قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والأربعون

وصلنا الى منزل نواه وبالطبع انا املك المفتاح لذا لا توجد مشكلة وبعد ان دخلنا ووصلنا الى المكتب احسست ان كل شيء قد مر بسلاسة اكثر من الازم الا تظن هذا معي؟ بدأت ابحث هنا وهناك بينما جين يقف على باب الغرفة ساكنا فقلت بغضب:
- الن تبحث معي ام ماذا؟
- هذا البيت مراقب
- ماذا؟!
- اجل مراقب لقد لاحظت هذا بمجرد دخولنا
قلت بحدة:
- ولماذا لم تخبرني اذن؟
- وما الذي قد تفعلينه؟
نظرت اليه بغيظ فقال:.

- اكملي ما كنت تفعلينه فأنا اراقب المكان لأعلم مواقعهم حتى نستطيع الخروج من هنا
كدت انفجر من الغيظ لشعوري انه يعاملني كعبئ حتى قبل حدوث اي شيء فقلت لنفسي اهدأي يا جوزيفين لا تغضبي، هذا غريب لم لا اجدها؟ لقد كانت دائما على الواجهة امامي، عقدت حاجباي وقلت:
- هناك من عبث بهذه الأوراق
نظر لي جين بإهتمام فقلت:
- هناك بعض الأوراق التي لا اجدها مع اني متأكدة انها كانت هنا من قبل.

- اتعنين ان تلك الخريطة ليست هنا؟
قلت وانا مازلت ابحث:
- لا اعني شيئا بالتحديد، اه. وجدتها!
اخيرا. رفعتها بين يداي ثم اريتها لجين الذي قال:
- هذه بالفعل خريطة المدرسة لكن مع المزيد من التفاصيل المهمة وهذا يعني ان هذه الخريطة كاملة لا اصدق!
نظرت اليه بدهشة عاجزة عن فهم ذلك الزهول الذي ارتسم على وجهه وحين رأي تعبير وجهي قال:.

- الا تعلمين ان المدرسة سميت بالمتاهة ليس فقط بسبب التوسيعات التي بنيت فيها بل وايضا لعدم وجود خريطة كاملة لها هذا الذي في يدك يعد كنزا قوميا
كدت اعلق لكني توقفت حين سمعت انا وجين تلك الخطوات في المنزل، نظر لي جين وقال بجدية:
- علينا الخروج من هنا
قالها ثم نظر الى النافذة فاتسعت عيناي وقلت:
- لا ليس ثانية لن اقفز من هنا مرة اخرى لقد كدت اكسر قدمي في المرة السابقة وانا احبها قطعة واحدة.

سمعنا اقتراب الخطوات لكني فعلا لم اكن انوي القفز، فوجئت بجين يجذبني بقوة ويقفز بي بسرعة لم تسمح لي بالإفلات فأغلقت عيني لكني لم المس الأرض ففتحت عيني بدهشة لأجد جين يضعني على الأرض بهدوء وقلت غير مصدقة:
- هل. حملتني؟
- ماذا يبدو لك الأمر؟
ثم نظر حوله وقال:
- هيا بنا
وانطلق يعدوا وانا اعدو خلفه لكني لا استطيع اللحاق به ثم حين خرجنا من تلك المنطقة تماما واصبحنا بجوار الميناء سألت جين:
- لماذا؟

- لماذا ماذا؟
- لا تحسبني حمقاء لقد هربنا بهذه الطريقة لكي لا نشتبك بهم
قال بإقتضاب:
- نحن هنا من اجل الخريطة فلا داعي لإشتباكات غير مفيدة
كتمت غيظي وانا اتمنى ان ما قاله هو الحقيقة وألا يكون السبب الحقيقي هو خوفه من عدم قدرتي على المواجهه، تقدمني جين وقد اتجهنا مباشرة نحو المدرسة.

وقفنا امام بوابة المدرسة التي كان منظرها مهيبا. ربما مهيبا ليست الكلمة المناسبة لذلك المكان لقد كان منظرها مرعبا. مرعبا جدا في رأيي. ماذا بي؟ لماذا اشعر ان من الخطأ ان ندخل. هذا الشعور. انا اعلمه جيدا واعرفه عن ظهر قلب هذا ليس بسبب منزها او حتى لم حدث لي داخلها بل ما تحمله هذه المدرسة من طاقة نفسية هائلة. تذكرت جدرانها ونوافذها التي كانت دوما لها إضاءة حمراء قاتمة بلون الدم، هذا الشعور. انه ما اشعر به تماما قبل سماعي لصوت الرعد. اهدأي يا جوزيفين.

((لاحظ جين ذلك التوتر الذي بدا على جوزيفين وقطرات العرق التي بدأت تحتشد على جبينها ولكم اراد في هذه اللحظة ان يمسك بيدها ليشجعها لكنه يعلم الأن انه يوجد الكثير من الحوائل كما ان هذا عمله لا يجب ان يخلط عمله بما يريد او ما لا يريد هذا ما ظنه خصوصا وانه يحتاج الى انجاز هذه المهمة بنجاح، ))
دخل كلانا المدرسة وجين يمسك بيده الخريطة ويقول:
- يوجد علامتين على هذه الخريطة لذا سنبدأ بالقريبة منهما.

قلت بتعجب:
- اتستطيع فهمها؟
اومأ برأسه وهو يؤكد:
- اجل بالتأكيد
- اذن من اين نبدأ
اشار الى جهة معينة من احد المباني التي لا يسمح للطلبة الإقتراب منها او التنقل فيها، سرت خلف جين وكلما خطوت خطوة تتسارع دقات قلبي وتعلوا وانا لا ارى لذلك سببا. اشعر بالرعب في كل خطوة. هذا غريب لم اشعر بهذا. اقتربت من جين وانا اسأل:
- هل اقتربنا؟
- الى حد ما
قالها ببرود فتنهدت وانا افكر متى ننتهي؟

((توقفت العديد من السيارات امام المدرسة وخرج منها رجال يرتدون الأسود ثم خرجت من احدى السيارات سيدة شقراء لا يحتاج المرء الى الكثير من الذكاء لمعرفة من كانت بينما كان الرجال موشكون على دخول الدخول الى المدرسة حين قالت بصوت يغلب عليه الغضب:
- انتظروا ايها الحمقى كيف ستجدونها في هذه المتاهه
فنظر لها احد الرجال القريبين منها والذي يبدو مساعدها وقال:
- اذن ماذا نفعل؟

ضحكت بقسوة ثم رفعت يدها مشيرة الى السماء وهتفت:
- انتظر السماء
لم يمض على ما قالته عشر ثوان حتى استنارت المنطقة للحظة قبل ان يدوي الرعد مجلجلا ومعها تعالت صرخة هزت الأرجاء تكاد تشعرك ان صاحبها يقتل، اتسعت ابتسامة كريستل ثم قالت:
- الأن تذهبون. اتبعوا الصوت فلن يتوقف عما قريب
نعم لن يتوقف مادام سيتو ليس هنا. )).

دوت صرختي عالية لترج المدرسة حتى ان جين صعق لم حدث، كنا داخل منطقة مظلمة تماما لا يصلها الضوء لذلك لم ارى البرق فلو اننا قد رأيناه لمنعني جين من الصراخ لكن ما حدث هو سماعي لصوت الرعد فجأة وعلى اثره صرخت دون تفكير وقد جثوت ارضا والدموع تتساقط من عيني واسد اذني بكلتا يداي في حين وقف امامي جين وقال بجمود:
- لذلك لم ارد اخذك معي
وانحنى نحوي محاولا تهدأتي لكن هيهات وحين ادرك فشله التام قال بغضب:.

- جوزيفين انهضي وكفي عن البكاء الم تقولي انك ستصمدين؟
كان غاضبا بحق فها انا اجلس على الأرض كالمشلولة. خائفة جدا لكنه جعل الأمر اسوء بصراخة في مما جعلني اتمتم:
- سيتو. سيتو
فصاح جين:
- كفي عن هذا فسيتو ليس هنا لينقذك ولن يكون.

ثم جذبني من ذراعي في قسوة. لماذا يعاملني بهذه الطريقة التي تختلف حتما عن اول مرة شاهدني فيها هكذا. هل لأن دوره انتهى؟ هل لأني اعلم انه شرطي فتوقف هو عن التمثيل؟ لماذا اشعر بذلك الألم في صدري كلما كررت هذه الأسئلة بذهني. الإجابة بسيطة وتعرفينها جيدا يا جوزيفين. انت فقط لا تريدين الإعتراف بأنك تحبيه. نعم تحبيه. لقد خسرت اللعبة. خسرتها من البداية رغم انها لا اساس لها انما هي شيء اخترعه جين ليلفت انتباهي له بعد دراسته شخصيتي قبل ان يبدأ عمله علي. علي ان اعتدل. علي ان اقوم. حينها سمعت صوت الرعد مجددا طبعا صرخت وكيف لا افعل؟ كاد جين ان يقول شيئا لكنه توقف ونظر حوله في الممر المهترئ القديم الذي نحن فيه ثم قال:.

- هذا الصوت. هناك احد قادم
وقبل ان يتمكن من تحذيري اخترق الهواء شيء اسود والتصق بالحائط ولولا اني ارتجف لكن اخترق كتفي. نظرت الى الرصاصة المنغرزة في الحائط ومن خلفها ظهر عدد من الرجال. إن حالتي لا تسمح بالهرب وجين ينظر لي وللرجال وهو عاجز عن اتخاذ قرار.

((سار ببطء بالرغم من موقفه وما عرفه. يدرك حجم الخطر ومع ذلك عقله لم يستوعب بعد. هناك خطأ ما. هكذا قال لنفسه. محاولا اقناع نفسه ان ما حدث منذ قليل ما هو إلا وحي خيال. لكن كيف والدليل على كتفه موجود. جرح عميق في اعلى معصمه. جرح غريب هو فرغم صغره إلا انه عميق جدا يمكنك بوضوح رؤية لحم الزراع بوضوح تام مما يعني ان طبقة الجلد قد تمزقت بالكامل ومع ذلك هو لا يشعر بالألم على الإطلاق. فقط هو يشعر بالحاجة الى الإسراع دون القدرة عليه عندها اصطدم بشخص على ذات الطريق لم يحاول الإعتدال فقط حدق في الرجل بنظرة خاوية دون ان يتكلم بينما قال الرجل الذي اصطدم به في لهفة:.

- انت! انت سيتو جون الدن اليس كذلك؟
رفع سيتو عينيه الى الرجل وامعن النظر في ملامحه. شعر بني داكن طويل وعينين من شدة خفة لونهما تحسبهما بيضوتان. كان منظره غريبا لكنه رغم ملابسه الرثة التي يبدو انها كانت عليه لفترة طويلة لا يبدو عليه اي جروح او علامات اعتداء او اي شيء لكن مظهره يقول انه عانى الكثير والإرهاق يغزو ملامحه. الإرهاق الشديد. بعد هينة قال سيتو:
- من انت؟

- قد لا تعرفني لكني اعرف جوزيفين انها في خطر شديد، انت تبحث عنها اليس كذلك؟ فلتسرع اذن
لكن سيتو قال بثبات:
- من انت؟
- ادعى ريتشارد في مدرسة دانتليون
ثم اتبع بنفاذ صبر:
- فلنسرع إن لم نفعل قد تموت
هنا وكأن النشاط والحياة قد دبت في سيتو الذي قال بلهفة:
- اتعلم اين هي؟
اومأ ريتشارد برأسه وقال:
- داخل تلك اللعنة. داخل المتاهه)).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة