قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والأربعون

جذبني جين بعنف ثم دفع بي الى احد الفصول قائلا:
- اسرعي من هنا، اخرجي من احدى النوافذ وامشي في طريق مستقيم. انا سأقوم بإشغالهم
- لكن.
- لا لكن
ثم اغلق باب الفصل فاتسعت عيناي وهتفت:
- جين! جين افتح الباب!

لا فائدة. تماسكي يا جوزيفين فرغم الخوف ورغم ما امر به يجب ان اتحامل على نفسي. حاولت ان اسير حتى وصلت الى النافذة لأجد اننا في الطابق الثاني! كيف؟ نحن حتى لم نصعد اي سلالم. اسرعت ابحث عن اي بقعة صالحة للقفز فوقها وهكذا فعلت لكن للأسف لم اهبط على قدمي بل سقطت على وجهي وبهذا جرحت يداي وقدماي فقط لأحمي وجهي. جمعت قواي وبصعوبة وقفت فقط لأجد صوت احد الرجال يقول:
- ها هي ذي.

اذن فقد كانوا منتشرين حول المنطقة فانطلقت اعدو رغم آلامي في خط مستقيم كما اخبرني جين مما سهل عليهم استهدافي في هذه الظلمة، اطلقوا الرصاص ولدهشتي لم يكونوا يتهدفون قتلي بل جرحي فرصاصتهم كانت متجهة نحو قدمي ولله الحمد لم تصبني اياها. وبمجرد ان انتهيت من هذا التفكير وخلال اندفاعي وخوفي تعثرت ووقعت ارضا ولقد كان هذا اغبى شيء قابل للحصول في هذه اللحظة فلم اكد اسقط حتى انقض على الرجل الذي كان خلفي مباشرة لكنه لم يحاول قتلي بالرصاص بل امسك رقبتي بكلتا يديه يعتصرها بين قبضته. هل يحاول قتلي خنقا اذن؟ انا في حال لا تسمح بالمقاومة والرجل يقبض على عنقي بكل قوته ويقول:.

- الن تفقدي الوعي؟
ايريد افقادي للوعي لكن. لماذا؟ شهقت بعنف طالبة للهواء الذي لا احصل عليه وقلت بحشرجة ضعيفة:
- اتركني. دعني.

تعالت شهقاتي واتسعت عيناي. اعتقد اني افارق الحياة ولا افقد الوعي عندها سمعت صوت الرعد وانقبض قلبي فجأة وبالطبع لم استطع الصراخ لكن جسدي تحرك في حالة هياج كامل ورغم اني لا املك اي قوة متبقية إلا ان القوة التي دبت في كان سببها الخوف ليس من الموت بل من الرعد ولست ادري كيف لكني وجدت الرجل يبتعد عني وهو يتلوى في الم وانا لم اضيع وقتا، انتهزت هذه الفرصة وهببت واقفة وانا اسعل بشدة فجزبت انظار المزيد من الرجال الذي صوب احدهم مسدسه لقلبي لكن احد زملائه اوقفه بحركة من يده قائلا:.

- انت تعرف الأوامر لا تقتلها ام انك نسيد يا مارتن
فأنزل سلاحه وبمجرد ان فعل اسرعت اعدو وانا الهث واقول لنفسي والدموع في عيني:
- لن اموت على ايديهم ليس بعد كل هذا.

كنت انظر خلفي وانا اعدو لأشعر فجأه بأني اصطدم بشيء ما وصوت زجاج يتهشم والم في جميع اجزاء جسدي ثم وقعت ارضا وتدخرجت بعض الوقت والدم يسيل من اكثر من موضع في جسدي حتى توقف جسدي عن الدحرجة فاعتدلت وانا انظر الى جروحي لأتأكد انها سطحية ثم نظرت خلفي لأفهم ما حدث فرأيت ابواب او نوافذ زجاجة وقد تحطم احدها الذي كما هو واضح من اصطدامي به. نظرت حولي فدهشت من كبر حجم الغرفة والتي اتضح ان ما اصطدمت به هو نوافذها فعلا لكني متأكدة انها ابواب من الجهة الأخرى وهذا لا يعني سوى شيء واحد فقط:.

- هذه الغرفة تحت مستوى الأرض
اسرعت ابحث عن باب اخرج به من هذه الغرفة لكني ولدهشتي لم اجده:
- ه. هذا غير معقول بالمرة.

التفت يمينا ويسارا لألحظ ان الغرفة اشبه بمختبر قديم. مختبر في مدرسة؟ غريب لكن ثانية وبعد كل ما رأيته داخل هذه المدرسة قد لا يكون الأمر غريبا الى هذا الحد. كان هناك شيء واحد لا يتناسب مع الحجرة. مرآه. مرآه عملاقة كانت موضوعة في احد الأركان وقبل حتى ان افكر بالإتجاه نحوها كان اولئك الرجال قد لحقوا بي، لم اجد مكانا للهرب وحين تمكن احدهم من الدخول اخيرا. ذلك لأن النافذة ضيقة لأمثاله اقترب نحوي مشهرا سلاحه لكني كنت اعرف ما هو افضل هم لن يقتلونني. ليس بالرصاص على الأقل لا ادري لماذا لكن هذا يعني ان هذا المسدس للتهديد وحسب. وانا قد بدأت اهدأ خصوصا مع توقف البرق والرعد، نظرت للرجل بتدي وقلت:.

- انت لن تقتلني بهذا
ثم بحركة خاطفة ركلت المسدس من يده فعقد حاجبيه بغضب فأسرعت اركله بقدمي الأخرى لكنه امسكها وجذبني منها بسرعة قائلا:
- توجد الف طريقة لقتل فتاة مثلك بدون استخدام الأسلحة النارية
كانت جذبته قوية فأوقعتني ارضا بينما اخرج هو سكينا ووضعه تحت رقبتي بعد ان شل حركتي بالكامل. يا الهي اينوي ذبحي؟! نظرت له وقلت بسخرية رغم ذعري:
- الم تجد طريقة افضل من هذه؟

لكنه حتى بدل ان يرد على او يقتلني على الفور تردد. نعم وجهه كله يقول انه لا يستطيع قتلي وانا لم احتج سوى هذا، قمت بدفع يده بكل ما اتيت من قوة فتحررت منه وانا اتراجع للخلف بسرعة فاصطدمت بالمرآه بقوة لأجدها تنزاح من خلفي وإذا بي اهوي من عل، يبدو ان المرآة كان خلفها درج وقد سقطت من فوقه حتى وصلت للأرض. حمدا لله لم يكن الدرج طويلا وإلا كنت كسرت عنقي الأن لكني لم اهبط سليمة بالتأكيد، توجد كدمات في كل مكان بجسدي بالإضافة الى الجروح التي كانت بالفعل موجودة فإني إذا خرجت من هذا لمكان حية سأحتاج الى وقت طويل قبل ان اخرج الى الناس. كانت الغرفة مظلمة تماما لا يصلها إلا ضوء طفيف من المرآه التي سقطت منها وبصعوبة استطعت رؤية ما بداخل المكان:.

- يا الهي. اخيرا.
فأمامي كان يقبع القبران. واقول القبران لأني متأكدة من انهما ما كنت ابحث عنه. اتجهت نحوهما في لهفة متناسيةما يحدث حولي واني مطاردة. نظرت الى شاهد القبران وقد كتب على كل احدهما مادلين ريد لوسيفر والأخر اجنس فلادمير الدن. اخيرا. لا ادري لماذا لكني شعرت بالدموع تتجمع في عيني قبل ان تهبط على وجنتي وانا اهمس:.

- بهذا سيفتح ملف القضية مجددا والذي سيقود الشرطة الى القاتل بالتأكيد من خلال التحقيقات.

اقتربت اكثر لأرى على قبر مادلين. اعني امي. ورقة فالتقطها لأرى ما فيها لكني لم اكد انظر لها إلا وقد انتبهت الى ذلك الرمز في طرفها وقبل ان اقرأ فجئت بالرجال الذين كانو يطاردونني هبطوا السلالم فطويت الورقة بسرعة ووضعتها بجيبي. توترت وانا ارى العدد وقلت لنفسي لنخرج من هنا احياء ثم نفكر في تحقيقات الشرطة. لا يمكنني مواجهة هذا العدد خصوصا وهم يحملون اسلحة. بحثت بعيني عن مكان افر اليه لكني سمعت احدهم يقول:.

- لا تفكري حتى، هنا ينتهي اللعب
ثم اقترب مني فنظرت حولي بحثا عن اي شيء يمكن ان يساعدني لكن بلا جدوى وانا اضعف من ان اشكل اي مقاومة فعليه وجسدي كله يؤلمني. كيف سأخرج من هنا حية؟ حتى لو كنت بكامل قواي فإنه كان من المستحيل ان اخرج من هنا. حين ادركت هذا قلت:
- اعتقد انه لا جدوى من المقاومة
- اجل كوني فتاة مطيعة.

ماذا. ماذا افعل؟ لا يمكنني الخروج. انا لا يمكنني الهروب او حتى المقاومة. وقفت حيرى لا اعلم ما يجب عمله مستسلمة لما هذا الرجل يوشك على فعله بي. على الأقل. على الأقل علمت الحقيقة. علمت لما كل هذا الموت. لما كل هذا القتل. لكن هذا لا يكفيني. فجأة من مكان ما دخل شخص الحجرة فالتفتنا جميعا نحوه فإذا به جين يعدو ومن خلفه مجموعة اخرى من الرجال ثم حين وجدني امامه قال:
- جوزيفين؟! اذن فقد وصلتي الى هنا.

ثم نظر خلفي وقال:
- ارى انك لست وحدك
نظرت اليه وقلت:
- انت ايضا. ماذا الأن؟
نحن محاصرون تماما وجين يبدو عليه التعب. انا فعلا قد فقدت الأمل فلا ارى كيف يمكننا الخروج من هنا وقد لاحظ جين استسلامي فقال:
- جوزيفين نحن لن نستسلم بل سنقاتل لأخر نفس
قلت بمرارة:
- وما الفائدة؟ ان النتيجة واحدة نحن محاصرون الا تفهم يا جين؟ لقد انتهى كل شيء. انتهى
نظر لي بغضب وقبل ان يرد سمعنا صوت انثاوي يقول:.

- فلتستمع لها ايها المحقق فقد انتهى كل شيء
قال جين بسخرية:
- كريستل؟! لما قد تحضرين بنفسك؟
بينما قلت انا بدهشة:
- خالت. عمتي؟!
لكنها تجاهلت كلانا ثم نظرت الى القبرين وقالت:
- اذن هنا خبأ براين العزيز الجثتين
ثم ضحكت وتابعت:
- بفضلك يا صغيرتي اعرف الأن مكان الجثتين، من كان يعلم ان هذا القبر سيضمك انت ايضا لكن للأسف لن يعرف احد بهذا
ثم نظرت الى جين وقالت:
- اما انت فقد عرفت اكثر من الازم.

هذه هي النهاية. هذه هي بحق. قلت لجين بسخرية:
- يبدو انك ستموت قبلي
نظر لي بتعجب وقال:
- ماذا تعنين؟
قلت بلامبالاه:
- انهم لا ينون قتلي مباشرة ليس بالرصاص على الأقل وانا لا ادري السبب
فجأه وجدت جين يبتسم ويقول:
- لما لم تقولي هذا من البداية
لم افهم ما يعنيه لكن خالتي قالت للرجال:
- اقتلوه.

صوب احد الرجال سلاحه نحو جين فانقبض قلبي فجأه وضاق صدري وشعرت برغبة عامة في البكاء. الهذه الدرجة؟ الهذه الدرجة احب جين؟ لكن ماذا افعل ليس بيدي حتى انقاذه. نظرت الى الرجل لأرى اصبعه وهو يتحرك ليضغط الزناد في اللحظة نفسها جذبني جين امامه وسمعت صوت كريستل تصرخ:
- لا لا تطلق النار. ليس لأحد قتلها سواي وليس بالرصاص.

ثم صوت الرصاصة وهي تصطدم بالحائط، كل هذا حدث في اقل من الثانية وقد طاشت الرصاصة بسبب صيحة خالتي التي جعلت الرجل يحرك مسدسه بعيدا وكل هذا لأن جين وضعني امام. انحنى جين على اذني وهمس:
- غطني يا جوزيفين
قلت:
- هل جننت؟ ماذا تنوي ان تفعل؟
خالتي تصيح بغضب هادر:
- ابعدوها عن مرمى النيران
وجين يقول في نفس الوقت:
- فقط غطني
- ح. حسنا.

اقترب منا الرجال لكني كنت في المواجهه فلم يستطيعوا اشهار اسلحتهم حينها شعرت بجين يضع يده على كتفي ثم يقفز من فوقي وقد اخرج من مكان ما مسدس واطلق منه عدة طلقات محسوبة عددا واتجاه لقد تفاجأ الجميع بما فيهم انا. جين معه مسدس؟ فابتسمت وقلت:
- هكذا اذن!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة