قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جم

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون

ليليان إبتدت تفوق: ولادى فيين ؟ جرالهم حاجه ؟
مراد قرّب عليها بدموع: حرام عليكى موتّينا من القلق عليكى ع الفاضى و انتى زى القرده اهو .. زى ما كنتى هتموّتى نفسك بسببهم ع الفاضى و هما زى القرود اهو
ليليان دمّعت قوى: كويسين يا مراد ؟
مارد إبتسم: حبيبتى اهدى .. انا لسه جاى من تحت الدكتور طمنى و الله .. و عشان تتأكدى هيطلعهوملك
روسيليا و هى بتحضنها براحه: اظن مفيش اكتر من كده يطمنك عليهم .. لو لاقدر الله فيهم حاجه مش هيطلعهوملك و انتى اكيد فاهمه ده
مارد: يعنى كنتى هتأذى نفسك من غير داعى اهو .. من الخوف و بس.

همسه معاهم بس دماغها بعيد .. بعيد قوى .. بتبصّلهم بشرود و دماغها مش رحماها ...عقلها عمّال وريلها ومضات شبيهه باللحظات دى .. ومضات بتظهر و تختفى من قبل حتى ما تلمحها ..
و مش عارفه اللى بتشوفها ده ومضات عدّت هى بيها و لا مجرد تخيّلات للمشهد اللى عارفه إنها عاشته قبل كده بعد ما عرفت بولادها و إنهم كانوا بردوا تؤم !
تايهه و لمجرد توهانها كل ما تتخيّل المشهد ده إنها عاشته قبل كده تتلفّت ف ناحيه من الاوضه بتوهان و لهفه ..

مارد لاحظها و تقريبا من عينيها المدمّعه و توهانها قدّر يفهم حالتها ..
فقرّب منها بهدوء و من غير و لا كلمه لفّ دراعه حوالين كتفها و ضمّها على صدره و اخدها ف حضنه ..
مارد بهمس: حبيبتى
همسه صوتها إترعش: مش متخيله إنى عيشت اللحظات دى بعدها معرفتش افرح بيكوا .. ملحقتش .. ملحقتش يا مراد
مراد ضمّها اكتر بمراره: ششش اهدى ...احنا قولنا مع بعض هنعوّض اللى فاتنا .. الحمد لله إننا مهما إفترقنا رجعنا تانى
همسه صوتها إتنبح: الحمد لله ان الوحش كله عدّى .. يارب ما يجى وحش تانى و لا فراق تانى و لا يوم تانى من غيركم
مراد باس راسها اللى دافناها ف صدره: ياارب.

ليليان لاحظتهم ف إتعدلت ف رقدتها نص واحده: فى حاجه و لا ايه ؟ ماما مالك ؟
همسه مسحت وشها قبل ما ترفعه من حضن مراد و أخدت نَفس طويل و قامت راحت جنبها ع السرير: حبيبتى لا بس انا كنت هموت من القلق عليكى .. كنت هموت يا ليليان بسببك .. معرفتش حتى اتخيّل اى حاجه وحشه و اللى ممكن يحصلى معاها
ليليان باست إيديها: الحمد لله يا ماما عدّت و ان شاء الله مفيش حاجه وحشه تانى.

مراد إبتسم: هااا ؟ هتسمّيهم ايه بقا ؟
ليليان إبتسمت قووى بلمعه ف عينيها: مراد و همسه
مراد همس بإبتسامه: ماما و بابااا
همسه إبتسمت بدموع و مراد ضمّها و ليليان ضحكت: لاء اوعى تفهم غلط .. ده اكيد مش انت .. ده بابا
مراد شال مخده من جنبها و عمل نفسه هيحدفها و هى صوّتت مره واحده بضحك بعدها صرخت من الجرح ..

مهاب مع مراد العصامى ف عربيته
مراد مبتسم قوى و بيدندن مع الكاسيت:
نامت عيوون الناس والشكوى فعيووني
شووق الهوى ياناس يزيد شجووني
وياك .. وياك .. ضاع العمر وياااك ..
جيت اشتكي لك ياهووى القى حبيبي فين ؟
لقيت ماعندك دووا .. يداوي جرح أثنين
وياك .. وياك .. ضاع العمر وياك ...
مليّت من كثر الصبر .. طال انتظاري طال ..
والشوق في وسط الصدر .. سنين على ده الحال ..
وياك .. ويااك .. ضاع العمر ويااك ..

مهاب رفع حاجبه: ياا راايق ...ايه الروقان ده ؟
مراد إبتسم و هو لسه بيدندن
مهاب مطّ شفايفه بتريقه: ماهو انا لو مش عارفك يا عُقد كنت قولت الحكايه فيها حته طريه
مراد بغيظ: اللهى تتحرم من الحته الطريه
مهاب ضحك بصوته كله: بس يا معقّد
سكتوا شويه و مهاب بصّله قوى: ايه اللى مروّق مزاجك ع الصبح كده ؟

مراد إبتسم بشرود: مش عارف .. بس حاسس إنى مبسوط .. مجرد ان قلبى مبسوط او بارد او بيهدى شويه .. مش عارف بس اللى عارفُه ان روحى رايقه
مهاب رفع حاجبه: معلش معلش .. بكره تخف
مراد بغيظ: اللهى عقلك اللى يخف اكتر ماهو خافف

عند ليليان ف المستشفى ..
قعدت اسبوع ف المستشفى بعدها خرجت ع البيت .. و مراد فعلا كتبهم مراد و همسه ..

مراد قعد جنبها بيلاعب ولادها: هموّسه انتى .. بيبة خالوو .. سكريه انتى .. بونبونايه
ليليان بضحكه رقيقه: إشمعنى البت دى اللى واكله عاقلك ؟
مراد إبتسم: معرفش .. خاطفه قلبى بنت الايه دى .. تحسى البنات لهم عشق كده خاص ..
تصدقى عذرت أبوكى .. اهو انا دلوقت عرفت ليه كان بيتهوس بيكى
ليليان دمّعت: انت بردوا لسه مصمم ان بابا كان بيحبنى اكتر ؟

مراد إبتسم: ساعة الحادثه اما فوقت كل اللى كنت فاكروه إنه كان مزعلنى و ضاربنى عشانك
ليليان: اكيد كنت عاملى مصيبه
مراد ضحك: اكييد
ليليان بغيظ: تصدق تستاهل
مراد ضحك اووى و هى كمان و همسه دخلت عليهم و إبتدوا يتنططوا بفرحه كإنهم لأول مره يفرحوا ..

مراد و هو لسه بيلاعبهم: على فكره يا لولى .. انا عملتلك ورق ب إسم جديد .. عشان شهادات العيال دى .. عملتلك ورق تبنّى ب إسم عبدالله أبو مصطفى زيي .. ليليان عبدالله .. عشان بعد كده يبقا سهل الإسم يتعدّل اما إسمك يتصحح
ليليان بحزن: انت لسه موصلتش لحاجه عن بابا ؟
مراد ببرود: لاء
ليليان: هنوصله صح ؟
مراد بهدوء: ان شاء الله متشغليش بالك انتى
ليليان إتنهدت و سكتت ..

مراد إداها الباسبور بتاعها بالإسم الجديد و هى بصّت فيه و همست: عقبال ما يبقا ليليان مرااد !

مراد قعد مع ليليان اسبوع كمان لحد ما غالبا بقت كويسه و إتطمن عليها .. بعدها قرر يسافر
همسه بدموع: بردوا هتعمل اللى ف دماغك ؟
مراد: حبيبتى ده شغلى
همسه: شغلك و لا شغل زفت عاصم ؟ لو شغلك طب ليه بتقول إنك هتقفل تليفونك ؟
مراد: حبيبة قلبى شغلى و الله .. بعدين عاصم خلاص معتش يلزمنى ادوّر وراه ..
انا تقريبا عرفت عنه كل حاجه .. و وصلت لكل اللى عايز أوصله عنه .. خلاص بقا هشتغل ع اللى وصلتله خلينا نخلص
همسه بغموض: وصلت للى عايز توصلّه عنه ؟

مراد هزّ راسه و سكت و هى سكتت شويه: انت عرفت حاجه عن أبوك ؟
بصّتله بترقّب و مراد إتنهّد بصوت عالى و اخد نَفس طويل قوى و خرّجه مره واحده ..

اخر اليوم سلّم عليها و على ليليان و ولادها اللى فضل يلاعبهم كتير و سافر على مصر ..

ريهام: انتى غلطتى يا غرام من الاول .. كان لازم تراجعى نفسك مره و اتنين قبل ما تقعى فيه
غرام بضيق: انا مش بحكيلك عشان تأنبينى .. انا مخنوقه لوحدى
ريهام: انتى اللى عملتى ف نفسك كده
غرام بضيق: عملت ف نفسى ايه ؟ انا حبيته على فكره
ريهام: و تفتكرى ده كان كفايه عشان تفكرى ف الجواز .. لاء و انتى اللى تاخدى خطوه زى دى و تكلميه .. اهو إتنمرد عليكى
غرام: هو مقالش حاجه.

ريهام بإصرار: و الله رد فعله واضح و صريح .. انتى بس اللى مش عايزه تشوفيه .. عايزه تفضلى تضحكى على نفسك .. او حبك له هو اللى عاميكى
يا بنتى الحب مش سبب كافي للجواز على فكره .. انتى ممكن تكونى بتحبيه و ممكن هو بيحبك اكتر كمان .. بس ده مش شرط إنك تتجوزيه .. الحب مش معناه إنه يقدر يبني بيت و اسره ..
ساعات كتير الشخص اللي بنبقى معاه بيبقى فعلا بيحبنا و بنحبه بس ده مش كافي علشان نبني بيت مع بعض .. فيه مقايس تانية ..
زي مثلا هو شخص سوي نفسيا و عقليا .. يقدر يقيم اسره و يشيل مسؤليتها ؟

هو شخص مغرور مش بيحب غير نفسه و بس ؟ مش بخيل ؟ عنده قدرة على تحمل المسؤلية ولا ﻷ ؟ كل دي اسئلة لازم يتجاوب عليها ..
الجواز هو نتيجة معادلة مكوّنة من الحب زائد حاجات كتير .. و دي المشكلة اللي بيقع فيها كتير من الناس دلوقتي زى مانتى وقعتى اهو فيها ..
بيفتكروا ان الحب كفاية و ده غلط .. ده مجرد عمود من عواميد كتير بيتقام بيها البيت اللى هيجمعكوا .. عواميد لو وقعت هو كمان لوحده هيقع مهما كان ..
علشان كده بنشوف جوازات بتبوظ مع ان الطرفين واخدين بعض عن حب و عشق لسنين و سنين ..
إظبطى معادلة الجواز صح ..الحب لوحده مش كفاية ..

يا تعرفى ازاى تبقى معاه يا تزهدى فيه و تشيليه من دماغك و تكملى حياتك
إنما ماتعيشيش متعلقه بين السما و اﻻرض ..
بين السما و اﻻرض مكان حلو اوى نتوه و نحلم فيه ..
لكن ف الحب مينفعش !
ف الحب يا سما يا ارض، يا جنه يا نار ..
بين البينين ده ف الحب إسمه خيبه .. ف متبقيش بئا خايبه ..
غرام سكتت بضيق لإنها عارفه ان كلامها اصح من انه يترد عليه

مارد نزل مصر على سينا .. إبتدى تدريباته .. كان بيغرّق نفسه اكتر ف التدريبات
شهرين بيجهّز نفسه .. خضع للاختبارات اللى حطّوه تحتها قبل ما يتعاملوا مع القضيه ..
تمارين و ازاى يتعامل مع الطياره لو إتحدف عليها ناسف او صاروخ و ازاى يتفادى ده .. التعامل مع المنظمه بالنفق هيبقا بالقصف بالطيارت ف لازم يبقا مستعد ..

خلص تدريباته و بقا مستعد لفتح القضيه و الشغل عليها
و كانوا وفرّوله الفريق اللى هو إختاره بالقياده و إجتمعوا اول اجتماع للقضيه و لحد اللحظه دى مكنش حد يعرف حاجه عن القضيه نهائياً ..

يحيي بذهول: نهارك اسود يا مارد .. وصلت لكل ده ازاى ؟
مراد بجمود: مش مهم ازاى .. المهم نبتدى .. انا قعدت مع رئاسة الجهاز و مفتحش القضيه إلا اما انا اتدرب الاول و ابقى مُجهّز لأى حاجه .. عشان اما نفتحها نبقا مستعدين لأى وقت .. ميبقاش فى حاجز
يحيي ب إصرار: بردوا عرفت كل ده ازاى ؟
مراد بصّله و سكت و يحيي نفخ بغضب: انت دخلت وسط الناس دى بقا .. ماهو مفيش حد هيعرف يوصّلك كل ده .. لازم بنفسك
مراد ببرود: تماام
يحيي وقف بعنف: انت إتجننت ؟ بترمى نفسك ف النار ؟ إفرض جرالك حاجه ؟ كشفوك .. صفّوك .. ولعوا فيك بجاز وسخ حتى .. يبقا محدش يعرفلك سكه ؟
مراد ببرود: انا عارف انا بعمل ايه كويس.

يحيي: لاء مش عارف .. ناس بالحجم ده مينفعش معاهم التهور .. لازم تستخدم عقلك
مراد وقف قصاده و همس بنبره جامده: زى ما انتوا إستخدمتوا معاهم عقلكوا قبل كده ؟
يحيي نفخ بغضب و مراد رجع قعد ببرود: متهيألى بلاش انت اللى تتكلم عن العقل .. عشان كان اولى تعمل انت ده
يحيي بضيق: و مين قالك معملناش كده ؟
مراد سكت بغلّ: و عقلكوا ده اللى نفّد عاصم من تحت إيديكوا .. و عقلكوا ده اللى خلّاه إتوغّل بالشكل ده .. و عقلكوا بردوا عمل اللى اسوأ من ده ..
و طالما جربتوها بالعقل و مجابتش نتيجه يبقا خلينا نجيبها من تانى ناحيه ..

يحيي لسه هيرد مراد قاطعه: انا مش جاى اتكلم ف حاجه عدّت .. اللى عملته خلاص خلص و مش ندمان عليه .. و ااه لعلمك انا اللى كشفت نفسى قدام عاصم بعد ما خرجت من وسطهم
يحيي بغيظ: كمااان ؟
مراد ببرود: انا وعدته مش هخاف .. و هدفّعه تمن كل خوف شوفته بسببه
يحيي بصّله كتير: انت ايه اللى بينك و بين عاصم بالظبط ؟
مارد لسه هيتكلم يحيي قاطعه: و ارجوك من غير كدب .. انا مش مقتنع بحوار إنك كان مطلوب منك معلومات من قلب المنظمه بتاعته و هو عرف و أذاك ف رحاب و بالتالى بتاخد حقك ..

حاسس ان فى حاجه تانيه .. و اكبر من كده
مراد بجمود: مفيش .. و هو قتل رحاب هيّن ؟
يحيي: بس ليه ترمى نفسك للهلاك لما كان ممكن تقتله و تخلص ؟ ليه دوّرت وراه ؟ كنت عايز تعرف عنه ايه قبل ما تموته ؟
مراد سكت كتير: نتكلم بقا ف القضيه ..

يحيي حس ان مراد وراه حاجه .. فى سبب غير اللى قاله و قرر يسيبه اما يقوله ..
إجتمع بيه و كان معاهم مصطفى و اسر و عمار و محمد عصام و ايوب و حمزه و اياد
مراد بهدوء: ف البدايه كده حابب اقول كلمتين عشان محدش يرجع يلومنى ف حاجه ..
القضيه دى شخصيه .. يعنى محدش مجبر ع الشغل عليها ... اللى عايز فيكوا ينسحب مش هلوم عليه ..
الموضوع مش سهل و مش هيسكتوا .. يعنى اللى مش مستعد لمجرد المخاطره ينسحب و مفهاش زعل ..

مصطفى رفع إيده بهزار: انا بقول اخلع انا
مراد حدفه بالملف اللى قدامه بغيظ و هو ضحك ..
اسر: انت اهبل .. من امتى بتتخلى عن حد عشان نسيبك ف ليله زى دى لوحدك ؟
مراد بصّلهم كلهم واحد واحد و الكل أكّد على كلامه و مراد إبتسم ب إمتنان لموقفهم ..
إبتدوا يحطّوا خطواتهم و يرتبوها و يدرسوا فيها و اللى على اساسها هيشتغلوا الفتره الجايه ..

مراد: كده تقريبا إتفقنا على مسار القضيه و الامور هتمشى الفتره الجايه ازاى .. و مش محتاج اقول كل واحد ياخد باله من نفسه و ياخد احتياطاته
يحيي بغيظ: و الله قول لنفسك مش لينا
مراد ببرود: لاء انا بقوله لهم هما .. اما انت هقولك حاجه تانيه خالص
يحيي بغيظ: يلا إدينى الاوامر يلااا
مراد بجمود: مش محتاج اقولك ان الشغل ع القضيه بشكل سرّى بحت .. محدش يلمح سيرة ان فى قضيه من اصله
يحيي بغيظ: اذا كان انت قولت لعاصم نفسه .. خايف ان مين يعرف بقا ؟

مراد إرتبك: اى حد .. اى حد اياً كان .. اى حد خارج اللى ع الترابيزه دى مهما كان ..
يحيي بحزن بجد إترسم على وشه: اه بس فى حد مخصوص لازم يعرف .. و لازم يبقا معانا .. حتى عشان
مارد قاطعه بحده: و لا الهوا اللى برا الغرفه دى ياخد خبر !
يحيي بذهول: و ده ليه ان شاء الله ؟
مراد سكت شويه بتهتهه: يعنى اعتقد ان القضيه من اساسها خيانة صاحب لصاحبه .. ف لازم يبقا فى كل الاحتمالات حتى لو من أخويا
يحيي بصّله قوى و هو نفخ و سكت ..

خلّصوا إجتماعهم و مشيوا و مراد شرد بغموض و ضيق ...
لحد ما قاطعه رن موبايله من ليليان
مراد إبتسم: قلب خالووو
ليليان بغيظ: ده انا على فكره
مراد: لاء انا عايز قوليبى من جوه اكلمهم .. بت هما مبيكلمونيش ليه ؟
ليليان بغيظ: لاء اصلهم مخاصمينك ف مش مستنضفين يكلموك
مراد ضحك اوى و هى كمان
بعدها سكتت شويه: مراد مفييش اخبار عن بابا ؟

مراد ملامحه إتغيّرت و حاول يبان طبيعى بس معرفش ف إتكلم بجمود: لاء
ليليان بضيق من لهجته: مراد انت نازل عشان بابا مش القضيه على فكره
مراد بغضب مكتوم: لاء عشان القضيه .. القضيه دى حقى و حقك و حق أمى و حق اللى إتعمل فينا و حق فرقتنا و عذاب السنين دى كلها
ليليان بزعل من كلامه: و حق بابا على فكره
مراد بحده: و الله اعرف ان اللى له حق يدوّر عليه مش يرميه
ليليان بغضب: محدش رمانا .. بابا ميعملش كده .. هيبقا عارف باللى حصلنا او حتى شاكك و هيسيبنا ؟ انت مصدق الزفت عاصم ده ؟

مراد: يولعوا ف بعض .. ماليش ف اللى بينهم .. انا ليا ف اللى بينا انا و زفت
ليليان بهجوم: مين دول اللى يولعوا ف بعض ؟ انت إتجننت ؟ انت ازاى تتكلم عن بابا بالشكل ده ؟ ازاى اصلا تصدق فيه حرف من الهبل اللى إتقال ده ؟
مراد بعنف: امال إتجوز أمك بعد طلاقها من عاصم ب شهرين تلاته و ف اقل من سنه كان مخلف ازاى ؟
ايييه جابنا تيكاواى ؟ ده لو كان فى جواز اصلا قبل ولادتنا ! و لو فى جواز قبل ولادتنا ده معناه إنه يدوب كانت متطلقه من عاصم بشهرين تلاته ..
حصل ازاى ؟ هااااا؟ واحده متطلقه و إبنها إتقتل ف حضنها ف اقل من شهرين تلاته تتجوز ليييه ؟ ليه بالسرعه دى ؟
ليليان بصدمه: هو انت عرفت حاجه عن بابا ؟ وصلتله ؟

مراد بضيق: لاء
ليليان بحده: امال عرفت ده كله ازاى ؟
مراد نفخ و سكت شويه: من زفت عاصم
ليليان بغضب: و هو هيقولك ايه غير كده ؟ هيدافع عن نفسه ازاى قدامك ؟
خصوصا إنه عرف إنك رافع عليه قضيه .. هاااا ؟ هيقولك اه معلش بقا اصل كنت عايز أمك ف كلمتين ف أخدتها و رميتكوا ...

انت مصدقُه ؟ اذا كان أمك عاشت معاه السنين دى كلها مبتصدقش حرف منه
مراد ببرود: الله اعلم بقاا
ليليان بعنف: انت إتجننت بقا .. على كده انت مش بتدوّر علي بابا ؟ مش عايز توصله ؟ انا عايزه بابا يا مراد
مراد ببرود: ربنا يسهّل
ليليان بدموع: ماشى يا مراد بس انت وعدتنى إنك هتدوّرلى على أبويا حتى من قبل ما نبقا خوات و لو معملتش ده انا عمرى ما هسامحك
قفلت ف وشه بعنف و إبتدت تعيط .. بعدها وقفت بجمود و مسحت دموعها و طلعت الباسبور بتاعها اللى ب أسمها الجديد و فضلت كتير تبص فيه
و الاخر مسكت تليفونها عملت كام تليفون و بعدها إبتسمت بحماس: ماشى يا مرااد.

عدّى يومين و ليليان بتتجنّب مراد و بتستعد بغموض ..
همسه بضيق: مصر ايه اللى انتى عايزه تنزليها يا ليليان ؟ انتى عارفه ايه اللى ممكن يحصل لو نزلتى ؟
ليليان ببرود: مش هيحصل اسوء من اللى حصل و بيحصل .. هيحصل ايه يعنى تانى ؟
همسه بغضب: لاء هيحصل و كتير كمان .. لازم تخافى على نفسك و لو مش عشانك ع الاقل عشان ولادك
ليليان بصّت لولادها شويه بقلق بعدها إتصنّعت البرود: متخافيش اللى ربنا عايزوه هو اللى هيكون
همسه بضيق: طب و أخوكى ؟

ليليان ببرود: ماله ؟
همسه: هيرضى بمخاطره زى دى منك؟
ليليان: يبقا مش هقوله إلا اما نزل
روسيليا من وراها: و هتقعدى فين بقا ان شاء الله اما مش هتقوليله ؟
ليليان: انا قولت مش هقوله لحد ما انزل .. يعنى اكيد اول ما هبقى هناك هعرّفه .. بعدين إتطمنى عمو عبدالله ف مصر و فاطمه هاقعد معاهم
روسيليا بقلق: ليليان انتى شايفه اما بس حاولتى قبل كده تنزلى حصل ايه ؟
ليليان ب إصرار: هنزل ب إسمى الجديد اللى ع الباسبورات بتاعتى انا و ولادى
همسه بحده: ده انتى مرتبه بقا ؟

ليليان بإندفاع: ماهو انا مش هفضل قاعده هنا و معرفش حاجه عن أبويا و لا اعرفه نفسه .. لاء و كمان إبنك بيختفى و يرجع و محدش يعرفه فين ..
انا خاطرت من الاول عشان أبويا .. عشان اوصلّه مش عشان استخبى هنا
روسيليا: حبيبتى تنزلى تشوفى بنفسك ده كان الاول اما كنتى لوحدك .. لكن دلوقت معاكى أخوكى ربنا يخليهولك هو هيعمل كل حاجه بنفسه ..
همسه: و اكيد اما يوصل لحاجه هيقولك
ليليان بصّتلها قوى: متأكده ؟ متأكده إنه اما يوصل لبابا هيقول
همسه إرتبكت: تقصدى ايه ؟

ليليان بدموع حبستها: و الله معرفش .. شوفى البيه اللى كنتى متجوزاه قال ايه لإبنك عن بابا و خلّاه إتقلب عليه .. و إبنك بيتكلم ازاى عن بابا بسبب السم اللى بخّه فيه
همسه: حبيبتى هو
ليليان بزهق: لو سمحتى انا مش عبيطه .. مراد جاى المرادى متغير و انتى ملاحظه ده ..
مش ده مراد اللى كان هيتجنن على أبوه من و هو عيل .. و اما اسأله يهرب بعينيه و كأنه بيكذب و يهرب ف الكلام.

همسه إتوترت و سكتت و ليليان إبتدت تعيط بحرقه: انا عمرى ما اصدق ف أبويا حرف واحد وحش مش كلمه ..
احنا ولاد حلال و مش وحشين و اكيد مش هنبقى جايبينه من برا ..
أبويا ده انضف من ان كلب زى عاصم ده يجيب سيرته ..
همسه قامت جنبها بحنيه: حبيبتى انتى ام .. يعنى لازم تخافى على ولادك ..
بعد الشر الف مره انتى مجربتيش احساس ان ولادك يتأذوا او يبعدوا عن حضنك ..
صدقينى ده اسوأ كابوس ممكن يتعاش .. دى حاجه كده عامله زى قطع حته من الجسم ع البارد من غير مخدر من غير رحمه .. لازم تعملى حسابهم بعد كده ف كل خطوه .. ربنا ما يوريكى اللى ورّاهولى

امها سابتها و قامت و هى قعدت تفكر و تفكر بس خلاص كانت اخدت قرارها ..

مراد العصامى مجتمع بالفريق اللى تحت إيده و بيشتغلوا ..
كان فى مؤسسه إقتحموها قبل كده يجيبوا معلومات تخصّهم بس إتقبض على باسم من فريقه
مازن: انت بردوا هتسافر معانا ؟
مراد هزّ راسه: ورايا ايه يعنى ؟ اهو ع الاقل لو حد إتعك تانى الحقه
رؤيه بحب: ما عنك انت يا ميكس الطلعه دى
مراد: لاء
مازن: بصراحه السفريه اللى بتجمعنا بنتكيّف
مراد بغيظ: لاء احنا طالعين شغل مش فرح أبوك

كلهم ضحكوا و مراد وزّع عليهم ادوارهم
يومين و كانوا سافروا على مكان المؤسسه و اللى هو كان مدينه باتايا ف تايلانداا ..

مراد شكّل باقى فريقه و اصرّ يسافر معاهم يجيبه بنفسه .. كعادته مع اى حد فيهم .. مبيسمحش إن حد منهم يتأذى حتى لو على روحه ..

ليليان صبحت تانى يوم اخر النهار لبست و جهّزت ولادها
همسه ب إستغراب: انتى رايحه فيين يا ليليان ؟
ليليان إرتبكت: المستشفى
همسه: ايه ؟ طب ليه ؟
ليليان: انتى عارفه إنى اعرف كذا حد من زمايلى شغالين هنا و هما قالولى لو عايزه تنزلى معانا هنشوفلك مكان .. فقولت اما انزل اشوف
همسه ضيّقت عينيها: بالليل كده ؟
ليليان إتوترت: هااا .. اهو الدكتور اللى هقابله موجود هناك دلوقت
همسه بشك: و واخده همسه و مراد معاكى ليه اما انتى رايحه ف شغل ؟

ليليان بضيق: خلاص يا ماما كل دى اسئله ؟ اكيد عشان لو عيطوا و انا مش موجوده .. بعدين هيبقى معايا حد متقلقيش
همسه بقلق: طب هتتأخرى يا حبيبتى ؟
ليليان بشرود: إدعيلى بس
همسه قلبها إتقبض مره واحده و بصّتلها قوى و ليليان إبتسمت بتوتر و سلّمت عليها و على روسيليا و اخدت ولادها و نزلت و سابتهم الاتنين ف حيره ..

مراد العصامى راح و فعلا قدر يقتحم السجون هناك و يخرّج باسم من هناك
و كانوا مرتبين هيخرجوا من البلد هناك بباخره هتتحرك من جزيره باتايا
و فعلا اخدوا الباخره و إبتدوا يتحركوا و يبعدوا عن البلد

ليليان اول ما نزلت إتنفّست جامد و كلّمت رضوى صاحبتها اللى كانت مستنياها تحت بالعربيه ..
ركبت معاها بسرعه و اخدتها و مشيت
رضوى بقلق: ليليو انتى متأكده من الخطوه دى و لا إستعجلتى ؟
ليليان: لاء مستعجلتش انا اصلا كان لازم اخدها من زمان بس منهم لله اللى كانوا السبب
رضوى: بس انتى قولتيلى ان مراد أخوكى فتح قضيه للى إسمه زفت ده .. يعنى وجودك هناك اكيد خطر عليكى
ليليان بعِند: مش مهم.. المهم ألقى أبويا .. مراد مش هيدوّر .. بقى المهم عنده القضيه
رضوى: و هو انتى لوحدك من غير مراد هتعرفى توصليله يا ليليان ؟

و هتدورى ازاى و تبدأى منين ؟ انتى عارفه مصر فيها كام مليون ؟ و الكام مليون دول فيهم كام مراد !
ليليان ب إصرار: بوجودى جنب مراد هجبره يدوّر .. و لو وصل لحاجه غصب عنه مش هيعرف يخبّى عليا طول مانا جنبه ..
و بعدين انا لو اطول الفّ على كل مراد ف البلد هعملها مادام ده هيوصّلنى ب بابا ..
رضوى: ربنا يسهلك يا ستى .. بس مش عارفه ليه رأيى إنه كان لازم تستنى مراد يعرف
ليليان بحده: لاء و لو حد عرف منك قبل ما انا اقول هزعل بجد.

رضوى: ماشى و ابقى طمنينى اما توصلى
ليليان: حاضر
بعدها إنتبهت و حطت إيدها على رقبتها و نفخت بضيق: يووه نسيت السلسله بتاعتى
رضوى ضحكت: سلسلة المراد ؟ أديكى رايحه لمراد نفسه يبقى يجبلك بدالها
ليليان إبتسمت من مجرد السيره و قلبها دق قوى: ياارب

وصلوا المطار و رضوى وصّلتها و مشيت و هى دخلت
خلّصت الإجراءات بخوف لا تتمنع تانى بس المرادى غير عشان داخله ب إسم ليليان عبدالله مَهد نُصير .. ب إسم والد مصطفى
إتنفست براحه اول ما عدّت و دخلت بحماس و إبتدت تستعد لرحلتها ..
و برغم كل الفرحه اللى جواها من الخطوه دى و الحماس اللى عندها للى جاى إلا ان قلبها مقبوض قوى و إتقبض اكتر اول ما دخلت المطار و مش عارفه ليه ..
بس فسرت ده ب إنها عشان كدبت على أمها و روسيليا و هيقلقوا عليها اول ما تبتدى تأخر لحد ما تكلمهم ..
او يمكن عشان خبّت على مراد أخوها و هى مش متعوده تخبى عنه حاجه و قلقانه من رده فعله هو دلوقت اخ مش صاحب ..

جات معاد طيارتها و طلعت بحماس و حاولت تشغل نفسها عن القبضه دى اللى بتزيد
الطياره طلعت و هى نِفسها لو تسبقها ع البلد اللى ياما حلمت و حلمت تروحها
عماله ترسم الف مشهد و مشهد للُقاها بأبوها و كل ما تتخيل تبتسم بحماس و كإنها اول ما توصل هتلاقيه مستنيها ..
قطع تفكيرها صوت ربكه ف الطياره و حركه غريبه ..

فصلت السماعه من ودنها و هنا شافت الموقف بوضوح ..
دربكه و المضيفين رايحين جايين بتوتر و إزعاج ..
شويه و الطياره إبتدت تتحرك حركات عشوائيه بشكل مزعج ..
الناس إبتدت تتفزع و منهم اللى بيصوّت و يعيط
و زاد قلقهم حد من المضيفين طلع بقلق واضح:
حصل فشل ف الانظمه الهيدروليكيه للطياره و لو بالشكل ده مش هنوصل ..
الناس إتفزعت اكتر و إبتدى الجو يكتأب
المضيفه بتحاول تطمنهم: احنا بنحاول .. بس ك حل اخير هنضطر نعمل هبوط إضطرارى ف اقرب مطار و بعدها نتصرف و ساعتها هنفهّمكم هنعمل ايه
و إبتدت تشرح هينزلوا ازاى و يتعاملوا ازاى مع الوضع

ليليان بتلقائيه إيديها راحت على ولادها شالتهم من العجله بتاعتهم و ضمّتهم على صدرها قوى ..
لحظة ندم سيطرت عليها من قرارها ده و إبتدت دموعها تنزل قوى ع الحلم اللى كل ما يقرّب تيجى قوة دفع تبعده

شويه و الحركه بتزيد بجنون و الطياره شويه شويه بتفقد توازنها و إبتدت تختل
عليت صفارات الانذار من كل ركن ف الطياره و الناس هنا فقدت اعصابها و الكل إبتدى يصوّت بهيستريا من الموت اللى بقا محتوم خلاص
ليليان مسكت موبايلها بتلقائيه و إبتدت تعيط بحرقه .. جابت نظام رسوم التجوال الدولى و منه دخلت على خدمات الجوال ف بلدك و حطّت السماعه
مراد أخوها فتح عليها و اما سمع عياطها إتفزع: في ايه حبيبتى ؟ انتى
قطع كلمته من الصوت العالى و كمية الصويت دى و العياط حواليها
مراد برعب: ليليان فى ايه ؟ ردى عليا يا حبيبتى .. فيكوا ايه ؟ أمك فيها حاجه ؟

ليليان بقهره: لاء انا و ولادى
مراد قلبه وقع ف رجله و زى اللى إتلجّم
ليليان بدموع: سامحنى يا مراد و النبى .. متزعلش منى .. مكنش قصدى اخرج من وراك
مراد من الاصوات اللى حواليها و كلامها بيفهم الوضع شويه بشويه
مراد برعب: إهدى إهدى .. انتى كويسه مفيش حاجه .. ده قلق بس
ليليان بدموع: لاء هنموت .. الطياره بتقع يا مراد
مراد غمض عينيه بهلع: إهدى .. اكيد الطيار هيهبط بيكوا ف اقرب مطار
ليليان: قالولنا هيعمل كده .. بس الطياره مش هتكمّل لأى مطار
و هنا جاه صوت ف الميكروفون لمجرد ان صريخهم عالى و محدش هيسمع.

المضيفه: احنا هنضطر نعمل Ditching و ده يعنى هبوط ع الماء .. من حسن حظنا احنا قريبين من جزيرة باتايا .. هنضطر نهبط و الطياره من الحجم المتوسط اللى هتستحمل الهبوط ع المايه ..
بعدها تتعاملوا مع المايه و احنا بعتنا إشاره لاقرب مطار و هما هناك بلّغوا .. و هتتبعت قوات ف اقرب وقت و يلحقوا الموقف و يساعدونا
مراد أخوها سمع المضيفه و تقريبا قدر يجمّع الموقف كله .. بيحاول يطمنها مع إنه نفسه مش متطمن .. عارف ان حتى لو هى خرجت من الموقف ولادها لاء مستحيل..
غمض عينيه بوجع و رايح جاى زى المجنون لمجرد إنه مش معاها .. و لا حتى قريب منها هيعرف يلحقها .. هو اصلا كان لسه مسافر من كام ساعه بس برا مصر ف مهمه.

مراد بيحاول يطمنها: حبيبتى اهدى .. اعملى اللى هقولك عليه بس انتى و جمّدى قلبك .. و هما طالما بعتوا إشاره يبقا بمجرد ما هتنزلوا هتلاقوا نجده ..
ليليان هزتّ راسها بعنف لمجرد إنها جوه الموقف: لالا هنموت .. مراد انت مسامحنى صح ؟ و النبى ما تزعل منى .. و قول ل بابا إنى بحبه قوى .. قوى قووى يا مراد .. قوله إنى إتوجعت قوى من غيره .. اوصفله قد ايه كان واحشنى
مراد: مسامحك يا قلب أخوكى .. إهدى انتى بس و النبى.

مارد إبتدت دموعه تنزل و هو بيشرحلها تعمل ايه و تتعامل ازاى مع الموقف بصوت مخنوق بالعياط

اجراس الإنذار ف الطياره للهبوط عليت اوى لدرجة انها بتشق ضلمة الليل و سكون المايه و صوت الصريخ ابتدى يهز المكان

مراد العصامى مره واحده إتفزع ف الباخره اللى كانت إتحركت جوه جزيرو باتايا و قلبه إتقبض بعنف ..
كريم و هو بيقرّب منه: ايه ده فى ايه ؟
مراد بقبضه: شكل فى طياره إضطرت تعمل هبوط
رؤيه: استر ياارب
مازن بقلق: هبوط ايه ؟ دى هتتدمر
الكل طلع على سطح الباخره و نظره واحده لفوق و لمنظر الطياره خلّتهم يفهموا الوضع.

كريم: انا هكلم القبطان يتحرك ف إتجاه مخالف و بسرعه.. الوضع مش مطمئن
مراد شدّه بسرعه: لالا إستنى
منى: هتستنى ايه يا مراد ؟ مش هنعرف نعملهم حاجه .. الطياره فعلا هتتدمر
مراد قلبه إتعصر مره واحده و الدموع إتجمّعت بسرعه ف عينيه ..
حطّ إيده بتلقائيه على قلبه و شاورلهم بعنف: اللى عايز يمشى يتفضل .. انا مش همشى .. مش هتحرك
مراد عينيه متعلقه ع الطياره اللى فعلا بتقرّب من المايه بسرعه مفزعه .. و على الرغم من بُعدها منهم بمسافه كبيره جدا إلا إنهم لامحينها ..
جاب جهاز رصد من جوه كان معاه و إبتدى يراقب الوضع.

بنفس العنف اللى الطياره بتهبط بيه لتحت حاجه جواه بتشده لعندها فوق .. صوت الصريخ راعش قلبه

و فجأه و على إرتفاع عالى من المايه الطياره نزلت بعنف على سطح المايه .. و ده كان كفيل يطيّر اجزاء منها ف كل حته ..
إتفتحت ابواب الطوارئ و المنافذ الإضطراريه فيها و الطياره شويه شويه بتتشد لتحت و الكل بيخرج بجنون منها
ليليان هنا صرخت بصوتها كله برعب ..
صرخت الصرخه اللى وقّعت معاها قلبين .. قلب المرادين .. مراد أخوها اللى كان لسه ع التليفون رايح جاى برعب و مراد التانى اللى ع الباخره رايح جاى بفزع.

مراد أخوها: ليليان إهتمى بنفسك انتى .. انتى اولى .. لازم تنجدى نفسك .. إتمسّكى بحياتك
و للإسف لحد هنا و الخط قطع .. مراد كان عايز يقولها ان ولادها كده كده صعب تطلع بيهم ان مكنش مستحيل .. ف لازم تنجد نفسها بس ملحقش او بمعنى أصح قلبه لجّم لسانه ف مطاوعهوش
مارد لحظة جنون سيطرت عليه .. عمال يدبّ بإيده بكل قوته على كل حاجه بمنتهى العنف .. بيصرخ بجنون بصوته كله.

مراد العصامى هنا لمح الطياره بتغرق و المايه بتشدّها لتحت بعنف .. صوت الصريخ بيهزّ المكان ...ريحة الموت ف كل حته حواليهم
الموت معاه دايما و حواليه بحكم شغله .. ملازمه بحكم إنه فاكروه اخد منه الحبايب .. متعوّد عليه
بس ليه هنا راعبُه ؟ فازعُه.. خالع قلبه .. لأول رمه يبقى خايف منه .. مخلّى جسمه كله بيتنفض .. عايز يسبق الميه و يروح لعندهم .. كإنه روحه بترفرف على وليفها ..
شاور لمازن اللى كان سبقه اصلا للقبطان اللى معاهم و إداله امر يقرّب منهم .. و مهما القبطان حاول يعترض إلا إنه مسمعلوش
مراد بعنف: يا تتحركوا لعندهم يا هنزل بنفسى و لوحدى
الكل وافق و فعلا الباخره إبتدت تتحرك ناحيتهم.

ليليان اول ما الطياره إتهبدت من الارتفاع ده ع المايه للإسف ولادها فكّوا من حضنها بسبب قوة الدفع ..
بتتلفّت حواليها بجنون .. بتكبّش ف كل حاجه تقابلها .. لمحتهم من على بُعد منها بينزلوا شويه شويه تحت المايه لحد ما إختفوا قدام عينيها للإبد
صرخت بجنون ام شافت ضناها بيفارقها و يفارق الدنيا قدام عينيها: همسه ... مغااااااااد !

مراد من هزّة جسمه ع الصوت زى اللى حد صعقه بكهربا .. الصوت كهرب جسمه .. الصوت كإنه دخل جواه نفض قلبه ..
كان خلاص قرّب اوى منهم لحد ما بقا تقريبا ف وسط الحدث ..
بس للإسف كان الكل إختفى تحت المايه و اللى مات من الرعب و الخوف و اللى جسمه إبتدى يطوف على وش الميه و روحه فارقت
نزل بجنون من الهلع اللى ف المنظر قدامه و إبتدى يتحرك بعشوائيه ف المايه .. حاجه بتشدّه من قلبه و بيتحرك معاها بإستسلام لعندها ..
مازن نزل وراه و رؤيه و كريم و منى و باقى اللى معاهم .. و هو جسمه بيسابق المايه على روحه اللى بتشدّه شويه شويه ناحيتها
لمحها من بعيد ...
بتصرخ بصوتها كلها بمنتهى الحُرقه و بكل المراره اللى جواها من كل حاجه عدّت عليها حتى قبل دى: همسه ..مغاااااااااد !

الكل راح ناحية الصوت و شافوها من قلب الجثث بتتحرك بتوهان .. عينيها بتغمض و تفتّح بعنف .. إبتدت يغمى عليها و بتقاوم بالعافيه
مراد شاور عليها بس مقدرش ينطق .. زى ما يكون حاجه عصرت لسانه زى ما عصرت قلبه
الكل إنتبه لها و إتحركوا ناحيتها و مازن ميّل عليها شالها من المايه على اخر لحظه قبل ما يغمى عليها و تختفى لتحت المايه و ده كان ف نفس اللحظه اللى مراد مدّلها إيده من جنبها التانى و بيرفعها
رفعوها قصد بعض و هى بيغمى عليها ..

و تفتّح و تغمض و من وسط توهانها عينيها جات ف عيون مرادها اللى كان شايلها
قلبها اللى على صدره دق بعنف .. دق لدرجة خلّت دقات قلبها تسمّع ف صدره كأن حد بيضربه بلكاكيم ف صدره
مراد إتنفض بمجرد ما وشه قرّب من وشها ..
بصّ ف عينيها قوى اللى رغم إنها كانت بتغمّض بإغماء إلا إنها لونها إتقلب بتلقائيه للرمادى .. لون مرادها ...

مراد بصّلها قوى و لاحظ قلبّة عينيها ف نفس اللحظه اللى عينيه برغم الخوف و الحزن المسيطر عليه و عالموقف إلا انها قلبت لنفس اللون

و العيون اللى بقالها اكتر من 19 سنه بتتمنى تتلاقى يوم .. إتقابلت ف نظره طووويله .. طووووويله قووى .. نظره اطول من ال 19 سنه دول بكل حرمانهم و لهفتهم...
ليليان و هى بتفقد اخر قدرتها على مقاومة إنه يغمى عليها همست بتوهان: مراااد .. همسه .. همسه ... مرااااد ... !

مراد بصّلها قووووى و عينيه تقريبا إتجمّدت و جسمه من دق قلبها العنيف بيتنفض و هى راسها اللى على صدره بتتحرك من قوة دقات قلبه و ف لحظه فجأه كان...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة