قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جم

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

غرام قاعده بتشتغل على اللاب و مره واحده رنت رساله إبتسمت بلمعه كده قبل حتى ما تلمحها و لا تشوف من مين لمجرد إنها خمنت !
فتحتها لقتها من مراد إبتسمت اووى و مره واحده إبتسامتها إتبخرت و قرت بغيظ:
مراد ببرود: عارفه لما بقول لحد انا تعبان اوي يقوم يرد: ما كلنا تعبانين ! دة بقي برج البغبغان بقطع علاقتى بيه على طول !
غرام بصّت للتليفون و برّقت و كزّت على سنانها بغيظ: انا بغبغان يا مستفز .. تصدق انا غلطانه .. اهدى عليا بس !

إتلفتت يمين و شمال بغيظ عالموبايل .. و عماله تشقلب ف الحاجه حواليها ..
و مره واحده إتخايلت بيه ف إيديها و هى بتشاور بأيديها .. برّقت للموبايل ف إيديها و رفعت حاجبها: منك له يا شيخ .. هتودينى فين بس ؟!
كأنها إتلككت بالرساله بس عشان تكلمه .. رنت عليه و هو كان زى اللى مستنى المكالمه دى .. او اقنع نفسه إنه متوقع بس تتصل .. حاول يمنع نفسه و ف الاخر نفخ بغيظ.

مراد ببرود: اه ده انتى فاضيه بقا ؟
غرام بعد ما كانت متغاظه و ناويه تنفجر فيه .. لمجرد إنها سمعت صوته إتنهدت براحه و بهزار: بصّ هو انا مش عارفه أنا فاضيه و ﻻ مشغوله
يعنى مواريش حاجه، بس معنديش وقت !
مراد رفع حاجبه: مممم نعمم
غرام بتريقه: و الله انا قولت كده بردوا .. تفتح كده زى الناس العاديه و تتكلم و لا خوفت عالموبايل يتسحب منك ؟
مراد بتريقه: ها ها ها، اتكلى
غرام بغيظ حدفت الشوكه من إيديها ع الطبق اللى قدامها: ما تتكلم عِدل يا جدع انت

مراد لاحظ الخبطه و خمّن الصوت و إبتسم غصب عنه: بردوا ؟ انتى مبتشبعيش اكل
غرام لاحظت إنه اخد باله من إنها بتاكل: انا من ساعه ما إبتدى الشتا و كلمة شبعانه مجتش على لسانى خالص .. ابدا يعنى !
مراد كتم ضحكته و هى لاحظت: لا متضحكش انا باكل مش عشان جعانه ﻻاا خاالص .. انا بس باكل عشان مش ﻻقيه حاجه اعملها !
مراد بتريقه: كماان ! لاء انتى احمدى ربنا إنه مبيبانش عليكى .. و إلا كنتى فرقعتى
غرام بتريقه: هاهاها ما الحلو بيعرف يألش اهو امال عامل فيها مكتئب ليه؟
مراد بهزار: لاء ماهو انا عندي اكتئاب وسطي جميل كدة .. اللي هو انا مكتئب بس لو حد كلمني مش هنكد عليه و ههزر عادي ..
غرام بتحاول تشد معاه ف الكلام: مممم و من ايه بقا الإكتئاب ده ؟

مراد لاحظ إسلوبها ف شدّه للحوار: يلا إتكلى تصبحى على خير
غرام: حد بينام من دلوقت ؟
مراد سكت شويه: تصدقى انا نفسى انام نوم يخلينى عايز اصحى .. مش نوم يخلينى عايز اصحى عشان انام تانى .. !
غرام ضحكت اوى بصوت و هو ابتسم بس مبيّنش: متركزيش
غرام إبتسمت: ايه لخبطة النوم دى ؟
مراد: لخبطة نوم ايه ؟ انا مبقتش عارف انا مطبّق و ﻻ لسه صاحي و ﻻ عايز انام !
غرام ضحكت: انا بئا لو إستسلمت للنوم اللى عايزه أنامه مش هتشوفونى تانى اساسا غير و احنا بنتحاسب بئاا

مراد إبتسم و هى ضحكت: اه وربنا ده الواحد لو عمل كتاب هيسمّيه العُمر عدّى ع المخده !
مراد غصب عنه ضحك اوى بصوته كله و هى ركزّت و تاهت معاه ف ضحكته و سرحت
و هو لاحظ سكوتها ف سكت و ده نوعا ما ضايقُه لإنه مش حابب السكه دى لأنه عارف اخرتها هتوديه لفين ..
حب يهرب و يقفل: يلا انا
بس هى لحقته و إنتبهت و إتكلمت ف نفس الوقت معاه:
الحياه مبتوقفش على حد على فكره
مراد سكت كتير: ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ مبتوﻗﻔﺶ ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻭ المتعاد ﺩه .. ﺑﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺑﺘﻮﻗﻒ جوه ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺒﺘﻘﺪﺭﺵ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺗﺎﻧﻲ،، عطلت .. آه عطلت .. !
هى تجربه صعبه للواحد يمر بيها .. او احساس فقد واحد هيدوقه .. بعدها و الله الواحد هيقف قدام نفسك ف المرايا و يقول مين ده !

مراد حدف الكلمتين دول بعدها سكت بضيق .. لإنه حس إنه قال كلام جواه .. و ده معناه إنه فتح قلبه و دى حاجه بيسيطر عليها من زمان ..
إنه يقفل اللى جواه عاللى فيه و ده معناه إنه هنا بيفقد السيطره دى و ده زاد ضيقه
هى لاحظت إنه ندم ع الكام كلمه اللى قالهم دول ف بهدوء: الحزن اللى بجد إنك تشوف احلى مرحله ف عمرك بتضيع و انت قاعد تعيش روتين مكرر و ممل فيها !
بتاكُل عشان المفروض تاكُل .. بتسأل علي صحابك عشان بس مايزعلوش .. بتقول حاضر عشان تريّح دماغك وخلاص .. بتنزل شغلك عشان تريّح ضميرك .. بتنام عشان قرفان وتعبان نفسياً ..بتسكُت عشان تعرف تكمّل !

مراد اتضايق اووى لمجرد إنه حس إنه شفاف اوى كده قدامها !
حس كأنها شايفاه من جواه .. او يمكن دخلت هى جواه .. اول ما تفكيره وصل لكده اتضايق:
بقولك ايه يلا اتكلى .. انتى هتعملى شغل الاعلام ده عليا .. شغل بيع الكلام .. يلا إتكلى !
قفل بسرعه كأنه بيهرب من قدامها او مش عايز يمشى على الطريق ده ..

غرام تفهّمت حالته إنه بيهرب منها و ده خلاها إبتسمت برقّه، كشّرت بتلقائيه اما خمنت حالته ازاى بعد ما قفل و حاولت تخف من حدة الموقف عشان ميتعودش يهرب منها !

فكرت لو كلّمته مش هيرد .. ف إترددت شويه تكتبله رساله
و بعد ما كانت هتكتب حاجه إتراجعت و مسحتها و حبّت تخليها نوع من الهزار و كتبتله !

مراد كان ساند ضهره لورا و مغمض عينيه بهدوء بيحاول يكبت نفسه و يرجّع سيطرته تانى على نفسه !
يرد وقت ما عايز و يبتسم وقت ما حابب و يطلّع ضحكته وقت ما عايز و يكتمها وقت ما يشوف إنها مينفعش تطلع لا ف الوقت ده و لا قدام الحد ده !
بيراجع نفسه بضيق و فجأه جات رساله ع موبايله بصّ للموبايل بتحدى و ضيّق عينيه ..
إتردد كتير بس خلاص خد قرار و حسمه و مش عايز يرجع فيه .. قفل تليفونه و رماه بضيق و حطّ راسه ينام بس منين هيجى النوم لمشغول البال !

إتقلّب يمين و شمال و الاخر مسك الموبايل بعدم رضا و بص فيه لقاها بتقله:
" متعودتش اعتذر لحد خاصة لو مش غلطت .. بس عشان لاحظتك إتنكدت من كلامى زى ما يكون حطيت إيدى على حاجه مكنش ينفع المسها،
و بما ان كلنا جُوانا الشخص النكدى اللى لما بيحصل حاجه تزعّلنا أوووى .. بيقلّب علينا كُل اللى فاات وكُل المواجع اللى شوفناها فى حياتنا !
وفى لحظه يقلب حياتنا ومشاعرنا لحفله نكد جماعى .. وكأنه مش مالى عينيه الحُزن اللى أحنا فيه
ف انا قررت اقولك معلش بقا سماح .. و بطّل تفكر و يلا اتكل .. قصدى نام عشان لو افتكرت حاجه نكدت عليك هتلاقى سلسله النكد كلها جات تلقائيا، اتكل ! "

مراد قراها و إبتسم غصب عنه بقلة حيله.. حط التليفون جنبه و رجّع راسه لورا و غمض عينيه بهدوء زى عادته يغرق ف تفكيره و دوامة ذكرياته اللى بيتوه فيها ..
بس إتفاجئ بنفسه بينام بعُمق و كأنه زى اللى مستنيها كالمهدئ !

مصطفى و مراد قعدوا قعده طويله مع ليليان و إتفقوا هيعملوا ايه الفتره الجايه و هتنزل مصر امتى و ازاى و ايه ممكن يتعمل !
و مع إصرار ليليان متفضلش الفتره الجايه ف روسيا عشان تتفادى اى مواجهات مع امها و نضال .. قررت تفضل ف انجلترا لحد ما ورقها يخلص و تنزل مصر !
مصطفى و مراد حجزولها لانجلترا بعد يومين و اصرت تقعدهم عندهم ف بيت ابوهم،
و عشان واخدين جدا عليهم و عشان حالتها الغير مفهومه بالنسبه لروسيليا وافقت على مضض !

لحد ما جاه يوم ما هتسافر و كان نضال كمان خرج من المستشفى،
رفضت تروح البيت و مع إصرار مصطفى و مراد عشان محدش يشك ف حاجه .. راحت على مضض تاخد حاجتها قبل ما تسافر !
روسيليا بدموع: طب بس افهم ليه السفر دلوقت ؟
ليليان بجمود: شغل
روسيليا: فجأه كده ؟

ليليان: اه
روسيليا: انتى لسه جايه .. صحيح جيتى فجأه على ملى وشك بس انتى اصلا كنتى مسافره اجتماع ف جامعتك و راجعه !
ليليان: و دلوقت طلبونى ف شغل
روسيليا: طب هتأخرى ؟
ليليان: براحتى
روسيليا إستغربت ردها و طريقتها .. ليليان عمرها ما كلمتها كده و لا كانت بالجمود ده ناحيتها
روسيليا: براحتك ؟!

ليليان بصّتلها بقرف: اه براحتى .. طالما كل واحد بيعمل كل حاجه براحته و على كيفه يبقى انا كمان براحتى ..
و من إنهارده محدش له دعوه .. و اه على فكره انا نازله مصر قريب .. ببلغك بس من باب العلم بالشئ و ده قرار مش مشوره !
و برغم تأكيد مصطفى و مراد ليها متجيبش سيره إلا إنها مقدرتش تمنع نفسها .. و حدفت كلمتها من قهرتها من روسيليا !
روسيليا إتنفضت من مجرد الفكره و بصّتلها قوى و تمتمت مع نفسها: معقول تكون عرفت حاجه ؟

ليليان بصّتلها بغموض و هى إرتبكت: م...مصر ! احنا مش إتكلمنا
قاطعتها ليليان بحده: لاء متكلمناش.. انا متكلمتش .. انتوا اللى اتكلمتوا .. انما انا هعمل اللى انا عايزاه .. مش هضيّع مستقبلى عشان حد،
انا عندى مؤتمر مهم هناك و ندوه ف الجامعه هناك هحضرها .. كفايه كل سنه بدرس و امتحن ف السفاره !
روسيليا بمجرد ما جات سيرة الشغل و دراستها إتنهدت بإرتياح .. لإنها خمنت إنها فعلا مسافره لكده و حالتها الفتره اللى فاتت دى مجرد إنها لوى دراع ..
بتحطهم قدام الامر الواقع .. عشان متديش فرصه الاعتراض لحد،
و ده نوعا ما طمنها من ناحية إنها كويسه .. و كمان طمنها إنها مش مسافره لحاجه و صبّرت نفسها يومين و هيعدوا،
بس قلقها من ناحيه تانيه ناحيه عاصم !

ليليان بصّتلها بطرف عينيها بقرف و هزّت راسها بتريقه و هى إنتبهت ليها و بصّت للشنط بإستغراب: طب ليه كل الشنط دى ؟
ليليان ببرود: هقعد يومين و انا ماليش حد هناك مش هعرف اتصرف .. ف انجلترا كنت اعرف حاجات كتير هناك ف بتصرّف !
روسيليا هزّت راسها بقلق و هى كمّلت لم حاجتها و قفّلت الشنط و خرّجتها لمصطفى و مراد اللى كانوا مستنينها برا يوصلوها للمطار !
لبست و اخدت كل حاجه ممكن تفيدها و كل اوراقها،

روسيليا إرتبكت كتير تمنعها تسلم على نضال عشان متقولش نفس الكلام قدامه و هو يوصّله لعاصم،
معرفتش تمنعها ازاى .. بس إتفاجئت ان ليليان اصلا مدخلتش عنده .. و لا حتى حاولت .. و مع محاولتها تمنعها إلا انها إستغربت إنها إتمنعت من نفسها !
سلّمت على روسيليا بجمود و اخدت حاجتها و مشيت
و قبل ما تخرج إتنهدت بقوه كأنها خارجه من كابوس مش بيت !

رحاب عمامها اصرّوا على نزولها مصر معاهم و تبقى وسطهم و مع رفضها للحياه معاهم .. بس معرفتش تعمل حاجه قدام إصرارهم !
إترددت كتير من وقت ما جوم تكلم مراد بس كانت بتتراجع لمجرد إنه مش هيعرف يعمل حاجه و هتحرجه و بس !
لمّت كل حاجتها بحزن و مسكت موبايلها كلمت مراد اللى إتفاجئ بقرارها المفاجئ ده

مراد بضيق: فجأه كده ؟
رحاب بدموع محبوسه: لاء مش فجأه .. انا من وقت موت بابا و انا برتب لكده
مراد إتنرفز: و لما انتى مقرره ده من بدرى مقولتليش ليه و لا قولتى لمصطفى ؟
من امتى و انتى بتتحركى بمزاجك ؟ ده انتى و ابوكى عايش كنتى بترجعيلى !
رحاب بدموع: كنت هقولك بس كنت مستنيه الوقت المناسب
مراد بتريقه: امتى بقا ان شاء الله ؟ اما تسافرى و تقولى باى باى ؟ استنى احنا بنوصّل ليليان المطار و جايلك
رحاب بدموع: خلاص معتش ينفع و لا فى وقت اصلا
مراد بإستغراب: نعم ؟

رحاب كتمت دموعها بتنهيده: عمامى هنا و هنسافر كلنا سوا متشغلش بالك و هطمنك اول ما اوصل
مراد نفخ بضيق: اه كده بانت .. افتكروكى دلوقت اما لفّوا و سألوا ع الورث و المعاش و ملقوش
يعنى عايز اعرف مقولتليش ليه من وقت ما جوم ؟
رحاب: خلاص اللى حصل حصل .. المهم هسافر معاهم لإنى كده كده مش هينفع اقعد لوحدى تانى !
مراد سكت و هى إبتسمت بتتويه: المهم ليليان مسافره هى كمان و لا ايه ؟
مراد إتنهد: اه و خلاص دخلت المطار و مشيت
رحاب: على مصر ؟

مراد: و الله نفسها .. بس قريب ان شاء الله .. ادعيلها بس
رحاب إستغربت كلامه و هو كمّل باختصار: اما نبقى نتكلم يبقا احكيلك !
رحاب قفلت معاه و إتنهدت و خدت حاجتها و سافرت مع عمامها لمصير تانى مستنيها !

ليليان مصطفى و مراد وصّلوها المطار و هى سلمت عليهم و اتفقوا اما يخلصّولها ورق دخولها مصر هيكلموها

دخلت و هنا إتفاجئت برامى مستنيها إبتسمت براحه و إتنهدت: رامى !
رامى ضحك: لاء رومى
ليليان إبتسمت: اشمعنى ؟
رامى بهزار: عشان قولتى انك بتحبيه
ليليان ببرأه: هو ايه ده ؟

رامى بمكر: الرومى
إبتسمت بهدوء: ايه اللى جابك ؟ انت مقولتليش إنك مسافر
رامى: مانا مكنتش مسافر .. السفريه جاتلى فجأه .. عرفت ان فى ناس بقت تتصرف بمزاجها و واخده راحتها خالص ف قولت اما اخضّها
ليليان إبتسمت: معلش يا رامى كل حاجه جات بسرعه
رامى إبتسم بحب: ممم و لا يهمك هنبقا نتحاسب بعدين
.. انا مسألتكيش عن سبب اللى انتى فيه و لا سيبتى البيت ليه و لا دلوقت مسافره فجأه ليه ..
سايبك براحتك لإنى عارف انك وقت ما هتحبى هتيجى و ف كل الاحوال انا جنبك و ده المهم عندى ..

ليليان إبتسمت بهدوء: و المهم عندى انا كمان و دوّرت وشها الناحيه التانيه و هو إبتسم ..
و شويه و خلّصوا و اخدوا طيارتهم اللى منها هتبتدى رحله جديده خالص بمصير جديد مستنيها !

عدّى اسبوع على مراد و غرام هى بتحاول تنكشه كعادتها .. هى واخداه ف سكه و ظروفه واخداه لسكه تانيه و هو لمجرد إنه تايه بين السكّتين قرر يعمل إستوب ..
بقا يرد مع إنه بيحاول ميردش ... بقا يضحك ف الوقت اللى بيحاول يمنع نفسه من ده ... بقا بيتفرج على برنامجها ف الوقت اللى بيحاول يتجاهله ..
بقا بيدخل صفحتها و يتابع كل جديد ف الوقت اللى بيحاول يتحكم ف نفسه ميعملش ده !
اول ما لقى نفسه إرادته بتتسلب منه قرر يعمل إستوب، لمجرد إنه معندوش إستعداد لحاجه مش قدها !

ف الوقت ده غرام موقّفتش محاولتها توصله رغم إنها كانت فاهمه حالته اللى كانت واضحه قدامها إنه رد فعل لكلامها معاه و إنه محبش حد يشوف ضعفه ..
و إنه اكيد عنده كتير مخبيه و وجع مدفون و هى نكشته او لمست جروح مكنش ينفع تفتحها و لو بالكلام فقررت تفضل وراه و تعرف ليه كده ؟

لحد ما رن موبايلها من الرقم اللى كانت مكلفاه يعرّفها لما مراد ينزل مصر
غرام ب لمعه غريبه ظهرت ف عينيها: انت متأكد ؟ يعنى هو نازل مصر فعلا بكره ؟
**: اه عرفت من كذا حد هنا قريبين من أخوه مصطفى إنه جاى بس كام يوم و راجع
غرام بإبتسامه: مش مهم المهم «نه جاى

قفلت معاه و بصّت لنفسها ف المرايه ب إبتسامه و مره واحده فضلت تلفّ تلفّ ف الاوضه لحد ما وقت ع السرير بضحك !

مراد نزل مصر وصل راح على شقته اللى واخدها يقعد فيها كل ما بينزل حطّ حاجته و اخد حمام و نزل ..
إبتدى يمشى ل ليليان ف إجراءات نزولها مصر و يخلّصلها الورق .. عمل كام مشوار و كل شويه يبصّ ف ساعته و كأنه مستنى حد !
غرام صحيت بنشاط دخلت اخدت حمام و خرجت وقفت قدام الدولاب ب إبتسامه محتاره ..
و الاخر إختارت فستان رقيق احمر ساده ضيق من فوق و نازل بوسع مدرّج من الوسط لحد تحت و فيه حزام بفيونكه زيتونى من الوسط ..
لفّت طرحه و كوتشى بناتى رقيق و شنطه و كلهم بنفس لون الحزام .. و حطت لمسات ميكاب خفيفه برقّه زادتها جمال على جمالها الرقيق ..
اخدت عربيتها و مشيت .. وقفت قدام الإداره بتردد ..

اخدت نفس طويل و خرّجته بتوتر و قلبها بيدق بشكل جديد عليها،
شكل له رونق خاص كده .. مستغربتش كتير لإنها بينها و بين نفسها حالتها إبتدت توضح قدام عينيها خاصة الاسبوعين اللى فاتوا !
دخلت بتوتر و سألت على المقدم / مراد عبد الله و إتوصفلها مكانه و راحت،
خبطت على المكتب بهدوء و شويه و جالها الرد و دخلت ..

لقت مصطفى اللى إستغربها و كان معاه مراد اللى متفاجئش كتير من وجودها !
يمكن لإنه توقّع .. او يمكن لشغلها المتأخر .. او يمكن لإنه من باب العِند لإنه مردش الاسبوعين اللى فاتوا ..
بس اللى اخد باله منه إنها متابعاه للدرجه دى، لدرجه إنها جات بعد ما وصل بكام ساعه بس !
و مش عارف ليه إتبسط من ده و ف نفس الوقت إتضايق و مش عارف يفسر ده !

مصطفى لاحظ الغموض اللى بينهم و حالة السكوت اللى سيطرت عليهم ..
ف حمحم بهدوء و نكز مراد اللى كان واقف مدى ضهره للباب اللى دخلت منه و وشه ف قزاز الشباك و ملتفتش حتى بس حس وجودها ..
مصطفى خرج و سابهم .. فضلوا على وضعهم ده شويه لحد ما غرام قررت تكسر حدّه الموقف بالهزار،
و الحكايه تمشّيها بنفس اللى بدأتها بيه ..

غرام بهزار متوتر: على فكره اللى بيزعق ل أى بنت و يسيبها تنام زعلانه الملايكه بتلعنه لحد ما يرجعلها او يصالحها " متفق عليه !
مراد لفّلها مره واحده و برّق بصدمه: و ده مين ده اللى اتفق عليه إن شاء الله ؟!
غرام ببراءه مصطنعه: اى واحده و معاها اتنين تلاته من صحابها !
مراد حاول يمنع ضحكته بس معرفش ..
و هنا لمحها، فستانها الرقيق طرحتها اللى زايداها رقّه حتى كوتشيها الطفولى بفيونكه، ميكابها الخفيف ..
تنّح اوى من كمية الهدوء اللى ف جمالها و اللى مدياه رونق و سِحر خاص مميزها .. و اللى عكس جنانها و الشقاوه اللى بتزيّن شخصيتها !

غرام لاحظت سكوته فجأه و إنتبهت انها قدرت تجذب و لو نظره ليها ..
و ده ف حد ذاته خلّاها تبتسم إبتسامه عَذبه اوى هو لاحظها و فهمها، مشّى إيده بغيظ على وشه: مممم نعمم

غرام بغيظ: هموت و ابطّلك الخصله دى .. ايه ممم نعمم انا جايه اقول لله يا محسنين ؟
مراد ببرود: امال جايه تقولى ايه بقا ان شاء الله ؟
غرام باستفزاز: انت اللى هتقول و انا هسجّل، يلا قسّم و سمعّنى
مراد: و اذا قولت لاء ؟
غرام كزّت على سنانها: و تقول لاء ليه بس ؟ هى قلة ادب و خلاص
مراد برّق: انا قليل الادب ؟!

غرام ببرود مصطنع: انت مش قليل انت طلعت معندكش خالص
مراد بصدمه: معنديش ادب ؟!
غرام بإستفزاز: و لا عندك ذوق و لا عندك دم معرفش عندك ايه الصراحه
مراد قرّب منها بغيظ و كزّ على سنانه: اقولك عندى ايه و لا تزعليش
هو بيقرّب و هى بترجع لورا بضحكه مكتومه على منظره: لالا خلاص مش عايزه اعرف
فضلت ترجع لحد ما خبطت ف قزاز البلكونه وراها: ااه

قرّب منها بخضه و هى ميّلت راسها ثوانى و رفعتها مره واحده و إتفاجئت بقُربه اوى كده منها لدرجه إنهم بيتنفسوا من نَفَس بعض !
إتلاقت عينيهم ف نظره طويله اووى، شاف ف عينيها حاجه شدّته، توّهته ف غمض عينيه بهدوء ..
هى لمحت ف عينيه خوف مًبهَم .. نفس لمحه الوجع اللى قرتها ف كل الصور له ..

حاجه مش عارفه تفسرها و لا حتى تقراها .. بس اللى عارفاه إنه الحاجه دى هو مخبيها عن الدنيا بحالها .. كاتمها زى اللى بيكتم جرح عشان مينزفش !
فضلت واقفه بالقُرب ده و هو ساند عالحيطه بإيديه الاتنين زى اللى بيجاهد عشان يتنفس ..
و مش عارف ده من برفانها اللى دخل جواه بتملُّك و لا من قُربها اللى بردوا حاوطه بتملُّك !
غمض عشان يعرف يرجّع هدوءه و يتحكم ف نفسه ..
فتّح براحه و تصنّع البرود و همس: ده انتى واقعه بقا ؟!
غرام بصّتله بصدمه لمجرد إنها لايمكن تكون قرت اللى جواه غلط: نعمم !
مراد بِعد عنها ببرود: جايه ليه ؟

غرام إتنهدت: عشانك، جايه عشانك
مراد بحده: و عشانى بيقولك متجيش هنا تانى
غرام بتتويه: البرنامج
قاطعها بحده: التقرير ده يخصّك انتى .. شغلك انتى ماليش فيه
غرام: انا بجهز حلقه عن ابطال سينا و شغلهم و اد ايه صعب عشان الناس تعرف مجهودات الداخليه
مراد ببرود: يبقا تروحى تعمليه بعيد عنى
غرام بهدوء: طب ليه بس ؟ ممكن تفهممى براحه انت معترض على ايه ؟

مراد إتنهد: حضرتك انا ظابط، يعنى شخصيتى غامضه و مًبهَمه و ده من مصلحتى ..
حركات الاعلام و السوشيال ميديا ده يأذينى يعرّفنى اكتر .. لو إتكلفت بمهمه بعد كده مش هعرف اتخفّى .. هبقى مكشوف !
غرام بفهم قعدت على كرسى المكتب و حاولت تهزر: طب مش كنت تقول يا جدع

مراد قعد قصادها على حرف المكتب بغيظ: و الله انا بحاول افهمك من بدرى بس اعملك ايه ؟ طور الله ف برسيمه !

غرام برّقت و هو إبتسم باستفزاز و ده خلاها تتغاظ: انا .. انا .. على فكره اسمها طور لاهى ف برسيمه، مش طور الله ف برسيمه يا فصيح
مراد ببرود: ممم بجد ؟ و الله ؟ عموما كل طور حُر ف برسيمه !

غرام كزّت على سنانها و قامت مره واحده ..
عماله تبص بغيظ يمين و شمال و ده خلّاه رجع لورا بتلقائيه .. و عمال يبصّ هى بتتلفت بغيظ على ايه و فهم إنها بتدوّر على حاجه تحدفه بيها من غيظها
مراد بضحكه مكتومه: بت انتى اعقلى ... و يلا اتكلى !

غرام ملقتش حاجه حواليها تنفع .. ف بغيظ مسكت السيجاره اللى كانت ف إيده و هو بتلقائيه إدهالها عشان يشوف هتعمل بيها ايه ..
و مره واحده راحت فاتحه كف إيديه و طفيتها بعنف و غيظ فيه لحد ما إنطفت ف كفُّه و بصّتله بتحدى ..
لاحظت لون عينيه بيقلب للازرق الداكن و بيبرّق .. بسرعه غمضت عينيها بضحكة انتصار و شدت شنطتها و هى لسه مغمضه بشكل مُضحِك و جريت من قدامه على برا و مشيت !

مراد فضل مبرّق للفراغ اللى سابته مكانها و بصّ للباب مكان ما خرجت و رجع بص لأيده .. كأنه بيتأكد فعلا انها اتجننت كده
اتكى على شفايفه بغيظ: يا بنت المجانين !

غرام سابته و راحت بغيظ ع الاستديو شغلها ...
الكل سكت مع العدّ و فجأه عدسات التصوير نورّت بهدوء عليها
غرام ع الهوا قدام الكاميرا:
و زى ما عودتكم اننا نكون صوت و صوره قدامكم للى بيحصل .. و تشوفوا الحدث كما لو كنتوا ف قلبه ..
إنهارده هنفتح ملف فساد كبير .. ملف بيشمل كل فاسد ف البلد ايا كان مين حتى لو من اهلى ..
رجل اعمال بقا .. رجل شرطه .. راجل جيش .. حتى لو راجل معدّى ف الشارع و فاسد هنكشفه

مش هنعمل زى القنوات و البرامج اللى بتحدف الخبر من بعيد و تجرى .. و تفضل تقول اصل مش عارف مين .. اصل مش عارف ايه .. اصل واحد من فين .. اصل عندنا تحفّظات على بعض المشاريع
و تعمل نفسها قال ايه بتتكلم عن الفساد و هما اصل الفساد بسكوتهم و خوفهم ده

لاء احنا هنتكلم بكل وضوح و صراحه و بطريقه مباشره و بالأسامى كمان و هنعرض ملفات كامله عن كل حد هنجيب إسمه
و اول حد هنبتدى بيه " شهاب مهدى " و نفتح اول ملف و هوريكم

ليليان قعدت اسبوع ف انجلترا بتجهّز نفسها لرحله بحث طويله و مُبهَمه عن مجهول ساكن جواها من سنين و إبتدت ملامح وجوده شويه شويه توضح قدامها !
مراد كلّمها و بلغها إنه خلصلها الورق و حجزلها و خلاص هتنزل مصر
ليليان بفرحه: يعنى خلاص بكره ! انت متأكد صح ؟!
مراد: عيب عليكى، المهم اجهزى طيارتك بكره الساعه 10 الصبح متتأخريش
ليليان بحماس: اتأخر مين ده انا هروح ابات ف المطار حالاً بالاً
مراد إبتسم على برائتها و هى إبتسمت برقّه: انا متشكره اوى يا مارد.

مراد: على ايه ياختى ؟ هو يعنى عشان عيشتينا ف نكد بقالك كام اسبوع .. و لا مرمطتينا شويه معاكى من مطار للتانى .. و لا هدّيتى امى ف التنطيط من مكان لمكان بخلصلك ورقك و انتى مش عارفه هنا الروتين الحكومى حاجه بنت كلب يعنى ..
و لا عشان لسه هتسحلى اللى خلّفونى كمان اما تنزلى هتشكرينى يعنى ... لااااء خالص محصلش حاجه !

ليليان ضحكت اوى على طريقته اللى اتكلم بيها اكتر من الكلام نفسه و هو إبتسم: ده باينه هيبقا مرار طافح

قفل معاها و هى قامت مره واحده فضلت تتنطط ف الشقه و تغنى بصوت عالى ..
و مره واحده مسكت السلسه ف رقبتها و بصّت ع الاسامى اللى مكتوبه عليها و اتحسست اسم مراد و همست: و اما نشوف حكايتك ايه بقا يا سى مراد ؟!

مراد العصامى كان نايم و مره واحده قام من نومه مخضوض و بيتلفت حواليه .. إتنهد اما افتكر إنه لوحده و ده مجرد حلم من دوامة احلام مبيخرجش منها !
قام إتوضى و صلى و سجد كتير اووى و دموعه نزلت غصب .. نزلت بحُرقه هو نفسه مستغربها لدرجة صوته عِلى !
خلص صلاه و قام لبس و خرج لشغله و قبل ما يروح اخد ورد كل يوم و عدّى على المقابر زى عادته !

وصل و دخل حطّه و قعد قدام القبر كتير و الاخر قام يمشى و قبل ما يخرج من الباب لف ناحيه القبر و همس: وحشتونى، ربنا ياخدنى ليكوا بقا !

ليليان قضّت الليل كله تحلم و هى صاحيه .. النوم جافاها .. فضلت كتير تتخيل و تتخيل و تحط الف سيناريو و سيناريو للقا مع ابوها،
فضلت تخمّن مية تفسير و تفسير للى حصل و دماغها مش عارفه ترسم حاجه محدده !
بس كل اللى عارفاه ان حته من روحها مفارقاها من سنين و هتتلاقى همست بإبتسامه رقيقه: اللُقااآ متقدّر ومحسووب بالمللى يا بابا ...

طلعت دفتر كبير من شنطتها .. فتحته إتعودت كل مره تحلم بنفس الشخص تكتب تفاصيل الحلم جواه ..
و ترسم صوره للشخص بعد ما لاحظت ان هو هو نفس الشخص اللى بيظهر معاها ف كل حلم !
كانت مستغرباه .. كانت مشوشه من وجوده المًبهَم ف كل احلامها ..
بس مع اللى حصل إبتدت رؤيتها توضح شويه بشويه ..

رسمت صوره مًقرَّبه لملامحه اللى بقت حافظاها .. خلصتها زى مية صوره و صوره رسمتهم جوه الدفتر ده و تحتهم تفاصيل الحلم ..
خلّصت الصوره و كتبت تحتها: اه يا فرحه اترسمت بعد غياب و قالتلى اتفضل لما ناديت !

غرام روّحت البيت بعد التصوير اللى كان بعد مقابلتها لمراد، دخلت مبتسمه و عماله تدندن:
انا مش صعب عليا اذاه
لو بصّ برا انا مش عايزاه
و ف ثانيه واحده هكون سيباه
مش هبقا على حاجه !
حالُه غريب داخلين ف يومين، على كل حاجه مش متفقين، ازعل و هو إسمالله عليه اعصابه تلاجه !

قعدت تدندن و تنط من اغنيه ل اغنيه و من كوبليه ل كوبليه لحد ما دخلت اوضتها ..
عدّت من جنب أمها اللى حتى مخدتش بالها منها و إنها بتضحك على شكلها الطفولى و هى مزقططه !
دخلت و امها وراها وقفت و سندت على حرف الباب ب إيديها و تابعتها ب «بتسامه حُب لحد ما إنتبهت لوجودها و قطعت كلامها مره واحده و بصّتلها و رفعت حاجبها ..
و مره واحده رجعت فجأه كملت بضحك:
على طووول اجي كده يجي كده
مرتاااح وانا متنكده.

سيباه وانا متاكده في «نه في الموضوع
سرحان على طول مش هنا
في ايه شكلها مشكله
كام يوم وانا مستحمله
لما افهم الموضوع
و هنا امها ضحكت اوى و هى عينيها ضحكت بلمعه كده معروفه !

همسه راحت تزور روسيليا ف البيت بعد ما نضال خرج من المستشفى و إتفاجئت ان ليليان مسافره ..
خاصه إنها مظهرتش ف المستشفى الايام الاخيره حتى قبل ما نضال يخرج
همسه بإستغراب: سافرت ؟!
روسيليا بتهتهه: اا .. اه، عندها شغل
همسه بشك: شغل ايه ؟ دى لسه راجعه مبقالهاش فتره بسيطه .. و بعدين هى مختفيه ليه من كام يوم ده حتى روحت المستشفى كام مره مشوفتهاش؟

روسيليا إتنرفزت: ايه يا همسه هى عشان مشوفتهاش يبقا مش موجوده ؟ هى بس مش فاضيه
همسه بشك: طب ليه سافرت دلوقت ؟ ده حتى أبوها لسه خارج من حادثه و لسه مبقاش كويس
روسيليا إرتبكت: انتى عارفه ليليان بتحب شغلها ازاى .. مبتقلش لاء ل اى حاجه تخصّ شغلها ف لما طلبوها سافرت !

همسه سكتت كتير و بصّتلها بغموض: هى سافرت مصر ؟!

محمود دخل زى العاصفه عالمكتب: ايه ده يا غرام هانم ؟ هو ده اللى احنا إتفقنا عليه ؟
غرام ببرود: و ايه هو اللى اتفقنا عليه ؟
محمود المخرج: اسافر و اسيبلك المساعد ارجع الاقيكى موّلعه الدنيا و البيه يقولى انك انتى اللى صممتى و على مسؤليتك
غرام ببرود: و زى ما قولتله على مسؤليتى
محمود: اه بس احنا ماتفقناش على كده .. احنا اتفقنا هنتكلم ع الفساد اه بس مش بالشكل ده
غرام: انا قولتلك انى هتكلم بجرأه.

محمود: اه بجرأه مش بجاحه .. انتى قايله اسم الراجل بالكامل .. حتى متكلمتيش و إديتى مساحه للمشاهد يخمّن .. انتى عارفه انتى عملتى ايه ؟
انتى مقدره حجم المصيبه اللى عملتيها ؟ انتى كده هتقلبى الدنيا علينا .. الراجل مش سهل و اكيد مش هيسكت
غرام ببرود: يخبط دماغه ف الحيطه
لمّت حاجتها و هى ماشيه بصّتله بإستفزاز: اما يبقا يقرّب منك ابقى إبعتهولى

غرام خارجه بتضحك و مره واحده إتزقّت بعنف لجوه و اترفع مسدس ف وشها
غرام بغضب: انت مين يا حيوان انت ؟ و مين سمحلك تدخل كده و لا تدخل هنا اصلا ؟
زياد بعنف: انا زياد .. زياد شهاب مهدى .. ابن الراجل اللى انتى ودتيه ف داهيه
غرام ببرود عكس الموقف اللى هى فيه: اااه و جاى ليه بقا يا ابن الراجل اللى انا وديته ف داهيه ؟
زياد بعنف: جاى اشوف الهانم اللى عامله نفسها بنت بارم ديله و بتقول على نفسها مبتخافش
غرام بإستفزاز: و شوفتها ؟ يلا بقا اتكل

اللوا يحيي ع التليفون: ماارد .. انت فين ؟
مراد: انا ف مشوار و
يحيي بسرعه: روح على الاستديو (..) ف مصيبه هناك و محدش عارف يتصررف .. اخلص اوصل و كلمنى
مراد: اهدى و فهمنى فى ايه ؟
يحيي: فى مذيعه هناك كانت رافعه برنامج و مخبطه ف الكل .. هجم ع الاستوديو ابن واحد من اللى جابت سيرتهم و معاه حراسه و محاوط الاستوديو و الوضع زفت
مراد بشك: و دى مين دى ؟

يحيي بنفاذ صبر: اخلص يا مراد اتحرك على هناك الحق الموقف الاول و بعدين افهمك .. دى تبقا بنت مهاب صاحبى و أبوها مش هنا مسافر و كلمنى
مراد: حاضر
قفل معاه و لفّ بعربيته ع الاستوديو اللى إداله عنوانه .. طول الطريق عقله بيودى و يجيب .. قلبه بيدق قوى .. بيدق بعنف .. معقول تكون هى ؟ لالا اكيد لاء هو مفيش مذيعه ف البلد غيرها
مراد القلق إتملّلك منه .. خد طريقه بسرعه جنونيه و وصل .. قبل ما يدخل إدّى نظره للمكان من برا حواليه
و تقريبا قدر يستوعب الموقف .. الحراسه محاوطه المكان بكثره و مانعين حد يدخل او يخرج .. و لو حاول بالعنف هو مش فاهم الوضع ايه جوه .. ممكن يبلّغوه جوه و الواد يخلّص عليها
إتراجع بالعربيه لورا شويه و ركن .. اخد مسدسه من العربيه ع المسدس التانى اللى ف جيبه و نزل

نزل للمول اللى جنب الاستوديو ..
دخل و قابل حد من المسؤلين و طلب منه اقرب منفذ ممكن يوصّله للاستوديو .. طلع على سطح المول و منه اتحرك بخفّه للاستوديو اللى كانوا قريبين جدا من بعض..
نزل و دخل من باب الطوارئ و إبتدى يتحرك بحذر جوه .. لحد ما نزل و إبتدى يلمح الوضع من على بُعد ..
و هنا لمحها و إتنهّد و ف وسط الموقف باللى فيه غصب عنه ظهرت إبتسامه عَذبه على وشه

زياد: انتى هبله يا بت ؟ فاكره ان حته عيله زيك اللى هتقف قصد شهاب مهدى ؟
مبقاش راجل ان مخليتك تندمى على لسانك اللى طول
المخرج إتدخّل بخوف: اهدى بس يا زياد بيه
زياد بعنف بعد ما كان إتلجلج من برودها و ثقتها: اهدى ايه ؟ أبويا إتقبض عليه بسبب الهانم بتاعتك و هيروح ف داهيه و تقولى اهدى ..
انت عارفه مين هو شهاب مهدى اصلا يا شاطره عشان تتكلمى ؟
غرام ببرود: ايوه يعنى المفروض اعمل ايه يعنى ؟ اخاف مثلا ؟ انت فاكر إنى هخاف من عيل زيك جاى يهوهو بكلمتين
زياد قرّب منها بعنف: لاء عارف ان مش الكلام اللى بيخوّفك و عامل حسابى

شاور للحراسه اللى وراه و قرّبوا منه و هو قرّب و لسه هيشدها من طرحتها و يحدفها للحراسه ..
إتفاجئ ب إيد من حديد ماسكه إيده بعنف
زياد بصّ قدامه بغيظ و لمح مراد اللى بيبصّله بعنف بعين بتطق منها الشر و هو قابض على إيده ..
غرام بينهم بتبص لزياد اللى إتجمّد قدامها فجأه و مش فاهمه .. لحد ما لفّت راسها وراها و هنا لمحت المارد و لأول مره يفهموا يعنى ايه حضن العيون ..
إتلاقت عيونهم ف نظره طويله اووى .. نظره بتقول حاجات كتير برا الموقف اللى هما فيه خالص ..

زياد بصّلهم بإستغراب منهم و من نظرتهم لبعض و كزّ على سنانه بغلّ و إستغل فرصه اللحظه اللى مراد فيها و شدّ إيده بعنف منه
مراد هنا إنتبه للموقف و لسه هياخد رد فعل كان زياد شاور للحراسه اللى كان عامل حسابه على كترتهم اوى
الحراسه إتقدّموا بعنف و ضربوا نار و مراد طلّع مسدسه و شدّ غرام ورا ضهره و إبتدى يتفادى الرصاص و يبادلهم بس مكنش بيصيب بشكل حيوى ..
لأول مره ميستحلّش دم حتى لو معاه كارت اخضر ب ده .. ميقتلش بدم بارد .. يمكن عشان الموقف مكنش يستاهل .. او يمكن عشان دخلت جواه اللى قدرت تلين حجر الصوّان !

مراد بعنف: نزّل اللعبه اللى ف إيدك دى يالا و اقف خلينا نتكلم
زياد بمسدسه: و انت مال اهلك .. تطلع ايه انت و ايه اللى حشر امك ف الموضوع ؟
مراد بجمود: امى ؟!

قرّب منه بهجوم ضربه برجله وقّع المسدس من إيده و لفّ إيديه ورا ضهره: قولتلى بقا اطلع ايه انا ؟
زياد بيستفزّه: و هو انت لو راجل هتتحامى ف ... ف اللعبه اللى ف إيدك ؟
مراد كان عارف إنه بيستفزه بس هو متعودش يتعامل بعنف و واحده معاه .. او بمعنى اصح خاف عليها ..

مراد ببرود زقّه ع الارض و رفع المسدس عليه و غرام كانت لسه مكلبشه ف ضهره .. مكنتش خايفه بس حاجه جواها خلّتها تبتت فيه

مراد لفّ ليها و همس بتريقه: ما كنتى عامله فيها سبع رجاله ف بعض من شويه .. مالك قلبتى فرخه بيضا ليه كده؟
غرام بغيظ: لاء انا ف ضهرك بحميك
مراد برّقلها بغيظ و هى عشان تكتم ضحكتها دفنت راسها ف ضهره
مراد اخد نَفس طوويل و خرّجه بعنف و طلّع مسدسه لزياد المرمى قدامه
و هزّ خدّه بطرف المسدس: اجرى يلا لمّ شويه العيال اللى مستخبى وسطهم و امشى من هنا
زياد قام بعنف وجّهه قبضة إيده ناحية وشه و مراد إتفاداها بس المسدس وقع من إيده ..
قابله ببوكس ف وشه و زياد قرّب بإيده و مراد ضربه برجله و إبتدى العنف بالأيد بينهم

مراد رغم إنشغاله بزياد و اللى قرّب معاه كذا واحد من الحراسه بتاعه و كلهم قصد مراد لوحده .. إلا إنه عينيه بتلقائيه كانت بتروح من وسط الموقف على غرام اللى بتتابع و ف عينيها ثقه غريبه فيه إنه هيقدر يحتوى الموقف

إنشغلت بمتابعته و مخدتش بالها من زياد اللى شاور بعينيه لحد من اللى وراه عليها و الحد ده قرّب بغدر منها شدّها
و بيسرّع بيها ناحية الخروج و كذا واحد محاوطينه

مراد إنتبه للوضع ساب زياد اللى كان وشه كله بيجيب دم و بيقوم و يقع و قام بعنف ناحيتهم .. بس للإسف الكتره دايما بتغلب ..
خرجوا بيها و زياد هنا إستغل فرصه ان مراد سابه و قام وراهم بسرعه ..
مراد كل ما بيقرّب منهم بيتكاتروا عليه يشغلوه لحد ما حطّوها ف عربيه و زياد لحقهم و مشيوا ..
مراد ركب عربيته و طار وراهم .. و إبتدوا يتضاربوا بالنار .. مراد كان رغم إنه لوحده و بيضرب بعنف بس كان بيدقق عشان هى وسطهم
بيضرب و يتفادى لحد ما لاحظ إنه وقّع عدد كبير من اللى جوه العربيه تقريبا كلهم و معدش إلا هى و زياد اللى قام يسوق هو بعد ما كل الل معاه وقعوا

مراد هنا قرّب منه بعربيته اوى و إيد بتسوق و بالإيد التانيه فتح الباب و مره واحده بدون مقدمات وقف و نطّ على عربية زياد ..
مسك ف العربيه من برا ناحية زياد و دخّل إيده و ضربه كذا مره بعنف ف وشه .. بس زياد متبّت ع الدريكسيون و يقدّم بالعربيه و يأخّر عشان يحدفه ..

مراد هنا شاور بعينيه لغرام اللى كانت قصاده .. بصّلها مره و بصّ ع الباب و هى بصّت ع الباب و فهمت إنه عايزها تنزل بسرعه ..
بعد ما كانت هتعمل كده إتراجعت و حبّت تفضل معاه خاصة إنها لاحظت زياد مغلوب عليه و مراد هيلمّ الموقف
عملت نفسها مش فاهمه .. مراد عاد نفس الحركه عشان تفهم بس هى تجاهلت حتى غيظه منها و بصّتله ببراءه مصطنعه

مراد هنا بعد ما كان ماسك حرف العربيه من برا ب إيد و زياد بالإيد التانيه ..
ساب زياد و دخل بنصه لجوه العربيه و مدّ إيده اووى و فتح الباب بغيظ .. إتلفّت بسرعه ع الطريق و اما إتأكد إنه فاضى زقّها بغيظ إتحدفت اتشقلبت ع الارض ف نفس اللحظه اللى هو ساب إيده من ع العربيه و إتشقلب بعد ما إتأكد إنها نزلت ..
و زياد طار بعربيته بعد ما إتأكد إنه مستحيل هيطلع بيها

مراد قام قعد و لا كأن حاجه حصلت و هى ع الاض قصاده بتنهج و تكح: اييه ده ؟ حد ينزّل حد كده ؟ مبتفهمش ف الذوق
مراد غصب عنه ضحك بغيظ: معلش المره الجايه هلفّ و افتح لسيادتك الباب
غرام لاحظت ضحكته من بين غيظه و اللى زادته جاذبيه .. ضحكت: اعملك ايه مانت غشيم
مراد بغيظ: لاء عندى انا دى .. حقك على راس أبويا

غرام قامت بهجوم وقفت عنده: ابقا خد بالك المره الجايه و

قاطعها مراد قام وقف و كزّ على سنانه: بسسسس و لا جايه و لا رايحه .. مفهاش مره جايه .. إتّكلى و مشوفش وشك تانى
سابها ببرود و راح مشى ل عربيته اللى كان وقّفها على بُعد بسيط منهم و هى عشان توازى مشيته كانت شبه بتجرى .. دخل و ركب و هى لحقته و قبل ما يتحرك كانت ناطّه جنبه
مراد ببرود: هو انا مش كنت مبفهمش ف الذوق من شويه ؟ لازقه فيا ليه بقا ؟ يلا اتّكلى
غرام ببرود: مش بقولك مبتفهمش ف الإتيكيت .. فى واحد ذوق يسيب بنوته زيى كده ع الطريق و يمشى ؟
مراد: نعمم ؟!
غرام بإستفزاز: يلا ودينى مكان ما جيبتنى

مراد محبش يشدّ معاها ف الكلام اكتر من كده ..كزّ على اسنانه و مشى
غرام بإستفزاز: احم سيبته يمشى ليه ؟ انا قولت بعد العلقه اللى هبدهالك اقلها هتكلبشه
مراد برّق: هى البعيده حوله ؟ ده انا خوفت يروح ف إيدى
غرام مسكت دقنه بطريقه مضحكه حرّكتها يمين و شمال و كتمت ضحكتها: اه تصدق
مراد بغيظ: لعلمك انا سيبته بمزاجى
غرام ضحكت: لاء بجد ليه ؟

مراد: عشان عارف هجيبه ازاى .. بعدين انا مبحبش إتعانف و حد معايا ..
مراد كمّل طريقه و وصل لشغلها .. وقف و سكت و هى فضلت ساكته بس منزلتش
و اما طوّلت مراد بصّلها و رفع حاجبه: نعممم ؟
غرام إبتسمت بمكر: ممممم لا بس طلعت بتفهم اهو .. امال ايه بقا ؟

مراد إنتبه لنبرة صوتها و الإبتسامه اللى على وشها ف بصّلها ببرود: ده شغل .. أبوكى كلّم حد من صحابه ف الجهاز يبعتلك حد و كنت انا المتاح قدامه .. ف كلمنى و جيتلك من غير ما اعرف اصلا إنك انتى
غرام: مممم يعنى عايز تقول إنى انا او غيرى كنت هتعمل كده ؟ طب تمام .. بس و لا حتى خمّنت ؟
مراد ببرود: لاء هو مفيش غيرك مذيعه ف البلد ؟

غرام بصّتله بغيظ من بروده و كزّت على سنانها و نزلت .. قفلت الباب و مشيت خطوتين و وقفت و بعدها رجعتله بإبتسامه تغيظه: ياترى هشوفك تانى امتى .. امتى .. امتى؟
مراد بجمود: متفكريش كتير عشان انا قولتهالك .. مفهاش مره جايه
غرام بتحدّى: هشوفك
مراد رفع حاجبه: لاء
غرام إبتسمت برقّه: خلينا نشوف

ليليان قامت إتوضت و صلّت و لبست و أخدت حاجتها و «ستعدت للسفر بحماس ..و رامى عدّى عليها يوصلها و أخدها بعربيته للمطار
و هما ع الطريق رامى بضيق: يعنى انا مش فاهم ليه مُصرّه المرادى تسافرى لوحدك ؟
ليليان بغموض: معلش خلينى على راحتى .. انت صممت تيجى معايا هنا و انا مرضتش أزعلك
رامى بصدمه: مرضتش أزعلك ؟ انتى وافقتى ابقا جنبك لمجرد إنك مش عايزه تزعلينى ؟!
ليليان بتراجع: لاء مش اقصد انا بس قصدى إنى محتاجه ابقا لوحدى
رامى بضيق: حاضر،

ليليان إبتسمت بهدوء و هو سكت شويه: بس زى ما اتفقنا هنبقا على إتصال دايما و هتبلغينى ب اى حاجه بتحصل معاكى مع إنى مش فاهم و لا انتى حكتيلى مالك
ليليان بزهق: خلاص يا رامى قولتلك سيبنى براحتى و وقت ما هحس إنى حابه احكيلك انا اللى هجى و اقولك على كل حاجه
رامى: حاضر و انا جنبك على طول وقت ما تحتاجينى هتلاقينى معاكى
ليليان إبتسمت بعذوبه و كملوا طريقهم للمطار

وصلوا و هى سلّمت عليه و دخلت بحماس تخلص ورقها و مره واحده عند ختم الجوازات إتفاجئت بالظابط بيبلغها:
حضرتك ممنوعه من السفر !
ليليان بصدمه: نعمم !
الظابط بهدوء: بقول ان حضرتك مش ممكن تسافرى دلوقت .. ممنوعه
ليليان بغموض كأنها إبتدت تفهم: و ده مين بقا ده اللى مانعنى ؟
الظابط لسه هيتكلم جاه صوت من وراها، صوت هى عارفاه كويس و ردّ بدل الظابط !
ليليان إلتفتت بخضّه و إتسمّرت مكانها و هو __

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة