قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية متى سيهتدي الوصال ( الجوكر والأسطورة 5 ) للكاتبة آية محمد رفعت ف3

رواية متى سيهتدي الوصال ( الجوكر والأسطورة 5 ) للكاتبة آية محمد رفعت ف3

رواية متى سيهتدي الوصال ( الجوكر والأسطورة 5 ) للكاتبة آية محمد رفعت ف3

بجوار احدى البحيرات وخاصة الأشجار العملاقة التي تحدها من كل صوبٍ كانت تتناغم قطرات المطر بدلالٍ لتغرق أوراق الأشجار فتتساقط بعض النقاط بأنتظامٍ لتبلل فروعها العملاقة، وعلى أحد الجذوع كان يجلس بأستقامة متكئاً بظهره على جسد الشجرة، عينيه تختلس النظر لمن تفرك يدها ببرودةٍ شديدة، جسدها يرتجف بقوةٍ جراء هذا الجو السقيع الذي تواجهها دون أي مأوى، إلتوى فمه بابتسامةٍ ساحرة وهو يدنو منها مردداً:.

أعرف واحدة زمان كانت بتعشق البرد والمطرة والوقتي شايفها قاعدة قدامي زي الكتكوت المبلول..
استدارت شجن برأسها تجاهه، لتلوح بيدها في سخطٍ:
أديك قولتلها زمان!، وبعدين هو ده مطر ده تلج وسبحان الله الجو من ساعتين تلاته كان صيف فجأة اتحول لشتا!.
خلع معطفه الأسود ثم لفه حول جسدها جيداً وعينيه تهيمان بالتطلع بها، قائلاً بكلماتٍ بطيئة:
قربي مني...

زاد تأثرها بكلماته ومغزى نظراته، شعرت بدفئ يجتاح بشرتها قبل ان يصل لجسدها البارد، لا تعلم لما يخفق قلبها بتوترٍ فأن كان حاوط جسدها بعض الحرارة فمازالت رائحته تحيطها، أحكم رحيم غلق أزرار المعطف من حولها ليجيبها بلهجته الساكنة:
شكلك فقدتي جو مغامرات الطفولة ولا نستيها؟..

بمجرد الحديث عن هذا الجزء الغير مستحب من ذكرياتٍ الطفولة دفنها بذكرياتٍ زوج أمها البغيض، فربما يمتلك الصغير عدد من الذكرياتٍ المبهجة على عكسها قضت طفولتها في تعاسةٍ قاسية، شرودها جعله يلتمس ما الذي أصابها، تلقائياً مال بجسده تجاهها ليضمها لصدره بقوةٍ، وأصابعه يمررها برفقٍ على طول ذراعيها وهو يهدهدها بكلماتٍ مختارة:
كله عدى وانتهى، وطول ما أنا جانبك مش هسمح لأي شيء في الدنيا انه يأذيكِ..

تمسكت به وهي تجيبه بصوتها الخافت:
كانت أصعب فترة قضتها في حياتي وأنا بلوم نفسي الف مرة اني كنت السبب في حبستك، كنت عايشة على امل أنك هترجع وبقوي نفسي بأني هشوفك تاني، بس حتى الامل ده اخدوه مني لما قولولي أنك مت..
والتقطت انفاسها بتثاقلٍ وهي تستكمل باقي كلماتها:.

وبعد كل ده أتعرض لظلم كبير وكنت بنتظر وجودك جنبي علشان تنصرني من اللي ظلمني زي ما اتعودت وأتفاجئ إن اللي بستنى أتحامى فيه هو نفسه اللي ظلمني!.
رفع وجهها إليه وهو يزيح دمعاتها برفقٍ، ونظراته تحمل عتاب ذنب قد اقترفه بالماضي:
كل ده فات وعدى احنا في النهارده اللي انا جانبك فيه يا شجن..
أغلقت عينيها باستسلامٍ لنومٍ مريح بأحضانه، احضان القاسي الذي ذابت قلعته حينما عاد القلب ليخفق بخفيان إليها..

فرك بيديه جبينه وهو يحاول التغلب على انفعالاته، فطاف عقله فكرة مجنونة بأن ينهض عن محله فتسقط من تستند عليه أرضاً وحينها ربما سيتخلص من ذات اللسان السليط، إستكملت حنين باقي محاضراتها التي لن تكف عن الخوض بها مستدلة على ما قالت باحداث أحد أفلام الرعب:.

بس يا سيدي والبنتين والولدان طلعوا على الشجرة الكبيرة علشان يستخبوا من اكلين لحوم البشر اللي هما تلاتة، اتنين بكرش وواحد مسلوع كده، المهم طلعوا على الشجرة ولقوا فوق مكان زي البيت الصغير كده تقريباً مكان للحارس وأقعدوا يطلبوا النجدة بالاجهزة القديمة اللي كانت فوق ولا حد حس بيهم، راحوا الوحوش التلاته مولعين في الشجرة والابطال نطوا على شجرة تانية وآآ...

كفت عن الحديث حينما كمم مراد فمها ليشير لها بأصابعيه بتحذيرٍ:
أحنا في مكان مفهوش ادوية للصداع فأمسكي لسانك لحسن وربي أرميكي من هنا والوحوش تأكلك وأرتاح من لسانك السليط ده للأبد.
برقت بعينيها بصدمةٍ وهي تتساءل بلهجةٍ أقرب للجدية:
هيجيلك قلب كده ترميني لأكلين لحوم البشر يا مراد؟.
ردد بعدم تصديق:
لا اله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...

انسدلت دمعة من عينيها والاخر يحاول استيعاب ما يحدث، وخاصة حينما قالت:
انا عارفة انك لما بتسافر بترجع شخص قاسي ومنعدم الضمير..
زفر في مللٍ:
كأنك بتبالغي حبتين..
عبثت بملامح وجهها وهي تجيبه بغضبٍ:
الحق عليا انا بحكيلك فيلم اكشن بحيث تفرفش شوية بدل الأجواء المنيلة اللي احنا فيها دي..
اجابها ساخطاً:
ومين السبب في الاجواء دي مش حضرتك...
كادت بأن تجيبه من جديدٍ فقبل يدها وهو يدنو منها قائلاً بانزعاجٍ شديد:.

حقك عليا أنا غلطان بس ارحميني لوجه الله..
ابتسمت في انتشاء ثم اقتربت برأسها منه لتهمس بخبثٍ:
ماشي بس شوف أنا احن منك ازاي ومش هزقك من هنا لأكلين لحوم البشر!.
ابتسامة ساخرة تشكلت على شفتيه وهو يجيبها:
مش هتفرق، اتقاتلنا مع كل الأجناس مجتش عليهم يعني...
مددت راسها على قدميه وهي تخبره بابتسامةٍ سلبت قلبه:
احكي إحكي الليل طويل..
شملها بنظرةٍ سريعة قبل ان يخبرها بمنطقيةْ:.

والطول ده مش استغلال للنوم ولا ايه؟.
اتكأت بمعصمها حتى استقامت بمجلسها لتردد بصوتٍ منخفض:
انت عايز تنام وتسبني قاعدة لوحدي افكر الضربة هتجيلي منين!.
خرج عن طور تحكماته ليهذي بعصبيةٍ:
حنين أنا ابتديت افقد اعصابي..
الخناق في الوقت والمكان ده مش كويس للوضعية اللي احنا فيها، ياريت تفضوا الخناق الجميل ده لما نرجع الخيم..

كان صوت الاسطورة قاطعاً للمشاجرة المتبادلة بين كلاً منهما، وزعت حنين نظراتها بين زرقة عينيه وبين المسافة بينهما وبين الأرض فاستندت بظهرها على جسد الشجرة وراحت تجلس في صمتٍ عميق، ابتسم مراد وهو يراقبها بمكرٍ، ثقل راسها جعلها تسترخي للخلف فأسرع تجاهها ليضع يديه أسفل رأسها ثم قربها اليه وحينما تأكد من غفلتها طبع قبلة عميقة وهو يهمس بعشقٍ:
مجنونة بس بعشقك..

اتاه ردها رغم عينيها المغلقة وابتسامتها تزين وجهها:
وأنا كمان بحبك على فكرة..
شدد من لف ذراعيه حولها وابتسامته لا تفارقه...
.

حينما ضاقت به الدنيا وشعر بأن الهواء لم يعد يتسع صدره خرج لشرفته عل همومه تتبخر بالهواءٍ فتخف عنه أثقال الحياة، لمسة رقيقة على كتفيه جعلته ينتبه لمن تقف من خلفه، استدار ليكون في مقابلها، ليقرأ بوضوحٍ دمعاتها الشاكية له عذابها الساكن تجاه تصرفاته الغير مقبولة جراء تلقي خبراً كذلك، وقفت سارة مقابله تتطالعه باهتمامٍ علها تفهم ما الذي يدور بداخل رأسه، وحينما فشلت اطلقت سؤالها على الفورٍ:.

أنا ليه حاسة انك مش فرحان بالحمل؟.
طال صمته وبداخله ألف آه، كيف يجيبها بما اعتاد كبته خلف جدار رجولته الشامخة، ورغم صلابته ولكنه يشعر بأنه بحاجةٍ ماسة للحديث ولكنه لم يعتاد عن البوح عن هذا الجزء المؤلم من حياته بالتحديد...
توقعت أن يوبخها عما قالتله؛ ولكن صمته أكد ظنونها، إختنق صوتها وهي تسأله بصوتٍ مرتفع:
أنت مش بترد ليه يا ريان!.

فرد ذراعيه على السور الحديدي الذي يلتف بشرفته، وجسده يهتز بحركاتٍ عنيفة، شهقات بكائها كسرت الحالة الغريبة التي تسيطر عليه، كادت بالمغادرةٍ؛ ولكنها توقفت حينما استمعت لصوته الذي انطلق كالسهام النافذة:
كنت طفل صغير لما ماما ماتت، مكنتش قادر أستوعب يعني أيه مسؤلية، كنت فاكر أنها هتكون مناصفة بيني وبين أبويا اللي المفروض انه أب، بس للاسف رمى كل حاجة عليا وأنا طفل صغير عندي حوالي ١٢سنة..

قالها بابتسامة تحمل وجع عالم باكمله، لمعت الدموع بعين سارة فاقتربت لتقف جواره وكلتا آذنيها تستمع اليه، استرسل كلماته بوجعٍ:
مكنش شايف غير نزواته وبس، كل يوم مع واحدة ست شكل وكلهم من دور عياله وأنا مضطر اداري وأغطي عليه علشان شكله قدام إياد ومروان، كنت خايف يقلدوه في اي حاجة وأبسط كلامهم إن باباهم بيعمل كده..
وتطلع لها بعمقٍ وهو يؤكد لها جرحه المغوار:.

فضلت طول عمري بداري عنهم وساخته حتى بعد ما اتقتل مقدرتش أقولهم علشان ميعرفوش بالقذارة اللي كان بيعملها..
كانت مفاجأة صادمة له بمقتله، فلم تعد تعلم على اي وجعٍ شعر به وتبكي هي عليه، استدار بجسده مقابلها وهو يستطرد بنظراتٍ من الخوفٍ:
خايف اكون صورة له في يوم من الايام خايف أكون الأب السييء للي في بطنك يا سارة..
رفعت يدها لتضعها على خديه وهي تهز رأسها قائلة بنفي:.

لا انت مش زيه وعمرك ما هتكون كده يا ريان..
بالعادةٍ هي من تختبئ بأحضانه والآن هي من تخبئه بأحضانها، مؤكدة له بأن ما بهاجمه مجرد هواجس، فريان مختلف كلياً عما يسمى بأبيه، حاوطها بذراعيه وقلبه ينبض بعنفٍ جراء ما واجهه بالفترةٍ الاخيرة من ضغوطات نفسية حادة...

أعاد وضع سلاحه خلف خصره بحرصٍ بعدما انتهى من تنظفه كلياً، ثم أكمل ارتداء بذلته الخاصة التي تحمل شعار قصور عائلة زيدان، فُتح باب الغرفة لتطل برأسها من خلفه لتخاطبه بضيقٍ:
برضه مصمم تنزل..
أجابها حازم بابتسامةٍ بشوشة:
مضطر يا روحي، خلاص الاجازة اللي الباشا كان مدهاني لشهر العسل خلصت ولازم أنزل والا هيعلقني، أنتِ متعرفيش رحيم زيدان وقوانينه واللي يخالفها..

وقفت ريحانة لجواره وهي تعدل من جرفاته الاسود قائلة باستغرابٍ:
غامض ومش مفهوم!.
أكد على ما قالته:
وعمره ما هيتفهم، أنا شغال معاه عمر بحاله ومقدرتش افهم طباعه، ساعات بحسه مفتري وميعرفش الرحمة وساعات تانية بحسه شخص مختلف حنين وميعرفش غير سمات ولاد الاصول علشان كده بقولك صعب حد يفهمه..
ابتسمت بدلالٍ وهي تهمس على استحياءٍ:
طيب متتاخرش بليل انت قولت هنخرج ولا نسيت..

جذب المفاتيح من خلفها ثم وداعها بابتسامةٍ:
لا متقلقيش مش هنسى، يلا سلامو عليكم..
رددت في عشقٍ وهي تتابعه يغادر:
وعليكم السلام..
وغادر من صان عرضها ومنحها فرصة جديدة للحياة مجدداً، فحالفها الحظ حينما تشبثت بها واستغلتها جيداً..

اندفعت الشمس بسماء يومها الجديد فأنسدلت بخيوطها الذهبية لتغطي العالم بأكمله بدفئها المعتدل بشتاءٍ قارص على شمالٍ فنلندا، فحينما توارى الصباح هبطوا سوياً للأسفل، فعادوا للخيم بإطمئنانٍ، كان عليهما جمع الحطب لأشعالٍ نار هادئة للتدفئة مما حتم عليهم بكسر أحد فروع الاشجار، فوقف مراد يتأمل المساحات الخضراء من حولهم بأنبهارٍ بعدما وقع اختيار رحيم على بقعة معينة فقال ببسمة إعجاب:.

إختيارك للمكان رائع بجد وأفضل شيء أن محدش من العيلة جيه معانا.
وقف رحيم لجواره قائلاً بنبرة غامضة:
المكان فعلاً مميز وخاصة للمهة الشاقة اللي هنقوم بيها وأهو هنكون بنعوض التدريب
إستدار إليه بصدمة:
نعم، تدريب ايه إحنا المفروض بنعوض شهر العسل، فلو حضرتك شايف انه الوقت المناسب فأنا لا..
إبتسم رحيم وهو يشير له بمكرٍ:
بالعكس الوقت والمكان مناسب جداً وأنت متعود تجمع حطب ولا ايه؟.

جذب الفأس ليناوله له فانتشاله مراد بغضبٍ يغلي بعروقه فلوح به بسخرية وهو يقترب منه:
ودا عايز بيه عاهة مستديمة ولا أيه بالظبط..
إبتسم بخبث وهو يجذب الفاس الآخر مشيراً بعينيه على الأشجار التي تطوفهم فرمقه الأخر بنظرة غاضبه ليتمتم بضيقٍ:
معرفش حبك أيه في قطع الاشجار!.
تعالت بسمته ليلكم الفأس بأحد الأشجار بقوة قائلاً بمكر:
أنك تضيع المكان الهادئ دا من إيدك جنون وخصوصاً لو هتتدرب مع شخص بنفس مستواك..

إبتسم الجوكر بمكرٍ ثم اقترب من أحد الأشجار ليرفع فأسه على حافتها ساخراً بقوله:
أنا مش مسؤول لو حد شافنا بننتهك حقوق البيئة هعترف عليك..
تعالت ضحكاتهم سوياً والاخر يجيبه بمشاكسةٍ:
طول عمرك أصيل...
تعالت ضحكات الأخر ليبدأ التحدي فيما بينهما لتمر الساعات طويلاً زفر بعدهما مراد غضباً بعدما ألقى بفأسه أرضاً:
لا بقولك أيه أنا جاي هنا أحب مش جاي يطلع عيني، لو حابب تكمل عملك البطولي دا كمل لوحدك..

خلع رحيم قميصه ثم سدد بفأسه الضربات بقوةٍ ليتمكن من إسقاطها فقال دون أن يستدير له:
لا جايين نتعارك ونبات على الشجر زي القرود، وبعدين الجبن مش من طباع الجوكر ولا المعلومة اللي وصلتني غلط!.
رمقه بنظرة حاده فاقترب منه بعدما ثبت رحيم فأسه بطرفٍ أحد الفروع المتحررة، رفع مراد قدميه ليركل الفأس بغضب أطاح بها أرضاً فأبتسم رحيم وهو بتراقبها تجثو أرضاً:
فكرة برضو..
تساءل بدهشةٍ:.

هو انت لسه متخيل أننا هنقضيها هنا وأسيب مراتي!.
وجذب قميصه ليجفف قطرات العرق التي تتوسط صدره العاري قائلاً بثبات:
أكيد
ألقى بالفأس ارضاً مشيراً له بسخرية:
مع نفسك بقى وليك عندي أبلغ أشجان انك قايم بعمل بطولي مستعجل..
وتركه وكاد بالرحيل فكبت بسمته بصعوبة وهو يردد:
أبقي فكرني لما أنزل مصر أحذفلك لقبك من الداخلية..
أجابه وهو يكمل طريقه دون التطلع اليه: .
لو هيبعدني عن حبيبتي كل الوقت هشطبه بنفسي..

إكتفى ببسمة ماكرة ليغمز له هو الاخر فاستدار مراد للخلف بأستغراب لما يتطلع له رحيم ليجدها تقف من خلفه وبسمتها ترسم على وجهها بأكمله، تراقبه بهيامٍ وعشق يطرب له السمع، مر رحيم من جواره ليهمس بمكر:
عد الجمايل..
وغمز له بخبث ليلتقط قميصه الملقى أرضاً ثم توجه هو الأخر للبحث عن معشوقته..

ظلت بالخارجٍ طويلاً، تنتظر ان تسمح لها السكرتيرة بالولوج، رغم إخبارها مسبقاً بأنها زوجته، وصلت فاطمة لذروة غضبها وهي تنتظر لساعة كاملة حتى سمحت لها بالدخولٍ، فتحت باب مكتبه حتى أن رأته صاحت به بانفعالٍ:
أنت ازاي تسيبهم يقعدوني برة كل ده!.
نهض يامن عن مكتبه وهو يجيبها بهدوءٍ:.

معلشي يا فاطمة انا اللي طلبت منها كده لان كان عندي اجتماع مهم، ما انتي عارفة ان بابا بعد وفاة هنا الله يرحمها مبقاش ينزل الشغل وسايب كل حاجة فوق دماغي..
سئمت حججه المتكررة بنفس ذات الكلمات، فقالت تلقائياً دون أي تمهيد:
طيب تمام، المفروض أننا متفقين أننا النهاردة هننزل نجيب الفستان لان خلاص مفيش وقت..
خلع نظارته البيضاء عن وجهه وهو يبحث عن كلماتٍ لائقة عما يود قوله، فقال:.

صدقيني معنديش وقت فلو ممكن تأخدي حد من بنات عمك..
رمقته بنظرةٍ مطولة ثم جذبت حقيبتها بعصبيةٍ بالغة لتترك المكتب بأكمله دون أن ينبس فمها بكلمةٍ واحدة، لا تعلم لما تشعر بتغيره الغريب فربما ان علمت بأن الزواج مجرد معاناة لشيئاً غامض لتمنت البقاء هكذا، بعيداً عن قفص الاتهام!.

أغلقت النوت الصغير بعدما دونت ملاحظاتها الناجحة تجاه حالة فطيمة، ثم اغلقت الضوء، وداثرتها برفقٍ، فمنذ ان اتى بها رحيم الى هنا وهي تحسن معاملاتها حرصاً بأن تسترد عافيتها اولاً ثم اتزانها الصحي، عادت يارا لغرفة مكتبها لترتاح قليلاً بعد يومها الشاق، فالقت بثقل جسدها على الكرسي المريح، واغلقت عينيها قليلاً ومن ثم فتحتهما على مصراعيهما حينما استمعت لاخر صوت توقعت سماعه:.

ممكن تفهميني مش بتردي ليه على مكالماتي!.
رددت بصدمةٍ وعدم تصديق لرؤياه:
علي!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة