قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والثلاثون

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جم

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والثلاثون

مراد نزل وسط المايه بهلع من المنظر .. لمح ليليان من بعيد ميّل عليها شالها ف نفس اللحظه اللى كان مازن كمان شافها و مد إيده من الناحيه التانيه بيرفعها ..

ليليان بيغمى عليها بين إيديهم .. كأنها إتطمنت و ردّت جسمها لروحها اللى كانت مفارقاها ف إستسلمتله ب أمان ..
عيونها قبل ما تغمّض بإغماء قلبت بتلقائيه للرمادى .. لون عشقها .. مرادها .. روحها .. الحضن اللى إتفارق من سنين

مراد دقق ف وشها و لاحظها قووى ف نفس الوقت اللى عينيه برغم الوجع و الألم المسيطر إلا إنها قلبت بنفس اللون ..
و القلوب المحرومه من بعضها و دابت من حُرقة الفراق دلوقت بس إتقابلوا ف لحظه جواها لهفه و حرمان لو خرجت من عيونهم تروى بلد و تغرّقها ..
و العيون اللى بقالها اكتر من 19 سنه بتتمنى تتلاقى يوم .. إتقابلت ف نظره طووويله .. طووووويله قووى .. نظره اطول من ال 19 سنه دول بكل حرمانهم و لهفتهم...
ليليان و هى بتفقد اخر قدرتها على مقاومة إنه يغمى عليها همست بتوهان: مغااد.. همسه.. همسه... مغاااد... !

مراد بصّلها قووووى و عينيه تقريبا إتجمّدت و جسمه من دق قلبها العنيف بيتنفض و هى راسها اللى على صدره بتتحرك من قوة دقات قلبه ..
مراد إتجمّد مكانه و كان لسه بيها ف وسط المايه .. انا سامعها بجد ؟ و لا متهيألى ؟
مازن سمع همسها بس مفسرهوش عشان كده بصّ لمراد بإستغراب اللى باصصلها قوى و متسمّر مكانه
ليليان غمضت عينيها بإستسلام و فقدت وعيها بعد ما روحها إتطمنت ..

مراد بيخبّط على وشها بلهفه يفوّقها .. و مش عارف عشان تتكلم تانى ف يسمعها تانى ف يتأكد من اللى سمعه منها و لا عشان إتهلع اما عينيها غرّبت و غمضت خالص
رؤيه و هى جايه عليهم: خرّجوها الاول من المايه بعدها نفوّقها
مازن مستغرب من مراد اللى مصمم يفوّقها و معندوش صبر حتى لما تطلع ع الباخره .. كإنه إستنى كتير و مش قادر على دقيقه تانيه
طلعوا بيها على الباخره بالعافيه .. دخلوا بيها جوه و هنا مراد بتلقائيه شالها و رفض حتى حد يلمسها ..

دخّلها جوه حطّها على كنبه ف غرفه صغيره ف الباخره .. و شاور لرؤيه اللى جنبه جابتله برفان بتاعه من شنطته .. حطّ على إيده و إبتدى يشممها يفوّقها ..
ليليان إنفصلت عن العالم و راحت ف عالم تانى مفهوش وعى .. عالم كله قهره على كل اللى راحوا .. أبوها اللى مش عارفه توصله .. و جوزها اللى مات قدامها .. و أخرهم ولادها اللى راحوا قدام عينيها ..

ريحة مرادها دخلت من مناخيرها لجواها عشان تقتحم العالم ده و تتغلغل فيه
إبتسمت بتلقائيه و هى مغمى عليها .. و إبتدت تتنفس بسرعه و نهجان و صدرها بيعلى و ينزل بسرعه ملحوظه
الكل كان شايف إنها كده بتختنق .. محدش يعرف إنها كده بتتنفس بلهفه ريحة مرادها اللى ياما شمّتها و حلمت بيها و قلبها بيدق بمنتهى العنف
رؤيه بقلق: دى بتختنق .. ثوانى اشيلها الطرحه عشان تعرف تاخد نَفسها ..
مراد إيده سبقت إيديها و حطّ إيده على طرحتها فكّها و حاجه جواه بتكهربه .. و هنا إتحدف شعرها كله بإنسيابيه على ضهرها اللى رغم إنه مبلول إلا إنه إتفرد بنعومه و بان لونه و طوله المُلفت اللى معدى ضهرها كله ..

مراد بصّ لشعرها البرتقانى بجاذبيته قووى و إيده زى اللى إتجمّدت ..
صوره واحده بتروح و تيجى قدام عينيه بلهفه .. صوره إتنزعت من قدام عينيه من سنين كتيره بمنتهى القهر..
و كل ما الصوره تيجى قدامه بتلقائيه يقارن بينهم بجنون اللهفه ...

مارد بعد ما الخط فصل مع ليليان حدف الموبايل بعزم ما فيه ... و إبتدى يلفّ بجنون حوالين نفسه .. تايه لمجرد إنه مش عارف يعمل ايه ..
عمال يتخيل الف سيناريو و سيناريو للى ممكن تكون هى فيه دلوقت ...مش عارف يعمل ايه .. طب يكلم أمه .. لا لا هيفزعها .. مش هيعرف يوصّلها حاجه زى دى
طب مييين ؟ ميييين ؟ عمال يدب بإيده ع الحيطه .. نخ ع الارض بقهره و قلة حيله و إبتدى يعيط بقهره .. عياط بطعم الفراق معيطهوش من يوم حادثتهم .. معندوش إستعداد لخساره زى دى تانى

فجأه افتكر مصطفى و كأنه كان ناسيه .. رجع مسك موبايله و طلبه بلّغه باللى حصل
مصطفى بفزع: يا نهار اسود .. انت بتقول ايه يا مراد ؟ بتتكلم جد ؟
مراد بعنف: امال ههزر يا حمار ؟ اخلص إتصرف انا مش عارف اعمل حاجه من عندى .. انت عارف انا ف مهمه و قدامى كام يوم لا عارف ارجع و لا عارف إتصرف من عندى و اكشف نفسى
مصطفى كان اخد مفاتيحه و نزل جرى: طب اقفل اقفل .. انا نزلت و هتصرف
مراد صوته إتخنق بالعياط: اسأل ف المطار عن الطياره اللى كانت على وصول من تايلاندا ...

اكيد هتلاقى عندهم خبر .. انا اصلا سمعت المضيفه بتقولهم إنها بعتت إشاره للمطار يبعتوا نجده عشان مش هيلحقوا اقرب مطار يهبطوا عليه .. هبطوا ع المايه يا مصطفى .. ع المااايه
مصطفى بصوت مخنوق: إهدى .. اكيد حد هيلحقها .. ربنا مش هيسيبها
مراد بقهره: ليليان مبتعرفش تعوم و بتترعب من الضلمه غير ان ولادها معاها اكيد لخموها
مصطفى بيحاول يطمّنه: طالما كلموا المطار يبقا اكيد إتصرفوا و بعتولهم حد يستناهم حتى من قبل ما يهبطوا و اكيد لحقوهم .. اقفل انا هروح المطار بنفسى اسأل و اشوف اى اخبار
مراد بمراره: اى حاجه توصلها تبلغنى .. اى حاجه اياً كانت كلمنى .. كلمنى اول ما توصل للمطار

مصطفى قفل معاه و نزل جرى ع المطار و بيدعى ربنا تخيب ظنونهم ف إنه حصلها حاجه ...

عند ليليان ف الباخره ..
ليليان راقده على كنبه مغمى عليها و مراد قاعد على حرف الكنبه جنبها و وشه قصادها .. عينيه المتعلّقه عليها مش راضيه حتى ترمش ..
كأنه خايف يرمش و يقفل عينيه ثانيه يفتّح ميلقاهاش ..
مازن جنبه بيحقق فيها قوى .. قلبه بيدق بعنف .. ايه ده ؟ الشبه ده بقا معلّم من كتر ما إتحفر جواه ..
الكل أخد باله من مراد و عشان عارفين حكايته تقريبا إبتدوا ياخدوا بالهم من الوضع
سكوت خيّم ع الكل .. و الكل بيبصّ لبعضه بزعل على مراد اللى دموعه خدت حريتها بعد حبسة سنين

رؤيه قرّبت منه بهدوء طبطبت ب إيديها على كتفه: مراد قووم انت .. انا هشوفها
مراد بعنف: لاء مش هسيبها
رؤيه: لازم تغيّر هدومها الغرقانه دى .. و إلا هتعيي اكتر
مراد بحده: لاء .. محدش يقرّب منها .. انا هعملها كل حاجه
كلهم بصّوله بإستغراب بس بنظرة حده منهم خرجوا بهدوء و سابوه جنبها ..
حتى مازن اللى حاول يبقى مراد بصّله بعنف ف خرج بضيق بس معرفش يتحرك من ع الباب

خرجوا و سابوه معاها .. مراد قلبه بيدق بعنف .. قلبه هيخرج من مكانه .. ملغبط و مش فاهم حاجه ..
الأسامى اللى نطقتها .. شكلها .. شعرها .. عينيها اللى بتقلب .. الحسنه اللى ف خدها و اللى كانت ف خد بنته و هى صغيره و بتضايقها و تقوله عنها خدى مخروم و هو يضحك عليها ... حُمرة خدودها الغير طبيعيه
مد إيده على شعرها و بيلمسه بلهفه غريبه .. بيحسس على وشها .. على عينيها المغمّضه ..

ميّل بتلقائيه باس راسها
كل تصرفاته معاها كانت بتطلع بتلقائيه .. بمنتهى التلقائيه .. حتى دموعه
رؤيه خبطت ع الباب و دخلت براحه و قبل ما ينطق قعدت جنبه بهدوء
رؤيه: مراد انا جيبتلها هدوم من عندى .. بس لازم تغيّر هدومها دى .. كده هتتعب .. احنا اصلا مش عارفين ايه اللى بيها
مراد بصّلها كتير و قام بالعافيه من جنب ليليان .. مش قادر ينطق بس شاورلها تقعد .. معرفش يخرج .. وقف قصد الشباك و كأنه عايز يتنفس
رؤيه قرّبت منها و إبتدت تغيّرلها هدومها اللى كانت بتنقط مايه .. خلّصت و جات تلملها شعرها مراد قرّب منها بسرعه و شدّ إيدها بعنف من عليها
رؤيه إبتسمت بعيون مدمّعه عليه و هو رجع قعد جنبها.

رؤيه: الباخره إبتدت تتحرك بشكل اسرع عشان نوصل بسرعه .. لازم تدخل مستشفى
مراد هزّ راسه و هى سكتت
مراد بصوت مبحوح: عارفه إنها اول ما نطقت و هى بيغمى عليها قالت مراد و همسه
رؤيه بصّتله قوى و معرفتش تقوله ايه: اا .. عادى يمكن تعرف حد بالأسامى دى يا مراد
مراد صوته إختنق بدموع: بالأسمين ؟ سوا ؟ مع بعض ؟
رؤيه: يمكن خواتها ؟
مراد غمض عينيه بمنتهى الوجع و رؤيه كإنها إنتبهت: او يمكن ولادها
مراد بصّلها مره واحده: انتى تعرفيها ؟

رؤيه: لاء بس حمزه و كريم بيقولوا إنهم شافوها كان معاها شنطه بيبيهات بس
مراد بفزع: بس اييه ؟
رؤيه ب اسف: للإسف إختفت ف المايه
مراد بتلقائيه حطّ إيده على قلبه: يا حبيبتى
رؤيه: ف يمكن ولادها
مراد إبتسم من بين دموعه: مسمّيه مراد و همسه

من بين كلامهم براحه سمعوا صوت آنينها بخفوت
مراد قرّب منها بلهفه لقاها مغمّضه بس زى اللى بتهلوس: مغاااد .. مغااااد .. بابا .. همسه .. ولادى فين .. مغاااااد

مراد إنتبه لهمهمتها و هنا معرفش يسيطر على نفسه .. و مش عارف عشان اللدغه اللى ف كلامها و اللى معرفش يعدّيها و لا عشان كلمة بابا اللى خطفته
قرّب منها و بيخبط على وشها بجنون و بيهزّ فيها بعنف و رؤيه من وراه بتحاول تشدّه لورا و مازن دخل بإندفاع من برا على صوتهم ..

مصطفى قفل مع مارد و راح ع المطار و طلب حد من المسئولين
مصطفى بلهفه: فى طياره جايه من تايلاندا كنت عايز اعرف هتوصل امتى ؟
المسئول: اللى خارجه من هناك على الساعه كام ؟
مصطفى بترقُّب: خارجه على عشره بالليل
المسئول سكت كتير و مصطفى فهم و قلبه وقع .. مسكه بعنف: ما تنطق يا بنى ادم انت
المسئول بأسف: جاتلنا إشاره ان الطياره ... للإسف يعنى...

مصطفى حطّ إيده على وشه بصدمه و نزل ع الارض
المسئول: للإسف عقبال ما إتحركنا بناءاً ع الإشاره و وصلنا كان كل حاجه خلصت
مصطفى قام عليه بهجوم: و انتوا متحركتوش بسرعه ليه ؟ هااا ؟ كنتوا مستنيين اما يموتوا ؟
المسئول خلّص نفسه من إيده بالعافيه: يا فندم هما إدونا ال إشاره على اساس هيهبطوا ف اقرب مطار .. و لسه بنعمل ترتيباتنا و نبلغ المطار الاقرب ليهم ..
إتفاجئنا ان وصلتلنا إشاره من الطياره إنها هبطت هبوط إضطرارى ع المايه

مصطفى إتفزع: فييين ؟ انهى زفت مايه هناك ؟
المسئول: على جزيرة باتايا و تقدر تروح الاستعلامات هيدوك تفاصيل اكتر

مصطفى مستناش يسمع اكتر .. راح ع الاستعلامات و سأل و اخد المكان بالتحديد اللى وصلتلهم منه الإشاره
المسئول بأسف: للإسف القوه اللى إتحركت من هناك لعندهم لسه مبلغانا إنهم وصلوا ع المكان بالظبط
و شافوا الطياره محطّمه خالص بشكل ميقولش ان فى حد ممكن يكون نجى منها .. ده غير كل اللى ف المكان جثث و اجزاء من الطياره و كله ف المايه
يعنى مستحيل يكون حد طلع منها سليم .. محدش طلع اصلا .. كل اللى فيها بقوا جثث و فى فريق غواصين هناك إبتدوا يخرّجوا الجثث
هنجيب أسامى اللى كانوا ع الطياره و نبعت لأهاليهم يستلموا جثثهم

مصطفى الدنيا لفّت بيه .. مراد بيرن و مش عارف يفتح عليه او يقوله ايه
المسئول: عموما فى طياره هتتحرك كمان نص ساعه تقريبا .. هتتحرك لمكان الحادثه ل إن الطياره كانت جايه على هنا .. يعنى معظم اللى عليها مصريين و لازم نستلم جثثهم

مصطفى قام بسرعه كلّمهم ف المطار يطلع معاهم ع الطياره اللى رايحه للحادثه .. بس هما رفضوا لإن محدش طالع غير فريق مخصص لاستلام الجثث و هيرجعوا بيهم
مصطفى وراهم الكارنيه بتاعه و كلم كذا حد و هما وافقوا ..
مراد مش مبطّل رن لحد ما مصطفى فتح عليه
مصطفى بألم: انا مسافر معاهم يا حبيبى اشوف اللى حصل بالظبط
مراد مقدرش حتى ينطق ف هزّ راسه بوجع و مصطفى قفل من غير و لا كلمه زياده
مصطفى مرديش يقوله الكلام اللى قالوهوله ف المطار و نص ساعه و كان مسافر معاهم لمكان الحادثه ...

عند همسه و روسيليا ..
همسه رايحه جايه بقلق عمّال يزيد عليها و ينهش قلبها حته حته
روسيليا جنبها بتعيط بحرقه .. و محدش فيهم فاهم فى ايه غير إنهم مقبوضين .. ليليان المفروض إنها قايلالهم نازله المستشفى و راجعه بس إتأخرت و بيكلموها موبايلها إتقفل ..

همسه شكّها شويه شويه بيتأكد: اكيد نزلت على مصر .. انا كنت شاكه قبل ما تنزل إنها هتعملها .. معرفش ازاى سيبتها تنزل
روسيليا قامت بعنف: كنتى اييييه ؟ شاكّه ؟ شاكّه ان بنتك هترمى نفسها ف النار و وقفتى تتفرجى ؟ تشوفيها هترمى نفسها بجد ؟
همسه بضيق: مكنتش متأكده .. محبتش اقلق أخوها و يكون متهيألى
روسيليا بعنف: كنتى مستنيه اما تتحرق عشان تتأكدى ؟ انتى عارفه عملوا فيها ايه المره اللى فاتت لمجرد إنها فكرت تنزل ؟ عارفه حصلتلها كام مصيبه عشان نزولها ده؟
عارف عاصم كان بيهددنى ب ايه ؟
ب إنه ... إنه ...
روسيليا قامت بفزع لمجرد تفكيرها ان يكون عاصم اخد خبر بنزولها و اذاها .. فضلت تدوّر على الموبايل و هى حتى مش عارفه هتعمل ايه او تكلم مين

مسكته و همسه حلّقت عليها: انتى هتعملى ايه ؟ هتكلمى مين ؟
روسيليا بصّتلها بتوهان: هشوف بنتى ...هشوف الكلب عاصم عمل فيها ايه
همسه أخدت منها الموبايل حدفته: انتى إتجننتى ؟ و لو طلع مش عارف حاجه بقا ؟ يبقا اذيتيها و اذيتينا
روسيليا بغضب: و انا مش هستنى اما يحصل .. بنتى مش حِمل حادثه تانيه زى اللى حصلتلها
همسه بتحاول تطمن نفسها: هى مسافره ب باسبور جديد يعنى اكيد مش عارفين
روسيليا: و هو هيغلب يعنى ؟
همسه: لالا معدش ينفع نستنى تانى .. لازم مراد ياخد خبر .. انا هكلمه

عند ليليان ف الباخره ..
رؤيه و مازن شدّوا مراد من جنب ليليان اللى كان بيحاول يفوّقها بعنف و كأنه فقد اخر سيطره على نفسه

ليليان بتفوق لثوانى و تغيب عن الوعى تانى .. إتطمنوا على النبض و حطّولها اكسجين و عملولها اسعافات لحد ما يوصلوا ..
جسمها إبتدى يسخن .. مراد قام جاب تلج و إبتدى يعملها كمادات ..
شويه و جسمها تلّج و بيترعش و شفايفها بتزرّق جاب الدفّايه و حطّها جنبها و شويه و ولّع سبرتايه بيعمل عليها القهوه ..
و يدفّى إيده و يمسك إيديها الاتنين بين إيديه لحد ما تدفى و يرجع يسخّن إيده و يحطّها على رقبتها بصدرها ..

فضلوا الليل كله عالحال ده لحد ما وصلوا لمكان كانوا مرتبين إنه هينزلوا فيه من الباخره .. بعدها يتحركوا بطياره لمصر
و فعلا وصلوا و نزلوا و مراد ميّل عليها شالها ..
مراد كان رافض حد يعملها اى حاجه .. حتى يلمسها .. كان بيعملها كل حاجه بنفسه بتلقائيه
لقوا الطياره المخصصه ليهم مستنياهم .. طلعوها و اخدوا وجهتهم لمصر ...

همسه بدموع: يعنى ايه يا مراد ؟
مراد بوجع بيحاول يكتمه: مفيش حاجه يا ماما .. ان شاء الله بخير .. إتطمنى
همسه بعياط: قلبى مقبوض يا مراد .. مقبوض و مش متطمنه .. قلبى بيقولى فيها حاجه
مراد صوته إترعش: مفهاش حاجه ان شاء الله
روسيليا من جنبها بتعيّط: امال ليه موصلتش لحد دلوقت ؟ و ليه كلّمتك اصلا قبل ما توصلك ؟ دى قايله مش هتقولك إلا اما توصل عشان متمنعهاش او تزعل
ليه كلمتك بقا إلا اذا كان في حاجه

مراد معرفش يمسك دموعه و همسه حسّت بيه و بدل ماهو اللى بيطمنها إبتدت تهدّيه هى: حبيبى إتطمن ان شاء الله كويسه .. مفهاش حاجه
مراد معرفش يكتم اكتر من كده .. اخد نَفس بقهره و حكالها لمحات بسيطه من اللى حصل

روسيليا إتفزعت و فضلت تصوّت لحد ما اغمى عليها .. و همسه جمبها مش عارفه تعمل ايه .. تهدّى إبنها و لا تصرخ على بنتها
همسه بقهرة ام: هتيجى .. هترجعلى .. انا متأكده .. واثقه ف ربنا .. مش هيحرمنى منها كل السنين دى عشان يوم ما يرجّعهالى ياخدها منى تانى
مراد بدموع: ياارب .. ياارب يا ماما .. إدعيلها و النبى .. مصطفى سافر للمكان اللى هبطوا عنده و اول ما يوصل لحاجه هيكلمنى .. إدعى كتير اوى
همسه بصوت مهزوز: متقلقش .. ربنا مش هيكسر قلوبنا تانى.

همسه قفلت معاه و فوّقت روسيليا .. بعدها قامت إتوضت و قعدت تصلى و هنا مقدرتش تمسك نفسها تانى و إنفجرت ف العياط بين إيدين ربنا ع قلبها اللى مش مكتوبله يبرد ابدا و كل ما يهدى يتفتحله جرح جديد كإن قلبها ده جوه جسم موجوع و مش هيبرد إلا اما يرجعله ..

مصطفى وصل باتايا و وصلوا للمكان اللى هبطت عليه الطياره
المنظر صعب و يوجع القلب السليم حتى مش الموجوع .. مصطفى واقف بتوهان ..
زى اللى بيتفرج على عرض سينمائى .. بيتابع كل اللى بيحصل بتدقيق قوى و كأنه مستنيها تطلع ماشيه على رجليها ..
موبايله رن و مسكه بتوهان لمح مراد بيكلّمه .. من غير ما يفكر فتح عليه و فضل ساكت كتير .. مراد متلجّم مش عايز يستعجل الخبر
مصطفى بتوهان: بيطلعوا الجثث من المايه بقالهم ساعات .. ساعات و مش عارفين يخلّصوا .. كل ما بيدوّروا بيطلّعوا

مراد زى اللى حد ضربه بسكينه و عمّال يتهته: جثث ؟! جثث مين ؟ و ليليان دخلها ايه ؟ خدها و امشى .. ملكش دعوه بالجثث ...هى هتلاقيها كويسه .. هى .. الجثث فين ؟ هى فين ؟
مصطفى كان حابس دموعه بس حالة مراد خلّته إنفجر ف العياط: إستعوض ربنا يا حبيبى
مراد لسه على توهانه: سيبك من اللى عندك ...كلّم حد من معارفنا .. هينقذهالك .. حد يعرف يلحقها .. هى كويسه
مصطفى بدموع: مفيش حد طلع من الحادثه يا مراد عايش .. محدش طلع خاالص .. الجثث اللى طلعت حتت .. منها اللى مات غرق و منها .. منها اللى قلبه مستحملش

مراد من غير ما يحس قفل السكه .. فضل رايح جاى زى التايهه .. مجرد ان عقله رافض يسمع حتى ...

عند ليليان ..
مازن و مراد مع ليليان ف الطياره و معاهم البقيه وصلوا مصر و نزلوا المطار
كان مراد مكلّم الاسعاف اللى وصل لقاهم مستنينه برا
خرج ع الاسعاف على طول و اخدها بسرعه على مستشفى القوات الخاصه تبعه
وصلوا و دخل بيها المستشفى شايلها .. الكل مستغرب رد فعله .. مراد مبيتكلمش بس قلبه و عينيه و جوارحه كلها بتنطق عنه .. تلقائيته بتنوب عن كل تصرفاته.

قابله دكتور كان مستنيهم: هاتها و احنا
مراد زقّه بعنف رغم إنه كان شايلها: غووور من وشى على جوه
الدكتور دخل بخوف و مراد دخل وراه ..
حطّهاله ع السرير و إتلم حواليها فريق طبى من اكبر دكاتره ف المستشفى ..
كان مراد طلبه اما كلّم المستشفى بلغهم
مراد مقدرش يستحمل المنظر .. التفكير ضاغط على عقله .. ف خرج
بس قبل ما يخرج بصّ للدكتور بحده: اعمل اى حاجه و انقذها .. فااااهم .. إوعاك يجرالها حاجه .. اوعااااااك.

خرج و سابهم و هما إبتدوا يعملولها فحوصات شامله و اشعه و تحاليل على كل حته ف جسمها

مراد خرج سند ع الحيطه بشرود و عينيه بتلّف المكان بزوغان .. غصب عنه عقله حدفه عند ذكرى له ف المكان هنا ..
ذكرى يوم عملية الحقن ل همسه .. يوم ما ولاده إتزرعوا ف بطنها .. يوم الولاده يوم ما جوم للدنيا .. و يوم الحادثه و إستلم جثثهم هنا ..
يوم ما خرجوا من الدنيا او بمعنى اصح خرجوا من دنيته ...

شويه و الدكتور خرج عليهم و مراد بصّله بحده كأنه بيحذره يقول حاجه توجعه عليها
الدكتور: هى عملنالها فحوصات شامله عشان نقدر نحدد حالتها بالظبط .. و غالبا مش هتبان الا بعد 24 ساعه .. فى حاجات بتبان وقتى زى القلب و الاشعه المقطعيه و غيرها

مراد قلبه إتنفض: قلب ؟ هى قلبها ماله ؟
الدكتور: اكيد تعرفوا ان عندها القلب تعبان
مراد بصّله قوى و رؤيه إتدخّلت ف الحوار: هى قلبها يمكن تعب من الخضّه .. اصلها كانت ف حادثه طياره وحشه اوى و يمكن إتخضت
الدكتور هزّ راسه: دى اكيد اللى أثر على حالتها دلوقت بس مش على حالتها عموما .. هى عندها القلب تعبان و من فتره كبيره جدا .. و من الواضح إنها بتاخد علاج للقلب و ده واضح جدا ف عينة الدم اللى اخدناها منها غير ف الاشعه كمان.

مراد بترقّب: عندها ايه بالظبط ف قلبها ؟
الدكتور بتفكير: و الله احنا لسه منقدرش نحدد بالظبط إلا اما كل حاجه تبان .. بس من اللى بان اقدر اقول بعض الحاجات ..
زى مثلا ان عضله القلب ضعيفه جدا عندها .. غير عندها ثقب ف القلب و مركّبه دعّامه ...
مراد بتلقائيه غمض عينيه بعنف .. بعنف اووى .. بشكل إتلاحظ من اللى حواليه
و الدكتور بصّله و بصّلهم بإستغراب: اكيد انتوا عارفين الحاجات دى ... لإن ببساطه فى حاجات منهم اقدر اقول مولوده بيها زى ضعف عضله القلب و الثقب و إرتجاع الشريان .. ده عيب خلقى .. يعنى معاها من اما إتولدت.

مراد خلاص مبقاش قادر يسمع تانى .. عقله هينفجر .. لا يمكن كميه الصدف دى تتجمع فوق بعض عشان يعملوا صوره من روحه ..
بنته بردوا مولوده بنفس الحاجات .. لا يمكن يبقا نفس الشبه .. نفس الحاجات .. نفس اللدغه .. نفسى الأسامى ...

كريم اما لاحظ حالة مراد إقتصر مع الدكتور: احنا للإسف منعرفش حاجه فعلا من اللى بتقوله لإننا منعرفهاش

مراد رفع راسه و بصّله بجمود و هو ارتبك شويه: قصدى يعنى ان احنا لسه مقابلينها بس من كام ساعه .. كانت ف حادثه الطياره و نقلناها معانا ف الباخره و جيبناها على هنا

الدكتور: اااه قصدك حادثه الطياره
مراد: انت تعرفها ؟
الدكتور: البنت لاء .. بس الحادثه الاعلام من بالليل بيحكى عنها .. بيقولوا كل اللى ف الطياره بلا إستثناء ماتوا .. بيخرّجوا ف الجثث من الفجر و مفيش حد طلع من الحادثه
رؤيه: سبحان الله ...ربنا بعتنها ليها عشان لها عُمر
الدكتور سكت شويه: طب افهم من كده إنكوا متعرفوش اهلها ؟
رؤيه: لاء
الدكتور: يبقا لازم نبلّغ
مراد بحده: لاء
الدكتور: اهلها زمانهم هيتجننوا عليها .. اكيد عرفوا باللى حصل و اكيد إتقالهم ان الكل مات و اكيد افتكروها هى كمان ماتت و زمانهم بيدوّروا ف الجثث

مراد كل كلمه كانت بتحدفه لذكرى شكل .. غصب عنه كلام الدكتور حدفه لذكرى الحادثه بتاعته فيهم و اما كان هيتجنن و يوصل ل اى حاجه عنهم ..
سكت بضيق و دوّر وشه
الدكتور: هى اللى قدرنا نحدده من حالتها لحد دلوقت إنها ف غيبوبه ف القلب نتيجة الصدمه و الخضّه
و اكيد هتبقا محتاجه حد من اهلها جنبها حتى يساعدها تفوق و اول ما تفوق يهدّيها
رؤيه بزعل: و خصوصا اما تعرف ان اللى كانوا معاها اكيد ماتوا طالما الكل مات
الدكتور: هى فقدت حد من اهلها ؟

كريم: كان معاها طفلين تقريبا
الدكتور: كده الوضع هيبقا اسوء و لو فاقت لوحدها و على خبر زى ده يمكن ترد ف غيبوبه
و ساعتها هيبقا صعب تخرج منها ان مكنش مستحيل لإنها هتبقا رافضه للحياه عموما
مراد بنرفزه: حاول تخليها تفوق الاول و تبقا كويسه و نتطمن عليها بعدها انا هعمل اللازم
الدكتور: تمام و هى هتتحوّل ع العنايه و هخليها تحت الملاحظه و اى حاجه هيبلغونى

الدكتور سابهم و مشى و مراد هنا قعد ع الارض و كأن رجله رفضت تشيله

طول اليوم بيخرّجوا جثث من مكان الحادثه و الجثه اللى بيخرّجوها بيعملولها تحليل و يشوفوا هويتها و تتسلّم لأهلها .. المنظر يفجع

مصطفى كلّم مراد
مراد ب امل: يعنى ملقيوش ليليان مع الجثث ؟ يعنى ممكن .. ممكن تبقا
مصطفى مش عايز يديله امل و ف نفس الوقت بيتولد زيه جواه امل و لو بسيط: معرفش يا مراد .. بس لسه لحد دلوقت مفيش .. خرّجوا كتير و طابقوهم بالركّاب و تقريبا لقوا المعظم ..
مراد بحماس: يبقا .. يبقا يمكن ربنا بعتلها حد نجدها .. يمكن ربنا سندها .. ربنا عالم بالحال
مصطفى سكت و مراد: انا حاجز على بكره اخر اليوم هكون عندك ..
مصطفى: خليك انت عندك شوف اللازم و انا هنا معاهم و متابعهم و لو اى جديد هكلمك
مراد: لاء طبعاا .. انا خلاص حجزت

مراد فعلا حاجز و على تانى يوم كان مسافر لمصطفى و راحله على مكان الحادثه .. كلّم غواصين بشكل خاص و ابتدى يدوّر من تانى

ليليان اسبوع عدّى عليها ف المستشفى ف غيبوبه .. مش بتفوق ..
مراد جنبها .. بيراقب كل حركاتها .. شكلها .. ملامحها اللى عماله تتبدل رغم انها مغمى عليها ...
عقله رافض يصدق ان ده مجرد شبه .. و ف نفس الوقت رافض يصدق اى احتمال تانى غير الشبه !

رؤيه و مازن تقريبا مسابهوش طول الاسبوع اللى فات كله
اقرب اتنين له من الكل ..
رؤيه خبطت براحه و شاورتله و هو خرج بضيق و لسه هيتكلم لمح مهاب معاهم و على وشه ذهول

مهاب بإستغراب: ايه يا مراد انت بتعمل ايه هنا ؟
مراد بجمود: هى الزفت بيتعمل فيها ايه ؟
مهاب: ايوه يعنى عشان ايه و لا عشان مين ؟
مراد سكت لمجرد إنه معندوش رد و لا تفسير .. ماهو مش معقوله هيقوله هنا و واقف كل تحركاته و شغله و حياته من اسبوع على مجرد شبه .. احساس !
مهاب: ده بجد بقا.

مراد بصّ لمازن بحده و رجع بصّ لمهاب: ايه ده اللى بجد ؟
مهاب: مازن مقاليش حاجه .. اصلا بقاله اسبوع مش لاقيه مبيردش ..
بس عرفت إنك كنت موجود وقت حادثه الطياره اللى الكل بيتكلم عنها و ف نفس المكان و انقذت ناس
مراد: واحده .. هى واحده بس
مهاب: مين دى ؟
مراد سكت و هو بصّ لمازن: طب إسمها ايه ؟

مراد سكت كتير بشرود: معرفش .. اما تفوق هنعرفها او نعرف اهلها
مهاب: و ليه تستنى اما تفوق ؟ ما تمشى و هنا ف المستشفى هيبلغوا .. ثم ان ازاى اهلها مسألوش عنها طول الاسبوع؟
مازن: اكيد افتكروها ماتت مع اللى ماتوا .. خصوصا إنهم بيقولوا الكل مات .. ثم ان لسه البحث شغال اكيد لسه بيدوّروا
مهاب: خلاص يبقا تاعبين نفسكوا ليه ؟ بلّغوا و هما هياخدوا منها عينه دم و اكيد معاهم لسته ب اهالى الركاب هيشوفوا مين فيهم اهلها و يبلغوهم و هما يجولها.

مراد سكت بضيق و هو بصّله: لاء يا مراد لازم تبلّغ .. اقولك انا هكلم حد معرفتنا يتصرف .. انا مش فاهم انت ازاى متصرفتش
مهاب مسك موبايله و مشى كذا خطوه و عمل كذا تليفون و رجعلهم
مهاب: انا كلمت حد من المطار تبعنا هيبعت حد ياخد منها عينه و يشوف اهلها و يبعتهم و اكيد هما

قطع كلامه مع صرخه هزّت كل ركن ف المستشفى: مغاااااااد !

مصطفى مع مراد بيدوّروا بجنون ف كل حته .. هاين عليهم يفضّوا البحر و يفتّشوه ..
مش عارفين اذا كان كده الامل بيقلّ انهم يلقوها لإنها اكيد نزلت القاع او حتى اتاكلت من البحر و اللى فيه
و لا الامل بيزيد انها ممكن تبقا كويسه و حد نجدها

مراد بقهره: لاء يا مصطفى انا مش همشى .. مش همشى و اسيبها
مصطفى: و لا انا كمان .. لا هسيبها و لا هسيبك .. بس مش عارف افهم اللى حصل .. يعنى ايه لقيوا تقريبا كل الجثث بس هى لاء ؟
مراد بجمود: يعنى عايشه ...
مصطفى: بس
مراد بحده: عاااايشه .. انا مش هغلط غلطة أبويا .. مش هتخدع بالموت تانى
مصطفى: طب و جثث مراد و همسه ؟ احنا إستلمناهم و تحاليلهم معاك اكدّت نسبهم
مراد بوجع: عارف ان لحد اللحظه دى مكنتش عملت تحاليل النسب مع ليليان .. كنت خايف.

مصطفى بحزن: و اهى التحاليل اكدت النسب بينكم عشان كده لازم نستلمهم و يندفنوا
مراد بوجع: مش هعرف اسيب اختى يا مصطفى افهم ..
مصطفى: طب خلاص .. انا هنزل مصر بيهم ادفنهم و ارجعلك
مراد: يبقا افضل و متجيش .. طلبونى ف الشغل بس مش هعرف ابقا موجود .. انت هتسد مكانى يا مصطفى لحد ما ارجع .. مش هرجع الا بيها عايشه او ...
مصطفى: حاضر يا حبيبى و انا اى جديد بلغنى و لو حاجه عندى هبلغك
مراد سكت كتيير: و انا هقولك ادفنهم فين بالظبط...

عند ليليان ف المستشفى ..
ليليان بصريخ: مغااااااد .. مغاااااااااد .. إبنى .. عايزه إبنى .. همسه فييين ؟ ولادى فييين ؟
مراد إتنفض على صريخها و دخل بفزع .. شويه و الدكاتره راحولها و هى مش مبطّله صريخ
الممرضه ب اسف: و الله ما كنت اقصد .. هى اما فاقت سألتنى عن الحادثه .. و انا عشان سمعت منكم انها كانت فيها قولتلها من غير ما اقصد احمدى ربنا إنه نجدك ده الكل ماتوا كبار و صغيرين محدش نفد منها

مراد قرّب منها بعنف و قبل ما يطولها مازن و رؤيه حلّقوا عليه رجّعوه
مراد بغضب: انتى غبيه يا حيوانه انتى ؟ اول ما تفوق تديها الخبر ف وشها .. انتى مش عارفه انه كان ممكن تموّتيها كده ؟
الممرضه سكتت و الدكاتره ادوها مهدئ ورا التانى و مفيش حاجه بتهديها .. مفيش حاجه جايبه معاها .. حالتها بتزيد .. بتصرخ بجنون
مراد واقف على بُعد منهم بس متابعها ب عينيه .. اسم مراد و همسه بيطلع منها زى الكهربا اللى بتنفضه
إدوها منوم تانى و تالت لحد ما ابتدت تروح ف النوم و صوتها بيتنبح شويه شويه مخلوط بعياط و وجع: باباااا .. عايزه أبوياا !
مراد بصّلها قوى و بتلقائيه من غير ما يحس قعد على حرف السرير جنبها و هى بتغمض و تفتّح و بتروح ف النوم !

مصطفى نزل مصر و راح ع المطار الاول عمل بلاغ و سابه إنه اخته كانت ع الطياره و مش لاقيين لها اثر رغم انه جاب فريق تانى و دوّر .. و ساب تليفوناته و بلّغهم لو فى اى جديد يكلموه .. بعدها راح دفن ولادها

مهاب كلّم حد من القسم بلّغه بإختصار باللى حصل .. و ان فى بنت معاهم نقلوها وقت الحادثه و جات على مصر
و القسم بلّغ المطار و بعتوا حد تبعهم ياخد منها عينه ..
و كلّموا مصطفى بلّغوه اللى طار بجنون ع المستشفى و مستناش اما حد يروح ياخد عينه و يحللوا و كل ده .. و ف السكه كلّم مراد

مارد بفرحه: انت بتتكلم جد صح ؟ لقيتها يا مصطفى ؟ هى ليليان صح ؟
مصطفى بحماس: انا لسه مروحتش المستشفى شوفتها .. ع الطريق اهو ..
بس اكيد هى .. انا سايب مواصفاتها ف البلاغ اللى سيبته و هما اما كلمونى قالولى لقيوا واحده بنفس المواصفات و إتنقلت مستشفى هنا
مراد: اول ما توصل تكلمنى .. فاهم
مصطفى: اكيد يا حبيبى

مصطفى قفل معاه و بيسبق الريح ع المستشفى و مراد حتى مستناش يتأكد اذا كانت هى او لاء ف كلّم همسه اللى الوجع و القلق بيموّتوها بالبطئ طول الايام اللى فاتت

همسه بفرحه: بجددد ؟!
مراد: ايوه يا حبيبة قلبى الحمد لله لقيناها .. و هى ف المستشفى
همسه وقفت: خدنى لعندها يا مراد .. تعالى خدنى .. انا مش هقدر اسيب بنتى ف وقت زى ده خاصه إنها اكيد عرفت بولادها و لو معرفتش هتعرف .. لازم ابقا جنبها
مراد: حبيبتى اهدى كده .. عشان الدنيا متبوظش .. كمان مصطفى لو لقاها هى انا بنفسى هجيبهالك و نيجى
همسه بدموع: هتعرف بولادها .. انا اكتر واحده ممكن اكون حاسه بيها دلوقت و عارفه بوجعها
مراد اتنهد: ادعيلها يا امى بس

مراد قفل معاها و من جواه بيتمنى بس لسه متطمنش

عند ليليان ف المستشفى ..
مراد جنب ليليان اللى ابتدت تروح ف النوم و مهاب شاورله ف خرج
بصّله بضيق: عايز ايه يا مهاب ؟
مهاب: مراد مش مجرد شبه اللى هيعمل فيك كده ؟ فوق كده و إستهدى بالله و يلا
مراد بحده: انا مش هسيبها ع الاقل لما تبقا كويسه و تفوق
مهاب: مراد انت مش ف شغلك دخلت ف العشر ايام و فى حاجات واقفه محتاجاك هناك
مراد نفخ بزهق و مهاب بصّله: الاجتماع بتاع الوزاره لازم تروحوه .. وجودك ضرورى و اجبارى .. انت فاهم اللى فيها .. لازم ..
طب اقولك يلا نروح سوا و نخلّص و انا بنفسى اللى هجيبك على هنا .. بس نروح الاول.

مراد رفض حتى الكلام و سابه و دخل بس موبايله مبطلش رن و طلبوه ف الجهاز و بلّغوه بالاجتماع و ضرورة وجوده

مراد نفخ بغضب و قام غيّر هدومه اللى جابهاله مهاب معاه و مش معاه
قبل ما يمشى قعد جنب ليليان ع السرير .. حاجه جواه كانت عايزه تحضنها ..
ميّل عليها حضنها بمنتهى العشق اللى ف الدنيا و باس راسها .. غصب عنه دموعه نزلت على وشها ..
بتلقائيه عينيها بتفتح و تغمض بتوهان و من بين توهانها إبتسمت بصفا و غمضت
فضل كتير لحد ما مهاب خبط تانى ف خرجله على مضض و بعدها مشى معاه بضيق على اساس يخلص و يرجعلها تانى ..

بعدها بوقت بسيط مصطفى وصل المستشفى بلهفه ..
ركن عربيته و دخل يجرى .. سأل ف الاستعلامات عن الحاله اللى جايه تبع الحادثه .. بلّغوه مكانها و طلعلها و كأنه متأكد انه هيلاقيها

و فعلا اول ما فتح الباب و لمحها بتلقائيه إتشاهد .. دخل بلهفه اخ بجد جنبها ع السرير: منك لله يا شيخه .. بتدينا كل خضّه و اختها
مسك موبايله كلّم مراد اللى كان مستنى تليفونه على نار و طمنه انها هى
مراد إتنهد زى اللى بيتشاهد: حجزتلكوا على طياره تايلاندا على بالليل .. امى هتتجنن و مش هعرف انزّلها دلوقت

ليليان فاقت و لمحت مصطفى جنبها .. فضلت تعيط بحُرقه اوى و مراره و هو فهم انها عرفت بولادها ..
مصطفى: حبيبتى اهدى .. قدر الله و ماشاء فعل .. المهم انك بخير
ليليان بقهره: ياريتنى ما كنت بخير و هما راحوا .. ياريت كانوا هما اللى بخير و انا اموت
كل مره انا اللى اقوم و اغلى الناس بيروحوا
مصطفى: حرام عليكى ليه كده ؟ ده بدل ما تحمدى ربنا انه محرقش قلب أمك عليكى و لا مراد...

ليليان بحرقه: بس حرق قلبى انا يا مصطفى .. ملحقتش افرح بولادى .. ملحقوش يعوضونى
مصطفى: مراد كان بيلف زى المجنون عليكى و أمك ربنا اللى يعلم بيها
ليليان مسحت دموعها ببراءه: حبيبى .. طب هو فين ؟ اكيد زعلان منى صح ؟
مصطفى: زعلان ؟ ده هيتجنن عليكى .. هيموت .. انتى مشوفتهوش عامل ازاى ..
عارفه لهفة مراد عليكى قبل كده ساعة حادثه كهربا الشقه حاجه و لهفته المرادى غيير .. ده كان بيموت
ليليان: طب مجاش معاك ليه ؟

مصطفى: ف تايلاندا
ليليان بإستغراب: بيعمل ايه ؟
مصطفى بهزار: ف مكان الحادثه ياختى .. بيحقق مع الجثث .. و الله انا قولتهاله اختك هتطلع زى القرده و قاعده ف مكان تانى
ليليان ضحكت ببراءه من وسط دموعها و هو ضحك: اه و الله على رأيك

مصطفى مسك موبايله اللى رن لقاه مراد .. بصّلها و ضحك و هى اخدته و فتحت عليه
إتفتحت ف العياط اوى و مراد رغم عياطها الا انه اتشاهد بس لمجرد انه سمع صوتها
فضلوا كتير كده لحد ما حبّ يفرفشها ف إتصنّع الهزار: انا قولتله بعد الكام موته دول انا مش هصدق حاجه إلا اما اموّتها ب إيدى .. انتى مش هتبطّلى المقالب دى ؟
ليليان ضحكت بعياط و هو ابتسم: حمد الله ع السلامه يا ستى المرحومه
ليليان ضحكت تانى و هو ضحك: بُصى يا بنت المحظوظه كان هيطلعلك تقرير وفاه للمره الكام بقا .. اه يا بختك
ليليان برّقت:انت بتحسدنى ع الموته يا لطخ ؟
مراد ضحك: ااه تخيلى

فضلوا يرغوا شويه و نوعا ما هديت بمجرد ما لمحت رعبهم عليها و عرفت ان أمها هتموت عليها
ليليان: هى مش هينفع تنزّلها مصر يا مراد ؟
مراد اتنهد: بصى يا ليليان دلوقت لاء خالص .. خطر عليها .. طب انتى عارفه إنى شكّى وصل لحد عاصم انه يكون هو اللى اذاكى
ليليان بذهول: للدرجادى ؟
مراد: و اكتر .. انت متعرفيش حاجه
ليليان: خلاص يبقا تحكيلى و توعدنى متخبيش عليا حاجه تانى
مراد ابتسم: حاضر .. مصطفى هيجيبك حجزتلك على بالليل
ليليان سكتت و هو اتنهد: تعالى و اوعدك اى وقت هتحبى تنزلى هنزّلك و ده وعد .. بس طمنى ماما الاول بعدها نرتّبها
ليليان: حاضر

مصطفى ساعدها قامت غيّرت و لبست من الهدوم اللى كان مراد باعت جايبهالها
مصطفى نزل سأل ف الاستعلامات لقى مفيش ورق ب اسم الحاله او تفاصيل عشان مكنوش يعرفوا عنها حاجه و لا حتى اسمها
نادى الدكتور شافها و هى قالتله انه اخوها و كانوا عبد الله و فاطمه امه و ابوه وصلوا اما بلّغهم انه وصلها
الدكتور شافهم و هما قالوله إنهم اهلها و هى اكدت على كلامهم و اخدها و خرج

كانوا على اخر اليوم روّحت على بيت مصطفى مع أبوه و أمه ارتاحت شويه و لبست و نزلت مع مصطفى على معاد الطياره لتايلاندا ...

مراد العصامى خلّص اجتماعه بضيق و كل شويه يبصّ ف الساعه بخنقه .. قلبه بيتقبض لمجرد الوقت مش راضى يعدّى ..
سرح فيها .. ياترى اسمها ايه ؟ بنت مين ؟ اهلها مين ؟ أبوها فين ؟ اسبوع ميسألوش عنها ؟ و لا كانوا زيى بيدوّروا بجنون ؟
ااااه يابختهم .. يابختهم بيها .. اكيد فرحتهم هتبقا غير اما يعرفوا انها عايشه ..
اكيد أبوها ممكن يتجنن اما بس يلمحها بعد الموت .. ده ممكن يموت هو ..
كام يوم عارف انها ميته و فجأه يشوفها تانى .. ياترى احساسه هيبقا عامل ازاى ؟ اكيد حلووو

مراد خلّص على مضض و خرج حتى مستناش مهاب .. الاجتماع كان ف سينا و كان رايح بطياره و فى طياره مستنياهم هيرجعوا ..
مشى بسرعه للطياره و منها ع القاهره .. وصل و طار ع المستشفى و هناك اتصدم

ليليان سافرت مع مصطفى و نزلوا مطار تايلاندا و هناك قابلها أخوها اللى جرى عليها بجنون مستناش يخلصوا و يخرجوا
مراد و هو ضاممها اوى: وحشتينى يا نور عين اخوكى .. انا كنت هموت يا ليليان ..
و الله لو كان جرالك حاجه كنت موت
ليليان اتفتحت ف العياط بمجرد ما جات سيرة الموت: بعد الشر عنك كفايه اللى راحوا
مراد: ششش اهدى .. ربنا مبيعملش حاجه وحشه .. فاداكى انتى يا روحى ..
عارفه انه لو كان جرالك حاجه كانوا هيتبهدلوا من غيرك .. انتى شايفه احنا عيشنا ازاى من غير أبونا و أمنا ... كنتى ترضى لولادك يعيشوا زى ما عيشنا كده ؟
ليليان بدموع: لاء ربنا يرحمهم
مراد: يبقا احمدى ربنا انها جات لحد كده و قوّمك منها

مراد اخدها و مصطفى معاهم و راحوا ع البيت عند همسه اللى من جنون قلقها كانت فاتحه الباب و واقفه قدامه هى و روسيليا

مراد وصل و هى اول ما لمحتهم اتحدفت على ليليان بعياط اوى و ضمّتها بكل القلق و الرعب بتوع الايام اللى فاتت كلها ..

مراد العصامى وصل المستشفى و إتفاجئ ان ليليان مشيت
سأل ع الدكتور اللى إداهم اذن الخروج
دخل عنده و مسكه بعنف: انت مين سمحلك تعمل كده ؟ مين قالك تخرّجها ؟ إستأذنت مين ؟
الدكتور: أبوها
مراد إتجمّد مكانه و إيده إتفكّت لوحدها من على رقبة الدكتور اللى كان خلاص هيختنق
مراد بمراره: أبوها ؟

الدكتور و هو بيكح: ايوه .. اهلها كانوا سايبين بلاغ للمطار بمواصفاتها و اما بلّغتوا انتوا .. القسم بعت للمطار و هما كلموهم و جوم اخدوها
مراد بضيق: و اتعرّفوا عليها ازاى ؟
الدكتور بإستغراب: دى بنتهم اكيد هيعرفوها .. دول كانوا جايين و شبه متأكدين منها لمجرد انها الوحيده اللى ملقيوش جثه ليها
مراد بضيق: و ايش عرّفك انها بنتهم بجد ؟ هى تعبانه و مش فايقه
الدكتور: يافندم هما اتعرّفوا عليها .. و هى كمان و فاقت بمجرد ما شافت اخوها و مشيت معاه
مراد سكت شويه: اخوها مين ده ؟
الدكتور: اسمه مصطفى عبد الله

مراد قعد ع الكرسى زى اللى بيختنق .. كان نفسه يشوفها تانى ..
بمجرد ما حضنها مره كان نفسه يحضنها تانى .. لاء ده مكنش نفسه يسيب حضنها و مش عارف ليه !
بس كل اللى عارفوه و حاسُه ان فيها حاجه شدّاه .. خاطفاه .. و مش عارف يلاقى تفسير للاحساس ده غير الشبه اللى شدّه

مهاب كان وراه متابعاه بضيق لإنه سمع بالحوار كله من صحاب مازن اللى كانت حالته زى مراد بالظبط
فضل متابعُه و سايبه براحته يفوق بس اما لقاه بيجاهد ياخد نَفسه قرّب منه
مهاب: يعنى انا مش عارف انت بتعمل ف نفسك كده ليه ؟ شايف نفسك ناقص وجع يعنى ؟
مراد بخنقه: مهاب الله يرضى عليك انا مش ناقص .. اللى فيا لوحده يفتفت جبل
مهاب سكت و قعد جنبه بهدوء لانه حس انه ف الوقت ده مش محتاج كلام
بعدها مراد قام مشى الاول ع الاوضه اللى كانت فيها كأنه محتاج يشم حتى ريحتها ..

دخل فضل قاعد كتير مكانها .. بيبص لمكان نومتها ع السرير بلهفه كأنها لسه راقده قدامه ..
قعد كتير و كتير و دمةعه نزلت اكتر و الاخر قام بخنقه مشى من المستشفى كلها و مهاب وراه

همسه بدموع: يا قلبى انتى عارفه انا كنت هموت .. لو كنتى بس اخّرتى ساعه كمان عمّا لقيوكى كنتى هترجعى مش هتلاقينى
ليليان مسحت دموعها: بعد الشر عنك يا حبيبتى ان شالله انا

همسه رفعت وشها من حضنها بعنف: اوعى تدعى على نفسك تانى فااهمه .. انا مقدرش اعيش من غيرك و لا اخوكى .. لو حصل لحد فيكوا حاجه اموت
ليليان: بعد الشر عنك انتى كمان
ليليان لمحت روسيليا قاعده ع الارض زى التايهه .. انسحبت بهدوء من حضن امها و راحت عليها
ليليان حضنتها اوى: حبيبتى انا كويسه اهو مفييش حاجه زى القرده
روسيليا زى التايهه: ليليان انتى كنتى هتروحى منى .. فاهمه يعنى ايه ؟ يعنى روحى كانت هتروح منى
ليليان اتنهدت: بعد الشر عنك .. مش كفايه موت بقا لحد كده ؟ انتوا ما بتصدقوا؟

مراد بهزار: يعنى بتتعازموا ع التُربه .. يخربيت الحب اللى من النوع ده
همسه بابتسامه: صحيح يا قلبى مين اللى نقلك ع المستشفى ؟
مراد كأنه كان ناسى: صح مين ؟
مصطفى: معرفش .. انا روحت ملقتش حد .. بس عرفت ان فى حد كان موجود بباخره ف المكان و لحقوها
ليليان شردت من ذكرياتها البسيطه ف الكام يوم اللى فاتوا و اللمحات اللى كانت بتلقطها من بين توهانها و اغمائها

ليليان حكتلهم اللى حصل او اللى هى قدرت تفتكره من اللى حصل يوم الحادثه و الكام يوم ف المستشفى اللى مفاقتش فيهم غير دقايق بس

ليليان بتحكى و هى مبتسمه مراد لاحظها و استغرب: انتى تعرفيهم يا لولى و لا حتى عرفتيهم ف المستشفى ؟
ليليان بشرود: لاء .. اقولك حاجه و تصدقها
مراد هزّ راسه و ابتسم و هى شردت: عارف انه نفس الشخص اللى بشوفه ف كوابيسى على طول ..
و اللى شوفته بعد خطفى و كنت بسمع صوته حواليا و الدكتور قالكوا ده انفصام ف الشخصيه و انى مفتقده حد لدرجه انى مش متقبله حياتى من غيره ف برسم عالم خاص بيا لوحدى و اتخيله فيه و بناءاً على كده بكلّمه ..

مش عارفه بقا كنت بشوفه بجد بعد الحادثه و لا زى كل مره متهيألى ؟

مراد العصامى روّح على بيته .. دخل بوجع اضعاف وجعه ... كأنه ربنا بعتله الحادثه دى عشان تفتح جرحه اللى اصلا متقفلش
دخل اوضة ليليان ...طلّع كل صوره جمعتهم ف يوم سوا .. بيتفرج ع الصور بقهره: ااه يا حبيبه ابوكى .. اللى راحوا اهو بيرجعوا و انتى ليه مبترجعيش ؟
ده انا بموت من غيرك .. عاارفه كنت حاسسها انتى .. كنت شايفك فيها و مش عارف ليه .. متزعليش منى يا روح ابوكى اللى فارقته ..محدش ف الدنيا يقدر ياخد مكانك
بس غصب عنى شوفتك فيها ..
مراد جرحه اتفتح من تانى عشان ينزف وجع و ميعرفش ان ربنا اذن ان الجرح اللى لمّ على غلط يتفتح من تانى عشان ينضف صح و ان الاوان يلمّ بقاا !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة