قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

الصباح التالي كان كارثة. كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وما اثار غيظي اكثر انها كارثة يمكن تجنبها بسهولة ولا داعي لها لكن احدهم –اعني ريتشارد- قرر الإحتفاظ بقرابته لي سرا ولأجل هذا امر انا الأن بكل هذا السخف.

فبمجرد دخولي بوابة المدرسة وقد تفرق الطلاب من حولى وهم يتهامسون بينما تلاحقني انظارهم في كل صوب. لذا للجميع ان يتصور ما قد مر عليه اليوم من المضايقات والضحكات واستدعاء بعض المدرسين لي لتأكد من صحة الخبر الذي لا دليل عليه. وكأن حياتي كان ينقصها هذا.

ذلك الطالب الأحمق لم يتريث حتى ليتأكد مما رأى وقام بنشر الإشاعات. لو اني رأيته فأقسم اني سأقتله. لا ربما اقوم بتعذيبه اولا فأمثال هؤلاء لا يجب ان يموتوا بهذه البساطة.

وكاثرين جاءتني متسائلة عن كل هذه الإشاعات فاضطررت الى شرح الوضع لها وهي بالفعل تعلم ان ريتشارد خالي لذا لم يكن الأمر صعبا وهذا جعلها تنفجر ضاحكة غير مصدقة ما حكيت حتى فكرت اني ربما اقتلها هي قبل قتل الطالب الأحمق. وريتشارد الجبان الخائن قد تغيب اليوم متفاديا كل هذا وإن كنت قد لاحظت ان المدير لم يستدعني مما يعني انه على الأقل شرح الوضع له.

لكن رغم كل ذلك مر اليوم على اية حال. وكان على الإستعاد للقادم وهو يوجين لقد اتفقنا على ان نتقابل يوم الجمعة ولولا ما لديه من المعلومات ما كنت قد وافقت. اخذت نفسا عميقا وانا اخطوا خارج بوابة المدرسة ثم مددت يدي الى جيبي كي التقط هاتفي لأرسل المكان الى الذي سأقابل يوجين فيه حين لمحت كاثرين على يميني وهي تختفي خلف سور المدرسة. هذا غريب اليس لديها نشاطات اليوم؟ ثم هل كان هناك شخص بجوارها ام انني تخيلت هذا؟ لا بل اظن انه بالفعل كان معاها طالب لكنه كان يرتدي.

قاطع احبل افكاري صوت بوق إحدى سيارات الأجرة فأشرت للسائق ان يتوقف ومضطرة ركبت في السيارة بعد ان اخذت رقمها وانا ادعو الله ألا يتكرر ما حدث من قبل. فحتى الأن سيتو لم يعين لي سائقا جديدا. هل يمزح؟ لابد ان احدثه اليوم في هذا.
جلست امام التلفاز في انتظار سيتو ان يعود من عمله. انا حقا لا اود ان احدثه لكن لا خيار امامي.

كان الإنتظار مملا خاصتا اني لا احب مشاهدة التلفاز ودريك وبيتر لم يكونوا في المنزل. بيتر في الجامعة لكن دريك. لا احد حقا يدري ما يفعله دريك هذه الأيام لكنه اصبح غريب الأطوار.

بعد ما يقرب من ساعتين سمعت باب المنزل يفتح ولحسن حظي انه كان سيتو لذا اسرعت الى الردهة لألحقه قبل ان يصعد السلالم وقد كان ولكي اتأكد انه لن يتجاهلني الى غرفته وقفت حائلا بينه وبين السلم. وعندما رأني ارتسم تعبير غريب على وجهه قبل ان يتحول الى ضيق. حسنا قد لا تريد التحدث إلى وانا ايضا لكن الإضطرار.
عقد سيتو حاجبيه حين ادرك اني لن اتزحزح وتنهد ثم قال بخشونة:
- ماذا تريدين؟
اجبت متاجهلة نبرة صوته:.

- لا ادري كم من الوقت تحتاج لكي توظف لي سائق جديد لكني حقا بحاجة الى واحد في اقرب وقت. لذا لو امكن.
توقفت حين نظر لي بدهشة للحظة وكأنه قد اكتشف للتو اني بحاجة الى واحد. لا، لا يمكن ان. قلت بصوت يشوبه الذهول:
- انسيت؟

وحين فتح فاهه دون ان ينبس ببنت شفة ادركت انه فعلا قد نسي. قد نسي اني اذهب للمدرسة صباحا في سيارة اجرة واعود بواحده هذا إذا قد وجدت واحدة ايام التدريب بل ان هناك بعض الأيام اللتي سرت فيها الى المنزل ليلا. وهو قد نسي كل هذا! بل هو لم يضع اعتبارا لهذا! اخبرا قال:
- سنقوم بوضع إعلان. وعندما يتم توظيف احدهم سأخبرك
وتقدم محاولا تخطيني لكنني قلت بغضب:.

- هذا النقاش لم ينتهي بعد! لقد نسيت الأمر تماما يا سيتو بل وربما تجاهلته ايضا.
وضع يده على صدغه كناية عن الصداع ثم قال في حنق:
- انا لا املك الوقت لهذا يا جوزيفين ثم اياك ان تتحدثي إلى بهذه الطريقة
زاد غضبي كأنه قد صب فوقي برميل بنزين وهتفت:
- كيف اتحدث اذن!، وانت لا تملك الوقت لتتحدث إلى او لتراني بل ربما انت كذلك نسيت وجودي اصلا! فأخبرني بصراحة ما الذي يحدث بالضبط؟

وعلى إثر ما قلت انفجر هو الأخر قائلا في صياح غاضب:
- ليس كل شيء يتعلق بك هناك امور اكثر اهمية تشغلنا لذا كفي عن كونك عبئ واياك ثم اياك يا جوزيفين ان ترفعي صوتك وانت تتحدثين الى اتسمعين؟!
توقف كل شيء من حولي ونظرت اليه في صدمة. هل قال ما سمعته للتو؟ شعرت بالدموع تحرق عيني لكني ابيت ان ابكي وقد استنفذ هذا كل عزمي بينما تحركت شفتاي مرتجفتان وانا اردد:
- عبئ.؟
لم يجبني بل قال ببرود:.

- ابتعدي عن السلم انا لدي ما اهتم به.
شق كلامه صدري شقا حتى اني من صدمة ما قال تنحيت مبتعدة عن السلم فتحرك نحوه لكنه توقف قبل ان يصعد التفت إلى وقال:
- وصدقيني انا اتمنى لو نسيت وجودك فعلا عندها قد استريح.
قبل حتى ان استوعب ما قال او افهم قاطعنا صوت بيتر يتقدم مسرعا نحونا في غضب هاتفا:
- هذا يكفي يا سيتو، هذا يكفي!

نظر له سيتو وقد اتسعت عيناه متفاجأ من وجوده هنا وكذلك انا. فأنا لم ادرك متى قد اتى لكن سيتو استعاد هدوءه سريعا ثم صعد السلم متجاهلا صراخ بيتر خلفه في حين تركت انا كل هذا واتجهت نحو اقرب اريكة امامي وتهاويت عليها محدقة في الفراغ بذهول وعقلي غي قادر على استيعاب ما سمعته للتو لم املك حتى القوة لأصعد الى غرفتي بل جلست في مكاني حتى رأيت بيتر يعدو نحوي ومزيج من الغضب والفزع يملئ وجهه. جلس بجواري ودون كلمة واحدة التفت يده حولي جاذبا اياي الى صدره واضعا احدي يديه على رأسي مربتا عليها هامسا بخفوت:.

- لا بأس.
وجدت يداي تتشبث به قبل ان اغرز رأسي في صدره ومقاومتا بكل ما اتيت من قوة ألا انهار باكية بين ذراعية لكن عيناي خانتني إذا انسدلت الدموع منها ببطء لكني لم اسمح لهذا ان يستمر بل سريعا توقفت حتى عن هذا بينما اعتصرت يداي بيتر وكأن حياتي تعتمد على ذلك فسمعته يقول:
- هو لم يقصد ما قال يا جوزيفين. هو فقط غاضب ويمر بأمر ما لا يعلمه إلا الله لذا لا تلقي بالا لما قال. هو كلام لا يعني شيئا.

احقا لم يعني شيئا؟ سيتو يتمنى لو ينساني؟ اهذا كلام يقوله شخص غاضب ام هو نابع من القلب؟ لم اجب بيتر لكن عقلي لم يكف عن السؤال وقد شعرت بأن قلبي ممزق.
ربت بيتر على ظهري وهو يقول في قلق وخوف علي:
- انا متأكد مما اقول لذا ثقي بي
انه يحاول تهدأتي لذا يجب ان اتماسك. لا يمكن ان انهار الأن. اخذت نفسا عميقا ورفعت رأسي اليه وقلت:
- انا بخير يا بيتر
بدا انه لم يصدق ما قلت ونظر لي وقد هبطت يده الى وجهي:
- حقا؟

اجبت بثقة اكبر هذه المرة وانا انسحب من بين ذراعيه:
- اجل انا حقا بخير فلا تقلق
ثم اعتدلت واقفة لكنه ظل يرمقنى في توتر وقلق متوقعا انهياري في اية لحظة لكني رسمت إبتسامة على وجهي وقلت محاولة طمأنته:
- سأعود الى غرفتي لأرتاح قليلا فغدا انا لدي يوم طويل
عقد حاجبيه وقال:
- لكن اليس غدا إجازة؟
- بلى لكن لدي موعد مع احدهم.

اومأ بيتر دون ان يسأل معتقدا يالتأكيد اني سأقابل جين وهو ليس لديه ادنى فكرة من سأقابل فعلا. وربما هذا للأفضل حتى لا يسأل اين سأذهب او متى سأعود فمن الواضح انه عندما يكون خطيبك شرطى لا احد يسأل اين سأذهب او متى سأعود وهذا في الواقع مريح جدا.

تركته على الأريكة وتسلقت السلالم عائدة الى غرفتي محاولتا تناسي ما حدث منذ قليل ومنع نفسي من البكاء او الإنهيار. مقنعة نفسي ان سيتو لابد كان غاضبا من البداية وانه لم يكن الوقت مناسبا للحديث معه كما قال.
اخذت نفسا عميقا ملقيتا نفسي على الفراش شاعرتا بالإرهاق ورغبة عارمة في النعاس. انا لم احب النوم يوما لكن الأن بدا لي وكأنه الوسيلة الأنسب للهروب من مشاعري وذكرياتي حاليا.

حركت يدي على الطاولة في نفاذ صبر وانا انظر الى ساعتي محاولتا إلا اهشم كوب الماء امامي من فرط غضبي. فأنا هنا منذ ما يقرب من نصف ساعة وذلك التافه لم يأت بعد رغم اتفاقنا على الخامسة مساء في مقهى (، ) لأنه سيكون قد انتهى من عمله لكنها الخامسة والنصف الأن ويوجين لم يظهر بعد. عبثت بهاتفي كي الهي نفسي عن ارتكاب جريمة. لو ان الامر بيدي لكنت قد جلت بعد اول عشر دقائق لكنه يملك من المعلومات ما يهمني وفضولي يمنعني من الرحيل. اخرجني من شرودي صوت شاب يقول:.

- يا انسة
رفعت رأسي اليه بحدة وقلت بخشونة:
- ماذا؟!
ارتبك الشاب المسكين وكاد يسقط كوب العصير الذي يحمله لكنه تمالك نفسه وقال:
- إعذريني. أ. أيمكنك إبعاد يدك لأضع مع طلبته عن الطاولة.؟
نظرت الى يدي ثم الى النادل وقلت:
- اوه.
رفعت يدي وانا اشعر بالذنب من صراخي عليه حين قاطعنا صوت ساخر قليلا اعلم صاحبه جيدا:
- انظري ما فعلته للنادل المسكين لقد افزعته. انت حقا لم تتغيري.

جززت على اسناني كي لا انفجر ثم نظرت الى النادل ملوحة له وانا اقول:
- يمكنك الذهاب
فأسرع كأنما كنت سأكله لو انتظر اكثر ثم حولت بصري الى يوجين الذي جلس بكل اريحية ويكأنه ليس متأخرا وبكل كياسة خلع نظارته الشمسية وهو يقول ناظرا الى كوب العصير امامي:
- لقد طلبت دون انتظاري؟
لا تغضبي، لا داعي لقتله فهو لا يستحق ان تسجني بسببه قلت بعد ان تأكدت اني لن اقوم بخنقه إذا تفوه بحرف اخر:.

- مبكرا ارى انك قد جئت، ثم ما خطب هذه النظرات؟ لا يوجد شمس بالخارج إنها تزيدك سخافة اكثر من المعتاد.
ابتسم ابتسامة صفراء وفي إستهزاء قال:
- هذه كي لا يتعرف على احد وانا في طريقي الى هنا. اما التأخير فكان متعمدا
صحت في غضب:
- ماذا؟!
اتسعت ابتسامته ومد يده الى كوب العصير الخاص بي في استمتاع واضح لغضبي:
- فقط اردت ان اعرف إن كنت ستنتظرين؟

جذبت كوب العصير قبل ان تصل اليه يده وقلت تحت اسناني بلهجة لا تسمح بالهزل:.

- انا لا ادري كيف تجرؤ على التصرف امامي وكأنك تعرفني وكأنك لم ترتكب ما ارتكبت إن كنت تظن ان الوقت قد ينسيني فأنت مخطئ انا لم ولن انسى ما حييت ما حاولت وفشلت في ان تفعل. لذا لا تتصرف امامي وكأن هناك اي نوع من العلاقة بيننا ولو لم تكن تحمل ما تحمل من معلومات فلو ركعت على الأرض ما كنت لأقابلك لذا لنكف عن اللعبث يا يوجين ولتخبرني ما انا هنا لأجله لكي ننهي هذه المهزلة سريعا.

اختفت الإبتسامة عن وجهه ونظر لي في حنق وشيء من الكره وهو ما اعلم يقينا انه يشعر به تجاهي فيوجين لم يطقني يوما لذا لا داعي للتظاهر فأنا اكرهه هو الاخر.
اخذت من كوب العصير رشفة وانا في انتظار ما سيقول حتى اخيرا انفرجت شفتاه قائلا:
- هناك من تواصل معي بشأنك. بالتحديد طالبا مني إذائك.
رفعت احد حاجباي في إستغراب وتسائلت:
- إذائي؟ إذائي كيف بالضبط؟ ولما انت بالتحديد بفرض طبعا كونك صادقا فيما تقول؟

تجاهل اهانتي وقال:
- هذا ما افزعني قليلا. ذلك الشخص على علم بما. بما فعلت او على الأقل حاولت ان افعل بك.
اتسعت عيناي في صدمة وبصوت مبحوح قلت:
- أ. أنت اخبرت احدا؟
هز رأسه نافيا واجاب:
- لا لكن انت تعلمين اني لم اكن الوحيد ذلك اليوم لذا. احدهم لابد قد فعل.
شعرت بجسدي يحترق وبأن الجو قد اصبح حارا فجأة بل اني بدأت اتعرق من شدة الإنفعال. هناك من يعلم بشأن ذلك اليوم. وقبل ان ادخل في نوبة فزع تابع يوجين:.

- لكن هذا لم يكن فقط ما ارعبني. من تواصل معي يا جوزيفين يعلم يريد مني ان اؤذيك بنفس الطريقة لذا ذكر لي انه يعلم بشأن ما حدث ذلك اليوم. الهدف ليس ارعابك بتهديد او ما شابه بل ان افعل ما انتويت في ذلك اليوم. من تواصل معي استطاع الحصول على رقمي، على عنوان منزلي وعن كل معلوماتي الشخصية. لقد اتصل بي على رقمي الخاص في وقت لم اكن اعمل فيه. لذا ايا كان هذا الشخص فهو لديه الكثير من الموارد إن كان استطاع معرفة كل هذا.

حدقت فيه في ذهول وخوف. شيء يخبرني ان لهذا علاقة بالحادثة الغريبة التي مررت بها وبما حذرني منه هنري قبل ان يموت. لكن لماذا؟ ولماذا يريد إيذائي بتلك الطريقة؟ :
- يا الهي.
اومأ يوجين ثم قال:
- ليس هذا فحسب بل انه اكد لي انه لن يتم إمساكي مهما فعلت بك بل وعرض على مبلغا من المال يقارب المليون مؤكدا انه لن يتم حتى الشك بي وهذا هو اكثر ما هالني.

لم اجبه من شدة الذهول مما يقول. والرعب الذي شعرت به مما قال. رغم اني لم استوعب ما قاله لي بعد لكن من الواضح اني في خطر حقيقي. غمغمت وانا لا ادري حقا ما اقول بصوت راجف:
- انا لا افهم.
سألت وربما هذا ليس الوقت المناسب لهذه الأسئلة العقلانية من المفترض الأن ان اصرخ هلعا:
- لماذا تخبرني بهذا يا يوجين؟ ما الذي ستجنيه من إخباري بل استنادا الى اقوالك انت تعرض حياتك للخطر.

صمت برهة وهو يرمقني محاولا معرفة فيما افكر قبل ان يقول في حذر:
- اخبرك لأني. لأني اردت ان اعتذر عما فعلت
ارتسم الغضب جليا على وجهي:
- ماذا؟! هل تظن.
لكنه قاطعني قائلا بجدية:
- اعلم انك ربما لا تصدقين ما اقول لكني نادم على ما فعلت. لا اطلب منك مسامحتي فأنت لن تفعلي لكني اردت ان تعلمي اني اسف رغم ما قد تظنيه عني.

نظرت اليه والى تعابير وجهه ربما هو صادق فيما يقول وربما لا لكن هذا لا يغير من الحقيقة شيء ولا يمحي إعتدائه على ولولا وجود ريتشارد لكان قد نجح. اخذت نفسا عميقا ثم قلت:
- انا لازلت اكرهك ولا يمكنني تصديقك بالكامل لكني لا اريدك ان تقتل. لذا إن شعرت بالتهديد او وصلك المزيد من المعلومات فيمكنك الإعتماد على وإخباري.
اسند وجهه الى يده وقال ببتسامة سخيفة:.

- انا سعيد لسماع هذا. انت تتقبلين هذا بشكل افضل مما ظننت. هذه لم تكن الحادثة الأولى اليس كذلك؟ لذلك اتصلتي بي؟
تنهدت وانا انظر الى كوب العصير امامي وقد فقدت شهيتي:
- لا تقلق انا سأنهار بالتأكيد. فقط ليس الأن. ليس امام احد وليس امامك انت بالذات. اجل هذه ليست المرة الأولى لكنها بالتأكيد الأقذر.
اصدر صوتا ساخرا دون ان يجيب فتجاهلته وقلت بخفوت:.

- من قد يفعل هذا؟ يبذل كل هذا المجهود. ثم لماذا لا يتخلص مني مباشرة إن كان.
توقفت عن الحديث فأنا حقا لم اعد ادري ما اقول او بما افكر. شاعرت بالضئالة واني وحدي في مواجهة هذا. مجددا. وانه لا يوجد من اعتمد عليه حقا. فقال يوجين:.

- لو اردت رأيي انا لا ارى ان الهدف من هذا قتلك. هناك من يريد ان يدمرك. هناك من يراقب كل هذا من بعيد مريدا رؤيتك تتعذبين. انا ادري لأن هذا ما اردت حينها. فبعض الأمور قد تجعل الحياة كالجحيم بل اسوء حتى يتمنى المرء لو انه قد مات قبل ان يمر بها.
اعتذر عن التأخير لكن الظروف التي نمر بها هذه الأيام صعبة جدا. فاللهم ارفع عنا البلاء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة