قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والثلاثون

في الصباح التالي لم يكن هناك من يوقظني حتى دريك لم يفعل قمت متأخرة قليلا وحين هبطت السلالم نظرت الى المائدة فلم اجد افطارا معدا ولم ارى اخوتي في اي مكان، لا يوجد خدم بالطبع، ابتسمت بمرارة وانا اتذكر كيف قلت بكل فخر ليوجين الا تعلم من انا؟ انا جوزيفين جون الدن، ربما هو يضحك الأن لم وصل اليه حالي، نظرت الى الطاولة بجواري لأرى جريدة فأمسكتها اتطلع العناوين الرئيسية وقد تصدرها خبر لفلاس فرع الشركة الذي يديره سيتو كما تم اغلاق الفرع تماما قذفت بالجريدة على الطاولة وانا اغلي الأن لا يوجد شخص على الأرض لا يعلم اننا افلسنا، شهرت بمن يضع يده على كتفي فارتعدت واستدرت بحركة حادة لأرى هنري فقلت بدهشة:.

- هنري!
- نعم
قالها مبتسما فرددت بدهشة:
- ماذا تفعل هنا؟
- اتعنين لماذا لم ارحل كباقي الخدم؟
اومأت برأسي وانا اقول:
- لقد افلسنا لم يعد لندفع اجور الخدم بل اننا لا نكاد نملك المال الكافي لسد حاجاتنا
ابتسم مشفقا وقال:.

- لقد خدمت هذه العائلة لثلاثة عقود وكان يمكن ان استقيل منذ فترة طويلة لكني لم افعل ولن افعل انا لم اخدم هنا لأجل المال ربما في البداية لكن بعد مقابلة السيدة اجنس انا اشعر اني انتمي لهذه العائلة خصوصا وانه لم يبق لي في العمر الكثير وقد قررت ان اقضي الباقي منه مخلصا لهذه العائلة
ابتسمت:
- شكرا
ثم تذكرت فقلت:
- اتعرف اين اخوتي؟

- اوه اجل لقد تغيب كل من السيد بيتر والسيد دريك عن الجامعة للبحث عن عمل وكذلك فعل السيد سيتو
اذن الكل يبحث عن العمل طبعا بيتر ودريك سيبحثون عن عمل بدوام جزئي بسبب الجامعة اما سيتو فحالة مختلفة لابد وانه يبحث عن وظيفة جديدة بينما انا عائل عليهم بلا فائدة لي اطلاقا تنهدت وقلت:
- عمل ها؟
ثم قلت وانا انظر الى ساعتي:
- لقد تأخرت
فوجدت هنري يقول:
- علينا ان نسرع اذن
نظرت اليه مستعجبة:.

- انت سائق ونحن لا نملك سيارة
- لا بأس سأرافقك الى المدرسة سيرا. وقبل ان انسى لقد ترك لك سيتو هذا
قالها وهو يعطيني بعض المال في يدي وهو يكمل:
- قال هذا لأجل غدائك
نظرت الى المال في تعجب ولم اعلق. على كل ذهبنا الى المدرسة سيرا وكانت هذه هي المرة الأولى الت اسير فيها الى المدرسة وسيتو راضيا عن فعلتي اليس هذا مثيرا للسخرية؟

عند بوابة المدرسة وقبل رحيل هنري كان الطلاب ينظرون لي بل ان نظراتهم تكاد تخترقني وبمجرد ان دخلت الى المبنى تحول الأمر الى جحيم حقيقي. النظرات تزداد جرأة. والهمسات تتعالى حتى وقفت امامي احدى الفتيات الاتي كن يزعجنني وقالت:
- انظروا من لها وجه لتظهر به هنا، صاحبة اكبر فضيحة لهذا العام المفلسة جوزيفين
لن ارد سأتحمل هذه الإهانات فأنا في وضع حساس سيجعل المشاكل تزداد على إخوتي لكنه الفتاة لم تخرس:.

- ام هل ينبغي ان احني احتراما للأنسة جوزيفين الدن
تحملي يا جوزيفين تحملي لا داعي للعنف حاولت متابعة سيري حين سمعتها تقول:
- اتخشين النظر الينا بعد الفضيحة او بالأحرى ما نتج عن ادارة فاشلة من اخوك للشركة
فلتقل ما تشاء عني لكن عن اخوتي انا لا اقبل لذا لم اتمالك نفسي ورددت بلهجة منذرة:
- اجرئي على قول شيء اخر عن اخوتي وسوف تندمين
قالت بإستخفاف:.

- وماذا يمكنك ان تفعلي؟ اما بالنسبة لشقيقك فهو فاشل بل هو افشل ما رأته الأمه في ادارة الأعمال
هنا طار صوابي لم يكن رد فعلي شفهيا للأسف لقد تحرك جسدي قبل عقلي ولم ادرك ما فعلت إلا وهي امامي تصرخ بطريقة مبالغة فيها على الأرض. انا لم اركلها بقوة في الواقع كانت ركلة خفيفة لكنها تبالغ فقلت وقد قررت ان هذا يكفي:
- لقد حذرتك
رفعت عيني عنها لأكمل طريقي حين التقت عيني بزوج من العيون الرمادية فقلت بإرتباك:.

- ج. جين.
كانت الفتاة قد اعتدلت وعلى وشك مهاجمتي لكن جين اوقفها:
- توقفي
ثم نظر لي وتابع:
- اما انت فالمدير يريدك بعد انتهاء اليوم الدراسي.

ثم رحل هكذا بكل بساطة، لم يقف معي بل ربما ضدي. والأكثر ازعاجا ان ذلك يجعلني اشعر بغصة في حلقي لقد اصبح جين يزعجني بحق في الأيام الأخيرة. ذهبت الى الفصل ودخلت كان صاخبا لكن بمجرد دخولي عم الصمت المكان واخذ الكل يرمقني حتى جلست في مقعدي ثم جلس بجواري يوجين رائع هذا ما كان ينقصني، لكنه لم يقل شيئا. حسنا هذا غريب وغير متوقع على كل لقد اراحني هذا، اعدت النظر امامي لأجد كاثرين في مقابلتي وعلى وجهها بدا الغضب الشديد فقلت:.

- ماذا؟
- ان كنت تمرين بمشكلة بهذا الحجم فعلى الأقل اخبريني انا صديقتك
ابتسمت وقلت بمرارة:
- انا لم اعلم سوى البارحة
نظرت لي بدهشة ثم تنهدت:
- على كل حال ان احتجت اي مساعدة فلا تترددي في طلبها ابدا.

اومأت برأسي قبل ان يقاطعنا صوت الجرس معلنا بداية الحصص، مضى الوقت واتت الإستراحة اخيرا ولكي اتجاهل كل هذه العيون التي تحدق بي قررت ان امضي استراحتي وحدي في سقف المدرسة لكن كما يبدو ان وحدي كانت امنية صعبة المنال فقد رن صوت يوجين قائلا:
- الثرية جوزيفين جون الدن اتذكرين كيف قلتها لي بكل فخر
اجبت دون ان التفت له:
- يوجين اغرب عن وجهي
شعرت به يقف جواري مستندا الى سور السقف:.

- ما الذي يمكن ان تهدديني به الأن؟ بعد افلاسك لا يمكنك منعي لم تعد تملكين النفوذ لفعل ذلك. بالمناسبة لقد اعاد المدير النظر في فصلي من المدرسة ويبدو انه لن يتم مما يعني اني سأكون هنا السنة القادمة
نظرت له في دهشة لم تلبث ان تحولت الى غضب فقال وهو يمد يده نحوي ويمسك بإحدى خصلات شعري:
- لا تظهري هذا الوجه ان المال يفعل الكثير
دفعت يده جانبا في غضب:.

- ابعد يدك هذه عني، اذا كنت قد اتيت لتذهب ولا تحاول ان تختبر صبري كثيرا
ابتسم في لزوجة:
- مهلا مهلا لم أأت لأسبب المشاكل بل اتيت لأني اريدك ان تري شيئا
- شيئا مثل ماذا؟
- ستعلمين حين تأتين.

لا ادري لماذا خلقت بكل هذا الفضول لكني لم استطع مقاومته(الفضول). انا بلهاء كيف اثق انه لن يكرر فعلته؟ تقدمني يوجين وهبط السلالم فتبعته فلحقته والفضول يلتهمني كنا نستخدم السلم الخلفي مما يعني اننا سنهبط خلف المبنى. انتهت السلالم الى حيث المخرج وخرج يوجين وانا اتبعه. بمجرد ان التفت الى حيث ينظر علمت لم جلبني هنا لم يكن بحاجة لأن يقول شيئا لقد كان المنظر كافيا واضحا ودون ان ادري خرجت مني شهقة سرعان ما جعلتني اضع يدي على فمي. امامي وقف جين والكس. كان جين يقبلها ان شئنا الدقة لاحظ جين وجودي لكنها لم تفعل. اذا كان هذا ما اراد يوجين ان يريني اياه فهذا يعني انهم هكذا منذ فترة لا بأس بها في هذه اللحظة لا ادري ما حل بي. الكثير من المشاعر الممتزجة لكن الألم الذي يتنامى في صدري قد تغلب على كل ما سواه فاستدرت واخذت اعدو دون تفكير او تحديد اتجاه عدوت حتى شعرت بجسدي يحتج طلبا للراحة جلست في مكان لا اذكر ماهيته بالضبط واخذت اشهق بعنف والذي تحول بعدها الى بكاء. لماذا ابكي؟ ليس هناك ما يستحق البكاء فعلا لكني كلما تذكرت ما رأيت يتعالى انيني. تأملت حالى غير مصدقة وانا اهمس لنفسي:.

- هل يمكن؟ هل يمكن اني وقعت في حبه؟
وقبل ان احاول نفي الفكرة قاطعني صوت غاضب يقول:
- حب من يا جوزيفين؟ حب من؟
((رأى جين جوزيفين تشهق ثم تركض مبتعدة فترك الكس واسرع يحاول اللحاق بها وحين مر بيوجين توقف وقال:
- انت من جلبها هنا؟ ما هو مبتغاك بالضبط؟ ان كان المال او السلطة فقد فقدت كلاهما
ابتسم يوجين واجاب:
- لا لم اعد اهتم لذلك لقد اصبحت هي محط اهتمامي
فرد جين:
- لا تقل لي انك.

اومأ يوجين برأسه فنظر لي جين بإشمئزاز وكراهيه وقال:
- سنتابع هذا فيما بعد
وانطلق يعدو محاولا اللحاق بجوزيفين ومن خلفه يوجين يقول:
- اراهن اننا سنفعل))
رمقني جين بنظراته المتسائلة الغاضبة بينما تأكدت انا انه لم يرني ابكي وقلت بخشونة:
- لا دخل لك
- اهو يوجين؟
قلت بعنف:
- قلت لا دخل لك!
ثم استدرت لأرحل فقال:
- اتمنى الا تكوني قد نسيت انه اعتدى عليك
هنا انفجرت انا:.

- اتقول هذا لي؟ انظر الى نفسك كيف تفسر الموقف الذي رأيتك فيه منذ قليل؟
صمت فقلت:
- هذا ما اعتقدته انا ايضا
بدأت اتحرك لكنه قال:
- الأمر ليس كما يبدو
رفعت حاجباي في استنكار فتابع:
- ان ما رأيته ليس كما يبدو
- وهل فيما رأيت شيء ليس كما يبدو؟ لقد كنت تقبلها لا يهمني السبب المهم انك كنت تفعل
- اهدأي يا جوزيفين
مما جعلني اصرخ قائلة:
- من انت لتقول لي اهدئي بعد كل ما حدث فقط اخرس يا جين.

واستدرت وانا اعتزم على الرحيل لكنه استوقفني للمرة الثالثة جاذبا ذراعي:
- من قال بأنه يمكنك الرحيل هكذا
ثم دفعني الى الحائط مثبتا اياي اليه. تبا انه قوي جدا:
- جين ابتعد عني
امسك ذقني بقوة فقلت:
- ماذا تظن نفسك فاعل؟
- فقط استمعي لم اقول ما حدث ليس كما يبدو وستعلمين الحقيقة عما قريب فلم لا يمكنك الإنتظار صامتة الى ان يحين الوقت
شعرت بالرعب من كلماته هذه خصوصا مع طريقته انها ثالث مرة اره فيها هكذا:.

- ولا تصدقي كل ما يقوله يوجين
عندما نطق اسم يوجين تذكرت امرا فقلت:
- اوليس ما تفعله مخالفا لشروط اللعبة؟
نظر لي في دهشة وتركني فهتفت:
- اخيرا
لكني وجته يقول:
- انا حقا عاجز عن فهمك. انت تجعلين من الصعب على قرأة الأمور
ثم ابتسم واكمل بطريقة غريبة:
- على كل حال تلك الشروط كانت عليك انت فقط لم يقل احد ان على الإمتثال لها.

قالها وهو يداعب شعري قبل ان يلف بعض خصلاته حول اصبعه- ملاحظة لنفسي من الواضح ان شعري جذاب جدا- ثم ابتسم بخبث:
- اليس كذلك؟
اتسعت عيناي وانا اتذكر ما قاله لي ذلك اليوم. انه محق كيف لم افطن لهذا من قبل؟ فزمجرت:
- كيف تجرؤ.
اتسعت ابتسامته وانحنى نحوي وهمس:
- لقد وافقتي وانتهى الأمر
لا ادري لماذا لكن ابتسامته لا تريحين على الإطلاق لكنه اكمل وهو ينحني اكثر:.

- وان كان الأمر يزعجكي لهذه الدرجة اذن على الإعتذار بطريقة ملائمة
ثم انحنى بحركة حادة نحوي لتلامس شفتاي شفتاه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة