قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والعشرون

- جوزيفين هل انت بخير؟
قالها جين وهو يمد يده لي فقلت: - لا. لا تلمسني. ارجوك
عقد حاجبيه وقال في تساؤل: - جوزيفين؟
انه ذلك الشعور بالخوف والعجز الذي احسسته عندما كنت مع يوجين في تلك الليلة لكن لماذا اشعر بذلك الأن؟ : - هذه ردة فعل مبالغ فيها الا ترين هذا؟
لم ارد ان اثير شكوكه فما حدث مع يوجين لابد ان يبقى سرا فقلت: - اعتقد ان علينا الذهاب انه موعد التجمع.

بدأت ادرك ان ما حدث لي هو تأثير جانبي من تلك الحادثة واني لم اطوي تلك الصفحة كما ظننت فتنهدت. انا هنا لأستمتع بوقتي لا لأهدره في هذه الأمور على ان انسى واركز فيما انا فيه الأن.

((نظر جين الى ذلك التعبير الهادئ الذ ارتسم على وجه جوزيفين بينما هي نائمة على كتفه خلال عودتهم في الحافلة بعد ان ارهقها اليوم فنامت ثم تنهد وهو يفكر في ردة الفعل الغريبة التي ابدتها اليوم وهي لم تفعل ذلك من قبل فما الذي استجد رغم ان ذلك ضايقه بشدة الا انه تظاهر بالهدوء ولم يسأل ربما لأنها بدت خائفة جدا، لكنه سيعرف السبب بأي طريقة. يجب ان يعرف كيف يفوته شيء كهذا لكنه نظر اليها ثانية فلم يملك نفسه الا وهو يبتسم ويمد يده يزيح بعض خصلات شعرها ثم انحنى عليها وهمس: - متى تنتهي هذه اللعبة؟

ثم طبع قبلة على جبهتها قبل ان يعود لجلسته السابقة. ))
ايقظني جين حين وصلنا الى الفندق واخبرني برقم غرفتي فقد كنت ناعسة جدا فلم اسمع، اتجهت اليها مباشرة وغيرت ملابسي بسرعة ثم ارتميت على الفراش وانا اقول: - فندق رخيص اخر.
- جوزيفين. جوزيفين
سمع صوت ضحكات ثم ظهرت امامه طفلة تضحك وهي تقول بلهجة طفوليه: - قادمة.
فقال لها معاتبا: - الم اخبرك ان تبتعدي عن سيتو وهو يستذكر دروسه.

فرددت ببراءة: - لكني اريد ان العب معه
- لا. لا يجب ان تزعجيه
فقالت في تبرم: - لكني اريد ان العب معه كما ان سيتو يظهر تعابير غريبة وهو يذاكر وهي مضحكة
وضحكت فقال: - لكني قلت الا تزعجيه
- اذن، اذن فلتلعب انت معي
ابتسم وانحنى عليها يحملها بين ذراعيه: - الا تفكرين في شيء غير اللعب
- لا. لا افكر فلتلعب معي
ضحك وقال: - انت لحوحة اكثر من الازم وانا مشغول فلا استطيع.

- لا انت لست مشغولا انت تقرأ في ذلك الكتاب مجددا
نظر الى الكتاب وتغير وجهه تماما ثم نظر الى جوزيفين وقال: - اذن ما رأيك ان نلعب لعبة لكنها صعبة
قالت بتحدي: - لا يهم لنلعب
- لن نلعبها الأن لكن...
واشار الى الكتاب واكمل: - اترين هذا الكتاب سيكون حياتك كلها
- لا افهم؟
قالتها وقد تقلص وجهها في عدم فهم فكان جوابه: - لا يهم ان تفهمي الأن لكن عديني انه عندما يحين الوقت ستفوزين.

قالت بكل فخر: - بالطبع وسأجعلك تفخر بي، هل ستشتري لي حلوى اذا فزت؟
نظر لها لحظة ثم همس: - اتمنى لكن اللعبة لا تبدأ وانا على قيد الحياة لكن لا تقلقي سواء فزت او خسرت فأنا دائما فخور بك
لم تفهم شيئا لكنها اومأت برأسها ثم قالت: - انا جائعة
- مار رأيك لو اعددت لك شيئا
- لا انا لا اريد شيئا انت صنعته انت لا تستطيع الطبخ وانا لا احب طعامك
- الا تظهرين لي بعض الشفقة
- ما معنى شفقة؟، لا يهم. انا جائعة. جائعة.

- حسنا. حسنا
فتحت عيناي بصعوبة شديدة وانا اتنهد، لماذا حلمت بذلك؟ اعني انها ذكرى بعيدة جدا انها تجعلني اتذكر، براين. خالي، نفضت الأمر عني وحاولت ان اقوم لكن جسدي ابى ان يتحرك. ربما انا بحاجة الى المزيد من النوم، سمعت طرقات على باب الحجرة فحملت نفسي حملا الى الباب وانا اشعر بإعياء شديد فتحت الباب لأجد امامي جين فاستندت على الباب وانا اقول: - ماذا الأن؟ ماذا تريد؟

نظر لي بدهشة وقال: - ما هذا الذي ترتدينه؟ لا تخبريني انك كنت نائمة؟
كنت ارتدي سرولا قصيرا جدا وقميص قلت بصوت يغلبه التعب: - بالطبع كنت نائمة
- هل تعلمين كم الساعة الأن؟
نظرت له بتساؤل: - انها الواحدة مساء
اتسعت عيني وصحت: - لا يمكن
- انهم على وشك الذهاب.

كان كل جسدي يؤلمني وانا احركه بصعوبة ومع ذلك الشعور بالإعياء لم تعد قدماي قادرتان على حملي فاختل توازني فاستندت على الباب كي لا اقع لكني وقعت على اية حال.
-...
-،!
- 38 درجة. لديك نزلة برد
قالها جين وهو يمسك بالثرمومتر وانا مستلقية على الفراش ثم اتبع بغيظ:
- الم تجد يوما اخر كي تمرضي فيه هذا بسبب ركوبك المتكرر للألعاب المائية.

اما انا فشعرت بنفس الغيظ من نفسي في الواقع لأن هذا يعني اني لن ارى المعالم السياحية وفوق كل هذا على ان الزم الفراش اليوم ان كنت أأمل في متابعة الرحلة غدا، قلت:
- لا اصدق
نظر لي جين بقلق وقال:
- ان وجهك محمر بشدة
هذا طبيعي فأنا اتنفس بصعوبة الألم يتزايد في جسدي:
- سأحضر بعض الأدوية وربما كمادات...
قاطعته:
- الن تذهب مع بقية الطلاب؟
قال بغيظ:.

- بالطبع لا استطيع فلا يمكنني التحرك بمفردي وانا لن الازم مشرفا طوال اليوم انا لست طفلا، ثم ان لم امكث هنا من سيعتني بك؟
واستدار ليرحل ورغم ما اشعر به من ارهاق واعياء لكني شعرت بالسعادة لم قال رغم ان موثه معي اضطراري لكن لا بأس، اغمضت عيني محاولة النوم، حين استيقظت وجدت جين لايزال بجواري وقد شعر اني استيقظت فقال وهو ينظر لي:
- ان حالت تتحول من سيء لأسوء
اومأت برأسي فيمكنني الشعور بهذا:.

- اسمعي توجد صيدلية بداخل الفندق سأهبط لأسأل الطبيب عن اي دواء قوي في حالتك هذه فلا يمكن ان تبقي هكذا لأكثر من ذلك
قلت بصعوبة:
- لا اريد ادوية
- ما هذا الذي تقولينه انت حتى تواجهين صعوبة في الكلام
قالها ورحل ثم عاد بعدها بخمس دقائق وفي يده اقراص من داء ما:
- خذي لقد قال الطبيب ان هذا الدواء قوي ومفعوله سريع.

وقرب لي كوب ماء وحين مددت يدي لألتقط منه الكوب نظر الى يدي بتعجب لحظة لكنه لم يقل شيئا فحمدت الله فلا ادري بما سأجيبه ان سأل ثم انه ساعدني على النهوض وكانت ياقة القميص الذي ارتديه مفتوحة لتظهر عنقي بوضوح وجزء من كتفي لكن جين نظر لي في دهشة قام بحركة حادة وجزب ياقة القميص بعنف جعلتني اسقط كوب الماء وقال بصوت مرتفع:
- ما هذا؟
لم افهم ما يعنيه لكن ازرار القميص على وشك ان تقع من شدة الجزبة فقلت:.

- ماذا بك؟ هل جننت؟
طبعا كنت اضعف من ان اقاوم لكن هذا لا يعني بقائي ساكته مددت يدي ابعد يده عن ياقة القميص لكنه هتف:
- اخبريني ما هذا؟
عقدت حاجباي ونظرت الى ما يشير فاتسعت عيني للحظة. للحظة فقط لكنه لاحظ ذلك ثم امسك معصمي وقال مشيرا الى كدمة عليه قائلا:
- وهذا ايضا
صمت كيف لي ان اجيب، هذه كدمات خلفها يوجين وهذا مفهوم فلا يمكن ان تمر حادثة كتلك دون ان يترك اثرا على جسدي فقلت:.

- انها، انها مجرد خدوش بسيطة حدثت وانا استحم بالماء الساخن
ضغط على معصمي بقوة:
- لا تكذبي، هل تظنني ابله؟ هذه علامات تقيد واضحة تلك التي على معصمك واما ما على عنقك فهي كدمات حديثة اخبريني ما هذا؟
- جين. هذا يؤلم. يدي
- جيد لأني لا انوي تركها حتى تخبريني ما هذا بالضبط
المشكلة اني في حالة لا تسمح بتأليف كذبة متماسكة تلائم الوضع ورأسي يؤلمني فقلت:
- حسنا سأخبرك لكن اترك يدي
فتركها على الفور فتابعت:.

- لكن اعلم ان ما سأقوله سيبقى سرا انت لن تخبر احدا بشيء خاصتا اخوتي لقد بدأ الأمر كله برسائل تهديد، وهذا كل ما حدث
بدا جين هادئ للغاية ولم يتفوه بكلمة عن الموضوع لكنه اعتدل وقال:
- انت بحاجة الى قسط اكبر من الراحة
ثم استدار فقلت:
- الى اين انت ذاهب
- لقد عاد الطلبة وستقام حفلة صغيرة على حضورها اما انت فيجب ان تنامي وسيكون ذلك افضل بدوني.

عندما انتهى شعرت بإحباط لا ادري لماذا ثم تذكرت تلك الفتاة المدعوة الكس ومع هذا وذاك وجدت نفسي اقول:
- لا، لا تذهب
رفع احد حاجبيه فكررت:
- انا لا اريدك ان تذهب
- ماذا؟!
ان مجرد التفكير ان تلك الفتاة قد تكون موجودة يزعجني بحق:
- انا، لا اريدك ان، تراها
احمر وجهي عندما ادركت ما اقول ماذا بي؟ لابد انه البرد لكن جين ما كان ليترك فرصة كهذه ابدا وقال:
- اراها؟
ادرت رأسي عنه:
- لا. لاشيء.

وبعد ان كان يتجه نحو الباب توجه نحوي والفضول يملأه:
- على من يعود الضمير المؤنث؟
- ق. قلت لا شيء
نظر لي في ثبات ثم قال باستمتاع:
- اتعنين الكس؟
ازداد ارتباكي وخجلي فعلم انه اصاب في مقتل:
- لا. لا انا. انا لا اعني احدا
اقترب مني وهو يقول:
- ما هذا؟ هل تغارين يا جوزيفين؟
بلا تردد قلت:
- لا يمكن
اتسعت ابتسامته:
- همم حقا؟
تدثرت بالغطاء بالكامل وقلت وانا اسفله:
- لا يهم. اذهب.

لكني سمعته يجر كرسي ويجلس عليه وقال بصوت يشوبه شيء من السخرية:
- لا تقلقي لن اذهب لأي مكان كان عليك اخباري بالسبب من البداية
- حقا لن تذهب؟
- اذن فقد كنت تريدينني فعلا
قلت بغضب تحت الغطاء:
- ايا يكن فقط ابق حتى انام
كنت انا قد بدات انام فعلا لابد انه تأثير المسكن والتعب وما هي الا لحظات قار وقد غبت في نوم عميق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة