قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

بمجرد ان اطمئن بيتر على تركني لأرتاح في غرفتي وحين خرج ظننته سيعو الى غرفته لكنه إتجه الى حيث غرفة سيتو لأسمع بعدها همسات لفترى قبل ان اسمع صوت بيتر يقول في شيء من الحدة:
- ماذا تعني بهذا يا سيتو؟
بهدوء اجاب سيتو:
- لا شيء، انت فقط تضخم الأمر وهو بسيط ولا يتطلب الغضب
عندها انفجر بيتر صائحا في انفعال:.

- اضخم الأمر؟ لا يتطلب الغضب؟، هل تمازحني؟ انت حتى لم تكن هنا لترى ما رأيت. جوزيفين ليست على مايرام يا سيتو وانت تهون الأمر! انا لست ادري ما بك لكنك.
قاطعه صوت سيتو قائلا في صرامة:
- بل انت تبالغ والأن ابتعد عن طريقي فأنا لدي اجتماع اعود اليه
ثم بعض الخطوات السريعة متبوعة بأخرى غاضبة تلى ذلك صوت باب المنزل يغلق بعنف ثم لا شيء. فتنهدت في فراشي قبل ان اتقلب عليه محاولتا النوم فغدا لدي يوم طويل.

- هل ستظلين عندك للأبد؟ انا لدي عمل اقوم به لو لاحظت
قالها ريتشارد عاقدا يديه على صدره وهو ينظر لي في غيظ فقلت وانا اعطيه ظهري:
- ويمكنك القيام به بكل بساطة فلو لاحظت انت انا لا اجلس على مكتبك بل انا مستلقية على الفراش فقط تجاهلني يا ريتشارد
قال في نفاذ صبر وهو يضع قلمه على الملفات امامه مستديرا الي:
- عزيزتي لو اني استطيع لفعلت لكن تركيزي مشتت بسببك خاصتا.

ثم صمت دون ان يكمل فالتفت اليه رافعتا إحدى حاجبي متسائلة فقال:
- هل انت بخير؟
قلت بشيء من البرود:
- اجل
فتنهد وهو يشير الى وجهي:
- هناك هالات سوداء اسفل عينيك ثم انت هنا وقد انتهت الإستراحة مما يعني انك تغيبتي عن حصص هذه الفترة فدعيني اسألك مجددا. هل انت بخير يا جوزيفين؟
صمت لفترة عاجزة عن اتخاذ القرار بإخباره ام لا ثم اخيرا قلت:
- هل تظن ان ما حدث السنة الماضية قد انتهى يا ريتشارد؟
عقد حاجبيه وهو يقول:.

- ماذا تقصدين بهذا؟ اهو ما اخبرتني به من قبل؟
- لست ادري لكن هل تعتقد ان الأمر انتهى بوضع كريستل خلف القضبان؟ لإنه لسبب ما انا لا اعتقد ان الأمر بهذه البساطة. ربما هذه هي البداية فقط.
عاد ريتشارد الى الأوراق التي على مكتبه وغمغم:
- اعتقد انك تبالغين، فليس بالضرورة ما تمرين به من احداث الأن متعلق بالسنة الماضية
قلت بعدم اقتناع وانا اتقلب على الفراش الصغير:
- ربما انت محق.
اجاب بخفوت:
- ربما انا محق.

عقدت حاجباي لرده الغريب ثم قلت وانا اعتدل:
- ريتشارد؟
ترك القلم الذي بيده واخذ نفسا عميقا ثم قال:
- اعذريني فأنا لا استطيع التركيز حاليا في اي شيء
ربما كانت فكرة سيئة ان اخبره فريتشارد عانى بما فيه الكفاية ولا داعي لزيادة همومه بما امر به. فالإحتمال الأكبر اني ابالغ بالفعل.
قمت من فوق الفراش واتجهت نحوه متوقفتا امام ظهره المستند على الكرسي ثم طوقته بذراعي محتضنتا رأسه بين يداي وانا اقول:.

- لم اكن انوي ازعاجك. انا لم ارك مؤخرا وقد افتقدتك يا خالي
رأيت الإبتسامة ترتسم على محياه فأنا اعلم جيدا كم يحب ان اناديه بخالي ثم رفع يده مربتا على كتفي. كاد يقول شيئا حين فتح الباب فجأة لنرى طالب يرتدي عوينات فتصلبت في مكاني من المفاجأة وكذلك فعل ريتشارد وهو يحدق في الطالب بذعر بينما نظر لنا الطالب في ذهول قبل ان تتسع عينيه كالبئر ويشهق ثم يفر هاربا.

ابتعدت عن ريتشارد كأن مسا كهربيا قد اصابني وصحت في هلع:
- يا الهي!
رمقني ريتشارد في صمت عاجزا عن الكلام ثم حين استطاع اخيرا قال وقد اصفر وجهه:
- هذه كارثة!
نظرت الى البهو خارج العيادة باحثة عن اي اثر للطالب فلم احد فأغلقت الباب واستندت عليه واضعتا يدي على وجهي وعقلي لايزال يحاول استيعاب ما حدث للتو قائلة:
- ذلك الأحمق سيملئ الدنيا إشاعات بحلول الغد. اشاعات بأنني. بأنك. بأننا. اه يا الهي!

نظر لى ريتشارد في حنق وقال:
- هل تعرفين ممن هو الطالب؟ ربما لازال بإمكاننا.
- بالطبع لا اعرفه انا بالكاد اعرف من معي بالفصل! ماذا سنفعل الأن؟
اجاب ريتشارد وهو على وشك ان يفقد الوعي:
- اتدرين ما الذي قد تفعله اشاعة كهذه يا جوزيفين؟ هذه قد تدمر حياتي المهنية كلها!
- ليس ان علم الجميع الحقيقه فأنت خالي. وان شيئا كهذا لا يمكن ان.
هب من مقعده قائلا في عصبية:
- اما هذا فلا
نظرت له في تعجب وقلت:.

- لماذا؟ في الواقع هذا هو الحل الأمثل!
اجاب بإنفعال اقرب الى الغضب:
- قلت لا يا جوزيفين
هل وبخني للتو؟ اعترتني الدهشة من ردة فعله وعلى عكس طبيعتي لم اجادل بل قلت بهدوء:
- حسنا.
ثم نظرت الى ساعتي لأجدها الثانية إلا عشر فقلت:
- انا لدي تدريب سيبدأ في غضون عشر دقائق لذا سأرحل. وبالنسبة للشائعة فلا دليل على ما سيقوله الفتى لذا ربما لن يستمع له احد.

وعلى هذا تركته وذهبت. لماذا انفعل الى هذه الدرجة؟ هذا ليس طبيبعيا لكني سأتجاهله ربما هو لا يريد اي مشاكل قد تتبع إكتشاف الصحافة انه خالي وشقيق مادلين. وهذا في رأيي سبب كاف وهو حقه ايضا. وربما لن يتفوه الطالب بما رأى.

وصلت الى الصالة الرياضية التي نتمرن بها في الثانية إلا خمس دقائق. وقفت للحظات امام الباب وانا افكر في ان اتغيب رغم ما قد يفعله بي لوكس لكني حقا لا اريد ان اتدرب اليوم. ما حدث البارحة جعلني مرهقة وليس جسديا بل نفسيا ولا اظن طاقتى تحتمل لوكس جراي اليوم ورغم كل هذا وجدت نفسي ادفع باب الصالة لأدخل وهو ما لم يكن قرارا حكيما كما توقعت. لنبدأ العذاب الذي يسميه لوكس تدريبا.

تأوهت وانا اتراجع للخلف في حذر الا اقع ارضا فعقد لوكس حاجبيه في صمت لكني فهمت على الفور هو ليس سعيدا بمستواي اليوم. وهذا ما كان ينقصني على الأقل هو لم يتفوه بإعتراضه. وهو الى حد ما محق لكني أأبى الأعتراف بهذا. فلسبب ما عقلي يعود بي الى البارحة وكيف اختفى كل شيء من حولي لأجد نفسي في الماضي مجددا. هذا لم يحدث لى ابدا من قبل. قد يتصور المرء انه ربما بعد احداث السنة الماضية سأتعافى قليلا لكن موضوع الرعد يصبح اسوء فأسوء مع الوقت وانا لا يمكنني العيش هكذا. ربما الذهاب الى طبيب نفسي. في تلك اللحظة رأيت قبضة لوكس تتجه مباشرة نحو وجهي ولشرود ذهني فأنا اراها الأن وبالتالي لم استطع تفاديها فرفعت يدي اليسرى حامية وجهي في اللحظة الأخيرة فتفجر الم شديد في ذراعي جعلنى- للأسف- اصرخ متراجعتا الى الخلف.

تحسست معصمي في الم وانا انظر الى لوكس لأجده يرمقني في غضب:
- هل تظنين اننا نمزح هنا؟ إن المسابقة على الأبواب وانت تسمين هذا تدريبا! اجيبيني؟!
نظرت حولي لأرى كل من حولي قد توقف عن تدريباته ليشاهد توبيخ لوكس لي، عدت ببصري الى لوكس وضغطت على اسناني دون ان اجيب وانا اتحسس يدي في الم وعندما ادرك لوكس اني لن ارد قال في نفاذ صبر وهو ينزع قفزاته بعنف:.

- إن كنت لن تركزي في التدريب من البداية ما كان عليك الحضور وتضيع وقتي
قلت بخفوت ما لم اظن ان احدا سيسمعه:
- انا بحاجة الى استراحة
وياللعجب فقد سمع واومأ برأسه وهو يقذف قفازه ارضا ويقول:
- عندما تستيقظين من احلامك هذه سنتابع اما الأن فأريد منك عشرين دورة حول الصالة
ثم اشار بيده قائلا بصرامه:
- هيا اختفي من امامي
اومأت في صمت لكي لا اقول ما قد اندم عليه وخرجت من الصالة وسط همسات اعضاء النادي.
.

اعلم أن الفصل قصير لكن يتبعه اخر بداية الأسبوع القادم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة