قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والعشرون

نظرت الى عقارب الساعة امامي لأجدها السابعة والنصف فقفزت من فوق في فزع وانا اهتف: - يا الهي لقد تأخرت
دريك لم يوقظني رغم انها وظيفته الوحيدة في الحياه وطبعا لم يقترب احد الخدم من غرفتي طالما انا نائمة اسرعت في استدعاء احدى الخادمات لتساعدني حتى استطيع الذهاب الى المدرسة وبينما انا استعد قالت مشيرة الى كومة الملابس التي كنت ارتديها البارحة: - هل نقوم بغشل هذه الملابس؟

نظرت الى الملابس باشمئزاز اذ تذكرت ما حدث البارحة فقلت: - لا داعي لغسل شيء سيحرق ويلقى بقاياه في القمامه
قالت بدهشة: - ماذا؟
- كما سمعتي انا اريد هذه الملابس محروقة وملقاة في القمامة لا اريد ان اعود واجدها هنا.

ثم اسرعت الى وجهتي ولم اتأخر كثيرا وخلال الفترة الأولى من الحصص ظل ذهني مشغولا بأمر بسؤال لا املك اجابة له مما جعلني اريد ان اتأكد منه في استراحة الغداء وانا جالسة مع كاثرين: - كاثرين هناك شيء كان يجب ان اسألك اياه منذ فترة لكني لم اجد الفرصة المناسبة
قالت بعملية وبموضعية شديدة: - هل اتلفت الفلاشة؟

هنا ابيض وجهي وابتلعت لعابي بصعوبة وقلت: - هذا ايضا موضوع لم اجد الفرصة المناسبة للحديث عنه. احم المهم انت تتذكرين انك في نهاية اجازة العام الماضي اقترحت على ان انتقل من مدرستي القديمة الى هذه فهل اخبرتي احدا اخر؟

فكرت قليلا ثم قالت: - لا. لم اخبر احدا كنا نحاول انا وانتي اخفاء الأمر لكن، انتظري في احدى المرات التي كنت امارس فيها تدريباتي هنا في الصيف اصبت وذهبت الى العيادة اتعلمين ذلك الطبيب فائق الوسامة لقد عالج اصابتي واذكر اني كلمته كثيرا وذكرت له موضوع نيتي في اقناعك بالإنتقال الى هنا قبل ان اعرض عليك الأمر بفترة ليست بالقليله ولقد شجعني بشدة على اقناعك
قلت وانا اشعر اني سأجن: - متى كان ذلك بالضبط؟

- لست ادري اليوم بالطبع لكنه كان في بداية شهر يوليو اعتقد؟ لقد كان مصرا جدا على ان اقنعك بالإنتقال خصوصا بعد ان اخبرته باسمك، لكن ما اهمية هذا الكلام لنعد الى ما هو مهم فعلا؟
قلت وانا احاول استيعاب ما قالت: - الا وهو؟
- فلاشتي؟
- لم يكن انا بل كان دريك. اجل كان هو من اتلفها
- وانت كنت بالإهمال الكافي لتقع في يد دريك.

كيف اهرب من هذا الأن وانا لدي ما اريد فعله نظرت الى ساعتي ثم قلت وانا اقف على عجلة من امري: - كاثرين لم لا تتحدثين مع ادجر قليلا فمنذ بداية الإستراحة وعينه لا تفارق طاولتنا
التفتت نحوه فانتهزت الفرصة وعدوت خارج المطعم متجه الى العيادة فتحت الباب دون ان اطرقه كالعادة لأرى ريتشارد ينظر لي مبتسما لكنه لم يكن وحده كان معه احد التلاميذ فقال بسرعه: - تناوله بعد الغداء وليس الأن.

فأومأ الفتى ثم قال ريتشارد: - يمكنك الذهاب الأن
نظر لي الفتى بتعجب ثم هز كتفيه ورحل فقال ريتشارد: - توقعت حضورك وان لم يكن بهذه السرعة
جلت امامه وقلت بعمليه: - جيد. اذن لندخل في صلب الموضوع لماذا كنت موجودا البارحة وكذلك في ذلك اليوم رغم ان المدرسة تكون مغلقة ليلا؟
قال بكياسة: - هذا سؤال بسيط لقد كنت اعمل لوقت متأخر ثم انني املك المفاتيح.

رفعت احد حاجباي وقلت: - هذه ليست اجابة ثم ما نوع علاقتك بالمدير التي تمكنك من اقناعه بتجهيز اوراق انتقال رسمية لطالبة يحتمل الا تنتقل اصلا؟
ابتسم بسخرية: - جوزيفين يا عزيزتي انا لا احتاج الى اقناعه او حتى استإذانه
ثم نهض وتابع: - انه استنتاج جيد انني انا الذي رتبت ذلك لكنك بحاجة الى المزيد واذا كنت قد وصلت الى الخاتم فأنت تبحثين عما ابحث عنه ان هدفنا واحد.

عقدت حاجباي في عدم فهم: - ماذا تقصد؟ لقد قلت البارحة انك لم تعد عدوي ماذا يعني هذا ايضا؟
- لقد كانت ذلة لسان ارى انك قوية الملاحظة وهذا جيد، انا لا استطيع اخبارك بالكثير لكن نعم لقد كنت انوي ان استخدمك لتحقيق مرادي
- وهو؟
- الإنتقام
الإنتقام مني؟ لماذا؟ ماذا فعلت؟ كدت اسألأ لكنه تابع: - ليس لشخصي بل لشخص عزيز علي.

- يخيل لي ان عدد الناقمين على هذه العائلة يزداد كل يوم لكن هذا لا يوضح شيء من انت فعلا؟ ولماذا تمتلك كل هذه الصلاحيات؟ هل اخذت الخاتم من بيت الخال براين؟
- انت تستحقين بعض الأجوبة بالتأكيد لذا سأخبرك ببعضها
وابتسم واكمل: - انا مالك هذه المدرسة ومديرها الفعلي
قلت بذهول: - ماذا؟! انا، انا لا اصدقك كيف؟

- بل كيف تعتقدين انت اني املك هذه الصلاحيات كيف يمكن ان يقنع طبيب المدرسة مديرها بترتيب اوراق التحاق فتاة قد لا تنتقل ولم تقدم تصريحا بعد. ان هذه المدرسة والأرض التي بنيت عليها ارثي ويا له من ارث.

لا يمكنني وصف حالة الذهول التي انا فيها حاليا اشعر انني كلما علمت شيئا وظننت انني لن اندهش مجددا يأتي امر يحطم هذا الإعتقاد بأسوء طريقة ممكنه في نفس الوقت تذكرت ذلك اليوم الذي غاب فيه وفي نفس اليوم انتشرت الشائعات ان مالك المدرسة يقوم بفحص دوري حاولت ان اتماسك وانا اقول:
- هذا يفسر كيف فعلتها ويفسر المفاتيح ايضا. ماذا عن الخاتم اذن من اين اخذته؟
بدا على صوته الحزن وقال:.

- لم أأخذه من اي مكان انه ملكي
وتنهد مرة اخرى وهو يتحسس الخاتم بين اصابعه:
- لقد كنا صغارا في السن حينها ولم يكن ليتوقع احدنا ما يخبئه لنا المستقبل
- ماذا تقول؟ انا لا افهم شيئا
-، لا شيء
حسنا لنتجاهل ذلك فهو لا يبدو وانه سيخبرني ان سألت فقررت تغير اتجاه الأسئلة:
- اذن ما الذي يربطك بعائلة الدن؟
- اما هذا فلا، لا استطيع اخبارك عنه شيئا
ثم قال كأنه يطردني:
- هل لديك سؤال اخر؟

لماذا يدفعني خارجا هل قلت شيئا لم يعجبه وبتلقائية شديدة خرج السؤال مني:
- من هي مادلين؟
كأني فجرت قنبلة في المكان حيث نظر لي بدهشة ثم تلك الأخيرة الى غضب وبلهجة هي الى البكاء اقرب:
- انه لمن السخرية الشديدة ان تسأليني انا من هي؟
- هل، هل انت بخير؟
جلس على كرسيه وقال:
- اجل
مرت فترة من الصمت ثم قال:
- جوزيفين
- نعم؟
- انت تعرضين نفسك للخطر
- اعلم فمن الصعب الا الاحظ بعد ان حاول احدهم قتلي مرتين
- اذن فقد بدأو.

اقترب مني وقال بحزم:.

- اسمعيني جيدا انا لا استطيع اخبارك بما اعرف لأنه يعرضني ويعرضك للخطر ورغم معرفتي الا اني اجهل تماما من يقتل افراد عائلتك واحد تلو الأخر لكن عليك فهم ما يحدث هذه ليست لعبة عليك الحذر خذي الأمور بجدية لا تثق بأحد قط بالله عليك لا تثق بأحد قط ايا كان ولو كان هذا الشخص اخوك واعلمي انك وحدك تعتبرين الخطر الحقيقي بالنسبة للقاتل انه يحاول منعك من المعرفة انا لا ادري لماذا لكن انت لا يجب ان تموتي انت محور الأحداث انت السبب فيما يحدث. انت الشرخ الذي فرق بين الأحياء.

- ماذا. ماذا تعني؟
صرخ في:.

- فقط اسمعيني ليس لديك الكثير من الوقت ان القاتل شخص تعريفنه جيدا قد اكون جاهلا بهويته لكني متأكد انه شخص تعرفينه ويعرفك ابحثي عن الحقيقة دون مساعدة من احد ان كنت تنوين ان تكملي الطريق ولا تموتي فأنت هي الوحيدة القادرة على وقف هذا المسلسل الجنوني للقتل ان القاتل لم يشبع بعد لا يزال يريد المزيد ابحثي في الماضي في تاريخ الدن في تلك اللعنة التي حلت على تلك العائلة، وانا سأحاول مساعدتك وان لم يكن بيدي ان اقدم الكثير.

قلت بصوت راجف ناتج عن شعوري بالرهبة مما قال:
- ما الذي يجعلني اثق بك؟ انت قلتها للتو فما الذي يجعلني اثق بك؟
- ان كنت تريدين اثباتا فقد كنت في يدي البارحة كان يمكنني قتلك ان اردت
- لماذا تخبرني بكل هذا؟
ارتجف صوته:
- لأنك املي الوحيد
ان كلامه يرهبني ويجعلني انظر الى الأمور بشكل مختلف لماذا انا؟ لما انا بالتحديد؟ ان السؤال فعلا هو من انا؟ ما الأهمية التي احملها لأصنع فرقا:.

- جوزيفين ليس لديك الكثير من الوقت فلا تضيعيه فغيرك اضاع سنين من عمره وكان يمكنه ان يمنع المذبحة الت تقام بدم بارد حتى ضاع وقته كله نعم لقد نفذ وقتي ولا يمكنني ان افعل ما هو اكثر اما انت فتبلكين بعضه حتى وان كان قليلا انت ذكيه ويافعه لا تقعي في خطأي لا تدعي ما وراء الأكاذيب بحطمك بل اجعليه دافعا لطلب المزيد من الحقائق لقد كشفت الأن بعض الحقائق لكن وكما قالت مادلين من قبل ان هذه العائلة هي اكبر كذبة في التاريخ لكن سيأتي من يبعثر اوراق الماضي ويقلب صفحاتع من يعلم ما وراء الأكاذيب.

نظرت اليه عاجزة عن الرد ابتسم بحزن واكمل:
- عندما تعلمين الحقيقة اتمنى ان اكون حيا لأرى النصر بعيني
ثم ربت على رأسي وضمني اليه وقال:
- عله يكون اخر لقاء لنا بهذه الطريقة
ثم ابتعد عني وقال:
- عليك العودة
لماذا اشعر بهذه الرغبة العارمة في البكاء ولماذا اشعر بذلك الثقل على صدري انا لا اريد هذا حقا لا اريده:
- لماذا تقول هذا يا ريتشارد؟
- جوزيفين عليك العودة الى الصف.

فهمت انه لن يخبرني شيئا فتنهدت واستدرت للرحيل فسمعته يقول:
- لقد قمت بفصلهم
- ماذا؟
- لقد فصلت الطلاب الذين شاركوا في الإعتداء عليك البارحة اما بالنسبة ليوجين فمن الصعب فصله دون احداث ضجة عن السبب لشهرته وانا اعلم انك تريدين ابقاء الأمر سرا لكني سأجد حلا
ابتسمت وقلت:
- شكرا لك
وعلى هذا خرجت ولم ادري كم كان صادقا في كل حرف قاله وفي كل كلمة قالها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة