قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والعشرون

خرجت من العيادة وانا في حالة يرثى لها وهكذا ظللت طوال اليوم حتى وصلت الى المنزل كان عقلي مشغول بما قاله لي ريتشارد وكيف يمكنني ان ابحث في ماضي هذه العائلة؟ بمجرد دخولي الى المنزل لاحظت على الفور ان دريك وبيتر متواجدان وقد كان رد فعلي مبالغا فيه اذ هتفت:
- بيتر كيف تعود دون ان تخبرني
رفع احد حاجبيه وقال:
- لا اذكر تعينك سكرتيرة لي
- كان من المفترض ان تخبرني حتى اتي مبكرا
قال بضيق:.

- لقد عدت وانتهى الأمر
- ماذا بك؟ لم انت منزعج هكذا؟
هنا سمعت دريك يقول:
- لا لا تسأليه
لكن الإنذار كان متأخرا جدا اذ قال بيتر بعينين دامعتين:
- لقد. لقد حصلت على المركز الأول هذا العام
قلت بسعادة:
- مبروك
لكنه اكمل:
- مكرر.

كادت مقلتاي تفران من محجريهما لما سمعت انه حزين لأن هناك من يشاركه في المركز الذي حصل عليه؟!، لا يمكنني ان اعتاد على هذا ابدا لكن ان ابديت رأي في سخافة الموضوع قد يقاطعني لأسبوع كما فعل من قبل فاتجهت نحوه وانا اكتم غيظي و ضحكاتي في نفس الوقت وربت على كتفه وانا اواسيه فدفعني عنه وقال:
- كفي عن مواستك المزيفه يمكنني سماع ضحكاتك المكتومة.

فضحكت ثم تكلمنا لفترة تركنا فيها دريك فقررت ان اسأل بيتر ما اردت:
- بيتر
- نعم؟
- كيف ماتت امي؟
تعجب للحظة للسؤال ثم قال:
- ماذا؟
- كيف ماتت؟
- سؤال غريب لكني لا ادري كيف ماتت كنت صغيرا جدا حينها ولم اجرؤ على سؤال الخال براين فقد كان متاثرا جدا بموتها لكن سيتو يعرف بالتأكيد فقد كان في الحادية او الثانية عشر
- اوه حسنا.

ثم تحدثنا في مواضيع اخرى وتركته بعدها متجه الى غرفتي واغلقت بابها خلفي فأنا بحاجة الى التركيز يجب ان احدد نقطة للبدء نقطة ابحث منها عما اريد كما ان ما قاله ريتشارد عن البحث في الماضي المشكلة هنا اني لا املك الخبرة الكافية او الصبر لأبحث في الأرشيفات الموجودة في بيت خالي وكل المعنين بالأمر اما قتلوا او ماتو، ماتو؟ لا ليس كلهم كيف لم الحظ هذا؟ العمة شارلوت والدة نوه وزوجة خالي براين لابد وانها قد سمعت شيئا او تعرف شيئا يجب ان ازورها لكن اين هي؟ لقد تركت منزل خالي براين بمجرد ان توفى لكني املك هاتفها ربما ان اتصلت تجيبني اسرعت نحو هاتف المنزل واتصلت بالرقم فرد على من يقول:.

- من معي؟
- العمة شارلوت؟
- لا انا ايميليا الخادمة
- هل يمكنني ان احدثها اذن؟
- من اخبرها؟
- اخبريها ان جوزيفين تريد محادثتها
- حسنا
انتظرت قليلا ثم سمعت من تقول:
- الو؟
- اه العمة شارلوت؟
جاءني صوت هادئ يقول:
- اجل يا جوزيفين كيف حالك؟
- بخير وانت؟
- على ما يرام، ما خطب هذا الإتصال المفاجئ؟
قلت بحرج:
- لقد اتصلت لأني اريد محادثتك في بعض الأمور تتعلق بخالي وامي
ضحكت ثم قالت:.

- اذن فقد حان الوقت على كل حال هذا عنواني(، ) سأنتظرك يوم الثلاثاء القادم
- حسنا
- والأن اعذريني فلدي امور متعجلة
فقاطعتها:
- لا بأس، سلام
قلت في ظفر:
- اخيرا يمكنني الحصول على بعض المعلومات كما يمكنني الذهاب الى الرحلة قبل ان اقابلها جيد جدا.

لسبب ما اشعر ان الأمور لن تسير كما هو مخطط لها لكن ليس لدي ما افعله كما ان الأيام مرة بسلاسة حتى يوم الرحلة كنت سعيدة جدا ثلاث ايام. ثلاثة ايام وحدي اتمتع بهذه الرحلة دون ان يدس احد اخوتي انفهم في شؤني.
تجمع الطلبة امام البوابة في انتظار الحافلة وانا وكاثرين بينهم نتحدث ثم توقفت عن الحديث حين رأت ادجر يقترب والتفتت لي:
- وداعا جوزيفين.

هكذا! تركتني واسرعت نحوه وقبل ان احتج شعرت بيد احدهم على كتفي فقفزت مترا في الهواء والتفت لتقابلني ابتسامة ساخره لا تتغير وجين يقول بسخرية:
- هل افزعتك؟
- جين؟
- اجل هل كنت تتوقعين شخص اخر؟
قلت ببرود:
- ماذا تريد؟
- ماذا اريد اهكذا تقابليني؟ الم تسمعي لقد تم تقسيمنا الى مجموعات مكونة من اثنين لمنع التنقل الفردي حتى لا نفقد احد الطلاب
رفعت حاجباي في عدم فهم الى ما يرمي ثم قلت فجأة:
- لا. لا تقل لي انك؟

- اجل انا وانت معا
بحنق هتفت:
- لا اصدق
- جوزيفين لقد وصلت الحافلة فهل ستظلين عندك للأبد؟
فركبت وانا اغمغم:
- لا يوجد من هو اسوء حظا مني
جلست بجوار النافذة وجلس هو بجواري وهو يقول:
- يبدو اني سأحظى بالكثير من المرح في هذه الرحلة.

تجاهلته ونظرت الى النافذه وانا اراجع جدول الرحلة اولا سنذهب الى الملاهي ثم نعود ليلا الى الفندق الذي حجزته لنا المدرسة وفي اليوم التالي سنزور عددا من المعالم السياحية والمتاحف وفي اليوم الثالث سنذهب الى مركز تجاري ضخم يعتبر احد اكبر مراكز التسوق في البلاد لكننا لن نمكث هناك كثيرا حتى يمكننا الذهاب الى المرصد ليلا ثم العودة وكل هذا ممتع وجميل لذا يجب ان اتخلص من جين حتى استمتع:.

- لا تفكري في الأمر حتى
- اي امر؟
- التخلص مني بالطبع
قلت بدهشة:
- اتقرأ الأفكار هذه الأيام؟
- لا لكن هكذا يعمل عقلك
نظرت له فترة ثم قلت:
- جين سأقدر لك لو صمت حتى نصل
ثم استدرت مرة اخرى الى النافذة وانا اهدئ قلبي الذي لسبب ما يدق بسرعة انا هكذا منذ جلس بجواري هل انا بخير؟ هذا الشعور بدأ يضايقني لكثرته في الأونة الأخيرة ومن العدم سمعت ذلك الصوت الرفيع يقول كأنه صفارة انذار:.

- جين لم تجلس هنا؟، هيا اننا نلهو ونغني بالخلف تعال معنا
قالتها وهي تجذبه من ذراعه نظرت الى الفتاة لأجدها نفس الفتاة التي كانت تتشبث به عندما انتهى من مبارته تجاهلتها تماما فلتذهب هي وما تقوله الى الجحيم، ان ما يغظني بحق هو ذلك الشعور بالضيق والإنزعاج عندما اراها:
- اسف يا الكس لن استطيع يمكنك اللهو بدوني
- لكن...
- انا لا اريد.
نظرت لي ثم له ورحلت في غضب فقلت بعد برهه:
- يبدو ان علاقتكما جيد؟

- تعنين الكس؟، لماذا تسألين؟
رفعت حاجباي وانا اقول:
- الفضول
ابتسم بخبث وقال:
- الفضول ام انك تغارين؟
- اغار؟ على من؟ ومن من؟ لابد انك تمازحني!
تغيرت تعابير وجهه وقال:
- اجل انا افعل
ثم صمت تماما حتى وصلنا الى الملاهي قام المشرفون بتنظيمنا وتحذيرنا من التحرك فرادى فلم استطع التخلص من جين لكن الجدير بالذكر بأني نسيت كل هذا عند دخولي الى حديقة الملاهي كنت منبهرة جدا في الواقع نظر لي جين في دهشة ثم قال:.

- اهذه اول مرة لك في الملاهي؟
- لا تكن سخيفا هذه ثالث مرة
- اتمزحين؟
لا للأسف لم اكن امزح فسيتو لم يوافق على ذهابي بمفردي الى اي نوع من الملاهي كما انه لم يكن متفرغا للذهاب معي وكذلك بيتر ودريك والمرتان الوحيدتان التي ذهبت فيهما الى الملاهي كانتا مع خالي براين لذلك كنت متحمسة اكثر من الازم هكذا اخذت اجذب جين في كل اتجاه ممكن ونحو كل لعبة الذي قال في استمتاع:.

- يبدو اني سأخوض تجربة لا بأس بها من كل هذا
لم اعلق على ما قال رغم اني لم افهم ما يعنيه او ما يقصده وما علاقته بما نحن فيه الأن فكل ذلك لا يهم الأن يجب ان انتهز هذه الفرصة فمن يدري ربما لا يسمح لي سيتو بمثل هذه الفرصة مرة اخرى.
- لا اصدق الازلت تريدين تجربة المزيد!
- طبعا
قلتها وانا انظر الى ساعتي لأجد انها السادسة مساء اي لم يبق الكثير على موعد التجمع يجب ان اجرب المزيد لكن جين قال:.

- انا غير قادر على اكثر من ذلك لن استطيع ركوب لعبة اخرى
قلت بتبرم:
- لكني اريد ان اجرب الألعاب المائية
قال بصوت يغلب عليه الإعياء:
- وحدك يا عزيزتي وحدك وسأنتظرك امام اللعبة مباشرة
كنت انا مستمتعة الى اقصى حد ولا اصدق ما اقول لكن للحق ان صحبة جين ممتعة لكنه تعب سريعا:
- اذن اراك لاحقا.

ثم انطلقت نحو الألعاب المائية وقد جربت منها الكثير واحداها كانت على ارتفاع امكنني به رؤية ما حولي من المدينة وكذلك رؤية جين وهو يتحدث الى تلك الفتاة الكس فعاد لي ذلك الشعور المزعج ثم من تظن نفسها؟، حين انتهيت من اللعب كانت ملابسي قد ابتلت تماما وعندما خرجت وجدت جين في انتظاري امام اللعبة وهو يقول:
- هل استمتعت؟
لا لم افعل بسبب ما رأيت لكن هل يمكنني قول ذلك؟ بالطبع لا فقلت:
- اجل.

نظر الى ملابسي المبتلة وقال:
- هذا واضح هل ما زلت تريدين...
- لا لن اجرب المزيد من الألعاب لقد اكتفيت
- اذن ما رأيك في مكان هادئ للجلوس حتى موعد التجمع
قلت بهدوء:
- حسنا، لم يبق سوى نصف ساعة على اية حال
وجدنا مقعد فارغ فجلسنا فيه ويوجد ما يشبة الحديقة امامنا كان الجو باردا خصوصا وان معظم ملابسي مبتلة فقال جين:
- لسوء حظك انك قد تبللت تماما وانا لا ارتدي معطفي هذه المرة لأعطيك اياه
قلت ببرود:
- ها ها.

- ماذا بك لم تغير مزاجك فجأة؟
- لم يتغير
شعرت بيده تداعب شعري وهو يقول:
- بل تغير
قلت وانا ارفع يدي لأبعد يده عن شعري:
- قلت لك لم يتغير. جين كف عن ذلك
وبحركة حادة حاولت ابعاد يده لكن ما حدث كان العكس لقد تصدى لي مما دفعني الى الخلف واختل توازني لأجد نفسي مستلفية على الكرسي بينما انحنى على جين ساخرا:
- ماذا بك يا جوزيفين انها مجرد دفعة صغيرة
حاولت ان اعتدل لكنه ضغط على كتفي فلم استطع الحراك وانحنى اكثر:.

- الى اين؟
قلت وقلبي يكاد ينفجر من شدة الضربات وسرعتها:
- جين. كف عن هذا
تحسس وجهي وهو يقول:
- وماذا ان لم افعل؟، تبدين جميلة جدا بهاتين الوجنتين المتوردتين
قلت بإنزعاج:
- ليستا كذلك
تحسس بأحد اصابعه شفتاي ثم همس:
- انت تكذبين.

بينما زاد من انحنائه حتى اصبح لا يفصل وجهينا سوى بضعة سنتيمترات اكاد اشك انه يمكنه سماع قلبي يجب ان يتوقف فنظرت له مباشرة وكانت يحرك يده نحوي فجأه شعرت بالخوف بل بالرعب يتملكني واتسعت عيناي وصحت:
- ابتعد. لا
ثم دفعته بعنف ومع الدفعة اختل توازني ووقعت ارضا ثم اعتدلت بسرعة وعلى وجهي نظرة فزع لا تخطأها العين...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة