قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والثلاثون

عقدت حاجباي في عدم فهم، ما الذي يعنيه بل ما الذي يقصده؟، براين؟ خالي براين؟ لماذا قد ابحث في ماضيه؟ ما الذي قد يفيدني من معرفة ماضيه انا لا افهم ما يريد قوله بوضوح لكني سأبحث عما يريد فهذا هو خيطي الوحيد خرجت من غرفتي ذاهبة الى المطبخ لأبحث عن شيء اكله وانا في طريقي سمعت اخوتي يتحدثون:
- اذن فالوحيد الذي استطاع الحصول على وظيفة اليوم هو دريك لا اصدق
قالها سيتو بإستنكار فرد بيتر:.

- لا يمكننا حتى تسميته بعمل فهو الأن نادل في مطعم
عقب دريك:
- على الأقل انا وجدت عملا
فتنهد سيتو وقال:
- ليست هذه هي المشكلة بالتحديد فرغم اي تقدمت الى اكثر من شركة لكني قوبلت بالرفض من جميعها دون حتى ان اتم المقابلة ودون اسباب واضحة كأنهم اجمعوا على عدم توظيفي.
نظر اليه بيتر في انفعال:
- اتعني انه من تعمد افلاس الفرع يحاول ان...

ولم اعد ارغب في سماع المزيد وقد نسيت ما هبطت لأجله. ربما يجب ان اجد عملا بدوام جزئي لا يمكن ان اظل عائل على اخوتي بينما نحن على وشك ان ندخل ابواب الفقر خصوصا واننا غير مكيفين للتعامل معه فقد ولدنا وفي فم كل منا ملعقة من ذهب. لكن اين اجد عملا في مكان لن يعرفوه وبالطبع من اين لي بالوقت الكافي والذي لن يلاحظ اخوتي اختفائي فيه. كما ظننت ان الأمر صعب جدا في ظل تلك الظروف التي اعيش فيها. ماذا لو سألت سيتو ربما يقبل. هل جننتي يا جوزيفين؟ لن يقبل سيتو ابدا. فقط يجب ان جد الأن عذر مقنعا يجعل سيتو يتغاضى عن تأخيري...

- جوزيفين سيتو يريدك!
صرخ بها دريك من الطابق السفلي فتظاهرت اني لم اسمعه لكنه لم يتوقف حتى قلت:
- قادمة ايها الأبله
اتجهت الى غرفة سيتو وانا اجر ساق خلف ساق حتى وصلت، طرقت الباب ثم دخلت فوجدت سيتو جالسا امام حاسوبه المحمول فقلت بإشراقة:
- هل لازلنا متصلين بالنت؟
نظر الى بغيظ وقال:
- لنعد للموضوع الرئيسي، لماذا تأخرتي؟
فكاني ردي سريعا:
- لقد تشاجرت مع بعض الطلاب في المدرسة
رفع احد حاجبية وقال:.

- فتأخرتي حتى السابعة والنصف؟!
تنهدت لماذا هو دائما حاضر البديهة هكذا، قررت ان الصمت افضل خيار الأن فقال سيتو:
- اسمعي يا جوزيفين ليس لدي الوقت لأعاتبك على كل ما تفعلين ولم يعد لدي الوقت لأتابعك اتفهمين؟ عليك ان تكفي عن كونك عبأ في الظروف الحالية
- حسنا
طبعا لو كنا في الظروف العادية لكان سيتو سلخ جلدي لذا قررت ان انتهز الفرصة للنهاية وليتني لم افعل:
- سيتو هل يمكنني ان احصل على همل بدوام جزئي...

توقفت وحدي لم يقاطعني احد لكن النظر التي رمقني بها سيتو كانت كافية. وكأنني فتحت ابواب الجحيم حيث جاء الرد:
- ماذا تقولين؟
لم ارد في حين تابع هو:
- اياك حتى ان تفكري في الامر امسحيه من عقلك تماما ولا اريد ان اسمع عنه شيئا مجددا كل ما عليك فعله هو الإهتمام بدراستك خصوصا وان السنة الدراسية على وشك ان تنتهي.
ثم تنهد ونظر الى الساعة فاتسعت عيناه وقال:
- يا الهي لقد تأخرت.

وضع حاسوبه على الفراش واسرع بالتقاط معطفه وخرج تاركا اياي واقفة في منتصف الحجرة في حيرة وانا اقول:
- ما نوع الأشياء التي قد يتأخر عليها في العاشرة مساء؟

اما وقد تم رفض طلبي نهائيا. كيف تصورت غير هذا. اتجهت نحو باب الغرفة لأخرج لكني توقفت للحظة ونظرت الى حاسوب سيتو الملقى على الفراش انه الحاسوب الوحيد في البيت الذي يملك الصلاحيات لم اريد. ونحن لا نزال متصلين بالنت مما يعني انه يمكنني اخذ جولة ثانية للبحث لكن هذه المرة سأبحث في ماضي شخص اعرفه جيدا وقد عشت معه عشرة اعوام من حياتي لكني سأفعل ما اراده ريتشارد على اية حال حتى لو لم افهم ماذا يمكن ان اجد وقد يفيدني، كررت ما قمت به من قبل حتى وصلت الى السجلات القومية وقمت بالبحث عن خالي، ظهرت النتيجة على الفور كانت حافلة طويلة وبدأت ببعض البيانات الأساسية:.

الأسم: براين الدن فلادمير.
الجنس: ذكر
الحالة الإجتماعية: متزوج اسم الزوجة: شارلوت اندرو هيلز
عدد الأبناء: 1
بعد هذا هناك بدأت تفاصيل مسجلة من حياته وعمله وشركاته وحياته المهنية وكذلك سفرياته كلها وكل من تعاملت معهم شركاته فمررت عليها سريعا وكل منها مرفق بالتاريخ والمكان فقلت:
- ان السجل لحافل يا خالي.

عقدت حاجباي عندما لاحظت شيئا غريبا، تقريبا كل شيء مسجل بتاريخه حتى ادق التفاصيل التي ربما لن تفيد احدا موجوده. اذن عن ماذا ابحث؟ هذا شخص راقبته وسائل الإعلام والحكومة منذ نعومة اظافره فتنهدت وابتعدت عن الشاشة شاعرة بالضيق لا يوجد جديد هنا. ماذا الأن؟
ظللت احدق في الشاشة الممتلئة بالتواريخ والأماكن دون حركة بنظرة فارغة دون معرفة ما يجب عم، ما هذا؟ :
- همم كيف لم الحظ من قبل؟

اقتربت من الشاشة اكثر لأتأكد:.

- اجل يوجد شيء مفقود هنا شيء غير صحيح ان التواريخ تتوالى في نظام حتى 161996، لسبب ما عنده يبدأ انعدام في البيانات حتى 1997 وهذا غريب لابد من وجود نشاطات لخالي في هذه الفترة ثم انه لا يوجد مثل تلك الفجوة في التوايخ الا هنا وتلك الأخيرة ليست بالمدة القصيرة رغم ان ما بعدها وما قبلها مفصل جدا حتى ليكاد يذكر الشهر مرتين، فكيف بستة اشهر من الجهل التام حتى في سجلات الحكومة غير معقول.

بحثت قليلا بلا جدوى:
- امر غريب!
ربما هذا هو ما يريدني ريتشارد ان ابحث عنه ماذا حدث في هذه المدة؟ ولماذا لا يوجد معلومات عنها؟ لكن اين اجد معلومات؟ كنت افكر وقد جعلت الموقع يبحث عن اي شيء يخص خالي في تلك المدة لكن محالاتي بائت بالفشل، فقررت ان ابحث في الشبكة(deep wep) كلها عن اي شيء يخص خالي في تلك الفترة، اخذ وقتا لا بأس به لكن النتيجة ظهرت اخيرا وكانت مخيبة للأمال فقلت:
- هذا فقط؟!

فالنتيجة لم تكن سوى صورة واحده لخالي براين وهو يفق وسط جمع من الناس الذين يبدو عليهم الثراء ولم تكن صورة ملونة بل بالأبيض والأسود ومن خلال منظرها استطعت ان احدد انها صور مأخوذة من جريدة ما لكن لا يوجد اي مقال بل مجرد صورة مأخوذة بطريقة عشوائية نظرت اليها بتمعن وانا اقول:
- ماذا قد تحمل هذه الصورة لي؟

جعلت ادقق في خالي براين في وقفته كان يعطي ظهره للكاميرا لكن جانبه الأيسر ناحيتها قليلا ورأسه الى اليسار يحدث احدهم في حين رفع احدى يديه وهو يتحدث بينما الأخرى تختفي في جيب سترته، دققت في تعبير وجهه في الجموع حوله. في الجموع من حوله! عقدت حاجباي بشدة ودققت النظر:
- هذا بحاجة الى تكبير
قمت بتكبير الصورة وقد ارتديت منظاري الطبي لأتأكد مما اراه وانه ليس تأثير الضوء او مخيلتي:.

- حقا! نعم ما اراه حقيق تماما.

ما اراه امامي هو بين الجموع وخلف خالي براين بالضبط تقف امرأه تنظر اليه بثبات والغريب هنا هو ان يدها كانت ممتدة نحو خالي براين امتدادة بسيطة ليست ملحوظة نتيجة لوقوفها خلفه مباشرة لكن كف يدها يختفي في سترة خالي السوداء مما يعني انها تلامسه. تلامس يده التي في جيبه. يا الهي! ماذا يعني هذا؟ المشكلة ان الصورة غير واضحة ووجه المرأة غير واضح كل ما اراه انها ترتدي ثوب اسود وكذلك كان لون شعرها وهي الأخرى لا يظهر من وجهها الا جزء بسيط لكن رغم كل شيء كان الجزء الظاهر من وجهها جامد خال من التعابير. من هذه المرأه؟ للأسف لا يمكن قول شيء محدد لأن يدها قد لا تكون في جيب السترة كما اظن لكن المؤكد انها تلامسه، :.

- هذه ورقة من جريدة اليس كذلك يا جوزيفين؟ همم
لا يوجد مقال لكن بالتدقيق يمكنني معرفة اسم الجريدة وبالتكبير استطعت فعلا قراءة الأسم وقلت لنفسي:
- الأن لم يتبقى سوى كيفية الحصول على اصدارات الجريدة في تلك الفترة في هذه الفترة
واين اجد كم من الجرائد التي لا تنتهي غير مخزن الأرشيفات الموجود في بيت خالي:
- اخيرا شيء مفيد.

ورغم اني احس اني قد اكون اقتربت إلا اني لا اشعر بالراحة بل على العكس لدي شعور بأني سأندم لأني عبثت فيما لا يجب العبث فيه لكن اوان التوقف قد انتهى، سأذهب غدا الى بيت خالي فقط على ان اجد طريقة لا تجعلني اتأخر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة