قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية متى سيهتدي الوصال ( الجوكر والأسطورة 5 ) للكاتبة آية محمد رفعت ف5

رواية متى سيهتدي الوصال ( الجوكر والأسطورة 5 ) للكاتبة آية محمد رفعت ف5

رواية متى سيهتدي الوصال ( الجوكر والأسطورة 5 ) للكاتبة آية محمد رفعت ف5

كالبائس لم يجد مكان مريح يطبطب على جرحه العميق، قضى ساعات في سيارته دون أن يحدد وجهته، صدمته ليس بذاك الملقب بالجوكرٍ فهو يعلم جيداً إنه لم يحبه يوماً ليفعل الآن؛ ولكن جرحه عميق تجاه ما فعلته به، كان يظنها تعشقه مثلما عشقها، كيف استطاعت أن تخدعه، إن كانت تمكنت من خداعه فعينيها لم تخدعه يوماً، حبه يتراقص بحدقتيها كلما تقابلت النظرات فيما بينهما، فربما لم يتمكن من احتضانها معنوياً ولكن نظرة تساوي ألف عناق يروي اشتياق قصة حكم عليها القظر بفجعة لم تكن بالحسبان، أغلق مروان عينيه بقوةٍ وبداخله صراع عاصف بين الغضب والسخط تجاه هذا الشخص الذي استعبد حياته، عصر قبضة يديه بعصبيةٍ اعتادت تملكه منذ البداية، لا يود أن يعلم دافعه وراء ما فعله، حرك مقود السيارة ثم تحرك عائداً للقصر والشر يتغمده بردائه المخيف...

رفعت أصابعها المرتجفة تمسح دمعاتها خشية من أن يراها طارق باب غرفتها، ثم استقامت بجلستها وهي تجاهد لثبات نبرة صوتها:
أدخل..
ولجت زوجة أخيها للداخل، فجلست لجوارها على الفراش ونظراتها الفضولية تكاد تنفذ إليها، راقبت كل حركة صغيرة تصدرها حتى باغتتها بسؤالها الصريح:
مالك يا فاطمة، من ساعة ما رجعتي من الاتليه وأنتِ قافلة على نفسك ومبتخرجيش..

انكمشت بجلستها وقد انفلتت دمعاتها وكأنها ترغب في البوح عما يحزنها، اقتربت سلمى منها بلهفةٍ، فتساءلت باستغرابٍ:
انتي اتخانقتي مع يامن وأنتي بتجيبي الفستان ولا أيه!.
أتاها ردها ساخراً:
هو فاضي يجي معايا من الأساس علشان نتخانق، وكل ما أكلمه يقولي مشغول في الشغل..
اجابتها بوجهٍ مبتسم:
بقى هو ده اللي مزعلك ومخليكي تعيطي كده أنا افتكرت في حاجه كبيرة..

حدجتها بنظرةٍ مستنكرة لتقليلها لما أخبرتها به، الا يكفي كونه لا يعيرها أي إهتمامٍ وخاصة بأن لم يتبقى على زفافهما سوى أيام معدودة، استرسلت سلمى حديثها ومازالت البسمة مرسومة على وجهها البشوش:
يا فاطمة يا حبيبتي، أي عريس معاد فرحه بيقرب بيشوف اولوياته علشان يكون فاضي لشهر العسل ولعروسته، بلاش تزعلي نفسك على أتفه الاسباب وافرحي كده بزمتك ده شكل عروسة فرحها كمان كام يوم؟!.

عبست من تحليلها الشبه منطقي واجابتها محتجة:
بقى كده ماشي يا سلمى..
تعالت ضحكاتها وهي تعلق بلطافةٍ لتدخل البهجة اليها:
ياختي أحنا مش فاضين للهبل ده ورانا شوبنج للركب واستعدادت للحفلة وانتي شاغلة نفسك بأيه، يلا نامي وارتاحي وبكره تجهزي نفسك علشان هننزل مع البنات كلنا ونجيب اللي ناقص..
ثم نهضت عن الفراش وهي تتكأ على الكومود لتغلق المصباح الصغير المعلق جوارها وهي تلوح لها بمرحٍ:
تصبحي على خير يا عروسة..

أومأت برأسها وقلبها قد طاف به شعور مقبض جراء كلمتها الاخيرة، لا تعلم أخجلٍ من العلاقة الجديدة التي ستجمعها بيامن أم توتر محتوم بعدما انشغل عنها بوقتٍ كهذا فتخشى أن ينشغل عنها عمراً بأكمله!.

بغرفة ريان..
استمع اليه بحرصٍ شديد وخاصة حينما علم بمقتل عمران والوزير على يد مراد والمخاوف التي تهاجم ريان تجاه حمل زوجته، انصت جيداً لأكثر من نصف ساعة حتى انتهى ريان مما يحمله من أعباءٍ ثقيلة يحملها بمفرده، تنهد سليم ببطءٍ وهو يبحث عن كلمات مناسبة تلامس جرحه المكشوف فقال بثباتٍ:.

بص يا ريان أنا عارف أنت بتفكر في أيه بس صدقني الخوف اللي جواك نحية ابنك اللي جاي في السكة ده مالكش حق فيه، انت طول عمرك شايل مسؤولية أخواتك وزي ما قدرت تكون أب وسند ليهم هتكون سند لابنك وأب عظيم..
ضم قبضة يديه القابضة على أطرافٍ النافذة وهو يطيح بما يجول بداخله بعصبيةٍ بالغة:.

كنت مجبور أكون ليهم أب يا سليم، والأب بيحاوط على عياله وبيحاول يمنعهم عن أي شيء ممكن يدمر حياتهم وخبر زي اللي قولتلهولك ده ممكن يدمرهم ويدمر كل اللي أنت ورحيم عملتوه علشان العيلة دي..
ثم تنهد بألمٍ:
أما بخصوص ابني فمش عارف اذا كان لسه عندي رصيد حنان ادهوله ولا لأ...
رفع يديه على كتفيه وهو يخبره بجديةٍ:
أنت مرتبك لانك هتكون أب لأول مرة بس صدقني هتحبه أكتر من نفسك..

ثم استقام بوقفته بعدما وضع يديه بجيب بنطاله الاسود الداكن ليستطرد بهدوءٍ:
أما اللي عمله مراد فأولاً ده شغله يا ريان، ثانياً والد حنين كان باين من الاول انه شمال، مكنش هدفه انه يحمي بنته والكلام ده كان هدفه ان مفيش لغط وشوشرة تكشف الستار على أفعاله الوسخة بس اللي مش قادر أصدقه أن عمران هو اللي كان بيساعده طول الفترة اللي فاتت..
ارتسمت بسمة ساخرة على وجهه وهو يخبره:.

لا صدق والله أعلم هنعرف عنه ايه تاني..
والتقط كوب المياه الموضوع على الطاولةٍ القريبة منه ليبلل ريقه الجاف، قبل أن ينطق:
أنا مش زعلان أن مراد قتل ابويا أنا كنت متوقع نهاية للطريق اللي أختاره..

كان يظن أن أخيه الأكبر هو الشخص المناسب ليشاركه ما حدث معه، ليشكو له ألم الحب المرير الذي عاهد بأن لا يزور قلبه حتى ولو كانت مرته الثانية، فحينما كانت تزيد بها الحياة بالمتاعبٍ والآلآم كان يلجأ إليه؛ ولكن حظه العسير أرسله في هذا الوقت الغير مرحب به لسماعٍ تلك الكلمات التي كادت بأن تصيبه بالصم، شعر لوهلةٍ بأن جميع المصائب تقوده لشخصٍ واحد، شخص إن كان بالماضيٍ يمقته مرة فاليوم يمقته ألف مرة، أغلق مروان الباب بهدوءٍ خشية من ان يشعر به أحداً ثم تسلل للخارج، أراد الاحتفاظ بهذا الجزء الذي استمع اليه لتو، شرارة عينيه اقتادها نيران ستحرق مملكة زيدان بأكملها، أصبح كفيف عن الرؤية، لا يرى أمامه الا شعاع الانتقام المضيء بلهيبٍ أحمر مخيف!..

بالأسفل..
زفر آدم بملل وهو يلقي على مسمعها للمرة العاشرة ما سيفعله بخطتها:
خلاص يا ريم حفظنا والله، هنشغل سليم بكره طول اليوم ومش هنخليه يحس باللي بتحضريه ها لسه في أيه تاني!.
حدجته سما بغيظٍ، فقالت وهي تلوك حبة من العنبٍ:
قولتلك يا ريم بلاش تستعيني بسيد أمريكا لحسن شايف نفسه مصدقتنيش..
أجابتها ريم بحزنٍ مصطنع:
ما انا مش عارفة هقول لمين بس فوزعت المهمات بالتساوي عليكم..
رد فارس بضيقٍ:.

يعني انتي مختارة انه يوزعه ويلبخه طول النهار وللاستاذ جان مختارله يشتري بدلة اخر موديل وأنا مدبساني في تزين المطعم والليلة كلها، مكنش عيد ميلاد ده!.
تعالت ضحكات جان بصوته الرجولي، ليقطع ما قال:
هي اختارتك للكبيرة يا ابو الفوارس خليك قدها بقى وبعدين انت عارف فرح فاطمة بعد يومين ومشغول في الترتيبات!.
أضاف يوسف بابتسامةٍ هادئة:.

متقلقش يا فارس هبقى أطلع ازين معاك بس اياكش حد من اللي الطقم ميشوفنيش فوق هبقى مسخرة..
تعالت الضحكات معاً، فقررت نغم اخبارهما بما تخفيه ريم والسبب الحقيقي خلف الاحتفال المفاجئ:
الاحتفال مش سببه عيد ميلاد سليم بس..
ثم بترت كلماتها بضحكةٍ تسلية، هامسة بصوتٍ منخفض:
أقول ولا تقولي انتي يا ريمة..
تلون وجهها بخجلٍ، فتساءلت منة باهتمامٍ:
أنتوا هتتعازموا قولوا وخلصوا..

كادت نغم بالحديث فقابلت نظرات ريم المتوعدة، فأشارت بيدها على بطنها بمرحٍ ليفهم الشباب ما تود قوله، أسرعت ريم خلفها بغضبٍ ومن خلفهم الفتيات بمباركتهم الحارة..

غفلت على ذراعيه وطفلته لجواره، عينيه تتشبع بالنظراتٍ الى صغيرته تارة وإليها تارة أخرى، لا يعلم لما ينبض قلبه بعنفٍ حينما تختم العين برؤياها!.
تلقائياً يبتسم في ابتهاجٍ ونشوة غريبة وكأن النظرات تنفذ إلى القلب، انحنى برأسه ليطبع قبلة مطولة على جبينها وهو يهمس بخوف يحاربه لأول مرة:
مش هسمح لأي شيء يدمر علاقتنا...

لجوارهما كانت تتأمله خلسة والبسمة الحالمة تزين شفتيها، لم تمتلك الجراءة يوماً لتتطلع إليه مثلما تتأمله الآن، لا تعلم بأنه يغلق عينيه عمداً لتستمر هي بتأمله، اقتربت منه شجن وهي تراقبه جيداً، ثم مالت برأسها على صدره، تستمع دقات قلبه برجفةٍ سرت بجسدها فشعرت بنبض جنينها وكأنه يتعرف على صوت دقات أبيه، أغلقت عينيها بقوةٍ وهي تنعش ذاتها برائحة البرفنيوم الخاصة به، وفجأة تصلب جسدها حينما شعرت بحركة ذراعيه تتطوق خصرها بقوةٍ وتملك فلم تجد ما تفعله سوى الاختباء حرجاً مما كانت تفعله وخاصة حينما همس بآذنيها:.

هعمل نفسي نايم كل يوم..
ابتعدت عنه وهي تدفعه بعيداً عنها، فتمسك بيدها ثم أجبرها على البقاء بداخل احضانه ليغمز وهو يردد بخبثٍ:
مستحيل هتخرجي بسهولة، لأن ده مكانك الطبيعي، لسه عندك اعتراض!.
اشرق وجهها ببسمةٍ رقيقة فاغلقت عينيها بارتياحٍ على صدره حتى وصلت الطائرة مطار القاهرة الدولي لتعلن عن وصول الطائرة الخاصة للجوكر والاسطورة لمواجهة مصير غامض وحرب سيخوضها كلاً منهما بجانب الاخر...

اختارت الجلوس في ركنٍ مظلم بعيداً عن ضوء القمر الذي يتسلل لشرفة غرفتها، اختارت العتمة المشابهة لما يغمس قلبها من وجعٍ حجمه يزداد عن طاقتها، تعلم بأن الاحاسيس التي تضاربه رغماً عنه، فالمواجهة بينهما ساعدتها على معرفة ما يدور بداخله، التقطت اذنيها صوت الأقدام التي تقترب من غرفتها، فأسرعت للفراش لتتصنع النوم لعدم رغبتها في مواجهته وخاصة الآن، فهي تنتظر وصول مراد كما أخبرها، فُتح الباب بحرصٍ على الا يصدر أي صوتٍ قد يوقظها أو يشعر به أحداً، ثم تسلل هذا العاشق المجروح ليقف على عتبة غرفتها، ربما بالماضٍ لم يمتلك هذة الجرءة ليفعلها؛ ولكنه الأن مزق كل الخيوط الحمراء التي قد تبعده عنها، ليتها ترى حالته الغريبة، ليتها ترى عينيه المظلمة وكأن شعلة الفرح المضيئة قد انطفأت للأبد، ردد مروان بصوتْ منخفض ولكنه كان مسموع لها:.

أنتِ ليا أنا ومش هتكوني لغيري..
ثم غادر على الفور من أمامها، خشيةٍ من أن يفعل ما لا يحمد عليه، غادر وترك الدموع تتناثر من عينيها المستيقظة فما أن تأكدت من مغادرته حتى جلست على فراشها تضم ركبتها لجسدها بقوةٍ والدمع ينسدل تبعاً على وجهها الرقيق!.

النوم راحة لخالي البال، أما هو فأصبح عدوه المتنافر، مازال الخوف يعتمر به خشية من أن لم يتمكن من حب ابنه الذي تحمله برحمها، إتكأ ريان على الوسادة وهو يراقب زوجته الغافلة لجواره بإرهاقٍ بادي على جسدها الهزيل، تحولت نظراته لبطنها؛ وكأنها ستنفذ لداخلها ليرى ملامح هذا الجنين، رفع أصابعه ليقربه منها ببطءٍ شديد حتى لامس موضع جنينه فشعر بقشعريرة تهز جسده وكأنه يستسلم لهذة الموجة الغامضة من المشاعرٍ اللطيفة التي غمرته، قربها ريان إليه ثم تمدد ليستند برأسه على كتفيها ويديه تتحسس بطنها برفقٍ، فأخذ يهمس بصوتٍ منخفض لابنه عله يغفر له عدم الترحاب به..

حنين!..
استيقظت بانزعاجٍ حينما استمعت لصوته المنادي أكثر من مرةٍ وحينما كانت تتجاهله عمداً لتستكمل نومها كان يرفع صوته الغاضب علها تفزع من نومتها الهنيئة، فتحت عينيها فوجدته لجوارها، فقالت بابتسامةٍ صغيرة وهي تفرد ذراعيها بالهواءٍ:
بتصحيني ليه وصلنا!.
بسمة ساخرةٍ رسمت على طرفي شفتيه وهو يتابع حركاتها الطفولية، فقال وهو يلف الغطاء الثقيل حول ابنته الصغيرة:.

لو عجباكِ الطيارة ريحي فيها ولم تزهقي أنتِ عارفة طريق الرجوع كويس..
وتركها تستشاط غضباً ثم لحق برحيم و شجن، جحظت عينيها في صدمةٍ وهي تردد ما قيل دون وعي:
أبات في الطيارة نهار اسود ده مستبيع بقا..
فنهضت عن مقعدها المريح ثم ركضت خلفه رافعة صوتها الغاضب:
أصدق انك تعملها ما أنت خلاص بنتك شرفت الدنيا معتش فيه اللي تخاف عليه!.

استدار رحيم خلفه ليرى ماذا يحدث على درج الطائرة فوجد حنين قد بدأت حملة هجومها المعتاد على أخيه، توقفت شجن عن هبوط الدرج ثم استدارت لتتابع ما يحدث باهتمامٍ شديد وخاصة أن ما تتحدث به حنين هى توابع لظاهرةٍ ستخوضها هي فيما بعد، وقف مراد على أول الدرج وهو يزفر بمللٍ من مشاجراتهم العلني أمام الحرس وأخيه وزوجته، فقال بتذمرٍ:.

هو أنا اتجوزتك علشان تخلفيلي يا بنتي!، فكك من أحداث الفيلم الهندي اللي عايشاه ده.
أجابته بعدم وقفت مقابله، لتشير بأصابعها بغضبٍ:
يعني أفهم ايه من كلمتك دي، لما تاخد البت وتقولي اما تفوقي أنتِ عارفة الطريق!.
فرك جبينه بألمٍ، فأشار للمربية التي تقف من خلفها قائلاً بثبات وحزم:
خديها، السواق تحت هيوصلك للقصر علشان الجو برد عليها.

أومأت برأسها بوقارٍ لهيبته المخيفة، ثم هبطت تجاه السيارة التابعة له، بعدما تخطت رحيم و شجن التي ترسم خطوط جديدة فتتخيل كونها محل حنين و رحيم بمحل مراد ، وما ان تحركت السيارة لتتابعها سيارة حرس مراد زيدان ولم يتبقى سوى حازم بانتظارهم اتباعاً لأوامره، هنا تحدث بضيقٍ شديد بعدما قطع المسافة بينهما ليصبح امامها بلى مفر:.

أنتِ عايزة ايه دلوقتي يا حنين، هنا عاملة مشاكل وبره مصر عاملة مشاكل نفسي مرة أشوفك هادية وطبيعية وتفكيرك منطقي!.
تمسكت بحافة الدرج وهي تحدجه بنظراتٍ قاتلة، لتستكمل موجتها الحارة المندفعة:
شوفت بتقرب مني ازاي، عايز تزقني من هنا علشان اموت وترتاح مني ومن زني..
أجابها بابستامةٍ ساخرة:
أه، ده أنتِ عارفة انك زنانة بقى..

وقفت مقابله فارتطمت بصدره كالكرة لتعود لمحلها مجدداً ولم يغير الامر شيئاً من حدة صوتها:
مراد يا زيدان متغيرش الموضوع..
خلع رحيم جاكيته ثم القاه لحازم بضيقٍ شديد، ليشير لشجن بأن تتنحى ليصعد الدرج بعدما كان على وشك الصعود للسيارة، وقف اسفلهما بقليل ثم قال:
مجبلكمش سطور وسلاح ونفض الليلة دي!.
نُقلت نظرات الجوكر الغاضبة إليه، فتركهما وتوجه بالهبوطٍ قائلاً بملل لأخيه:
هاتها..

أسرعت خلفه تتابعه بعدما صعد احدى السيارات ليقود بذاته مغادراً من أمام عينيها بينما العاصفة المسيطرة عليها لم تهدأ بعد، فرفعت صوتها وهي تنحني على حافة الدرج عله يستمع اليها:
أيه هاتها دي، كيس جوافه أنا!.
اشتد غيظها حينما لم تجد رداً منه فاستدارت لتجد رحيم من امامها يحدجها بنظراتٍ قاتلة، تكاد تفتك بها، حكت جبينها وهي تشير له بارتباكٍ وخوف جعلها تتلعثم:.

يعني يرضيك اللي قاله وعمله، ده آآ، ركب عربيته وشحن بنته في عربية وخلع وبيقولك هاتها وكأني بطيخة قرعة أو آآ..
ثم لعقت شفتيها لصمته ونظراته الساكنة فقالت بخوف:
هنروح ازاي يا باشا!.
منحها نظرة أخيرة قاتلة وهو يتجاهل حديثها المتكرر، ثم هبط بغرورٍ لسيارة حازم فجلس لجواره، اخفى حازم ابتسامته بصعوبةٍ وهو يفتح باب السيارة في استقبال شجن و حنين، ثم جلس ليتحرك بهما للقصر...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة