قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والثلاثون

اغمضت عيني ثم حين سمعت الصوت الخفيض الذي يتسبب فيه كاتم الصوت انتظرت ان اشعر بألأم الرصاصة لكن. لكني لم اشعر بشيء فتحت عيني لأجد امامي شخص يحول بيني وبين ذلك الرجل والدم يسيل من ذراعه. لقد تلقى الرصاصة عني قلت برعب وانا انظر الى الدماء: - من. من انت؟
لكنه لم يرد بل قال بصوت غريب مفتعل: - اهربي.

كان ملثما فلم ارى وجهه لكن الصوت المفتعل يعني شيئا واحدا فقط انا اعرف هذا الشخص ولو سمعت الصوت لعلمت من هو. ربما انا لست متأكدة الأهم انه اشتبك مع الرجل الذي كان يهاجمني وقد جرده في براعه واضحه وهاجمه في مهارة، من هذا؟ لكن الرجل الضخم لا يقل براعة من الجيد اني لم اشتبك معه اكثر فمستواي لا يسمح بينما هتف الرجل مرة اخرى: - اهربي.

لكني لم اتحرك فأنا لست من النوع الذي ينصاع بل حاولت التقدم لأساعده حينها امسك احدهم معصمي وقبل ان اتخذ اي ردة فعل استوقفني الصوت قائلا: - عليك العودة لا يجدر بك الإشتباك في هذا هي.

لم يكمل حين رأي الدهشة تتجسد على وجهي في اعتى صورها فالذي يكلمني ويمسك معصمي شخص ليس من المفترض ان يكون هنا ولا حتى ان يعلم اين انا ومع ذلك فقد استجبت لكلامه في صمت فجذبني بحذر خارجين من هذا المكان تاركيين الرجلين في عراكهما.
نحن الأن امام باب منزلي وانا لازلت احاول التغلب على دهشتي ثم نظرت الى الشخص الذي اخرجني من المكان وقلت: - كيف علمت مكاني؟ كيف؟ اخبرني!
لم يرد فقلت بحده: - اجبني يا هنري!

لكنه ظل صامتا يحاول تنسيق كلامه ثم اخيرا قال: - فلنتفاهم في الداخل ان اخوتك قلقون عليك
- لا اريد ان اعلم كيف وصلت الى هذا المكان؟
تنهد وقال: - لن ترغبي بسماع هذا
عقدت حاجباي في عدم فهم وانا اسأل بحذر: - ماذا تعني؟ هل. هل انت مشترك فيما يحدث؟
بإقتضاب قال: - لا اطلاقا
جذبت كم قميصه وقلت: - اذن اخبرني
جذب كم القميص في عنف وقال بصرامة: - كفي عن هذا يا جوزيفين.

اتسعت عيناي في دهشة فهذه اول مرة ينادني فيها باسمي مجردا دون القاب كما انها المرة الأولى التي يكلمني فيها بهذه الطريقة حتى اني عجزت عن الرد لفترة قبل ان ابتلع دهشتي واقول بمرارة: - الأن انا جوزيفين؟
تابع كأنه لم يسمعني: - الأن هلا دخلتي الى اخوتك انهم قلقون
وجدت نفسي انفذ ما يقول دون ان اجادل...

بعد انتهاء مهرجان الأسئلة والإستجواب ثم التوبيخ توجهت مباشرة الى حيث يوجد هنري فنحن لسنا في فيلم هنا كي اجرح واترك الموضوع يفلت هكذا دون معرفة كيف وصل الى حيث كنت؟ لن اتركه في حاله قبل ان اعرف كل ما لديه انا لست طفلة صغيرة كي تتم معاملتي بهذه الطريقة، وقفت امام هنري وسألت: - الا تنوي ان تخبرني؟
نظر لي بتمعن ثم قال: - يبدو انك عازمة على المعرفة مهما كانت المخاطر
- ماذا تعني؟

- اعني ان ما حدث اليوم سيتكرر من جديد انما هي البداية ومع ذلك انت مصرة على المضي قدما؟
- بالطبع ثم ان ما حدث اليوم ليس المرة الأولى لقد تم مهاجمتي من قبل حتى ان الأمر اصبح عاديا
- لن يكون الأمر كالمرات السابقة بل سيكون اشد خطورة
تنهدت وقلت: - لا تحاول فأنا لن اتراجع لذلك ان كنت تعلم شيئا فعليك ان تخبرني فأنا بحاجة الى كل معلومة ممكنه
اخفض صوته وهو يجيب: - ما سأخبرك به لن تتفوهي به لأحد.

اومأت برأسي فأكمل: - لقد عملت لدى هذه العائلة لأكثر من ثلاثة عقود لذلك فقد سمعت الكثير ورأيت الكثير وعلمت ما هو اكثر وبالتأكيد فقد لاحظت كما لاحظ الكثيرون حالات الموت المتزايدة في هذه العائلة لكن احدا لم يتكلم حتى الخدم حتى بدأ اسم مادلين يتردد على لسان افرادها
قلت بإنفعال: - هل تعلم من هي مادلين؟

نظر لي بأسف وقال: - لا. فالطريقة التي تتعامل بها عائلتك مع هذا الأسم كأنما لم يريدو قط ان يعلم انه كان له علاقة بهم ما اعرفه انه رغم قوة هذه المرأة الا انها ماتت مقتولة
- لكنك تقول انك لم تلقها!
- اجل هذا صحيح لكني سمعت عنها من سيدتي الأصليه التي وظفت لخدمتها في البداية
- من؟
- اوه الا تعلمين؟ اعني السيدة اجنس فلادمير الدن
- اه امي؟

صمت قليلا ونظر الى عيني مباشرة قبل ان يقول ببطء: - كلانا يعلم انها ليست والدتك وانك لا تنتمين الى هذه العائلة مما يزيد من تحذيري لك هذه ليست حربك لتخوضيها
نظرت له في دهشة ولسبب ما شعرت بألم من هذه الجملة لكني قلت دون ان اظهر هذا في صوتي: - حتى انت تعلم
- ليس انا فقط بل وكذلك سيتو
قلت بذهول:
- ماذا؟

- هذا طبيعي فأجنس لم تكن حامل حين اتت بك رضيعة وسيتو كان في سن تسمح له بملاحظة هذا حتى وإن لم يتكلم عنه احد كانت تريد حمايتك بأي طريقة لذلك تكتمو على الأمر حتى بيتر ودريك لا يعلمان لسبب ما كانت حايتها تحمل هدفا واحدا هو حمايتك لقد قالت لي مرة ان مادلين اخبرتها انك ستكونين السبب في موت الكثيرين ولأجلك قتل وسيقتل الكثير
-، هل. هل تعلم متى بدأ اسم مادلين يتردد؟

- اعتقد في نفس الوقت الذي سمعت فيه منها موت شخص يدعى جيمس ادم ان لم تخني الذاكرة لكن التاريخ بالضبط كان...
قاطعنا سيتو فجأه:
- انت هنا يا هنري كنت ابحث عنك لماذا تقف هكذا؟ هيا هناك مكان يجب ان اتواجد فيه خلال نصف ساعة
اشار اليه ان يتقدم فخرج هنري من المنزل مسرعا ليجهز السيارة، اردت ان اتبعه لكن سيتو اوقفني:
- ما الذي تفعلينه هنا؟ واين تظنين نفسك ذاهبة؟
- ام. اممم
- اذهبي الى غرفتك ونامي
قلت باستسلام:.

- حسنا
دخلت غرفتي وانا اسب والعن لماذا على سيتو ان يتدخل دائما، رغم كل شيء اعتقد اني حصلت على كم جيد من المعلومات لكن السؤال لايزال قائما ما علاقة مادلين بعائلة الدن؟ هذا ما فكرت به وانا بين النوم واليقظة.
في الصباح التالي حدث شيء غريب وانا اهبط السلالم رأيت سيتو يخرج من غرفته وهو يصفق الباب خلفه في عنف وغضب ثم هبط السلالم بسرعة وكاد يوقعني من فرط سرعته مر كأنه لم يرني قلت بغضب بعد غادر المنزل:.

- ماذا به؟
رد بيتر وقد رأى المشهد:
- يبدو منزعجا جدا. هل يمكن ان. اه يا الهي!
ثم اسرع خلف سيتو وخرج من المنزل هو الأخر فقلت:
- ماذا يحدث بالضبط؟
ذهبت لأحدث دريك لكني لم اجده فأدركت اني في المنزل وحدي بعد هينة قلت:
- لم يكن هذا المنزل طبيعي من البداية
تناولت افطاري ثم ذهبت الى المدرسة كأن يوما عاديا فيما عدا ان مجلس الطلبة كان يعمل اليوم بكفاءة مما يعني ان جين قد عاد تنهدت:
- جين.

ثم عدت ارمق الناس بتلك الأحجام الصغيرة وانا استند على سور سقف المدرسة في شرود وانا اتذكر الشجار الذي وقع بينه وبيني. ماذا كان اصلها بالضبط؟ نعم لقد بدأت بما فعله جين مع يوجين في المطعم لقد كان تصرف غبي من جين كان من الممكن ان يفصل نهائيا بسببه ثم الغير منطقي هو لماذا فعل ذلك؟ لا يمكنني ان اصدق ان هذا كان من اجلي فقد اخبرته ان يوجين قد نال جزائه، لماذا افكر في الموضوع اصلا؟ لم يشغلني؟ ولم هذا الشعور بالضيق في كل مرة اتذكر فيها شجاري مع جين؟ لسبب ما اريد ان اسمع تعليقاته الساخرة مجددا. بل واريد رؤيته. :.

- ماذا بك يا جوزيفين هل جننت؟
قلتها لتفسي في دهشة من افكاري، ركلت السور في غضب ثم اختفى هذا الغضب ليتحول الى ذهول و دهشة حين رأيت هذا المنظر الذي جعلني اميل برأسي على الصور لأتأكد مما اراه فالمسافة بعيدة من فوق. رأيت جين والفتاة التي تدعى الكس. كانا قريبين جدا من بعضهما لدرجة لا تحتاج الى ايضاح لما كانا يفعلان شهقت في صدمة وذهول:
اترين؟ انه لا يهتم. هذا هو جين لقد حاولت تحذيرك.

قالها وهو يلف ذراعيه حولي دون رد فعل مني وانا احاول استيعاب ما ارى. في حين همس يوجين بتلك الكلمات في اذني. اشعر بألم نعم بألم في صدري بل اشعر بأن نار جهنم تتأجج لا اظن اني تعبة او مريضة فلماذا؟ لماذا كل هذا الألم؟ وكأن هناك ثقل يجثم على صدري ورغبة عارمة في البكاء وكلمات يوجين جعلت الأمر اسوء. يوجين؟ هنا ادركت شيئا يوجين يحتضنني بين ذراعيه ويهمس في اذني بل ويداعب شعري وانا لا اقاوم؟:
- هل جننت؟!

قلتها صارخة وانا ابعده عني في غضب واشمئزاز.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة