قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والعشرون

- اه هذا يؤلم
احسست بذلك السائل الدافئ يسيل على قدمي، لم كل شيء اسود هكذا حاولت رفع يدي فاصطدمت بشيء يبدو انه فوقي هذا يفسر الثقل الذي اشعر به حاولت رفعه لكن الواضح انه ثقيل حقا:
- هيا يا جوزيفين تستطيعين فعلها
اخذت نفسا عميقا ثم استخدمت كلتا يداي وقدماي لأدفع ذلك الثقل:
- هيا. تزحزح. نعم، نعم.

اخيرا انزاح من فوقي واصبحت ارى السقف جيدا. سعلت بشده وانا اعتدل هذا يؤلم بشدة اكاد ابكي من الألم نظرت حولي لأدرك ان ما كلن فوقي هو عدد لا بأس به من الأرفف والملفات هكذا ازحت ما تبقى من الأوراق عني حين سمعت صوت معدني على الأرض فمددت يدي نحوه لأجده خاتم نظرت اليه بفضول:
- ماذا يفعل هذا الشيء هنا؟
رفعته امام عيني لألمح كتابة بداخله فقربته الى عيني لأرى الكلام واضح يقول مادلين فقلت:
- مادلين؟ من مادلين؟

ماذا يعني هذا بالضبط؟ اه قدمي تؤلمني بشدة وضعت الخاتم في جيبي ثم اعتدلت واقفة لأرى ما حولي بدقة وما رأيته كان مدهشا انه مكان مليئ بالمكاتب المحملة بالملفات والسجلات كأنه امتداد للمخزن. اه قدمي. اعتقد انه حان وقت النظر اليها وما رأيته لم يكن سارا على الإطلاق كان هناك الكثير من الدماء وهناك جرح ليس بصغير. بفزع اسرعت بتمزيق جزء من ثوبي ولففته حول مسط قدمي الذي كان ينزف انه يؤلمني لكن ما يقلقني هو اني لا استطيع تحريكه ولا استطيع الضغط عليه هل التوى؟ ابتلعت لعابي بصعوبة وقلت:.

- علي اولا الخروج من هنا
نظرت الى اعلى فرأيت ذلك اللوح المعدني الذي سقط منه انه لوح مثبت على قضيب يجعله حر الحركة حيث يدور في مدار دائري:
- جميل على الوصول اليه
علي الفور انتقل بصري الى المكتبات الصغيرة وقلت:
- هذا سيكون سهلا.

او هكذا ظننت ثم اسرعت اضع المكتبات فوق بعضها وكان هذا متعبا خصوصا مع كل تلك الكدمات والجروح التي تغطي جسدي وبعد ان انتهيت تسلقتهم بحذر ورغم ان قدمي تقتلني الا انني استمريت حتى وصلت الى اللوح ودفعته بيدي، لم يتحرك! دفعته مجددا بقوة لكنه لم يتحرك!، لا يمكن!، بدأت ادفعه بهستيرية لكنه لا يتزحزح. انه عالق لقد حبست. :
- لا مستحيل...

اخذت ادفعه بكل ما املك انه قديم جدا ولا يمكنني كسره بالتأكيد كنت لأن في حالة هستريا ومع ذلك اخذت افكر:
- الهاتف. اجل الهاتف
وضعت يدي في جيبي لكني لم اجده:
- اين هو؟
ثم تذكرت انني حين دخلت المخزن القيت حقيبتي وهو بها:
- اوه. لا لا لا!

عند هذه اللحظة فقد اخر خلية متزنة في عقلي واخذت اصرخ وانا احاول دفع اللوح عل احد يسمعني ومع حركاتي الحادة اختلت المكتبات التي تحملني وانهارت كلها وانا فوقها لأجد نفسي على الأرض مرة اخرى لكن هذه المرة لم اضايق نفسي بالإعتدال وانا اصيح:
- يا الهي. يا الهي، لماذا. لماذا.

ثم شرعت في البكاء انا خائفة هل سأظل هنا حتى اقضي عطشا وجوعا؟ هل سأبقى في هذا المكان المغلق الى ان اموت؟ اشتد بكائي وانا مستلقية على الأرض فقد كنت ادرك انهم مهما بحثو عني لن يجدوني ما دمت في هذا المكان.
((، هو ذا يبحث في المنزل عنها لكن لا اثر لها يبدو انها اختفت فعلا كاد يخرج حين لمح باب المخزن المفتوح فدخله وعلى الفور رأي حقيبة صغيرة فقال:
- لابد انها تخصها
فتح الحقيبة ليجد هاتفها فتنهد:.

- ان جوزيفين لا تترك هاتفها ابدا.

خصوصا بسبب شقيقه اذن ماذا يفعل هذا هنا؟ ماذا ان لم تخرج جوزيفين من المنزل؟ ماذا لو انها هنا؟ ربما هي في مكان لا تستطيع الخروج منه او سماعهم وهم يبحثون عنها نظر الى ارض المخزن ليجدها مغطاة بطبقة كثيفة من الغبار وعليها اثار اقدام واضحة فتتبع الأثار حتى وصل الى ملفات تخص فترة التسعينات فرأى ان هناك العديد من السجلات التي ازيحت من مكانها ثم وضعت بإهمال هذه بالتأكيد جويفين لقد كانت هنا لا شك وهذا يحيره ما الذي كانت تفعله هنا؟ عما كانت تبحث؟ انحنى على احد الملفات الملقاة ارضا فلاحظ ذلك الشرخ في الأرض:.

- ما هذا؟
ركز اكثر فوجد انه ليس شرخا بل هو لوح معدني مثبت يقود الى مكان ما فابتسم قائلا:
- يبدو ان لدينا شيئا مثيلا هنا
حاول دفعه بيده لكنه لم يتحرك انه عالق حاول مرة اخرى ثم قال:
- حتى لو رأته لما استطاعت فتحه
واعتدل مستعدا للرحيل حين سمع صوتا خافتا لكنه متأكد انه قد سمعه فاقترب من الأرض اكثر ليسمع صوت نحيب وشهقات خافته فاتسعت عينه وقال:
- هل يمكن؟! )).

انا هنا منذ ما يقرب من ساعة ولا امل في ان يجدني احد بكيت حتى لم اعد اشعر بعيني فظللت انتحب وأأن لماذا تقع المصائب لي؟ لماذا انا؟، كنت الأن في حالة يأس تام لم احرك ساكنا في الواقع لم اعد اهتم فقط ظللت مستلقية على الأرض.

((اخيرا فهم لم اللوح عالق وها هو يحاول دفعه وببطء استجاب اللوح حتى تحرك معظمه فنظر الى القاع ليرى منظرا لم يتخيله ورغم كونه مؤلما لكنه رأه جميلا جدا فقد كانت جوزيفين مستلقية على الأرض وقد انسدل شعرها حولها وذلك الثوب الأبيض حيث تكورت على نفسها وهي تنتحب في خوف ويأس، افاق من شروده على صوت انينها فأسرع يزيح بقية اللوح الذي اصدر صوتا رنان فسمعته جوزيفين التي ادارت رأسها وعينيها بسرعة الى مصدره وبعينين متسعين تحول اليأس الى امل وقد انفرجت شفتيها لتهتف باسمه، )).

- جين؟
قلتها بفرحة وسعادة لا يتخيلهما احد واعتدلت فقال:
- لا تتحرك سأقذف لك حبلا.
وقد فعل فأسرعت اشبث به وهو يجذبه وانا اتسلقه في نفس الوقت حتى وضعت يداي على الحواف تلك الفجوة التي خلفها اللوح ومن ثم ساعدني جين بأنه حملني حتى اصبحت على ارض المخزن كنت لازلت في حالة من الصدمة وعدم التصديق وارتميت بين ذراعيه باكية فضمني هو وقال:
- لا بأس. لا بأس
بينما اقول انا بتلعثم:
- لقد كنت خ. خائفة جدا.

- لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام
تشبثت به اكثر:
- جين لنخرج من هنا
- حسنا
ثم عاونني على القيام فتأوهت فسأل:
- ماذا هنالك؟
- قدمي انها تؤلمني بشدة
- اذن تمسكي بي جيدا
طبعا في حالتي هذه مهما كان ما سيطلبه مني كنت سأفعله فقط ليخرجني من هنا مع اني لا اتحمل جين لكن لا يمكنني ان اصف حجم سعادتي بوجوده الأن حين خرجنا الى صالة المنزل اجلسني على احد الكراسي ثم قال:.

- ابقي هنا سأتصل بسيتو وسأخرج لأوقف سيار اجرة لكي اعيدك
ثم استدار فهتفت:
- لا
- ماذا هناك يا جوزيفين؟
- لا تتركني وحدي
- لكن...
قاطعته:
- ارجوك. ارجوك لا تتركني وحدي
نظر لي في دهشة وله كل الحق فحتى انا لا افهم ما حل بي ثم قال:
- ما من خيار اذن. هيا تشبثي بي
ففعلت وعاونني على السير معه كنت امسكه كأني اخشى ان يتركني في اية لحظة فقال وكأنما علم بما افكر:
- لا تقلقي انا لن اتركك وحدك.

هكذا خرجنا من الفيلا وسرنا خلال الحديقة وقبل ان نخرج من تلك الأخيرة التفت جين خلفه فقلت:
- هل من شيء؟
- لا لقد ظننت اني سمعت حركة بين الأشجار
بعد فترة قصيرة مرت سيارة اجرة فأوقفها وساعدني على دخولها ثم ركب هو بجوار السائق واخبره العنوان لم، في غضون ربع ساعة كنا امام منزلي مد يده ليضغط على الجرس لكني استوقفته قائلة:
- جين
نظر لي متسائلا فقلت:
- ش. شكرا على انقاذي.

لا اصدق اني قلت ما قلت للتو لكنه بالفعل يستحقها حتى لو لم اكن راغبة بقولها لكن على عكس ما توقعت رد جين بوجه خال من التعابير:
- لا يجب ان تشكريني فهذا واجبي ثم كيف لا انقذ جوزيفين الدن او لا اكون احمقا حينها
لم يكن عقلي قادر على مجارته الأن فقررت تجاهله تماما يكفي اني شكرته ضغط على الجرس ففتحت احدى الخادمات الباب وحين وقع بصرها على اتسعت عيناها ثم قالت:
- لقد عدت اخير، حمدا لله انك بخير!
قلت بخشونة:.

- وهل ترينني بخير؟
فصمتت ساعدني جين على السير الى غرفة المعيشة التي يمكنك سماع الحوار الساخن الذي يدور فيها منذ لحظة دخولك المنزل فدخلتها في حين كان دريك يقول:
- هذا غير منطقي تماما يا هنري كيف اختفت من المنزل وانت بالخارج ولم تر احدا يخرج...
بالطبع لم يكمل حين رأني كان الأن الكل يرمقني وبعد فترة من الصمت كان اول من تكلم هو بيتر:
- جوزيفين!
واتجه نحوي وهو يكمل:
- اين كنت؟ هل انت بخير؟

ثم نظر الى قدمي وكاد يقول شيء لكن ديريك سبقه:
- ماذا بقدمك؟
كان يبدو قلقا في حين كان سيتو على هاتفه يأمر احدهم بالتوقف عن البحث بينما كان هنري يقف في ركن الغرفة ويبدو عليه الإرتياح، اجلسني بيتر واخذ يتفحص قدمي ويطمئن على هو ودريك لكن سيتو كان على عكسهم يكاد وجهه ينفجر من شدة الغضب وها هو البركان على وشك الإنفجار، نظر لي وقال:
- اين كنت ايتها الأنسة؟

بصوت لا يسمح بالمناقشة ولا التأليف للأسف فحكيت له كل ما حدث حتى وصلت الى هنا فقال:
- اذن انت فقط لم تذهبي دون اذن بل وتركت هاتفك واقلقتنا جميعا والكارثة انه كان يمكن ان تموتي دون ان يدري احد!
كان الأن يصرخ في:
- هل تدركين حجم الخطر الذي وضعت فيه نفسك؟ كم تسبب تصرفك هذا من قلق وخوف؟ هل تدركين كم نعاني هنا وانت تلهين وتسببين المشاكل؟
نظرت الى الأرض ولم ارد:
- اتصمتين الان؟
قلت بخفوت:
- انا. اسفة.

- لا انت لست كذلك على الإطلاق، ثم ماذا كنت تفعلين في منزل الخال براين اصلا؟
لم ارد وكيف افعل؟ لا استطيع اخبارهم فقال محذرا:
- جوزيفين؟
ولما اصررت على صمتي رفع يده ليصفعني فأغمضت عيني لكن الصفعة لم تأت ففتحتها مجددا لأجده يقول:
- سيكون عقابك هذه المرة مختلفا
ثم تذكر شيئا فنظر الى هنري وقال بغضب:
- وانت لم اوصلتها الى هناك اساسا مع تأكيدي عليك اكثر من مرة ان تأت بها مباشرة الى هنا
- لقد ظننت...

قاطعه سيتو في غضب:
- انت لست هنا لتظن انت هنا لتستمع الى الأوامر وتنفذها فقط
قال هنري بوجه متأسف:
- انا شديد الأسف لم حدث سيد سيتو، لن يتكرر مجددا
ان هنري يتحمل بسببي الكثير حقا هنا قال سيتو:
- نعم لن يتكرر مجددا، انا الذي أأسف لهذا يا هنري من الأن وصاعدا انت مفصول عن العمل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة