قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والعشرون

- لا ارجوك يا سيتو لا تفعل
قلتها في هلع فقال وهو بلهجة لا تقبل النقاش:
- كفي عن هذا ان الأمر منتهي
لكني لم اكن لأتوقف وانا اعلم انه لم يكن خطأ هنري من الأساس:
- لا ارجوك انا اسفة لن اكرر ذلك ثانية اعدك بهذا لكن ارجوك ان هنري لم يفعل شيئا ان الأمر كله خطأي لذا ارجوك يا سيتو لا تفعل هذا.

كان الأن وجهي مليء بالدموع ان اعصابي لم تكن تحتمل هذا بالتأكيد نظر لي في دهشة فهو يعلم كم اكره ان ابكي امامه هو بالذات فقال:
- لن افصله لكنه لن يكون سائقك بعد الأن
اومأت برأسي في استسلام تنهد سيتو ثم قال بعد ان هدأ قليلا:
- اما الان اريني قدمك
فككت القماش الذي عقته عليها فأصبح الجرح ظاهرا كان يؤلمني حقا نظر لي سيتو في قلق وسأل:
- هل تستطيعين السير عليها؟
- لا.

عقد حاجبيه وامر احد الخدم بالإتصال بطبيب ليأت الى هنا، استأذن هنري وخرج من الغرفة بينما قال سيتو لجين الذي شاهد هذا كله في صمت:
- شكرا على انقاذها يا جين
وقال بيتر:
- لقد اثقلنا عليك.

ابتسم جين ورد على عبارات الثناء والشكر ثم اعلن انه يجب ان يرحل لكنه قبل ان يرحل رمقني بنظرة غريبة والتي لم تكن مريحة بعدها بدقائق معدودة جاء الطبيب والذ هو بالمناسبة الطبيب الخاص بالعائلة ويدعى اندرسون وفحص قدمي بعد ان حركها في كل قدمي اخبرنا انه لا داع للذهاب الى المستشفى فسأل بيتر في قلق:
- اتعني انها بخير؟
رد اندرسون:.

- بالإضافة الى الجرح الواضح على مشط القدم فهو ملتوي اعتقد انها محظوظة فلو كانت السقطة التي سقطتها كما وصفت فهذه اقل الأضرار
ثم ضمد قدمي وامرني ان اريح قدمي اغلب الوقت وعدم التحرك كثير حتى يلتأم الجرح فسألته ما كان يجول بخاطري لفترة:
- اذن لا استطيع الذهاب الى المدرسة؟
ابتسم وقال:
- من قال هذا؟ انه مجرد التواء وليس كسر.

حتى هذا لا استطيع الحصول عليه، بعد ان انهى اندرسون حديثه مع سيتو رحل وتم نقلي الى غرفتي اخيرا اصبحت وحدي استلقيت بحذر على الفراش وحاولت النوم لكن كيف يأتي النوم وهناك الكثير مما يحيرني خصوصا ما ذلك المكان الذي وقعت فيه ولماذا يوجد مثل هذا المكان؟، بعد الكثير من التفكير و الأسئلة وعدم توافر الإجابات اعتقد اني نمت في الصباح التالى استيقظت وقد نسيت كل ما كنت افكر فيه البارحة كنت لا ازال ارتدي الزي المدرسي منذ البارحة فنظرت الى المرآه فلم يبدو الأمر سيئا حاولت الوقوف على قدمي لكن الأمر فشل خرجت من غرفتي وانا اسير على اطراف اصابعي حتى وصلت الى مائدة الإفطار فوجدت بيتر ودريك لكن سيتو لم يكن موجودا فجلست وانا اسألهما:.

- اين سيتو؟
فرد على دريك:
- لقد ذهب الى عمله
- مبكرا هكذا؟ غريب
التهمت افطاري ثم اعلنت اني ذاهبة الى المدرسة خرجت فوجدت السيارة في انتظاري فركبت وتحركت ثم سمعت من يقول:
- مرحبا انسة جوزيفين سأكون من اليو.
قلت:
- انت لست هنري!
تذكرت ما فاله سيتو البارحة لكني ظننت ان الأمر سيأخذ وقتا حتى يجد لي سائق اخر قاطع افكاري صوت السائق يقول:
- لا ليس هو انا ادعى كيفين سأكون سائقك الجديد.

نظرت له في ضيق وتجاهلته حتى وصلنا الى المدرسة فترجلت، كنت اسير في الممر وإذا بكل طالب وطالبة يحدقون بي اما في تشف او شفقة وكلاهما لا اريد لكني تجاهلت كل هذا حتى وصلت الى الفصل واتجهت نحو مقعدي فأتتني كاثرين وهي تقول بقلق:
- جوزيفين ماذا حدث؟
- ماذا تتوقعين؟ انه حظي التعيس
جلست امامي وقالت وهي تنظر الى الطلاب حولنا:
- رائع لقد اعطيتي الحمقى موضوعا يتكلمون فيه.

ثم تحدثنا قليلا حتى رن الجرس فعادت الى مقعدها، رن جرس الإستراحة فقلت:
- اخيرا
اتجهت نحو العيادة ان قدمي تؤلمني قليلا لذا سأذهب الى حيث ريتشارد وحين وصلت الى العيادة لم اطرقه بل فتحته مباشرة لأرى ريتشارد يغلق درج المكتب بقوة وهو ينظر لي ثم قال بإرتباك:
- لا تفاجئيني هكذا يا جوزيفين اطرقي الباب اولا
ثم وقع بصره على قدمي فقال:
- ماذا حدث؟
جلست على كرسي وقلت:
- قصة طويلة لكنها تؤلمني فجئت الى هنا.

نظر اليها وقال:
- تبدو مضمدة بعناية, حسنا سأتي ببعض المسكنات ذهب الى الصيدلية واختفى عن مرئاي فنظرت الى الدرج بفضول ولم استطع ان اتمالك نفسي ففتحته فقط لأرى شيئا مألوفا للغاية انه خاتم صغير امسكته بيدين مرتجفتين:
- ما. ما هذا؟

نظرت داخله لأجد ذات الأسم منقوش عليه مادلين اتسعت عيناي ووضعت يدي في جيبي لأخرج الخاتم الأخر ونظرت اليهما معا، انهما متطابقان!، ما الذي اتى ب، سمعت صوت خطوات تقترب فأغلقت الدرج بهدوء وعندما اصبح ريتشارد امامي نظرت له في ذهول ورحلت مسرعة دون ان امنحه فرصة للتحدث.

(( وقف ريتشارد مدهوشا لا يفهم شيئا على الإطلاق وضع المسكنات التي كان قد جلبها على المكتب فحانت منه التفاته الى المكتب فلاحظ انه غير مقلف بعانية وهو واثق انه اغلقه بعنف حين دخلت جوزيفين ثم تذكر كيف نظرت له قبل ان تنصرف فتنهد وجلس قائلا:
- اذن فقد رأته لكن هل يعني ذلك انها تعرف شيئا؟ )).

جلست على مقعدي في حيرة ودهشة شديدين ماذا يفعل ذلك الخاتم لدى ريتشارد بل كيف حصل عليه ثم انه يطابق الذي معي ما معنى هذا؟ لقد وجدت الأول في بيت الخال براين فهل يعني ذلك ان ريتشارد له علاقة بعائلة الدن؟ له علاقة بما يحدث حاليا؟ ماذا عن حالات القتل؟ ايكون هو القاتل؟ ارتجفت من هول الفكرة قلت وانا احاول تناسي تلك الفكرة:
- لا مستحيل ان يكون هو اعني ما الدافع؟

لكن ماذا ان كان هناك واحد وانا فقط لا اعلم؟ هززت رأسي بعنف، كفي عن هذه السخافات يا جوزيفين اخرجني صوت احدى الطالبات من افكاري فقد كان مرتفعا جدا والتي كانت تقول شيئا عن ان يوجين يتغيب كثيرا، هممم هذا صحيح انا لم اره منذ فترة هذا افضل, رن الجرس فعاد الطلاب والطريف ان الحصة التالية كانت دراسة ذاتيه لكني لم امتلك الوقت لأستمتع بذلك حيث دخل الفصل طالب ثم قال:
- هل جوزيفين الدن هنا؟
رفعت يدي فقال:.

- المدير يريدك
ثم رحل، جميل ماذا فعلت هذه المرة؟ راجعت نفسي محاولة تذكر اي شيء لكن لا فائدة انا لم افعل شيئا منذ فترة فماذا يريد؟ ثم هذا يعني ان اهبط السلالم وقدمي تؤلمني. بكل غل اتجهت الى مكتب المدير رفعت يدي لأطرق الباب.

(( حين سمع صوت طرقات على الباب توتر فهو يعلم ان هذا اما طالب او مدرس ولا يمكن لأحد ان يراه هنا يعبث في هذه الأوراق في نفس الوقت هو لا يملك الوقت الكافي لإخفائها فأخذ الحل الأسلم واسرع نحو غرفة السكرتارية ))
دخلت فلم اجد احدا في المكتب قلت بضيق:
- ذلك المغفل استدعاني وهو غير موجود
جلست على احد الكراسي المجاورة للمكتب وانا اقول بحنق:
- هل يعتقد اننا خدم يستدعهم وقت ما يريد ثم يتركهم ينتظرون.

ركلت المكتب في غيظ فوقعت بعض الأوراق على الأرض فالتقطه ونظرت اليه وانا اعيده الى المكتب فقلت:
- هذا ملف احد الطلاب الذين انتقلوا هذه السنة
غريب ما الذي يفعله المدير بهذا الأن نظرت الى المكتب لأجد العديد من ملفات الطلاب الذين انتقلوا هذه السنة ومن بينهم كان ملفي مفتوح على مصرعيه واوراقه متناثرة الى حد ما فقلت:
- هل هناك خطأ في اوراقي؟ الهذا طلبني؟

امسكته وقلبت في اوراقه فضولا فلا اظن انه لو كان هناك خطأ بالفعل فأنا قادرة على اكتشافه كدت اعيده مكانه حين قرأت تاريخ طلب الإنتقال فإذا به العاشر من يوليو (10 7) لكن هذا مستحيل فاليوم الذي قدمت طلبي كان السابع والعشرون من اغسطس (27 8) كيف حدث هذا؟ هل هي غلطة؟ لكن حتى وان كانت هل هذا ما استدعاني لأجله اعني كيف اكتشفها وهو لا يعلم متى تقدمت بالفعل لا اتصور انه يحفظ تاريخ كل شخص انتقل لهذه المدرسة هذا العام ماذا ان لم يكن الأمر مجرد خطأ؟ كيف يتم تسجيل دخولي الى المدرسة قبل ما يقرب الشهرين من حدوثه فعلا؟ الهذا لم اواجه اي مشكلة في الإنتقال رغم ان المعاد الرسمي لتقديم كان قد انتهى؟ ربما انا ابالغ ربما الأمر مجرد خطأ قام به احدهم دون ان يقصد لكن حياتي في الأونة الأخيرة لم تعد تحتمل اي تلاعب من اي نوع او اي خطأ لقد اصبح كل شيء بالنسبة لي مريبا وما امامي مريب قلت:.

- فقط ما خطب حياتي هذه؟

((كان يسمع كل ما تقول ويرى ما تفعل الأن هو يشعر بالندم لترك الملفات هكذا تنهد في انزعاج فقد يقودها ما علمته اليه ما الذي سيخبرها به ان علمت من هو حقا؟ كيف ستكون ردة فعلها؟ لكن لم يكن ذلك فقط ما يشغل باله فقد كانت جملتها الأخيرة ما جعلته يتساءل ما الذي تقصده بحياتها هل بدأ في تنفيذ خطته نعم هو قد سمع بموت خالها وابنه وان كان قد توقع بموتهم كما توقعوا هم، سمع صوت الباب يفتح ويغلق لقد خرجت جوزيفين وبقي هو يفكر ماذا يجب ان يفعل؟ )).

كنت اشعر بالغيظ لأن ذلك المدير لم يأت ابدا كما ان ما رأيته بالداخل قد ملئني بالتساؤل وكأنني كنت احتاج المزيد من الأسئلة على كل اسرعت نحو الفصل لأخذ حقيبتي ثم خرجت انا وكاثرين من المدرسة كنا نثرثر حين رأيت السيارة وذلك السائق الذي لا اذكر اسمه فقلت لكاثرين وانا امسك يدها:
- نحن ذاهبون للتسوق
ابتسمت وقالت:
- تعلمين انك لو تأخرت ربع ساعة واحدة فستبحث عنك المدينة كلها.

- لا تقلقي سأبعث رسالة الى دريك اخبره اني ذاهبة للتسوق
نظرت لي كاثرين بحنق:
- ستبعثين رسالة الى الشخص الوحيد الذي لا يفتح هاتفه لكثرة الرسائل ولا يملك اي سلطة فعلية في منزلك
- وهذا هو بيت القصيد.

كان السبب في تغير الخطط المفاجئ هذا هو السائق فمعنى عدم توصيلي الى المنزل في الموعد انه قد يفقد وظيفته او شيء كهذا نعم اعلم انه لا ذنب له لكن لا ازال غاضبة على ما فعله سيتو ولابد ان افرغ هذا على احدهم وهذا السائق امامي فلا تلوموني لقد اخبرت دريك على اية حال وربما يكون السائق محظوظا واعود قبل ان يخبر دريك سيتو.

((في مثل هذا الوقت كان دريك جالسا في احد المقاهي يتحدث الى فتاة حسناء حين وصلته رسالة لكنه لم يأبه بالنظر الى هاتفه وقالت الفتاة:
- الن ترى الرسالة؟
- دعيكي مما لا يهم فما يهمني الأن هو انت. )).

وقفت انا وكاثرين نتحدث منتظرين القطار الذي سيقلنا الى حيث المركز التجاري. ها هو القطار يقترب من المحطة حين شعرت بمن يدفعني بقوة الى الأمام لأجد نفسي امام القضبان الحديدة والعكاز في يدي. لم استطع التحرك بل لم استطع الرمش من الصدمة كل ما افكنني فعله هو التحديق في القطار الذ اصبح على قيد مترين مني اسمع الصراخ حولي لكني لا افهم كل ما افهمه هو ان هذه المرة لا مفر إن الموت قادم لا محالة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة