قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العشرون

انتفض جسدي بقوة على اثر الصوت وانا اهتف: - لا. لا. لاااااااااا
لماذا الان؟ ان جسدي لا يكف عن الإرتجاف وحنجرتي لا تكف عن الصراخ الذي سرعان ما تحول الى انين: - سيتو. سيتو
اين انت؟ انا احتاجك فأين انت؟ الدموع تنهمر من عيني حين سمعت باب الحمام يفتح بسرعة وصوت خطوات مسرعة تتجه نحوي ثم شعرت بيدان تلتفان حولي وبصوت سيتو يقول محاولا تهدأتي قائلا: - انا هنا، انا هنا، اهدأي انا هنا بجوارك.

وكالعادة بدأت استكين كما افعل دائما حينما يكون متواجدا حين انار البرق الغرفة مرة اخرى فاتسعت عيناي ونظرت الى سيتو مستنجدة وانا اتشبث بقميصه محاولا دفن وجهي في صدره اكثر وانا اتمتم: - لا اريد س. سماع. المزي...

لم استطع اكمال ما اريد حيث خرجت صرخة من حلقي فأسرع سيتو يغطي اذني بيديه لكنها لم تكن كافية لحجب الصوت، صوت الرعد ثم لا ادري من اين لكني بدأت ارى صور غريبة مليئة من الدماء. جسد إمرأة ملقى على الأرض وحولها بركة من الدماء. ومن حيث لا ادري وجدت نفسي اقول: - الدماء، الكثير من الدماء.

يا الهي انا انتفض بعنف حين دوى الصوت من جديد حينها شعرت كأن شيء داخلي قد انكسر فقد بدأت اصرخ بعنف ثم تلك الصور تتدافع الى ذهني ولا تتوقف صور مرعبة صور لم ارها من قبل لم اعد اعي ما اقول لكني وجدت نفسي اردد: - انهم اتون لأجلي يا ستو، انهم اتون.

شعرت به يهزني ويصيح بأمر ما لكني لا اسمع اي شيء فقط صرخاتي وصرخاتها وهي تدافع عن نفسها، ثم توقف كل شيء فجأة وقد بدأ صوت سيتو يعلو وهو يضمني اليه بقوة قائلا: - لا، لا احد سيأذيكي انا هنا الان كما كنت معك من قبل، لن يمسك احد بسوء يا جوزيفين هل تصغين؟ لا احد. لا احد.

لسبب ما بدا صوت الرعد بعيدا جدا بل غير مسموع وعلى اثر كلماته هدأت تماما وبدأت اعود لعالم الواقع لأجد سيتو ينظر لي في توتر وحوله موظفوا الفندق وباب الغرفة مفتوح على مصرعيه، تحسس جبهتي وهو يقول: - هل انت معي؟ اتسمعنني؟ لو كنت تصغين اومئي برأسك
ببطء حركت رأسي فتنهد في ارتياح ونظر الى الموظفون قائلا: - اتأسف على ازعاجكم هي بخير الان، والان اذا سمحتم فهي بحاجة الى الراحة.

هكذا انصرفوا فأعاد بصره لي فقلت: - هل توقفت العاصفة؟
- للأسف لا لكني هنا فلا تقلقي فقط حاولي النوم.

اقترب من الفراش ثم جلس جواري في واضع مشابه للإستلقاء فهو يعلم اني في مثل هذه الأوقات احتاجه قريب مني لا ادري لماذا لكن لقد كان الأمر هكذا منذ الصغر كلما هبت عاصفة وكان هو بجواري فإني اهدأ اسرع واشعر بالإطمئنان ولا افقد الوعي وهذا جيد فالان فقط استريح وقد غلبني النعاس فأغمضت عيني لم يستغرق الامر الكثير من الوقت لأذهب في نوم عميق.
((ابتسم سيتو وهو ينظر الى وجه جوزيفين النائم وهو يتنهد ويقول: - اخيرا.

ثم قطب جبينه وهو يتمتم: - لقد اخذت الكثير من الوقت لكي تهدأ هذه المرة مع اني كنت بجوارها ان حالتها تسوء بلا شك
ثم بدأ يتذكر ما قالته وبدأ يشعر بالقلق هل تذكرت؟ لكن كيف لقد كانت اصغر من ان تستوعب اي شيء حينها. هناك ما يحدث وهو لا يعلمه لكن ما هو؟ ))
((بدا بيتر قلقا وهو ينظر من النافذة الى المطر ثم التفت الى دريك وقال: - انها ترعد وتبرق
رد عليه دريك: - لا تقلق فهي مع سيتو ستكون بخير
- اتمنى.

- نحن نتكلم عن سيتو انا متأكد انها بخير
قالها بثقة ثم اكمل: - اما نحن فعلينا ان ننتهي مما نحن فيه
- هل حان دورنا بعد؟
- اجل ان الشرطة يريدون استجوابنا الان
في ضيق قال بيتر: - لا ادري ما المشكلة في ان يستجوبونا غدا ليس وكأننا سنهرب مثلا
قال دريك بقلة اكتراث: - لندعهم يفعلون ما يشائون)).

استيقظت في الصباح التالي واخذت بعض الوقت لأتذكر اين انا ثم تقلبت لأجد وجه سيتو بجواري على الفراش كدت اصرخ لكني لم افعلها ولله الحمد كان نائما مما يعني انه نام بجواري ليلة امس؟!، يا الهي هذا محرج جدا فتاة بالسادسة عشر من عمرها تنام بجوار شقيقها لنقل في الرضاعة على الأقل اعدت النظر له كان تعبيره هادئا جدا فقلت: - بالتفكير في الأمر هذه هي المرة الاولى التي اراه فيه نائما.

ثم ابتسمت وقد تذكرت البارحة: - حمدا لله انك كنت معي البارحة
هنا تذكرت ما حدث البارحة وتلك الكلمات الغريبة التي تفوهت بها وتلك الصور بماذا كنت اهذي بالضبط؟ فجأة فتح سيتو عينيه واعتدل سريعا ثم نظر لي فرأني مستيقظة فقال: - كم الساعة الان؟
اجبته وانا انظر الى ساعة يدي: - السابعة صباحا
اتسعت عيناه وقال: - ستتأخرين على مدرستك!

تنهدت ان سيتو لن يتغير ابدا بينما كنت انا احلم ان اغيب يوما قاطع افكاري وهو يتجه نحو الحمام: - هل انت بخير؟
اومأت برأسي فقال: - جيد.

ثم دخل الحمام بينما كنت انا بملابس امس وقفت امام المرآه لأصفف شعري، انتهينا من تجهيز انفسنا وهبطنا مسرعين كانت الساعة قد اصبحت السابعة والنصف تقريبا خرجنا من المخزن اعني الفندق لاجد هنري في انتظارنا ويبدو عليه الإرهاق هذا رجل لم ينم البارحة بالتأكيد ركبنا على عجلة من امرنا وعلى الفور قال سيتو:
- الى مدرستها بسرعة.

وحين وصلنا هبط معي سيتو ليتكلم مع المدير حيث اني لا ارتدي الزي المدرسي ثم مر اليوم كأي يوم اخر بلا جديد لكني كنت اتعذب فقد كنت افكر طوال الوقت بماذا يمكنني ان اجد في المخزن في بيت خالي براين ففي المرة الاخيرة لم تتسنى لي الفرصة بدخوله ولقد عزمت امري على الذهاب اليوم وبمجرد ان وضعت قدمي في السيارة قلت لهنري:
- الى بيت خالي براين حالا ثم اتصل بالمنزل واخبرهم اني هناك.

فانطلق الى حيث قلت، ترجلت مسرعة الى المنزل اقتحمت المنزل ثم اسرعت على السلالم حتى وصلت الى باب المخزن وفتحته لأجد عدد لا يحصى ولا يعد من الارشيفات اتسعت عيني في ذهول وقلت:
- يا الهي لم كل هذا؟، كيف سأبحث في كل هذه الأرشيفات.

ان المكان اشبه بمتاهة من الرفوف والمكاتبات الممتلئة عن اخرها بالسجلات والارشيفات والكارثة ان المسافة بين كل مكتبة لا تزيد عن نصف متر وربما اقل لأني لم استطع الدخول بالعرض واضطررت الى القاء حقيبتي ارضا لكي اتمكن من الدخول بالطول جميل والان كيف سأبحث بين كل هذا اخذت انظر الى الأرفف عاجزة عن اتخاذ اي قرار معين حين لاحظت ان كل رف يحوي لافتة مكتوب عليها الفترة الزمنية للسجلات التي يحويها ولابد ان ابدي اعجابي ودهشتي فهناك سجلات من اكثر من قرن مضى ان لهذه العائلة تارخ اطول مما ظننت لكن هذا جيد الان يمكنني معرفة من اين ابدأ هكذا تحركت بحثا عن الارشيفات الخاصة بالتسعينات حتى وجدتها اخيرا ثم بدأت بالبحث عن ماذا؟ لا ادري لكن اي شيء له علاقة بما يحدث الان امسكت مئات السجلات ولا شيء مميز بها كانت دورتي تتكون من الاتي(امر على الارفف- ابحث- اقرأ- ارمي) وهكا استمريت لم يقرب الساعة كان بحثا سريعا لقد مللت لنتقدم قليلا لملفات احدث قليلا سرت وانا انظر الى الأرفف علني اجد شيئا مثيرا كنت اخطو على الارض حين انزاحت من تحتي فجأة فإذا بي اهوي ثم اصطدمت بشيء طلب للغاية فاهتز ثم هوى فهويت فوقه ثم وقع فوقي العديد من الأشياء الصلبة التي لا ادري كهنها فتأوهت بشدة بعد ان صرخت بالطبع فقد سقط سقطة قوية ومن على ارتفاع كبير الى حد ما كانت رأسي بخير وحين حاولت الاعتدال يبدو اني استندت على شيء لا ادري ما هو لكن في اللحظة التالية وجدت شيء اسود يسقط لى رأسي فأسرعت بوضع يدي على رأسي محاولا حمايتها.

((- ماذا؟ لا تزال في بيت الخال براين!
قالها سيتو مدهوشا ثم هتف:
- من الذي سمح لها بالذهاب هناك اصلا
جاءه الرد بصوت مرتبك من الطرف الأخر للهاتف:
- لقد ظننت.
صرخ سيتو:
- لا تظن فقط اجلبها هنا حالا يا هنري
ثم اغلق الخط وهو يتوعد لجويفين))
((تنهد هنري بعد انتهى من محادثة سيتو:
- ما كان دخلي انا من البداية مع هذه العائلة كل ذلك بسبب تلك الفتاة ستفقدني وظيفتي يوما ما.

ثم اسرع بالدخول الى المنزل بحثا عنها لقد كان هنري الوحيد من الخدم الذي يحب جوزيفين رغم غطرستها وخشونتها في التعامل ورغم انها تجلب له المصائب دائما لكنه يحب تلك الفتاة الصغيرة فعلا ربما لأنه شهدها منذ ان كانت طفلة وليد ويعلم كيف تربت وكيف كانت حياتها صعبة رغم كونها غنية لقد بلغ الان الخمسين من عمره ولكم تمنى ان تكون له ابنة مثلها لكنه لم يتزوج وليس نادما على ذلك...

بحث عن جوزيفين في المنزل فلم يجدها:
- اين هي؟
رأى باب المخزن مفتوح فدخله لكنه لم يجد احدا فيه وبعد فترة من البحث ادرك ان جوزيفين ليست في المنزل فبدأ يصيح:
- جوزيفين اين انت؟ انها حقا ليست هنا يجب ان اجدها بسرعة
ثم خرج يبحث عنها حول المنزل وفي الحديقة لكنها كانت قد اختفت فقال:
- يا الهي يجب ان اتصل بسيتو فورا
رد عليه ذلك الأخير قائلا:
- ماذا الان يا هنري؟
- سيد سيتو ان، ان جوزيفين قد اختفت
- ماذا؟

- لقد بحثت عنها في كل شبر في المنزل ولم اجدها
- اذن ابحث في المنطقة كلها انا ات حالا))
((من بين الاشجار المحيطة بذلك المنزل الضخم حاول ان يتوارى خاصتا وان الخادم ظل يبحث فترة في الحديقة ثم ضفط على ذر السماعات في اذنه ثم قال:.

- يبدو ان هناك خطب ما ذلك الخادم يتصرف بجنون اظنه يبحث عنها، اجل لقد راقبتها وهي تدخل، اجل لم تخرج، انا متأكد لذا اطلب الاذن بالإشتباك، اجل. اجل بالتأكيد كله سيكون موجودا في تقرير اليوم ثم ضغط على الذر مجددا وهو يبتسم ويغمغم:
- لقد حان وقت دخولي)).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة