قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثلاثون

استيقظت في تمام الثامنة صباحا في اليوم التالي وانا اشعر بحيوية واني بخير فقلت وانا اتثائب:
- يبدو اني شفيت
انتويت ترك الفراش لكن ما رأيته امامي اوقفني تماما وهمست:
- لا تقل لي...

لقد كان جين جالسا على الكرسي المجاور للفراش ونصفه العلوي يستند على الفراش، انه نائم! لا يمكن. هل جلس هنا طوال الليل؟ لا اصدق! نظرت اليه لفترة كان مستغرقا في النوم ولم ادر ماذا افعل به؟ انه يبدو مختلفا في هذه الوضعيه. يبدو اصغر فهو دائما يعطيني انطباع بأنه اكبر مني بكثير ربما طوله ايضا ويبدو اكثر هدوئا واقل برودا وسخرية، ابتسمت وانا اتذكر انه مكث هنا لأجلي وبخفوت قلت:
- جين
فلم يستجب فكررت:
- جين.

لكنه لم يتحرك فوضعت يدي على رأسه عله يستيقظ لكن ما اثار اهتمامي كان شيئا اخر:
- اوه انه ناعم
ان شعره ناعم فعلا فتحسسته قليلا ثم همست:
- لم اشعر اني سأخسر؟
انظري لنفسك يا جوزيفين! اتسمعين ما تقولين؟ المفترض ان هذا هو اكثر شخص تكرهينه ولا يمكنك ان تخسري امامه ابدا. تحرك جين قليلا فأبعدت يدي ثم فتح عينه واعتدل وهو يضع يده على رأسه كناية عن الصداع وسأل:
- كم الساعة الأن؟
- لقد مكثت هنا طوال الليل لا اصدق!

قال ببرود:
- الم تكوني انت من اصر علي بعدم الذهاب
- انا. انا لم اقل شيئا كهذا.
قلتها بوجه قد تحول الى الأحمر فرد باستخفاف:
- فقط اخبريني كم الساعة الأن؟
- انها الثامنه
هب واقفا وهو يقول:
- لقد تأخرت
ومن ثم فإنه عدل ملابسه و انحنى على واضعا يده على جبهتي وقال:
- جيد لقد زال البرد
اسرع بالخروج وهو يقول:
- لا ترهقي نفسك.

بمجرد ان خرج نظرت الى المرآه ليطالعني وجه محمر بشدة، اهذه انا؟ ماذا بي؟ على كل قمت مسرعة فقد تأخرت انا ايضا استحممت بسرعة وغيرت ملابسي وخركت اعدو الى بهو الفندق فهناك سنتجمع، وقفنا في صف واحد وامامنا المدرسين يلقون علينا نفس التعليمات كل يوم لكن اليوم اضافوا شيئا جديدا:
- يمكنكم ان تنفصلوا عن رفقائكم لكن بشرط عدم التجول وحدكم مطلقا.

هكذا انفصلت عن جين واصبحت في مجموعة كلها فتيات هذا تبيعي فسنذهب المركز التجاري اليوم (mall) ولقد ادخرت لهذا اليوم طبعا هذا المول اكبر بكثير من الذي في مدينتنا لذلك فقد اشتريت الكثير خصوصا واني لا اتسوق بل كل ما احتاجه دائما موجود لذا لقلما اذهب اليه وتفقدت عددا لا يحصى من المحلات ثم حين اصبحت الساعة الخامسة مساء جلست انا وكاثرين واغلب الطلاب في مطعم بداخل المول لنتناول الغداء المتأخر بعد ان انهكنا التجول طيلة اليوم كنت اثرثر انا وكاثرين حين سمعنا صرخة احدى الفتيات ثم رأينا تجمع لطلاب فأصابنا الفضول فذهبت انا وكاثرين الى التجمع وابعدت بعض الطلبة حتى وصلت الى مقدمة الحدث فإذا بي ارى جين يقف وهو يمسح الدم الذي خرج من شفتيه الممزقتين وينظر بإحتقار الى جسد ملقى على الأرض يتأوه ويسب دققت النظر ثم قلت في دهشة:.

- يوجين
وثب ذلك الأخير معتدلا واشتبك مع جين مرة اخرى. كانا يتشاجران بعنف وهناك الكثير من الدم يسيل من وجه يوجين فقلت:
- ماذا يحدث؟ لماذا يتشاج...
تذكرت ما قلته لجين البارحة:
- يا الهي
ان يوجين يقاتل باستماته لكن هيهات ان جين ابرع واقوى وهكذا لكمه جين في فكه فألقاه ارضا ثم وثب فوقه واخذ يلكمه حتى تكونت حولها بركة صغيرة من الدماء فشهقت وتحركت مسرعة نحوهما وانا اصرخ:
- ماذا تفعلان؟ جين توقف.

لكنه لم يتوقف كأنه لم يسمعني فصرخت:
- توقف يا جين
في نفس الوقت الذي وقفت فيه حائل بينه وبين يوجين وقلت:
- هذا يكفي
نظرت الى عينيع مباشرة لكنه لم ينظر لي بل ظل يحدق في يوجين بغضب وازدراء هنا ظهر احد المدرسين وهو يقول في دهشة:
- ماذا حدث هنا؟
طبع من حقه ان يسأل فيوجين ملقى على الأرض فاقد للوعي وانا احاول منع جين من الوصول اليه، اعتقد انه سيكون من الصعب شرح هذا...

- ما هذا التصرف يا جين؟ انه غير مبرر وانت ترفض الإجابة على اسئلتنا او اخبارنا عن السبب
رد جين بهدوء:
- اعتذر عما حدث
فصرخ احد المدرسين في غضب:
- الأمر ليس بسيطا لكي ينتهي بإعتذار انه فاقد للوعي في احدى المستشفيات وفوق كل هذا انت هو رئيس مجلس الطلبة المفترض ان تكون قدوة للطلاب
ثم تنهد وقال:
- ان ما فعلته كارثة لقد جائنا اتصال من المدير يفيد بأنك مفصول ليومين حتى نرى ماذا سيفعلون بك.

لقد قيل كل هذا امامنا في الفندق بعد ان اعادونا اليه في ظل تلك الأحداث لكنهم اخبرونا اننا رغم كل شيء سنتابع نظام رحلتنا وسنذهب الى المرصد فاستعدينا وبالطبع الكل مشغول بتحضير اشيائه فنحن راحلون بينما انا كنت في حالة من عدم الفهم، هل كان جين غاضبا الى هذه الدرجة؟ لكني اخبرته ان يوجين سيفصل من المدرسة بعد انتهاء العام الدراسي اذن لماذا فعل هذا؟، انا ارهق نفسي بالتفكير علي ان اجهز حقيبتي هذا هو كل ما يهم الأن بعد ساعة كنا نقف صفا كي ندخل المرصد لكني لم ارغب حقا برؤية اي شيء بعد ما حدث اليوم فهربت من الصف واتجهت الى المرج المحيط بالمنطقة ثم القيت بجسدي المرهق على العشب وانا اتنهد مستلقية اراقب النجوم فالمنطقة معزولة لذلك من السهل رؤية النجوم كما انها في اتم الوضوح ان المنظر خلاب فعلا:.

- انت هنا اذن
كان هذا صوت جين المميز ثم اخترق وجهه مجال رؤيتي قلت وانا اعتدل بحركة حادة:
- جين ماذا تفعل؟
قال بسخرية:
- ادخل الى مجال رؤيتك
نظرت اليه ببرود ثم قلت:
- ليس هذا، أأنت احمق لتفعل ما فعلته اليوم مع يوجين في المطعم؟
نظر لي بوجه خال من التعابير مما جعلني اهتف:
- لم فعلت هذا؟ من الجيد انك لم تفصل نهائيا
رد بنفس الوجه:
- انت حقا لا ترين الواضح من الأمور اليس كذلك؟
- ماذا تعني؟

- لا شيء فقط ابتعدي عن يوجين
- انا اقوم بأفضل ما عندي بالفعل ثم انه ليس لك الحق لتأمرني
- بل لدي الحق عندما يكون الأمر متعلق بمصلحتك
قلت بغضب:
- انا اعرف مصلحتي وانت لا تملك اي نوع من السلطة علي
- بل املك، لا تنسي انه بإمكاني اللعبة وجعل سلطتي مطلقة عليك
قالها ببرود وكأن الأمر لا يعنيه اطلاقا مما زاد من غضبي وجعلني اصيح وانا الوح بيدي لأصفعه:
- ايها ال...

لكن يدي لم تصل الى وجهتها لقد امسك يدي واعتصرها وهو يقول بنفس البرود:
- لا تجرئي حتى، وتذكري لازلت املك سلطة فنحن بعد كل شيء مخطوبين
شعرت بالخوف وهذه ليست اول مرة فقد شعرت بنفس الشعور منه عندما تشاجرت مع نيجل، لم استطع الرد وقفت محتقنة الوجهه حين:
- مخطوبين؟!

نظرت بدهشة الى مصدر الصوت لأجد كاثرين تحدق بنا في دهشة. اوه لا لقد سمعتنا فعدت ببصري الى جين وسحبت يدي من يده بعنف وتركته ورحلت وكاثرين من خلفي:
- جوزيفين انتظري ما معنى ما سمعته؟ ما علاقتك برئيس مجلس الطلبة؟
لم ارد فقالت:
- لم لا تجيبين؟ لم تخفين عني امرا كهذا؟
كنت انا اغلي غضبا ولم اعد اتحمل فانفجرت:
- لست وحدي التي تخفي الأمور مثلك تماما وحادثة نيجل ثم كفي عن الأسلة يا كاثرين فلم اعد احتمل.

وتركتها واقفة في مكانها مدهوشة من ردي هنا رن هاتفي فنظرت له لأرى رجلا ليس مسجل.
((ركل الحجر بكل قوته وقال بغضب:
ما الذي افعله؟ ))
اجبت المتصل:
- الو؟ من معي؟
- جوزيفين؟
كان الصوت مألوف يتحدث بإنهاك وبسرعة فقلت:
- ريتشارد؟ كيف؟
- لا يهم. المهم الأن ان تسمعي جيدا كل حرف اقوله فأنا لا املك الوقت
كان صوته يرتجف قليلا فأسرعت قائلة:
- حسنا.

- اسمعي جيدا ودوني ما اقول، إن واقول إن حدث واختفيت فعليك وعلى الفور ان تتصلي بهذا الرقم (، ) افهمتي؟
- ماذا تعني ان اختفيت؟ هل حدث شيء؟
- ليس الأن
- ماذا حدث؟ اخبرني!
تنهد وقال:
- فقط جدي القاتل وانتقمي لنا
- ماذا، ريتشار؟ ريتشااارد؟!

نظرت الى هاتفي لأجد ان الخط قد انقطع تصاعد قلقي واعدت الإتصال بالرقم لكنه لم يرد على فأعدت الإتصال مرة اخرى لكن النتيجة واحدة. ماذا حدث؟ الكارثة اني لا ادري اين يسكن؟ ماذا افعل؟ لم اعد احتمل ان ابقى خارج اطار الصورة يجب ان ادخلها يجب ان افهم، ما لم اعلمه اني كنت في مركزها بينما الصورة ترسم من حولي، حاولت اقناع نفسي اني سأره في المدرسة، وها نحن داخل الحافلة في طريقنا لرحلة العودة، واخيرا وصلنا الى المدرسة فترجلنا، كانت السيارة الخاصة بي افي انتظاري فقلت:.

- غريب انهم مبكرون عن كل مرة
هكذا ركبت السيارة وانطلق بي هنري الى المنزل طرقت الباب كسلا ان افتحه بنفسي ففتحت لي الخادمة وهي تقول:
- انسة جوزيفين سيد سيتو يريدك في غرفة المعيشة
اتجهت نحوها وانا اتسائل عن السبب دخلت لأجد الثلاثة في انتظاري وهم يرتدون ملابس رسميه كأنهم عادوا لتو فقلت بإرهاق:
- ماذا هنالك؟
احسست ان بيتر يحاول الإجابة لكنه لم يستطع فقال سيتو بعد فترة من سؤالي:.

- لقد. لقد ماتت العمة شارلوت مقتولة هذا الصباح.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة