قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثلاثون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثلاثون

مالك قبل ما يطلع بالباخره جاله تليفون من الحراسه اللى سايبها على فهد و هو اول ما بص ف الموبايل قلق ..
الراجل: مالك باشا .. فهد طالع على طريق العريش .. تقريبا كده مأموريه
مالك غمّض عينيه بعنف و عرف ان حركة الباخره اللى هتطلع بشكل وهمى من العريش دى هتبقى ضده مش معاه .. هو كان عاملها قاصد بيها ان عادل يقع تحت رجله و يعرف يوصله من خلالها بس مقالش كده لصفوت ..

هو كان عارف ان واحد زى عادل طالما حط فهد ف دماغه رغم إنه هرب منه يبقى مبيسبش حقه و ده معناه إنه لو لقى حد اخد مكانه عند صفوت هيبتدى يطلع من جُحره و يتحرك و عشان كده مالك كان سايب الناس اللى تبعه و موصيّهم عليه اول ما يظهر يجبهوله .. خاف لا يقف لفهد تانى و المرادى يأذيه بجد .. بس كده هتيجى معاه بالعكس ..

الباخره بتستعد و اكيد كانت متراقبه و صحيح معلهاش حاجه تدينه او تثبت إنه له صله بيها بس ظهور عادل ف الصوره و فهد اللى ف المأموريه ممكن يقعوا ف بعض و يا اما هو اللى يأذى فهد و ده مش مقبول نهائى يا اما فهد اللى يوقّعه و ساعتها ممكن هو كمان يقع معاه ..
مالك نده على واحد من رجالته و سابه يطلع بالباخره و فهّمه كويس قوى هيعمل ايه و مشى ..
الراجل رجع ع الباخره يطلع بيها و يدوب إتحركوا شويه للمايه جوه و الباخره وقفت ..

القبطان بتاعها راح يشوف الماتور لقاه وقف و بيطلّع شرار .. يدوب بيحاول يلم الموقف ثوانى كان الماتور مكهرب و الشرار بيزيد و شويه و الشرار لقط من البنزين و النار مسكت فيه و إبتدت تتسرب للباخره و النار مسكت فيها و الدخان عتّم الجو و كل اللى فيها إبتدوا ينطوا ف المايه كإنهم بيهربوا من الموت للإنتحار ..
الكل نزل ف المايه و الكل بيغرق او غرق و محدش بيلحقهم عشان ف نص المايه و النار مسكت ف الباخره مسابتش فيها حاجه لحد ما قضت عليها ..

عند مالك كلّم المسئول عن الحراسه لفهد: اسمع اللى هقولك عليه كويس .. سيب جزء من حراستك مع فهد .. اوعى يحصله اى حاجه .. اى حاجه مهما كانت انت المسؤل قدامى
الراجل: تمام .. و الباقى ؟
مالك إتنفس بضيق من الموقف اللى بيتعقد: الباقى عايزهم يلفّوا المكان على واحد هبعتلك صورته اول ما اقفل .. إسمه عادل يسرى .. مش عايزه يفلت منك .. المهم تجيبه بأى تمن و الاهم اوعى يقع تحت إيد فهد .. اوووعى .. انا بحذرك
الراجل: طب لو حصل و فهد وصله ؟
مالك: خلّصه من فهد من غير ما تقرّبله او تلمسه .. المهم تخلصه و تخليه تحت إيدك لحد ما اقولك تعمل ايه
مالك قفل معاه و خد طريقه يرجع ..

فهد وصل العريش و راح ع الباخره و حاوط المينا بالقوه اللى معاه و إدّى امر تقف و وقفت ..
طلع بترقب و خلاهم فتشوها حته حته و إتفاجئ ان مفهاش حد .. مفهاش اكتر من العمال اللى عليها و اللى طالع بيها و واحد معاهم ..
فهد إتنرفز: مين اللى معاك يلا ؟
الراجل: ايه مين اللى معايا ؟ انا طالع اجيب بضاعه هاخد مين معايا يعنى ؟ بعدين الاوراق كلها مظبوطه و انت فتشتها ملقتش حاجه مش مظبوطه
فهد إتنرفز: مش انت يلا اللى هتقول ايه المظبوط و ايه اللى لاء .. هات الزفت بتاعها.

الراجل إداله اوراقها و التصاريح و اجراءات السفر اللى مالك كان مخلصهاله بشكل قانونى سليم عشان متوقع ده .. فهد نفخ لمجرد ان مفيش حد و مفيش حاجه تتمسك عليها: الباخره دى بتاعة عادل يسرى
الراجل: كانت بتاعته و اما وقع و مبقتش تلزمه باعها
فهد بصّله قوى: و اما هو وقع بعهالك ازاى ؟

الراجل: هى بإسم اخوه اصلا و اخوه عرضها للبيع و انا إشتريتها و عقود البيع ف الاوراق اللى معاك
فهد إتآكد ان العقود سليمه بس مش مقتنع .. لفّ المكان حواليه بعينيه و نزلو إدّى امر للقوه اللى معاه تفضل ف المكان
شاور ل عدى اللى كان راح معاه: إقلبوا المكان حوالين هنا و اى حته قريبه و اقفلوا الطرق و الاشارات و كلّم لجان المرور اللى هنا و إديهم إشاره ان اول ما عادل يظهر يكلمونا
عدى: انت ليه متأكد إنه هيجى ؟
فهد شرد بتفكير: عشان هيجى.

عادل كان وصل و بمجرد ما وصل العريش الراجل بتاعه إداله خبر باللى حصل .. مش عارف يرجع من الطرق المقفوله و القوه اللى فهد سايبها و مش عارف يفضل ف المكان ..
حاول يتحرك بحذر لحد ما الراجل بتاع حراسة مالك اللى سايبه على فهد قدر يوصله .. تابعه بالعربيه و عادل خد باله و حاول يفلت منه و هو بيزنّق عليه ..
عادل طلّع مسدسه و إبتدى بضرب النار .. الراجل بتاع مالك كان واخد اوامر من مالك ميضربش رصاص عشان الموقف ميتصاعدش خاصة إنه متوقع فهد متابع المكان و اى قلق فيه هيوصله ..

بس اما عادل إبتدى بالضرب و حس إنه هيفلت إضطر يتعامل بالرصاص و الاتنين طلّعوا مسدساتهم و إبتدوا يضربوا نار على بعض ..
صوت الرصاص قلب الدنيا و حركتهم ورا بعض و حراسة مالك بتحاوطه بعربياتهم خلّت الاتنين كسروا اللجنه اللى عدّوا عليها و مشيوا ..
الظابط اللى ماسك اللجنه عرف ان فى حاجه مش مظبوطه رغم إنه متأكدش منه بس إتصل بفهد: فهد باشا ف عربيه لسه كاسره اللجنه من دقيقتين تقريبا و يدوب عدّت.

فهد خد حاجته و طلع بعربيته: اوعى تفلت منك
الظابط: لا متقلقش انا طلعت وراه و القوه اللى معاك مش هتسيبه
فهد إستغرب: انا سايب القوه ع الباخره مش ع اللجان .. انا معتمد ف اللجان على العساكر اللى واقفين عليها
الظابط إستغرب: امال مين دول ؟ ده فى اكتر من كذا عربيه وراه و بيخبّطوا ف بعض و بيضربوا على بعض نار
فهد شرد و تفكيره راح ف إتجاه واحد .. معقوله ؟

الظابط: انا هقفل معاك دلوقت
فهد إنتبه: انا قرّبت اوصلك .. المهم خليك وراهم اوعى حد منهم يفلت .. الاتنين عايزهم
قفل معاه و كمّل طريقه و بيتلفّت ع الطريق على اى حركه مُريبه .. لحد ما لمح عربيات بتخبّط ف بعض و بيلاحقوا بعض و طار ناحيتهم ..
الكل بيضرب بعربيته فى التانى و كلهم طلّعوا مسدساتهم و بيضربوا على بعض ..
فهد لمح عادل من وسطهم بعربيته و بيحاول يقرّب منه و عادل شافه و بيحاول يفلت او بيحاول يقلب عربيته و الاتنين بيتعانفوا على بعض ..

فهد طلّع مسدسه و وجّهه ناحية عجل العربيه اللى فيها عادل و قبل ما يضرب كان جاتله رصاصه عارفه مكانها كويس قوى ..
الرصاصه جات ف إيده وقّفتها للحظات و ثوانى و لسه هيتحامل على نفسه كانت جاتله رصاصه تانيه و عادل طار بعربيته بعيد ..
فهد حاول يتحامل على نفسه و يطلع بالعربيه وراه بس إيده بتنزف و حركته وقفت و العربيه بتختل .. عِند سيطر عليه يقاوم و بيحاول يتحرك بالعربيه و هى بتختل منه ..

الراجل بتاع مالك إتصل بيه بلّغه: فهد إتصاب ف إيده بس مصمم يكمّل بالعربيه .. مش هيلحق عادل بس العربيه هتتقلب بيه
مالك إتقبض: روح عليه .. حاوطه لحد ما يقف و خده على مستشفى
الراجل إتردد شويه: بس كده ممكن يفهم إننا عملنا كده نهرّب عادل .. ده ساعة خطف المدام انت عارف كويس عمل ايه
مالك زعّق: اخلص يا زفت اعمل اللى قولتلك عليه .. يفهم اللى يفهمه المهم هو دلوقت .. إلحقه قبل ما يجراله حاجه هقتلك
الراجل قفل معاه و إدّى إشاره لعربيه تطلع ورا عادل و هو راح ورا فهد و حاول يحاوطه بس فهد مصمم و بيزيد من سرعته بغلّ و العرببه بتخبّط ف الطريق ..
ظابط المرور لاحظه و شاف عربية الراجل وراه و عشان ميعرفش مين ده قلق و راح عليه و الاتنين حوالين فهد لحد ما اجبروه يقف تماما ..

فهد وقف بعربيته بعد ما الراجل كسر عليه الطريق و وقف قدامه و فهد نزل بعنف: انت مين با ابن الكلب ؟
راح ع الراجل فتح الباب بعنف و شدّه نزّله مسكه من هدومه حدفه ع العربيه و قبل ما يقرّب يضربه إتحقق من وشه كويس قوى .. نفس الشخص اللى كان موجود ساعة خطف روفيدا و مالك كلّمه و دخل لروفيدا و هو إتهجّم عليه و بعدها عرف ان مالك حاططهوله حراسه ..
فهد نزل فيه ضرب بعنف و بيضربه ف وشه مره ورا مره لحد ما وشه كله بقى دم و الراجل مستسلم عشان عارف ان ده تبع مالك ..
فهد زعّق: انطق يلا انت مين ؟

الراجل: مالك باشا حاططنى حراسه عليك و امرنى اتدخّل لو حصل اى حاجه و انا لقيتك إتصابت و العربيه هتتقلب بيك
فهد زعّق: حاطك تحرسنى و لا تراقبنى ؟
الراجل إستغرب: يا فندم احنا حراسه عليك و العربيه كان لازم اوقّفها و إلا كانت هتولّع
فهد زعق لمجرد إنه مش مقتنع او مش عايز يصدق: و انت مال اهلك
بِعد عنه بضيق و إتصل على عدى: عدى اطلع ع الطريق .. زفت هنا زى ما قولتلك ...حاول توصله بأى شكل .. اذا كنت الاول عايز اوصله قيراط دلوقت 24 .. هاتهولى بأى شكل.

قفل معاه و الراجل راح عليه بتردد: لازم تروح على مستشفى .. إيدك بتنزف و
فهد زقّه بحده: غور من وشى
سابه و الظابط راح عليه: متقلقش هيقع
فهد دوّر وشه و مش عارف يبطّل تفكير و لا عارف يفكر اصلا ..
الظابط بهدوء: لازم تروح مستشفى دلوقت .. انت واخد اكتر من رصاصه و إيدك إبتدت تنزف اكتر و اكتر من كده هتتأذى
فهد نفخ بعنف و بص لإيده اللى بتصب دم زى ما يكون مكنش حاسس بيها اصلا و الظابط خده بهدوء على عربيته و راح بيه ع المستشفى ..

عادل بعد ما فهد إتصاب و طلع بعربيته حراسة مالك طلعوا وراه و حاوطوه و ضربوا نار على عجل عربيته لحد ما فرقع و العربيه إبتدت تتخبّط و تحك فى الارض و قبل ما تقع حاوطوها وقّفوها و نزلوا منها حواليه .. كسروا باب العربيه و شدّوه نزّلوه منها و خدوه معاهم على عربيتهم و مشيوا ..

فهد راح المستشفى دخل العمليات طلّعوا الرصاصتين و خيّطوا جرحه و خرج من العمليات .. الراجل إتصل بمالك بلّغه ..
مالك نفخ بضيق: خليك معاه متسيبهوش مهما يعمل
الراجل: عادل وقع و مع الحراسه
مالك إبتسم غصب عنه: خليهم يرجعوا بيه القاهره و انا قرّبت اوصل
الراجل قفل معاه و إتصل بالحراسه يرجعوا بيه و مالك كمّل طريقه للقاهره لحد ما وصلهم ..
قابلهم ع الطريق و شاورلهم يطلعوا وراه لحد ما راح على مكان و ركن و هما ركنوا و نزلوا بيه .. مالك راح عليهم و شدّه نزّله و جرجره على جوه و نزل فيه ضرب كإنه بيفرّغ فيه طاقته و كل غضبه المكتوم جوه منه او من اى حاجه تانيه ..

لحد ما حدفه ع الارض و شاور لرجالته: خليكوا معاه و اياك يفلت
سابهم و طلع ع المجموعه و هناك إنتبه لموبايله اللى مبطلش رن و كان حد من اللى تبعه ف بور سعيد عرّفه باللى حصل ف الباخره و إنها إنتهت ..
مالك نفخ بعنف و قفل معاه و قبل ما يعمل حاجه صفوت إتصل بيه و تقريبا فهم إنه عرف ..
مالك فتح عليه: عرفت باللى حصل
صفوت بقلق: و هنعمل ايه ؟

مالك سكت بخنقه: احنا ف السليم .. الباخره جديده بإسم مزيّف و اللى عليها كمان بأسامى مزيّفه
صفوت مفهمش: يعنى ايه يا مالك ؟
مالك خد نَفس عنيف: يعنى قانونا معلناش حاجه .. محدش ماسك علينا حاجه
صفوت بردوا مش فاهم: ايوه بس إتعرف ف المينا ان فى باخره ولّعت ف المايه و غرقت
مالك وضّح: هيدوّروا وراها مش هيلقوا اى حاجه .. لا اى اوراق لها و لا للناس اللى كانوا عليها
صفوت: طب و البنات اللى كانوا عليها ؟

مالك إتخنق: هنعمل ايه طيب ؟ قانونا معلكش اى إثبات يدينك ده حتى انت مخلّص سفر اسامى معينه ف لو إتدوّر عليهم مالهومش وجود صحاب الاسامى و لو حتى إتدوّر ورانا مفيش ربط بينا و بينهم .. ده غير انت عايزهم ف ايه ؟ انت كنت مجرد هتسفّرهم و نصيبهم كده .. يعنى حتى لو هتسفّرهم قانونا و ماشى ف السليم و حصلت الحادثه بردوا مكنش هيبقى عليك حاجه .. دى حادثه و وارد تحصل ف اى طياره طالعه بمسافرين او ميكروباص او اى باخره ف اى مينا ..
صفوت عايز يقوله ان هامر كده هيشك فيه اكتر و إنه كان ربطه بالعمليه و إتمامها بس مش عارف يجيبهاله ازاى: طب و هامر يا مالك ؟

مالك مط شفايفه ببرود: و ده ماله ؟ هو كان كل شغلته يسفّرهم و ياخد نسبته و ده حصل و فلوسه وصلتله .. وصلوا بقا و لا لاء و حصلهم ايه دى مش بتاعته متخصهوش .. هو كان مسئول عنهم ؟
صفوت ملقاش حاجه تانيه يقولها ف قفل معاه و إبتدى يقلق بجد ..

حلم عرفت من أمها باللى حصل مع مروان و راحتله القسم تشوفه ..
مروان بصّلها بعتاب: لسه فاكره ؟
حلم إستغربت: انا لسه عارفه دلوقت من ماما و جيتلك على طول .. انت فاكر إنى هبقى عارفه و اسيبك ؟
مروان إبتسم غصب عنه: ماهو حضرتك مبترديش ع الموبايل .. هتعرفى ازاى اصلا ؟
حلم إفتكرت إنه بيرن عليها من فتره و هى مردتش و إبتدت تلوم نفسها: معلش يا مروان بس انا حقيقى مكنتش اعرف و الله .. بعدين انت بترن من فتره ف انا إفتكرت حاجه بخصوص الشغل
مروان إتغاظ من ردّها: و حتى لو حاجه ف الشغل ف ده معناه إنك مترديش ؟

حلم سكتت شويه بعد ما إفتكرت اخر موقف: مالك زعل منى اخر مره إتقابلنا و حس إنى كنت بستفزه بيك .. انا كنت قاصده اغيظه بس مش بالشكل ده و لا ازعّله كده و حسيت إنى زوّدتها ف خوفت اكلمك يزعل تانى و هو اصلا مسافر
مروان بصّلها و إفتكر كلام أبوه و حس إنه غبى او إتغابى بمزاجه ف دوّر وشه و غمض عينيه بضيق ..
حلم حسّت إنها جرحته من غير ما تحس ف ضربته برجلها بزهق: إنجز يلا فهّمنى ايه اللى حصل و انت هنا ليه و مين الناس دى ؟
مروان بصّلها بتريقه: ابقى اسألى جوزك
حلم بصّتله قوى: و ايه علاقة مالك بيك او باللى حصلك ؟ مالك كان مسافر اصلا .. هو انت فاكر عشان قولتلك إننا إختلفنا بسببك يبقى هيكون له يد ؟ انت اهبل يلا؟

مروان مردش عليها بس بصّلها بتأكيد او إتهام و هى سابته و قامت مشيت بغضب: تصدق انا غلطانه إنى جيتلك .. انت وراك أبوك و هيعرف يخرّجك
مروان إتكلم و هى بتخرج: اه أبويا بس متزعليش بقا اما يقفوا تانى قصد بعض هو و البيه بتاعك و ابقى عرّفيه ان مش كل مره هيطلع ناصح
حلم إلتفت ناحيته و بصتله قوى و مفهمتش الجمله الاخيره .. امتى وقف هو و عمها قصد بعض ؟ اذا كان عمها اصلا متدخّلش ف الجوازه كلها؟
مروان وقف خرج مع العسكرى و مدهاش فرصه تسأل ..

مالك مشى من المجموعه روّح ع البيت .. إفتكر حلم .. حس إنه محتاجلها قوى .. ف اللحظه دى نسى كل الخلافات اللى بينهم و مش فاكر و لا عايز غير حضنها و بس..
رجع ع البيت دخل و لقاه هادى و ضلمه .. حس إنه مفهوش روح زى حياته بالظبط من غيرها ..
بعد ما كان هيتصل بيها إتراجع و قرر يستناها و تخيل شكلها اما تشوفه و قرر يقولها إنه راجع عشانها و يرضيها او يرضى غرور قلبها و بردوا هيبقى ف كلامه جزء من الحقيقه ..

دخل خد حمام و خرج و فضل قاعد كتير لحد ما عينيه غفيت و سمع الباب بيتفتح ف فتّح على صوته و إبتسم .. بص ف ساعته كانت قربت من 12 .. قلق و قام فتح الاوضه خرج و هى فتحت باب الشقه دخلت و الاتنين إتقابلوا او إتقابلت نظراتهم ..
حلم إستغربت: مالك
مالك معرفش ميبتسمش و راح عليها من غير كلام حضنها ..
حلم خرجت من حضنه و لسه مستغربه: انت هنا من امتى ؟ و رجعت امتى اصلا ؟

مالك خدها تقعد بس هى لسه بصاله مستنياه يجاوب: لسه راجع من شويه ...دخلت خدت حمام و غيّرت و إستنيت حضرتك
حلم بردوا مش عارفه تشيل عينيها من عينيه و هو هنا اللى إستغرب: ايه هو انا قولت إنى مش راجع و لا ايه ؟
حلم سكتت شويه: انت مش قولت مش راجع إلا اخر الاسبوع ؟
مالك: عادى خلصت ف جيت .. ايه اللى هيخلينى اقعد تانى ؟ وحشتينى مش اكتر
حلم مش عارفه تقتنع و فتحت الموضوع من غير تمهيد او من غير ما تفكر قبل ما تتكلم: مروان إتنصب عليه ف مشروع كان داخل فيه شريك مع واحد نصب عليه و اخدوا قروض بإسم المشروع و سحبها كلها و هرب برا البلد و هو إتقبض عليه و شال الليله لوحده
مالك مستغربش لمجرد ان عمها كان مديله فكره سطحيه عن إنهم داخلين مشروع جديد مع شريك ..

حلم بصت ف عينيه: انت ليه متفاجئتش ؟ واضح إنك كنت عارف
مالك بص ف عينيها مباشرة و شاف فيهم إتهام واضح ف ده خلاه إتكلم من غير ما يفكر: عمك كان قايلى إنه داخل مشروع مع حد و انتى دلوقت بتقوليلى إتنصب عليه ف مشروع كان داخله مع حد ف ربطت ده ب ده .. مجرد إنى إستنتجت
حلم كلامها و لهجتها بقوا واضحين جدا: عمى ؟ و هو عمى هيقولك كده ليه ؟ و من امتى بيتكلم معاك ف شغل و من امتى ليكوا كلام مع بعض اصلا ؟
مالك معجبهوش لهجتها اللى شبه قلبت بهجوم و قرر ميردش او معرفش يرد و حس إنه إندفع ..
حلم: انت مردتش عليا على فكره.

مالك: و انتى مش ملاحظه بتتكلمى ازاى و بتقولى ايه ؟ مش واخده بالك إنك بتتهمينى ؟
حلم زعقت: انتوا كنتوا مختلفين .. من قبل البدايه و انتوا واقفين لبعض .. انت ناسى إنه حرقلك المجموعه قبل كده ؟
مالك: و المفروض ايه اللى يحصل ؟ اردهاله و ده اللى حصل ؟ ده اللى عايزه تقوليه يا حلم ؟ انا كده ؟ انتى بجد شيفانى كده ؟
حلم سكتت و مش عارفه تفكر: انا بس مجرد فكرت فيه كإحتمال مش تأكيد.

مالك بصّلها جامد: حتى لو إحتمال .. كفايه إنك معندكيش الثقه الكافيه فيا .. انا دخّلتك حياتى ف وقت مكنش ينفع تدخلى فيه و لا كان ينفع اصلا بس ثقتى فيكى هى اللى دخّلتك يمكن قبل حبى ليكى .. ثقتى فيكى يا حلم .. ثقتى اللى مخلتنيش اسألك عن شكل علاقتكوا قبلى .. ثقتى فيكى اللى خلتنى مستنى الاقيها عندك انتى كمان و بتعامل ع الاساس ده .. إنك واثقه فيا .. واثقه إنك لو شوفتينى بخنق حد قدامك هتقولى ده بيفوّقه .. و دخّلتك حياتى ف الوقت اللى مينفعش بسبب كده .. إنك هتبقى واثقه و بس.

حلم معرفتش ترد .. فى صدق غريب ف كلامه هى حسته او تقريبا لمسته: انا مقولتلكش على فكره إنك عملت كده
مالك إتريق: بس عينيكى قالت .. حضنك الفاتر قال .. زقة إيدك قالت .. لهجتك و صوتك اللى بيترعش و نظراتك اللى بتبص ف عينيا و هى بتتكلم كإنها مستنيه تكتشف كذبهم قالوا .. قالوا كتير يا حلم
حلم لسه هتتكلم سابها و دخل الاوضه و قبل ما يدخل إتكلم بوجع من غير ما يبصلها: و على فكره انا مسألتكيش انتى كنتى فين لحد دلوقت و راجعه متأخر ليه رغم إنك مبتعملهاش و انا هنا ف ايه اللى يخليكى تعمليها و انا مش هنا ؟

حلم بصتله بضيق من الفجوه اللى بتزيد بينهم و مش عارفه الغباء من مين فيهم و هو سابها و دخل ..
دخلت وراه و مش عارفه تقول ايه و لا تعمل ايه و لا ايه اللى ممكن يتعمل هنا ..دخلت غيّرت هدومها و دخلت ف السرير جنبه بس كل واحد فيهم شارد ..
تانى يوم فهد خرج من المستشفى و صمم يرجع القاهره و رجع ع البيت .. وصل و روفيدا مكنتش تعرف و اول ما شافته إتخضت ..
فهد إبتسم بإرهاق: انا كويس على فكره .. دى تعويره بسيطه مش تقلق يعنى
روفيدا عيطت: انا بقالى يومين منمتش و قلبى مقبوض
فهد غمزلها بهزار: يسلملى قلب الحلوين
روفيدا رفعت حاجبها من بين دموعها: حلوين ؟ و مين دول بقا ان شاء الله ؟

فهد ضحك بغيظ: وديتى إبنى فين ؟ و لا فاكره نفسك حلوه لوحدك ؟
روفيدا ضحكت قوى على هزاره اللى بيجى ف اى وقت و اى ظروف و هو شدها عليه و هى بتجرى منه لحد ما دخلت اوضتهم و هو دخل وراها و شدها ف حضنه و ضمها جامد ضمه مالهاش علاقه بالهزار اللى قبله ..ضمة إحتياج .. لغبطه .. وجع .. توهه
و هى حست بيه: حبيبى انت كويس ؟
فهد و هو لسه ف حضنها هز راسه لاء و هى قلقت اكتر: طب عايز حاجه اعملهالك؟
فهد بهمس: حضنك
روفيدا ضمّته اكتر و حست ان ده مش دلع ابدا و إنه فعلا محتاجلها برغم إنه إتحرك بحضنها للسرير و نزل عليه بضمتهم لبعض و إبتدى يترجملها إحتياجه لها ..

مالك صحى على تليفون الراجل بتاع الحراسه و عرف إن فهد رجع ف قام بيلبس و نازل و حلم قامت و قبل ما تتكلم رد هو على سؤالها اللى مسألتهوش: فهد لسه راجع من شغله

حلم إبتسمت: اه جاتله مأموريه مفاجأه و انت مسافر و سافر هو كمان و سيبتونا انا و البت السهنونه دى لوحدنا
مالك ضحك غصب عنه و هى قامت معاه و إكتشفت اد ايه واحشاها ضحكته و لسه هتتكلم مالك إفتكر: فهد إتصاب و كان ف المستشفى و خرج على هنا .. لازم انزل اشوفه
حلم إتخضت بجد: بجد ؟ امتى ؟
مالك: يوم ما سافر .. الحراسه بلغتنى و انا خليتهم نقلوه المستشفى و خرج على هنا
حلم عيونها دمّعت لوحدها: عشان كده جيت بدرى ؟

مالك بصّلها بعتاب و هى حاولت تتكلم: مالك انا مكنش قصدى بس
مالك: مش وقته .. عايز انزل لفهد عشان اتطمن عليه و ميزعلش عشان عارف إنى عرفت
حلم: طيب ثوانى انزل معاك
حاولت تلبس اى حاجه بسرعه ونزلت معاه شقة فهد ..
روفيدا خرجت فتحتلهم و فهد كان دخل بعدها ياخد حمام و اول ما فتحت إبتسمت: مالك حمد الله ع السلامه .. ايه ده انتوا ظابطين نفسكوا تسيبونا سوا و ترجعوا سوا
مالك إبتسم بقلق: فهد فين ؟ هو كويس ؟

روفيدا إستغربت إنه عارف بس خمنت إن فهد قاله او إتصل بيه: اه كويس بيقول تعويره بسيطه
مالك بقلق: بجد بسيطه و لا هو اللى بيقول كده ؟
قبل ما روفيدا ترد فهد رد من وراها: اه كويس و لا البيه بتاعك اللى ممشيه ورايا مقالكش؟
مالك زى اللى مسمعش كلامه او لهجته و راح عليه بلهفه سلّم و حضنه: حبيبى سلامتك عامل ايه ؟
فهد قابل حضنه بفتور: كويس.

دخلوا و قعدوا و روفيدا و حلم هما اللى بيتكلموا و هما اللى شغلوا حيز القاعده .. مالك و فهد كل ما عيونهم تتقابل كل واحد يهرب بعينيه بعيد ..
حلم ملاحظاهم و عشان فاهمه منحنى علاقتهم من الاول كانت متفهّمه نوعا ما الفتور اللى بينهم و اللى شايفاه من ناحية فهد بس ..
للحظه لامت نفسها .. حست ان مالك لواحده .. ركزت مع ملامحه و حركات وشه و شافت ف عينيه وحده غريبه على وجودها و اخوه و شغله كإنه ف عالم مش بتاعه .. حست إنها بعيد عن العالم ده .. بعيد قوى .. ابعد ما يكون .. او هو كان مستنى منها الاكتر ..
مالك إنسحب ينزل: طيب انت مش عايز منى حاجه ؟

فهد جامد: متشكر
مالك إبتسم و سلّم عليه بحضن جه بالغصب: خلاص انا هنزل اخلّص شوية حاجات ف شغلى و ارجع على طول لو إحتاجتلى او إحتاجت حاجه كلمنى هتلاقينى عندك
فهد مردش و حلم متابعاهم و مالك نزل و هى نزلت وراه ..
حلم حاولت تصلّح اللى بينهم او تحتويه بس متعرفش ان الحاجات اللى مبتجيش ف وقتها كإنها مجتش: مالك لو مواركش حاجه خليك معايا إنهارده نقضى اليوم سوا حتى لو ف البيت
مالك برغم كل اللى حصل بس عجبته الفكره او حس إنه محتاجها: عندى كذا حاجه لازم تخلص
حلم بسرعه عينيها دمّعت قوى لدرجة العياط و لفّت بوشها تمشى ..

مالك حس إنه جرحها او مجرد محاولتها رضت قلبه فقرر يخرج هو منها و يسيبها مع قلبه يتعاتبوا بلغتهم ..
بسرعه شدّها عليه و لف وشها له و قبل ما يتكلم لمح الدمعه المحبوسه نزلت .. شافها دمعة حرمان منه و مش عارف يلومها و لا يلوم نفسه ..
حلم بسرعه مسحتها و إبتسمت و باسته من خده و طوّلت قوى و مالك غمّض عينيه و إتكلم بصوت مبحوح زى الهمس: هخلّص و ارجعلك
حلم إبتسمت بس لسه على وضعها: طيب ما تمشى
مالك همس: بالشكل ده مقدرش .. مبعرفش اسيبك قدام اى حاجه مهما كانت .. و زى ما قولتلك قبل كده طول ما انتى ماسكه فيا عمرى ما هسيب إيدك لا تسيبنى و لا تقع
حلم همست: طب و عايز تسيبنى دلوقت ليه ؟

مالك حرّك وشه لفّه بسيطه و شفايفها اللى كانت على خده جابهم على شفايفوا و إتقابلوا ف شوق مجنون و غريب كإنهم مهاجرين من عُمر بحاله مش مجرد ايام .. كإنه مراهق بيدوقهم لأول مره ..
باسها بهدوء مره ورا مره ورا مره لحد ما الهدوء إتجنن من جنانهم و إتقلب زلزال شقلب كيانهم ..
مالك مش عارف يخرج من حضنها بس فعلا لازم يمشى: هجيلك .. مهما ابعد إتأكدى إنى راجع إلا لو انا اللى قولتلك مش راجع
حلم رفعت وشها بالعافيه و بصّت ف عينيه شافتهم رايقين او صافيين: متتأخرش
مالك إبتسم بصفا: انتى نازله ؟

حلم فكرت شويه و لمعت ف دماغها فكره بس مقالتش: اه مشوار سريع و راجعه
مالك: طب يلا اخدك معايا
حلم بسرعه: لالا انا لسه قدامى شويه
مالك متكلمش بس رفعها ف حضنه و إبتسم لحد ما دخّلها شقتهم و كل خطوه بيبوسها بمناغشه ..
لحد ما سابها و نزل بالعافيه راح المجموعه عمل كذا حاجه و كذا تليفون .. و هى نزلت بعده على طول عملت حاجه بحماس ..
مالك كلّمها بس هى محبتش تقوله هى فين او حبت تفاجئه: إسبقنى انت مش هتأخر عديت على ماما
مالك: ماشى حبيبتى و انا عندى حاجه هخلصها و ارجع.

قفل معاها و خلّص كذا حاجه و رجع .. عرف إنها لسه مرجعتش .. غيّر هدومه و إبتسم بحماس و دخل عمل غدا خفيف و روّق الشقه خلاها هاديه و حط شمع كتير و كان جايب ورد معاه كتير جدا فرده ف كل فازه ف اماكن كتير ف الشقه و رش معطر و هدّى النور و دخل ياخد حمام ..
حلم وصلت و من اول ما فتحت باب الشقه إبتسمت قوى .. لمساته فى الشقه واضحه زى لمساته فيها هى شخصيا ..
بتتنفس مره ورا مره و مش عارفه من ريحة الشقه و لا من هدوءها ..
دخلت اوضتهم و سمعت صوت المايه و عرفت إنه جوه .. غيّرت هدومها و هو خرج و إبتسملها: انتى هنا من بدرى ؟
حلم ضحكت على سؤاله: ده انت على كده جوه من بدرى.

مالك إبتسم و هو بينشف وشه: اه تقريبا .. معرفش حسيت إنى محتاج افوق
حلم ردت بتلقائيه: و محتاج تفوق من ايه بقا ؟
مالك بصّلها من المرايه و لهجتها خلته سكت ..
حلم: هو انت كنت عارف باللى حصل لفهد ؟
مالك متابع اسألتها سؤال ورا سؤال و مش عايز يرد غير بحاجه واحده و هى يروح يخنقها .. مش وقته ابدا ..
حلم: اصل فهد بيقولك البيه بتاعك مقالكش .. بيه مين ؟

مالك بصّلها قوى بعتاب: الحراسه يا حلم اللى انا سايبها عليه
حلم كإنها إفتكرت: اه انا مخدتش بالى إنك قايلى على حاجه زى دى
مالك إتكلم و هو خارج: انتى مبقتيش تاخدى بالك من حاجات كتير
خرج و هى حست إنها إتغابت بس الشفره اللى بينهم هى اللى خلتها سألت .. خرجت وراه كان ف المطبخ بيحط الاكل و هى إبتسمت: انت جايب اكل كمان و
قطعت كلامها اما وصلت جنبه و شافته بيحط من حلل ف عرفت إنه عاملهولها: انت اللى عاملُه ؟
مالك إتكلم من غير ما يبصلها و هو بيحط الاكل: مش بقولك مبقتيش تاخدى بالك.

حلم سكتت و حست و كإن كل الكلام خلص و قرّبت حطت معاه الاكل .. خلّصوا و كلوا ف صمت غريب ع الحاله اللى كانوا فيها من ساعات ..
بعدها هى قامت تشيل الاكل و مالك دخل الاوضه و هى خلصت و دخلت وراه ..
لقته ف السرير ف دخلت جنبه بهدوء و الاتنين راقدين و كل واحد وشه للسقف ..
مش عارفين يدوّا وشهم لبعض و لا قادرين يدوّا ضهرهم لبعض ..
حلم حاولت تتكلم: مالك .. انت نمت ؟
مالك عايز يتكلم و مش عايز: يعنى.

حلم عارفه ان الكلام كتير بس حاولت تبتدى من عند النقطه اللى ينفع هى اللى تتكلم فيها: انت كنت معاها ليه يا مالك ؟
مالك رد بإجابته ورا سؤالها على طول من غير وقت: كنت رايح وراكى يومها عشان اقولك على فكره
حلم إستغبت نفسها على رد فعلها و إبتسمت غصب عنها: و مقولتليش ليه ؟
مالك كشّر: حسيت إنك مش عايزه تسمعى .. شوفتك عايزه تاخدى حقك و بس و خدتيه على فكره بطريقتك و اعتقد كده إرتاحتى ف مكنش له لازمه بقا اتكلم
حلم رفعت نفسها نص واحده ناحيته بسرعه: لاء طبعا بس انا متوقعتش إنك هتيجى ورايا اصلا بعد ما وصّلت الهانم لبيتها
مالك خد نفس حركتها و إلتفت ناحيتها نص واحده و بصّلها قوى: انتى عرفتى منين إنى وصلتها بيتها ؟

حلم نفخت بغيظ و مش عارفه منه و لا من نفسها و معرفتش ترد ..
مالك بصّلها بخيبة امل بعد ما فهم: انتى مستنتيش تسمعى يا حلم و دى غالبا المشكله بينا .. بتاخدى ردود افعالك من طرف واحد .. من نفسك
حلم إتعدلت قعدت و ربّعت قصاده: ع اساس إنك بتتكلم ؟ مالك انت كنت بتدوّر على حاجه تقولها .. معندكش حجّه و بتحاول تلاقى إجابه مناسبه
مالك لسه هيتكلم هى سبقته بسرعه تمنعه: و ارجوك اوعى تقولى لاء لإنك مبتعرفش تكذب .. انت بتعرف تخبى لكن تكذب لاء و ف الحالتين عيونك بتفضحك
مالك كان عايز يبعتلها رساله صامته او مغلفه: طب مش يمكن انا اللى بسيبهم يقولولك كل حاجه مش هما اللى بيفضحونى ؟

حلم معرفتش ترد: بردوا مقولتليش كنت معاها ليه ؟
مالك مش عارف يلاقى إجابه مناسبه فجاوب بجزء من الحقيقه: صدقينى مش زى ما انتى فاهمه .. هو فعلا و الله شغل بجد و خلصنا و جات هنا البنك تخلّص حسابات
حلم إتريقت بلهجه مش مصدقه: تخلص مش نخلّص يا مالك.

مالك برغم الموقف إبتسم لغيرتها: ما الحسابات واحده بحكم الشغل و كنا هنخلّص و نمشى
حلم بصتله بعتاب: ع البيت ؟ تمشوا ع البيت يا مالك ؟
مالك بصّلها بذهول: انا مدخلتش على فكره
حلم: مش يمكن كنت عارف إنى متابعاكوا ف اختصرت
مالك رجع ف رقدته تانى: براحتك .. عايزه تفهميها كده براحتك
حلم مقتنعه بكلامه .. مش مالك ابدا اللى يخون عينيه جاوبتها اصلا بس بردوا متضايقه: انت اول مره تتقابلوا صح ؟

مالك كتم إبتسامته و رسم تكشيره: و الله لو هتصدقى هجاوبك
حلم رقدت جنبه بغيظ بس قريب منه و بتتعمد تقرّب مع الكلام: ماهو اصل هتقولى اه اول مره و عايزنى اصدقك إنها اول مره و بتعزم عليك تدخل معاها بيتها بعشم كده
مالك كتم ضحكته جامد على الطريقه اللى إتكلمت بيها اكتر من الكلام و حب يستفزها: و مين قالك إنى كنت هقولك اه اول مره مش يمكن كنت اقولك لاء ؟
مالك كان عايز يقولها إنتى جاوبتى عنى بثقتك فيا او من عينيا و هى فهمت إنه خلّاها قالت اللى هو عايز يسمعه او يوصّلها للنقطه اللى عايزها..
مسكت المخده من جنبها و حطتها على وشها و كتمت بإيديها بغيظ و هو فك حبس ضحكته من تحت المخده و كل ما يضحك اكتر تكتم وشه بغيظ اكتر لحد ما إستسلمت لضحكه و إيديها رخت من على وشه اما ضحكت معاه ..

مالك إتجاهل كل حاجه و رفع نفسه لورا ع المخده و شدّها لحضنه و ضحكتهم خلصت و المفروض يتكلموا .. بس عتاب الحبايب دايما بيبقى صعب يتترجم فى كلام..
مالك لف وشه لها مبتسم و مش عارف يتكلم من وشهم اللى بقا تقريبا بيلامس بعض مع حركة انفاسهم ..
معرفش يقول ايه هنا او تقرييا نسى كان هيقول ايه و هى غمضت عينيها و لفّت دراعها حواليه قرّبته بجسمه منها نفس قُرب وشه منها ..
و ده كان تصريح لقلوب العشاق تتعاتب بطريقتها الخاصه .. مالك كان مستنى اللحظه دى من وقت ما كان مستنيها بعد ما رجع من عند هامر اول مره قابله و كلمها قالها انا محتاجلك ..

كان عايز يترجم لغبطته على جسمها و ف حضنها و بالطريقه دى مش بالطريقه ابدا اللى عملها وقتها بعد ما شاف البرشام ..
اندمج معاها و فجأه إفتكر البرشام و جسمه إتخشّب ف حضنها ...حاول يندمج من تانى و يتجاهل تفكيره ده .. حاول مره بعد مره بس ده مخليه بيتعانف بشكل مترجم عنف تفكيره و هو مش عايز ده .. مش بالشكل ده ..
مالك حاول ينسحب من حضنها و هى تقريبا فهمت إنها لسه مراضتهوش او مراضيتش كرامته او رجولته: انا محتاجالك .. كنت غبيه و غلطت و المفروض اما اغلط تصلّحلى غلطى قبل ما تعاقبنى .. ضعفت للحظه اما فكرت بالشكل ده و المفروض اما اضعف اخد قوتى منك مش اضعف على إيدك و تبعد
مالك عايز يفكّرها و مش عايز، عايز يجبرها و عايز كل حاجه منها تيجى برضاها، ف لخّص الدوشه دى كلها ف كلمه: البرشام !

حلم همست ف رقبته: بحبك
مالك بيعاتبها بعينيه و شفايفه اللى بتتحرك بهمس تقرّب و تبعد و كل جوارحه ..
حلم همست تخطفه من تفكيره او زعله: هتسيبنى بردوا ؟
مالك غمض عينيه عن كل الكلام و إتجاهل كل حاجه: مينفعش اسيب حضنك مهما كان المقابل
خطفها ف حضنه او تقريبا هى اللى خطفته لدنيتها و غرقوا ف جنونهم اللى له نوعه الخاص .. لحد ما خلّصوا و الاتنين بيروحوا ف النوم ..
حلم تبتت ف حضنه و مع كلامها بتبت اكتر كإنها بتحجز على لسانه اى كلام منه و متعرفش إنها بتحجزه جواه و الحاجات اما بتكتر جواه بتكلكع: لسه زعلان منى ؟
مالك سكت كتير قوى: مش حكاية زعل يا حلم .. عشان الحكايه مش متشخصه ف موقف .. الحكايه فيكى انتى ..
حلم رفعت وشها ف وشه او تقريبا عينيها بس و كإنها بتسأله انا ؟

و هو هزّ راسه اه بتأكيد: اه يا حلم انتى .. الحكايه فيكى انتى .. انتى عشوائيه يا حلم .. هوائيه و عشوائيه قوى كمان .. حلولك كلها عشوائيه .. بتحلّى اى مشكله بمشكله مش بحل .. بتضربى سالب ف سالب عشان يديكى موجب .. بتحطى قدام اى مشكله مشكله تانيه و تضربيهم ف بعض و المشكله إنك متصوره إنهم بكده هيدوكى حل ..
حلم حاولت تعترض و مالك مدهاش فرصه و لصّم كلامه ببعضه: تفتكرى اول مشكله بينا ساعة المحضر بتاع الشركه ليا ؟ كانت مشكلتك مش ف اللى حصل لشركتك .. لاء انتى كانت مشكلتك ف الشك اللى كان جواكى ناحيتى بس بدل ما تيجى و نتكلم و تسمعى روحتى إتهمتينى .. عملتيلى مشكله مع اخويا و ف شغلى و قدام الكل .. ضربتى مشكلتك بمشكله قصادها من عندى و تبقى واحده قصد واحده يقفوا قصد بعض
حلم سكتت: بس مش انا على فكره اللى قدمت البلاغ .. ده.

مالك كمّل عنها: ده مروان عارف .. بس انتى كنتى مصدقاه ...جايه لمجرد تحطينى قدام الامر الواقع تسمعى .. تجبرينى يعنى و مفكره بكده هتعرفى تسمعى منى حاجه مش عايز اقولها و دى مشكلتك على فكره إنك بتحاولى تشدّى بعنف الكلام منى فبيطلع مشوّه او يمكن بيتبت اكتر فيا مبيرضاش يطلع
حلم سكتت و رجعت سابت نفسها ف حضنه بعد ما كانت قايمه بجسمها بتسمع ردّه و هو كمّل: او نقول من قبلها .. من لحظة ما إستدعوكى القسم تدافعى عن واحد انتى نفسك متعرفهوش و مع ذلك عشان كان عندك مشكله ف ان اى ظابط شايف نفسه من طينه تانيه و بيتعامل مع غيره من فوق حطيتى قدامى مشكله قصادها و هى إنك طلعتينى مفترى و ظالم و فاشل و مستهتر و تبقى مشكله قصد مشكلتك و الاتنين يحلوا بعض ..

و بعدها يوم اما عمك جه و شافنا كده انا مبلومش عليكى ف اللى حصل .. اللى حصل كله كان عندى و بسببى بس فاكره عملتى ايه ؟
حلم إبتسمت قوى ف حضنه بشبه ضحكه و هو إبتسم غصب عنه: حطتينا قدام مشكله تانيه و روحتى قولتلهم إنى لمستك فعلا و طلعتينى وحش و طلّعتى نفسك اوحش و عملتى مشكله زى دى لمجرد تحلى مشكله قصادها ..
حتى اما أمك طلبت اكتبلك المجموعه و انا رفضت و كانت مشكله ف طريقنا طلبتى انفذ من سكات
حلم ردّت بإستنكار: انا مقولتلكش تعمل كده يا مالك.

مالك صحح كلامها او يمكن كلامه هو: بعينيكى .. طلبتى بعنيكى يا حلم و لا انتى فاكره إنى مكنتش واخد بالى من عينيكى اللى طول الوقت كانت بترسم الحل ده فيهم .. انا مكنتش بتجاهلهم على فكره بس مكنش ينفع .. ع الاقل كنت هجيبلك الكومباوند اللى مقفول من ساعة ما اتفرش ده منين و لا البيت هيتفتح ازاى ؟
بس انتى اللى إتجاهلتى كل ده و حطيتى ده حل للمشكله و انتى مش واخده بالك إنك كده بردوا بتضربى مشكله بمشكله عشان تتحل ..
و طبعا بما فيهم موضوع الحمل كانت مشكلتك إنك عايزه تدخلى جوايا فى حته انا بنفسى قولتلك انا اللى هاخد إيدك و هدخّلك فيها بس ف وقتها .. اما يجى وقتها .. و انتى مصبرتيش و دى كانت مشكلتك و اللى طول الوقت مشكلتك و عشان تحليها ضربتيها بمشكله تانيه تحطيها من ناحيتى قصادها و يبقى واحده تقف لواحده..

و طبعا يوم ما إتابلنا ف البنك .. شوفتى واحده معايا روحتى وقفتى مع واحد و تبقى واحده قصد واحده .. مفكرتيش لحظه إنى ف لحظة تهور كان ممكن ارمى عليكى يمين الطلاق عشان مبتعاندش و كرهت إنى انجبر على حاجه ؟ مفكرتيش ؟ انا نفسى فكرت لو مفيش مروان كنتى هتعملى ايه ؟ هتروحى تجيبى واحد من الشارع تضربينى بيه ؟انتى بس كل اللى فكرتى فيه إنى عملتلك مشكله عملتيلى قصادها و نبقى خالصين ..
و طبعا موقف انهارده بالجمله .. بمجرد ما سمعتى من عمك او إبنه خدتى كلامهم امر مسلّم بيه .. مفكرتيش حتى تستعملى عقلك .. يا ستى انا مبتكلمش معنديش كلام بس انتى عندك عقل ممكن تلجأيله .. لو عايز اعمل ده كنت عملته من زمان .. من وقت ما حرق المجموعه و اهو كنت باخد حقى .. حقى اللى مخدتهوش ف حاجه زى دى هاجى دلوقت و اخده لمجرد إنك وقفتى معاه !

كل اللى فكرتى فيه إن إتعملت مشكله مع عمك اللى رباكى و بس ف حطيتى مشكله قصادها بينا ..
و ده اللى بتعمليه ف كل مطب بيقابلنا .. كل ما بيتبنى بينا سور بدل ما تهدّيه بتبنى واحد زيه و تسيبيهم قصاد بعض .. الجسر اللى بيتبنى بينا مع اى مشكله بدل ما تعديلى عليه بتوصليه بجسر قصاده بينا عشان تبقى واحده بواحده و انتى مش واخده بالك إنك كده بتطوّلى المسافات بينا .. دايما بتدينى امل و ترجعى تخنقيه يموت من قبل حتى ما يحيينى .. بتدينى الحياه و بترجعى تسحببها منى و مبتعرفيش اللحظه اللى ما بين تاخدى و تدى دى بيحصل فيها ايه معايا و جوايا
حلم بتسمعه ف صمت تام و عقلها مع كل موقف بيورّهولها قدام عينيها و حسّت فعلا إنها ماشيه عكس إتجاهه ..
سكتت كتير او ملقتش حاجه ترد بيها و هو حس إنها حاليا ف هدنه مع قلبها ..

الاتنين سكتوا لحد ما إبتدت تعيط و هو هنا مقدرش يسكت تانى ..
شدها عليه ضمّها و هى عياطها زاد و هو بيزيد قصاده ف ضمتها: ششش إهدى .. انا مش بحاسبك و لا حتى بعاتبك .. انا مبعرفش اعاتب .. اللى بيحصل امبارح يبقى بتاع امبارح إنهارده مالهوش ذنب يشيله .. بس خوفت اخسرك .. اخسر البيت اللى ما صدقت فتحته .. الحضن اللى إتدفيت بيه .. كنت خايف من الفجوه بينا و خايف و انا شايفها وخدانا ف سكه تانيه غير سكتنا او ع الاقل سكتى اللى حلمت بيها معاكى .. مكنتش حابب اشيل جوايا منك اكتر من كده .. اللى بيتعود يعدى كل حاجه مزعلاه من غير ما يقول عليها هو نفس الشخص اللى لما هيمشى مش هيرجع تانى ! و انا مش عايز اسيبك .. التكات الصغيره بتعدى بس صغير على صغير بيكبر و بعدين مش هيعدى و انا مش عايز اوصل معاكى للنقطه دى ..

حلم إبتسمت من بين دموعها: انا بحبك قوى .. قوى يا مالك .. فوق ما تتخيل .. انا كل خطوه من دول لو انت شايفها مشكله كنت بحطها قدامك ف انا مفكرتش فيها اكتر من خطوه تقرّبنى منك .. كنت عايزه ابقى معاك و بس ايا كانت الخطوه لكده ..
مالك إبتسم: و الموضوع ينتهى بمجرد ما نبقى مع بعض ؟ لا يا حلم الموضوع عامل زى شوية سكر بترميهم فى كوباية شاى بدون تقليب و إنتى فاكره إن القصة إنتهت لما اتحطوا مع بعض!.. فين التقليب؟ فين المجهود اللى هيكمل الصوره ؟.. العمر الإفتراضى بتاع أى حاجة مرهون بشوية المجهود اللى بيتعملوا عشانها وهما برضه اللى بيدوها طعم..

حلم: حبى ليك هو اللى مخلينى كده .. مخلينى ف نظرك طماعه
مالك إتكلم بجد: و انا مقولتش إنك طماعه و لا ازعل يوم ما تطمعى فيا و منى بس الحب ميزانه حساس و مظبوط بالمللى ..ﻻزم الكفّتين يعملوا المستحيل عشان الميزان يفضل متزّن و الكفّتين يبقوا باصّين و شايفين بعض كويس ..
لو كفّه مالت بشوية حب و تضحيات زياده .. الكفّه التانيه هتفضل عاليه و مش حاسّه ﻻنها باصه للموضوع من فوق .. طول ما المعادله مظبوطه الاتنين هيبقوا مرتاحين و العلاقه اللى مفهاش راحه مبتدومش حتى لو مليانه حب.

حلم رفعت وشها من حضنه و قابلت وشوشهم ببعض و ردت بلهفه: و لا انانيه .. و الله عمرى ما حبيت ابقى انانيه معاك .. انا ممكن اكون مش بكتفى بالقليل بس منك مش معاك .. مبكتفيش بالقليل و لا بيرضينى القليل منك إنما القليل معاك انا راضيه بيه .. راضيه بالولا حاجه .. لكن منك انت انانيه ف حبك و يمكن ده اللى بيخلينى دايما استنى المزيد منك و اتوقع الاكتر .. انا بس كنت مستنيه نقف على ارض صلبه سوا .. مكنتش خايفه منك بس خايفه من القدر .. كنت محتاجه شوية وقت لحد ما احس انك انت اللى بتثق فيا .. ادخل عقلك زى ما دخلت قلبك ..انت بتزعل اما بتحس انى للحظه مش واثقه فيك مع انى طول الوقت واثقه فيك و ده اللى انا كمان محتاجاه منك .. ثقتك يا مالك ف مكنتش بلوى دراعك بالخلفه قد ما كنت مستنيه اوصل للنقطه دى معاك و جواك
مالك معرفش يرد او ترجم رده على شفايفها اللى خطفهم للكهف اللى جواه و اللى بعد ما كان مضلم نوّر بيها ..

حلم بهمس: بتحبنى ؟
مالك إبتسم ف حضنها: بصى هو انا حاسس انى عايش عشان افرحك مش عارف بئا ده بتسموه حب و ﻻ ايه
حلم إبتسمت بدموع: انت احلى صدفه و احلى قدر ربنا بعتهولى
مالك ميّلها ع السرير و لف ناحيتها: انتى ف حياتى احلى من ان يتقال عنك صدفه ..انتى مش صدفه انتى نفس بتنفسه و انا كان لازم اعرفك و اقابلك عشان اعيش ماهو محدش بيعيش من غير ما يتنفس .. مينفعش ابدا تبقى طرف ف حكايه و تخلص عند خلاف او مشكله
ف لازم تستحملي طاقة الحب اللي جوايا .. تستحملي غيرتي، خنقتي، إمتلاكي، تلاكيكي علي التفاصيل. إنتي لازم تستحملي الحاجات اللي مطلعتش غير ليكي و مبتكملش غير بيكى.

حلم دموعها نزلت و للحظه دى حست إنها كانت هتخسر خساره متتعوضش ..
مالك ميّل بوشه على وشها مسح دموعها بخده: ممكن بقا تبتسمى ؟
حلم غمضت عينيها و هو باسهم و هما مغمضين: يعنى لو ف إبتسامتك صدقه ف انا افقر خلق الله و الله و محتاجها .. ده بيقولوا الضحكه ف وش اليتيم صدقه و انا يتيم و الله
حلم بحب: لاء انت حبيبى .. مالك قلبى و روحى و كل حته فيا.

مالك باس إيديها: و انا لو كنت خايف الاول تطلعى حلم ف انتى بقيتى احلى حلم .. عارفه زى الدقايق اللى الواحد بيصحى فيهم من نومه و يفضل فاصل و مغمض كإنه بيوهم نفسه إنه لسه نايم مع إنه بيبقى خلاص فاق و لحظتها بقا بيفضل يألف حلم على مزاجه و مش عارف هو نام بجد و ده حلم و لا منامش و ده عقله الباطن و لا فايق و دى حاجه اللى نفسه فيها ف عقله رسمها قدامه
حلم ضحكت بدموع على تشبيهه و هو إتغاظ من ضحكتها اللى مش مناسبه خالص كرد على كلامه ..
لحد ما إفتكرت بحماس: مالك ممكن طلب ؟
مالك إبتسم: شاورى
حلم عيونها لمعت: ممكن اخطفك ؟

مالك ضحك بصوته كله على لهجتها و هى كمّلت: انا حجزت يومين ف اسكندريه .. عايزه شهر عسل تانى .. حجزت ف نفس الشاليه بتاع فرحنا و رتبت رحلة سفارى هناك و عايزه نقضى يومين .. ممكن ؟
مالك إبتسم و عارف إنه مضغوط بالذات اليومين دول بس حس إنه مش عايز يكسر خاطرها او يمكن راضى بالقليل منها او دى اول خطوه تاخدها هى ناحيته: بس كده ؟ عنيا .. عايزه تسافرى امتى ؟
حلم قامت ربّعت جنبه ع السرير بحماس: دلوقت.

مالك شدّها عليه رجّعها و ضحك غصب عنه: دلوقت ايه يا مجنونه انتى عارفه الساعه كام ؟ احنا بعد اتنين بالليل
حلم حايلته بطفوله: و حياتى يا مالك .. هو السفر اصلا يحلى غير بالليل و بالعربيه
مالك إبتسم: كمان بالعربيه ؟ تصدقى فكره لذيذه خاصة ف الجو ده ..
قعدت تحايله و هو مستمتع بحماسها: تدفعى كام ؟
حلم ضحكت و قرّبت رفعت نفسها فوقه و ركزت إيديها الاتنين حواليه ع السرير: اللى عايزُه
مالك شقلبها و خلّاها مكانه و جاب نفسه مكانها: يبقى استلم الاول.

نفدت من تحت دراعه و جريت ع الحمام و هو وراها و كمّلوا معركتهم او إبتدت معركه تانيه من نوع تانى مجنون ..
خلّصوا و لبسوا و جهّزوا شنطه بحاجاتهم و مالك خدها و نزل .. خد عربيته و خدوا طريقهم لإسكندريه ..
طول الطريق مبطلوش كلام و ضحك و سهرايه و مالك مستمتع جدا بعلاقتهم اللى بايناله إنها بتاخد منحنى تانى او هو اللى إتهيأله ده و كل ما بيسكتوا و يتقفل حوار يفتح حوار تانى لحد ما وصلوا الصبح ..
إتفاجئ إنها فعلا حاجزه شاليه بتاع الفرح سابوا حاجتهم و خرجوا فطروا برا و إتمشوا كتير ع البحر ..
مالك ضحك: حد يتمشّى ع البحر ببلوفر بهايكول و جينز ؟

حلم بتربّع إيديها جامد بنَفس عالى: البحر ف الشتا احلى من الصيف
مالك ضمّها عليه اكتر و دفس راسها بين رقبته و صدره ..
حلم: مالك عايزه اروح حلم المالك
مالك إبتسم: طيب ما تقولى اسهل إنك جايه عشانها مش عشانى
حلم زقّته برخامه و هو مش عارف يقرّب منها من كتر ما بتجرى او مستمتع بتنطيطها حواليه ف ميّل رش عليها مايه و هى بتتنطط من البرد ..

مالك خدها البلّوره و إبتدوا من تانى يعيدوا ذكرياتهم فيها .. و كل ما بيطلعوا من المايه بتتحايل عليه و هو بيضعف قدام طفولتها او مش عارف زى اللى حاسس إنه عايز يشبع منها او يحفرها جواه ..
فضلوا فيها يومين لحد اخر النهار و خدها و طلع تانى ع الشط ..
روّحوا غيّروا و خرجوا يتعشوا ع البحر .. قابلتهم واحده كبيره شكلها غريب مش عارفها من بتوع الله و لا من بتوع الودع ..
مالك قلق من هيئتها مش اكتر مع إنها إبتسمتله بصفا و كإنها تعرفه من سنين ..

حلم: مالك تعالى اخليها تقرالى إيدى
مالك ملحقش يعترض و حلم شدّته و راحتلها و هى كانت بتمشى: ممكن تشوفيلى إيدى
الست مسكت كفّها و بصّت فيه كتير .. كتير قوى و زى ما يكون مش عارفه تقولهم اللى شايفاه ازاى: انتى زى الجليد .. طول ماهو ف الايد برده بيلسع و مش هيدوب إلا اما يتلسع
حلم مفهمتش و بصّت لمالك اللى بيشقلب كلامها ف دماغه و الست بتلقائيه مدتله إيدها: هات.

مالك لسه هيطلعلها فلوس بإيده ف هى مسكت إيده التانيه و فتحت كفّه و ملامحها كلها ضلّمت لدرجة دمّعت: سيب الامر للمالك يا مالك
مالك إتخض و مش عارف من جملتها اللى حدفت تفكيره عند جهه معينه و لا من إسمه اللى نطقته
عايز يسحب إيده يمشى و عايز يفضل و هى مدتهوش فرصه و كملت: الاقارب عقارب .. عقااارب .. خاف منهم
مالك ساكت تماما مش عارف نفسه ليه مش عايز يمشى ..
هى اللى وقفت بعد ما كانوا قعدوا ع الارض: ليه مصمم تشوف الكوابيس احلام ؟ قلبت الكابوس لحلم و قلبت الحلم لواقع ف كان لازم يتقلب الواقع لكابوس ع الاقل عشان يرجّعك للاصل.

مالك منطقش و هى سابتهم و مشيت و هى ماشيه بتتكلم بهزيان من غير ما تبصّلهم: اوعى الكابوس يا مالك .. الكابوس خليته حلم و الحلم عملته واقع و الواقع هيرجع لأصله يا مالك .. هيرجع كابوس يا مالك .. اوعى الكابوس يا مالك .. ابعد يا مالك لحد ما تروح للمراد و تنول المراد .. اجرررى .. سيب امرك لمالك الأمر
مشيت و سابتهم و مالك شرد كتير لحد ما إنتبه على صوت حلم اللى مش فاهمه حاجه: مين دى يا مالك انت تعرفها ؟
مالك معرفش يبتسم: لاء
حلم إستغربت: بس هى شكلها عارفاك .. دى قالت إسمك .. و يعنى ايه اللى قالتهولى ده ؟ و ايه المراد اللى انت عايز تنوله ده و ايه اللى عايزُه و بتقولك ابعد لحد ما توصله ؟

مالك فاق من سؤالها الطويل قوى و هزّ راسه كإنه بيفوّق نفسه: معرفش .. معرفش .. المهم يلا فى سهره ع الرمله و مولعين نار و حفلة شوى تعالى نروح
حلم حاولت تنسى الموقف و خدته و راحت بس مالك الكلام واخده ف سكه تانيه و بيحاول يركّبه على صوره تانيه ..
خلّصوا سهرتهم و رجعوا البيت ناموا و تانى يوم نزلوا ..
حلم: مالك عايزه اطلع بباخره و نلّف بيها و نقضى اليوم ف المايه
مالك إبتسم: خلاص إدينى ساعه ارتبها.

راح حجز باخره و جهّز كل حاجه و طلعوا بيها و عشان مالك بيعرف يتحرك بيها و عشان حلم معاه طلب واحد بس يكون معاهم يسوقها معاه مش اكتر ..
طلعوا و طول اليوم بيلفّوا و اليوم كان حلو لأخره لحد ما الجو ليّل و ضلّم و الباخره فجأه وقفت ..
حلم مع مالك على ضهرها من فوق و لاحظوا إنها وقفت و فى خبط مكتوم و رزع تحت ..
حلم إنتبهت: مالك فى ايه ؟ هى وقفت و لا ايه ؟

مالك إنتبه للصوت اللى جاى من تحت: مش عارف فى حاجه مش مظبوطه .. ثوانى اشوف فى ايه خليكى
حلم نزلت معاه كإنها مسمعتهوش و هو نزل بقلق لحد ما وصل غرفة التحكم تحت اللى فيها الماتور و يدوب بيفتحها إتفاجئ بالراجل اللى طالع بيهم مضروب على دماغه و محدوف ف الارض غرقان فى دمه ..
مالك إنتبه لإن حد معاهم ع الباخره او ف الغرفه و بيتحرك لجوه بحذر حد لفّ من وراه و مسك دراعه من ورا بإيد و لف دراعه التانى حوالين رقبته ..
مالك رفع رجله و نزّلها على رجل الراجل بعنف و بإيده ضرب بيها دقنه لفوق كذا مره ورا بعض لحد ما بوقه ضرب دم ..
مالك فلت منه و لفّ وشه ناحيته و ضربه ف وشه مره ورا مره و التانى بيضرب ..

مالك طلّع مسدسه من جيبه بسرعه و ضرب طلقه بس نط عليه واحد من وراه و الرصاصه حادت و جات ف ماتور الباخره إنفجر بصوت زى البركان و حلم صرخت ..
مالك شاولها بعينيه تختفى ف اى مكان بس واحد لمحها و قبل ما تتحرك راح عليها مسكها ..
و هنا ظهر اكتر من واحد و كإنهم كانوا متخفيين فى المكان ..
واحد منهم نطق: احنا مش عايزينها هى
مالك بلع ريقه بتوتر و بينقل عينيه بين حلم و بين الراجل اللى ماسكها و الكل محاوطها: انت عايز ايه ؟ اللى عايزُه ايا كان هديهولك بس سيبها
الراجل شاور على مالك و شاور على رقبته و مالك فهم: تمشى هى الاول.

الراجل ضحك بصوت عالى: انت فاكرنى غبى ؟ انا معايا امر اخلّص عليك .. الباشا قالى مسيبش فيك نَفس و لا حته جنب بعضها و انا ممكن ببساطه اخدها ف سكتى معاك .. بس هى متلزمنيش اذيتها .. تسيبها تمشى و لا تاخدها معاك ؟ و اى حركة غدر هى اللى هتدفع تمنها
الراجل كان حاطط مسدس على دماغها و لافف دراعها ورا ضهرها و مخليها ناخه على ركبها ع الارض ..
مالك بصّلها كتير كإنه بيودعها و هى غمضت عيونها اللى بمجرد ما غمضتهم نزلت منهم دموع كتير و هو عايز يعيط معاها ..
مالك صوته إتهز و عقله رافض يسعفه او يمكن مستسلم تماما للنهايه اللى تعب يقاومها كتير بس خلاص فرضت نفسها: و انا ايه يضمنلى تسيبوها بعدى ؟

الراجل مط شفايفه ببرود: ملكش عندى ضمانات يمكن لإن ملكش فرص
الراجل شاورلهم و مالك مستسلم تماما و عينيه متعلقه بيها و نطق بشفايفه من غير ما يطلّع صوت: سامحينى
حلم هزّت راسها بحركه خفيفه لاء .. لاء
ربطوه بحبل و كتّفوه و حطّوا على بطنه كوره حديده ربطوها فيه و إتحركوا ناحية باب الغرفه قصد سور الباخره و محاوطينه بحذر ..
مالك لفّ وشه ناحيتها و إتمنى بس لو مسموحله يموت ف حضنها .. يموت يموت بس ف حضنها ..

و هى عينيها متعلقه بيه و إتلاقت عيونهم ف نظره غريبه قوى و المشهد كله كإنه متحرك صامت ..
الراجل شاور للرجاله اللى كان عددهم كبير بشكل غريب حوالين مالك و هما خدوه على خوانه وسط نظراته المتعلقه بحلم و رفعوه من رجله حدفوه ف المايه ..
مالك اول ما نزل ف المايه إبتدت المايه تسحبه بسرعه غريبه لتحت و مش عارف عشان مستسلم و لا من الحديد اللى حطوه فيه بس غمض عينيه و إستسلم للنهايه..
حلم صرخت بجنون صرخه كسرت صمت الموقف او صمت الليل و بتهز راسها بعنف و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة