس عنيف و خرّجه بشكل اعنف و مشّى إيده على وشه بغيظ ع القدر اللى بيلعبها معاه بغباء ..

مكنش حابب حد يبقى معاه ف سكه زى دى و لا وقت زى ده و اهى بقت معاه اكتر واحده متنفعش .. و مكنش حابب حد يشوفه هنا و اهى شافته بردوا اكتر واحده متنفعش ..
مبقاش عارف هى الدنيا اللى معانداه و لا هو اللى بيعاندها .. مش مهم بس لازم يتصرف ..
إتحرك ف طريقه و بمجرد ما قرّب ناحيتها إبتسمت بهدوء: مالك ؟ ازيك
مالك إبتسم ربع إبتسامه باهته: الحمد لله
حلم متابعه نظراتهم و بتحاول تقراها يمكن تفهم علاقتهم بس إتطمنت لروفيدا: انا حلم الدينارى المحاميه بتاعة مالك.

مالك رفع حاجبه من غير ما يبصلها و روفيدا إبتسمت لرد فعله: انت هنا و لا ف زياره ؟
حلم ردت كإنها مسئوله عنه: لا هو إيده بس إتعورت ف التدريب و جاه على هنا من بالليل بس
مالك كتم ضيقه ع الكلام اللى مكنش حابب يتقال و بعدها بص لروفيدا و حاول يستشف منها اى حاجه عن فهد معقوله يكون هنا ؟ لالا كامل قاله ف مستشفى الشرطه: انتى عامله ايه و فهد ؟

روفيدا عيونها لمعت بمجرد ما سيره جمعتهم هى و فهد و مالك لاحظها ف إبتسم برغم حزازية الموقف: فهد كويس .. هو غشيم اه و مندفع شويه بس صدقينى كويس
روفيدا ضحكت بخفه: قول شويتين تلاته
مالك ضحك بصوت عالى: بس بيحبك
روفيدا كانت عايزه تسأله إذا كان هو اللى قاله و لا هو خمّن بس معرفتش: هو غالبا مبيعرفش يتكلم جد معرفش ظابط ازاى
مالك فهمها: فى حاجات مبتحتاجش تتقال .. كفايه تتحس او تتقرى ف العيون زى مانا قريتها ف عينيكى كده بمجرد ما جات سيرته
روفيدا إرتبكت بإحراج و هو إبتسم و إنسحب بهدوء عشان ميحرجهاش اكتر و هى بمجرد ما إتحرك إتنفست بصوت عالى جدا: يخربييتك يا فهد
مالك كان إتحرك بس قدر يسمعها ف إبتسم بحب و كمّل طريقه ..

حلم إتنهدت براحه من ملامح حوارهم ف إتنفست بصوت عالى و مالك معرفش ليه إتضايق من رد فعلها و عيونها اللى نورت من تانى ..
حلم إبتسمت: يابنى هو اخوك و لا إبنك ؟
مالك متكلمش بس إبتسم بحزن و هى غمزتله: لا بس حلو جو اسامه منير ده اللى عملته طلعت بتفهم اهو تخيل كنت فاكره ده مفيش ( و شاورت على قلبه )
مالك رسم على وشه إبتسامه قصد يظهرها مصطنعه مع إنها طلعت من قلبه جرى ..
كامل قابله تحت و قبل ما ينطق مالك شاورله و اخد منه المفاتيح
حلم: مش هتوصلنى ؟

مالك قال كلام مُبهم: قولتلك سككنا مش واحده و انتى اللى مش عايزه تفهمى و مصممه تقاوحى
قبل ما ترد كان ركب و إتحرك بالعربيه لوحده و هو معندوش ادنى فكره هيروح فين غير إنه لازم يطمن على فهد ..
حلم بصت لحركته بذهول و غيظ و لغبطه و فضلت باصه مكان الفراغ اللى سابه كإنها مش عارفه تستوعب ردود افعاله و حالته اللى بتتقلّب من لحظه للتانيه ..
رجعت بصّت وراها لكامل شافته بيمشى بعد ما قرر ينسحب منها و هو عارف هتسأل مية سؤال مالهوش إنه يجاوبها عليهم فقرر ينسحب من الموقف و من الحوار كله ف مشى ببرود قدام عينيها اللى بتبصّله بتوهان و مش عارفه تفهم ..

مالك سابها و راح على مستشفى الشرطه .. مش هيعرف يدخل و لا هيقدر يستنى .. كلم حد يعرفه من المستشفى خرجله ..
مالك مش عارف يقول ايه: عايز اتطمن على فهد
دكتور عمر و ده كان معرفه لمالك من وقت شغله و.صحاب: طيب مدخلتش ليه ؟
مالك سكت بضيق عشان معندهوش استعداد حاليا لأى اسأله ..
دكتور عمر بصّله كتير: انت ف شغل يا مالك؟
مالك إتوتر: شغل ايه ما انت عارف اللى فيها يا عمر .. ده انا بس
عمر قاطعه: اه عارف اللى فيها بس بردوا عارفك يا صاحبى
مالك نفخ بخنقه و بيتمنى بس لو مسموحله ...

عمر سكت شويه و محبش يضغط عليه: الواد يونس فين ؟
مالك ضحك غصب عنه و إتكلم بعفويه: جبان، خوّاف قوى
عمر بصّله كتير: عليك و لا عليه ؟
مالك حس إنه إندفع ف سكت ..
عمر إبتسم: عموما فهد كويس .. هو اه إتنقل هنا بس دخل ع العمليات و لسه مفيش اخبار ..
مالك قلق بجد لا هيعرف يدخل و لا قادر يمشى خاصة ف حالته دى اللى هتبقى مشكوكه للكل بالذات لسه محدش مع فهد، يعنى محدش عرف، ف إنتظر حد يبلغه بصفته أخوه عشان الامور تبان طبيعيه ..

بص لعمر كتير: انا لازم امشى
عمر كان هيقول حاجه بس إبتسم: سلام يا صاحبى
مالك إبتسم و عمر غمزله: متقلقش انا هظبطلك الدنيا و عموما فهد انا معاه
مالك سابه و خرج بس مقدرش يمشى ف راح على عربيته و سند راسه ع الكرسى لورا و ربّع إيديه وراها و غمض عينيه بوجع و مش عارف اللى جاى رايح بيه على فين..

عند فهد كان بعد ما العربيه إتقلبت بيه رجالة مالك إنسحبوا و بلّغوا صفوت و هو خلّى كامل يطلبله الإسعاف اللى دقايق و وصلوا و نقلوه المستشفى و دخل منها العمليات ..
شويه و اللوا مدحت وصله الخبر ف راحله ع المستشفى ..
ركن عربيته و بيتحرك ناحية المستشفى لمح عربية مالك على بُعد من المستشفى فقرّب بترقّب و إتفاجئ لما شاف مالك ع الوضع ده فيها .. فضل واقف شويه بتردد و مش عارف يندهله و لا يمشى بس شكله نايم ف سابه ..
مشى بإستغراب مين بلّغه و من شكله المرهق ده بيقول إنه هنا من بدرى !

دخل عند فهد و إنتظره لحد ما خرج من العمليات و إتطمن عليه ..
فهد اول ما فاق بص حواليه بتوهان بيحاول يفتكر اخر حاجه حصلت او هو فين لحد ما شاف ملامح المكان ف إبتدى يفهم و بص للدكتور اللى كانت بيغيّر المحاليل: هو ايه اللى حصل ؟

الدكتور إبتسم بعمليه: انت إتنقلت هنا ف حادثه بعربيتك .. بس غالبا كان فى قبلها خناقه او إشتباك مع حد لإنك كنت واخد طلقه
فهد إفتكر ملامح اللى حصل ف سكت بتركيز: مين جابنى لهنا ؟ انا فاكر اخر حاجه العربيه إتقلبت ف حته مقطوعه و انا بطاردهم و بعدها مشوفتش حاجه و لا حد
الدكتور: معرفش بس احنا جاه بلاغ للمستشفى عن حادثه ف المكان اللى انت كنت فيه و الإسعاف إتحركت للمكان بناءا ع البلاغ و فعلا لقوك بالعربيه مقلوبه و نقلوك على هنا
فهد ضيّق عينيه بترقّب: مين قدّم البلاغ ده ؟

الدكتور: معرفش حد مقالش إسمه او اى بيانات عنه .. هو بس بلّغ و قفل
فهد إتنرفز: انتوا اى حد يبلغكوا بحاجه تجروا على طول ؟ مش المفروض فى اى بيانات عنه و لو إسمه حتى ؟
الدكتور إستغرب عصبيته و هجومه ده المفروض يحمد ربنا ان حد بلّغ ايا كان مين: يافندم احنا ملحقناش نستفسر منه عن اى بيانات .. هو بس بلّغ و قفل
فهد تهته بزعيق: هاتلى رقمه من الرسيبشن.

الدكتور سكت بتوتر و فهد تقريبا فهم ان فى حاجه مش مظبوطه ع الاقل بالبنسبالهم ف زعّق: ما تخلص يا بنى ادم
الدكتور بحذر: مظهرش رقم .. اللى إتصل بلّغ و قفل بس بعدها اما انت إتنقلت لهنا و النيابه جات تحقق و جابوا المكالمه إكتشفوا ان الرقم برايفيت و مظهرش رقم و حتى اما إتحققوا من المكالمه معرفوش يوصلوا منها لأى بيانات غير إنها إتعملت من مكان برا البلد اصلا
فهد حاول يوقف بزعيق: يعنى ايه برا البلد ؟ واحد برا البلد عرف ان فى حادثه جوه البلد و ف اخر الليل و ف حته مقطوعه مفهاش حد ؟ انت فاهم انت بتقول ايه ؟
الدكتور معرفش يرد و بيلعن اللحظه اللى دخله فيها او إتكلم ..

نجده من الموقف اللوا مدحت اللى دخل على صوت فهد: ده مش كلامه ده تحقيقات النيابه هو مالهوش ذنب
فهد مش لاقى حد يفش فيه خلقه ف زعّق اكتر: امال ذنب مين ده ؟ مين له ذنب ؟ مين له ف اللى حصل ؟
اللوا مدحت: النيابه لسه بتحقق و لسه هياخدوا اقوالك و هنشوف .. عموما حمد الله ع السلامه المهم انت عامل ايه ؟
فهد حاول يهدى و إفتكر اللى حصل و دوّر وشه: كويس
اللوا مدحت بصّله بعتاب و مبقاش فاهم حاجه ف الصح و الغلط بينهم: انت مش هتبطل تهور بقا ؟

فهد إلتفت ناحيته بشكل مفاجئ: تهور ؟ انا كنت عارف ان فى حاجه غلط بتحصل و روحت اوقفها و اعتقد ده شغلنا اللى إتعلمنا عشانه و عشان نبقى اده ايا كان التمن .. ايه التهور ف كده ؟
اللوا مدحت بصّ ف عينيه مباشرة بترقّب يقرا رد فعله اللى هيداريه بالكلام: و انت عرفت منين ان فى حاجه غلط بتحصل هناك ؟ مين بلغك ؟ انت اصلا معاكش بلاغ رسمى بكده و بناءا عليه تاخد إذن الإقتحام .. ف عرفت منين بقا ؟

فهد دوّر وشه و نفخ و اللوا مدحت إتكى على كلامه: طب نصيغ السؤال بطريقه تانيه، كنت متابع مين و عايز توقّعه و بمجرد ما شوفت اللى انت بس عايز تشوفه قلبت الترابيزه ع الكل ؟
فهد حاليا معندوش اى اجابات لكل ده هو بس متأكد من اللى فهمه حتى لو بإحساسه و ده بالنسباله كفايه: انا تعبان و محتاج ارتاح شويه.

اللوا مدحت فهم إنه بينسحب من الحوار او معندوش اجابه او مش عايز او مثلا راجع نفسه و مش عارف ليه إتمنى اخر تخمين: و انا هسيبك دلوقت و اروح اصلّح العك اللى انت عملته يا بيه
فهد مش متقبّل نهائى فكرة إنه غلط و معندوش إستعداد إنه حتى يتناقش فيها لحد ما يثبتها ف ده خلّاه سكت ..
و اللوا مدحت قبل ما يخرج من الباب إلتفت ناحيته و بصّله كتير و مش عارف اللى هيقوله ده صح و لا غلط بس لازم يتقال يمكن يخف من حدة الموقف و ميعرفش إنه عك الموقف اكتر: على فكره مالك برا.

فهد رفع وشه له و بصّله نظره هو مقدرش يفهمها فرحه و لا لهفه و لا امل و لا غضب و لا غيظ من القاتل اللى جاى يمشى ف جنازة القتيل ..
بس جواه امل بيتخانق معاه لحد ما اللوا مدحت نطق تانى و بكلامه فض الإشتباك ده بينه و بين أمله و قضى ع الامل: ف عربيته برا و من شكله المرهق ده هنا من بالليل .. ده نايم على نفسه و شكله مبهدل من التعب
اللوا مدحت رمى جملته اللى بمجرد ما خلّصها إستوعبها بس كانت خلاص عملت مفعولها على فهد ..
فهد بمجرد ما سمعه وشه إتغير و ملامحه إتجمّدت و افكاره كلها راحت عند نقطه واحده إنه جاه لهنا ببلاغ من مجهول .. للدرجادى يا ماالك ؟

اللوا مدحت خرج و مش عارف الموضوع هيروح على فين بس بمجرد ما خرج و لمح مالك لسه على حالته ف العربيه و نايم او هو فاهم كده إتلغبط اكتر او صُعب عليه .. مش عارف بس حس إنهم لازم يتكلموا ..
بعد ما مشى خطوتين رجع راح على عربية مالك و وخبّط ع القزاز خبطه برغم إنها خفيفه إلا إنها فزعت مالك ف فتّح مخضوض و إتخض اكتر اما شاف اللوا مدحت ف حاول يفتح بس مفزوع: فى حاجه و لا ايه ؟ فهد حصله ايه ؟

اللوا مدحت حس بصدقه و بقا متلغبط: لاء هو خرج من العمليات و فاق الحمد لله و انا لسه متطمن عليه .. ادخل إتطمن عليه محدش عنده و انت شكلك هنا من بدرى
مالك معرفش يتكلم و اللوا مدحت منتظرش رد و سابه يقرر و راح على عربيته بس بطّئ حركته يشوفه هيعمل ايه ..
مالك مترددش لحظه و دخل بلهفه طلع على اوضته على طول ..
فهد بعد ما اللوا مدحت خرج قعد مكانه بتعب .. تعب من التفكير .. لا عارف يثبت حاجه و لا عارف ينفى حاجه .. هو بس واقف ف النص متشعلق ..
قطع تفكيره عينيه اللى بتزوغ على كل حته شكل ف الاوضه بتوهان وقعت على مالك و مبقاش عارف هو متهيأله وجوده من كتر ما كان بيفكر و لا هو موجود بجد!

مالك إبتسم: حمد الله ع السلامه يا فوفا
فهد برغم حدة اللى بينهم بس ده مامنعهوش يبتسم و مش عارف ده عشان الإسم اللى رسم قدامه ذكرياتهم سوا و لا عشان وجود مالك اللى متوقعش يجى بس بسرعه كشّر اما رجع لدوامة تفكيره: الله يسلمك
مالك حاول يهزر بتوتر: ايه ده اول مره متعترضش على فوفا ! ياترى ده عشان وحشتك و لا حسيت إنك بقيت فوفا فعلا؟
فهد كشّر اكتر و إتحرك بإرهاق لحد ما وقف قصد البلكونه و إداله ضهره ..

مالك راح ناحيته و بيحاول يخليه يبص ف عينيه كإنه عايز يقوله حاجه بعينيه مش قادر ينطقها لسانه او كإنه محتاجه يحس اكتر ما يسمع: فهد انا عارف إنك واخد موقف منى بس صدقنى انا مش زى ما انت شايفنى .. مش وحش يا فهد قوى كده .. الظروف هى اللى إتفقت عليا و
فهد قاطعه بزعيق: ما تبطل بقا النغمه دى .. الظروف الظروف .. يا اخى ملعون ابو الظروف اللى عاملها شماعه لنفسك دى .. انت محسسنى إنك لوحدك اللى بتحصله ظروف ؟

مالك إبتسم بخيبة امل إنه يتكلم معاه بلغة الاحساس: لا مش لوحدى .. بس لوحدى واجهتها و مش هفكرّك انت على طول بتبقى فين و بتختار ايه
فهد بيحاول ينفى كونه جزء او حتى سبب: و إفتراضا انا مش موجود ؟ ملكش اخ يقف جنبك ؟ كانت هتبقا ايه حجتك ؟
مالك لسه هينطق فهد زقّه بقرف و إتحرك بعيد: بس عارف الاصل بيغلب ...محدش بيتغير للأسوء بين يوم و ليله مهما كان السبب إلا اذا كان جواه بذرة شر منبته فيه و إتلككت عشان تظهر .. الخير اما يتخلع جدره من أرضه عمره ما ينبت ف ارض شر حتى لو إترمى فيها إلا اذا كان جدره شر اصلا
مالك نطق ورا جملة فهد على طول بدون ما يفكر: او يمكن الخير اما إتخلع جدره و إترمى منبتش اصلا ف ارض الشر و بقا لا بيرتوى من اصله و لا من رميته ف بيموت.

الاتنين ردودهم كانت سريعه على بعض كإنهم يتكلموا ف نَفس واحد و الاتنين بردوا سكتوا ف نفس النَفس !
مالك ملقاش رد يقوله قدام كلامه و فهد ملقاش كلام تانى يقوله قدام عيون مالك اللى حاسسها بتنطق ..
مالك كان جاى و عايز يتكلم اكتر بس الحوار بينهم بقا شبه مفقود و مش بيتكلموا غير بلغة الإتهام و بس و لا كإنهم كانوا ف يوم اخوات و ده صعّبها عليهم اكتر ..
مالك مشى و قبل ما يخرج فهد إنتبه لإيده و بصّلها قوى و هنا مالك شاف عينيه مركزه على حاجه و راح بعينيه عليها لحد ما إتقابلت نظراتهم على جرح إيده !

مالك خد نَفس عنيف قوى و غمض بعنف و فهد بينقل عينيه بين مالك و بين إيده بحده: إيدك مالها ؟
مالك مردش و يدوب هيتحرك فهد شدّه بحده وقّفه قصاده بعنف و شد إيده و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة