قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والثلاثون

كنت في حالة ذهول تام، وقفت متسعة العينين لم اتحرك لم اقاوم بل تصلبت كالحجر ثم انه حين ابتعد عني وضع اصبعه على شفتي وقال:
- هذه هي الثانية
رفع ناظريه لي وقال:
- فقط تذكري انت لاتزالين ملكي وستظلين ما دامت هذه اللعبة قائمة بيننا
ثم تركني حيث انا وذهب دون اي تفسير اما انا فتهاويت على المقعد ووضعت يدي على وجهي اتحسس شفتي غير مصدقة ما حدث للتو:
- ك. كيف يجرؤ؟

المشكلة في كل هذا ان هناك شعورا من الرضا تنامى داخلي. القليل منه فقط،! ما الذي افكر فيه؟ هذه السنة ستصيبني بالجنون، اسرعت انفض الأمر عن رأسي وانا اقول:
- سأجعله يندم.

رن الجرس معلنا انتهاء الإستراحة مما يعني اني سأتأخر في الوصول الى الفصل فركت لكن هذا لم يشكل فارقا فعندما وصلت الى الفصل كانوا قد بدأ منذ ما يقرب من ربع ساعة على الأقل دخلت لأجد الجميع يحدق بي. ماذا؟ هذه ليست المرة الأولى التي اتأخر فيها، جلست في مكاني بهدوء فقال المدرس:
- والأن لنعد الأمر من جديد ليصل للجميع، انتم اتفقتم على المسرحية وعلى ادوار التمثيل، دورة البطلة ستأديه جوزيفين.

حين سمعت هذا قلت بإستنكار:
- ماذا؟
فرد على قائلا:
- اسف لكن الفصل اجمع على اعطائك هذا الدور
بسخط قلت:
- كيف يحدث هذا دون موافقتي
هنا قالت احدى الطالبات:
- نحن نعتقد انك الأنسب لتأدية هذا الدور
رددت بسخرية:
- منذ متى تعرفون اني ممثلة مسرحية؟
- لم اعني هذا بل عنيت الدور انه لفتاة غنية ثم صارت فقيرة.

تلك ال، وقبل ان افكر في رد كان الفصل قد انفجر ضاحكا، في حين نظرت لي كاثرين وحركت شفتيها بمعنى اسفة فهززت رأسي ان لا بأس فتابع المدرس:
- وقد تطوع يوجين لأداء دور البطل.

ماذا؟! ايمزحون معي؟ من بين كل الناس هو! كنت منزعجة جدا الأن وحين رأيت القصة والنص الذي على حفظه يوضعان امامي كدت امزقه. متى ينتهي هذا الكابوس. لكني سأهدأ وسأتظاهر بالبرود حتى لا اجعل الأمر اسوء، انتظرت انتهاء اليوم الدراسي بفارغ الصبر وحين رن الجرس كنت اول من يخرج وانطلقت اعدو كالصاروخ خارج المدرسة لماذا؟ لأن اليوم سأقابل صديق ريتشارد لذا على ان اسرع لقد اتصلت بهنري واخبرته اني سأعود وحدي هكذا اضمن الا يقلبوا الدنيا بحثا عني، تبعت العنوان الذي اعطانيه الرجل حتى وجدت نفسي امام بناية قديمة بعض الشيء فقلت:.

- اذن هو يعيش هنا.

صعدت السلالم بمعجزة فقد كانت قديمة ومحطمة وكدت اتعثر فيها مرتين لكن وبحمد الله استطعت الوصول الى الشقة، اخذت نفسا عميقا ثم بحثت عن جرس فلم اجد فطرقت الباب مرة. ثم اخرى. ثم اخرى لماذا لا يجيب؟ لا تقل لي انه ليس هنا، فكرت في الرحيل وانا اجتر غيضي وحنقي لكني رأيت الباب يهتز ثم يفتح ليقف امامي رجل في اواخر الثلاثين اعتقد رث الثياب نامي الذقن كثير الشعر يرتدي منظارا طبي فرفعت حاجبي وقلت بلهجة من ارتكب خطأ:.

- اسفه لقد اخطأت الشقة
واستدرت لأرحل لكنه قال بصوت فيه بحة محببة للسامع:
- جوزيفين؟
فتوقفت فأكمل:
- اليس كذلك؟
نظرت اليه قائلة:
- لا اصدق انت هو صديق ريتشارد؟
هز رأسه اي نعم حسنا لن اعلق على شيء، اشار لي بالدخول ففعلت، كانت هناك صالة ضيقة تحتوي على طاولة فقط فجلست ارضا بجوار الطاولة فوقف امامي وسأل:
- اتريدين شيئا لتشربيه؟
صمت للحظة اتذكر فيها ادابي ثم قلت:
- لا شكرا.

بعد رؤية المنزل هكذا اظن اني لا اريد شيئا حتى لو كنت سأموت عطشا كل ما اريده هو المعلومات لأرحل بأقصى سرعة من هنا فقلت:
- فقط هل يمكنك اعطائي ما انا هنا لأجله فليس لدي الكثير من الوقت
جلس في مواجهتي وتثائب وهو يقول:
- لقد قال انك عجولة ايضا
عقدت حاجباي في ضيق:
- على كل حال انا اريد ما اخبرك به او اعطاك اياه
تنهد والقى إلى مظروف لا ادري من اين اخرجه وهو يقول:
- هذا ما تركه
امسكت المظروف بإهتمام وقلت:.

- هذا هو اذن، لماذا تركه لديك انت؟
قال بلا مبالاه:
- هذا امر يسأل هو عليه وليس انا
قلت وانا اقوم لأرحل:
- حسنا شكرا
واستدرت متجه نحو الباب لكنه اوقفني قائلا:
- جوزيفين
ادرت رأسي نحوه دون ان اتحرك:
- ماذا؟
- خذي الحذر
رفعت حاجبي في تساؤل فتابع:
- اشعر انك مقبلة على امر خطر
ابتسمت بمراره وقلت:
- لقد فات اوان هذا الحذير
- فقط خذي الحذر فهناك من يعلقون امالهم عليكي كما يتمنون ان تظلي حيه بعد كل هذا.

نظرت اليه بتعجب، انه يتكلم كما لو كان يعلم شيئا عني، نظرت اليه في حيرة ثم قلت ببطء:
- على كل انا ذاهبة
خرجت من الشقة وانا اسمعه يقول:
- وقحة جدا كما قال
مما جعلني اصفق الباب ثم هبط السلالم وانا اسرع حتى لا يشعر اخوتي بغيابي كما اني لا احب هذه المنطقة تبدو لي مقر عصابات وذلك الرجل لا يطاق كيف يكون صديق ريتشارد انهما مختلفان تماما:
- عموما لا يهم.

تمشيت قليلا ثم، ماذا الأن؟ لم يلاحقني هذا الرجل؟ منذ خرجت من البناية وهو خلفي لكن لماذا؟ اهو شخص تابع للقاتل؟، هل القاتل بهذا الغباء ليحاول مرة اخرى بنفس الطريقة بعدما فشلت؟ ربما يجب على ان اسرع الأن واترك التفكير لاحقا. اتجهت الى الشارع الرئيسي لكن المشكلة ان اقصر طريق الى الشارع الرئيسي تمر بأخر جانبي وهو يعني كارثة اي شيء قد يحدث في ذلك الشارع الجانبي لكن ماذا افعل؟ على اخذ هذه المخاطرة، بمجرد ان خطوت بضع خطوات في الشارع خرج رجلان من مكان ما متجهين نحوي فنظرت خلفي لأجد رجلين فعدت بنظري الى الذين امامي لأرى احدهم يخرج سكينا محاولا اخافتي. انا يخيفني بسكين؟! لابد انهم يمزحون، هذا ما كان ينقصني وقبل ان يقول احدهم شيئا قلت:.

- ليس معي نقود ان كنت تنوي سرقتي
قلتها ببرود بعد ان افترضت انهم ربما يكونون مجرد لصوص عاديين، ظهرت الدهشة على وجه الرجل لكنه سرعان ما ضحك بفظاظة وقال:
- ان لم يكن معك نقود فيمكننا اخذ شيئا اخر
وقرب السكين من ملابسي وهو ينظر الى الأخرين لكي يعاونه قلت بهدوء بعد ان فهمت مراده واطمأننت الى انهم مجرد لصوص وليسوا تابعين للقاتل:.

- انا احذركم ان حدث شيء لهذا الزي المدرسي فلن اتساهل معكم فإخوتي لن يستطيعوا شراء اخر
ضحك احدهم وقال:
- اتسمعون ما تقوله تلك الفتاة؟
ثم نظر لي واكمل:
- هل صدمت رأسك في مكان ما؟ اسمعي يا عزيزتي جيدا لن يكون زيك اخر ما تخسرينه اليوم
ابتسمت بسخريه:
- بل اسمعني انت ربما لا يكون اخر شيء تخسره اليوم هي تلك السكين
فجأة جذب معطفي بقوه فقلت:
- لقد حذرتك.

نفضت يده التي امسكت معطفي في نفس اللحظة التي ارتفعت فيها يدي الأخرى بسرعه لتمسك بيده التي تحمل السكين وتلويها ليسرخ متألما فتحرك الثلاثة الأخورن لكن حركتهم بطيئة جدا بالنسبة لي، ركلت كل من حاول منهم التقدم نحوي ثم قلت:
- لستم بمستواي
اما الرجل الذي حاول تهديدي بالسكين فقد تركت يده لألكمه في وجهه ثم امسكت برأسه وجذبتها بقوة لتصطدم بركبتي ففقد الوعي فتنهدت وانا انفض يدي:
- هذا ما يستحقه امثالك.

ثم استدرت ليجذب اقربهم لي قدمي فأقع ارضا فتأوهت...
((نظر من الشرفة منزله ليتابع سيرها حتى تخرج من المنطقة وقد امسك سيجار بيده بعد ان اقسم ان يقلع عن التبغ للمرة العشرين لكن بلا فائدة، ترقبها وهي تسير حتى تهجم عليها اربعة من الشباب لكنه لم يحرك ساكنا بل امعن النظر ليرى ماذا ستفعل...
- لقد كان ريستشارد محقا هذه الفتاة تعرف كيف تعتني بنفسها.

قالها مبتسما بعد ان رأى ما فعلته بهم ثم تابع حتى رأى احدهم يجذبها لتقع ارضا فقال:
- ربما تحتاج الى من يساعدها
عندها رأها تقفز واقفه ثم تركل يد الشاب التي لابد قد كسرت فقال:
- او ربما لا، اعتقد انها قد تصمد للنهاية)).

اسرعت بالذهاب الى المنزل فسأتلقى توبيخا لا بأس به، كانت الساعة السابعة حين وصلت الى المنزل وكل ما افكر فيه ماذا سيفعل بي سيتو. سيذبحني بالتأكيد، دخلت بأمان حتى مررت بغرفة المعيشة لأرى اخوتي مجتمعون ويتحدثون بحرارة عن شيء ما لكن الأهم انهم ليسو في انتظاري فتنهدت في ارتياح وصعدت على السلم بضع درجات لأسمع دريك يقول:
- مرحبا بعودتك يا جوزيفين.

نظرت اليه بغضب الأحمق جعلهم يلحظون وجودي. كم اكره هذا الغبي بينما رفع سيتو نظره إلى وقال:
- لنا حديث في موضوع التأخير هذا
ثم عاد الى ما كان يفعله فنظرت الى دريك وعيناي تكادان تشتعلان غضبا عقد حاجبيه وقال:
- جوزيفين يوجد زران في زيك المدرسي مفقودان
هنا التفت الى كلا من بيتر وسيتو في شك وريبة فقلت:
- انه لا شيء مجرد مشاجرة بسيطة
ثم اسرعت بالدخول الى غرفتي وانا اغمغم:.

- ذلك الغبي حاد الملاحظة فيما يتعلق بالثياب او النساء، اصبر على فقط يا دريك وسوف ترى
لكن ما كان يهمني حقا هو ان اعرف محتوى تلك اللفافة التي اعطانيها صديق ريتشارد لذي لم اعرف اسمه، فتحتها بكل لهفة لأجد مظروف يحوي خطابا قصيرا من ريتشارد يقول فيه:
عزيزتي جوزيفين:.

اذا كنت تقرأين هذا الخطاب فهذا يعني اني لم اعد على قيد الحياة على الأرجح وانك لم تتوصلي الى كم المعلومات الكافي لتعرفي القاتل وهذا لأنك تبحثين عن الأشخاص الخطأ ليس مادلين او جيمس هم من يجب البحث عنهم وعن ماضيهم بل هو شخص واحد فقط عليك ان تنظري في ماضيه عن كثب شخص بدأت عند موته هذه الأحداث.
اجل انا اعني من تفكرين فيه اعني. براين فلادمير الدن.
ريتشارد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة