قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

- يا الهي. تلك ليست عصى. هذه عظام. عظام بشرية!
جلست في مكاني ارتجف وانا احدق في الأسنان البارزة وسط التراب. رحمتك يا الهي. لماذا توجد عظام وسط مباني المدرسة القديمة؟ لا دري ما الذي دفعني الى ذلك لكني اقتربت نحوي العظام وبدأت ابعد التراب عنها لتظهر امامي جمجة كاملة فإحتبست شهقة في حلقي وتعالت دقات قلبي لكني لم اتوقف بل بعثرت المزيد من التراب حول العظام ليظهر المزيد و المزيد من العظام.

- لا. لا. لالالالا.

اخذت اردد الكلمات دون وعي ويداي لم تتوقفا لحظة تنبش التراب الذي بدأ يتحول الى طين شيئا فشيئا مع تسارع هطول الأمطار لكني لم اعر هذا اي اهتمام. المزيد من العظام. المزيد والمزيد. خلال تلك اللحظات بدأت افقد اي ثبات حاولت تجميعه منذ استيقظت هنا ومع كل اكتشاف جديد تحت التراب فقدت بمقابله شيئا من اتزاني حتى اصطدم ظهري بأحد الجدران فنظرت امامي والى ما نبشته يداي فإذا بي ارمق خط بعرض متر تقريبا يبدأ من منتصف الفناء وحتى مجلسي مفروشا بالعظام. هذه ليست عظام فرد واحد بل العديد من ال. نظرت بعينين شاخصتين الى المشهد المروع امامي وهمست بصوت مرتجف:.

- هذا ليس بفناء هذه مقبرة!
هذه الجثث قد دفنت هنا بهدف إخفائها. من وضعني هنا كان يعلم بهذا. بل اراد ان يريني هذا. لم تكن كل العظام سليمة بل بعضها مهشم مما يعني ان هؤلاء تعرضوا للتعذيب.
رفعت يدي الى وجهي ازيح الطين عنه في محاولة بائسة لأهدأ نفسي لكن هيهات. العظام في كل مكان يا جوزيفين. تلك الجماجم تحدق بي. يجب ان اخرج من هنا. يجب ان افعل قبل ان اجن. قبل ان انهار تماما.

اعتدلت ببطء وانا استند الى الجدار من خلفي فخانت مني التفاتة الى النوافذ امامي فرأيت شبح شخص مرتسم عليها وسط الظلام فصرخت ملتصقة بالجدار خلفي وحين نظرت مرة اخرى لم ارى شيئا. ماذا يحدث؟ هذا ليس فيلم رعب رخيص. هل جننت؟ وتذكرت المرة الاؤلى التي تهت فيها في هذا المكان. لقد حدث هذا من قبل. انا لست هنا وحدي. نظرت الى العظام امامي في خوف وحذر لأراها ترمقني في صمت مقيت. كانها تخبرني ان مكثت هنا سأصبح إحداها. انا لست هنا وحدي. تسارعت دقات قلبي وتعالت انفاسي وقد ألم بي الفزع حتى ملأ كياني. يجب ان اخرج من هذا المكان. ولم اتمالك نفسي وقد قفزت الى احد الفصول من حولي واخذت اعدو دون تفكير او وجهة فقط اريد ان ابتعد عن تلك المقبرة عن هذه المتاهة. عن الموت.

ركضت و ركضت لكني لم استطع الوصول الى سور المدرسة مهما ركضت مهما عدوت واين ذهبت كأني لا اتحرك من مكاني وادراك هذا مع كل لحظة تمر اني حبيسة هذا المكان واني لن استطيع الفرار مهما حاولت. كان الوقود لذعري وهلعي حتى فقدت القدرة على التفكير تماما وانا اعدو بين الطرقات او على ارض الفناء الذي وجدت نفسي اعود له المرة بعد المرة حتى لم اعد استطيع. لم اعد استطيع التحمل. منظر العظام. الجثث هناك من قتلهم هنا. انا لست وحدي هنا. لذا لم اتوقف رغم المطر رغم الخوف ورغم التعب لم اتوقف لكني لم استطع إيجاد طريقي خارج تلك المتاهه.

((الساعة السابعة صباحا.

بدأ الطلاب يتوافدون الى المدرسة لبداية اليوم الدراسي وفي غضون دقائق بدأ صوتهم يتعالى بينما مر لوكس من بينهم محاولا الوصول الى الساحة الرياضية عندما سمع صرخة اطلقتها إحدى الطالبات فالتفت الى حيث نشأت في حركة حادة ليجد الطلاب يتراجعون مبتعدون في خوف عن بقعة بعينها وحين دقق النظر تصلب في مكانه كبعضهم. حيث حاول عقله فهم ما يرى. فبين الطلاب تقدم جسد ضئيل مغطى بالوحل والطين ويتحرك بخطوات مترنحة كأن صاحبها مخمور وفي ظل صمت رهيب من الطلاب. ثم فجأة سقط الجسد ارضا بلا حراك. ليكسر الصمت بصراخ بعض الفتيات وشهقات البعض بينما اسرع لوكس نحو الجسد الملقى ارضا وعندما اصبح على بعد قدم عنه ادرك انما هو جسد فتاة شابة. لكنه لم يستطع رؤية وجهها فقد سقطت عليه. ابعد الطلاب بيديه قليلا ثم مد يده الى ساعد الفتاة وهو يقوم بقلب الفتاة على ظهرها ليتأكد انها حية وتتنفس لكنه لم يستطع رؤية وجهها جيدا فقد كان مغطى بشعرها وبالوحل. ولاحظ ايضا ان الفتاة بالكاد ترتدي شيئا وهذا مقلق جدا. وقد يكون إشارة غير مبشرة لما قد حدث لها. غمغم:.

- جلدها بارد كالثلج.
ثم نظر الى الطلاب وقال:
- عودوا الى فصولوكم وليحضر احدكم د. ريتشارد وانا سأتصل بالإسعاف
فأتته الإجابة على هيئة يد تمتد نحو الفتاة وصوت ريتشارد يقول عاقدا حاجبيه:
- انا هنا بالفعل. اتصل انت بالإسع.
وقبل ان تلمس يده الفتاة تجمد في مكانه للحظة وقد اتسعت عيناه وهمس بخفوت:
- لا.
عقد لوكس حاجبيه وقال بخفوت لكي لا يسمعه الطلاب وهو يرمق ريتشارد:
- د. ريتشارد؟

فقال ريتشارد بسرعة وعجل وهو يبعد الطلاب:
- لا داعي لأن تتصل بأحد، يجب ان ندخلها الى العيادة سريعا والأن
لكن لوكس لم يتحرك وهو ينظر بريبة الى ريتشارد:
- ماذا تعني يا دكتور؟ لابد من.
قاطعه ريتشارد هامسا بعصبية وهو يحاول حجب الفتاة عن الطلاب الفضوليين:
- ارجوك يا استاذ جراي لا وقت لل. هي لن.
عندها نظر لوكس الى الفتاة مرة اخرى لتتسع عينيه قليلا فقد ادرك للتو من يحمل بين يديه فتابع ريتشارد مترجيا:.

- استاذ جراي سأخبرك لماذا لاحقا لكن الأن
اخيرا اومأ لوكس واعتدل حاملا الفتاة بين يديه متوجها الى العيادة بينما هتف ريتشارد من خلفه للطلاب:
- عودوا الى فصولكم ولا تقلقوا سنتصرف نحن.

داخل العيادة وضع لوكس جسد الفتاة على الفراش بينما اسرع ريتشارد بسماعاته الطبيه وصندوق الإسعافات الأولية نحو الفتاة وقد كان اول ما فعله ان ازاح الوحل والتراب عن وجهها ثم بدأ يقيس علاماتها الحيوية. ثم حين تأكد ان نبضها مستقر وان تنفسها معتدل قال للوكس الذي وقف يراقبه:
- انها بخير فقط فقدت وعيها من شدة الإرهاق الجسدي.

ثم صمت لحظة وهو ينظر اليها بالكاد ترتدي شيئا وما كانت ترتديه ممزق وجسدها مغطى بالوحل والقاذورات والدماء. نعم دماء جافة في اكثر من مكان. فشعر بغصة في حلقه وهو يتذكر كيف وجدها العام الماضي وما قد كان ليحدث لها لو لم يجدها في الوقت المناسب. فما الذي تعرضت له هذه المرة وهذه الملابس الممزقة التي لا تكاد تغطي شيئا من جسدها ترعبه فما توحي به ليس مطمئنا. ضاق صدره وهو يفكر مقدار الألم والخوف الذي مرت به هذه المرة شاعرا بالعجز مجددا.

بدأ يتحرك نحو الجروح على جسدها في نفس الوقت محاولا ازالة ما استطاع من التراب والطين الذي بدأ يجف على وجهها وهو يجز على اسنانه في غضب والم و. خوف.
اخرجه من افكاره صوت لوكس قائلا:
- قد اتفهم رفضك الإتصال بالإسعاف وما قد يجلبه من الإعلام خاصتا لو ان عائلتها ارادت الحفاظ على ما حدث لها - ايا ما كان قد حدث- سرا لكن على الأقل يجب الإتصال بعائلتها
تنهد ريتشارد مجيبا وهو مستمر في عمله دون الإلتفات للوكس:.

- لا داعي لذلك ايضا
عقد لوكس حاجبيه وقال محتفظا بهدوئه وقد بدأ يشعر ان ما يحدث ربما لا يكون مجرد حادثة إعتداء على طالبة حتى لو كانت تلك الطالبة هي وريث عائلة هي من اغنى العائلات على مستوى البلاد:
- ما تقوله غير منطقي يا د. ريتشارد لابد لعائلتها ان تعر.
قاطعه ريتشارد قائلا:
- عندما تستيقظ هي من ستحدد هذا لكني على يقين انها لن تريد ان تخبرهم.

رد لوكس وقد بدأ يشوب صوته الحنق فقد تذكر الشائعات التي تحوم حول علاقة الفتاة بطبيب المدرسة:
- لا يمكن ان ننتظر قرار مراهقة ليست بالغة حتى من الواجب الإتصال بعائل.
قاطعه ريتشارد للمرة الثانية مستديرا اليه وبحزم قال:
- انا اقرب عائلتها يا استاذ لوكس. انا خالها وسننتظر ما ستقول قبل إتخاذ اي خطوة.

حدق فيه لوكس في ذهول وهو الذي لا يفاجأ بسهولة. هذا يفسر الشائعات على الأقل لكنه اراد ان يتأكد فقد كان يظن ان تأخر الفتاة عن التدريب وذهابها المتكرر الى العيادة إنما يؤكد الشائعات عن علاقة بينها وبين ريتشارد حتى انه ظن ان تلك العلاقة هي ما تؤثر على تركيز الفتاة لكنه الأن يدرك ان في الأمر شيء اكبر من هذا فلما يخفي هو والفتاة العلاقة بينهم؟ تابع ريتشارد قائلا:.

- لذا اطلب منك الخروج من هنا وانا سأتدبر الأمر من هنا
هز لوكس رأسه رافضا وهو يتابع بنفس هدوئه:
- ما سمعته منك هو كلام لا يوجد دليل عليه حتى وإن كان صدق لذا اعذرني يجب ان ابقى حتى اطمئن عليها بنفسي
ونظر الى ريتشارد في تحدي لكن ذلك الأخير ابتسم بمرارة بعد برهة قائلا مؤما برأسه:
- كما تريد
ثم عاد لمداوة ما استطاع ان يراه من جروح جوزيفين امامه. )).

فتحت عيني ببطء وبصعوبة استطعت رؤية الموجودات لإدرك للمرة الثانية انني لست في غرفتي فصرخت وانا انتفض في رعب وخوف مما ينظرني هذه المرة وفي الخلفية بالكاد اسمع من يتحدث لكني لم استطع التركيز فيما يقول ثم حين شعرت بيد على جسدي تراجعت وحركت يدي يمينا ويسارا محاولتا دفعه عني وهو يقول شيء ما لكني لم اسمع ولا اريد ان اسمع. اريد الخروج من هنا. اريد الخروج من هذه المتاهه. ارجوكم اخرجوني من هنا.

فجأة شعرت بقبضتين قويتين تقبضان على معصمي مكبلة حركتي وبصوت حاد يقول امرا:
- جوزيفين انظري الي.

لكني سمعته رغم تشتت افكاري وبصعوبة اقنعت نفسي ان ارفع رأسي وحين استطعت التركيز اخيرا رأيت وجهه لوكس يحدق بي ويديه تكبلان يدي حتى لتؤلمني فعقدت حاجبيه. ما الذي يفعله هنا؟ ولماذا يعتصر يداي التفت حولي لأرى انني في عيادة المدرسة. وعلى الجانب الأخر من الفراش ريتشارد يحدق في بقلق. ريتشارد؟! وهمست مستسلمة بين يدي لوكس:
- ريتشارد!

فأفلتني لوكس بينما انحنى عليا ريتشارد فاحتضنته بين يداي وانا امنع نفسي من البكاء بصعوبه واردد:
- ريتشارد.
فضمني اليه وهو يقول:
- لا بأس. لا بأس انت بخير الأن كل شيء سيكون على ما يرام.
وبعد عدة دقائق من التربيت على كتفي وطمأنتي هدأت اخيرا فأبعدني عنه برفق وسأل ليتأكد:
- أأنت بخير الأن.

اومأت برأسي ثم التفت الى لوكس الذي كنت قد نسيت وجوده تماما فعقدت حاجباي ثم نظرت الى ريتشارد في فزع مما قد رأه لوكس الأن وما قد يظن فإبتسم مطمئنا:
- انه يعرف يا جوزيفين لا تقلقي
حاولت تهدأة نفسي فأعصابي لا تتحمل بينما قال لوكس:
- اذن هو خالك بالفعل؟
اومأت قائلة:
- أ. أجل.

غمرني الضيق من الضعف والوهن الذي بدا جليا في صوتي. يجب ان استعيد رباطة جأشي. انا اقوى من هذا. اقوى من ان انهار الأن امام لوكس او ريتشارد. لا يمكن ان اسمح لنفسي بهذا. اخرجني من شرودي لوكس سائلا:
- ابمإكانك اخبرنا بما حدث لك؟
رمقه ريتشارد بنظرة حانقة ثم التفت لي قائلا برفق:
- لست مجبرة على اخبرنا.
قاطعته مبتسمة بصعوبة:.

- لا بأس يا ريتشارد. انا نفسي لست متأكدة ما الذي حدث. فجأة استيقظت في منتصف الليل هنا في المدرسة لكن. لكن في الجزء الأخر منها. داخل المتاهه.
ارتعش جسدي وانا اتذكر الفناء. بل الأصح قولا هو مقبرة. لا اظن انها فكرة جيدة ان اذكر هذا الجزء امام لوكس لكن ريتشارد يجب ان يعلم فهي ارضه. تابعت بخفوت:.

- ثم حاولت لساعات الخروج فلم استطع. حاولت وحاولت. دون جدى. بل عدت الى الفناء المرة بعد المرة حتى ظننت انني لن اخرج ابدا. انني سأموت في ذلك الفناء معهم
قاطعني لوكس سائلا:
- مع من؟
اتسعت عيناي وصمت لحظة لقذ زل لساني لعدم تركيزي. لذا قلت متلعثمة:
- لا احد بعينه. من. من تاهوا هنا من قبل.
رأيت عدم التصديق في عينيه لكنه لم يسأل فتابعت:
- حتى سمعت اصوات الطلاب فتبعتها الى هنا.
فقال ريتشارد وهو ينظر الى ملابسي:.

- هل هذا كل ما حدث؟
رأيت الإستنكار في عيني لوكس وكأنه يود ان يقول وهل يعد هذا بسيطا؟ لكني اتفهم ريتشارد فبعد ما مررت به من قبل يبدو هذا بسيطا. نظرت الى ملابسي إن كان يصح ان يقال هذا عنها فقد تمزقت وهي لم تكن بالكثير من البداية السروال القصير والقميص. اكاد اكون. اتسعت عيناي في ادراك لما يقصد ريتشارد فقلت وانا اجزب الملاءة لتغطية قدمي:.

- اجل لم يحدث شيء اخر. لقد كنت نائمة في سريري قبل ان اجد نفسي هنا
اومأ ريتشارد في حين قال لوكس:
- تعنين ان احدهم قد خطفك من منزلك وانت نائمة دون ان يشعر به احد ثم جلبك هنا؟ لماذا قد يفعل احدهم هذا؟
صمت لا اريد ان اجيب فبماذا اخبره ترددت لحظة فسألت مغيرة الموضوع:
- انتم لم تتصلوا بإخواتي؟
هز ريتشارد رأسه نافيا فتنهدت:
-. سيعرفون على اية حال فلا يوجد طالب لم يرني صباحا
هز ريتشارد رأسه نافيا:.

- لا لم يتعرف عليكي احد لقد كنت - ولازلت- مغطاة بالوحل والتراب حتى استاذ جراي لم يستطع التعرف عليكي في البداية
اخذت نفسا عميقا وقلت لريتشارد:
- لا اريد ان يعرف احد ان تلك الحادثة لها علاقة بي وكذلك المدرسة
اومأ مؤيدا لكن لوكس غمغم شيئا لم استطع سماعه جيدا ثم قال مباشرة:
- هناك امر مريب يحدث هنا وانتما تعلمان ما هو فلا تبدوان متفاجأن حقا
ثم نظر لي وقال:.

- ايا كان هذا فهذه امور لا تخفى للأبد كما كيف تنوين ان تخفي هذا وإدارة المدرسة لابد ستتعامل معك لتعرف ما حدث
ابتسمت ساخرة وانا انظر لريتشارد:
- لا لن يسأل احد.
فقال ريتشارد موضحا:
- انا مالك المدرسة ومديرها الفعلي لذا لا تقلق لن يعرف احد فقط اطلب منك بالإحتفاظ بما سمعت الأن لنفسك
عدل لوكس منظاره الطبي وهو يتمتم:
- اليس هذا مثيرا للسخرية
ثم قال موجها حديثه لنا:
- لن اخبر احدا لكن.
ونظر لي مكملا:.

- لو ان لما يحدث لك ابعاد كالسنة الماضية فالأفضل الإستعانة بالشرطة
ثم استدار راحلا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة