قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والثلاثون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والثلاثون

الراجل شاورلهم و مالك مستسلم تماما و عينيه متعلقه بحلم و نطق بشفايفه من غير ما يطلّع صوت: سامحينى
حلم هزّت راسها بحركه خفيفه لاء و هما ربطوه بحبل و كتّفوه و حطّوا على بطنه كوره حديده ربطوها فيه و إتحركوا ناحية باب الغرفه قصد سور الباخره و محاوطينه بحذر ..
مالك لفّ وشه ناحيتها و إتمنى بس لو مسموحله يموت ف حضنها .. يموت يموت بس ف حضنها ..

و هى عينيها متعلقه بيه و إتلاقت عيونهم ف نظره غريبه قوى ..
الراجل شاور للرجاله اللى كان عددهم كبير بشكل غريب حوالين مالك و هما خدوه على خوانه وسط نظراته المتعلقه بحلم و رفعوه من رجله حدفوه ف المايه و هو بيختفى ضربوا عليه رصاصه ف رجله بحيث ميعرفش يقاوم ..
مالك اول ما نزل ف المايه إبتدت المايه تسحبه بسرعه غريبه لتحت و مش عارف عشان مستسلم و لا من الحديد اللى حطوه فيه بس غمض عينيه و إستسلم للنهايه ..
حلم صرخت بجنون صرخه كسرت صمت الموقف او صمت الليل و بتهز راسها بعنف و حاولت تجرى و قبل ما حد من الرجاله يمنعها او يقرّب منها سمعوا صوت المايه بتندفع قوى لجوه الباخره و غرفة التحكم إبتدت تتملى مايه ..
الماتور بتاعها اما جات طلقه ورا طلقه فيه إنفجر و عطل ف وقفت و المايه إبتدت تدخل للباخره من مكانه و الباخره شويه شويه بتنزل و المايه بتسحبها لتحت ..
الرجاله إنتبهوا لإن الباخره بتغرق و شاوروا لبعض و إبتدوا يتحركوا واحد ورا التانى ينطوا من سور الباخره للانش اللى كانوا سايبينه قريب منهم .. هما اه كانوا متابعين مالك من اول ما دخل إسكندريه و دخلوا الباخره بعد ما مالك تمم عليها و سابها ع الشط و راح يجيب حلم لكن كانوا عاملين احتياطهم فى لانش قريب من المكان يرجعوا فيه تحت اى ظروف ..

واحد منهم شاور للريس بتاعهم على حلم: و دى هنعمل معاها ايه ؟
الريس شاورله يمشى: متلزمناش .. احنا اوامرنا عليه هو
الراجل بعد ما مشى خطوتين رجع بص عليها: انا هجيبها تلزمنى
راح ناحية حلم و هى كانت واقفه جنب سور الباخره بتبص ع المايه مكان ما حدفوا مالك بتوهان ..
من نظرات الراجل لها فهمت و طلعت منها صرخت شبه الجنون و بترجع لورا ..
الراجل حاول معاها و جرجرها من شعرها و هى بتضرب فيه برجلها من رجله و بتهبش فيه لحد ما يأس منها ف حدفها بعزم ما فيه: تستاهلى الموت
و إتحرك مشى و سابها ..
حلم صرخت جامد: ماالك

مالك كان بينزل شويه شويه لتحت بدون ابسط مقاومه منه و يمكن إستسلامه بيساعد المايه تدفنه جواها .. عقله عمال يوريله لقطات و لقطات من اللى عدّى و كل اللى فات من حياته .. و كل لقطه تعدّى تتوّه عقله و جسمه يتنفض عليها نفضه تشده لتحت ..
لحد ما سمع صرخه فوّقته بجد .. صرخة حلم بتنطق بإسمه .. عقله رافض المقاومه بس قلبه بيصرخ و مش قادر يستسلم اكتر من كده ..
خد نَفس ف المايه هو نفسه مش عارف خده ازاى و إبتدى يتحرك لفوق و عشان كان بيتحرك عكس إتجاه المايه كان زى اللى بيجرى لحد ما سمع صوتها تانى بتصرخ او صوت هبد ف المايه و جسمه إتنفض مره اعنف و كان فاق تماما و إبتدى عقله يسعفه ..

جمّد عضلات إيده جامد و إبتدى يفك ربطتهم اللى متكتفين ورا ضهره بحبل و اول ما فكهم نزل بيهم يفك ربطة رجله ف بعض لحد ما فكهم .. و هنا مسك الكوره اللى كانوا رابطينها ف وسطه بطرف سلسله حديد و طرف السلسله التانى ف سور الباخره و سايبنها تنزل بيه لتحت عشان يكتفوا حركته ف المايه ميعرفش ينجد نفسه و يوصل عند اخر طول للسلسه فى المايه و ميعرفش يتحرك فيفضل لحد ما يموت ..

بس بمجرد ما الباخره إبتدت المايه تدخلها و تغرق و تنزل لتحت هو كمان السلسله بتتحرك بيه موقفتش .. مسك طرف السلسله و حاول ف المايه مره و التانيه و اكتر من عشر مرات لحد ما فك وصلة السلسله بالكوره الحديد و اول ما فكها ساب الكوره ف المايه و مسك طرف السلسه و إبتدى يتحرك ف المايه بيها يطلع لفوق ف إتجاهها ..
بمجرد ما إبتدى يظهر على وش المايه لمح الباخره تقريبا بتختفى فى المايه و حلم بتنهج جامد و بتقاوم ترفع راسها لفوق ..

مالك حاول يتكلم بس بينهم مسافات بعيده: حلم .. حلم فوقى .. انا جنبك .. مش هسيبك .. إستحملى .. قاومى اوعى تستسلمى
حلم مش سامعاه او حاسه إنه متهيألها او ماتت مثلا و إتقابلوا بين إيدين ربنا .. مش عارفه
حلم كانت شافت الباخره بتختفى تماما بإندفاع لتحت من غير تفكير نطّت منها لوسط المايه و بتتحرك بعيد عنها بس حركتها عكس تيار المايه ..
مالك بيكرر كلامه مره ورا مره اعلى و اعلى: حلم فوقى انا جنبك .. مش هسيبك .. جنبك.

كان بيسابق المايه رغم جرحه لحد ما قرّب منها و هى كانت خلاص بتنزل لتحت و المايه بتشدها تختفى ف كان هو اسرع و خطفها من ضهرها ضمّها عليه ..
حلم خايفه تلف وشها لورا تشوف مين و تطلع بتحلم مثلا .. معقوله مالك ؟ لالا مالك خِلص بس هى حاسه بضربات قلبه من صدره اللى ضاممها من ضهرها .. دى حفظاهم دقه دقه ..
مالك لفّ وشها له و إتقابلوا ف حضن غريب اغرب من الموقف نفسه .. حضن بطعم جنون اللهفه و كإن عمر فراقهم سنين و سنين مش دقايق و بس ..
مالك بيحاول يرفعها بجسمها كله لفوق بحيث وشها يترفع عن المايه و كل ما جسمها ينسحب لتحت يرفعها بلهفه لفوق و بيتحرك بيها ..
مسك وشها بعشق: حبيبتى فوقى .. فوقى انا معاكى .. هنخرج من هنا .. و الله هنخرج بس انتى ساعدينى
حلم بصوت تايه: انا مبعرفش اعوم .. هتسيبنى ؟

مالك جه يتكلم صوته طلع بعياط: اسيبك ؟ اسيبك ؟ ده انا ما صدقت لقيتك .. انا و الله ما صدقت لقيتك
حلم صوتها إترعش: انت سيبتنى لهم فوق
مالك بيهز راسه لاء لاء و لسه دموعه مشاركه نبرة صوته عشان يطلع الكلام عياط: كنت عارف لو قاومت هتبقى انتى ف خطر .. يا موتى يا موتك و انا اخترت اموت عشان انتى تعيشى
حلم بتتكلم و هى عينيها متعلقه بعينيه: مين دول يا مالك ؟ ليه عايزينك تموت ؟ و مين باعتهم ؟

مالك مش عارف ينطق من رجله اللى إبتدى جرحها يصرخ من المايه فيه و لا من إنه بيتحامل عليها عشان يرفع حلم متغرقش و لا من الكلام اللى مش عارف يرتبه ازاى عشان هى تستوعبه: هقولك كل حاجه.. بس مش دلوقت .. مش دلوقت يا حلم .. نخرج الاول .. اخرج و اخرّجك من الضلمه دى
حلم بصتله بنظره تايهه و هو بص قوى ف عينيها المتعلقه بيه و اللى بتنطق له بألف سؤال و سؤال و شاف جواهم وجع و خوف و غضب و حيره و غيظ و شك و قلق و حب و لهفه و امل و خيبة امل فى نفس الوقت و مش عارف يواجه كل دول ازاى .. بس مش مهم ده دلوقت .. المهم دلوقت يخرج و يخرجها من الموقف و ده المهم حاليا ..

بيرفعها لفوق و بيتقدم بيها ف المايه و كل ما ترخى منه لتحت يتحامل على نفسه و يرفعها اكتر و بيتلفّت حواليه يستنجد بأى حاجه و بيعمل كل حاجه ف وقت واحد..
لحد ما إبتدت يغمى عليها و هو تبّت فيها بجنون عنيف و ميّل عليها شالها زى وضع البيبى على صدره ..
إبتدى يتحرك اسرع و اسرع و بيتلفّت حواليه من وقت للتانى يلمح اى حاجه او اى باخره تلحقهم بس مفيش ..
على صدره بتفوق ثوانى و لحظه و ترجع تغمض بإغماء و ترجع تفوق ف نفس اللحظه و هو ما بينهم بيضمّها اكتر كإنه عايز يدخّلها جواه ..
حس ان حركته كده صعبه و مش هيوصل .. حاول ينزلها ف المايه و هى حسّت بيه ف إتعلقت برقبته اكتر ..

مالك إبتسم غصب عنه رغم الموقف: قولتلك مش هسيبك .. قولتلك متخافيش معايا .. ليه مش عارفه تثقى فيا ؟
متكلمتش و هو نزّلها بحذر ف المايه بس ماسك ف وسطها و ف حركه سريعه قلب نفسه ف المايه بحيث وشه للمايه و ضهره للسما و شدّها عليه فوقه و هى تبتت ف ضهره و هنا كانت حركته اسرع و اخف ..
كان بيتحرك بجنون: امسكى فيا متقلقيش .. امسكى جامد يا حلم .. اوعى تسيبينى
تقريبا الليل كله عدّى عليهم كده لحد ما اذان الفجر صوته شق صمت الجو و هو صرخته طلعت مكتومه: ياارب
النهار إبتدى ينوّر و الشمس بتفرد نورها عليهم و هو إبتدى يتطمن مش عارف عشان الجو اللى نوّر و لا عشان قطعوا مسافه كبيره ناحية الشط اللى إبتدى يظهر قدامهم على مدد عينيهم ..

بيتقدم بيها و كل ما يحس إنه هيتعب عقله بيفكّره بإنه شايل حملها على ضهره ..
لحد ما فعلا قرّبوا من الشط و هنا كذا حد لمحهم و نزلولهم المايه و فيه اللى إتحرك ناحيتهم بلانش صغير لحد ما وصلوا عندهم و ميّلوا يرفعوها من على ضهره ..
مالك برغم ان الموقف ميستحملش بس رفض حد يلمسها و ف حركه بسيطه نزّلها جنبه ف المايه و رفعها على حرف اللانش و هى إتحدفت لجواه و هو خد نَفس عنيف قوى يكتم بيه الألم و نط ع اللانش وراها و إتحركوا بيه لحد ما خرجوا من المايه طلعوا ع الشط و هنا نزّلها منه ع الرمله و إبتدى يفوّق فيها او يفتش فيها لحد ما إتطمن إنها كويسه مفهاش إصابات ..

و هنا سمح لنفسه يحس بتعبه هو .. ألم صعب ف رجله و بتنزف كإنه مكنش حاسس بيها ..
حد قرّب منه: تعالى اوصّلكم مستشفى
مالك كان هيقول حاجه و بدّلها: معاك موبايل ؟
الراجل إداله موبايل و مالك وقف بتعب و إتحرك بعيد شويه و عمل تليفون مرتين و رجع للراجل إداله الموبايل: متشكر
الراجل: كلمت حد يجيلك يودوكوا مستشفى ؟
مالك كإنه كان ناسى إنه لازم يروح مستشفى و رجله متصابه: هاا ؟

بص على رجله بضيق من الموقف اللى إتأزّم: مش لازم دلوقت
الراجل إستغرب الكائن اللى قدامه ده معقوله مش حاسس بيها ؟: ايه ده اللى مش لازم ؟ انت رجلك بتنزف و متعوره و المايه الكتيره و مالحه خلتها إلتهبت قوى .. كده هتتأذى .. امال كنت بتكلم مين ؟
مالك بصّله و سكت و عقله شارد ف إتجاه معين و الراجل إتكلم فوّقه: انا إفتكرتك بتكلم حد يجيلك ينقلك مستشفى .. طب يلا اوصلكم حتى عشان البنت اللى معاك
مالك إنتبه لحلم اللى قاعده زى التايهه ف الارض و دماغها متلغبطه و افكارها متزاحمه .. عمها قالها بلّغى جوزك إنى مش هسيبه .. معقوله يكون هو ؟ و لا مالك له عداوه بحد ؟ و له علاقه مشبوهه ؟ كلام الناس معناه ايه ؟ باشا مين اللى باعتهم بأمر يخلّصوا عليه ؟

مالك ميّل عليها و قعد ع الارض جنبها: حبيبتى انتى كويسه .. احنا كويسين مفيش حاجه .. ربنا سترها
حلم سألت سؤالها بتوهان: ربنا ؟ انت تعرف ربنا يا مالك ؟
مالك بصّلها قوى و من عينيها قدر يقرا تفكيرها ..
حلم بلهجه ناشفه: انت مخبى عليا ايه يا مالك ؟
مالك ساكت و بيفكر ف حاجات كتير جدا .. مش عارف عشان خايف من تأثير اى حاجه هتتقال عليها و لا عشان هو غلط من الاول اما خبى .. بس اللى عارفُه ان كلامها كان لازم يترد عليه من زمان قوى: مفيش حاجه صدقينى من اللى ف تفكيرك .. انا بس دلوقت الاهم اتصرف مش اتكلم .. لكن مفيش حاجه .. مفيييش
حلم بصتله بنظره لأول مره من عُمر علاقتهم يشوفها فى عينيها و هو غمض عينيه و عايز يصرخ يمكن تحس بألمه .. حلم إتجاهلت ملامحه اللى بتتوجّع او تقريبا مشافتهاش ..

مالك بصدق لهجته شبه المحايله: صدقينى مش زى ما فاكره .. انا بس مكنش ينفع اقولك حاجه وقتها .. كنت هأذيكى معايا .. عشان كده مكنتش عايزك معايا من الاول فى سكتى
حلم بجمود بتترجم الكلام على افكارها القديمه و الجديده: و دلوقت ايه اللى مانعك تتكلم ؟
مالك بصّلها بصدق: مش وقته .. صدقينى مش وقته .. انا دلوقت لازم اتصرف و إلا هنبقى انا و انتى ف خطر .. ف خطر يا حلم و حد فينا هيفقد التانى .. انا و انتى ف خطر
مالك بيعيد ف الجمله كإنه بيكلم نفسه او بيفوّق عقله يسعفه ..

حلم بصتله بجمود و وقفت: مفيش انا و انت ؟ انت لوحدك اللى ف خطر .. انت اللى عملت و انت اللى هتتحمّل نتيجة اللى عملته ايا كان ايه هو
مالك حس كإنه بيتهيأله إنها بتتكلم .. لالا هى مش بتتكلم .. لايمكن تكون بتقوله هو الكلام ده.. مستحيل تتخلى عنه ..
مد إيده تساعده يقف و هى بصّت لإيده بجمود قوى: بتقولى مكنتش عايزك فى سكتى ؟ انا دلوقت اللى مش عايزاك
مالك مش عايز يصدق او مترجم زعلها على اخر جمله و هو مكنتش عايزك ف سكتى ..

وقف بتعب واضح و قرّب يمسك وشها و هى بعدت لورا بعنف و هو الكلام إتحجز على لسانه لحد ما طلع بالعافيه: انا مكنتش اقصد مش عايزك .. انا قصدى مكنتش عايز وجودى معاكى يأذيكى .. مكنتش هتحمّل خسارتك .. انتى متخيله انا حسيت بإيه و انا بنزل ف المايه ؟ و انا بموت ؟ انا مكنتش شايل هم الموت قد ما شايل همك .. صوتك هو اللى صحّانى .. هو اللى رجّعنى اقاوم و اقف على رجلى من تانى .. و اما وصلتلك حسيت إن روحى لضمت ف جسمى من تانى .. حسيت إنى رجعت اتنفس ..

و اما كنا ف المايه انا كنت ف لحظات و لحظات هغرق بيكى بس كلبشتك ف ضهرى اللى كنتى بتكلبشيها اول ما تحسى إنى بنزل لتحت كانت بتفوّقنى .. بتحسسنى إنك متعلقه فيا .. حملك على ضهرى و لازم اوصل بيكى لمرسى .. للأمان .. قاومت عشانك و إتحديت الموت بيكى .. اوعى تسيبينى دلوقت .. لو سبتينى مش هيبقى عندى المولّد اللى بيشحنى عشان اعيش ..

حلم قفلت قلبها تماما قدام نظراته المتعلقه بيها و حتى عقلها خرسته قدام اى محاوله منه .. مش شايفاه قدامها .. هى بس عماله تشوف اكتر من مشهد و مشهد لمواقف كتير عدّت بس هى كانت بتغمض عينيها عنها .. بس دلوقت خلاص عينيها تعبت من كتر ما غمضتها .. لازم تفتّحها .. لازم تشوف الحقيقه بقا ..
مالك شايفها قدامه و متابع حركات وشها لحد ما عينيها قابلت عينيه ف وسط شرودها و اشتبكت عيونهم ف ملحمة عتاب طويله و الصمت كان السلاح الوحيد فيها
بصّتله ف نظره شبه الوداع .. لا دى محصّلتش وداع .. مبيودّعش حد إلا اللى بيسيبه لكن هى هنا زى اللى بترميه بعزم ما فيها ..

وقفت و مشيت من غير كلام قدام مالك اللى غمض عيونه بمنتهى العنف كإنه عايز يمسح وجودها قدامه دلوقت عشان ميشوفهاش بتمشى و تسيبه او يمسح وجودها من اصله معاه .. و هى مشيت و هى مش عارفه إنسحبت عشان تجبره ينطق و تخنق صمته اللى تعبت منه و لا فعلا تعبت !

مالك بلع ريقه بالعافيه من كمية المرار اللى فيه و لأول مره يحس إنه مش عارف يعمل ايه .. طب ينده عليها يقولها اي حاجه ؟ يقولها ايه ؟ لو كانت بتحبه كانت بقت عليه مهما كان التمن .. ضحّى مره ورا مره ورا مره تمن ثقتها فيه بس هى دلوقت خلاص مبقتش واثقه فيه .. باعته هيبقى ايه التمن و لا ليه و لا هيفيد بإيه الكلام لو نطق ؟
الراجل اللى إداله الموبايل كان متابع الموقف بينهم من بعيد و اما مشيت و هو فضل جامد مكانه او تايه لحد ما رجله نزلت لوحدها بيه ع الارض كإنها رفضت تصلبه او تشيله تانى ..

الراجل راح عليه و حط إيده على كتفه: يلا يا إبنى اوصلك اى مستشفى
مالك متكلمش بس عينيه بتبص حواليه بتوهه و مش محدده نظرتها او وجهتها ..
الراجل كرر عرضه تانى: يلا هى يا بنى مشيت .. سابتك و مشيت .. متبصش وراك و امشى انت كمان .. ايا كان اللى حصل معاك او اللى حصل بينكم ف مكنش ينفع تسيبك و انت ف الحاله دى .. مكنش ينفع تمشى ابدا و انت تعبان كده.. كان لازم تبقى جنبك حتى لو هتموت انت او هتموت هى بسببك
مالك غمض عينيه و هنا دمعه هربت منها و جريت و هو محاولش حتى يمسحها ..

الراجل ساعده يقف و سنده لحد ما وصل عربيته و خده على مستشفى قريبه .. خدوه و دخّلوه العمليات خرّجوا الرصاصه و لفّوا رجله و خرج على اوضه و فاق ..
مالك بشكر: انا تعبتك معايا .. ممكن تمشى انت خلاص و اعتبر ده دين لك ف رقبتى .. لو ربنا اراد هردهولك و لو متلقيناش تانى اعرف إنه غصب عنى
الراجل إبتسم: و مين قالك إنى مستني منك ترده ؟ سيبها على الله هتفرج من حيث لا تدرى
مالك سكت بس وجع مميت بينهش فيه ..الراجل فضل معاه لتانى يوم و مالك قرر يخرج ..

الراجل إتردد شويه: متزعلش منى يا إبنى من الكلمتين اللى قولتهوملك امبارح عن البنت اللى كانت معاك انا بس صُعب عليا محايلتك لها و ترجيك ليها .. شوفتك زى العيل الصغير اللى أمه بتسيب إيده بخاطرها و تمشى و ياريت سيباه مع حد او فى ملجأ حتى الا سيباه لواحده و فى الضلمه ..
مالك زى ما يكون عايز يسمع كلامه يمكن يفوق من حلمها او كابوسها اللى شافه حلم و ف نفس الوقت مش عايز يسمع ..
الراجل بصّله بسؤال: الا هى تبقالك ايه يا إبنى ؟

مالك إختصر ردّه: مراتى
الراجل حس إنه عك الدنيا: معلش يابنى مكنتش اعرف و لا قصدى اخرب الدنيا بينكم بس
مالك قاطعه: لا و لا يهمك و بعدين انت مقولتش حاجه غلط .. مش ذنبك إنك قولت كلمة حق و صح
الراجل حس ان مفيش حاجه تتقال: يبقى روح للخالق و سيبك بقا من الخلق .. كلم ربنا قوله ان مفيش حاجه عادت نافعه، و ان كل الادويه اللي جربتها بعيد عنه مبتعالجش، و ان عالجت فالأثار الجانبيه اسوء من المرض نفسه،
قوله يحميك من متاهة نفسك، قوله انك تايه، و عمال تخبط ف الطريق، قوله انك مخنوق، و لوحدك، و انهم خذلوك، و الدنيا جايه عليك بزياده، قوله انك محتاجه جنبك، و انك محتاج رسايله تكتر، قوله نورلي السكه، قوله دلني، قوله الحقني ..

لو فاكر الراحه ف الناس، روح جرّب رب الناس، و قول يااارب و هو هيفهم كل اللي جواك ..
مالك بصّله كتير قوى و إفتكر إنه للحظات نسى ربنا من حساباته و إفتكر بردوا يوم ما إفتكره و لجأله ..
خد موبايله تانى كلّم يونس حكاله بإختصار اللى حصل ان فى بلطجيه طلعوا عليه فى وسط المايه و هو نفد منهم بالعافيه و لواحده .. يونس قفل معاه و جاله جرى..
يونس بمجرد ما وصل ركن عربيته قدام المستشفى بشكل عشوائى و نزل يجرى إتفاجئ بمالك قدام المستشفى من غير تمهيد إترمى ف حضنه و طوّلوا ف الحضن قووى ..

يونس بقلق: ليه بِعدت كده ؟ ليه صممت تكمّل لوحدك ؟ قولتلك انا واثق فيك بس مش واثق ف الظروف و الدنيا اللى عماله تخبّط فينا .. قولتلك بس انت قولتلى
مالك نطق و يونس بيكمّل كلامه و الاتنين طلّعوها ف صوت واحد: سيبها على الله
يونس خرج من حضنه بالعافيه و فتّش فيه: انت كويس يا حبيبى ؟
مالك هز راسه لاء: انا تعبان قوى يا يونس .. قوى .. كل حاجه عماله تقع ورا بعضها .. كل حاجه بتروح من جنبى .. حتى حلم .. حلم...
يونس بتلقائيه متكلمش بس شدّه عليه حضنه من تانى .. هو عارف ان صاحبه هنا مش محتاج كلام .. هو سمع بما فيه الكفايه .. محتاج حضن و بس ..

مالك نطق بمنتهى التعب: مشيت حتى ما
يونس رفع وشه: فى داهيه .. اللى متبقاش جنبك ف وقت زى ده متستاهلش انت تبقى عليها و لا معاها
مالك حط إيده على وشه مسحه و خد نَفس طويل قوى كإنه بيفوق: معاك فلوس ؟ حاجتى كلها راحت ف المايه و
يونس طلّع محفظته بسرعه و من غير ما يفتحها إدهاله ..
مالك إبتسم بحب لصاحبه شريك الزنقات الصعبه ..

خد فلوس و حاول يدى الراجل بس هو رفض تماما: عيب عليك يا ابنى .. بعدين انت لو إعتبرته دين ف مكنش فلوس عشان ترده فلوس .. سيبها على الله قادر يجمعنا تانى و يمكن ساعتها انا اللى أحتاجلك
مالك إبتسم ربع إبتسامه: ربنا ما يحوجك ليا و لا لغيرى و لا لحد و تبقى مع نفسك بنفسك و لو وقعت انت اللى توقّف نفسك
الراجل حس ان مالك بيدعى لنفسه او بيدي غيره اللى كان محتاجه ..
إبتسمله و مشى و يونس خد مالك فى عربيته و رجعوا القاهره تانى ..
مالك ساكت تماما و مكنش على باله ان الرحله اللى إبتدت بصلح تخلص بفراق ..

وصلوا و مالك نزل بالعافيه: يونس انا محتاج ابقى لوحدى شويه
يونس رفض: انا مش هسيبك تانى .. كفايه بقا .. هيحصل ايه اسوء من اللى حصل و بيحصل
مالك إبتسم بإرهاق: صدقنى محتاج اعمل كذا حاجه بنفسى بعدها هنقعد مع بعض
يونس وافق غصب عنه و مشى بعد ما طلّعه شقته ..

عند هامر صفوت إتصل بيه اكتر من مره بكتير و اما مردش راحله مكانه اللى نزل فيه اجازته لمصر ..
هامر كان متوقع مجيه: ايه يا صفوت ؟ مالك كإن الدنيا إتهدت
صفوت بقلق: هى كده متهدش ؟ ده لو متهدتش يبقى هتتهد و ع الكل
هامر حاول يبقى بارد: حصل ايه لكل ده ؟
صفوت مش مقتنع إنه ميعرفش و مش مصدق نهائى: يعنى متعرفش اللى حصل مع مالك ؟ عايز تقول إنك مش انت اللى وراه ؟ و هو مالك هيصدق اصلا ده ؟ هيقتنع إنك ملكش يد ؟

هامر وقف و ولّع سيجارته: و هو انا كنت قولتلك اصلا إنى مش انا اللى وراه ؟
صفوت إتجمّد و افكاره راحت ف إتجاه رافض حتى التفكير فيه: يعنى ايه ؟ طب ليه ؟
هامر وشه ضلّم بغضب: عشان غبى
صفوت بصّله قوى و خايف من اللى هيسمعه او معندوش استعداد يقبله ..
هامر زعّق: و انت اغبى منه .. فاكر نفسه هيعرف يضحك عليا .. يضحك عليك انت ماشى .. لكن انا لاء .. يبقى ميعرفنيش.

صفوت قعد و بصّله بيستفهم بقلق و قال كلام زى اخر مسكه لأى حبل و هو بيتقطع: بس مالك مضحكش عليك
هامر حدف السيجاره جات ف وشه: تبقى انت اللى اغبى منه .. مالك ضحك عليك فى موضوع الهجره .. و معنى إنه ضحك عليك مره يبقى ضحك عليك الف مره قبلها و ده اللى خلاه يضحك عليك و هو متطمن
صفوت بلع ريقه بالعافيه: ايش عرّفك ؟ هو قال غرقت و إحنا بعتنا رجالتنا المكان و إتأكدنا فعلا إنها غرقت و الغواصين طلّعوا اجزاء من الباخره ف المايه و إتأكدوا منها بس مكملناش طلوعها عشان مش هتفيدنا بحاجه ده غير هتشد العين علينا و ابسط حاجه هنتسأل ليه مبلغناش و مين اللى كان عليها و مسافرين ازاى اصلا ؟
هامر مش مقتنع اصلا: و مش يمكن ده اللى شككنى فيه ؟

ليه متحققش ف الموضوع ؟ و عادل اما ظهر إختفى فين ؟ كان طالع ورا الواد الظابط اخوه اللى كان قبض عليه قبل كده و رجالتنا هناك شافوه .. إختفى فين بقا ؟ اكيد وقع تحت إيد واحد من الاتنين يا هو يا اخوه
صفوت: ما يمكن وقع تحت إيد مالك و خلّص عليه عشان ميكشفهوش
هامر: طيب و اذا كان هو اصلا مشافش مالك و لا عرف إنه هو اللى هرّبه يبقى مالك هيخاف من وجوده ليه ؟
صفوت سكت بقلق: يمكن اخوه فهد ؟

هامر ولّع سيجاره تانيه: و ودّاه على فين إذا كان مش موجود ف القسم و لا بيتحقق معاه ؟
صفوت مش فاهم: عايز تقول ايه ؟ انت تقصد ايه بالظبط ؟
هامر: عايز اقولك ان مالك يا بيلعبها عليك يا هو اللى بيتلعب عليه من أخوه .. مالك يا ظابط مخابرات محترف قوى يا بلطجى عشوائى قوى .. يعنى يا اما هو ظابط ذكى جدا و عارف بيعمل ايه كويس قوى يا إما بلطجى مش عارف بيعمل ايه و الظروف بتخبّطه ..

يا هو ظابط محترف و بيرتب الظروف جنب بعضها بالشكل اللى يقنعك بيه إنه شمال معاك ف سكتك و بيخبّط ف اخوه عشان بس يقنعك إنه معاك و يمكن متفق معاه لحد ما يوصل للى عايزُه و يمكن حركة مراته اللى سابته بعد ما انقذها ف إسكندريه دى مترتبه منه و متفق معاها..
يا اما فعلا شمال بس مش عارف بيعمل ايه و عمال يخبّط ف اللى حواليه مره و ف الظروف مره ..
صفوت بيحاول يخلق امل لمجرد إنه مش قادر يتقبّل فكرة إنه يخسر مالك اكتر من عدم تقبّله لفكرة إن الاحتمال ده لو صح يبقى هو كده بيقع: طب و هتعرف هو انهى فيهم ازاى ؟

هامر بجمود: انا اللى هثبتلك .. عادل لازم يظهر
صفوت إستغرب: ما انت لسه بتقول إختفى
هامر: هو وقع تحت إيد واحد من الاتنين يا هو يا اخوه .. و لو الاتنين مش سكه واحده و قصد بعض يبقى بمجرد ظهور عادل هيخبّطوا ف بعض .. لكن لو الاتنين متفقين هيبان من رد فعلهم و ساعتها هتتأكد ان مالك فى سكة اخوه و أخوه سكته قانونيه
صفوت: و هيظهر ازاى بس ؟

هامر: مالك انت قولت حاطط على أخوه حراسه و اكيد الحراسه دى من عندنا و اكيد هما اللى انقذوا أخوه و اكيد هما اللى وقّعوا عادل و هما اللى هيدلوك عليه .. اوصلهم بأى طريقه
صفوت بلع ريقه و خايف من الخطوه دى و هامر مدهوش فرصه و شاورله بالموبايل: إتصل بكامل يجيبلك كشف الحراسه ف المجموعه و الشغالين فيها و يوصل لمين لجأله مالك
صفوت إتصل بكامل قاله و كامل شاف الكشوفات و معرفش يوصل لحاجه و بلّغه ..
هامر شكوكه بتتأكد: كده بتبان اهى .. ايه اكتر مكان او أمن مكان يخصّه
صفوت سكت كتير: صالة التدريبات و
هامر زعّق: ما تفوق يا زفت.. هيخبيه ف صالة التدريبات ؟

صفوت كإنه إفتكر حاجه: مالك عنده مخزن ف حته ع الطريق كده مهجوره كان مصنع قديم و إتهجر و كان خد فيه عزّام بعد ما سلّمتهوله بفتره
هامر و كإنه متأكد من كلامه: كلّم الرجاله تروح و تجيب عادل من هناك و تخرّجه و اوعده إنك هتسفّره برا لحد ما الامور تهدى و تقنعه إنك باقى على شغلك معاه و مالك طلع بيلف عليك
صفوت: و هعمل ايه بعدها ؟
هامر: هقولك بعد ما تخرّجه

حلم كانت رجعت القاهره و راحت عند أمها .. مترددتش لحظه .. هى خلاص إكتفت من مالك و من شكوكها فيه ..
أمها حاولت معاها تعرف مالها: زعّلك ف ايه البيه بتاعك ؟
حلم مفهاش دماغ اصلا تتكلم او مش عايزه تتكلم من نظرة الشماته اللى ف عينيها ..
أمها إتريقت: طبعا ملكيش عين تتكلمى .. اصل هتقولى ايه ؟ هتقولى ف الاخر اللى انا قولتهولك ف الاول ؟ ليكى عين ؟
حلم زعّقت: خلصنا بقا .. قولتلك قبل كده انا اللى هتحمّل نتيجة إختياراتى مش حد تانى
أمها ضحكت بإستفزاز: و اديكى بتتحملى زعلانه ليه بقا ؟

حلم دارت وشها مسحت دمعه متكتفه على حرف جفنها: انا مش زعلانه بس ارحمينى بقا .. ارحمينى .. انتى ليه مش حاسه بيا ؟
أمها مالهاش ف جو العواطف ده ف غيّرت مسار الحوار بينهم: المهم ناويه على ايه ؟
حلم دوّرت وشها و أمها وضحت كلامها: قصدى ف موضوع مروان .. مش ناويه تصلّحى اللى جوزك عمله معاه ؟
حلم إتنفست بضيق: هو انتوا ليه مصرّين ان مالك اللى عمل كده ؟ هو لمجرد إختلف معاه او حصل موقف بينا بسبب مروان يبقى هيرده و بالشكل ده و بالبلطجه دى ؟ ما جوزك و إبنه قبل كده حرقوله المجموعه و أذوه ف شغله ليه مردهاش ؟

آمها ربّعت إيديها ببرود: و مين قالك إنه معملش كده بيردها بس سكت ف وقتها لحد ما يوصلك و اما اتمكّن فضى للى عايزُه
حلم مش عارفه تقتنع نهائى بكل ده .. مش عارفه تشوف مالك كده .. هى اه زعلانه منه و معاه .. و اه جواها ناحيته شكوك كتير و علامات إستفهام اكتر بس لسه محتفظ جواها بحته لنفسه بتدافع عنه و بتحطله اعذار و بتخانقها اما تيجى عليه ..
أمها ملاحظه شرودها و عرفت إنها معندهاش رد او إبتدت تتلجلج: ع الاقل مش هتمسكى القضيه؟
عمها ثروت كان ف البيت و نازل و سمع اخر جمله: لا متشكرين انا مقوّم لإبنى اكبر محاميين ف البلد .. بس لو ثبت ان اى حد سواء مالك او غيره اللى زق الراجل ده على مروان انا مش هرحمه.

حلم سكتت شويه بتوتر و خايفه تسأل: انت ليه شاكك ف مالك كده ؟
عمها رمى كلامه بغموض: لنفس السبب اللى انتى شاكه فيه عشانه
حلم دوّرت وشها بضيق: انا مش شاكه فيه
عمها: عشان كده انتى هنا ؟ و عشان كده سيبتيه لوحده ف اللى حصله ؟
حلم بصتله قوى بشك: انت ازاى عرفت اللى حصله ؟

لسه عمها مردش ف هى زعقت: انت اللى عملت فينا كده ؟ انت اللى ورا اللى حصلنا ف إسكندريه مش كده ؟ انت اللى بعتله الناس دول يخلّصوا عليه
حلم من جواها بتدعى يكون ده صح حتى لو مش عارفه هتواجه مالك ازاى بس ع الاقل لو ده صح يبقى هتعرف تواجه شكوكها ..
بس عمها قضّى على كل ده: انا معرفش حاجه من اللى بتقوليه ده و لا اعرف اللى حصله .. انا بس كلّفت حد يتابعه و عرفت إنه دخل مستشفى ف اسكندريه واخد طلقه ف رجله و إنك سيبتيه لوحده و رجعتى من غيره ..
حلم إتنهدت بخيبة امل و أمها بصتلها قوى: هو ايه اللى حصل معاكوا هناك ؟

حلم هربت من سؤالها و من الحوار كله: و لا حاجه .. انا هطلع ارتاح شويه
أمها شدتها و زعّقت: انتى مش هتمشى إلا اما تقوليلى ايه اللى حصل .. فاهمه .. و لا مكسوفه ؟
حلم شدّت إيديها بخنقه و مشيت: انا ماشيه خالص مش قاعده هنا .. إرتاحى بقا
بعد ما راحت عند الباب بصّت لعمها: مالك مش كده و لا هيعمل كده و اعرف كويس ان لو ليك حق عنده انا اللى هجيبهولك بس لو هو اللى له الحق ده انا اللى هاخده.

خرجت من البيت مخنوقه و مش عارفه تعمل ايه و لا تروح فين .. بس قررت تحقق ف الموضوع يمكن توصل لحقيقه تريّحها .. بس ياترى الحقيقه هتريّحها فعلا ؟
راحت قابلت مروان تانى ف الحبس ..
مروان إبتسم اما شافها حتى لو فرحته مؤقته: كنت عارف إنك هتيجى تانى
حلم إبتسمت إبتسامه خفيفه: و ايش عرّفك بقا ؟ انا نفسى مكنتش متوقعه و لا عامله حسابى اجي
مروان: قلبى بقا
حلم إتضايقت بس إتجاهلت إجابته و ضيقها و إبتدت تتكلم معاه ف تفاصيل اللى حصل و مروان شرحلها اللى حصل كله مع الراجل شريكه من اول ما ظهر لحد ما خد القروض و إختفى ..

حلم بتفكير: يعنى انت عايز تقول إن مقابلاتكم كانت عندك ف الشركه ؟
مروان: اه اول مره جالى ع الشركه و تقريبا مره كمان
حلم وقفت بحماس: يبقى كده هتتحل .. لقينا طرف خيط ممكن يوصلّنا بيه و بمجرد ما هنوصله يبقى إتحلت
مروان وقف معاها: ازاى ؟
حلم: متشغلش بالك انت سيبها عليا
مروان بإصرار: لاء فهّمينى بس
حلم: طالما جالك الشركه كذا مره يبقى اكيد الكاميرات صوّرته و لو مره منهم و طالما راح معاك البنك حتى لو القروض انت اللى واخدها و أبوك اللى موصّى عليها يبقى اما نربط بين مقابلته ليك ف الشركه و وجوده معاك ف البنك هنعرف نوصله
مروان: و لو موصلنلهوش ؟

حلم: دى شغلة النيابه و حتى لو محصلش ف ع الاقل هتثبت إن الموضوع ملعوب فيه و هتخرّجك حتى لو بكفاله
حلم سابته و مشيت و قررت تكمّل ف الموضوع .. راحت ع الشركه و طلبت مهندس كومبيوتر و جابته فك الكاميرات و إبتدى يفرّغها و فعلا جاب مقابلات الراجل ده مع مروان ..
حلم إدته فلاشه: نزّلى الفيديوهات دى عليها
المهندس قطع الفيديوهات دى من ع الكاميرات و نزّلهالها عليها و إدهالها و مشى ..

مالك طول اليومين دول افكاره متزاحمه و عقله مش راحمُه .. رجع شقتهم بس حسّها ساقعه .. مش دافيه زى وجودهم فيها سوا .. حسّها مهجوره .. كإن اللى راح منها روحها مش حلم .. إبتدى يحطّلها اعذار .. شويه يتقبّل الاعذار دى و شويه ينكرها و من بين كل ده مش عارف ينكر إحتياجه لها ..

حلم خلّصت مع المهندس و اخدت منه الفلاشه .. بعدها راجعت كذا حاجه ف الشغل بدل مروان ف غيابه ..
خلّصت و راجعه تاخد حاجتها من مكتبها بتستعد تمشى إتفاجئت بمالك قدامها و بيمشى بعشوائيه ف المكان .. عينيه زى التايهه و بتلف المكان زى العيل الصغير التايه و بيدوّر عليها لحد ما عينيه وقعت عليها او إتعلقت بيها و إتقابلوا ف نظرة عتاب شبه المعركه ..
حلم للحظات صُعب عليها شكله بس رجعت لجمودها بسرعه و دخلت أخدت شنطتها و إتحركت تمشى لحد ما إتخطته ..
بمجرد ما عدّت من جنبه مالك غمض عينيه بوجع .. كان عنده امل هشّه إنها راجعت نفسها .. هتفضل جنبه .. بس هى قضت عليه ..
خد نَفس بصوت عالى كإنه بيتنفسها مثلا او كان محروم حتى من النَفس فى غيابها ..
راح عليها بهدوء و هى وقفت بس ضهرها له: عايز ايه يا مالك ؟

مالك صوته إتهز: عايزك
حلم حسّت بإنتصار بسيط إنه لسه محتاجلها بس إنتصار ملهوش لازمه عندها و هو حاول يمسك إيديها بس حسّهم باردين مش بنفس الدفا بتاعه: انا محتاجلك يا حلم .. محتاجلك قوى دلوقت .. انا ف ازمه حاليا .. ف ازمه و محتاج اتسند على حد .. استقوى بيه لحد ما اقف على رجلى .. متتخليش عنى
حلم سحبت إيديها من إيده بجفا: و انا تعبت .. تعبت منك و معاك يا مالك و كان لازم تعمل حساب يوم زى ده و تخاف منه .. الواحد لازم يعمل حساب ان هيجي يوم والناس اللي كانت و هى معاه بتغمي عينيها و تمشي بإحساسها هتفوق وهتعرف تنسي احساسها معاه من كتر الصدمات ما قوّتها ..
مش تملّي الصدمات بتكسر لا دي ممكن تعمل حصانه من الوجع و توجع اللى قدامها و ينقلب السحر ع الساحر ..

مالك حاول يحتفظ قد ما يقدر بوجودها: عارف إنى كان لازم احطّك معايا فى الصوره من الاول و كان لازم اقولك كل حاجه و كان لازم اسيبلك حرية الاختيار .. عارف كل ده .. بس انا مخدعتكيش .. مخدعتكيش يا حلم .. عارفه ليه ؟
عشان وثقت فيكى .. وثقت إنك هتختارينى قدام اى حاجه تانيه و بمجرد ما ثقتى فيكى وصلت للنقطه دى إختارتك و كمّلت معاكى نيابة عنك .. إختارت نكون سوا ف اى ظروف و قدام اى حاجه و انا واثق فيكى و ف وقفتك معايا و إنك هتسندينى.. سندت عليكى ف الوقت اللى الطبيعى فيه انتى اللى تسندى عليا بس كنت باخد قوتى منك .. ف متجيش و تتخلى عنى دلوقت .. متمشيش و تسيبينى اقع ..
حلم إتجاهلت كل محاولاته و سكتت قدامه جامده ..

مالك بيعمل محاوله اخيره: طيب انا هقولك كل حاجه و من الاول بس اوعدينى تبقى جنبى .. تفضلى جنبى للاخر
حلم خافت من اللى هتسمعه او اللى بقت متأكده إنها هتسمعه: و انا مبقتش عايزه اسمع منك حاجه و لا اعرف حاجه .. و لا مستنيه منك حاجه .. كان لازم تعرف ان طول ما انت ماشى ماسك حاجه ف ايديك و تبص هنا شويه و هناك شويه و تتابع هنا شويه، هيجيلك وهم انك ماسك لسه نفس الحاجه و هى هتكون وقعت، من كتر مانت ضامنها ! وقعت منك يا مالك
مالك: انا ما صدقت اتلصّم فيكى عشان اعرف اقف على رجلى ...عشان اعرف اعيش اصلا ف بلاش القسوه دى.

حلم قفلت قلبها و عقلها قدام كل محاولاته و قدام اى نقاش: و انا مبقتش عايزاك يا مالك
مالك نطق بأخر كلام قبل النهايه: هتندمى .. صدقينى هتندمى .. بلاش يا حلم .. انا قولتلك قبل كده مبرجعش لباب إتقفل ف وشى مره
حلم إفتكرت كلامه و إفتكرت احلام و ضحكت بتريقه: و مسألتش نفسك ليه كل باب بيتقفل ف وشك ؟ معقوله كلنا غلط و انت اللى صح ؟
مالك متشعلق ف طرف الخيط اللى بينهم و متبّت عليه قبل ما يتقطع: لا مش غلط بس فى حاجات كتير كان صعب تتقال و ادينى جايلك عشانها .. ادينى بين إيديكى تعالى نرجع بيتنا و نقعد مع بعض و هرضيكى باللى عايزاه مهما كان حتى لو على حساب روحى انا بس كنت خايف عليكى .. انا ممكن اكون غلطت بس صدقينى انتى اللى خلتينى.

حلم قاطعت كلامه و زقّت إيده بغباوه: و انا قولتلك مبقتش عايزاك .. واحد زيك مبقاش يلزمنى .. الغباء كان عندى من الاول و انا اللى هصلّحه .. انت ملكش ذنب انا اللى كنت غبيه
مالك بلع ريقه بترقّب: يعنى ايه ؟ انتى ناويه على ايه ؟
حلم بصّت ف عينيه مباشرة و شافته متوتر خايف و فسرت التوتر ده على مزاجها شافته خايف من اى حاجه و معرفتش ان الخوف ده سببه هى: هتعرف اما احب اكون عايزاك تعرف .. من عاشر القوم بقا .. مش ده اسلوبك ؟ تخبّى وقت ما تعوز و تتكلم وقت ما تحب
إستعدت تمشى و مالك مسك إيديها ف شدتها و مشيت من غير ما تبص وراها و هو غمض عينيه قوى و حس إنها خذلته ف وقت صعب ..

صفوت بعت رجالته المخزن بتاع مالك و فعلا لقوا عادل فيه و إشتبكوا مع الحراسه اللى ع المخزن ..
مالك كان سايب حراسه مش كتير ع اساس محدش يعرف المكان و متوقعش صفوت اللى قاله اجيبهولك هو اللى يخرّجه ..
و صفوت كان عامل حسابه ف بعتله رجاله كتير جدا و فعلا قدروا يخلّصوا ع الحراسه و يخرّجوه و إتصلوا بيه بلّغوه ..
هامر: إتصل بلّغ عنه
صفوت بقلق: بس
هامر: كلّم اخوه بلّغه
صفوت: و لو وقع ف إيد أخوه و بعبع بكل حاجه.

هامر ببرود: مش هيتكلم غير فى محاولة تهريبه و اللى وراها عشان ده اللى هيتحقق معاه فيه قبل اى حاجه كانوا عايزينه من الاول فيها و سواء يعرف مالك او لاء هيديله مواصفاته و اخوه هيعرفه و لو متفق معاه مش هيتصرف و هيبان جدا
صفوت: ده ظابط و بطريقة تفكيرك دى مش سهل يقع كده .. ما يمكن متفقين اه لكن يعمل نفسه متفاجئ او يعملوا حاجه متفقين عليها .. بشكوكك دى ناحيته ده معناه إنه ذكى
هامر: الثبات الانفعالى ملهوش علاقه بالذكاء .. يعنى مهما كان ذكى هيبان على إنفعلاته و ده اللى هيوقّع مالك
صفوت خلّى حد من رجالته كلّم فهد بلّغه فعلا بمكان عادل ..

فهد زعّق: انت بتقول ايه يالا ؟
الراجل عاد كلامه تانى: بقولك عادل يسرى ف العنوان اللى بعتهولك لو عايزُه هتلاقيه هناك
فهد محاولش حتى يتحقق: و انت مين و بتبلغ عنه ليه و تعرفه منين اصلا ؟
الراجل: طلب منى اخلّصله على حد تقريبا مختلف معاه و اما دوّرت ع الحد ده عرفت إنه اخوك ف إتصلت ابلّغك
فهد بشك: مالك ؟ و متصلتش بمالك ليه اصلا ؟
الراجل: عشان و انا بدوّر عرفت إنك انت اللى بتدوّر عليه مش أخوك
فهد لسه هيتكلم ف الراجل قفل ف وشه و طلّع الخط كسره و مشى ..
فهد زعّق ف الموبايل: انت مين يالا ؟ الووو .. ولاا.

حدف موبايله و اللوا مدحت دخل عليه كان عايزُه بس شافه واقف بغضب ..
اللوا مدحت بص ع الموبايل المتكسر ف الارض: فى ايه ؟ ايه اللى حصل و مين كان بيكلمك و عصّبك كده ؟
فهد بصّله قوى بشرود و لسه هيتكلم سكت و خد سلاحه من ع المكتب و مفاتيحه و خرج ..
راح ع العنوان اللى الراجل إداهوله و وقف من بعيد متابع المكان بحذر لحد ما لمح عادل خارج منه بيتكلم ف الموبايل ..
فهد بصّله بغل و قعد يقرّب بحذر و يختفى لحد ما وصل وراه قريب منه و نط عليه كتّفه من ورا: اخيرا وقعت يا ابن الكلب.

عند صفوت بعد ما قفل مع الراجل بلّغه إنه كلّم فهد من قدام المديريه و ان فهد نزل على طول بعد تليفونه و راح ع العنوان ..
بص لهامر: ده راح يجيبه .. ده معناه ان مالك
هامر كمّل: ان مالك يا زى مانا شكيت هيوقعنا يا هو اللى وقع و ف الحالتين معدش يلزمنى
صفوت بقلق: و العمل ؟
هامر: بعت حد المجموعه زى ما قولتلك جاب كل حاجه تلزمك ؟
صفوت إفتكر إنه خلّى حد يحاول يدخل مكتب مالك او يفتح الخزنه بس ملقاش حاجه ..
هامر: متقلقش كل حاجه معمول حسابها و لو معاه حاجه يبلها و يشرب ميتها
صفوت قلق من ان بنته الشيكات بإسمها و تحويلات البنوك كمان: و ميرنا ؟
هامر: انت معاك لها باسبور امريكى بإسم تانى و هى خلاص هتسافر و الفلوس خلاص سافرت و احنا ساعتين بالكتير و هنحصّلهم .. هتقلق ليه ؟

حلم خدت الفلاشه و راحت المحكمه يوم جلسة مروان و إبتدت الجلسه ..
حلم وقفت: مروان قال ان فى حد جاله يشاركه ف المشروع و فكرة القروض كانت إقتراحه و هو اللى لعبها
القاضى: و ايه اللى يثبت ؟ و مين الحد ده اذا كان هو نفسه ميعرفهوش و لا يعرف عنه حاجه ؟
حلم: انا معايا اللى ممكن يوصّلنا له ؟
فتحت شنطتها تطلّع الفلاشه إتفاجئت إنها مش موجوده .. دوّرت مره و اتنين و عشره بس مفيش ..
بصّت بقلق حواليها و للقاضى: انا كان معايا فلاشه عليها فيديو من كاميرات الشركه مصوّره الراجل و هو داخل و مقابلاته
القاضى: طب هى فين ؟
حلم متوتره بصوت مهزوز: معرفش .. معرفش إختفت .. تقدروا ترجعوا للكاميرات تانى تشوفوها .. سيادة القاضى انا بطلب التأجيل.

فهد راح ع العنوان و اول ما لمح عادل راح ناحيته بحذر و بمجرد ما قرّب منه إتحدف عليه من ورا ضهره و كتّفه و عشان يضمن يخرج بيه رش على وشه مخدر و جرجره لحد عربيته حدفه فيها .. صفوت كان ممهدله الجو و سايب رجاله بشكل صورى بس عشان ميشكش ان الموقف مترتب بس يسيبوه يخرج بيه ..
فهد خده و طلع ع المديريه ..وصل و خلّى اتنين عساكر شالوه على مكتبه حدفوه جوه و خرجوا و هو ضربه برجله ف وشه مره ورا مره لحد ما فاق ..
عادل فاق و بمجرد ما بص حواليه فهم و فهد بصّله بغلّ: و حياة أمك ما هسيبك
نزل فيه ضرب لحد ما وشه جاب دم و مش راضى يسيبه: انت اللى ورا خطف مراتى يا ابن الكلب .. ده انت مش بس هربت ده انت إتشطّرت على مره
عادل زعّق بتريقه: زى ما انت جاى تتشطّر عليا دلوقت و سايب اخوك .. روح إتشطّر على اخوك.

فهد إتجمّد مكانه .. هو اه كان عنده شكوكه بس إنه يشك حاجه و إنه يسمعها مباشره كده حاجه تانيه خالص ..
إنقض عليه بعنف ضربه بوكس ف وشه: أخويا مين يا ابن الكلب ؟ أخويا اللى كنت عايز تقتله ؟
عادل زعّق: و جاى تحاسبنى إنى عايز اقتله عشان كان عايز يقتلنى ؟ انت بتكايل بمكيالين يا حضرة الظابط المحترم ؟ طالما بتطبّق القانون قوى كده روح طبّقه على أخوك و اسأله كان عايز يقتلنى ليه و هرّبنى منك ليه ؟
فهد إتلجّم و عقله إبتدى يوريله لقطات و لقطات من كل حاجه عدّت و افكاره كلها راحت ف إتجاه واحد ..

عادل إستغل فرصة شروده و فهم إنه كان شاكك و كلامه بيأكدله شكوكه و مش محتاج اكتر من إنه يتكلم: ايوه هو اللى هرّبنى منك يوم مأمورية العريش ...صحيح مشوفتهوش بس و هو خارج من عند صفوت بيه لمحت وشه من بعيد و عرفته و يوم خطف مراتك شوفته و هو بيرجّعها و بعدها سألت عنه و عرفت إنه اخوك
فهد إتوتر: مين صفوت ده ؟
عادل سكت بقلق و خاف يجيب ف الكلام اكتر بس مقدمهوش حل و فهد ضربه برجله ف وشه: انطق يالا
عادل بخوف: صفوت ده واحد شمال .. له فى كل سكه شمال شغل بس و لا شغل و لا حاجه بإسمه و كل شغله بإسم اللى بيخلّصهوله بس بضمانات و اخوك شغال معاه.

فهد إفتكر المجموعه اللى كان شاكك فى اصلها و منين مالك عملها ف بصّله و سأله: إسمه ايه زفت ده و شغال ف ايه تانى ؟
عادل: إسمه صفوت الراجحى او ده إسمه اللى بيستعمله هنا مع الشغل و معتقدش ان ده إسمه و شغال ف كل حاجه بس اساسهم السلاح و بيتعامل مع تقريبا كل تجار السوق بما فيهم خليل اللى أخوك قتله
فهد شرد بغلّ و إفتكر عملية السلاح اللى فشل فيها و شكّه وقتها ف مالك و شكّه اصلا من الاول ف قتل خليل ان مالك اللى وراه و يا عالم ممكن كان شغال معاه من وقتها و حس ان خليل هيكشفه ف قتله .. إفتكر موت أبوه و أمه بسببه .. إفتكر فشله مره ورا مره بسببه ..

إفتكر و إفتكر كتير قوى لحد ما إنتبه على عادل اللى متكوّم تحت رجله بخوف: مين اللى وراه ؟
عادل: و الله ما اعرف اكتر من صفوت .. صفوت الراجحى لكن اللى فوق صفوت معرفهوش بس اخوك اللى يعرفه لإنى و انا متابعُه عرفت ان فى واحد نزل مصر تبعهم و هو اللى كلّف اخوك بتهريب البنات ع الباخره بدالى و ده اللى وقّعنا انا و اخوك ف بعض إنه زاحنى و خد مكانى
فهد حس بقرف و مرار فى نفسه: تهريب بنات ؟ للدرجادى يا مالك ؟

فهد بترقّب: الاقيه فين زفت ده ؟
عادل بخوف: مالك ؟
فهد ضربه برجله ف وشه و عادل إتكلم بالعافيه: صفوت ؟ معرفش بس اكيد لو مش فى المجموعه هيبقى ف فيلا المنصوريه بتاعته
فهد خد منه عنوانها بالظبط و نزل خد عربيته و راح عليها و هو معندهوش ادنى فكره ايه اللى ممكن يتعمل و لا اللى هيعمله ده هيوصّله لإيه ..

مالك راح ع المجموعه و دخل مكتبه و بمجرد ما دخل حس بحاجه غريبه .. زى ما يكون حد دخل قبله .. الحاجات اللى ع المكتب رغم إنها مترتبه بس مش ترتيبه ..
عينيه راحت ع الخزنه بس مقفوله .. فتحها و حس إنها إتفتحت بردوا رغم إن مفيش لغبطه و لا حاجه ناقصه ..
فتح اللاب بتاعه و شاف كشف الحراسه كان مفتوح فى وقت هو مكنش هنا فيه ..
حس ان فى حاجه غلط او حد عايز يوصل لحاجه .. كلّم الحراسه اللى على عادل بس مبيردوش .. تقرييا قدر يفهم او يستجمع اللى حصل ..
نزل خد عربيته و راح على فيلا المنصوريه لصفوت ..
حاول يكلّم فهد بس مبيردش .. رن كتير بس موبايله مقفول غمض عينيه اللى لأول مره يتحوّلوا لشر بجد و إتمنى إنه ميكونش وصل متأخر ..

حلم خدت موافقة تأجيل القضيه و طلبت فحص الكاميرات من تانى ..
و فعلا راح الظابط اللى بيحقق فى القضيه و جاب حد من المعمل الجنائى فك الكاميرات و فرّغها بس إتفاجئ ان مفيش حاجه من اللى قالت عليها نهائى ..
حلم إتصدمت: يعنى ايه ؟ انا اللى مفرّغه الكاميرات دى و انا شايفاها بنفسى .. فى فيديوهات للراجل مع مروان انا شوفتهم
الظابط: مفيش حاجه فى الكاميرات زى ما شوفتى
حلم زعّقت: و انا بقولك فى .. فى انا شوفتهم
الظابط سجّل تقارير المعمل الجنائى و هى مشيت .. مشيت مخنوقه و حست ان فى حاجه مش مظبوطه .. شكوكها و افكارها راحوا ف إتجاه معين ..
موبايلها رن و كانت واحده صاحبتها .. كنسلت مره ورا التانيه و الاخر ردّت ..

مروه: ايه يا زفته مبترديش ليه ؟
حلم بزهق مفهاش دماغ للكلام: مروه ممكن نتكلم بعدين انا مش فايقه دلوقت
مروه: خلاص زى ما تحبى .. انا كلمتك بس عشان قولتيلى لو مالك او البت اللى جات معاه قبل كده البنك جوم تانى عندنا اقولك
حلم إنتبهت لسيرة مالك و برغم اللى حصل بينهم الغيره سيطرت عليها: هو جه معاها تانى ؟
مروه ضحكت بهزار: انتى مش قولتى مش فايقه ؟ لحقتى فوقتى ع السيره ؟
حلم نفخت بغيظ و زهق: إنجزى يا مروه .. جه معاها تانى ؟ و قدرتى تعرفيلى هما كانوا مع بعض ليه اصلا المره اللى فاتت ؟
مروه: كان معاها المره اللى فاتت اه عرفتلك ليه .. كان بيحوّل فلوس لحسابها
حلم إستغربت .. ازاى هو اللى بيحوّل فلوس لحسابها ؟ مين شغّال عند مين عشان يديه فلوس ؟ و ليه مالك كدب اصلا ده قالها إنها هى اللى بتحاسبه على شغله ؟
مروه: بس بعدها بيومين هى جات سحبت الفلوس كلها مره واحده .. رغم إن مكنش فى سيوله تكفى بس وفّرولها المبلغ و خدته
حلم إستغربت اكتر: هو المبلغ كان كبير و لا ايه ؟

مروه: جداا .. ده البنك كان مقلوب و خدوا فرصه منها فتره لحد ما وفّروه تانى .. ده فوق الربع مليار
حلم إتخضّت من الرقم .. مالك هيجيب مبلغ زى ده منين و هيحوّلهولها من حسابه ازاى و ليه ؟
مروه: و بس معرفش عنها هى تانى
حلم بشك: يعنى ايه متعرفيش عنها هى تانى ؟ هو فى حاجه عن مالك تانى ؟
مروه: معرفش .. هو اللى اعرفه إنى شوفته هنا عندنا من يومين و جه و مشى مخدش وقت
حلم بقلق: امتى بالظبط و معرفتيش كان جاى ليه ؟

مروه: يوم التلات اخر النهار
حلم إستغربت و شردت كتير .. يوم التلات مالك كان معاها اصلا .. راحلها الشركه يصالحها و كان بيقولها إنه محتاجلها .. راح البنك امتى و ليه اصلا ؟ و ليه مستعجل اما هو كان عايز ياخدها ع البيت و يتكلموا ؟
مروه زى ما يكون سمعت سؤالها: اما سألت حد من زمايلى عرفت إنه مش جاى للحسابات .. ده يدوب للخزنه بتاعته و مخدش وقت
حلم مش عارفه تفكر نهائى: خزنه ؟ هو مالك عنده خزنه تبع البنك عندكوا ؟
مروه: امال انا بقولك ايه يا بنتى من الصبح ؟
حلم شردت قوى: طيب إقفلى دلوقت
قفلت معاها و إترددت شويه و خدت نَفس طويل كإنها بترتب افكارها و رجعت مسكت موبايلها تانى إتصلت بعمها ..
حلم: عمى ممكن خدمه ؟

عمها مفهوش دماغ اصلا لها و لا عايز و لا طايق يكلمها: انا مش فاضى
حلم حاولت معاه: محتاجه حاجه من البنك و عايزاك تكلملى حد تبعك
عمها إتريق: انتى فاكره بعد الفضيحه اللى جوزك عملهالنا دى حد هيبص ف وشك ؟
حلم إتجاهلت إتهامه و حاولت تانى معاه: مش ف البنك اللى معاه مشكلة مروان .. بنك تانى و محتاجه منه حاجه
عمها إستغرب: حاجة ايه اللى محتاجاها ؟ حاجه تخص قضية مروان ؟

حلم كانت هترد لاء بس عارفه لو قالتله تخص مالك هيسأل اكتر و يصمم يعرف مقابل مساعدتها ده غير إنه مش هيساعدها ف غيّرت إجابتها ..
حلم بتهتهه: اه فى سكه كده همشيها و يمكن توصّلنا بحاجه.. هشوف اذا كان الشخص ده له قروض تانيه او مشاكل تانيه مع اى بنك تانى و نحاول نربط بينهم
عمها رد بحماس: خلاص إقفلى و انا هكلملك مدير البنك يكون معاكى ف اللى عايزاه و شويه و هجيلك
قفل معاها و إتصل بمدير البنك و قاله إنها هتجيله يعملها اى حاجه محتاجاها ضرورى و مدير البنك عشان معرفه وافق على طول ..

فهد كان خد عربيته و وصل فيلا المنصوريه اللى خد عنوانها من عادل .. وصل و ركن و خرّح مسدسه من جيبه و إتحرك بحذر ناحية جوه ..
مالك كان بيسابق الريح بعربيته و بيتمنى لو ميوصلش متأخر .. بس بمجرد ما وصل و شاف عربية فهد راكنه على جانب الطريق ضرب الدريكسيون قدامه بعنف و قفلها و نزل و حاول يدخل بحذر من جانب خفى يمكن يعرف يلحق حاجه ..
و الاتنين دخلوا جوه متخفيين بحذر و الاتنين مش شايفين بعض ..

حلم وصلت البنك و قابلت مدير البنك ..
مروه بقلق: حلم انتى عارفه هتعملى ايه ؟ انتى هتتجسسى على خصوصياته .. جوزك لو عرف عمره ما هيسامحك إنك عملتى كده
حلم كانت افكارها خلاص إتملّكت منها: اى حاجه على مسئوليتى انا .. انا اللى هتحمّل نتيجتها مش انتى
مروه: مش هتراجعى نفسك ؟ يابنتى ارجعى هتلاقى ايه يعنى ؟ هيكون مخبى واحده جوه ؟
حلم بصتلها زقتها بغيظ و دخلت قابلت مدير البنك و معرفتش تبتدى منين ..
مدير البنك: ثروت بيه كلمنى و قالى إنك جايه محتاجه حاجه .. إتفضلى انا تحت امرك
حلم خدت نَفس متوتر: فى عميل عندكوا له خزنه هنا و عايزه افتحها.

مدير البنك مستغربش لإن طالما اتوصّى عليها يبقى حاجه مش قانونيه بس قلق: و ده مين ده ؟ و عايزه ايه من خزنته ؟
حلم بمحايله: انا مش هاخد حاجه .. انا بس هشوف ايه اللى جواها و ليه فى خزنه اصلا و مقاليش ؟
مدير البنك بصّلها بإستغراب: مقالكيش ؟ حد تبعك يعنى ؟
حلم ردت من غير ما تفكر: جوزى
مدير البنك قلق و إتطمن ف نفس الوقت .. قلق عشان قدر يوصل لهى تقصد مين بالظبط و إتطمن ان الموضوع ميتعداش غيرة واحده على جوزها ..

حلم حاولت تطمنه اكتر: الموضوع مش هياخد دقيقتين تلاته اشوف اللى فيها و اتطمن و هتقفلها تانى بالكود من غير ما يعرف و اكيد انا مش هقوله
مدير البنك وافق و خدها و راح على مكان الخزن و فعلا جاب الكود و الرقم السرى و المفتاح التانى اللى مع البنك و فتحهلها ..
حلم إتنفست بصوت عالى و هو سابها و وقف ع الباب ..
إترددت تمد إيديها بس الفضول خدها و طلّعت الحاجات اللى جواها و إتسمّرت بجمود مكانها .. حسّت ان الدنيا بتلف و تلف و تلف بيها و مش راضيه تقف ..
لحد ما الدنيا وقفت بيها و هى كمان وقفت معاها و سابت كل حاجه و مشيت من غير كلام ..

خرجت فضلت تلف بالعربيه و تلف و تلف و تلف لحد ما لقت نفسها واقفه قدام اخر مكان تتوقع تروحه فى وقت زى ده بس كان خلاص الغلّ إتملك منها و رسملها سكه قدامها ..
خدت نفس عنيف و قفلت عقلها و قلبها قدام اى نقاش او محاولة اقناع منهم و دخلت بجمود و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة